كتب

الفصل السابع



الفصل السابع

الفصل
السابع

إنجيل
برنابا والأناجيل الأبوكريفية

 

قال
ناشر الترجمة العربيَّة الشيخ محمد رشيد رضا في مقدِّمته لطبعة 1908م: ”
إنَّنا نري مؤرِّخي النصرانيَّة قد أجمعوا علي أنَّه كان في القرون الأولي للمسيح
عليه السلام أناجيل كثيرة وأنَّ رجال الكنيسة قد اِختاروا منها أربعة أناجيل
ورفضوا الباقي. فالمقلِّدون لهم من أهل ملَّتهم قبلوا اختيارهم بغير بحث وسيكون
ذلك شأن أمثالهم إلي ما شاء اللَّه “.

ثمَّ
يقول أنَّه ” لو بقيت تلك الأناجيل كلَّها لكانت أغزر ينابيع التاريخ في
بابها ما قُبل منها أصلاً للدين وما لم يُقبل ولرأيت لعلماء هذا العصر من الحكم
عليها والاستناط منها بطرق العلم الحديثة المصونة بسياج الحريَّة والاستقلال في
الإرادة ما لا يأتي مثله من رجال الكنيسة الذين اختاروا تلك الأناجيل الأربعة
ورفضوا ما سواها “!!

وهو
يتكلَّم هنا، بغير علمٍ ولا دليلٍ، ويزعم أنَّ رجال الكنيسة اِختاروا الأناجيل
الأربعة دون بحث!! ورفضوا بقيَّة الأناجيل بلا سندِ أو دليلِ!! ولذا يتصوَّر
ويتخيَّل أنَّه لو ظهرت هذه الأناجيل التي رفضها رجال الكنيسة، ودرسها العلماء
بطرقٍ حديثةٍ وبحرِّيَّة إرادة، لأظهروا ما لم يُظهره رجال الكنيسة!!

والغريب
أنَّه وغيره يتكلَّمون فيما لا يعلمون ويزعمون ويدَّعون معرفة ما ليس لهم به من
علمٍ أو معرفةٍ؟!! فلا الكنيسة اِختارت الأناجيل الأربعة دون سندٍ، ولا رفض رجالها
الكتب الأخري دون دليلٍ!! وكلّ ما زعموه يدلّ علي عدم معرفة. أولاً: لأنَّ
الغالبيَّة العُظمي من هذه الكتب اِكتُشِفَتْ وظهرت خلال الثلاث قرون الأخيرة
(ق18و19و20)، كما تمَّ اِكتشاف مكتبة غنوسيَّة كاملة في نجع حمادى سنة 1926م تضمّ
معظم هذه الأناجيل المفقودة وغيرها من الكتب الغنوسيَّة الأخري. وهي موجودة
بالمتاحف وأغلبها في مصر!! وتُرجمت إلي عدَّة لغات، وهي موجودة في متناول من يريد
قراءتها أو بحثها سواء بلغاتها الأصليَّة أو مُترجمة إلي اللغات الحيَّة
كالإنجليزيَّة مثلاً!! والذي لم يُوجد منها أشار إليه وإقتبس منه آباء الكنيسة في
قرونها الأولي.

ثانيًا:
لأنَّ العلماء لم يتركوا هذه الفرصة، بل درسوا هذه الكتب وحلَّلوها وأثبتوا فسادها
وأنَّ الكنيسة كانت علي حقٍّ عندما رفضتها!!

ثالثًا:
أنَّه لا يُوجد أيّ وجهٍ للمقارنة بين هذه الكتب وإنجيل برنابا المزيَّف!! فهذه
الكتب تتَّفق مع الكنيسة في عدَّة حقائق جوهريَّة مثل ألوهيَّة المسيح وصلبه
وعالميَّة الدعوة المسيحيَّة، ولا تتَّفق مع إنجيل برنابا سوي في حقيقة واحدة ألا
وهي أنَّ كلَّها مزوَّرة وليست من وضع تلاميذ المسيح ورسله وإنْ كانت تختلف معه في
حقيقة جوهريَّة، وهي أنَّ هذه الكتب كُتِبَ معظمها في القرون الخمسة الأولي، فجاءت
عبارة عن خليط بين المسيحيَّة واليهوديَّة، أو بين المسيحيَّة والغنوسيَّة ”
الوثنيَّة ” أمَّا هذا الكتاب فقد كُتب في أواخر العصور الوسطي فجمع بين
اليهوديَّة والمسيحيَّة والإسلام إلي جانب خرافات وأساطير الشعوب الوثنيَّة.

 

1
– فقرات من الكتب الأبوكريفيَّة

أولا:
فقرات من كتابات إنجيليَّة أبوكريفيَّة (1) غير معروفة المصدر:

(1)
تُوجد مخطوطة(
Papyrus) في متحف لندن (2) ترجع إلي القرن الثاني جاء فيها هذا الحوار:
” فإلتفت يسوع إلي حكَّام الشعب وقال لهم: فتِّشوا الكتب التي تظنُّون أنَّ
فيها لكم حياة، فهذه التي تشهد لي (يو5/29). لاتظنُّوا أنِّي جئت لأشكوكم لأبِي!!
يُوجد من يشكوكم موسي الذي تضعون عليه رجاءكم ” (يو5/45). وعندما قالوا
” نحن نعرف أنَّ اللَّه تكلَّم إليى موسي، أمَّا أنت فلا نعرف من أين تكون؟
” (يو9/29).

أجاب
يسوع وقال ” الآن قام الاتهام علي عدم إيمانكم ” (يو12/37) (3).

(2)
جاء في بردية رقم 654×
O من مخطوطات البهنسا التي اكتُشفت سنة 1897م وترجع إلى القرن
الثاني أو بداية القرن الثالث: ” هذه الكلمات التي … يسوع الواحد الحي
تكلَّم” (4).

وهذه
الكلمات تقابل بداية إنجيل توما في اللغة القبطيَّة والتي تقول ” وهذه
الكلمات السريَّة التي تكلَّم بها يسوع الواحد الحيّ والتي كتبها ديديموس يهوذا
توما ” (5).

(3)
وجاء في برديَّة رقم 1×
O من برديَّات البهنسا ” يقول يسوع: ” أنا أقف في وسط
العالم، وفي الجسد أنا ظهرت لهم ” (6).

(4)
وجاء في نفس البرديَّة أيضًا ” يقول يسوع … حينما يكون أحد وحده أنا أقول:
أنا معه. أرفع الحجر وهناك تجدني، اشطر الخشب فأنا هناك ” (7).

(5)
وجاء في إحدي برديَّات الفيُّوم (اكتُشفت سنة 1885م ومحفوظة بفيِّينَّا) وترجع إلي
القرن الثالث ” وبينما هو (يسوع) خارج معهم قال: كلُّكم ستنزعجون الليلة كما
هو مكتوب سأضرب الراعي فيتشتت القطيع.عندما قال بطرس: حتَّي لو تركك الكلّ، فأنا
لا. قال يسوع: قبل أنْ يصيح الديك مرتَين ستنكرني ثلاث مرات ” (8)..

 

ثانيا:
فقرات من أناجيل أبوكريفيَّة يهوديَّة مسيحيَّة:

وهي
الإنجيل أو الأناجيل (9) التي استخدمها الأبيونيِّين (10) والناصريِّين (11) وهي
إنجيل الناصريِّين وإنجيل الأبيونيِّين وإنجيل العبرانيِّين، وهي قريبة الشبه جدًا
بإنجيل متَّي، بل هي إنجيل متَّي مع حذف الإصحاحَين الأوَّل والثاني (12)، مع
إضافة عبارات تفسيريَّة ونصوص تلائم أفكارهم اليهوديَّة. وترجع هذه الأناجيل إلي
أوائل القرن الثاني. وقد إحتفظ لنا آباء الكنيسة بفقرات عديدة منها.

(1)
فقرات من إنجيل الناصريِّين: جاء في تفسير أشعياء 53: 2 لهيمو الاكسيري
Haimo of Auxerre (850م): ” قيل في
إنجيل الناصريِّين عند كلمة الربّ هذه ” يا أبتاه أغفر لهم (صالبي المسيح) …
أصبح آلاف عديدة من الذين كانوا واقفين حول الصليب مؤمنين به ” (13).


وجاء في كتاب
Historia Passionis Domini من القرون الوسطي: ” نقرأ في إنجيل الناصريِّين أنَّ اليهود
أعطوا رشوة لأربعة جنود ليجلدوا الربَّ بقسوةٍ لدرجة أنَّ الدمّ سال من كلِّ جزءٍ
في جسده ” (14).

وجاء
في نفس الكتاب أيضًا: ” نقرأ أيضًا في إنجيل الناصريِّين أنَّه فى الوقت الذي
مات فيه المسيح إنشطرت عتبة باب الهيكل العليا ذات الحجم الضخم ” (15).وهذا
نفس ما قاله المؤرِّخ اليهوديّ يوسيفوس الذي عاش فى أواخر القرن الأوَّل
الميلاديّ، ويُضيف أنَّ أصوات علويَّة مرعبة سُمعت تقول: لنرحل من هذا المسكن ”
(16) أي الهيكل.

(2)
فقرات من إنجيل الأبيونيِّين: قال القدِّيس إبيفانيوس أسقف سلاميس من آباء القرن
الرابع فى كتابه ضد الهرطقات: ” انَّه جاء فى الإنجيل الذي يستخدمه
الأبيونيِّين والمسَمَّي بالإنجيل حسب متًّي (17)، والذي يُسَمُّونه الإنجيل
العبريّ، ” ولما اعتمد الشعب جاء يسوع أيضًا واعتمد من يوحنا (لو3/21).
وبينما هو صاعدٌ من الماء انفتحت السموات ورأي الروح القدس فى شكلِ حمامةٍ نزلت
ودخلت فيه (مت3/16) (1 8). وصوت من السماء يقول: ” أنت اِبني الحبيب بك أنا
سُررت (مر1/11)، وأيضًا اليوم أنا ولدتك. وفي الحال ظهر نورٌ عظيمٌ حول المكان.
وعندما رأى يوحنَّا ذلك، قيل، قال له: من أنت يا ربّ؟ (فرنَّ) صوتٌ من السماء
ثانية له: هذا هو ابني الحبيب الذى به سررت (مت3/7). ثمَّ، قيل، أنَّ يوحنَّا سقط
أمامه وقال: أتوسَّل إليك ياربّ،عمِّدني أنت، ولكن منعه وقال: دَعْ هذا، لأنَّه
يليق أنْ يكمل كلّ شيء ” (19).

(3)
فقرات من إنجيل العبرانيِّين: ترجم هذا الكتاب القدِّيس جيروم في القرن الرابع
ونقل فقرات عديدة في كتاباته. يقول: ” الإنجيل المسَمَّي بحسب العبرانيِّين
الذي ترجمته حديثا إلي اليونانيَّة واللاتينيَّة والذي يستخدمه أوريجانوس تكرارًا
يُسجِّل بعد قيامة المخلِّص ” وعندما أعطي الربّ رداء الكتَّان لخادم الكاهن
ذهب ليعقوب وظهر له (1كو5/7). لأنَّ يعقوب أقسم أنَّه لن يأكل خبزًا من الساعة
التي شرب فيها كأس الربّ (مر14/25) حتَّي يراه قائمًا من بين الراقدين. وبعد ذلك
بوقتٍ قصيرٍ قال الربُّ: أحضر مائدة وخبز! وفي الحال أضيف: وأخذ الخبز وباركه
وكسره (مر14/22) وأعطاه ليعقوب البار وقال له: ” أخي كلّ خبزك لأنَّ اِبن
الإنسان قام من بين الراقدين ” (20).

ثالثًا
– فقرات من الأناجيل الغنوسيَّة (21):

وهي
الأناجيل التي كتبها واستخدمها زعماء وأفراد هذه الهرطقة (22) وأعطوها أسماء رسل
المسيح، وأسماء مستخدميها كإنجيل المصريِّين، وأسماء زعماء الغنوسيَّة، كإنجيل
ماركيون. وبرغم أنَّ هذه الكتب تحمل شهادة قويَّة للاهوت المسيح وصلبه وقيامته
ألاَّ أنَّها تمتلئ بالأفكار الهرطوقيَّة الخياليَّة والأسطوريَّة. فهي مزيجٌ بين
الفكر المسيحيّ واليهوديّ والوثنيّ.

 

 (1)
إنجيل المصريِّين اليونانيّ: ويرجع إلي القرن الثاني (23)، وكان أوَّل من أشار
إليه هو القدِّيس إكليمندس الإسكندري (24) من القرن الثاني. وجاء فيه: ”
لأنَّه (يسوع) يقول: ليس كلّ من يقول لي، يارب يارب يخلص، بل الذي يفعل البرّ
” (25). وقال القدِّيس إبيفانيوس عن أصحاب هرطقة سابيليوس (26) أنَّ ”
كلّ خطأهم وقوَّته هو أنَّهم يأخذون (يستخرجون) عقائدهم من بعض الأبوكريفا، خاصَّة
المسَمَّي إنجيل المصريِّين، كما يُسَمِّيه البعض، لأنَّه مكتوبٌ فيه مثل هذه
الأشياء الناقصة كأنَّها جاءت سرًا من المخلِّصِ، كالتي كشفها للتلاميذ أ نَّ الآب
والابن والروح القدس واحد ونفس الشخص والأقنوم ” (27).

(2)
إنجيل المصريِّين القبطي: ويختلف عن اليونانيّ وقد اِكتُشف في نجع حمَّادي سنة
1945م. ويقول عن المسيح ” القوَّة التي لا تُقْهَر الذي هو المسيح العظيم
“. ويختم بالقول: ” يسوع المسيح اِبن اللَّه ” (28).

(3)
إنجيل بطرس: ويرجع إلي القرن الثاني وقد وُجِدَتْ نسخته في إخميم في شتاء
1886-1887م، وهو الآن في متحف القاهرة. ويبدأ الجزء الموجود منه بغسل أيدي بيلاطس
وهو يُبَرِّئ نفسه من دمِ المسيح ويشتمل علي محاكمة المسيح وصلبه وموته وقيامته
وينتهي بعد القيامة بحديث يدلّ علي أنَّ له بقيَّة مفقودة والعبارة الأخيرة منه
مبتورة وقد جاء فيه: ” أسلمه (بيلاطس) … وهكذا أخذوا الربَّ ودفعوه بشدَّةٍ
وقالوا: فلنسوق الآن اِبن اللَّه فقد أعطينا سلطانًا عليه. ووضعوا عليه ثوبًا أرجوانيًا
وأجلسوه علي كرسي القضاء وقالوا: ” اِحكم بالبرِّ ياملك إسرائيل “!
(يو19/13). وأحضر واحد منهم إكليلاً من الشوك ووضعه علي خدَّيْه، وآخرين ضربوه
بقصبةٍْ (مر14/65؛15/16-20)، والبعض جلدوه قائلين: فلنُكْرِم اِبْن اللَّه بمثلِ
هذه الكرامة. واحضروا مذنبَين وصلبوا الربًّ وسطهما (مر15/24) … وعندما نصبوا
الصليب كتبوا عليه “هذا هو ملك إسرائيل ” (مر15/26)، ووضعوا ملابسه
أمامهم واقتسموها بينهم مقترعين عليها ” (مر15/24).


وفى الليلة التي بزغ فيها يوم الربِّ، بينما كان الحرَّاس يحرسون حراساتهم، اِثنين
في كلِّ ساعةٍ، رنَّ صوتٌ عالٍ في السماء ورأوا السموات مفتوحة ونزل منها رجلان في
بهاء عظيم ونزلا مباشرة إلي القبر.

وبدأ
الحجر الموضوع أمام القبر يتدحرج عن ذاته إلي جانب القبر، وفُتِحَ القبر، ودخل
الشابَّان. وعندما رأى الجنود ذلك أيقظوا قائد المائة والشيوخ لأنَّهم كانوا أيضًا
هناك للمساعدة في الحراسة. وبينما كانوا يسترجعون ما حدث رأوا ثانيةً ثلاثة رجال
خارجين من القبر … والصليب يتبعهم … وسمعوا صوتًا خارجًا من السماء يصيح: أنت
بَشَّرْت الراقدين ” (29).

(4)
إنجيل الحقيقة: ويرجع للقرن الثاني، وقد اِكتُشِف في نجع حمادى سنة 1945، جاء فيه
عن لاهوت المسيح: ” إنجيل الحقيقة بهجة لأولئك الذين قبلوا من أبي الحقيقة
هبة، معرفته خلال قوة الكلَّمة (المسيح) الذي جاء من البليروما (ملء اللاهوت)
(أنظر كو9/2)، الواحد الذي في فكر الآب وعقله، الذي هو الواحد المخاطب بالمخلَّص
الذي هو اِسم العمل قام به الفداء أولئك الذين كانوا يجهلون الآب ” (30).

وجاء
فيه صلب المسيح ” لهذا السبب ظهر يسوع … وسُمِّرَ علي الشجرة وأعلن أمر
الآب علي الصليب … فقد وضع نفسه للموت برغم أنَّ الحياة الأبديّضة ترتديه ”
(31).

(5)
حكمة يسوع المسي ح: وترجع أقدم مخطوطاته إلي القرن الثالث أو بداية الرابع (32)
ويبدأ هكذا: ” بعد أنْ قام (يسوع) من الأموات تبعه تلاميذه الإثنا عشر وسبعة
نساء اللواتي تبعنه كتلميذات، عندما جاءوا إلي الجليل … وهناك ظهر لهم المخلِّص،
ليس في شكله الأصليّ ولكن في الروح غير المرئيّ، كان ظهور ملاك عظيم من نور. أمَّا
شكله فلا أستطيع وصفه … وقال سلام لكم، سلامي أنا أعطيكم ” (33).

(6)
حوار المخلص: وُجِدَتْ هذه الوثيقة في اللغة القبطيَّة الصعيديَّة فقط في مكتبة
نجع حمادي 1945. وجاء فيها سؤال التلاميذ للمسيح، هكذا: ” يا رب قبل أنْ تظهر
هنا (علي الأرض) من كان هناك (في السماء) ليُعْطِيك المجد؟ لأنَّه فيك (خلالك) كلّ
الأمجاد، ومن كان هناك ليباركك حيث منك تأتي كلّ البركة؟ ” (34).

وجاء
فيه هذه الطِلبة: ” استمع إلينا أيَّها الآب البار كما استمعت لابنك الوحيد
وأخذته إليك ” (35).

(7)
إنجيل فيلبس: ويرجع إلي القرن الثاني وقد وُجدت له مخطوطة ترجع إلي القرن الثالث
ضمن مجموعة نجع حمادي مُترجمة إلي القبطيَّة الصعيديَّة. وجاء فيه قول منسوب
للربِّ يسوع المسيح علي الصليب: ” إلهي إلهي لماذا يا رب تركتني؟ قال هذه
الكلمات علي الصليب، لأنَّه انقسم هناك … قام الرب من الموت ” (36).

(8)
إنجيل توما (مجموعة أقوال منسوبة للربِّ يسوع المسيح) (37) ويرجع إلي القرن الثاني
وقد ذكره كلٍّ من القدِّيس هيبوليتوس (230م) والعلامة أوريجانوس (233م)، وقد
اِكتُشفت نصوصه كاملةً ضمن مجموعة نجع حمادي.


جاء في القول28(
Logia 28): ” أنا وقفت في وسط العالم وظهرت لهم في الجسد ووجدتهم
كلَّهم سكاري ولم أجد بينهم أحدٌ عطشان. وكانت نفسي حزينة علي بني البشر لأنَّهم
عميان في قلوبهم لا يبصرون ” (38).


وجاء القول77 ” قال يسوع أنا هو النور. أنا هو الكلُّ. الكلُّ جاء منِّي
والكلُّ يعود إلَيّ. أشطر (قطعة) الخشب: أنا هناك. ارفع الحجر وستجدني هناك ”
(39).

(9)
أبوكريفا يوحنَّا: ويرجع إلي القرن الثاني (40). وهو عبارة عن مجموعة أقوال جاء
فيه أنَّ أحد الفرِّيسيِّين شكَّك يوحنَّا بن زبدي في حقيقة الربِّ يسوع المسيح،
فمضي يوحنَّا حزينًا إلي مكانٍ منعزلٍ في الجبل تدور في ذهنه أسئلة عديدة فرأي
المسيح نازلاً من السماء ” وبدت الخليقة كلها في نور، ليس أرضيًا، وبدأ
العالم يضطرب كلُّه، وقال له: يوحنَّا لماذا أنت في شكٍّ؟ أنا هو الذي معك دائمًا.
أنا هو الآب، أنا هو الأم، أنا هو الابن، أنا هو الموجود الأبديّ، غير الدنس
” (41).

(10)
أبوكريفا يعقوب: وُجِدَ هذا العمل الأبوكريفيّ في نجع حمادي 1945 وقد جاء به:
” فأجاب الرب (يسوع) وقال الحق أقول لكم لن يخلُص أحدٌ إلاَّ إذا آمن بصليبي.
والذين آمنوا بصليبي لهم ملكوت اللَّه … سأحضر إلي المكان الذي منه جئت …
استمعوا إلي التسابيح التي تنتظرني في السموات لأني اليوم سآخذ مكاني علي يمين
الآب … مباركين أولئك الذين ينادون بالابن قبل نزوله ” (42).

(11)
الإنجيل بحسب مريم المجدليَّة: ويرجع إلي القرن الثالث وتُوجد له ترجمة إلي
القبطيَّة ترجع للقرن الخامس، ويُوجد ضِمْن مجموعة جون رايلانذ بمنشتسر. وقد جاء
فيه: ” ولماَّ قال الواحد المبارك (يسوع) هذا حيَّاهم كلُّهم قائلاً: سلامٌ
لكم، إقبلوا سلامي. إعلموا إذًا أنَّه لن يُضلِّكم أحدٌ بالقول ” أنظروا هنا
” أو ” أنظروا هناك ” لأنَّ ابن الإنسان داخلكم. اتبعوه. الذين يبحثون
عنه سيجدونه ” (43).

(12)
حديث بعد القيامة:
Epistula Apostolorum ويرجع هذا العمل إلي القرن الثاني (43) (وقت المعركة بين
المسيحيَّة والغنوسيَّة). جاء فيه ما يُسَمَّي بتعليم التلاميذ الإثنى عشر فيما
يختصّ بربِّنا يسوع المسيح: ” نحن نعرف هذا، أنَّ ربّنا ومخلِّصنا يسوع
المسيح إله. اِبن اللَّه الذي أرسل من اللَّه، حاكم العالم كلّه … ربّ الأرباب
وملك الملوك وحاكم الحكام. السماويّ الذي هو فوق الشاروبيم والسرافيم ويجلس عن
يمين عرش الآب ” (44).

(13)
كتاب الحكمة:
The Pi stis Sophia ويرجع للقرن الثالث (45). يبدأ الكتاب الأوَّل منه بالحديث عن
قيامة السيد المسيح من الموت ” بعد أنْ قام يسوع من الموت “. ويتحدِّث
في الثاني عن صعود السيِّد المسيح إلي السموات ويروي أفراح السماء بصعوده إليها
واضطراب كلّ قوَّات السماء. ثمَّ يتحدَّث عن ظهوره لتلاميذه ” ثم انفتحت
السموات … ورأوا يسوع وقد نزل وبهاؤه (إشرافه) ساطع جدًا وكان نوره لا يُقاس …
ولم يستطعْ البشر في العالم أنْ يصفوا النور الذي كان عليه “، ثمَّ يروي خوف
التلاميذ واضطرابهم لرهبة هذا المنظر ” ولما رأي يسوع، الرحيم والحنان أنَّ
التلاميذ في غاية الاضطراب. قال لهم: تهلَّلوا أنا هو لا تخافوا … ثمَّ سحب بهاء
نوره، عندئذ تشجَّع التلاميذ ووقفوا أمام يسوع وخرُّوا معًا وسجدوا له بفرحٍ
وابتهاجٍ عظيمٍ ” (46).

(14)
اللوجوس العظيم:
The Tow Books of Jeu: أو كتاب ” اللوجوس العظيم بحسب السرِّ ” ويرجع للنصف
الأوَّل من القرن الثالث (47).وقد جاء فيه هذا الحديث: ” أجاب الرسل بصوت
واحد … قائلين: يا ربّ يسوع أنت الحيّ الذي إنتشر خلاصه علي الذين وجدوا حكمته
وهيئته التي يضيء بها – أيَّها النور الذي في النور الذي يُضيء قلوبنا حتَّي نأخذ
نور الحياة – أيَّها الكلمة (اللوجوس) الحقيقيّ الذي بالمعرفة تعلِّمنا … أجاب
يسوع الحيّ وقال مبارك الرجل الذي يعرف هذا ” (48).

(15)
إنجيل نيقوديموس: ويرجع للقرن الثاني ويُقَسَّم إلي جزأَين:

(أ)
أعمال بيلاطس: ويروي محاكمة السيد المسيح وصلبه موته وقيامته من بين الأموات! وهذه
بعض الفقرات منه: ” قال يسوع: موسي والأنبياء تنبَّأوا عن موتي وقيامتي
(لو24/44-46)” (ف4: 3).

قال
السيَّد المسيح للصِّ اليمين: ” اليوم تكون معي في الفردوس (لو23/43) ”
(ف10: 2). وقال الربُّ يسوع المسيح لتلاميذه بعد القيامة وقبل الصعود مباشرة
” اذهبوا إلي العالم أجمع وأكرزوا بالأناجيل للخليقة كلِّها، من آمن واعتمد
خلص ومن لم يؤمن يُدَنْ، وهذه الآيات تتبع المؤمنين: يُخرجون الشياطين باسمي،
ويتكلَّمون بألسنة جديدة، يحملون حيَّات وإن شربوا شيئًا مميتًا لن يضرَّهم ويضعون
أيديهم علي المرضي فيبرأون (مر16/15-18). وبينما كان يسوع يتكلَّم مع تلاميذه
رأيناه يصعد إلي السماء (49).

(ب)
نزول المسيح إلي الجحيم: يروي نزول المسيح إلي الجحيم أثناء خروج روحه من جسده
وإخراجه للأرواح المنتظرة علي الرجاء: ” صاح صوتٌ عظيمٌ مثل الرعد قائلاً:
افتحوا أيَّها الحكَّام أبوابكم وارتفعي أيَّتها الأبواب الداهريَّات فيدخل ملك
المجد ” (ف1: 5).


ومدَّ الملك يده اليُمني وأمسك أبينا آدم وأقامه، إتجه إلي الباقين وقال: تعالوا
معي يأكل الذين ذقتم الموت بالشجرة التي لمسها الإنسان لأنِّي أقمتكم ثانية بشجرة
الصليب … قال الأنبياء والقدِّيسون نقدِّم لك الشكر أيَّها المسيح مخلِّص العالم
لأنَّك خلَّصت حياتنا من الفساد ” (ف1: 8) (50).

(16)
إنجيل برثولماوس: ويُسَمَّي في النصِّ القبطيّ ” كتاب قيامته يسوع المسيح
بحسب برثولماوس الرسول “. جاء فيه هذه الصلاة ” وسقط برثولماوس علي وجهه
ونثر ترابٌ علي رأسه ثم بدأ ” أيَّها الربّ يسوع المسيح، الاسم المجيد
والعظيم. كلّ طبقات الملائكة تسبِّحك. وأنا أيضًا، الغير مستحق بشفتيّ، أسبِّحك يا
ربِّ. استمع إليّ أنا خادمك استمع إليّ أيَّها الربِّ يسوع المسيح، وارحم الخطاة
” (51).

(17)
إنجيل ماني ” الإنجيل المتوافق “: استخدم ماني الهرطوقي ” المبتدع
(52) الأناجيل الأربعة الصحيحة إلي جانب دياتسرون تاتيان (53) والأناجيل
الأبوكريفيَّة مثل إنجيل فيلبُّس وكتاب طفولة الربّ وجمعها في مجلدٍ واحدٍ،
متوافق، شبيه بدياتسرون تاتيان، وهذه فقرة منه عن محاكمة السيِّد المسيح: ”
بالحقيقة هو اِبن اللَّه. وأجاب بيلاطس هكذا، أنا بريء من دم اِبن اللَّه …
“. وفي فجر الأحد ذهبت النسوة إلي القبر حاملات الطيب ” واقتربن من
القبر … ولما كلَّمهن الملاكان قائلين: لا تبحثن عن الحيّ بين الأموات! تذكرن
كلام يسوع كيف علَّمكم في الجليل: سوف يُسَلِّموني ويَصْلِبُوني وفى اليوم الثالث
أقوم من الموت ” (54).

(18)
إنجيل ماني “الإنجيل الحيّ”: وإلي جانب الإنجيل المتوافق، كتب ماني
كتابًا أسماه ” الإنجيل الحيّ ” وأيضًا ” إنجيل الحيّ ” و
“الإنجيل العظيم” (55) وإدَّعي أنَّه نزل عليه من السماء، وقد جاء فيه
” مسبح هو وسيكون مسبح اِبن الحبّ العزيز ” يسوع مُعطي الحياة … أنا
ماني، رسول يسوع الصَدِيق (
Friend) في حبِّ الآب ” (56).

(19)
مزامير المانيِّين: كان لأتباع ماني (المانيِّين) كتاب مزامير وتسابيح وترانيم جاء
فيه: ” يسوع هو الذي يُعطي التوبة للذي يتوب. فهو يقف في وسطنا. هو الذي يومض
لنا سرًا قائلاً: توبوا لكي اغفر لكم خطاياكم”. ” إنَّه (يسوع) ليس
بعيدًا عنَّا يا إخوتي كما قال في كرازته: أنا أقرب منكم مثل ملبس جسدكم ”
(57).

رابعًا:
فقرات من أناجيل الطفولة:

تروى
هذه الكتب قصص وأساطير خياليَّة عن ميلاد المسيح وطفولته وذهابه إلي مصر وعودته
منها، وقد كُتِبَتْ هذه الكتب لتُشبع فضول البسطاء عن بقيَّة أحداث حياة المسيح
التي لم تذكرها الأناجيل الصحيحة (58).

(1)
إنجيل يعقوب الأوَّل: ويرجع إلي القرن الثاني (59)،ويروي روايات عديدة عن الحبل
بالعذراء مريم وميلادها وطفولتها وبشارة الملاك لزكريَّا والحبل بيوحنَّا
المعمدان، وبشارة الملاك للعذراء وميلاد الربِّ يسوع المسيح بعد ميلاد المعمدان
وقتل أطفال بيت لحم، وينتهي بقتل زكريَّا بين الهيكل والمذبح (60).

(2)
إنجيل توما الإسرائيلي: ويرجع للقرن الثاني (61)، ويروي عدَّة روايات عن طفولة
المسيح من سنِّ الخامسة إلي الثانية عشر، وينسب له معجزات عديدة كشفاء الأمراض
وإحياء الموتي وخلق طيور من طين (62).

(3)
إنجيل الطفولة العربي: ويرجع إلي القرن الخامس وما قبله وهو مُتَرجم إلي العربيَّة
من السريانيَّة وتُوجد فصوله الأولي من (1-9) في أناجيل متي ولوقا وإنجيل يعقوب
الأوَّل، كما توجد الفصول من (36-55) في إنجيل توما، وبقيَّة الفصول من (10- 35)
شرقيَّة في أسلوبها مثل روايات فرسان العرب. وقد جاء فيه عن خلقة المسيح لعصافير
وطيور من الطين ” وصنع أشكالاً من الطيور والعصافير، التي طارت حينما أخبرها
أنْ تطير، ووقفت ساكتة عندما أمرها أنْ تقف وأكلت وشربت عندما أعطاها طعامًا
وشرابًا ” (63).

(4)
إنجيل متَّي المنحول: كُتب في القرن السابع ويزعم في مقدِّمة ومخطوطته اللاتينيَّة
أنَّه كُتِبَ باللغة العبريَّة علي يدِ متَّي الرسول ثمَّ تُرجم إلي اللاتينيَّة
علي يدِ القدِّيس جيروم. يحكي ميلاد العذراء وطفولتها وميلاد السيد المسيح وطفولته
إلي سن الثانية عشر، ويروي العديد من المعجزات والروايات الخياليَّة التي، يقول
أنَّها حدثت أثناء طفولة السيِّد المسيح وأثناء رحلة الهروب إلي مصر مثل تحطيم
أوثان مصر وإنحناء النخلة العالية للعذراء لتعطيها من ثمرها لتشبع به جوعها وتحويل
النهر الجاف إلي نهر جاري يروي ظمأ يوسف، فيقول في (ف20) ” حينئذ فأنَّ
الصبيّ يسوع بملامح سارَّة، استراح في حضن أمِّه، قائلاً للنخلة ” يا شجرة،
أحني أغصانك، وأنعشي أمِّي بثمارك. وفي الحال عند تلك الكلمات أحنت النخلة قمَّتها
إلي أسفل عند أقدام القدِّيسة مريم وجمعوا منها ثمارًا، انتعشوا بها كلّهم. وبعد
أنْ جمعوا كلّ ثمارها بقيت منحنية لأسفل، منتظرة الأمر لترتفع من الذي أمرها
بالإنحناء. حينئذ قال لها يسوع: ” ارتفعي بذاتك يا نخلة وكوني قوية ورفيقة
أشجاري، التي في فردوس أبي وإفتحي من جذورك مجري من الماء الذي كان مختبئًا في الأرض
ودعي المياه تنساب حتَّي نكون راضين عنك. وفي الحال ارتفعت وعند جذورها تدفق نبع
من الماء رائقًا جدًا وباردًا ولامعًا. فحينما رأوا نبع الماء ابتهجوا بفرحٍ عظيمٍ
وكانوا راضين هم ذاتهم وجميع أبقارهم ودوابهم “!!

كما
جاء فيه عن خلقة المسيح لعصافير من طين (ف27) ” أخذ يسوع طين صلصال من
الأحواض التي صنعها ومنها صنع إثني عشر عصفورًا. وكان السبت حينما فعل يسوع ذلك …
وعندما سمع يوسف ذلك إنتهره قائلاً ” لماذا تفعل أنت في السبت، تلك الأمور
التي لا يحلّ لنا فعلها؟ “. وعندما سمع يسوع يوسف خبط يديه سويًا وقال
لعصافيره: ” طيري! “. وعلي صوت أمره بدأت في الطيران. وعلي مرأي ومسمع
من جميع الواقفين جانبًا، قال للطيور: ” إذهبي وطيري خلال الأرض وخلال كلّ
العالم وعيشي ” (64).

كما
جاء فيه أيضًا أنَّ العذراء مريم ولدت بدون ألم ” لم يكن هناك سفك دم في
إنجابه ولا ألم في ولادته. عذراء حبلت. عذراء أنجبت. عذراء ظلت ” (ف13).

 

خامسًا:
الكتابات والأعمال المنسوبة للرسل:

وقد
كُتِبَت لتروي – من وجهة نظر كتَّابها – أعمال الرسل أثناء كرازتهم بالبشارة
المسيحيَّة. ويتَّفق بعض ما جاء فيها مع التقليد الصحيح والكثير منها يحتوي علي
فكر غنوسيّ وفكر أبيونيّ.

(1)
كرازة بطرس
kyrygma petru: ويرجع هذا العمل للنصف الأوَّل من القرن الثاني وقد اقتبس منه
إكليمندس الإسكندري ونسبه للقدِّيس بطرس تلميذ المسيح. وننقل هنا بعض مما اقتبسه:
” يقول الرب في ” كرازة بطرس ” بعد القيامة: أنا اخترتكم اثنا عشر
ورأيت أنكم مستحقُّون أنْ تكونوا تلاميذي. وأرسلت الذين اقتنعت أنَّهم سيكونون
رسلاً حقيقيِّين إلي العالم … ليعرفوا أنَّه يُوجد إله واحد وليُعلنوا أحداث
المستقبل التي ستكون بالإيمان بي (المسيح)، إلي النهاية حتَّي أولئك يسمعون
ويؤمنون يخلصون ” (65).

ويتحدَّث
بطرس أيضًا في ” الكرازة ” عن الرسل كالآتي: ” لقد فتحنا كُتب
الأنبياء التي لدينا ووجدنا اسم يسوع المسيح ومجيئه وموته وصلبه وبقيَّة العذابات
الأخري التي أنزلها به اليهود وقيامته وصعوده إلي السماء، البعض بأمثال والبعض
بألغاز والبعض بكلماتٍ واضحةٍ ومُؤكَّدة ” (66).

(2)
كيريجماتا بطرس:
The Kerygmata Petrou، وهو عمل أبيونيّ ويرجع حسب رأي غالبيَّةالعلماء إلي نهاية القرن
الثاني (200م) أو بداية القرن الثالث (67). وقد جاء فيه هذا القول المنسوب
للقدِّيس بطرس: ” أنِّي مُتَيَقِّن أنَّ العيون الماديَّة لا يمكن أنْ تري
الكيان الروحيّ للآب والابن لأنَّه مُغَلَّف بنور لا يُدنَي منه (1تي6/16) …
والذي يراه يموت (خر33/21) … ولا يوجد من يقدر أن يري القوة الروحية للابن لما
سأل الرب – ماذا يدعوه الناس – مع أنى سمعت الآخرين يعطوه اسمًا آخر – فقد ثار
قلبي في الأقوال، ولا أعرف كيف قلت ذلك: أنت هو اِبن اللَّه الحيّ ”
(مت16/16-17)” (68).

(3)
الرسالة إلي لاوديكيا المنحولة: وترجع إلي القرن الثاني (69) وهي عبارة عن مجموعة
من الفقرات المأخوذة من رسائل بولس، وخاصَّة الرسالتان إلي فيلبي والي غلاطية.
وتبدأ هكذا: ” بولس الرسول لا من الناس ولا بإنسان بل بيسوع المسيح إلي
الاخوة الذين في لاوديكيا … أشكر المسيح في كلِّ صلاتي لأنَّكم ثابتون فيه
ومحفوظون في عمله “. ويختم بالقول: ” نعمة الرب يسوع تكون مع روحكم
” (70).

 

 (4)
رسالة تيطس المنحولة: وتُنسب لتيطس تلميذ بولس الرسول وقد اكتُشفت لها مخطوطة لاتينيَّة
ترجع للقرن الثامن، وهي مترجمة عن اليونانيَّة، ومتأثِّرة بالكتب الأبوكريفيَّة
الأخري، ومليئة بالإقتباسات المباشرة من العهد الجديد والعهد القديم. تبدأ بالقول:
” يقول الربُّ في الإنجيل … “. وتُخْتَم بالنصِّ التالي المأخوذ عن
إنجيل متَّي وسفر الرؤيا: ” يقول المسيح الرب … سأعطيهم نجم الصبح الأبدي
(رؤ2/28) … وأيضًا سيهب الغالبين أنْ يلبسوا ملابس باهية ولن يُحذف اسمهم من سفر
الحياة. فهو يقول سأعترف بهم أمام أبي وملائكته، في السماء (مت20/22). لذلك
مباركين أولئك الذين يثابرون إلي المنتهي، كما يقول الرب: من يغلب فسأعطيه أنْ
يجلس علي يميني في عرشي، كما غلبت أنا وجلست عن يمين أبي في عرشه كلّ الدهور
(رؤ3/21) من الأبد وإلي الأبد ” (71).

(5)
أعمال يوحنَّا: شهد لها إكليمندس الإسكندري في القرن الثاني وتُوجد لها مخطوطات
عديدة بلغات متعدِّدة آخرها برديَّات البهنسا، يصف الكاتب تجلِّي الربُّ يسوع
المسيح علي الجبل هكذا: ” أخذني أنا ويعقوب وبطرس إلي الجبل حيث اعتاد أنْ
يصلِّي ورأينا ” عليه ” نورًا لا يستطيع إنسان أنْ يصفه بكلامٍ عاديٍّ
ماذا كان يشبه … ثم رأيت رجليه وكانت أبيض من الثلج حتَّي أنَّها أضاءت الأرض
هناك، وامتدت رأسه إلي السماء، ولذا كنت خائفًا وصرخت ” (72).

وفي
رؤيا الصليب يقول: ” وعندما كان معلقًا (علي الصليب) يوم الجمعة في الساعة
السادسة حدثت ظلمة علي الأرض ” (73).

(6)
أعمال بطرس: وترجع إلي ما قبل سنة 190م، اقتبس منها إكليمندس الإسكندري وأوريجانوس
ويوسابيوس القيصري. جاء فيها هذا القول منسوبًا للقدِّيس بطرس: ” أيَّها
الواحد الوحيد القدُّوس، أنت ظهرت لنا، أنت الإله يسوع المسيح، باسمك اعتمد هذا
الرجل وتعلَّم بالعلامة (علامة الصليب) المقدَّسة ” (74). وهذا الاعتراف قبل
المعمودية ” أؤمن بك يا ربي يسوع المسيح … أؤمن باسمك القدُّوس لذا آخذ ماء
في يدي وباسمك أنثر هذه الأحجار (الأوثان) ” (75).

وقول
أريستون لبطرس: ” أخي وسيِّدي وشريك الأسرار المقدَّسة ومُعلِّم طريق الحقّ
الذي في يسوع المسيح إلهنا ” (76).

(7)
أعمال بولس: وترجع إلي القرن الثاني وقد أشار إليها ترتليان (198- 200م). جاء فيها
هذا القول منسوبًا للقدِّيس بولس ” إلهي يسوع المسيح الذي خلَّصني من شرور
كثيرة (2تي3/11) يهبني ذلك أمام أعين أريتميلا وأيوبولا ” (77).لانخاريس
” أؤمن يا إخوتي أنَّه لا يُوجد إله آخر سوي يسوع المسيح اِبن المبارك ”
(78). ولتريفاينا ” إلهي وإله هذا البيت، حيث أضاء النور علي، المسيح يسوع
اِبن اللَّه مُعيني في السجن ومُعيني أمام الحكَّام، ومُعيني في النار، ومُعيني
وسط الوحوش، أنت الإله ولك المجد إلي الأبد ” (79).

(8)
أعمال إندر
اوس: وترجع
إلي ما قبل القرن الرابع، من عمل الهراطقة أشار إليها يوسابيوس القيصريّ. وقد جاء
فيها هذه الصلاة التي يُقال، حسب هذا العمل، أنَّها لإندراوس قبل استشهاده مباشرة
” لا تسمح يا ربِّ أنَّ إندراوس الذي إلتصق بصليبك يُطلق حرًا، لا تُطلقني
أنا الذي تعلَّقت بسرِّك (صليبك) … أنا المتعلِّق بنعمتك … يا يسوع المسيح
الذي أنا رأيته والذي أنا ملكه والذي أحبه والذي فيه أنا كائن وأكون. إقبلني
بسلامٍ في مساكنك الأبديَّة ” (80).

(9)
أعمال توما: يقول تقليد أنَّها من أصل مانويّ وقد أشار القدِّيس ابيفانيوس (ق4)
لاستخدام الشيع الغنوسيَّة لها، كما أشار أغسطينوس إلي استخدامها بين المانيِّين
(81). جاء فيها هذه الفقرة التبشيريَّة: ” آمنوا يا أبنائي بهذا الإله الذي
أنادي به، آمنوا بيسوع المسيح الذي أبشِّر به، آمنوا بمُعطي الحياة ومُعين
خدَّامه، آمنوا بمخلِّص المتعبين في خدمته ” (82).

(10)
أعمال بطرس وبولس: وترجع أقدم مخطوطات هذا العمل إلي القرن التاسع وإنْ كان الكتاب
نفسه يرجع لتاريخ أقدم من ذلك فقد أشار أوريجانوس (185 – 245 م) إلي إحدى قصصه،
السيدة كوفاديس
Domine quovadis
(83
).وقد جاء في نهايته أنَّه
لما أمر نيرون بقطع رأس بولس وصلب بطرس ” ولما جاء بطرس إلي الصليب قال:
لأنَّ ربِّي يسوع المسيح الذي نزل من السماء إلي الأرض رُفع علي الصليب ورأسه
لأعلي، وتلطَّف ودعاني إلي السماء أنا الذي من الأرض، لذا يُثَبَّت صليبي ورأسي
لأسفل لأوجه قدميَّ للسماء، لأنِّي لست أهلاً أنْ أُصلب مثل ربِّي، فقلبوا الصليب
وسمَّروا رجليه لأعلي ” (84).

(11)
أعمال بولس وتكلا: أشار إلي هذا العمل تريايان (145 – 220م) وقال إنَّ كاتبه هو
قسّ أسيويّ كتبه تمجيدًا للقدِّيس بولس. جاء فيه إلي جانب اعتراف تريفاينا، السابق
ذكره في أعمال بولس هذه الصلاة المنسوبة لبولس وتكلا ” أيَّها المسيح
المخلِّص لا تدعْ النار تلمس تكلا، بل قف إلي جانبها فهي لك. وَوَقَفَتْ هي إلي
جواره وصاحت: أيَّها الآب يا من صنعت السماء والأرض، أبو اِبنك القدّوس، أباركك
لأنَّك أنقذتني ” (85).

(12)
أعمال فيلبُّس: ذُكر هذا العمل في قانون البابا جلاسيوس ضمن الكتب الأبوكريفيَّة،
وتُرجع التقاليد عنه إلي تاريخ مبكِّر (86). جاء فيه أنَّ فيلبُّس ” صلَّي
قائلاً: يا ربِّي يسوع المسيح، أبو الدهور وملك النور، الذي جعلتنا بحكمتك حكماء …
لم تتركنا في أي وقت أبدًا … أنت اِبن اللَّه الحيّ … الذي توَّج هؤلاء الذين
غلبوا العدوّ … تعال الآن يا يسوع وأعطيني تاج النُصرة الأبديّ ” (87).

(13)
أعمال إندراوس: أشار إليها أبيفانيوس (403م) وترجع إلي ما قبل ذلك، جاء فيها قول
إندراوس لغريمه: ” إنْ آمنت بالمسيح اِبن اللَّه الذي صُلب سأشرح لك كيف أنَّ
الحمل الذي ذُبح سيحيا بعد أنْ صُلِبَ ” (88).

(14)
أعمال إندراوس ومتياس: وترجع إلي عصر مبكِّر جدًا من نفس المواد الحقيقيَّة التي
كُتبت في العصر الرسولىّ (89).جاء فيه هذا القول لإندراوس عن الربِّ يسوع المسيح:
” الحقّ يا أخي لقد بيَّن لنا (يسوع) أنَّه إله، لا تظنّ أنَّه إنسان لأنَّه
صنع السماء والأرض والبحر وكلّ ما فيها ” (90).

(15)
رؤيا بطرس: وترجع إلي ما قبل 180م. جاء فيها إعلان المجيء الثاني هكذا: ”
أجاب ربِّنا (يسوع) وقال: … لأنَّ مجيء اِبن اللَّه لن يكون مبينًا ولكن مثل
البرق الذي يظهر من الشرق إلي الغرب، هكذا سيأتي علي سحاب السماء مع جمهورٍ عظيمٍ
في مجدي، وصليبي ذاهبًا أمام وجهي. سآتي في مجدي مع كلِّ قدِّيسيّ وملائكتي، عندما
يضع أبي إكليلاً علي رأسي لأدين الأحياء والأموات وأجازي كلّ واحدٍ بحسب أعماله
” (91).

(16)
رؤيا بولس: ذُكِرَت في قانون البابا جلاسيوس (496م) وأشار إليها القدِّيس أغسطينوس
(430م). جاء فيها ” ثمَّ رأيت اِبن اللَّه نازلاً من السماء وإكليلاً على
رأسه وعندما رآه الذين وضعوا في العذاب، صرخوا جميعهم معًا: ارحمنا يا اِبن اللَّه
العليّ، فأنت الذي منحت الراحة للكلِّ في السماء وعلي الأرض. ارحمنا نحن أيضًا،
فقد حصلنا علي راحة منذ رأيناك. وجاء صوت اللَّه في كلِّ مكانٍ في العذابات
قائلاً: ما الذي فعلتموه لتسألوني عن الراحة؟ لقد سال دمي لأجلكم ولم تتوبوا. لبست
تاجًا من الشوك علي رأسي لأجلكم. لأجلكم لُطمت علي خدِّي، ومع ذلك لم تتوبوا.
عُلِّقت علي الصليب وطلبت الماء فأعطوني خلاً ممزوجًا بمرٍّ، فتحوا جنبي الأيمن
بحربةٍ. لأجل إسمي قتلوا خدَّامي، الأنبياء والأبرار، أعطيتكم الفرصة في كلِّ هذا
للتوبة ولم تريدوا ” (92).

 

 (17)
رؤيا توما: ذكرها القدِّيس جيروم في أواخر القرن الرابع وذُكرت في قانون البابا
جلاسيوس. تبدأ هكذا: ” اسمع يا توما لأنِّي أنا اللَّه الآب وأنا أبو كلّ
الأرواح، إسمع منِّي العلامات التي ستكون في نهاية هذا العام عندما تتمّ نهاية
العالم قبل أنْ يأتى مختاري من العالم ” (93).

أنَّ
هذه الكتب تتَّفق مع العهد الجديد في عدِّة أمور جوهريَّة، مثل لاهوت المسيح وصلبه
وقيامته ومجيئه الثاني ودينونته للأحياء والأموات وجلوسه علي العرش في يمين العظمة
في السماء، وصحَّة الأناجيل الأربعة وبقيَّة العهد الجديد وعالميَّة الدعوة
المسيحيَّة ولا تتَّفق مع إنجيل برنابا المزيَّف في أي شيءٍ بالمرّة.

وقد
أشارت هذه الكتب، جميعها إلي لاهوت المسيح كإلهٍ واِبن اللَّه ووحيد الآب أو أنَّه
قوَّة علويَّة والحاكم علي كلِّ مخلوقات اللَّه. كما أشارت إلي حقيقة آلامه وصلبه
وموته وقيامته وصعوده إلي السماء وجلوسه عن يمين العظمة في السماء ومجئيه الثاني
وكونه ديَّان الأحياء والأموات. كما أنَّها أكَّدت صحَّة الأناجيل الأربعة وبقيَّة
العهد الجديد من خلال إقتباسها منها أو انطلاقها منها ومن أحداثها، فكانت خير
شاهدٍ لها. كما أشارت إلي عالميَّة الدعوة المسيحيَّة وإعطاء المسيح الأمر
لتلاميذه ورسله للكرازة بالإنجيل للخليقة كلِّها في العالم أجمع. وأكَّدت أنَّه لا
حياة أبديَّة بدون المسيح.

.
2 – موقف الكنيسة من هذه الكتب

كان
للكنيسة، منذ البدء، تعليمها الذي تسلَّمته من الرُسل والذي تسلَّموه بدورهم من
الربِّ يسوع المسيح، كقول الرسول: ” لأَنَّنِي تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا
سَلَّمْتُكُمْ أَيْضاً ” (1كو11/23). فكان تعليمهم، والذي تَسَلَّمته الكنيسة
منهم، هو تعليم الرب نفسه ” وَوَصِيَّتَنَا نَحْنُ الرُّسُلَ، وَصِيَّةَ
الرَّبِّ وَالْمُخَلِّصِ. ” (2بط3/2). سلَّم الرُسل التعليم أولاً شفاهةً،
وقبل رحيلهم تركوا للكنيسة الأناجيل الأربعة وبقيَّة كتب العهد الجديد، وذلك بيد
تلاميذهم وخلفائهم من الذين أقاموهم وعيَّنوهم كأساقفةٍ وقسوسٍ، وهؤلاء سلَّموها
بدورهم لمن تسلَّم منهم هذه الأمانة، فظلَّوا محافظين عليها في موضعها في كلِّ
كنيسة في العالم. أمَّا هذه الكتب، الأبوكريفيَّة، فلم يتسلَّمها أحدٌ لا من الرسل
ولا من غيرهم ممن خلفوهم. وإنَّما خرجت من دوائر أخري خارج حظيرة الكنيسة، وهى
دوائر الهراطقة التي، كما يقول القديس ترتليان (145-220م)، ” لا تمتّ للرُسل
أو من خلفوهم بصلةٍ ” (94). والتي كانت شديدة الخصوبة في إصدار مثل هذه
الكتب. وبرغم معرفة علماء الكنيسة، وفى القرون الأولي، بمصدر هذه الكتب وأهدافها
إلاَّ أنَّهم درسوها وفحصوها ولم يتردُّدوا، بعد ذلك، في رفضها ووصفها بأنَّها
كاذبة ومزوَّرة ولا تستحق مجرد الاهتمام بها. قال القدٍّيس اريناؤس (120-202م)
” إنَّ الهراطقة الماركونيِّين أصدروا عددًا لا يُحصي من الكتابات
الأبوكريفيَّة والمزوَّرة والتي زيَّفوها بأنفسهم ليُذهلوا عقول الحمقي ”
(95).

وقال
يوسابيوس القيصريً (264-240م): ” إنَّها معروفة عند مُعظم الكتَّاب
الكنسيِّين، وأنّضه في مقدورنا أنْ نميِّز بين هذه الكتب القانونيَّة وتلك التي
يُصدرها الهراطقة بأسماء الرُسل مثل إنجيل بطرس وإنجيل متى (المنحول) وغيرها، أو
مثل أعمال إندراوس، ويوحنَّا، وغيرهما من الرسل، التي لم يحسب أي واحد من كتَّاب
الكنيسة أنَّها تستحق الإشارة إليها في كتاباتهم. وفى الحقيقة أنَّ أسلوبها يختلف
إختلافًا بيِّنًا عن أسلوب الرُسل، كما أنَّ أفكارها ومفاهيمها بعيدةً جدًا عن
الأفكار القويمة الصحيحة، وهذا دليل علي أنَّها من صُنع خيال الهراطقة، ومن ثمَّ
وجب ألاَّ تُحسب بين الكتابات المزيَّفة فحسب، بلّ يجب أنْ تُرفض كليَّةً
بإعتبارها سخيفة ونجسة ” (96).

وقال
فوتيوس، بطريرك القسطنطينيَّة في النصف الثاني من القرن التاسع: ” أنَّ لغتها
خالية تمامًا من النعمة التي تتميَّز بها الأناجيل وكتابات الرُسل، وغاصَّة
بالحماقات والمتناقضات “. ثم يختم بقوله أنَّها تحوي ” عشرات الآلاف من
الأشياء الصبيانيَّة التى لاتُصدَّق، السقيمة الخيال، الكاذبة، الحمقاء،
المتضاربة، الخالية من التقوي والورع، ولا يُجافي الحقيقة من ينعتها بأنَّها نبع
وأمّ الهرطقات ” (97).

3
– صفات هذه الكتب

(أ)
خرافيَّة: تمتلئ هذه الكتب بالأفكار الخرافيَّة والخياليَّة فتنسب للمسيح والرُسل
أعمالاً خياليَّة لا مُبَرِّر لها كسجود التنانين والأسود والنمور والثيران
والحمير للطفل يسوع! وجعل بطرس سمكة مشويَّة تعوم! وكلب يعظ بصوت آدمي بليغ! وطفل
عمره سبعة شهور يتكلَّم كرجلٍ! وكطرد يوحنَّا للبقِّ من أحد البيوت بمعجزة! وسقوط
معبد آرطاميس الضخم في أفسس بصلاة يوحنَّا (98).

 

وقصَّة
مُهْر يتكلَّم وشاب وتنِّين يرغبان في فتاة فيقتل التنِّين الشاب ثم يمتصّ
التنِّين السمّ، بناء علي أمر توما، ويموت ويحيا الشاب! ونري الطفل يسوع، طفلاً
مشاكسًا متقلِّبًا ذا طبيعة تدميريَّة يُؤذي معلِّميه ويتسبَّب في موت رفقائه
بصورةٍ إعجازيَّة لا مُبَرِّرٍ لها، تمزج قدرة اللَّه بنزوات طفلٍ مشاكسٍ! وتنسب،
هذه الكتب، للمسيح ظهورات عديدة بأشكالٍ متنوِّعةٍ كطفلٍ أو فتي أو رجلٍ عجوز وفى
أغلب الأحيان في صورة أحد الرسل! كما تنسب للرُسل أعمال خارقة، بدون داعٍ، مثل فتك
الصواعق بأعدائهم! ورعب الفجَّار من قوَّات الطبيعة المخيفة كالزلازل والرياح
والنيران! وغير ذلك من الأفكار الأسطوريَّة الخرافيَّة المتأثَّرة بالفكر
الإغريقيّ الهيلينسيتىّ والتى تُشبع فضول البسطاء والعامَّة الذين اعتادوا سماع مثلها
في دياناتهم الوثنيَّة السابقة لاعتناقهم المسيحيَّة.

يقول
وستكوت: ” في المعجزات الأبوكريفيَّة لا نجد مفهومًا سليمًا لقوانين تدخُّلات
العناية الإلهيَّة، فهي تجري لسد أعواز طارئة، أو لإرضاء عواطف وقتيَّة، وكثيرًا
ما تُنافي الأخلاق، فهي استعراض للقوَّة بدون داعٍ من جانب الربِّ أو من جانب من
عُمِلَتْ معه المعجزة ” (99).

(ب)
الزهد الجنسي والامتناع عن الزواج: تركِّز هذه الكتب، خاصَّة الأعمال، علي الزهد
الجنسيّ والإمتناع عن الزواج وذلك كردِّ فعل للإباحيَّة الجنسيَّة التى كانت سائدة
في الديانات الوثنيَّة وتُصوِّر هذه الكتب كفاح الرُسل من أجل طهارة الحياة
الزوجيَّة وإقناع الزوجات بالإمتناع عن معاشرة أزواجهن جنسيًا، وتذكر أعمال
إندراوس أنَّ المسيح ظهر لعريسَين، في هيئة توما، وربحهما لحياة الإمتناع عن
الجنس، وكأنَّ عدم الزواج هو الشرط الأسمي لدخول السماء، جاء في إنجيل المصريِّين،
أنَّه عندما سألت سالومي الربّ: ” إلي متي يسود الموت؟ ” قال لها الرب
” إلي أنْ تكفُّوا أنتُّن النساء عن ولادة الأطفال لأنِّي جئت لأقضي علي
وظيفة المرأة” (100).

(ج)
التعاليم الهرطوقيَّة: تمتلىءهذه الكتب بالأفكار الهرطوقيَّةالأبيونيَّة (101) والغنوسيِّة
(102) يقول إنجيل الأبيونيِّين أنَّ الروح القدس حلَّ علي المسيح في شكل حمامة
ودخل فيه.

 

ويقول
إنجيل العبرانيِّين أنَّ مريم أمّ المسيح هى الملاك ميخائيل ” عندما أراد
المسيح أنْ ينزل علي الأرض، اِستدعي الآب الصالح قوَّة قديرة من السماء كانت تُدعي
الملاك ميخائيل، وعهد له من ذلك الوقت بالعناية بالمسيح وجاءت القوَّة إلي العالم
ودُعِيَت مريم وكان المسيح في رحمها سبعة أشهر ” (103).كما يقول إنجيل
العبرانيِّين أيضًا، أنَّ الروح القدس أمّ المسيح. قال أورجانوس في تفسيره لإنجيل
يوحنَّا: ” إذا كان هناك من يقبل الإنجيل بحسب العبرانيِّين حيث المخلِّص
نفسه يقول: أمِّي الروح القدس أخذتني بواسطة شعرة من شعري وحملتنى إلي جبل
تابور” (104).

وتصوِّر
الأبوكريفا الغنوسيَّة الربّ يسوع المسيح كواحدٍ من سلسلة الآلهة المولودين من
البليروما (ملء اللاهوت) وأنَّه عقل الآب غير المولود، كما تصوِّر المسيح الإله
وقد حلَّ علي يسوع الإنسان، أو المسيح والحكمة وقد حلا علي يسوع، وتصوِّر بعضها
الآب والابن، أو الآب والابن والروح القدس كأقنومٍ واحدٍ وشخصٍ واحدٍ، كإنجيل
المصريِّين اليونانيّ. أمَّا غالبية الأعمال – عدا أعمال بولس – وإنجيل بطرس،
وبصفة خاصَّة أعمال يوحنَّا، فتُصوِّر الربُّ يسوع بصورة دوسيتيَّة، خياليَّة، فهو
بلا ميلاد! بلا جسد وبدون شكلٍ ويُري افتراضًا! وعندما كان يسير لم يكنْ يترك
أثرًا لقدميه! وعندما كان يوحنَّا يحاول الإمساك به كانت يد يوحنا تخترق جسده بلا
أيّ مقاومة! إذ لمْ يكنْ له جسد حقيقيّ! وكانت طبيعة جسده متغيِّرة عند اللمس
فمرَّة يكون جامدًا وتارةً لينًا وأخري خاليًا تمامًا! كما أنَّ آلامه وصلبه وموته
كانت مُجَرَّد مظاهر وهميَّة! فبينما كان معلقًا علي الصليب والجموع محتشدة حوله
كان هو نفسه في نفس الوقت يتقابل مع يوحنَّا علي جبل الزيتون! لقد كان مُجَرَّد
شبح وحياته علي الأرض لم تكنْ إلاَّ خيالاً! وكان يظهر بأشكالٍ متعدِّدةْ ويُغيِّر
شكله كيفما يشاء ووقتما يشاء!

(د)
التعليم السرية: زعمت معظم هذه الكتب الأبوكريفيَّة أنَّها أقوال المسيح
السرِّيَّة التي إخْتَصَّ بها أحد أو بعض أو كلّ تلاميذه، والغريب أنَّ أكثر من
إنجيلٍ منها يزعم أنَّ كاتبه، والذي يزعم أنَّه أحد الرسل، قد خصَّه المسيح وحده
بتعاليمه وأقواله السرِّيَّة. وهذه الأقوال السرِّيَّة موجَّهة للخاصَّة فقط، وهذا
عكس تعليم الربِّ يسوع المسيح الذي قال ” لأَنْ لَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ
يُسْتَعْلَنَ وَلاَ خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ. اَلَّذِي أَقُولُهُ لَكُمْ فِي
الظُّلْمَةِ قُولُوهُ فِي النُّورِ وَالَّذِي تَسْمَعُونَهُ فِي الأُذُنِ نَادُوا
بِهِ عَلَى السُّطُوحِ ” (مت10/26-27).

 

4-
مصدر هذه الأعمال

المصدر
الأوَّل لهذه الأبوكريفا هو العهد الجديد نفسه، فقد اِستقت الأناجيل الأبوكريفيَّة
مصدرها واِعتمدت بالدرجة الأولي علي الأناجيل الأربعة القانونيَّة، فشرحت ما غمض
فيها وأضافت إليها عبارات وأفكار تؤيِّد معتقداتها. قال وستكوت عن الأجزاء الباقية
من إنجيل الأبيونيِّين ” هي تبيِّن أنَّ قيمته ثانويَّة، وأنَّ المؤلِّف قد
إستقي معلوماته من الأناجيل القانونيَّة وبخاصَّة الأناجيل الثلاثة الأولي بعد أنْ
جعلها تتَّفق مع أراء وممارسات الأبيونيَّة الغنوسيَّة ” (105).

وكان
سفر أعمال الرسل هو السند الأوَّل لأسفار الأعمال الأبوكريفيَّة، وعلى سبيل المثال
فقد إتَّخذ كاتب أعمال بولس من سفر أعمال الرسل، إطارًا له، ويفتتح القسم
الرومانيّ من أعمال بطرس برحلة بولس الرسول إلي أسبانيا بعد أحداث سفر أعمال الرسل
إصحاح 28. واعتمد كاتب الرسالة إلي اللاودكيِّين علي رسائل بولس خاصَّة الرسالة
إلي غلاطية والرسالة إلي أفسس.

وإلي
جانب ذلك فقد تأثَّرت هذه الكتب، بالروح الأسطوريَّة النابعة من البيئة
الهيلينيَّة التي كُتِبَتْ واِنتشرت فيها، فقد ساد بعضها روح أدب الرحلات التي
كانت سائدة في القرن الثاني كأعمال توما، وحوي إنجيل الطفولة العربيّ عددًا من
القصص الشرقيَّة. وكانت أغلب الأعمال المنسوبة للرُسل من إختراع الروح الهيلينيَّة
التي كانت تجد لذَّتها في الخوارق والكتابات الرومانسيَّة عن الرحلات. كما إحتوت
هذه الأعمال علي تقاليد كثيرة لها أساس تاريخيّ صحيح، احتفظت بها الجماعات
المسيحيَّة، وكتبوا هذه الأعمال، الأبوكريفيَّة، لتقديم هذه التقاليد بكلِّ تفصيل،
ولكن هذه البذور القليلة من الحقيقة تاهت ودُفعت في أكوام من الأساطير.

5-
هدف كتابة هذه الأبوكريفا

كُتِبَت
هذه الكتب، في الأصل، لتأييد هرطقة من الهرطقات والإدعاء بأنَّ تعليمها رسوليّ، أو
لتفصيل الأناجيل القانونيَّة بإضافة إضافات أسطوريَّة لإعطاء أهمّيّة لبعض
المفاهيم التي سادت بعض الدوائر الهرطوقيَّة ولنشر وتأكيد أفكار هذه البدع، فأعمال
يوحنَّا مثلاً، تستخدم إسم الرسول العظيم لتبرير وتأييد وجهة النظر الدوسيتيَّة.

 

6–
من هم كتّاب هذه الأبوكريفا

كان
كُتَّاب هذه الكتب الأبوكريفيَّة، في الأغلب، هم زعماء أو بعض أفراد الفرق
الأبيونيَّة والغنوسيَّة، وقد نسبوا بعض هذه الكتب لمستخدميها، كإنجيل
العبرانيِّين وإنجيل المصريِّين، أو لكُتَّابها كإنجيل ماركيون وإنجيل ماني،
ونسبوا جزءًا كبيرًا منها للرُسل لتلقي رواجًا عند العامَّة من المؤمنين. وكان
علماء الكنيسة من آبائها في القرون الأولي يعلمون ذلك جيدًا، فقال إريناؤس أنَّ
الماركونيِّين قد أصدروا عددًا لا يُحصي من الكُتب الأبوكريفيَّة المزوَّرة، وقال
اغسطينوس أنَّ المانيِّين يستخدمون هذه الكتب الأبوكريفيَّة، وأنَّها من تأليف
” ملفِّقي الخرافات”، وأشار عدد كبير من الآباء إلي شخص من القرن الثاني
يُدعي ” لوسيوس ” علي أنَّه كاتب بعض هذه الكتب الأبوكريفيَّة، خاصَّة
أعمال يوحنا وتوما وإندراوس وبطرس فيلبُّس. وقد أدان مرسوم البابا جلاسيوس (496م)
عددًا كبيرًا من هذه الكتب، وفي آخر المرسوم يُدين كلّ الكتب التي كتبها لوسيوس
تلميذ الشيطان “. وقال تريليان أنَّ قسًّا من آسيا هو الذي ألَّف أعمال بولس
وذلك بقصد تعظيم هذا الرسول بإضافات من عنده فعزلته الكنيسة من رتبه بعد اعترافه
بذلك.

7-
علماء العصر الحديث وموقفهم من هذه الكتب

درس
علماء العصر الحديث هذه الكُتب بروح العلم الحديث وطرقه العصريَّة الحديثة
“المصونة بسياج الحريَّة والاستقلال في الإرادة ” كما أراد الناشر
وغيره، وكانت أخصب فترات بحثهم ودراستهم هي الفترة من 1886 – 1945م والتي تمَّ
فيها اكتشاف كميَّات ضخمة من المخطوطات، في أخيم والبهنسا والفيُّوم ونجع حمادي،
والتي تحوي هذه الكتب والتي ترجع إلي ما بين القرن الثاني والقرن الرابع الميلادي.
وبعد الدراسة التحليليَّة الدقيقة، أقرَّ العلماء بزيف هذه الكُتب وأيَّدوا آباء
الكنيسة الذين رفضوا إقرارها أو قبولها في القرون الأولي، كما أقرُّوا بصحَّة
الأناجيل القانونيَّة الأربعة وبقيَّة أسفار العهد الجديد القانونيَّة لسِمُوَّها
وبساطتها وعظمتها. كما أقرُّوا بأنَّ المصدر الأوَّل لهذه الكتب الأبوكريفيَّة هي
الكتب القانونيَّة.

قال
د. سويت، في تعليقه علي إنجيل بطرس (لندن 1893) ” إنَّه حتى التفاصيل التي
تبدو جديدة تمامًا أو التي تتعارض مع الأناجيل القانونيَّة، يمكن أنْ تكون مأخوذة
عنها “. وختم بقوله ” أنَّه بالرغم من الجديد فيها فليس هناك ما يضطرنا
لاستخدام مصادر خارجيَّة عن الأناجيل القانونيَّة ” (106).

 

وقال
بروفيسور أور عن إنجيل بطرس، أيضًا: ” أنَّ الأصل الغنوسيّ لهذا الإنجيل يبدو
واضحًا في قصَّة القيامة والمعالم الدوسيتيَّة فيها ” (107).

وقال
ر. هوفمان
R.Hofmann عن كيفيَّة كتابة هذه الكُتب الأبوكريفيَّة ” أنَّ الطريقة
المستخدمة هي نفسها دائمًا، سواء كان قصد الكاتب أنْ يجمع ويُرتِّب ما كان طافيًا
في التقليد العام، أو كان قصده أنْ يُوجد أثرًا عقيديًا محدَّدًا، لقد إنهمك في
عمله حقيقة، وبصفةٍ عامّةٍ فقد صوَّر ما ألمحت إليه الأناجيل القانونيَّة، أو
حوَّل كلمات يسوع إلي أعمال، أو صوَّر إتمام توقُّعات اليهود الحرفيَّة عن
المسيَّا، أو كرَّر عجائب العهد القديم في شكلٍ آخرٍ 00إلخ. لقد أتم العمل وحرص
على أن يخفي اسمه ويدمغ كتابه باسم أحد الرسل أو التلاميذ ليعطيه سندٌ رسوليٌّ
” (108).

أخيرًا
يقول أ. روبرتس و. ج. دونالدسن أحد محرِّري موسوعة ” ما قبل نيقية “:
” أنَّه بينما تقدِّم لنا الأناجيل الأبوكريفيَّة لمحات غريبة عن حالة الضمير
المسيحيّ وأساليب التفكير في القرون الأولي من العصر المسيحيّ، فإنَّ الانطباع
الدائم الذي تتركه في أذهاننا، هو شعور عميق للسمو الذي لا يُقاس والبساطة التي
لايمكن بلوغها والعظمة التي للكتابات القانونيَّة ” (109).

 

—-

(1)
كلمة أبوكريفا
Apocrypha كلمة يونانية تعني السرية وقد استخدمت في المسيحية لتعني الكتب
المزيفة.

(2)
Papyrus Egreto 2.

(3)
New Testament Apocrypha Vol. 1.
p. 96
.

(4)
Ibid. 100.

(5)
The Gospel of Thomas L.1.

(6)
New Testament Apocrypha Vol. 1.
p. 106
.

(7)
Ibid. 106.

(8)
Ibid.

(9)
أختلف العلماء في ذلك فيبدو أنه كان لديهم إنجيل واحد وهو مأخوذ عن الإنجيل للقديس
متى وقد تسمى بإنجيل الناصريين وإنجيل الأبيونيين لاستخدام هاتين الفئتين له، وسمي
بإنجيل العبرانيين لكتابته باللغة العبرية، كما يبدو أن الإنجيل الأبيوني كان
مكتوبا باليونانية، وبذلك يكون هناك إنجيل عبري وآخر يوناني. 10

(10)
الأبيونية فرقة من اليهود المسيحيين الذين تمسكوا بحرفية الممارسات الطقسية
الجسدية للناموس اليهودي، وحافظت على يوم السبت كيوم الرب إلى جانب الأحد، وحافظت
على سائر النواميس والطقوس اليهودية. ويشتق اسمهم من كلمة ” أبيونيم ”
العبرية وتعني الفقراء. (أنظر تاريخ الكنيسة ليوسابيوس القيصري ف 27: 1 و2).

(11)
شيعة الناصريين. أنظر أع 24: 5.

(12)
Irenaeus against Heresies b.
3.2,5
.

(13)
New Testament Apocrypha Vol. 1.
p. 150
.

(14)
Ibid. 152.

(15)
Ibid. 153.

(16)
Ibid. 153.

(17)
يقال أنهم لم يستخدموا الإنجيل للقديس متى كاملاً بل مبتوراً.

(18)
يدل قوله عن الروح القدس ” دخلت فيه ” ثم قوله ” اليوم ولدتك
” على عقيدتهم التي تقول ” أن المسيح الإله نزل على يسوع في العماد وحل
فيه واتحد به “.

(19)
New Testament Apocrypha Vol. 1.
p. 157
.

(20)
Ibid. p.165.

(21)
الغنوسية ومعناها ” دعوة للمعرفة ” هي عبارة عن مزيج من الأفكار
المسيحية والإغريقية واليهودية والزردشتية والفلسفة والأسرار والديانات
الثيوصوفية، وتتضمن فكرة الفداء بالمسيح ولاهوته.
The International Standard Bible Encyclopedia Vol. 2
p. 484
.

(22)
كلمة هرطقة
Heresy (Heiresis) ومعناها ” اختيار ” استخدمت للتعبير عن المدارس
الفكرية الهيلينية، كما استخدمت للتعبير عن الجماعات الدينية اليهودية (أنظر أع7:
5؛5: 15؛5: 26). واستخدمت في الكنيسة الأولى بنفس المعنيين السابقين، خاصة،
للتعبير عن الجماعات التي دعيت بعد ذلك بأصحاب البدع لخروجها عن تعاليم الكنيسة.
ثم اصبح معنى هرطقة بعد ذلك بدعة.

(23)
ويختلف عن الإنجيل الذي أكتشف حديثا في نجع حمادى سنة 1945م.

(24)
See Clement Alex. Strom. 3, 42.

(25)
New Testament Apocrypha Vol. 1.
p. 170
.

(26)
ظهرت هذه البدعة في أوائل القرن الثالث ونادت بوحدة الأقنوم في الذات الإلهية
وقالت أن الآب والابن والروح القدس هم ثلاث تجليات للذات الإلهية المكونة من
الأقنوم الواحد.

(27)
New Testament Apocrypha Vol. 1.
p. 170
.

(28)
James M. Robinson, Director the
Nag Hammadi Library in English p. 197,205
.

(29)
New Testament Apocrypha Vol. 1.
p. 184
.

(30)
The Nag Hammadi Library in
English p. 37
.

(31)
Ibid. 39.

(32)
واكتشفت له مخطوطة في أخميم وبيعت لقسم المصريات في متحف برلين سنة 1896م وترجع
للقرن الخامس.

(33)
The Nag Hammadi Library in
English p. 207-209
.

(34)
Ibid. 234.

(35)
Ibid. 230.

(36)
Ibid. 141.

(37)
وهو عبارة عن مجموعة من الأقوال القريبة جداً من الأناجيل الأربعة، خاصة الموعظة
على الجبل (مت5-7).

(38)
New Testament Apocrypha Vol. 1.
p. 514
.

(39)
Ibid.519.

(40)
يوجد له أربع مخطوطات ترجع إلى ما بين القرن الثالث والخامس، وقد وجدت الأولى في
أخميم والباقين في نجع حمادى.

(41)
New Testament Apocrypha Vol. 1.
p. 322
.

(42)
Ibid. 333-337.

(43)
Ibid. 431.

(43)
اكتشف هذا العمل كارل سكمت
Carl
Schmidt
سنة 1895م في نص قبطي
بالقاهرة.

(44)
New Testament Apocrypha Vol. 1.
p. 227
.

(45)
يوجد نص هذا الكتاب على مخطوطة من الورق ترجع للقرن الرابع ومحفوظة في المتحف
البريطاني منذ سنة 1773م.

(46)
New Testament Apocrypha Vol. 1.
P.261-263
.

(47)
بيعت مخطوطته في طيبة أو في مدينة هيبو
Habu عام 1769م وحفظت في
أكسفورد منذ عام 1948.

(48)
New Testament Apocrypha Vol. 1.
p. 262
.

(49)
Anti Nicene Fathers Vol. 8. pp.
435-450
.

(50)
Anti Nicene Fathers Vol. 8. pp.
450- 458
.

(51)
Ibid.

(52)
ماني (حوالي216-274م) ظهر في فارس وكان قد تعلم في مصر وأدعى أنه الباراقليط الذي
وعد به الرب يسوع المسيح تلاميذه وإرساله بعد صعوده إلى السماء (يو16: 14-26؛36:
15). وقال أنا رسول المسيح.

(53)
دياتسرون
Diatesstaron كلمة سريانية ومعناها رباعي، فقد جمع تاتيان السوري (110-172م)
الأناجيل الأربعة في كتاب واحد متوافق أسماه رباعي
Diatesstaron.

(54)
New Testament Apocrypha Vol. 1.
p. 352
.

(55)
وجدت أقسام هذا الكتاب ضمن المكتبة المانية التي اكتشفت في الفيوم سنة 1930م.

(56)
Ibid.359.

(57)
Ibid.354.

(58)
لم يذكر الإنجيل بحسب ما دونه القديس مرقس والقديس يوحنا شيئاً عن ميلاد المسيح
وطفولته وصبوته وشبابه إلى سن ال 30 سنة، كما لم يذكر الإنجيل بحسب ما دونه متى
ولوقا سوى بعض أحداث الحبل به وميلاده وختانه في الهيكل وزيارة كل من الرعاة
والمجوس له ورحلة الهروب إلى مصر، دون تفصيل لما حدث بين هذه الأحداث والفترات، ثم
ذهابه للهيكل في سن الثانية عشر.

(59)
ترجع مخطوطاته والموجودة في مجموعة بودمير
Bodmer إلى القرن الثالث.

(60)
Anti Nicene Fathers Vol.8 p.366.

(61)
كانت لهذا الكتاب شهرة كبيرة في الغرب حتى العصور الوسطى وتوجد له نسخ عديدة
يونانية ولاتينية.

(62)
Anti Nicene Fathers Vol.8 p.353 –
68
.

(63)
Ibid. p.368.

(64)
Ibid.368.

(65)
Strom. 6: 6, 48.

(66)
Ibid. 6: 16.

(67)
ويبدأ الكتاب بمقدمة عبارة عن رسالة منسوبة لبطرس الرسول
Epistula Petrou، ثم حوار بين بطرس ويعقوب أسقف أورشليم وشيوخ أورشليم Contestatio.

(68)
New Testament Apocrypha Vol. 2.
pp. 131,132
.

(69)
ذكرت في قانون موراتوري (
The Muratori
Canon
)، الذي كتب في روما قيل
سنة 200م ونصه ما جاء عنها ” يوجد أيضاً ” رسالة ” للودوكيين وأخرى
للإسكندريين زيفا باسم بولس لشيعة ماركيون ”
Ibid. 44.

(70)
Ibid. 131,132.

(71)
Ibid. 225.

(72)
Ibid. 230.

(73)
Ibid. 232.

(74)
Ibid. 258.

(75)
Ibid. 294.

(76)
Ibid.284.

(77)
Ibid. 371.

(78)
Ibid.353.

(79)
Ibid. 472.

(80)
Ibid. 422.

(81)
Ibid. 472.

(82)
Ibid. 521.

(83)
Ante Nicene Fathers Vol.8
pp.355-485
.

(84)
Ibid.484.

(85)
Ibid. 489

(86)
وتوجد له مخطوطتان واحدة فارسية وترجع للقرن الحادي عشر، وأخري فينيقية.

(87)
Ibid. 503.

(88)
Ibid.512.

(89)
Ibid.356.

(90)
Ibid.519.

(91)
New Testament Apocrypha Vol. 2.
p. 668
.

(92)
Ibid. 788.

(93)
Ibid.801.

(94)
On Persecution.

(95)
Against Her. 32.

(96)
يوسابيوس ك3: 52.

(97)
قرأ 280 كتابا مختلفا وكتب عنها تقريراً في مؤلفه “بيليوتيكا ” أثناء
إرساليته في بغداد.

(97)
دائرة المعارف الكتابية ج 1: 43.

(98)
دمر القوط هيكل أرطاميس سنة 262م.

(99)
دائرة المعارف الكتابية ج 1: 58.

(100)
New Testament Apocrypha Vol. 1.
p. 167
.

(101)
آمن الأبيونيين أن يسوع لم يولد من عذراء، إنما ولد ولادة طبيعية من يوسف ومريم،
ولكنه فاق كل البشر في البر والحكمة وحل عليه المسيح الإله في شكل حمامة ودخل فيه
(
Iren.Against Her. 1: 16
كما يقولون أن المسيح “لم يولد من الآب، ولكنه خلق كواحد من رؤساء الملائكة …
وهو يحكم على الملائكة وكل مخلوقات القدير” (أنظر:
New Testament Apocrypha Vol. 1. p. 158).

(102)
أما الغنوسيون فيعتقدون فيه اعتقادات كثيرة أهمها في نهاية القرن الأول وبداية
الثاني:

أ
– كيرنثوس: كان معاصراً ليوحنا الإنجيلي واعتقد مثل الأبيونيين أن المسيح نزل على
يسوع من السماء (
Iren.Against Her.
1: 26).

ب
– سترينيوس: قال أن ” المخلص كان بلا ميلاد وبلا جسد وبدون شكل وكان مرئيا
افتراضا، وأنه جاء ليدمر إله اليهود، الذي كان واحدا من الملائكة، ويخلص الذين يؤمنون
به (
Iren.Against Her. 1: 24).

ج
– باسيليدس: اعتقد بسلسلة من الآلهة وأن المسيح هو عقل الآب الغير مولود وقد أرسله
الآب ليخلص الذين يؤمنون به (
Iren.Against
Her. 1: 3
).

د
– جماعة السيزيان أوفايت: قالوا أن يسوع ولد من العذراء بعمل الله ثم أتحد المسيح
مع الحكمة ونزلا عليه من السماء وهكذا أصبح المسيح (
Iren.Against Her. 1: 30).

(103)
New Testament Apocrypha Vol. 1.
p. 163
.

(104)
Orig. Com. on John b. 2: 26.

(105)
دائرة المعارف الكتابية ج 1: 55.

(106)
دائرة المعارف الكتابية ج 1: 56.  

(07)
المرجع السابق ج 1: 56.

(108)
Ante Nicene Fathers Vol. 8 p. 349.

(109)
the International Standard Bible
Encyclopedia Vol. 1 p. 181
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار