المسيحية

القرآن وحي عربي للكتاب



القرآن وحي عربي للكتاب

القرآن
وحي عربي للكتاب

إن
الفخ الذي وقع فيه كل من المسيحيين والمسلمين، هو اعتبار دين القرآن غير دين
الكتاب أو معارضاً له. والقرآن من هذا الإفتراء برّاء. فالقرآن نفسه يتقدّم كوحي
موجز للوحي الكتابي، أنزله الله على النبي محمد (بلسان عربي مبين). ويُعلن القرآن
بصراحة أن سبب تنزيله هو هداية سكان شبه الجزيرة العربية، إذ لم يكن لهم من قبل
النبي “مُنذِرين” (أنبياء) كما كان لأهل الكتاب، اليهود والمسيحيين.
فيقول الله تعالى في القرآن:

 


(وإنه (القرآن) لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين (الروح القدس) على قلبك
(يا محمد) لتكون من المُنذِرين بلسان عربي مبين وأنه لفي زُبُر (كتب: التوراة
والإنجيل) الأولين (اليهود والمسيحيين)) (الشعراء 192-196).

 

فلا
بدّ من ملاحظة أن الوحي القرآني موجود (في زُبُر الأولين)، وأنه الوحي الكتابي
(بلسان عربي مبين). هذا يعني أن القرآن لا يختلف عن الكتاب بما أنه من الكتاب، ولا
يختلف عنه إلاّ من حيث اللغة، لأن القرآن باللغة العربية (وكذلك أنزلناه حكماً
عربياً) (الرعد 37).

 

لقد
أُنزل القرآن إنذاراً عربياً لأهل مكّة وضواحيها:

 


(وكذلك أوحينا إليك (يا محمد) قرآناً عربياً لتنذر أم القرى (مكة) ومن حولها)
(الشورى 7).

 

 

 

 يقوم
بعض المتعصّبين مُستصرخين بغضب دفاعاً عن القرآن، وقائلين إنّه ليس للعرب فقط، بل
هو هدى للعالمين. على هؤلاء أن يرجعوا إلى النص القرآني الموجه وحيه إلى عرب
“أم القرى ومن حولها”. إلاّ إنّنا نقول، نحن أيضاً، إنّما بذهنيّة
مختلفة، إنّ القرآن هو هدى للعالمين فرسالته هي من رسالة الكتاب الذي فيه هدى الله
وإرشاداته لسكان الأرض كافة، ولأن كل نبي أرسله الله هدى للعالمين.

 

أُنزل
الإنذار القرآني للعرب، دون سواهم، إذ لم يأتهم مُنذر من قبل، ليُنذرهم كما أنذر
قبلهم اليهود والنصارى.

 


(بل هو (القرآن) الحق من ربك لتُنذر قوماً ما آتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون)
(السجدة 3).

 

 الجدير
بالذكر أن كلمة “قرآن” تعني قراءة، كون القرآن “قراءة” عربية
للكتاب الذي أُنزل مُسبقاً بالعبرية (التوراة) واليونانية (الإنجيل)، وهما لغتان
لا يقرأهما العرب في الجاهلية.

 

 كان
العرب آنذاك يبرّرون جهلهم للروحانيات بحجة عدم تمكّنهم من دراسة الكتاب بلغتين
أجنبيتين. وكانوا يدّعون بفخر أنهم لو استطاعوا قراءة الكتاب، لكانوا أفقه من
طائفتي اليهود والمسيحيين بسبب ذكائهم المتفوّق. فآتاهم الله بالقرآن الكريم
لإعلامهم بما (في زُبُر الأولين) وذلك (بلسان عربي مبين)، أي بأسلوب عربي وبذهنية
عربية، لقطع حجّتهم ومعاقبة المرتدّين. فيقول الله:

 


(أن تقولوا (أيها العرب) إنما أنزل الكتاب على طائفتين (اليهود والمسيحيين) من
قبلنا وإن كنّا عن دراستهم لغافلين أو تقولوا لو أنّا أُنزل علينا الكتاب لكنّا
أهدى منهم فقد جاءكم (القرآن) بيّنة من ربكم وهدى ورحمة. فمن أظلم ممن كذّب بآيات
الله وصدف عنها؟ سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون)
(الأنعام 156-157).

 

 قلت
إن الله قصد أن يكون القرآن وحياً عربياً للكتاب، أي أن آياته “فُصّلت” بأسلوب
عربي، لا أعجمي، وبذهنية عربية ليتقبّلها العرب، فقال الله:

 

 (كتاب
فُصّلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون ما يقال لك (يا محمد) إلا ما قد قيل للرسل
من قبلك (في التوراة والإنجيل).. ولو جعلناه قرآناً (قراءة) أعجمياً لقالوا
(العرب): لولا فصلّت آياته أعجمي وعربي (لنفهمها) قل هو (القرآن) للذين آمنوا هدى
وشفاءً..) (فُصّلت 3 و43-44).

 

يتوضح
من هذه الآيات أن كلمة “قرآن” تعني “قراءة” فهو “كتاب
فُصّلت آياته قرآناً عربياً”، أي فُصّلت باللغة العربية وبأسلوب وذهنية تنسجم
مع العرب. لكن القرآن لم يأتِ بجديد أو بما يخالف الكتاب، فلم يقل الله لمحمد
(إلاّ ما قد قيل للرسل من قبله). ويشهد لذلك كل من يعرف التوراة والإنجيل.

 

إن
القرآن، وإن أُنزل وحياً عربياً للكتاب، إلاّ أنه لا يشمل مجمل ما جاء في الكتاب.
فيقول الله في القرآن إنه لم يقصص فيه على محمد إلاّ بعض ما أُنزل في الوحي
الكتابي:

 


(ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك) (غافر 78).

 

 إن
الأنبياء والرسل الذين لم يَذكر القرآن عنهم شيئاً، هم مذكورون في الكتاب. لذلك
قلت إنَ القرآن يتقدّم كوحي موجز (بلسان عربي مبين) للوحي الكتابي وإنه، بالتالي،
لا يختلف في جوهره عن الكتاب.

 

 لذلك
إذ دعا بعض المسلمين جماعة من المسيحيين إلى الإسلام في زمن محمد، كان جواب
المسيحيين: (إنّا كنّا من قبله (أي من قبل القرآن) مسلمين). ولقد أثنى الله في
القرآن عليهم حتى أنه جعل (أجرهم مرتين):

 


(الذين آتيناهم الكتاب من قبله (قبل القرآن) هم به (وبالقرآن) يؤمنون وإذ يُتلى
عليهم قالوا: آمنّا به، إنه الحق من ربّنا، إنّا كنّا من قبله مسلمين أولئك يؤتون
أجرهم مرّتين) (القصص 52-54).

 

يجب
الإنتباه إلى جواب المسيحيين الفوريّ: (إنّا كنّا من قبله مسلمين). لم يتردّد
هؤلاء المؤمنون عن الإعلان، جهراً، أنّهم مسلمون قبل الوحي القرآني. وما هو أعجب
من ذلك، فهو حكم القرآن ونبيّه الكريم فأعطوهم (أجرهم مرّتين)، وذلك دون الإستغناء
عن إيمانهم المسيحيّ. فهم مسلمون بقدر ما هم مسيحيون. إنّ الإستنتاج المنطقيّ
السليم الواجب الإتّعاظ منه، من خلال هذا الحدث المنير، هو أن الإسلام، في نظر
القرآن، إسمٌ آخر للمسيحيّة. والقرآن الكريم لَيؤكّد على هذه الحقيقة في سورة
الحجّ: (هو (الله) اجتَباكُم، وما جعل عليكم في الدّين من حَرَجٍ، مِلّةَ أبيكم
إبراهيم، هو سَمَّاكُم المُسلمين من قَبلُ وفي هذا، لِيكونَ الرّسول شّهيداً عليكم..[(سورة
الحجّ 78).

 

 كنت
يوماً في مجتمع إسلامي، أو بالأحرى يدّعي الإسلام، فأراه أنا متعصّباً لا مسلماً.
قلت في مجرى الحديث: “أنا مسلم من قبل القرآن”. فهبّ أحد رجال الدين،
مسيطراً على غضبه، وقال: “ما هذا الكلام؟ إنه كفر ومجاملة؟ “. قلت
“الفرق بينك وبين الله ونبي القرآن الكريم، هو أنك تعتبر كلامي كفراً أو
مجاملة، بينما يُثني القرآن عليّ، بل ويمنحني أجري مرتين”. هذا مثل عشته –
والأمثلة كثيرة، في مجتمعات مختلفة، المسيحية منها والإسلامية – تعلّمت منه أن
أُميّز بين الإيمان والتعصّب.

 

 يتجلّى
من آيات سورة القصص المذكورة أمر في غاية الأهمية، وهو أن الإسلام، في نظر القرآن
ونبيّه المصطفى العزيز، لا يضاد المسيحية، بل إنه اسم آخر للدعوة الكتابية، بما أن
المسيحيين هم من قبل القرآن مسلمون أيضاً.

 

وشهادةً
لوحدة الإسلام والمسيحيّة إليكم هذين المثلين:

 

1-
يعتبر القرآن أنّ الحواريين هم مسلمون مع أنّهم وجدوا 600 سنة قبل الإسلام، فيقول
القرآن: (إذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي (عيسى) قالوا آمنّا واشهد
بأنّنا مسلمون) (المائدة 111).

 

2-
إبراهيم الخليل هو مسلمٌ أيضاً مع أنّه ظهر 2700سنة قبل الإسلام: (ما كان إبراهيم
يهوديّاً ولا نصرانيّاً ولكن كان حنيفاً مسلماً..) (آل عمران 67).

 

والنبي
محمد إذ يقول: (أنا أول المسلمين) (الأنعام 163)، إنما يقصد أنه أول مسلمي أمّته
(أنظر تفسير الجلالين)، كما أنه خاتمة أنبيائها ومُنذريها.

 

 ما
يُعزّي قلب كل مؤمن أصيل في الآيات 52 – 54 من سورة القصص، هو انفتاح هؤلاء
المسيحيين بلا تعصّب على القرآن الكريم، وبركة المولى المضاعفة عليهم بعد إعلانهم
أنهم مسلمون من قبل القرآن. أين نجد اليوم تسامحاً كهذا؟ فإذا أعلن مسيحي أنه من
قبل القرآن مسلم، لأثار عليه نقمة مسيحيين ومسلمين تقليديين كثيرين. هنا تظهر
الهوّة بين الأصل الذي قصده الله والتقاليد المنحرفة التي أفرزها البشر.

 

 ولا
عجب في أن يكون المسيحي مسلماً، والمسلم مسيحياً، إذ يوصي القرآن المسلمين:

 

 (ولا
تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلاّ الذين ظلموا منهم، وقولوا آمنا بالذي
أُنزِل إلينا (القرآن) وأُنزِل إليكم (الكتاب) وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون)
(العنكبوت 46). فعلى المسلم، إذاً، الإيمان بالتوراة وبالإنجيل، وعليه أن يجتهد،
بلا ملل، وبقلبٍ طاهرٍ مُنفتح، لإكتشاف كيفيّة (الجدل بالتي هي أحسن) لدعم إيمانه
هذا، فهذا هو (الصراط المُستقيم) الذي يُشير إليه القرآن الكريم (الفاتحة 6).

 

فنستغرب
ونأسف من تصرّفات بعض البلاد الإسلاميّة التي تمنع دخول الكتاب عبر حدودها. ما هي
حجّة الذين ينفون الإنجيل خارج حدودهم؟ أهكذا يجادلون (بالتي هي أحسن)؟ بالطبع لا!
ونقول إن حجّتهم ليست، ولا يمكن أن تكون، حجة قرآنيّة وصادقة. فيؤكّد القرآن أن
إله الإنجيل وإله القرآن واحد ويدعو الذين يزدرون الكتاب أن يقولوا: (آمنا بالذي
أُنزل إلينا وأُنزل إليكم)، وأن يعملوا بموجب هذا الإيمان وبالوصيّة القرآنيّة
للجدل (بالتي هي أحسن).

 

 إن
القرآن بالتالي لا يدعو إلى دين آخر، أو إلى عبادة إله آخر لم يرد وحيه الكامل في
الكتاب. والقرآن يعتبر أن المسيحي لهو مسلم من قبل الوحي القرآني. كل من استوعب
هذه الحقيقة البسيطة وعمل بها، يكون قد خطا خطوة عملاقة في صراط الإيمان المستقيم،
(ويُؤتى أجره مرّتين) من عند إله الكتاب والقرآن الواحد الأحد الذي أوحي بهما.

 

يظن
البعض أن القرآن يُغني عن الكتاب، فيزدرون الإنجيل أحياناً، والتوراة أحياناً، كما
يتجاهل البعض الآخر القرآن. ولكلّ حجته، اقتنع بها واكتفى، فوقعوا كلّهم في فخ
التعصّب والعنصرية الدينيّة، مخالفين بتصرّفهم الكافر هذا وصايا الله الواردة في
كتب الوحي كلها.

 

 الحقيقة
أن القرآن لا يُبْعد قارئه عن الكتاب، وأنه لم يدّع يوماً أنه للكتاب بديل، والعكس
هو الحقيقة. فالقرآن يهدي إلى الكتاب بقوله: (يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى
تقيموا التوراة والإنجيل) (المائدة 68).

 

 إن
هدف القرآن هو تعريف الكتاب، فيقول الله فيه لمحمد:

 


(وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه
نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا) (الشورى 52).

 

بالرغم
من شهادة القرآن للكتاب مراراً وتكراراً، لقد تطرّق علماء كثيرون إلى تفسير آياته
الكريمة بمعزل تام عن الكتاب، وكأنهم يستنكفون منه ويفتخرون بذلك. لذا أتت
تفسيراتهم غريبة عن منطق الوحي، تحمل في طياتها بذور الانشقاق والتفرقة بين الإخوة.
إن الوحي القرآني لم ينزل بمعزل عن الوحي الكتابي، بل هو “في زُبُر
الأولين”. وما كان النبي محمد نفسه (يدري ما الكتاب)، ولأجل أن يعرّفه الله
عليه أوحى له قرآناً عربيّاً.

 

 إن
كل من قرأ الكتاب والقرآن بموضوعية وبلا تشنّج، يوحّد بينهما ويزداد علماً وبصيرة.
إن بعض القصص الكتابية واردة في القرآن، والقرآن لا يحدّثنا إلاّ عمّا جاء في
الكتاب، ابتداء بخلق العالم وحتى آخر الزمان، مروراً بنوح وإبراهيم والأسباط ونقض
اليهود للميثاق الإلهي والمسيح عيسى ابن مريم. فلماذا النفور من أحد الكتابين،
خاصة وأننا نجد في الكتاب مزيداً يوضّح ما جاء في القرآن؟

 

 كثيرون
ممّن يجادلون في الدّين يفعلون ذلك بدافع من الحماس، ولكن بغير علم بما جاء في
الكتب، فيوقعهم حماسهم الجاهل في شباك التعصّب. وهذا التصرّف مكروه عند الله ورسله
المكرّمين.

 

إنّ
من أراد الجدل، عليه أن يتمهّل وأن يُطالع التوراة والإنجيل والقرآن عن كثب قبل
الغوص في حوار يريده المتعصّب تحدّياً ومعركة، بيد أن الوحي يوصي بالجدل (بالتي هي
أحسن). وكم من مسؤول ديني رأيناه يتفنّن بالتي هي الأسوأ، جاهلاً الكتب،
ومُتجاهلاً باسم الوحي وصايا الوحي، وزارعاً التفرقة في صفوف الإخوة المؤمنين.

 

وعلى
ذلك، فإننا نفهم جوهر الإسلام من منطلق تعريف القرآن له، منزّهين إياه عن الملامح
التقليدية التي تطفّلت عليه مدى القرون والأحداث فشوّهت صفاء وجهه. إننا ندرك
تماماً أن المسلم، في نظر القرآن هو: (من يسلم وجهه إلى الله وهو محسن، فقد استمسك
بالعروة الوثقى) (لقمان 22). هذا هو الإسلام القرآني وجوهره. هناك من يسلم وجهه
لله، ولكنه غير محسن. طوبى لكل من أسلم وجهه إلى المولى عزّ وجلّ ثم أحسن بالكدّ
والاجتهاد لقراءة كتب المولى، فزاد إسلام وجهه لرب العالمين. طوبى لذاك الإنسان،
أكان من معشر المسلمين أم من معشر المسيحيين أم من الأمم.

 

 يجدر
بنا ملاحظة الأمر التالي: كان عرب الجاهليّة لا يستطيعون دراسة الكتاب لأنه كان
بالعبرية واليونانية. أما اليوم، وقد تُرجم الكتاب إلى العربية وإلى لغات أخرى
يجيدها العرب كاللغة الإنكليزية، فهم غير معذورين لجهله. لذلك، ما قيل بالأمس لأهل
الكتاب، نردّده اليوم لأهل القرآن: (لستم على شيء حتى تُقيموا التوراة والإنجيل)
(المائدة 68)، فبدونهما لن تستوعبوا شموليّة روح القرآن وإدراك مقصود الوحي الإلهي
فيه.

 

إني
أؤمن أن يهودية التوراة ومسيحية الإنجيل وإسلام القرآن هي واحدة في الجوهر. لذلك
لا أتردّد في إلقاء شهادة الإسلام والإيمان بنبيّه الكريم محمد، الذي ثبّت إيماني
بالسيد المسيح بتصديقه عليه، وزاد تعلّقي بالإنجيل بعد أن صدّق عليه، وطمأن قلبي
ومنحني أجري مرّتين.

 

تهدف
دراستي هذه إلى بث روح الوفاق بين المؤمنين الصالحين، غير المتعصّبين، من مختلف
الطوائف، دون مساومة، وذلك بإبراز الإتفاق التام بين الكتاب والقرآن.

 

إننا،
زملائي وأنا، إذ نعي الصعوبات والإضطهادات التي سنتعرض لها من قبل متعصّبي كافة
الأطراف، قطعنا عهداً أن نثابر، سائرين قُدماً باسم الله وبأمره تعالى، غير مبالين
للتفسيرات المتشنّجة والضيّقة التي يتمسّك بها هواة الفتن؛ وسنجتهد، باحثين دوماً
عن الحجة (التي هي أحسن)، ناظرين إليها وحدها إرضاءً لله وللضمير، سائرين هكذا في
(الصراط المُستقيم) نحو الخلاص الروحي.

 

إن
المؤمنين، من سائر الفئات والطوائف والأديان، الذين سيفلحون في التخلّص من أفكارهم
الموروثة الباطلة، سيدركون، بعد مطالعة كتب الوحي بهدوء، وبمعزل عن أجواء التحدّي
والاستفزاز والمصالح الشخصية، أنها واحدة، ومن إله واحد، وسيكتشفون بفرح أنهم إخوة
متعانقون، بعد ظنّهم أنهم أعداء متقاتلون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار