علم الكتاب المقدس

القدس من وجهة نظر مسيحية



القدس من وجهة نظر مسيحية

القدس
من وجهة نظر مسيحية

(ردا على احد المتصهينيين للأب مارون اللحام)

القدس من وجهة نظر مسيحية

الرد على الدكتور مهدي أمرٌ صعب لسببين. صعب أوّلاً لأن الدكتور مهدي
صاحب فكر سليم وموضوعي مستقلّ وواضح. وصعبٌ ثانيًا لأنه ابن القدس ويعرف عن القدس
ما لا يعرفه غيره، فهو لا يعيش في القدس، بل يعيش القدس. ومع هذه الصعوبة المزدوجة،
سأحاول الرد، قبل أن أتطرّق الى عرض وجهة النظر المسيحية وهي وجة نظر، لا أقول
توازي أو تشابه، بل تتداخل في وجة النظر الإسلامية، فتغتني بها وتُغنيها. ألم يقل
الخليفة عليّ ابن أبي طالب كرّم الله وجهه: “من شاور الناس شاركهم في
عقولهم؟”.

 

أعود الى ورقة الدكتور مهدي، وهي بحر. هنالك أربع نقاط:

 

أوّلاً: الإرث التاريخي والسياسي للقدس. لا شك أنه، كما ذكرت الورقة،
إرث فيه الكثير الكثير من المعاناة والألم والقهر والغبن والذلّ بمختلف أشكاله.
يقال أن القدس حوصرت أو هدمت عشرين مرّة منذ أن وُجدت. وأن كانت لائحة الدكتور
مهدي تبدأ بالفتح الإسلامي في القرن السابع، فإنه يمكن الذهاب، تاريخيًّا، الى ما
قبل ذلك. فقد عرفت القدس احتلالاً فارسيا عنيفًا (بداية القرن السادس) وسيطرة
بيزنطية فكرية ولاهوتية على حساب سكانها الأصليين (ابتداءً من القرن الرابع)، مما
ساهم في تحوّل الكثير منهم الى الإسلام في القرن السابع وما تلاه.

 

ثانيًا. من الواضح أنه لا يمكن كتابة التاريخ بشكل موضوعي تام. ذلك
أن أحداث التاريخ يكتبها أشخاصٌ عاشوا هذه الأحداث، أو تشكّل هذه الأحداث جزءًا لا
يتجزّأ من وجدانهم. وإن كان هذا الأمر صحيحًا بنوع عام، فإنه بنطبق بشكل خاص على
كتابة تاريخ القدس. من الصعب جدًّا مسيحيًّا وإسلاميًّا، كتابة تاريخ موضوعي مئة
بالمئة عن القدس. فللوجدان دور وللإنتماء دور وللعاطفة دور. أردتُ فقط التنويه الى
هذا الأمر فقط بغية المحافظة، قدر الإمكان، على النزاهة العلمية.

 

ثالثا. يشترك الفلسطيني المسيحي مع أخيه الفلسطيني المسلم في العامل
النفسي الذي ذكره الدكتور مهدي: الخوف من فصل الولاية الدينية عن المدنية عن
السياسية على مستقبلهم (ولو بمنظور مختلف) وفي التساؤلات حول المواطنة المقدسية وخطط
وبرامج التنظيم البلدي والخدمات والجنسية.. المسيحي الفلسطيني والمسلم الفلسطيني
هنا في نفس القارب، وهذا برهان قاطع أن أساس القضية الفلسطينية سياسي لا ديني، لكن
هذا بحثٌ آخر.

 

رابعًا. فيما يخص دور “الآخر” في السيناريوهات التفاوضية.
طَرحت الورقة ثلاثة تساؤلات حول الاتفاقية المبرمة بين الفاتيكان وإسرائيل عام
1993. أودّ أن أعطي بعض الخطوط الجوابية.

• التساؤل الأول: هل الوثيقة انتصار إسرائيلي أم تنحصر أهميتها في
قبول الفاتيكان بما يدعي “سلطة الأمر” الواقع؟ لا شك أن الفاتيكان اعترف
بوجود إسرائيل كأمر واقع، وفتح باب التفاوض مع إسرائيل بعد أن فتحته دول عربية،
وخصوصًا بعد أن فتحه الفلسطينيون. لكن يمكن القول أنه، عمليا، يشكّل انتصارًا
معنويا لإسرائيل، وسياسيًا، نوعًا ما، لأن إسرائيل ما زالت تتنكّر للكثير من بنود
هذه الاتفاقية، ولا يوجد رادع يمنعها من ذلك. ملاحظة أخيرة، لم يتم بعد اعتماد هذه
الوثيقة في الكنسيت الإسرائيلي.

• التساؤل الثاني: الولاية الدينية والولاية السياسية. لا شك أن وجهة
النظر المسيحية تختلف عن وجهة النظر المسلمة في موضوع الربط بين الولايتين،
وسأتطرق الى هذه النقطة في بداية عرضي لوجهة النظر المسيحية. لكن الكنيسة
الفلسطينية تعتقد أن الهوية الوطنية الفلسطينية هي المرجعية للمحافظة على استمرار
التلاحم الإسلامي/ المسيحية كعماد للسيادة الفلسطينية.

• التساؤل الثالث: تأثير الآخر على مضمون المفاوضات حول القدس. هذا
ما نأمله، وهذا ما يأمله ويطالب به الفاتيكان، لأن موقف الفاتيكان من القدس واضح
ومشرّف فلسطينيًّا، وسآتى على ذكر ذلك في ورقتي. لكن هذا ما تتحفّظ عليه إسرائيل
كما تتحفّظ على أية مشاركة أو تأثير في المفاوضات النهائية، خصوصًا حول القدس، عدا
بالطبع، التأثير الأمريكي المعروف.

أنتقل الآن إلى عرض وجهة النظر المسيحية. سأعطي أوّلا توضيحًا
مبدئيًّا حول الايمان المسيحي والإلتزام السياسي، ثم أتطرق الى المعنى الروحي
(اللاهوتي) والسياسي للأرض المقدسة لدى المسيحيين بنوع عام، قبل أن أعرض موقف
الكنسية الكاثوليكية الجامعة والكنيسة الفلسطينية من قضية القدس.

1. الايمان المسيحي والإلتزام السياسي

أبدأ بهذا التنويه، ولو كان مطوّلاً، لأن الفكرة السائدة عن الايمان
المسيحي هي أنه ايمان “روحاني”، قليل الاهتمام بأمور الحياة الدنيا،
يفصل بين الدين والدولة، لا سيما إن قورن بالديانتين الموحّدتين، اليهودية
والإسلام، حيث يشكل عالم السياسة جزءًا لا يتجزّا من العقيدة الدينية. هذا أمر
صحيح إلى حدٍّ ما، إن تمّ فهمه بالشكل الصحيح.

من المفاهيم المغلوطة حول هذا الموضوع، وأكتفي فقط بسردها:

• القول أن الايمان طائفة (روم، لاتين، سريان..) أو طقس (بيزنطي،
أرمني، ماروني..)

• القول أن الإيمان المسيحي في فلسطين في وضع أقلية، وعليه أن يتدبّر
أموره كما يستطيع. من هنا يُترك الاهتمام بالشؤون العامة للأكثرية.

• القول أن الايمان المسيحي مستورد من الغرب ويحمل تبعات الغرب
(سياسة، استعمار/ هيمنة اقتصادية، ثقافة، علمنة..)

• القول أن الايمان المسيحي يحمل ميلاً الى عقدة الإستعلاء (أفضل من
غيره ماديا وثقافيا وتنظيميا) أو بالعكس عقدة الخوف والضعف (تردد، انغلاق، ذوبان،
انعزال).

اما المبادئ السليمة التي يقوم عليها الالتزام المسيحي بالحياة
العامة فهي (وهنا أيضا أكتفي بخوط عامة):

• الهدف من العمل السياسي هو خدمة الصالح العام، وذلك من خلال ضمان
الكرامة الكاملة للإنسان كفرد وكجماعة (شعب).

• العمل السياسي خدمة لا يجوز لأحد أن يتهرّب منها، بحيث يعيش على
حساب غيره وعلى جهد غيره ومعاناة غيره. وفي نفس الوقت لا يجوز لأحد أن يحتكر هذه
الخدمة.

• لا يحوي الإنجيل المقدّس نظامًا سياسيًّا مفصّلاً كما هو الحال في
الإسلام واليهودية، لكن فيه مبادئ توضح ما يجب العمل به دون أن يفرضه فرضًا.
فالسياسة عالم له قوانينه وأنظمته وأسلوب عمله، ومن يلتزم به يجب أن يدخل في هذه
الدينامية.

• العمل السياسي هو عمل جميع المؤمنين، لكن بدرجات متفاوته.

• الكنيسة ككنيسة لا تدخل صفوف المعركة السياسية، لكنها تندّد
بالإعتداءات وتنادي بالحقوق، وتدعو مؤمنيها الى خوض المعركة السياسية، لأنهم
مواطنون، ولأن مكانهم المحتوم هو بجانب باقي المواطنين حيث يجب أن يتصرّفوا بوحي
من إيمانهم.

كلمة أخيرة قبل التطرق الى النقطة الثانية في حديثنا، وهي كيف نفهم
جملة السيد المسيح المشهورة: “أدّوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله”. ليس
معنى ذلك: اهتمّوا بأمور الله واتركوا شؤون العالم الزائلة، بل معناه أن لا يتمّ
استغلال الله (الإيمان) لمآرب سياسية، ولا استغلال السياسة (قيصر) لفرض الإيمان.
المقصود هنا أذًا هو التمييز لا الفصل، لا سيما وأن هناك مجالات عمل مشتركة بين ما
هو لله وما هو لقيصر (كرامة الإنسان، الحرية، العدل، السلام..).

 

وأنتقل الى النقطة الثانية من حديثي وهي:

 

2. مكانة الأماكن المقدسة – الروحية والسياسية – لدى المسيحيين.

لماذا الكلام عن الأماكن المقدسة قبل الكلام عن القدس؟ لأن الأرض
المقدسة (أعني بذلك فلسطين التاريخية) مقدّسة بأكلمها في الايمان المسيحي. فالسيد
المسيح تنقّل فيها شمالاً وجنوبًا، شرقًا وغربًا. جاء في الكتاب المقدس أن
“المسيح كان يطوف المدن والقُرى يبشّر بملكوت الله ويشفي من كل مرض
وعلّة”. وقد تطوّر في علم السنّة المسيحي لاهوت خاص بالأرض، وبجغرافيا الخلاص،
أي البقعة المحدّدة من الأرض التي اختارها الله لتكون مكان التقائه ببني البشر
وتنزيل وحيه. سأتكلم عن المعنى الروحي للأماكن المقدسة بالنسبة للمسيحيين، ثم عن
المعنى السياسي.

2.1. المعنى الروحي. المكان المقدس مكان له علاقة بالله او بالدين
بشكل عام. هو مكانٌ يحاول الانسان من خلاله ان يقوّي علاقته بالله تعالى. وفلسطين،
وقلبها مدينة القدس، مقدّسة لليهودي وللمسلم وللمسيحي على السواء، وسبب كونها
مقدسة عند المسيحي هو أنّ لها علاقة خاصة بشخص السيد المسيح. ففي القدس عاش المسيح
حقبة أساسيّة من عمره، وفيها علّم وفيها صُلب وفيها قام بين الموت. وفي بيت لحم
ولد، وفي الناصرة عاش وترعرع. وتكاد لا توجد مدينة في فلسطين الاّ وللمسيح فيها
ذكريات (طبريا، كفرناحوم، أريحا، نابلس، الطيبة..)

لم ينقطع الوجود المسيحي في فلسطين عبر التاريخ. في القدس انعقد اول
مجمع مسكوني، وقد ترأسه الرسل بأنفسهم. كما أن ليتورجية القدس (أي طقس الصلاة
الخاص بمدينة القدس) كان مرجعًا لباقي الطقوس في العالم المسيحي. وقد أصبحت فلسطين،
بعد ارتداد الامبراطور قسطنطين، في القرن الرابع، مركز إشعاع روحي كبير للمؤمنين
القاطنين فيها ولمؤمني العالم الذين كانوا يقصدونها بقصد الحجّ والتبريك.

والمسيحيون الذين نتكلم عنهم هم مسيحيو البلاد أوّلاً، ومسيحيو
العالم بدون تمييز. ذلك ان العلاقة الروحية التي تجمع بينهم قوية وعميقة. والقدس
مدينة مقدسة للعائلات المسيحية الاربعة الكبرى: الارثوذكسية والكاثوليكية
والارثوذكسية الشرقية (السريان والاقباط والارمن) والبروتستانتية. وللمسيحيين
المحليين الشرف وعليهم المسئولية في استقبال مسيحيي العالم كله وفي خدمتهم في
بحثهم عن الله في الأماكن المقدّسة.

يمثّل مسيحيّو الأرض المقدسة أكثر من ثقافة وشعب ولغة وطقس، بسبب
مختلف الشعوب التي مرّت على الاراضي المقدسة والتي تركت أثرًا فيها. كما أنهم
يعلمون ان وجودهم التاريخي في الارض المقدسة لم ينقطع ابدًا كما ذكرنا، وأنهم
عانوا الكثير من الآلام كي يبقوا مخلصين لايمانهم ولأماكنهم المقدسة. وهم فخورون
بهذا التاريخ الطويل ويعتمدون عليه ليطالبوا بحقهم التاريخي في هذه الارض.

يعود رباط المسيحيين التاريخي بالاماكن المقدسة إلى الزمن الذي عاش
فيه السيد المسيح والرسل. ومنذ القرون الاولى للعهد المسيحي نرى الحجّاج يشهدون في
كتاباتهم لعلاقة حميمة تجمع بين المؤمنين و”أماكنهم” المقدسة. تقول
اثيريا (وهي حاجّة اسبانيّة من القرن الثالث): “يعيش المؤمنون أحداث الاسبوع
المقدس في الاماكن التي تمّت فيها. فهم يذهبون من كنيسة القيامة الى كنيسة جبل
صهيون، ومن العيزرية الى جبل الزيتون”. كما ان القديس كيرلس، اسقف المدينة
المقدسة (القرن الرابع) كان يدعو الاماكن المقدسة “الشهود الابدية لسرّ
الخلاص”.

أمّا الرباط مع الايمان فانه اقوى وأعمق. ” فنحن نرى كي نؤمن
أفضل ونؤمن كي نرى أفضل”. الايمان والرؤيا (أي النظر) يختصران ما يمكن ان
يقال عن الاماكن المقدسة التي هي أمرٌ جوهري لإيمان المسيحين وفكرهم. وبالفعل:

• لا يوجد في المسيحية ايمان مجرّد. الايمان متجسد بالضرورة. وأول
مكان تجسد فيه الايمان المسيحي هو الإطار الحضاري للأرض المقدسة.

• تحفظ الاماكنُ ذكرى الحدث. لا شك أن المكان ثانوي مقارنة بأهمية
الحدث، بيد أنه يشهد على تاريخيّة الحدث ويبرهن أن الايمان مبني على حقائق تاريخية.
لذا لا يفصل الميسيحيون بين الخلاص وبين الاماكن التي تمّ فيها الخلاص.

• تشكّل الاماكن المقدسة أساسًا لما يمكن أن ندعوه “جغرافيا
الخلاص”، مقارنة بتاريخ الخلاص. فبينما يُبنى تاريخ الخلاص على أزمنة يتدخّل
الله فيها في تاريخ البشر، ترتكز جغرافيا الخلاص على أماكن اختارها الله ليلتقي
فيها بالبشر.

• تشكّل الأماكن المقدسة البُعد الملموس للايمان. فالله، من جهة،
يخاطب البشر بعلامات ملموسة، منها الأماكن المقدسة، ومن جهة أخرى فإن موضوع
الايمان المسيحي هو شخص واقعي ملموس يسوع المسيح – الذي لم يمرّ بأرضنا كشهب دون
أن يترك أثرًا. وإن كان هدف التربية على الايمان ان تضع الانسان في حالة اتصال
بالله تعالى، فإن أهمية الاماكن المقدسة في هذا المجال تبدو اكثر وضوحا.

الرباط الإيماني الذي ذكرناه، مضافًا إلى الوجود التاريخي المستمر،
يشكّلان أساس الحق التاريخي لمسيحيي الارض المقدسة على الاماكن المقدسة.

2. 2. المعنى السياسي

 يبدو لأول وهلة وكأن الكلام عن حقٍّ سياسي لمسيحيي الارض المقدسة
على أماكنهم أمرٌ يحتاج الى شجاعة كبيرة. فالظروف التاريخية الماضية والظروف
الحالية المعقدة تجعل الكلام عن الحق المسيحي السياسي أمراً مستغربًا، لا سيما وأن
العلاقة بين الدين والسياسة في المسيحية أضعف منها في الإسلام وفي اليهودية كما
ذكرنا.

 ومع الأخذ كل ما ذكر بعين الاعتبار، نريد التركيز على نقاط ثلاثة في
هذا المجال:

• عاشت الاراضي المقدسة حُكمًا سياسيًّا مسيحيًّا في العصر البيزنطي
(القرن 5 – 7) والذي انتهى بالفتح العربي (638 م). كما عرفت عهدا دينيًّا مسيحيًّا
من نوع آخر أثناء حكم الفرنج (1099 – 1291 م).

• وصل الغرب، بفضل الثورة الفرنسية (1789)، الى الفصل التام بين
الدين والدولة. لذا لا توجد اليوم في الغرب دول مسيحية بالمعنى الحصري، بل توجد
عوب وجماعات وأحزاب سياسية مسيحية.

• لا نستطيع ان نطبّق على مسيحيي الاراضي المقدسة نظام الغرب الذي
يفصل الدين والدولة فصلاً قاطعًا. فهذا أمر من شأنه:

o أن يهمّش المسيحيين في الأراضي المقدسة، وأن
يسمح لتاريخ المنطقة ان يتطور بمعزل عنهم، أو حتى ضدهم.

o أن يعامَل المسيحيين بناءً على عددهم. وهذا
أمر مرفوض لأن الحق المشروع يُبنى على كرامة الشخص الانساني لا على الاحصائيات.

o أن يعيد مآسي التاريخ الذي يعلّمنا – والله
يعلم إن كانت القدس والارض المقدسة مدرسة تاريخ! – أنّه كلّ مرة حاول دين أو قوة
سياسية أن تستأثر بالأماكن المقدسة، انتهى الأمر الى العنف والحروب وإراقة الدماء.
فالقدس مدينة الله. ومن أراد أن يعيش في القدس عليه أن يتسامي الى مستوى الله.
وهذا يعني عمليا احترام كرامة كل انسان يعيش فيها، والاعتراف بجميع بحقوقه، حتى
السياسية منها.

 مختصر الامر، يعتقد مسيحيو الارض المقدسة أن حقهم السياسي في بلدهم
لا يختلف عن حق المواطنين المسلمين واليهود. فهم ليسوا ” طرفا ثالثا” في
موضوع القدس، بل طرف أساسي، كما انهم ليسوا اقلية تخضع ل “حماية” او
“تسامح” من قِبل طرف آخر، او تحت “رحمة” الآخر القوي. هذه
رسالة واضحة يرسلها مسيحيو الارض المقدس الى أي طرف يميل الى اعتبارهم ”
أقليّة” ويعلن عن استعداده للمحافظة على “امتيازاتهم”. هم لا
يطلبون أي امتياز بل يطلبون حقوهم كاملة، ويعتبرون أن هذه الحقوق واضحة وغير قابلة
للتأويل. والمقصود بهذه الحقوق أكثر من تأمين حرية العبادة. المقصود اعتبارهم
جزءًا اساسيًّا من النسيج الانساني والاجتماعي والسياسي في الارض المقدسة، ولهم
كلمتهم في مستقبل الوطن السياسي.

3. موقف الكنيسة الكاثوليكية الجامعة والكنيسة الفلسطينية المحلية من
القدس

أقتبس موقف الكنيسة الكاثوليكية من محاضرة ألقاها في القدس
الكاردينال جان لويس توران، وزير خارجية الفاتيكان آنذاك، سنة 1998، بمناسبة
افتتاح أوّل مؤتمر رؤساء وممثلي المجالس الأسقفية عن القدس. وكونه وزير خارجية،
فأن كلامه يعكس بشكل قاطع موقف الفاتيكان الرسمي. يقول الكاردينال في بداية حديثه:
“منذ طُرحت قضية القدس، كانت وظلّت دومًا موضوع اهتمام الكرسي الرسولي ومن
أوّل اهتماماته على الساحة الدولية”. وقد جمع المطران ادمون فرحات في كتاب
مفصّل جميع الوثائق الفاتيكانية حول موضوع القدس.

هنالك صراع، لا بل صراعات في القدس وبسبب القدس، وذلك بسبب طابعها
الفريد الذي يعترف به الجميع. فهي فريدة في حدّ ذاتها، ومن حيث الصراعات القائمة
فيها وبسببها.

ومن النقاط الأساسية في موقف الكنيسة الكاثوليكية من موضوع القدس هو
رفض التمييز الدارج أحيانًا بين “قضيّة الأماكن المقدسة وقضية القدس”.
لأن الأماكن المقدّسة تأخذ معناها من علاقتها الحميمة بكامل بيئتها، ليس فقط من
حيث المكان، بل بوصورة خاصة لأنها مدينة، ولما فيها من تراث معماريّ، وفوق كلّ شئ
لما فيها من جماعات ومؤسّسات بشرية.

أما فحوى الموقف السياسي للكنيسة الكاثوليكية حول القدس، فتتضمنه هذه
الفقرة المهمة من مداخلة الكاردينال توران: “في الأحداث الأخيرة، ولا سيما
أحداث الخمسين سنة الأخيرة، برز البُعد السياسي للقدس، ضمن مجموعة معقّدة من
الأوضاع مرتبطة بموضوع السيطرة على الأرض وبالأعمال التي تمّت بغية اكتساب هذه
السيطرة. ولا يمكن للبابوات في الزمن الحاضر كما وفي الماضي أن يُهملوا هذا الجانب
من القضية في خطاباتهم أو في أية وثيقة أخرى صادرة عن الكرسي الرسولي. فهذا الجانب
دائمًا حاضرٌ في كلامهم. والهدف من ذلك هو أوّلاً الحيلولة دون أن تصبح المدينة
المقدسة ساحة حرب، وثانيا التأكيد على أنه لا يجوز أن تكون، كما هو الحال الآن،
موضوع ظلم دولي صريح. فالوضع الحالي فرضته القوّة، وما زال قائمًا بالقوّة. وقد
تكلّم الكرسي الرسولي على هذا الأمر وسيواصل الكلام بوضوح في ما يجب الكلام فيه،
من غير مجاملة أو تخفيف في العبارات. وموقفه هو موقف الأغلبية في الأسرة الدولية،
وخاصة كما وردت في قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالموضوع. فمنذ عام 1967، احتُلّ
جزء من المدينة احتلالاً عسكريا ثم ضُمّ. وتقع في هذا الجزء المحتل معظم الأماكن
المقدسة للديانات الموحدة الثلاث. القدس الشرقية محتلّة بطريقة غير شرعية. لذا من
الخطأ القول أن الكرسي الرسولي يهتم فقط بالبُعد الديني للمدينة أو بأبعادها
الأخرى، ويهمل بُعد الأرض أو البُعد السياسي لها. الكرسي الرسولي مهتمٌّ بهذا
البُعد أيضًا، وله الحق وعليه الواجب في ذلك، لا سيما ما دامت القضية من غير حلّ،
وما دامت سبب نزاع وظلم وانتهاك لحقوق الإنسان، وسبب حدّ من حرية العبادة والضمير
وخوف وقضية أمن للأشخاص. لا شك أن اهتمام الكرسي الرسولي الأوّل هو الأمور الدينية،
ويلي ذلك اهتمامه بالأبعاد الأخرى، السياسية والاقتصادية، بسبب انعكاساتها الأدبية.
صحيح أن الكرسي الرسولي لا يتدخّل في الخلافات حول الحدود بين الدول ولا يتحيّز
لطرف دون الآخر ولا يفرض حلولاً مفصّلة، لكن له الحق وعليه الواجب في تذكير
الأطراف المتنازعة بواجب البحث عن الحلول بالطرق السلمية، مع احترام مبادئ العدل
والمساواة في إطار القوانين الدولية”.

في موضوع القدس، كلا البُعدين الديني والسياسي، أي بُعد الأرض، مرتبطان
ببعضهما البعض ارتباطًا وثيقًا، بالرغم من اختلافهما من حيث المضمون الأساسي، ومن
حيث طريقة المعالجة والبحث عن الحلول.

ماذا يطلب الكرسي الرسولي للقدس؟

• يطلب أوّلاً، والكلام دومًا لوزير خارجية الفاتيكان، أن تُحترم
القدس كما هي بخصوصيّتها، أو كما يجب أن تكون، وليست الآن كذلك إذا نظرنا إلى
وضعها الحالي. القدس كنز للبشرية بأسرها. ومع النظر إلى وضع الصراع القائم والصريح،
وإلى ما يحدث فيها من تغيرات سريعة، فأي حلّ من جانب واحد أو أي حل مفروض بالقوّة
ليس الحل، ولا يمكن أن يكون هو الحل.

يرى الكرسي الرسولي أن أي استئثار بالمدينة المقدسة – سياسيًّا كان
أم دينيا – يناقض طبيعة المدينة والمنطق الخاص بها. أكرّر: كلّ مواطن يعيش في
القدس وكلّ حاج أو زائر يمرّ فيها، يجب أن يقبل بروح الحوار والتعايش والاحترام
الذي تفرضه المدينة. من جهة ثانية، لا يجوز أن يعتمد الاستئثار بالمدينة على
معطيات تاريخية أو على العدد. وعلاوة على ذلك، أقول أن لا شئ يمنع من أن تكون
القدس، في وحدتها وفرادتها، الرمز والمركز القومي للشعبين اللذين يطالبان بها
عاصمة لهما. ولكن، إن كانت القدس مقدّسة عند اليهود والمسيحيين والمسلمين، فإنها
مقدّسة أيضًا عند كثيرين غيرهم، يؤمّونها من مختلف بقاع العالم ويعتبرونها عاصمتهم
الروحية ويحجّون إليها ليصلّوا ويلتقوا فيها إخوانهم في الإيمان. القدس كنز حضاري
للجميع، حتى لمن يقصدها كمجرّد سائح.

ونتيجة لما تقدّم، برى الكرسي الرسولي أنه لا بدّ من حلّ عملي وواقعي
لمشاكل القدس، لجميع مشاكل القدس: وتُعالج كلّ مشكلة بحسب مكوّناتها الخاصة.
فهنالك أوّلاً المشكلة السياسية للإسرائيليين والفلسطينيين، وهي مشكلة عملية جدا.
ولا مجال هنا لذكر مختلف الاتفاقيات والمشاريع التي كتبت وأقرّت للوصول الى سلام
نهائي وشامل. نأمل أن تساعد الرغبة في الحوار والسلام في وضع هذه الاتفاقيات موضع
التنفيذ.

وفي هذا الإطار الحساس والمعقّد، توضع مسألة القدس دومًا في النهاية.
نعلم أن حساسية الموضوع وصعوبته تؤدي الى تأجيل البحث فيه الى النهاية. لكننا نعلم
جميعا، ويعلم الإسرائيليون والفلسطينيون قبل غيرهم، أنه لا مستقبل للسلام والتعايش
في الأرض المقدس وفي الشرق الأوسط، الاّ إذا وُجدَ حلّ لقضية القدس السياسية. يقول
قداسة البابا: “أنا مقتنع أن الفشل في إيجاد حل مناسب لقضية القدس، وأن تأجيل
البحث في القضية، يزيد في صعوبة إيجاد الحلّ السلمي والعادل للشرق الأوسط بأكلمه”
(سنة الخلاص عام 1984).

ماذا يقصد الكرسي الرسولي ب “الحلّ المناسب”؟ يقصد أوّلاً
أن الوضع الحالي هو وضع صراع. ويقصد أن على الإسرائيليين والفلسطينيين، بتعاون كل
من يستطيعون مدّ يد المساعدة، أن يصلوا إلى اتفاق يضمن بشكل ما تطلعاتهم المشروعة
والمعقولة، ويحترم مبادئ العدل.

بالنسبة للكرسي الرسولي، لا يكفي حلّ مسألة الأرض في موضوع القدس،
لأن القدس مدينة لا مثيل لها في مدن العالم. فهي جزء من تراث البشرية جمعاء. وقد
أظهر العالم اهتمامه بها من خلال قرارات الأمم المتحدة في محاولة للحفاط على هذا
التراث.

فيما يختصّ بالقدس، ما زال الكرسي الرسولي يطلب أن يكون للمدينة وضع
خاص يحميها وله ضمانات دولية. ماذا يعني ذلك؟ يرى الكرسبي الرسولي أنه:

• يجب حماية الميزات التاريخية والمادية والدينية والحضارية للمدينة.
وقد حان الوقت أيضًا للكلام عن ترميم وحماية ما بقي قائمًا منها.

• يجب أن تتمتع الجماعات الدينية الثلاث الموجودة في المدينة
بالمساواة في الحقوق والمعاملة، وذلك ضمن إطار من حرية النشاطات الروحية والحضارية
والمدنية والاقتصادية.

• يجب المحافظة على الأماكن المقدّسة الموجودة في المدينة، وعلى حق
حرية الدين والعبادة فيها وحرية الوصول اليها وذلك لسكّان المدينة وللحجّاج، سواء
أتوا من الأرض المقدس أو من أماكن أخرى من العالم.

• الموضوع والقضية الأساسية هي المحافظة على هوية المدينة المقدّسة
بكاملها، وحمايتها من جميع جوانبها. فهوية المدينة تتضمّن طابعًا مقدّسًا لا ينطبق
فقط على المواقع بمفردها أو المباني الأثرية، كما لو كان يمكن فصل هذه الأخيرة عن
بعضها البعض أو عن الجماعات المؤمنة فيها. قدسية القدس تشمل المدينة بكاملها
بأماكنها المقدسة وبجماعاتها المؤمنة ومدارسها ومستشفياتها ونشاطاتها الحضارية
والاجتماعية والاقتصادية.

• إن الإسرائيليين والفلسطينيين، في بحثهم عن الحل السياسي لنزاعهم
على القدس، لا يمكنهم أن ينسوا أن للمدينة المقدسة أبعادًا أخرى بالإضافة الى
مصالحهم القومية المشروعة. فيجب أن يأخذوا هذه الأبعاد بعين الاعتبار في مساعيهم
وفي التوصل الى حلّ دائم لمشكلة الأرض وللمشكلة السياسية. وفي نفس الوقت، لا يمكن
أن يتغاضوا عن الأخذ بعين الاعتبار الجهود والمطالب المشروعة لجميع الأطراف
المعنية. ويجب الاّ يشعر الإسرائيليون والفلسطينيون أن هذه المطالب والاهتمامات
تحدّ من صلاحياتهم أو حقوقهم، بل هي مصدر كرامة وطمأنينة لهم.

• ضروري جدًا أن يولي أطراف المفاوضات الاهتمام المناسب لطابع
القدسية والشمولية للمدينة. وهذا يعني أن أي حلّ ممكن يجب أن يجد تأييدًا من قبل
الديانات الموحدة الثلاث على المستوى المحلي والدولي. يؤمن الكرسي الرسولي بضرورة
توسيع رقعة التمثيل في المباجثات للتأكّد من عدم إهمال أي بُعد من أبعاد القضية،
وللتأكيد أن الأسرة الدولية مسؤولة عن الطابع الفريد والوحيد لهذه المدينة التي لا
مثيل لها.

هذا عن موقف الكنيسة الكاثوليكية الجامعة. والآن ماذا عن موقف كنيسة
القدس المحلية؟ لا شك أن الموقفين متكاملان. فموقف كنيسة القدس لا يغاير موقف
الكنيسة الجامعة، لكنه يضيف بعض الاعتبارات والتوضيحات المحلية، والتي يراها
ويعيشها ويشعر بها سكان القدس المحليون، مسيحيون كانوا أم غير مسيحيين.

• مكانة القدس وأهيمتها في سلام مستقبلي. للقدس مكانة فريدة، وهي
القلب والمثال للمنطقة وللعالم. أراد الله لها أن تكون مدينة الملتقى بينه وبين
الإنسانية، ومكان مصالحة الناس مع ربهم، ومصالحة الناس، أفرادًا وشعوبًا، فيما
بينهم. فهي رمزٌ للأخوّة الشاملة والسلام بين الشعوب. ولهذا، فعلى كل مؤمن صادق من
الديانات الثلاث في هذه المدينة أن يجتهد لكي تكون هذه المدينة ما أراد الله لها أن
تكون: مدينة الملتقى معه عزّ وجل، ومكانًا لمصالحة القلوب والأذهان وتنقيتها.

• كيف يمكن حل قضية القدس؟ كل حل هو المساواة بين المواطنين في جميع
الحقوق والواجبات، فلا يكون أحدُ سيّدًا على أحد، ولا أحدٌ خاضعًا لأحد، ولا يحتاج
فيها أحد إلى حماية أحد، بل الجميع متساوون والقوانين نفسها تحميهم جميعًا
بالتساوي. في القدس شعبان هما الفلسطينيون والإسرائيليون، وثلاث ديانات هي
اليهودية والإسلام والمسيحية. للقدس طابع فريد يميّزها عن جميع مدن العالم، ولهذا
لا يمكن أن تُشبه في وضعها السياسي أية مدينة أو عاصمة في العالم. وعلى الشعبين
المعنيين، الفلسطيني والإسرائيلي، بالتعاون مع الديانات المعنية: اليهودية
والمسيحية والإسلام، أن يحدّدوا صورة هذا الوضع الخاص، وأن يحكموها بحسبه. ومن
واجب الأسرة الدولية، بل والإنسانية جمعاء، أن تساعد لتوصل الشعبين إلى ايجاد صورة
هذا الوضع الخاص. وإن اعتراف الأسرة الدولية بهذا الوضع الخاص ذي الطابع المحلي هو
كفيل لاستقراره وبقائه.

وفي إطار هذا الوضع الخاص، يمكن أن تكون القدس عاصمة للشعبين
المعنيين، ولدولتين، فتصبح هكذا مهدًا ورمزًا للإعتراف المتبادل والتعايش بين
الفلسطينيين والاسرائيليين. وسوف تكون أيضًا رمزًا ومصدرًا للسلام لجميع شعوب
المنطقة والعالم.

• موقف كنيسة القدس من القدس هو عمليا شبيه بوقف الكرسي الرسولي، مع
توضيح إضافي فينا يختص بالسيادة. بما أن مسيحيي كنيسة القدس هم جزء من سكان
المدينة، ومواطنون فيها، وإذن جزءٌ من الصراع، وبما أن المؤمنين هم الكنيسة، تقول
الكنيسة المحليّة أن الشعبين المعنيين، الإسرائيلي والفلسطيني، يجب أن يكونا
متساويين في كل شئ، بما في ذلك السيادة، وقد بنت جميع كنائس القدس موقفها الوحد من
القدس في المذكّرة المشتركة التي نشرتها في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1994، بعنوان
“المفهوم المسيحي للقدس”.

• توضيح أخير. ما المقصود عمليًا ب “وضع خاص تحميه ضمانات
دولية؟” المقصود هو تأمين الحقوق الأساسية لأتباع الأديان التوحيدية الثلاث
والتي تتلخص بحرية العبادة وحرية الوصول الى أماكن العبادة دون حواجز وتصاريح، وأن
تكون القدس مدينة مفتوحة للجميع، بما فيهم أهل البلاد من جميع المناطق، وأخيرًا
الى احترام ما يسمّى “بالستاتوكوو” أي الوضع الراهن للأماكن المقدسة
والذي يعود الى العهد العثماني والمعترف به دوليًّا، وهو الذي ينظم العلاقات بين
المسيحيين في إدارة أماكنهم المقدسة المشتركة.

الضمانات الدولية لا تعني “تدويل القدس” ولا تعني جعل
القدس “جسمًا منفصلاً”، ولا يعني وجود قوات دولية تحمي المدينة القديمة
أو تديرها أن تحمي طرفًا من طرف آخر. بل يعني وجود هيئة دولية تضمن تطبيق أية
اتفاقيات يمكن التوصل إليها، لأن الخبرة علّمتنا أن “لا تواريخ مقدّسة ولا
مواثيق مقدّسة”. المقصود أن يكون العالم شاهدًا على الاتفاقيات وضامنًا لها،
مع احترام خصوصيات كل طرف في حقوقه الدينية الأساسية والمدنية. الضمانات الدولية
لازمة لكافة الاتفاقات التي ستُبرم، وعلى رأسها قضية القدس، وذلك كي تُحترم
وتنَفّذ، فلا تبق حبرًا على ورق. ولادة الدولة الفلسطينية نفسها بحاجة الى ضمانات
دولية تعترف بها قانونيا وتحميها.

تم بنعمة الله الآب وشركة الابن الوحيد وموهبة وعطية الروح القدس

و المجد لله الى الآبد

أمين

 

المراجع:

المراجع العربية

*تفسير
القس انطونيوس فكرى

*موسوعة
ويكيبديا الحرة

*هل
يُلغى العهد القديم؟ للأب منيف حمصى – ط5 -1995

*كوستي
بندلي اسرائيل بين الدعوة والرفض منشورات النور.

*تاريخ
اسرائيل – القمص متى المسكين

*مفهوم
القتال فى العهد القديم – الخادم عبد المسيح

*الحروب
وشبهاتها – الخادم عبدالله الضبع عبدالله

*الصهيونية
المسيحية – الدكتور رياض جرجور أمين مجلس كنائس الشرق الأوسط

*جريس
هلسل، يد الله، منشورات دار الشرق، بيروت.

*جريس
هلسل، النبؤة السياسية، منشورات دار الشرق، بيروت.

*د.
يوسف الحسن، البُعد الديني في السياسة، منشورات مركز الدراسات العربية، بيروت.

*الأستاذ
محمّد السمّاك، المسيحية الصهيونية، منشورات دار النفائس، بيروت.

*الأب
رفيق خوري، قل كلمتك وامش، ص. 25

*بعض
المقالات المنشورة على الأنترنت

المراجع الأنجليزية

Old
Testament Ethics by Douglas A. Knight
*

*Old Testament Foundations for
Peacemaking in the Nuclear Era by Bruce C. Birch

*Sociological Criticism of the
Old Testament by Norman K. Gottwald

*The Old Testament, Keystone of
Human Culture by William F. Irwin

*The Politics of God and the
Politics of Man by Jacques Ellul

*Biblical Foundations of the
Power and Politics by Kim Yong Bock

*From Faith to Faith – Essays on
Old Testament Literature by B.
Davie Napier

*Anderson
Andrea, “Improbable Alliances in Uncertain Times: Christian Zionism and the
Israeli Right
”.*

*Arbogast Marianne, “Christian
Zionism”: An interview with Michael Prior
.

*Awwad Basihara, “Christian
Zionism”, Presented at the HCEF Third International Conference: The Forgotten
Faithful” Arab Christian Suffering in the
Holy
Land
. 8 April 2003.

*N.A. 1998. “Christian Zionism, A
British Perspective: Sabeel International Conference”. Presented at the third
Sabeel International Conference,
Bethlehem University. February 1998.

*Prior Michael, Zionism and the
State of
Israel: A Moral Inquiry, Routledge: New York, 1999.

http://history.boisestate.edu/westciv/peloponn

http://www.wsu.edu/~dee/GREECE/PELOWARS.HTM

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار