المسيحية

القرآن وتحريف التوراة



القرآن وتحريف التوراة

القرآن
وتحريف التوراة

+ سؤال: يقال
أن
هناك آيات قرآنية تتهم
الكتاب المقدس بالتحريف فما هى هذه الآيات؟

+ الإجابة: هناك أربع
آيات على الأقل سنكتفى بهم حالياً والباقى سيأتى دوره.

1.           
سورة البقرة 75 ” أفتطمعون أن
يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم
يحرفونه
بعدما عقلوه وهم يعلمون.

2.    
سورة النساء 46 ” من الذى هادوا يحرفون
الكلام عن مواضعه ويتولون سمعنا وعصينا وأسمع غير مسمع وراعنا لياً بألسنتهم
وطعناً فى الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرن لكان خير لهم وعصوا
ولكن الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً.

3.           
سورة المائدة 13 ” يحرفون
الكلام عن موا
ضعه ونسوا حقاً
مما ذكروا به ”

4.           
4) سورة
المائدة 41 ” ومن الذين هادى سماعون للكذب
يحرفون
الكلام عن مواضعه ”

  وهذه هى الأربعة آيات التى تقول التحريف!!
التحريف!! للكتاب المقدس.

 

الآية الثانية سورة النساء 46 التى تقول:
من الذين هادى
يحرفون
الكلام عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير سمع وراعنا لياً بألسنتنا
فكل هذه
الآيات تحتاج إلى تفسير:

        فى القول من الذين
هادوا

نلاحظ أنه لم يقل من النصارى وبالمناسبة أتحدى أى آية
فى القرآن تقول أن النصارى حرفوا الكتاب المقدس
فكل الآيات تنسب إلى
اليهود التحريف وحتى اليهود اتهامهم بتحريف المعنى وليس اللفظ وهذا واضح فى الآيات
السابقة.

سورة النساء 46 ” من الذى هادوا يحرفون
الكلام عن مواضعه.
. وأيضاً فى سورة المائدة
41 من الذين هادوا وغيرهم.

        فلا توجد فى القرآن آية
تقول أن النصارى يحرفون الكتاب لا باللفظ ولا المعنى.

وفى سورة النساء 46: التحريف ينسب إلى جماعة
من اليهود وفريق منهم وليس جميعهم
فإذن غالبية اليهود يؤمنون بالكتاب المقدس
ولكن بعض منهم يحرفون الفهم وفى قوله يحرفون الكلام عن موضعه، لاحظ عن موضعه.

        يقول الإمام البيضاوى
فى تفسير عن موضعه: من الذين هادى قوم يحرفون الكلام عن موضعه أى يميلونه عن موضعه
التى وضعها الله فيها بأن يؤولونه على ما يشتهون، أى فى فهم المعنى قد سمى القرآن
الكريم هذا ليا بألسنتهم ومعناها يغيرون نطق الألفاظ بحسب لغتهم العبرية أى أن
الكتاب المقدس يقول الآية واليهود يصيغوها لياً بألسنتهم فيغيرون لفظ راعنا بدلاً
من معناه الحقيقى أرعانا يارب مثلاً إلى رعننا أى ياراعن وهذه شتيمة وهذا التفسير
موجود فى كتاب تفسير القرآن للأستاذ عبد الله يوسف على الجزء الثانى وهو ترجمة
للغة الإنجليزية فى تفسير القرآن صفحة 200 مطبوع بأمريكا.

        إذن يغيرون راعنا إلى رعنن والاختلاف
هنا فى التفسير وليس اللفظ.

 

        والأمام الرازى أيضاً
يقول الكتاب المنقول بالتواتر أى من جيل إلى جيل بالتسليم لا يتأتى فيه تغيير
الألفاظ وهذا فى كتاب ضحى الإسلام 346، 358 للأستاذ أحمد أمين وهذا ينفى فكرة
التحريف أى الألفاظ لم تتغير.

        وأخونا المسلم ليس عنده
فى فكرة التحريف إلى تغيير الكتاب ونقول نحن لا. فالرازى يقول لم يتم فيه إطلاقاً
تغيير الأ
لفاظ وفى
صحيح البخارى يقول: يحرفون الكلام عن موضعه أى يزيلونه وليس أحد يزيل لفظ الكتاب
من كتب الله تعالى ولكنهم يؤولونه إلى غير تؤيل.

        ونلاحظ هنا أنه لا يوجد تحريف فى نص
الكتاب فهذا غير ممكن وإذاً أين آية
إنا نزلنا الذكر وأنا له
لحافظون.

 

الآية الثالثة..

فى سورة المائدة 13 تقول:
لقد أخذنا ميثاق بنى إسرائيل يحرفون الكلام عن موضعه ونسوا مما ذكروا
به.

        ويشرح الإمام الرازى
هذا الكلام: المراد بالتحريف هو إلقاء الشبهه الباطلة وتأويلات فاسدة وصرف اللفظ
عن معناه الحق إلى المعنى الباطل لوجوه الحيل اللفظية كما يفعل أهل البدع فى زم
اننا هذا
ونلاحظ هنا أنهم يفهمون الناس بطريقتهم الخاصة وفهم المعنى كما يريدون.

        والدليل على صحة ما يقول الرازى كلام
صحيح البخارى والتفسير على الآية 15 فى سورة المائدة يا
أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب.
والقرآن
يفسر التحريف فى الآية هو إخفاء أجزاء من الكتاب وهى موجودة ولكن يخفيها وهذا
تأكيد على عدم تغيير نص الكتاب.

 

        وإليك تفسير الجلالين فهو قال كلام غريب
فماذا قال عن التحريف؟

 إن تحريف الكلام الذى فى التوراة ”
أترى معى الخصوصية
التوراة وليس الإنجيل ” هو بخصوص محمد
صلى الله عليه وسلم. وما يخفونه من الكتاب هو ما أمروا به فى التوراة من
إتباع محمد
صلى الله عليه وسلم أى أنه جاءت فى الكتاب نبوه عن محمد وأخفوها والنبوة كانت عن
النبى الآتى وهم كانوا يقصدون النبى الأمى!!!

        وحقيقة أن الخلاف فى
التحريف بحسب هذه الآية هو قراءة نبوة موسى التى وردت فى التوراة عن النبى الآتى
ويقصد به المسيح حرفوها إلى النبى الأمى أو فهموها العرب ومحمد أيضاً على أنه
النبى الأمى.

        فموسى قال: يقيم
لك الرب
إلهك نبياً
من وسطك من اخوتك مثلي له تسمعون

(تثنية 18: 15)
ففهم محمد والعرب على
أنه النبى الأمى فإذن الذى حرف
التوراة هو العرب وليس اليهود.

 

        وقد يسألنى
أحدهم ما
هو النبى
الآتى الذى سيقيمه الرب الذى تنبأ عنه موسى؟
وأنا أجيب بانه موسى
قال نبى مثلى من وسطك من اخوتك.. أى من اليهود من شعب اسرائيل، ومحمد لم يكن من
اليهود بل من أولاد اسماعيل.. إذن الآية التى تكلم عن التحريف ليست فى النص، فى
الألفاظ بل فى التفسير..

 

الآية الرابعة..

+ الإجابة: هى من سورة
المائدة آية 41 يقول من الذين هادوا سماعون للكذب
سماعون لقوم لم يأتوك يحرفون الكلام فإن لم تأتوه فأحذروه.
فما معنى
هذا الكلام.

        الإمام عبد الله يوسف
فى تفسيره هذا الكلام فى صفحة 260 فى ترجمته عن معانى القرآن يقول يهود كثيرون
كانوا شغوفين أن يمسكوا على النبى الكذب فكانت آذانهم مفتوحة للحكايات التى تقال
من الرسول حتى من الناس الذين لم يأتوا إليه.

        وهذا ما يقصده محمد من التحريف وهنا
أيضاً التحريف خارج النص الكتابى
.

        والمشكلة هنا الذى
يعترض فى موضع التحريف لا يفهم ولا يريد الفهم فيأخذ كلمة ويطير بها كتابكم محرف!!
أأنت تفهم معنى التحريف؟!! أمشى مع ألفاظ الآية وأفهم وأقرأ عنها تفسير كبار
المسلمين وشوف ماذا قالوا عنها لتعرف أن التحريف ليس فى النص الكتابى ولكن فى
المعنى أو فى فهم الكتاب المقدس.

        ويفسر عبد الله يوسف على يحرفون الكلام
عن بعد مواضعه قائلاً أن اليهود لم يكونوا أمناء مع كتابهم إذا كانوا يحرفون معانيه ونلاحظ هنا التحريف ليس فى
الألفاظ والنص.

 

        ويقول الزمخشرى روى أن
شريف من خيبر زنى مع شريف
ة وهما مختنان هى متزوج هما متزوج كل
منهما بآخر وحكمهم الرجم بحسب التوراة،
فاليهود رفضوا رجمهم
لشرفهما فبعثوا رهطاً
[ جماعة ] منهم ليسألوا رسول الله عن ذلك وقالوا للرهط أن
أمركم محمد بالجلد فأقبلوا وإن أمركم بالرجم لا تقبلوا وأرسلوا الزانيين معاً ولما
فحص النبى الموضوع أمر بالرجم فأبوا أن يأخذوا بكلام محمد فجعل بينه وبينهم حكماً
هو الحبر اليهودى ابن سورية فشهد بالرجم، وقالوا فى ختام القصة أن النبى بعدما
أستشهد بالحبر اليهودى الذى أمر برجمهم فرجموهما عند باب المسجد ليقيموا حد
التوراة عليهما
وأجمع المفسرون
على أن سبب نزول الآية فى سورة المائدة ” يحرفون الكلام ” هى هذه القصة
تحريف خاص بمعنى أن اليهود هنا لا يريدون الرجم ويحرفون الرجم على
أنه جلد فقط.

        والتفسير هنا يقصد
بالتحريف عن حكم الرجم والجلد وليس فى نصوص الكتاب المقدس.

        وعلى ذلك فسر الجلالين عن هذه القصة
نزلت هذه الآية فى اليهود إذ زنى منهم اثنان فاحتكموا إلى النبى فحكم عليهم بالرجم
فجىء بالتوراة فوجد فيهما الحكم بالرجم فغضبوا منه وهنا نقطة مهمة جداً وهى: استشهاد
محمد بالتوراة. أليس هذا دليل على صحته فكيف يستشهد به وهو يعلم أنه كتاب محرف!!!
عجبى
!!

 

+ سؤال: هل
توجد آيات فى الكتاب المقدس تشهد بأن الكتاب المقدس لم يحرف؟

+ الإجابة: من أقوال
السيد المسيح فى بشارة (متى إصحاح 24 آية 35) يقول ” السماء والأرض تزولان ولكن كلامى لا يزول ”

        وبشارة (متى 5: 18) ” إنى أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف
واحد ولا نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل.

        لماذا؟! لأن بالكتاب
المقدس تحذير وعقوبة فى (سفر الرؤيا 22: 18، 19)
” إن كان
أحد يزيد على هذا الكلام يزيد الله عليه الضربات المكتوبة فى هذا الكتاب وإن كان
أحد يحذف من أقوال هذه النبوة يحذف الله اسمه ونصيبه من سفر الحياة ”
وهنا من
يستطيع أن يحذف؟ من يستطيع أن يزيد عن الكلام المكتوب؟ ومن يجرؤ على فعل هذا الأمر؟

 

+ سؤال: هل
يوجد بالقرآن آيات تشهد للكتاب المقدس وعدم تحريفه لأن هذا مهم أن نثبت من كتابهم؟

+ الإجابة: بالطبع
القرآن يشهد فى مواضع متعددة أن الكتاب المقدس كتاب سليم لم يمس بآيات واضحة.

à ولتوضيح الإجابة نسأل الذين يتهمون
الكتاب بالتحريف هذا حدث قبل محمد أم بعد زمن محمد؟

فيقول قائل بالطبع التحريف حدث قبل محمد ولهذا
السبب أتى محمد لتصحيح الكتاب..
إذاً تعال معى نسمع القرآن ماذا يقول؟

        فى سورة المائدة 47: وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب
ومهيمناً عليه.

 

+ سؤال: نوضح مصدقاً
هذه؟

+ الإجابة: رائع.. نرجع
للتفاسير (مصدقاً لما) أجمع المفسرون أن الله قد أنزل القرآن بالحق مصدقاً لما بين
يديه أى يصدق لما جاء من الكتاب الموجود فى زمن محمد أى التوراة والإنجيل ومهيمناً
عليه أى شاهداً لصحته وهذا تفسير الجلالين لهذه الآية المائدة 47.

        وفى سورة آل عمران آية
3: نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديك وأنزل
التوراة والإنجيل من قبل هدى الناس.

        ونلاحظ هنا أنه قال هدى وليس محرفاً.. ومصدقاً
ولو كان هناك تحريف ما كان يقول أنه هدى ولا مصدقاً.. وفى سورة يونس 37 وما كان هذا القرآن أن ي
ُفترى
من دون الله ولكن تصديق لما بين يديه.
فكيف يحرف ويصدق لما
فيه؟

        وهناك حوالى 12 آية أخرى تذكر مصدقاً
لا يسعنا الوقت لذكرها ونذكر الشاهد فقط. البقرة 41، 89، 51، 57
سورة النساء 46 الأنعام 92 يوسف 111 فاطر 31 الأحقاف 22. فلو كان الكتاب المقدس
محرف فهل تشهد كل هذه الآيات بالتصديق عليه؟

        وهناك شئ أخر خطير أن القرآن يأمر محمد
والمسلمين أن يرجعوا للكتاب المقدس: التوراة والإنجيل فإذا كان محرف فكيف يرجعوا
إليهم، ففى سورة يونس 94 ” فإن كنت فى شك مما أنزلنا
إليك ” أى فى القرآن ” فأسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك ”

        وليس هذا كل شئ بل
القرآن يأمر محمد أن يهتدى بالكتاب المقدس ويقتدى به ففى سورة الأنعام آية 90:
وأولئك
الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة أولئك الذين هدى الله
فبهداهم
اقتده
أى أتبع هدى الكتاب المقدس..

        يأمرهم أيضاً أن يرجعوا إلى أهل الذكر
فى سورة النحل 43 ” وما أرسلنا من قبلك إلا
رجالاً نوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات وال
زبر..

وأكثر من ذلك أن محمد يستشهد بالتوراة والإنجيل
الذى كان فى عهده وهذا دليل على صحته.

فى سورة القصص 49 ” قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما فأتبعه.

وفى سورة المائدة 70 ” قل يا أهل الكتاب
لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والإنجيل ”

وفى سورة المائدة 45
وكيف يحمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله

وفى سورة المائدة 47 ” وليحكم أهل الإنجيل بما أُنزل الله فيه، وهنا فى زمن محمد
الإنجيل موجود وفيه حكم الله “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار