علم الاخرويات

الفصل السابع(*)



الفصل السابع(*)

الفصل السابع(*)

ملكوت
الله وإسرائيل
ونهاية
العالم

 

1 ملكوت الله وإسرائيل

تعنى كلمة ملكوت في الكتاب المقدس، خاصة في العهد الجديد، حكم الله
وسيادته على الكون باعتباره خالقه ومعطيه نعمة الوجود: ” الله الرب خالق
السماوات وناشرها باسط الأرض ونتائجها معطي الشعب عليها نسمة والساكنين فيها روحا
” (اش42: 5)، ” لأنه هكذا قال الرب خالق السماوات هو الله مصور الأرض
وصانعها هو قررها لم يخلقها باطلا للسكن صورها أنا الرب وليس آخر ” (اش45:
18). وقد تكررت كلمة ملكوت الله، وملكوت السماوات، والملكوت، في العهد
الجديد حوالي 100 مرة، وتعنى أن الله هو ملك الملكوت، كما تعنى أيضا ملكوت
المسيح باعتباره ابن الله
، ومن ثم يصفه الكتاب ب ” ملكوت المسيح والله
” (أف5: 5)، و ” ملكوت ابن محبته ” (كو1: 13)، ” ملكوت
ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الأبدي
” (2بط1: 11)، ” في ملكوت يسوع
المسيح
وصبره ” (رؤ1: 9). ويصفه السيد المسيح ب ” ملكوت أبى
” (مت26: 29). ومن ثم يقول الكتاب ” لان الله ملك الأرض كلها
” (مز47: 7)، ” من لا يخافك يا ملك الشعوب لأنه بك يليق لأنه في
جميع حكماء الشعوب وفي كل ممالكهم ليس مثلك ” (ار10: 7)، ” أن العلي
متسلط في مملكة الناس فيعطيها من يشاء
” (دا4: 14،22،29؛12: 5). ولكن
الإنسان، كعادته، ترك وصايا الله وعبادته وأنساق وراء الشر وعبد المخلوقات دون
الخالق!!

 فقد خلق الله الإنسان على صورته في
حالة من البر والطهارة والكمال ووضعه في جنة عدن وأعطاه السلطان والسيادة على كل
ما على كوكب الأرض ” خلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا
وأنثى خلقهم وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملاوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا
على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض
” (تك27:
1،28). ولكن الإنسان أخطأ وطرد من جنة عدن، وفى فترة وجوده على الأرض ازداد في عمل
الشر والخطية حتى قرر الله أن يمحو كل شر على الأرض بالطوفان ” ورأى الرب
أن شر الإنسان قد كثر في الأرض وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم…
فقال الرب أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور
السماء… وأما نوح فوجد نعمة في عيني الرب
” (تك5: 6-8). وبعد الطوفان
عاد الإنسان للشر ثانية وتحول من عبادة الله إلى عبادة الأوثان، يقول

الكتاب ” لأنهم لما عرفوا الله لم يمجدوه أو يشكروه كإله بل
حمقوا في أفكارهم واظلم قلبهم الغبي، وبينما هم يزعمون انهم حكماء صاروا جهلاء،
وأبدلوا مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الإنسان الذي يفنى والطيور والدواب
والزحافات، لذلك أسلمهم الله أيضا في شهوات قلوبهم إلي النجاسة لإهانة أجسادهم بين
ذواتهم، الذين استبدلوا حق الله بالكذب واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق
الذي هو مبارك إلي الأبد أمين ” (رو21: 1-25).

 

1 النسل الآتي واختيار شعب

ترك الإنسان عبادة الخالق وعبد
المخلوق، ترك الله الحي الأبدي، ملك الملوك ” المبارك العزيز الوحيد ملك
الملوك ورب الأرباب ” (1تي6: 15)، ووضع نفسه في دائرة وتحت سلطان الشيطان
وحكمه وسيادته
. وكان الله قد سبق أن وعد آدم، بعد طرده من جنة عدن، أن يفتديه
عن طريق نسل يأتي من المرأة في ملء الزمان ليعيده إلى ما كان عليه، من بر
وطهارة وكمال ثانية، ويخضعه لملكوت الله. يقول الكتاب للحية التي كانت السبب في
غواية الإنسان عن طريق حواء ” وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك
ونسلها
هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه ” (تك15: 3)، ويقول الكتاب أيضا
لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس
ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني
” (غل4: 4). ولكي يحقق الله هذا
الوعد، في عالم كان على وشك أن يغرق في عبادة الأوثان بأشكالها المختلفة، أختار
الله إبراهيم ليخرج من أرضه وعشيرته إلى أرض أخرى يبدأ فيها بتكوين أمه تعبد الله
وتعيش بحسب وصاياه ونواميسه وشريعته إلى أن يأتي في ” ملء الزمان
” أو الوقت المحدد والمعين بحسب مشورة الله الأزلية وعلمه السابق، ولم
يختر هذه الأمة لذاتها وإنما ليأتي منها ذلك النسل الموعود الذي سيكون بركة لا
لهذه الأمة فقط بل لكل الأمم والشعوب والقبائل والألسنة.
قال الله لإبراهيم
” اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلي الأرض التي أريك، فأجعلك أمة
عظيمة وأباركك واعظم اسمك وتكون بركة، وأبارك مباركيك ولاعنك العنه وتتبارك فيك
جميع قبائل الأرض
” (تك1: 12-3). وأكد له الله هذا الوعد ثلاث مرات أخرى
” وأبارك مباركيك ولاعنك العنه وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض
(تك 12: 3)، ” وإبراهيم يكون أمة كبيرة وقوية ويتبارك به جميع أمم الأرض
” (تك18: 18)، ” ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض
(تك22: 18). وكرر الله هذا الوعد نفسه لأسحق قائلا ” واكثر نسلك كنجوم السماء
وأعطى نسلك جميع هذه البلاد وتتبارك في نسلك جميع أمم الأرض
(تك26: 4)، كما كرره ليعقوب وقال له ” ويكون نسلك كتراب الأرض وتمتد غربا
وشرقا وشمالا وجنوبا ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض
(تك28: 14).

والنسل المقصود هنا ليس هو شعب إسرائيل في القديم وإنما هو الذي سيأتي
عن
طريق وبواسطة شعب إسرائيل، كما يقول الوحي في العهد الجديد، أنه
المسيح ” اعلموا إذا أن الذين هم من الإيمان أولئك هم بنو إبراهيم. والكتاب
إذ سبق فرأى أن الله بالإيمان يبرر الأمم سبق فبشر إبراهيم أن فيك تتبارك
جميع الأمم…
لتصير بركة إبراهيم للأمم في المسيح يسوع لننال
بالإيمان موعد الروح
. أيها الاخوة بحسب الإنسان أقول ليس أحد يبطل عهدا قد
تمكن و لو من إنسان أو يزيد عليه 000 وأما المواعيد فقيلت في إبراهيم وفي نسله لا
يقول وفي الانسال كأنه عن كثيرين بل كأنه عن واحد وفي نسلك الذي هو المسيح

000 لأنكم جميعا أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع، لان كلكم الذين اعتمدتم
بالمسيح قد لبستم المسيح، ليس يهودي ولا يوناني ليس عبد ولا حر ليس ذكر وأنثى
لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع. فان كنتم للمسيح فانتم إذا نسل إبراهيم وحسب
الموعد ورثة
” (غل7: 3-29).

 

2 سقوط الشعب المختار وطرحه خارج الملكوت

تصور اليهود ومن سار على دربهم من مفسري المدرسة التدبيرية وغيرهم،
كما بينا في الفصل السابق، أن اليهود هم محور التاريخ البشرى ومحور كل نبوات
الكتاب المقدس، خاصة العهد القديم، باعتبارهم شعب الله المفضل والمختار، وتصوروا
أن المسيح سيأتي منهم ” كوارث للعالم أو ملكا عليه لينزع منه الأوثان
والوثنيين والطغاة ويجعل الله معبود الباقين الأوحد وحاكمهم الأعلى الذي إياه وحده
يعبدون ويطيعون “. ولكن بسبب خطايا يعقوب وأولاده قضى الله عليهم بالعبودية
في مصر ثم بالسبي في بابل والسقوط تحت حكم دول مختلفة. ولما رفضوا المسيح ملكهم
رفضهم الله كشعبه ومملكته وسلمهم للسيف وللأمم، فترة تسمى بأزمنة الأمم، ولكن في
المجيء الثاني يرد الله الملك لإسرائيل ويورثهم الأرض!!

 ويقسم هؤلاء تاريخ شتات اليهود وأزمنة الأمم إلى 12 مرحلة أو فترة
ويدعمون أقوالهم بآيات من العهد القديم، ولكن هذه الآيات التي يستخدمونها كانت
تشير لأحداث حدثت وتمت بالفعل في العودة من السبي البابلي على أيدي كل من زربابل
وعزرا ونحميا (فيما بين 536 وحوالي 450 ق م). وعلى سبيل المثال يقولون أن الله سبق
أن أنبأ بهذا الشتات كما أنبا بالعودة منه في الآية التالية: ” ويبددك الرب
في جميع الشعوب من اقصاء الأرض إلي اقصائها وتعبد هناك آلهة أخرى لم تعرفها
أنت ولا آباؤك من خشب وحجر.
وفي تلك الأمم لا تطمئن ولا يكون قرار لقدمك
بل يعطيك الرب هناك قلبا مرتجفا وكلال العينين وذبول النفس وتكون حياتك معلقة
قدامك وترتعب ليلا ونهارا ولا تأمن على حياتك ” (تث 64: 28
66). وكما هو واضح من نص الآية فهي تشير إلى
الشتات المرتبط بالسبي البابلي الذي عبدوا قبله وأثاؤه الأوثان، في حين أن
اليهود لم يعودوا مطلقا لعبادة الأوثان بعد
العودة
من السبي البابلي، ولم يذكر مطلقا أنهم عبدوا الأوثان بعد صلبهم للمسيح ودمار
الهيكل وحتى الآن
(سنة 1999م)، بل على العكس تماما
فقد تمسكوا بديانتهم اليهودية وجادوا من أجلها بدمائهم وأرواحهم وهلك منهم
الملايين عبر حوالي 1900 سنة!! ففي سنة 70م قتل ومات منهم 1,100,00 وسبى منهم
الرومان 97,000 نسمة! وفى سنة 115م مات منهم مئات الآلاف في ثورتهم ضد الرومان، في
مصر والقيروان وقبرص وما بين النهرين، وفيما بين سنة 132 وسنة 135م قتل ومات منهم
500,000 نفس، وذهب الآلاف إلى السبي وبيع الآلاف كعبيد، في عصيانهم الذي قادهم فيه
شخص يدعى ” باركوبا ” أدعى أنه المسيح وصدقة الآلاف منهم، وفيما بين سنة
379 وسنة 395 م عانوا اضطهادا شديدا على يد الملك ثيؤدوسيوس، وفى سنة 613 عانوا
اضطهادا شديدا في أسبانيا بسبب رفضهم للعماد، كما عانوا من الاضطهادات المتواصلة
في معظم الدول الأوربية وقُتل منهم الآلاف طوال فترة الحروب الصليبية وما بعدها من
سنة 1096 إلى سنة 1903، وقتل منهم حوالي 6,000,000 على أيدي هتلر وجنوده في فترة
الاحتلال النازي لأوربا. ولا يزالوا حتى اليوم لا يعبدون سوى الله الواحد حسب أسفار
العهد القديم وعلى رأسها شريعة موسى.

 ولكن قصد الله لم يكن كما يتصورون ويزعمون، فلم يكن في هذا الشعب أية
ميزة تميزه على بقية الشعوب الأخرى، فقد اختارهم وهم في صلب إبراهيم وأسحق ويعقوب،
ولكنه أختارهم بنعمته واحبهم فضلا، بقصد واضح وهدف محدد، ليحقق من خلالهم مشورته
الإلهية لخلاص العالم كما سبق أن وعد إبراهيم وأسحق ويعقوب، يقول الكتاب ” لأنك
أنت شعب مقدس للرب إلهك
إياك قد اختار الرب إلهك لتكون له شعبا أخص من جميع
الشعوب الذين على وجه الأرض
. ليس من كونكم اكثر من سائر الشعوب التصق
الرب بكم واختاركم
لأنكم اقل من سائر الشعوب
، بل من محبة الرب
إياكم وحفظه القسم الذي اقسم لآبائكم أخرجكم الرب بيد شديدة وفداكم من بيت
العبودية من يد فرعون ملك مصر ” (تث6: -8).

 فقد وجد هذا الشعب وقام على أساس لاهوتي ولهدف سامي كان في قصد
الله
. وكانت بركاته بركات روحية لا جسدية، سماوية وليست أرضية، وهذا ما فهمه
وأدركه إبراهيم وجميع الآباء. يقول الكتاب ” بالإيمان إبراهيم لما دعي أطاع
أن يخرج إلي المكان الذي كان عتيدا أن يأخذه ميراثا فخرج وهو لا يعلم إلي أين
يأتي. بالإيمان تغرب في ارض الموعد كأنها غريبة ساكنا في خيام مع اسحق ويعقوب الوارثين
معه لهذا الموعد عينه، لأنه كان ينتظر المدينة التي لها الأساسيات التي صانعها
وبارئها الله
000 في الإيمان مات هؤلاء أجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل
من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها واقروا بأنهم غرباء ونزلاء على الأرض
. فان
الذين يقولون مثل هذا يظهرون انهم يطلبون وطنا، فلو ذكروا ذلك الذي خرجوا منه لكان
لهم فرصة للرجوع، ولكن الآن يبتغون وطنا افضل أي سماويا

لذلك لا يستحي بهم الله أن يدعى إلههم لأنه اعد لهم مدينة ”
(عب8: 11- 16).

 كما كان وعد الله لإسرائيل مشروطا بعبادة الله وحده وطاعته والسير
بحسب شريعته ووصاياه ” وأن نسيت الرب إلهك وذهبت وراء آلهة أخرى وعبدتها
وسجدت لها اشهد عليكم اليوم أنكم تبيدون لا محالة كالشعوب الذين يبيدهم الرب من
أمامكم كذلك تبيدون لأجل أنكم لم تسمعوا لقول الرب إلهكم ” (19: 8،20)،
” وأن سمعت سمعا لصوت الرب إلهك لتحرص أن تعمل بجميع وصاياه التي أنا أوصيك
بها اليوم يجعلك الرب إلهك مستعليا على جميع قبائل الأرض ” (تث28: 1)،
” ولكن أن لم تسمع لصوت الرب إلهك لتحرص ان تعمل بجميع وصاياه و فرائضه التي
أنا أوصيك بها اليوم تأتى عليك جميع هذه اللعنات وتدركك
” (تث28: 15)،
وتأتى عليك جميع هذه اللعنات وتتبعك وتدركك حتى تهلك لأنك لم تسمع لصوت
الرب إلهك لتحفظ وصاياه و فرائضه التي أوصاك بها
” (تثنية 28: 45)،
” فتبقون نفرا قليلا عوض ما كنتم كنجوم السماء في الكثرة لأنك لم تسمع لصوت
الرب إلهك ” (تث8: 62).

 ولكن الشعب المختار لم يسمع كلام
الله ولم يطع وصاياه وعبد الأوثان في مراحل كثيرة من تاريخه، حتى في اللحظة التي
كانوا يعلمون أن الله كان يكلم موسى فيها، فأرسل الله إليهم العديد من الأنبياء
ولكنهم، كما يقول الكتاب ” لم يرجعوا عن طرقهم الردية ” ؛ ” واشهد
الرب على إسرائيل وعلى يهوذا عن يد جميع الأنبياء وكل راء قائلا ارجعوا عن طرقكم
الردية واحفظوا وصاياي فرائضي حسب كل الشريعة التي أوصيت بها آباءكم والتي أرسلتها
إليكم عن يد عبيدي الأنبياء، فلم يسمعوا بل صلبوا اقفيتهم كاقفية آبائهم الذين لم
يؤمنوا بالرب إلههم، ورفضوا فرائضه وعهده الذي قطعه مع آبائهم وشهاداته التي شهد
بها عليهم وساروا وراء الباطل وصاروا باطلا وراء الأمم الذين حولهم الذين أمرهم
الرب أن لا يعملوا مثلهم، وتركوا جميع وصايا الرب إلههم وعملوا لأنفسهم مسبوكات
عجلين وعملوا سواري وسجدوا لجميع جند السماء وعبدوا البعل، وعبروا بنيهم وبناتهم
في النار وعرفوا عرافة وتفاءلوا وباعوا أنفسهم لعمل الشر في عيني الرب لأغاظته.
فغضب الرب جدا على إسرائيل ونحاهم من أمامه ولم يبق إلا سبط يهوذا وحده. ويهوذا
أيضا لم يحفظوا وصايا الرب إلههم بل سلكوا في فرائض إسرائيل التي عملوها. فرذل
الرب كل نسل إسرائيل وأذلهم ودفعهم ليد

 ناهبين حتى طرحهم من أمامه
” (2مل13: 17-20)، ” من اجل انهم لم يسمعوا لكلامي يقول
الرب إذ أرسلت إليهم عبيدي الأنبياء مبكرا ومرسلا ولم تسمعوا يقول الرب

(ار29: 19).

 ولما ظنوا أن مجرد كونهم يهود ومجرد
نسبهم لإبراهيم كاف للإبقاء على هويتهم وكونهم الشعب المختار، قال لهم يوحنا
المعمدان “يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي فاصنعوا
أثمارا تليق بالتوبة ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أبا لأني
أقول لكم أن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادا لإبراهيم.
والآن قد وضعت
الفأس على اصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع و تلقى في النار ”
(مت7: 3-10). ولما قالوا للسيد المسيح ” ” أننا ذرية إبراهيم ولم نستعبد
لأحد قط 000 أجابهم يسوع الحق الحق أقول لكم أن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية
000 فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا. أنا عالم أنكم ذرية إبراهيم لكنكم
تطلبون أن تقتلوني لان كلامي لا موضع له فيكم 000 انتم تعملون أعمال أبيكم، فقالوا
له أننا لم نولد من زنا لنا أب واحد وهو الله. فقال لهم يسوع لو كان الله أباكم
لكنتم تحبونني لأني خرجت من قبل الله 000 لماذا لا تفهمون كلامي لأنكم لا تقدرون
ان تسمعوا قولي. انتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا ذاك كان
قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق متى تكلم بالكذب فإنما
يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو الكذاب
” (يو33: 8
44). وفى مثل الكرامين الأردياء أعلن السيد
المسيح أن ملكوت الله سينزع منهم نهائيا ويعطى لأمة أخرى تعمل أثماره
لذلك أقول لكم أن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لامة تعمل أثماره
” (مت21:
43). وهكذا رفضهم الله نهائيا وصار كل من يؤمن بالمسيح هو ابن الله وعضوا في ملكوت
الله الروحي، إسرائيل الروحي، يقول الكتاب ” لان ليس جميع الذين من إسرائيل
هم إسرائيليون ولا لأنهم من نسل إبراهيم هم جميعا أولاد بل باسحق يدعى لك نسل. أي
ليس أولاد الجسد هم أولاد الله بل أولاد الموعد يحسبون نسلا
000 فماذا أن كان
الله وهو يريد أن يظهر غضبه ويبين قوته احتمل بأناة كثيرة آنية غضب مهيأة للهلاك
ولكي يبين غنى مجده على آنية رحمة قد سبق فأعدها للمجد التي أيضا دعانا نحن
إياها ليس من اليهود فقط بل من الأمم أيضا كما يقول في هوشع أيضا سأدعو الذي ليس
شعبي شعبي والتي ليست محبوبة محبوبة ويكون في الموضع الذي قيل لهم فيه لستم شعبي
انه هناك يدعون أبناء الله الحي
” (رو6: 9-26). وهكذا أكد السيد
المسيح لهم قائلاً ” وأقول لكم أن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون
مع إبراهيم واسحق ويعقوب في ملكوت السماوات. وأما بنو الملكوت فيطرحون إلى الظلمة
الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الأسنان ” (مت 11: 8-12).

 

3 العهد الجديد وملكوت الله

 بعد سقوط شعب إسرائيل وفشله المتكرر في عبادة الله وطاعته وسماع
كلامه والسير بحسب شريعته ووصاياه، كان الله، قد دبر في مشورته الأزلية وبحسب علمه
السابق أن يصنع عهدا جديدا مع إسرائيل، ولكن ليس إسرائيل الجسدي بل إسرائيل
الروحي، ليس مع نسل إبراهيم بحسب الجسد، ولكن مع نسل إبراهيم بالروح، أي الذين
سيولدون ” ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله

(يو13: 1). وسيكون هذا العهد مبنيا لا على دم الحيوانات كما في العهد القديم بل
على دم النسل الآتي، نسل المرأة ونسل إبراهيم وأسحق ويعقوب وابن داود بحسب الجسد.
يقول الكتاب ” ها أيام تأتى يقول الرب واقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا
جديدا، ليس كالعهد الذي قطعته مع آبائهم
يوم امسكتهم بيدهم لأخرجهم من ارض مصر
حين نقضوا عهدي فرفضتهم يقول الرب. بل هذا هو العهد الذي اقطعه مع بيت إسرائيل
بعد تلك الأيام يقول الرب اجعل شريعتي في داخلهم واكتبها على قلوبهم وأكون لهم
إلها وهم يكونون لي شعبا
” (ار31: 31).

 فما هو هذا العهد الجديد؟ يقول الوحي
الإلهي في الرسالة إلى العبرانيين مؤكدا أن هذا العهد هو الذي تم بدم المسيح
ولكنه الآن قد حصل على خدمة افضل بمقدار ما هو وسيط (المسيح) أيضا
لعهد اعظم قد تثبت على مواعيد افضل
، فانه لو كان ذلك الأول بلا عيب لما طلب
موضع لثان، لأنه يقول لهم لائما هوذا أيام تأتى يقول الرب حين اكمل مع بيت
إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا جديدا لا كالعهد الذي عملته مع آبائهم يوم أمسكت بيدهم
لأخرجهم من ارض مصر لأنهم لم يثبتوا في عهدي وأنا أهملتهم يقول الرب. لان هذا هو
العهد الذي اعهده مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيام يقول الرب اجعل نواميسي في
أذهانهم واكتبها على قلوبهم وأنا أكون لهم إلها وهم يكونون لي شعبا… فإذ قال
جديدا عتق الأول وأما ما عتق وشاخ فهو قريب من الاضمحلال. ثم العهد الأول كان له
أيضا فرائض خدمة والقدس العالمي. وأما المسيح وهو قد جاء رئيس كهنة للخيرات
العتيدة فبالمسكن الأعظم والأكمل غير المصنوع بيد أي الذي ليس من هذه الخليقة،
وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلي الأقداس فوجد فداء أبديا.

لأنه أن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين يقدس إلي طهارة الجسد
فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من
أعمال ميتة لتخدموا الله الحي. ولأجل هذا هو وسيط عهد جديد لكي يكون المدعوون
إذ صار موت لفداء التعديات التي في العهد الأول ينالون وعد الميراث الأبدي

” (عب 6: 8-15: 9).

 هذا العهد الجديد هو الذي صنعه
السيد المسيح بدمه في ليلة الفصح ” لان هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي
يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا
” (مت26: 28). وهو مبنى على الروح
وليس على الحرف ” الذي جعلنا كفاة لان نكون خدام عهد جديد لا الحرف بل
الروح لان الحرف يقتل ولكن الروح يحيي
” (2كو 3: 6). فهو عهد جديد لجميع
الأمم والشعوب وليس لإسرائيل فقط. فالله ليس إله إسرائيل فقط بل إله الجميع، كل
الخليقة، وكان وعد الله أن يأتي المسيح لكل الخليقة وليس ليحكم العالم من خلال
إسرائيل في الملك الألفي، كما يقولون، وقد رآه دانيال النبي هكذا معبودا من الجميع
وديانا للجميع ” كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى
وجاء إلي القديم الأيام فقربوه قدامه، فأعطي
سلطانا
ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول
وملكوته ما لا ينقرض
” (دا13: 7،14).

 وبعد الصلب والقيامة وقبل الصعود
مباشرة قال السيد المسيح لتلاميذه ” دفع إلى كل سلطان في السماء وعلى
الأرض فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم
وعمدوهم باسم الآب والابن والروح
القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام إلى
انقضاء الدهر
آمين ” (مت 18: 28-20)، ” وقال لهم اذهبوا إلى العالم
اجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة
كلها من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن
000 ثم أن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله. وأما هم
فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالآيات التابعة

” (مر15: 16-20)، ” وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح
يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث وأن يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا
لجميع الأمم
مبتدأ من أورشليم وانتم شهود لذلك. وها أنا أرسل إليكم
موعد أبى فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي ” (لو46:
24-49)، ” لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا
في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة و إلى أقصى الأرض
” (أع8:
1).

 أما اليهود الذين رفضوا يسوع المسيح
ولا يزالوا يرفضونه منذ الصلب وحتى المجيء الثاني سيكون مصيرهم الهلاك الأبدي أن
لم يؤمنوا به كما قال السيد المسيح ” وأقول لكم أن كثيرين سيأتون من
المشارق والمغارب
ويتكئون مع إبراهيم واسحق ويعقوب في ملكوت السماوات. وأما
بنو الملكوت فيطرحون إلى الظلمة
الخارجية هناك يكون البكاء وصرير
الأسنان
” (مت11: 8-12).

 

4 العهد الجديد وابن داود

وكما كان الوعد لإبراهيم كان الوعد كذلك لداود أن الله سيقيم من نسله
ليجلس على كرسيه ” أقيم بعدك نسلك الذي يخرج من أحشائك واثبت مملكته هو يبني
بيتا لاسمي وأنا اثبت كرسي مملكته إلي الأبد، أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا
” (2صم12: -14). وقد تم ذلك حرفيا في سليمان الحكيم ابن داود ولكن إتمامه
النهائي في قصد الله كان في السيد المسيح.يقول القديس بولس بالوحي الإلهي في
المقارنة بين المسيح والملائكة ” لأنه لمن من الملائكة قال قط أنت ابني أنا
اليوم ولدتك وأيضا أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا ” (عب1: 5)، كما
يقول المرنم بالروح عنه ” يكون اسمه إلي الدهر قدام الشمس يمتد اسمه
ويتباركون به كل أمم الأرض يطوبونه
” (مز72: 17). ويقول اشعياء ”
لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا
إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود
وعلى مملكته
ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن إلي الأبد غيرة رب الجنود
تصنع هذا ” (اش9: 7). وفيما يلي أهم النبوات عن كون
المسيح
الآتي سيكون ابن داود الذي سيجلس على كرسيه:

E ” واقطع لكم عهدا أبديا مراحم داود
الصادقة ” (اش 55: 3).

E ” ها أيام تأتى يقول الرب وأقيم لداود
غصن بر فيملك ملك
وينجح ويجري حقا وعدلا في الأرض ” (ار23: 5).

E ” في تلك الأيام وفي ذلك الزمان انبت
لداود غصن البر
فيجري عدلا وبرا في الأرض ” (ار33: 15).

Eوأقيم عليها راعيا واحدا فيرعاها
عبدي داود هو يرعاها وهو يكون لها راعيا
” (حز 34: 23).

E ” وأنا الرب أكون لهم إلها وعبدي داود
رئيسا في وسطهم
أنا الرب تكلمت ” (حز34: 24).

Eوداود عبدي يكون ملكا عليهم
ويكون لجميعهم راع واحد فيسلكون في أحكامي ويحفظون فرائضي و يعملون بها ”
(حز37: 24).

E ويسكنون في الأرض التي أعطيت عبدي يعقوب إياها
التي سكنها آباؤكم ويسكنون فيها هم وبنوهم وبنو بنيهم إلي الأبد وعبدي داود
رئيس عليهم إلي الأبد
” (حز37: 25).

E ” بعد ذلك يعود بنو إسرائيل ويطلبون الرب
إلههم وداود ملكهم ويفزعون إلي الرب وإلي جوده في آخر الأيام ” (هو3:
5).

E ” في ذلك اليوم أقيم مظلة داود
الساقطة وأحصن شقوقها وأقيم ردمها وابنيها كأيام الدهر ” (عا9: 11).

Eوأفيض على بيت داود وعلى سكان
أورشليم روح النعمة والتضرعات فينظرون إلى الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد
له ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره “- (زك12: 10).

 ولكن المسيح ورسله أكدوا أن المسيح هو ملك الملوك ورب الأرباب وأن
مملكته روحيه سماوية وليست أرضيه ” مملكتي ليست من هذا العالم “،
وأنه لا يجلس على عرش مادي على الأرض إنما هو يجلس على عرش العظمة في السماء، وأن
جميع هذه النبوات قد تمت بالفعل في العهد الجديد وانتشار الكرازة المسيحية في
العالم، وأن مؤمني العهد الجديد هم إسرائيل الروحي وأن الكنيسة هي ملكوت الله على
الأرض. قال القديس بطرس لليهود ” لان داود يقول فيه (أي في المسيح) كنت أرى
الرب أمامي في كل حين انه عن يميني لكي لا أتزعزع، لذلك سر قلبي وتهلل لساني حتى
جسدي أيضا سيسكن على رجاء، لأنك لن تترك نفسي في الهاوية و لا تدع قدوسك يرى
فسادا. عرفتني سبل الحياة وستملأني سرورا مع وجهك. أيها الرجال الاخوة يسوغ أن
يقال لكم جهارا عن رئيس الآباء داود انه
مات و دفن وقبره عندنا حتى هذا
اليوم. فإذ كان نبيا وعلم أن الله حلف له بقسم
انه
من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه، سبق فرأى

وتكلم عن قيامة المسيح انه لم تترك نفسه في الهاوية ولا رأى جسده فسادا. فيسوع
هذا أقامه الله ونحن جميعا شهود لذلك. وإذ ارتفع بيمين الله واخذ موعد الروح
القدس من الآب سكب هذا الذي انتم الآن تبصرونه وتسمعونه، لان داود لم يصعد إلي
السماوات وهو نفسه يقول قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك

” (أع25: 2-35). وهنا يؤكد القديس بطرس أن وعد الله أن يملك المسيح على بيت
يعقوب الروحي ويجلس على عرش داود قد تم بعد قيامة المسيح وصعوده إلى السماوات
مباشرة. يقول الوحي الإلهي ” فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث
المسيح جالس عن يمين الله
” (كو3: 1).

 وقد طبق كل من القديسين بولس وبرنابا ويعقوب بعض النبوات المذكورة
أعلاه على بشارتهم للأمم باعتبار أن الأمم، هم، المقصودون بالنبوة وأنهم هم أيضا
شعب الله الذي افتقده وأتخذه على اسمه، وكان على اليهود أن يقبلوا المسيح أولا ثم
يحملوا البشارة به للأمم:

E ” فجاهر بولس وبرنابا وقالا كان يجب
أن تكلموا انتم
(أي اليهود) أولا بكلمة الله ولكن إذ
دفعتموها عنكم وحكمتم أنكم غير مستحقين للحياة الأبدية هوذا نتوجه إلي الأمم لان
هكذا أوصانا الرب قد أقمتك نورا للأمم لتكون أنت خلاصا الى أقصي الأرض

فلما سمع الأمم ذلك كانوا يفرحون ويمجدون كلمة الرب وآمن جميع الذين كانوا معينين
للحياة الأبدية ” (أع46: 13،47).

E ” سمعان قد اخبر كيف افتقد الله
أولا الأمم ليأخذ منهم شعبا على اسمه
. وهذا توافقه أقوال الأنبياء كما
هو مكتوب: سأرجع بعد هذا وابني أيضا خيمة داود الساقطة وابني أيضا ردمها
وأقيمها ثانية
. لكي يطلب الباقون من الناس الرب وجميع الأمم الذين دعي اسمي
عليهم يقول الرب الصانع هذا كله
” (أع 14: 15-17). واضح أن النبوة لا تخص
إسرائيل فقط بل تخص جميع الأمم الذين سيأخذ الله منهم شعب على اسمه، كما قال السيد
المسيح ” ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتي بتلك أيضا فتسمع
صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد
“(يو16: 1).

 أنتهي دور إسرائيل تماما كشعب الله وصار
كل من يؤمن بالمسيح، سواء من اليهود أو من الأمم، من جماعة الله وشعب الله، كنيسة
الله. كما قال السيد له المجد ” وأقول لكم أن كثيرين سيأتون من المشارق
والمغارب ويتكئون مع إبراهيم

واسحق ويعقوب في ملكوت السماوات (متى 8: 11). ويقول القديس بولس
بالروح ” لان الكتاب يقول كل من يؤمن به لا يخزى. لأنه لا فرق بين
اليهودي واليوناني لان ربا واحدا للجميع
غنيا لجميع الذين يدعون به لان كل من
يدعو باسم الرب يخلص
“(رو11: 10-13). لماذا؟ يقول القديس بولس ” والكتاب
إذ سبق فرأى أن الله بالإيمان يبرر الأمم سبق فبشر إبراهيم أن فيك تتبارك جميع
الأمم. إذا الذين هم من الإيمان يتباركون مع إبراهيم المؤمن، لتصير بركة إبراهيم
للأمم في المسيح
يسوع لننال
بالإيمان موعد الروح. أيها
الاخوة بحسب الإنسان أقول ليس أحد يبطل
عهدا قد تمكن ولو من إنسان أو يزيد عليه. وأما المواعيد فقيلت في إبراهيم وفي
نسله لا يقول وفي الانسال كأنه عن كثيرين بل كأنه عن واحد وفي نسلك الذي هو
المسيح
. وإنما أقول هذا أن الناموس الذي صار بعد أربع مئة وثلاثين سنة لا
ينسخ عهدا قد سبق فتمكن من الله نحو المسيح حتى يبطل الموعد. لأنه أن كانت
الوراثة من الناموس فلم تكن أيضا من موعد ولكن الله وهبها لإبراهيم بموعد
لأنكم جميعا أبناء الله بالإيمان
بالمسيح يسوع. لان كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح، ليس يهودي ولا
يوناني ليس عبد ولا حر ليس ذكر وأنثي لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع. فان كنتم
للمسيح فانتم إذا نسل إبراهيم وحسب الموعد ورثة

(غل8: 3-18،26-28).

 

انتهى دور اليهود وإسرائيل تماما كشعب الله ببكاء المسيح على أورشليم
وإعلانه عن دمار هيكلها النهائي ” يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء
وراجمة المرسلين إليها كم مرة أردت أن اجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت
جناحيها ولم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خرابا. لأني أقول لكم أنكم لا ترونني من
الآن حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب ” (مت27: 23-39). ولم يقل السيد أبدا
أن هيكلهم سيبنى ثانية لا في مجيئه الثاني ولا في أي وقت من الأوقات. كما لم يقل
أبدا أنهم سيعودون ثانية إلى أرض فلسطين بل قال ” ويقعون بفم السيف ويسبون
إلى جميع الأمم وتكون أورشليم مدوسة من الأمم حتى تكمل أزمنة الأمم ” (لو21:
24)، وأنهم سيرجعون إلى الله ” أن القساوة قد حصلت جزئيا لإسرائيل إلى أن
يدخل ملؤ الأمم “، ولكن ليس معنى هذا أن المسيح سيملك عليهم ويحكم الأمم من
خلالهم، كما يتمنون ويتوقعون أو كما يتخيل أصحاب نظرية الملك الألفي الحرفي، بل
يرجعون إلى المسيح ويؤمنون به ويتوبون عن خطاياهم ” وهكذا سيخلص جميع إسرائيل
كما هو مكتوب سيخرج من صهيون المنقذ و يرد الفجور عن يعقوب ” (رو25: 11،26).
ولن يكون لهم أية ميزه على غيرهم من المؤمنين.

 

5 الكنيسة هي ملكوت الله على الأرض

 أنتهي
دور إسرائيل تماما وحلت الكنيسة كشعب الله في العهد الجديد محل إسرائيل، شعب الله
في القديم، وكما كانت إسرائيل هي دائرة ومجال حكم الله وسيادته وملكوته، في العهد
القديم أصبحت الكنيسة هي ملكوت الله علي الأرض، أو بمعني أدق هي الدائرة والمجال
الذي يعمل خلاله ملكوت الله، هي مملكة المسيح الروحية التي آمنت به وتطهرت من
خطاياها بدمه فصار أعضاؤها ملوك وكهنة في ملكوت المسيح ” الذي أحبنا وقد
غسلنا من خطايانا بدمه وجعلنا ملوكا وكهنة لله أبيه ” (رؤ5: 1،6)، ”
مستحق أنت (أيها المسيح) أن تأخذ السفر وتفك ختومه لأنك ذبحت اشتريتنا لله بدمك من
كل قبيلة ولسان وشعب وأمة وجعلتنا لإلهنا ملوكا وكهنة فسنملك علي الأرض ”
(رؤ9: 5،10).

 وقد بدأت الكنيسة وبدأت الكرازة بملكوت الله بعدد قليل جدا من
التلاميذ الاثني عشر والرسل السبعين وبعض التلاميذ الآخرين، وقد وصفهم السيد
” بالقطيع الصغير “، ” لا تخف أيها القطيع الصغير لان أباكم سر
أن يعطيكم الملكوت
” (لو32: 12)، والمساكين بالروح ” ورفع عينيه إلى
تلاميذه وقال طوباكم أيها المساكين لان لكم ملكوت السماوات ” (لو20:
6)، وكشف لهم أسرار ملكوت الله ” أعطى لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت الله
(مر11: 4).

 ولان الكنسية أصبحت، هي، مجال ودائرة ملكوت الله، أو ملكوت الله علي
الأرض، فقد اصبح أعضاؤها هم أعضاء الملكوت، أو كما يصفهم السيد المسيح ” بنو
الملكوت
“، وصار لهم نفس ألقاب ” أبناء الملكوت ” التي
لقُب بها، سابقا، بنو إسرائيل، وذلك إلى جانب الألقاب الجديدة التي صارت لهم بحكم
انتمائهم للملكوت، أهمها ” أبناء الله ” الذين يصلون لله الآب
ويخاطبونه بلقب ” أبانا “، ” أبانا الذي في السموات “. يقول
بطرس الرسول بالروح القدس وهو يخاطب أعضاء الكنيسة: ” وأما انتم فجنس
مختار وكهنوت ملوكي أمة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة
إلى نوره العجيب. الذين قبلا لم تكونوا شعبا وأما الآن فانتم شعب الله. الذين كنتم
غير مرحومين وأما الآن فمرحومون
” (1بط9: 2،10). وهذا ما سبق وقيل لبني
إسرائيل في القديم.

 

6 دولة إسرائيل كعلامة من علامات الأزمنة

قلنا أنتهي دور إسرائيل كشعب الله
تماما برفضهم للمسيح ودمار هيكلهم ومدينتهم والحكم عليهم بالتشتت، الشتات، في كل
الأمم. ولكن اليهود ما زالوا يعتقدون أنهم شعب الله المختار! وأنهم حتما سيتجمعون
ثانية في أرض فلسطين، من نهر النيل إلى نهر الفرات، وأنه لا بد أن يبنى الهيكل،
الذي أعلن لهم أنه سيترك لهم خرابا، ويمارسون فيه نفس الطقوس التي كانت ترمز إلى
المسيح والتي انتهت بمجيئه! وأن المسيح المنتظر والموعود سوف يأتي ويقودهم ويملك
عليهم ويرفعهم فوق الأمم. ولا يزالوا يطبقون على آمالهم المستقبلية نفس النبوات
التي يستخدمها أصحاب الفكر التدبيرى، بل وقام البعض بعمل حسابات لبعض آيات العهد
القديم ووصلوا بها إلى أن إعلان دولة إسرائيل سيكون سنة 1948 وأن الهيكل الثالث
سيبنى ويأتي مسيحهم المنتظر (المسيح الكذاب وضد المسيح) بعد ذلك بخمسين سنة، في
اليوبيل الأول لإعلان تأسيس دولة إسرائيل!!

 

 ولكننا نؤمن أن عودتهم هذه لا قيمة لها من جهة
المواعيد، بل هي مجرد إرادة بشرية بحته، ولكن بسماح من الله وبحسب مشورته وعلمه
السابق، لأنه لا يتم شيء في الكون إلا بسماح من الله وعلمه السابق، وأن ما يفعلونه
ويحاربون من أجله ما هو إلا فهم خاطئ لوعود الله. ولكن إرادة الله قد سمحت بذلك،
ولم تقرره، لكي يعلموا في نهاية المطاف أنهم ساروا في الطريق الخاطئ عندما رفضوا
المسيح فرفضهم الله، وأنهم لن يصلوا لشيء حتى ولو عاد عدد كبير منهم، وحتى لو بنوا
الهيكل وقدموا فيه الذبائح ومارسوا فيه الطقوس والفرائض التي انتهى دورها ولم يعد
لها قيمة. وسيثبت لهم ذلك عندما يظهر من يدعى أنه المسيح ويكتشفوا أنه ليس المسيح
إنما شخص كذاب، وضد للمسيح ويزلهم، وعندما يقدمون ذبيحة في هيكلهم المزعوم، لو
نجحوا في بنائه، ولا تنزل سحابة المجد من السماء عليه كما حدث عند بداية الخدمة في
خيمة الاجتماع وهيكل سليمان
(خر34: 40-38 ؛1مل10: 8،11). عندئذ يتأكدون
أنهم ساروا في الطريق الخاطئ ويرجعون إلى الرب وينضمون إلى حظيرة الخراف، أو ملكوت
المسيح الروحي.

 

 وقد تأسست دولة إسرائيل، الحالية،
رسمياً سنة 1948م بناء على وعد بلفور سنة 1917م ومنذ هذا التاريخ وهى سبب ومصدر
توتر وقلق وحروب في منطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة وللعالم كله بصفة عامة. وقد خاضت
مع فلسطين ومصر وسوريا والأردن أربعة حروب رئيسية في سنوات 46/47و56و67و1973م
وعشرات الحروب الفرعية مع المقاومة الفلسطينية واللبنانية، سواء في الأرض المحتلة
أوفى جنوب لبنان، والتي ما تزال تحدث حتى الآن على الرغم من معاهدات السلام
واتفاقيات السلام المبرمة مع مصر والأردن وفلسطين. وتحاول إعادة بناء هيكل سليمان،
الهيكل الثالث،على حساب المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، وقد أعدت العدة لذلك، فقد
جهزت كل مستلزماته من مبان، سابقة التجهيز، وكهنة وأدوات كهنوتية، وافتتحت نفقاً
تحت المسجد الأقصى، وتحاول هدمه لتبنى الهيكل الثالث على أساساته! وهذا لن يقبله
العالم الإسلامي أبداً (حوالي 1000مليون نسمة، في 45 دولة إسلامية).

فالمسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين هو
أول القبلتين وثاني الحرمين، كما أنه المكان المقدس الثالث بعد مكة والمدينة، ولا
يمكن التفريط فيه. وهذا وحده كافي ليكون سبباً رئيسياً لمزيد من التوتر والقلق
والقلاقل، ليس في منطقة الشرق الأوسط فقط، بل في العالم كله. والعجيب بل
والأعجب هو ما يطالب به بعض المتطرفين من اليهود، وهو تفكيك مسجد قبة الصخرة
والمسجد الأقصى ونقلهما إلى مكة!!!؟؟؟

 ويعتبر الكثيرون من المهتمين بعلامات الأزمنة أن عودة اليهود إلى
فلسطين تعد علامة رئيسية من علامات المجيء الثاني ونهاية العالم باعتبارها في رأى
البعض هي شجرة التين التي قال عنها السيد المسيح ” من شجرة التين تعلموا
المثل. متي
صار غصنها
رخصا وأخرجت أوراقها تعلمون أن الصيف قريب. هكذا أنتم أيضا متي رأيتم هذا كله
فاعلموا أنه قريب علي الأبواب. الحق أقول لكم لا يمضي هذا الجيل (أي جيل شجرة
التين) حتى يكون هذا كله ”
(مت 24: 32 33). ويقولون إننا مطالبون كمؤمنين في
الأيام الأخيرة أن نتعلم المثل من شجرة التين (إسرائيل):

E إن غصنها كان (جافا يابسا) لمدة 1880 سنة تقريبا من سنة 70م لكن في
عام 1948 صار غصنها رخصا (أي اخضر) وذلك عند إعلان قيام دولة إسرائيل والاعتراف
بها رسميا.

E إن شجرة التين بدأت تخرج
أوراقها منذ عام 1948 وهي عبارة الجيل الذي ولد ونشأ في إسرائيل منذ عام
1948 ويطلقون عليه (جيل الصابرا) أي الصبار.

E نلاحظ أن المسيح يذكر عن اخضرار الغصن وإخراج
الأوراق لكنه لا يذكر شيئا عن الثمر حيث إن رجوع اليهود إلي فلسطين وتجمعهم مرة
أخري هو في حالة عدم إيمان وعدم وجود الثمر. فقد جمعهم الله مغضوبا عليهم منه
وينتظر هم عذاب شديد كما جاء في (حزقيال 22: 20) “ بغضبي وسخطي وأطرحكم
وأسبككم ”
(إشارة إلي الضيقة العظيمة).

E بحسب كلام المسيح في (مت 24: 32 33) إن الجيل الذي خرج من شجرة التين (جيل
الصابرا) لن يمضي وينتهي ” حتى يكون هذا كله ” أي إتمام النبوات
الخاصة بالمجيء الثاني ونهاية العالم. فالجيل الذي رأي شجرة التين وقد أخرجت
أوراقها هو الجيل الذي سيشاهد النهاية ويري مجيء المسيح بعينه.وهذا توافقة كل
التفسيرات الأخرى لنهاية العالم “(العد التنازلي ص 106).

 كما حدد البعض الآخر موعد للمجيء الثاني بناء على ما حدث سنة 1967م!
وعلى سبيل المثال فقد زعم شخص أمريكي يدعى م ج أجيء انه بعد 40 سنة من عام 1967م وبالتحديد
يوم 13 سبتمبر، ظُهراً، سنة 2007م سيضرب الأرض أحد الكويكبات فتنقلب نتيجة لذلك
رأسا على عقب! وفى نفس الوقت يحدث الاختطاف! ثم يأتي المسيح في يوم 6أبريل سنة
2008م!!

 

2 الهيكل بالنسبة لإسرائيل ؛ تاريخه ومحاولة
إعادة بنائه

عملية إعادة بناء هيكل سليمان أو
الهيكل الثالث، كما يسمونه، بالنسبة لليهود عقيدة دينية، لأن الهيكل بالنسبة لهم
هو مكان العبادة الوحيد والمقدس الوحيد والذي يمارس اليهود فيه شعائرهم الدينية إذ
أن ثلث وصايا التوراة، الناموس، ال613، التي أعطاها الله لموسى النبي هي شعائر
تتطلب وجود الهيكل.

 (1) خيمة الاجتماع ؛ في حوالي سنة 1446 ق. م صعد
موسى النبي إلى الجبل بدعوة من الله الذي أمره أن يصنع له مقدساً، بيتاً للرب،
ليسكن الله فيه
ويعلن من خلاله مجده (مز19: 27) وليكون أيضاً مكاناً للعبادة ليعبده
شعبه ويتقربوا إليه من خلاله، كما يكون أيضاً ظلاً للأشياء السماوية. وأراه بالوحي
الإلهي، في رؤيا، نموذجاً ومثالاً له على الجبل ” فيصنعون لي مقدساً لأسكن في
وسطهم بحسب جميع ما أنا أريك من مثال المسكن ومثال جميع آنيته هكذا تصنعون ”
(خر9: 25). ونظراً لأن بنى إسرائيل كانوا في حالة ترحال دائم لذا كان بيت الرب
الذي أقيم عبارة عن خيمة دعيت بخيمة الاجتماع (خر21: 27)، كما دعيت أيضا بهيكل
الرب (1صم9: 1 ؛3: 3 ؛7: 22) وخيمة الشهادة(عب44: 7).

(2) هيكل سليمان ؛ وفى فترة حكم داود الملك والنبي
(999-960ق.م) أراد أن يبنى هيكلاً للرب في أورشليم ولكن الله سمح له أن يعد فقط
لبنائه على أن يبنيه أبنه سليمان (2 صم1: 17-7). وفى سنة 960 ق. م بنى سليمان
الهيكل
وعمل كل أوانيه من الذهب الخالص وادخل فيه تابوت العهد ووضعه في قدس
الأقداس (1مل3؛2أخ4-6). وفى سنة 586ق.م دمر الملك البابلي نبوخذ نصر أورشليم
والهيكل واحرقهما بالنار
(2مل9: 25) وأخرج من هناك جميع خزائن الهيكل ونقلها
إلى بابل (2مل13: 24)، ولكن لم يذكر أي شيء عن تابوت العهد.

(3) الهيكل الثاني ؛ وفى سنة 537 ق.م أعاد اليهود
العائدون من بابل بناء مذبح الهيكل وفى سنة520-516 ق. م أعادوا بناء الهيكل في
أورشليم بقيادة زروبابل وتشجيع كل من النبيين حجى وذكريا، ولكن لم
يذكر أي شيء عن تابوت العهد.

(4) هيكل هيرودس ؛ ثم بدأ الملك هيرودس في تجديد
الهيكل الثاني وإعادة بنائه حوالي سنة 20 ق. م واستمر العمل بعد وفاته حتى سنة 62م
وكان حجمه ضعف حجم هيكل زروبابل وكان له 46 سنة أيام خدمة السيد المسيح (يو19: 2).
ودمره القائد الروماني تيطس نهائياً سنة 70م ونقل كنوز الهيكل، كما يقول قوس النصر
لتيطس، إلي روما. ويشك علماء اليهود في أن هذه الكنوز هي كنوز الهيكل الأصلية
(يوسيفوس، حروب 338: 6).

E ويقول التقليد اليهودي أن
اللاويين أخفوا التابوت في مكان خفي قبل الغزو البابلي لأورشليم (سنة 605ق.م)،
ويقول التقليد اليهودي أيضاً أن كنوز الهيكل ظلت مخفية تحت جبل الهيكل كل أيام
الغزو البابلي والسبي اليهودي في بابل وكل فترة الهيكل الثاني. كما تقول الكتابات
اليهودية الأبوكريفية والرؤية والمنحولة التي كتبت فيما بين سنة 163ق. م وسنة 73م
وكذلك لفائف البحر الميت المكتشفة حديثاً
انه
كانت هناك نبوات عن استعادة كنوز الهيكل في نهاية الأزمنة.

E وقد وجد ضمن لفائف البحر الميت (في كهف سنة
1952م) درج نحاسي يذكر في نصه الأرامى64 مكاناً خفياً منفصلاً لكنوز الهيكل
المخفية. وقد اصبح هذا الدرج الآن الخريطة النفيسة لكنوز الهيكل وتابوت العهد في
منطقة البحر الميت. ويبحث العلماء اليهود الآن بكل جدية عن كنوز الهيكل وتابوت
العهد فقد حفر فريق حفريات بريطاني في 1911/1912م تحت مسجد قبة الصخرة بحثاً عن
التابوت ولكن السلطات الإسلامية منعتهم، وفى سنة 1927/1929م زعم انتونيا تى فورتير
انه اكتشف ممراً سرياً اسفل جبل نبو(الجبل الذي شاهد منه موسى النبي ارض الموعد)
بالأردن وأفترض انه يؤدى إلى كهف التابوت المخفي. وزادت الآمال بعد اكتشاف الدرج
النحاسي سنة 1952م.

E وفى سنة 1967م وجدت معلومات عن مكان قدس
الأقداس وبالتالي عن تابوت العهد الذي يعتقد انه مخفي تحته، وفى سنة 1968م بدأ
فندل جونز بحثه عن رماد العجلة الحمراء والتابوت المفقود في وادي
يافت زيبن، وفى سنة 1977م سمحت السلطات الإسرائيلية للارى بلاسر للبحث عن التابوت
في كهف مختوم في منطقة عين جدي التي تطل على البحر الميت، وفى سنة 1979م أعلن رون
يائيت انه رأى في رؤيا أن مغارة ارميا النبي في الموقع البروتستانتي للجلجثة
(بجوار محطة الأتوبيس العربية الحالية) حيث يعتقد أن التابوت مخفي هناك.

E وفى سنة 1988م أسس الربى يسرائيل أرييل معهد
الهيكل في القسم اليهودي من أورشليم القديمة ومن ضمن أهداف هذا المعهد استعادة
آواني الهيكل ومنارة الأقداس ومذبح البخور والأواني الحجرية للعجلة الحمراء..الخ
استعداداً لبناء الهيكل الثالث، ويقول المسئولون فيه أن لا حاجة بهم لعمل تابوت
آخر لأن التابوت الأصلي على بعد أمتار اسفل جبل الهيكل، وفى سنة 1992م نشر الصحفي
جراهام هانكوك بحثاً عن التابوت يقول فيه أن التابوت موجود اسفل كنيسة القديسة
مريم صهيون في اكسيوم بإثيوبيا. كما استخدم البروفيسور زيفى بن افراهام الأستاذ
بجامعة تل أبيب البحث الجيوفيزيقى (الخاص بطبيعة الأرض) والرادار الذي ينفذ في
الأرض وجاذبية الزلزال الصناعي المنعكس في منطقة قمران، وفى ربيع 1993م قدم معهد
الهيكل نموذجاً جديداً للتابوت وفى أكتوبر من
العام
نفسه نشر معهد الهيكل “ ملحمة الهيكل الثالث ” يصف عملهم
في استعادة آواني الهيكل ويعرض نموذج التابوت، وفى ديسمبر 1993م بدأ 200عالم آثار
في البحث بقوة في منطقة البحر الميت ولم تعلن نتائج أبحاثهم حتى 1994م، وفى يناير
سنة 1994م أعلن د. جيرشون سالومون في التلفزيون القومي بالولايات المتحدة
الأمريكية انه يعتقد أن الهيكل الثالث وتابوت العهد سيراهما العالم في حياته.
ولا يزال البحث يجرى بقوة سواء في إثيوبيا أو في جبل الهيكل أو منطقة قمران أو في
جبل نبو أو في منطقة الجلجثة حيث صلب السيد المسيح أو اسفل مسجد قبة الصخرة، وكل
شهر يعلن عن اكتشافات جديدة وقرب اكتشاف التابوت

وبناء الهيكل الثالث.

 

1 الأعداد لبناء الهيكل الثالث

ويجرى العمل الآن للأعداد لبناء الهيكل على أربعة محاور:

1 أعداد الكهنة واللاويين ؛ فقد افتتح
معهد ” مجد الكهنة
Aterat
Kohanim
” حديثاً
لتدريب الكهنة واللاويين على الشعائر الكهنوتية والذبائح الحيوانية. ويدرب فيه
الآن 200 شخص من سبط لاوى للعمل في خدمة الهيكل عندما يعاد بناؤه. وذلك إلى جانب
مدارس التلمود وبعض الجماعات الدينية مثل ” هيكل جبل الأيمان ” التي
تعلم التلاميذ كيفية ممارسة الشعائر الخاصة بالهيكل والخاصة بتقديم الذبائح
الحيوانية. وهناك أيضا كمبيوتر يخزن كل التفاصيل الخاصة بسلسلة أسماء اللاويين
الذى يزعمون أنهم من ذرية هارون، أول رئيس كهنة. ويعتقد الحاخام مائير كاهانا الذي
يحتفظ بقوائم بالكهنة المؤهلين بالأسماء والعناوين

، أنه سيري المسيا الذي سيأتي سريعا، وسوف يقدم له هذه القائمة قائلا:
” تفضل سيدي المسيا، هذه هي قاعدة معلوماتك “.

2 تصنيع أواني الهيكل ؛ هناك جماعة
يهودية تسمي نفسها ” جماعة الهيكل ” تعمل حاليا في إعداد الأواني التي
ستستخدم في الهيكل الجديد. وقد تم تصنيع 60 من 90 آنية من آواني الهيكل وما
يزال هناك حوالي 30 آنية لم تصنع بعد، كما صنعت ملابس رئيس الكهنة

والكثير من ملابس الكهنة طبقاً لما هو موصوف في سرج البخور

التوراة. ونشرت الأخبار الواردة من إسرائيل مؤخراً (في أغسطس 1997م)
أن
أحد المليونيرات اليهود من أصل مصري ويدعى موشى فرج والذي يحظى بتأييد
ومباركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأب الروحي لمخططاته، قد خصص
أكثر من 100مليون دولار أمريكي لبناء الهيكل الثالث،وانه انتهى من تصميم وأعداد
الشكل الأبواق الفضية
لنهائي لمنارة الهيكل الثالث والتي
تكلفت 12 مليون دولار أمريكي (حوالي40 مليون جنيه مصري) وخيمة الاجتماع الثالثة في
تاريخ الشعب اليهودي، وكان قد بدأ العمل سنة 1990م، وطلب التصريح له بنقل المنارة
الضخمة ذات السرج السبعة وخيمة الاجتماع إلى داخل ساحة المسجد الأقصى. وينتظر الآن
الوقت المناسب سياسياً لتنفيذ ذلك. وقد استخدم الكمبيوتر ثلاثي الأبعاد لإخراج
التصميم التاج الذهبي لرئيس الكهنة
النهائي
للهيكل الثالث وأستغل ماكينات مصنع سكب معادن أمريكي متطور بنيويورك لتكوين
النموذج.

 وقد قام المسئولون عن إعداد هذه الأواني وعلى رأسهم الربى حاييم
ريتشموند بعمل متحف صغير في مدينة أورشليم (القدس) القديمة لعرض هذه الأواني، التي
يسمونها آواني الهيكل المستعادة والمصنعة من الفضة والذهب، عن طريق عرض الصور
والنماذج (الموجودة في الصفحة أعلاه) وأفلام فديو لها، وأيضا لجمع التبرعات.

3 البحث عن رماد العجلة (البقرة) الحمراء.

التي لابد أن يتطهر الكهنة برمادها قبل دخول الهيكل وممارسة خدمتهم.

4 الإعداد لبناء الهيكل:

 ” اكتشفت حديثا تحت هضبة الهيكل وثائق تعلن عن طريقة قطع
الأحجار الخاصة بالهيكل بطريقة دقيقة. ولقد تم فحص بعض الأحجار القديمة المستخرجة
من أنقاض الهيكل القديم (هيكل سليمان) فوجدوا أن أكبر حجارة في الهيكل طولها 38
قدما و9 بوصات وتزن 100 طن. ووجدوا علامة الصنع للعمال الفينيقيين لازالت

على هذه الأحجار. وقد تم قطع أحجار الهيكل الجديد تماما بنفس الحجم
والمواصفات القديمة وهذه الحجارة مرقمة وهى تتجمع من خلال أربطة. وتم تركيب الهيكل
في ولاية أنديانا الأمريكية في خلال خمسة أيام، وبعد فكه تم شحنه بالفعل إلى
أورشليم ” (العد التنازلى ص 91).

ولكن الإعداد لبناء الهيكل يواجه العديد من العقبات من أهمها الاختلاف
حول تحديد مكان الهيكل، والخلافات مع المسلمين.

E يختلف اليهود حول المكان المحدد لموقع هيكل
سليمان، فالبعض يقول أنه مسجد ” قبة الصخرة ” والبعض الأخر يقول أنه
مكان مسجد ” جامع عمر ” الذي يقال إنه يقع فوق الهيكل الأصلي، والبعض
الأخر مثل ” شلوموجورين
Shlomo Goren ” الحاخام الأكبر السابق لإسرائيل، يدعي أن مكان الهيكل
الأصلي يقع غرب ” قبة الصخرة ” وهناك آخرون، مثل عالم الطبيعة
اشوركوفمان
Ashur
Kaufman
يعتقد أن
الهيكل موجود تحت ” قبة الأرواح ” شمال غرب ” قبة الصخرة ”
وعالم الاثار (مائير بن دوف
Meir Dov – Ben) يدعي أن الهيكل الأصلي مدفون لمسافة بعيدة تحت الأرض، ولذلك لن
يتمكن أحد بالتأكيد من معرفة أين يكون موقع قدس الأقداس. وعلي أية حال، فالسواد
الأعظم من اليهود، لا يهمهم إعادة بناء الهيكل، فهم يؤمنون بان الهيكل سوف يبني
مرة أخرى بعد مجيء المسيا.

E كما أن المكان الذي يتركز فيه العمل لإعادة
بناء الهيكل مبنى عليه مسجد ” قبة الصخرة ” والمسجد الأقصى ولن يقبل
المسلمون ولن يسمحوا لليهود أن يمسوهما وقد جاء علي لسان أحد المسؤلين في ”
المسجد الأقصى ” أنهم ” سيدافعون عن مقدساتهم إلى آخر قطرة من دمائهم
“. وقد حاولت جماعات يهودية ثلاث مرات أن تضع حجر الأساس في مدخل جبل الهيكل
ولم يسمح لهم أحد بذلك وكانوا يقابلون في كل مرة بالاحتجاجات العنيفة من المسلمين
ويرمونهم بالحجارة. وقد تدخل البوليس الإسرائيلي في إحدى هذه المحاولات وأطلق
النيران على المتجمهرين فأصاب 125 جريحا إلى جانب21 قتيلا!!

E وفي 20 أكتوبر 1997م حاولت ” حركة
مؤمني جبل الهيكل وأرض إسرائيل ” أن تضع حجر الزاوية للهيكل
الثالث، في جبل الهيكل. كما تنبأ الموقع
home page المسمى ب ” الاختطاف وشيك ” على شبكة
الإنترنت أن الضيقة العظيمة سترتبط بهذا الحدث. وكانت عدة محاولات سابقة قد فشلت
في ذلك أما بسبب الشغب أو بسبب تدخل البوليس. وكان هناك تقرير يقول أنهم سيحاولون
عمل جسر جوى لنقل حجارة الهيكل عن طريق الطائرات الهليكوبتر في ذلك اليوم، وفى 20
أكتوبر أنتشر عشرات الآلاف من جنود البوليس حول أورشليم ومنعوهم من التقدم إلى
المنطقة.

 وبعد قيام اليهود بافتتاح نفق من الأنفاق الأثرية القديمة الموجودة
أسفل المسجد الأقصى ويدعى نفق هولدا
Hulda، كان
قد بناه الملك هيرودس أسفل جبل الهيكل وكان الحجاج اليهود يدخلون منه إلى ساحة
الهيكل. وفى الأونه الأخيرة (سنة 1998م) قام المسلمون الفلسطينيون بتدمير بقاياه
وبناء مسجد في مدخله وحاولت الحكومة الإسرائيلية إيقاف ذلك ولكنها لم تسطع آن تفعل
شئ.

 ويتمنى الذين يحلمون بإعادة بناء الهيكل، بل ويؤمنون أن حادثة رهيبة
ستحدث مثل وقوع الحرب مع المسلمين أو حدوث زلزال عنيف يهدم ” قبة الصخرة
والمسجد الأقصى ” حتى يتمكنوا من بناء الهيكل!! وحتى لو حدث ذلك فهل سيسمح
المسلمون لليهود بذلك؟؟!!

 ومؤخرا (1997م) قدم أحد العلماء اليهود ويدعى ” يسرائيلى هاوكنز
Yisrayl Hawkins ” اقتراحا على شبكة الإنترنت تحت عنون
” حل سلمى لبناء الهيكل القادم في أورشليم ” يعرض فيه بناء الهيكل
الثالث على يسار مسجد قبة الصخرة، ويرى في هذا الاقتراح حفظا رسم للهيكل المقترح
على يسار مسجد قبة الصخرة

لسلام إسرائيل وعودة العبادة في الهيكل من جديد. ويختم رسالته أو
اقتراحه بعبارة ” باسم المخلص القادم، أحد الذين يحبون أورشليم “، كما
بدأ بآيات مزمور 122 ” فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب، تقف أرجلنا في
أبوابك يا أورشليم، أورشليم المبنية كمدينة متصلة كلها، حيث صعدت الأسباط أسباط
الرب

شهادة لإسرائيل ليحمدوا اسم الرب، لأنه هناك استوت الكراسي للقضاء
كراسي بيت داود، أسالوا سلامة أورشليم ليسترح محبوك، ليكن سلام في أبراجك راحة
في قصورك، من اجل اخوتي وأصحابي لاقولن سلام بك “.

 

2 البقرة الحمراء والهيكل الثالث

 وقد
أنشغل اليهود وشغلوا معهم العالم، خاصة الذين يحاولون تحديد مواعيد للمجيء الثاني
ونهاية العالم، في عام 1997م بسبب ولادة ما سُمى بالبقرة الحمراء، أو العجلة
الحمراء (
Red Heifer)، والتي اعتبروها علامة من الله على اقتراب
بناء الهيكل الثالث. وكانت شريعة البقرة الحمراء تقضى بأن تذبح وتحرق بالنار ثم
يجمع رمادها في مكان طاهر و ” تكون لجماعة بنى إسرائيل في حفظ ماء نجاسة.
أنها ذبيحة خطية ” (عد19: 9)، وتستخدم للتطهير من النجاسة. وقد نشرت وكالات
الأنباء والجرائد والمجلات في كثير من دول العالم خبر ولادة هذه البقرة الحمراء،
المعجزة التي تصور اليهود أنها علامة من الله على بناء الهيكل وقرب مجيء مسيحهم
المنتظر!! وكتبت جريدة الصنداى تيلجراف اللندنية (
LONDON SUNDAY TELEGRAPH) الصادرة في 16/3/1997م تقول ” ينادى رجال
الدين اليهود بأن ولادة عجلة حمراء في إسرائيل هى علامة على أن العمل سيبدأ حالاً
في بناء الهيكل الثالث في أورشليم.

 وقد أكد فريق من الخبراء الرابيين الأسبوع الماضي أن الحيوان الذي
ولد منذ ستة شهور مضت في مزرعة حيوانات (
Kibbutz) دينية بالقرب من حيفا، الميناء الإسرائيلي الشمالي، يقابل النص
الكتابي الصحيح للبقرة المقدسة الحقيقية، والتي بحسب سفر العدد (2: 19-7) كانت
أساسية في شريعة التطهير اليهودية القديمة… وستذبح العجلة وتحرق ويتحول رمادها
إلى معجون سائل يستخدم في احتفال يعتقد رجال الدين اليهود انهم يجب أن يجتازوه قبل
أن يتمكنوا من دخول مشهد العهد القديم في أورشليم ليبدءوا في بناء مقدس جديد.
وبحسب تعاليم الرابيين لم يولد قط منذ هيكل هيرودس الذي دمره الإمبراطور الروماني
تيطس سنة 70م عجلة حمراء بلا عيب داخل الأرض الكتابية لإسرائيل. وينادى المتحمسون
لإعادة بناء الهيكل الثالث بالقوة بأن ولادة العجلة الحمراء من أم بيضاء وسوداء
وعجل ملون قاتم هى ” معجزة ” تعد الطريق لدخول المسيا اليهودي
أورشليم. ويجب على المؤمنين الانتظار حتى تبلغ العجلة ثلاث سنوات قبل أن تستخدم في
شريعة التطهير… وعلى أية حال فظهور أخبار العجلة الحمراء لن تكون مقبولة من
المسلمين لأن موقع الهيكل اليهودي القديم في المدينة المقدسة يوجد تحت واحد من
أقدس مقدسات المسلمين، قبة الصخرة، ويريد المتطرفون اليهود أن يدمروا القبة
والمسجد الأقصى المجاور ليمهدوا لبناء الهيكل الجديد.

 وكانت مجموعة من السياح اليهود قد وُضعت في السجن في إسرائيل سنة
1985م لأنها خططت لتدمير قبة الصخرة بمتفجرات عالية التفجير. ويقول المتطرفون
اليهود أن مهمتهم المقدسة هي بناء هيكل جديد. ويقول يهودا إيتزيون

زعيم مؤامرة الثمانينات لتدمير القبة، الذي حضر الأسبوع الماضي
لمعاينة العجلة الحمراء في كفار حاسيديم ” نحن ننتظر منذ…2 (ألفى) سنة
علامة من الله، وقد برهن لنا الله ذلك الآن بالعجلة الحمراء “
وأضاف
” وقد أقلقنا وجود زوج من الشعر الأبيض القليل ولكن الرابيين مقتنعين
أنها العجلة الحمراء المشار إليها في التوراة “.

 وزعمت مجموعة من الرابيين الذين فحصوها أنها العجلة الطقسية التي
انتظروها طويلاً، ويجتمع فيها حتى الآن كل المعايير التي وصفها القدماء، وإذا عاشت
تلك العجلة بلا عيب لمدة 18 شهر أخرى يمكن أن تكون نظرياً موضع الاستخدام. وقال
الربى عدو ويبر في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي مؤخراً ” مكتوب أنها
العجلة العاشرة التي سيكشف عنها المسيا، وهنا لدينا العجلة العاشرة. هذه علامة
واضحة على أن المسيا قريب “.

 وقد اعتبر بعض الوعاظ في الخارج وفى مصر أن هذه العجلة الحمراء علامة
من علامات المجيء الثاني للسيد المسيح، على أساس أن اليهود يرون في هذه العجلة
علامة من الله على بناء الهيكل الثالث وان الذي سيكشف عنها هو المسيا المنتظر
وبالتالي فهي علامة على مجيئه وظهوره في وسطهم، وهذا المسيا الآتي بالطبع سيكون
مسيا كذاب وسيقف في الهيكل ويزعم انه إله، وبما أن البقرة قد ظهرت فمن ثم يكون ضد
المسيح موجوداً وعلى وشك الظهور من وجهة نظرهم.

 وقد هلل هؤلاء وملئوا الدنيا ضجيجا وانتشرت شرائط الكاسيت التي جذبت
الملايين لسماعها وكتب أحدهم يقول أنها ” العلامة التاسعة والستون ”
على قرب المجيء الثاني ونهاية العالم!! ” اكتشاف البقرة الحمراء أعظم حدث
مرتبط بناء الهيكل:
في عظة (للقمص زكريا بطرس) في لندن بتاريخ 30 مارس 1997
بعنوان ” الافتقاد الإلهي في الزمن الأخير ” يتحدث فيها عن (البقرة
الحمراء) التي تم اكتشافها في إسرائيل. فذكر أن السنيين التي تبدأ برقم سبعة لها
أهمية خاصة مع شعب اليهود:

E في سنة 1897 منذ مائة عام بدأ النداء والدعوة
لإنشاء وطن قومي لليهود وذلك في المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة (بازل) بسويسرا
بزعامة (هرتزل) وذلك بعد طول تشتت منذ عام 70 م.

E في سنة 1917 حصل اليهود علي وعد بلفور وهو أحد
العاملين في وزارة الخارجية البريطانية. وهو وعد من إنجلترا بمساندة اليهود ليكون
لهم وطن قومي في فلسطين وكانت فلسطين وقتها تحت الانتداب البريطاني.

E وفي سنة 1947 استطاع اليهود أن يكونوا دولة
إسرائيل ثم كانت حرب فلسطين سنة 1948، وفي تلك الحرب هزم كل العرب وتم إعلان دولة
إسرائيل رسميا.

E وفي سنة 1967 استطاعت إسرائيل أن تحتل القدس
العربية حيث موضع
الهيكل اليهودي القديم. وبذلك تحقق
حلمها الطويل.

E وفي سنة 1997 أعلنت وكالات الأنباء والجرائد
وخاصة جريدة (صانداي تلجراف) البريطانية في مقال لها عن خبر هام في يوم الأحد 16/
3 / 1997، وفي اليوم التالي الاثنين 17/ 3 / 1997 جاء نفس المقال مترجما في جريدة
(الشرق الأوسط) السعودية التي تصدر في لندن. العنوان يقول: ” اليهود يعتبرون
ولادة البقرة الحمراء الآن هو علامة إلهية علي تدشين الهيكل الثالث ” حيث إن
اليهود اكتشفوا وجود بقرة حمراء في أحد الكيبوتز الإسرائيلية وهي علامة إلهية بأن
العمل يمكن أن يبدأ قريبا لبناء الهيكل اليهودي الثالث في مدينة القدس.

 وفي عظة للقس إميل بطرس بعنوان (البقرة الحمراء) بتاريخ 25/ 5 / 1997
قدم شرحا مفصلا عن البقرة الحمراء فذكر: ” إن الخبراء في التاريخ يؤكدون بأن
البقرة الحمراء لم تظهر في تاريخ العالم كله منذ بناء خيمة الاجتماع وحتى ألان –
أي لمدة أربع آلاف سنة
لم تظهر إلا 8 بقرات حمراء فقط.

ومنذ ألفى سنة تقريبا لم تظهر لا في إسرائيل ولا فلسطين ولا المنطقة
العربية كلها إلا بقرة حمراء واحدة اكتشفها الكيبوتز الإسرائيلي في حيفا في أكتوبر
سنة 1996 واعتبروها معجزة. وعمرها ألان ستة شهور وستذبح عندما تبلغ سن الثالثة أي
بعد سنتين ونصف من الآن أي سنة 2000 ويأخذون رمادها لغرض بناء وتدشين الهيكل
اليهودي الثالث وقبل أن تدخل الكهنة للقيام بالخدمة الكهنوتية بالهيكل ينبغي أن
يتطهروا بماء النجاسة من رماد البقرة الحمراء.

 قال (فيندل جونز) وهو أحد المهتمين بدراسة البقرة الحمراء ”
ينبغي علي إسرائيل أن تجد رماد البقرة الحمراء قبل إجراء الخدمة الكهنوتية. وأن من
يجد هذه البقرة الحمراء سيسود العالم كله “.

 وعن مدلول وأهمية اكتشاف البقرة الحمراء في هذه الأيام الأخيرة. قال
(جيري كوليت) وهو باحث أمريكي مهتم بالدراسة عن البقرة الحمراء: ” إن اكتشاف
البقرة الحمراء (وكان هذا الكلام قبل أن يكتشفوها) يعتبر أقوي إشارة لليهود علي أن
المسيا قادم إليهم ” وهذا هو الأمر الذي جعل اليهود الآن يربطون اكتشاف
البقرة الحمراء بمجيء المسيا وبناء الهيكل. وقال أيضا: ” لان البقرة الحمراء
تشير إلي تطهير المسيح لشعبه في البرية، وإذا ظهرت البقرة الحمراء فسوف تحدث نهضة
عالمية عظيمة وسط شعب الرب. لأنه إن كان اليهود ينتظرون مسيا لكن المؤمنين
المسيحيين ينتظرون مسيحهم “. (العد التنازلي
ص 93).

 وقد نسى هؤلاء أن جميع الذبائح التشريعية في العهد القديم كانت ترمز
فقط لذبيحة السيد المسيح وقد انتهت بمجيئه الأول وتقديم ذاته كفارة عن خطايا
العالم ” لأنهُ أن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين يقدس
إلى طهارة الجسد فكم بالحرى يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب
يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي. ولأجل هذا هو وسيط

عهد جديد لكي يكون المدعوون إذا صار موت لفداء التعديات التي في العهد
الأول ينالون وعد الميراث الأبدي ”
(عب 14:
9-15). كما أن السيد المسيح قال لليهود عن الهيكل “هوذا بيتكم يترك
لكم خراباً ”
(مت38: 23) وقال لتلاميذه عن أبنية الهيكل ” انهُ
لا يترك هنا حجر على حجر لا يُنقض ”
(مت2: 24). ولم يعد أبداً ولم يعلن
عن إعادة بنائه. كما ذكرنا في (في كتاب ظهورات العذراء حول العالم ودلالتها)
بالحرف الواحد:

 وهناك نقطة هامة يجب أن توضع في
الاعتبار بخصوص هذه العجلة وهى أنها ليست حمراء بشكل مطلق!! إذ أن في زيلها بعض
الشعر الأبيض ولون أهداب جفونها أقرب إلى الأسود!! كما اعترف بذلك الرابيون 000
فماذا يقول الذين يهللون الآن إذا حدث شيء من ذلك؟! 000 قال شاي رايتر، فنان
تصويري من تل أبيب، كل الضجيج حول البقرة مجرد عبس وجنون!! ولم تكن البقرة الحمراء
أبداً علامة من علامات المجيء الثاني للمسيح وإنما اليهود هم الذين اعتبروا ظهورها
علامة على بناء الهيكل الثالث ومجيء مسيحهم المزعوم والمنتظر، وبالتالي هدم المسجد
الأقصى. قالت جريدة هاتسوفيه الناطقة بلسان حاخامات اليهود العليا بالقدس،
أورشليم، منذ أيام قليلة (أغسطس 97) أن ظهور منارة الأقداس العملاقة وخيمة
الاجتماع في داخل ساحة المسجد الأقصى وظهور البقرة الحمراء في حيفا ليست إلا
استعدادات فعلية لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث على أنقاضه. وقال الربى
مناحيم ماكوفر نائب مدير معهد الهيكل في أورشليم القديمة ” البقرة الحمراء
بالنسبة لنا هي حجر زاوية. أثناء الشتات كل شئ كان مفقوداً ولا أحد يعرف شيئا عن
التاج الذي كان يرتديه رئيس الكهنة على سبيل المثال، ونرى الآن كل ما ضاع يعود
بالتدريج “، ” فقد اعتدنا أن نقول ليس لدينا هذا ولا ذاك، ولم يعد ذلك
عذرا. ولا يزال لدينا مشاكل سياسية مع العرب ولكن هناك من يقودنا من فوق إلى هذه
الأدوات، ولم نسأل عن البقرة الحمراء، وقد جاءت فجأة “!
!‍‍ ولكن أمالهم قد خابت فقد نشرت
وكالة أنباء الاسوشيتدبرس يوم 16/1/1998م على لسان أحد الربيين في كفار حسيديم
ويدعى شور
Shor أن العجلة التي أثاروا حولها ضجة كبرى لا تحمل
مواصفات العجلة الحمراء الطقسية كما تنص عليها التوراة، وهى الآن حامل من عجل أحمر
على أمل أن تلد هي العجلة الحمراء المنتظرة. وهكذا فشلت توقعات حاخامات اليهود ومن
شايعهم وهللوا لولادة تلك العجلة وخمد ضجيجهم وعادوا من جديد يقولون ” ليس
لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه ” (أع7: 1)!!



(*) أهم المراجع التى استخدمت
في هذا الفصل :

(1)     Israel in Prophecy

(2)     The Restoration of Israe

(3)     The Next Israely War

(4)     Nations In Prophecy , Israel

(5)     Todays Israel In Prophecy

(6)     Israel Earth,sLightning Rod

(7)     The Future for Israel , Th Fig tree

(8)     Gods Promises to Abraham Concerning Israel

(9)     Prophecy of Israel,1948 Rebirth

(10)  Oil
In
Israel

(11)  Recent
Developments in the News regarding
Israel August 4 , 1997&1998

(12)  Israel In The News 1996

(13)  The
treasures of tht Tempel

(14)   The Two Orders to Rebuild Jerusalem will result in the
two Coming of Jesus

(15)  History
of Jerosalem

(16)  A
Calender of Jews Persecution

(17)  The
Temple , Key Scriptures

(18)  The
Temple , By Ron Graff

(19)  The
Hebrew Sanctuary The Illustrated Plan Of salvation

(20)  Pros
and cons for Building The Temple

(21)   Penetrating Insghts into the Temple Mount

(22)  The
temple Mount – solomon,s Stables

(23)  The
temple Mount In Jerosalem

(24)  Temple of The Lost Ark

(25)   The Temple Mount and Fort Antonia

(26)  The
Hidden Secrets of the Tmple Mount

(27)  A
Temple Will Be Built in Jerosalem Before Messiah Returns

(28)  Help
Build The
Holy Temple

(29)  Highlights
in the History of Jerosalem and the
temple Mount

(30)  Tunnel
Visin By Abraham Rabinovich

(31)  The
Arabs Continue to Build a Mosque in the Hulda Tunnel

(32)  A
Peaceful Solution To Build The
Next Temple In Yerusalem

(33)   The Temple Location , The Red Heifer Sacriifice
, And The End Of An Age

(34)  Red
Heifer Key Scriptures

(35)  Red
Cow Seen In Israel as Sign of Messiah ,s return

(36)  The
Red Heifer And The
Third Temple

(37)  Antichrist
and the Red Heifer

(38)  The
Red heifer , TheBible, The Details , The Rancher , Israele Today& The Story

(39)  The
Ashes Of The Red Heifer
(40) قداسة
البابا شنودة الثالث ” المسيحية وإسرائيل “

 (41) الأنبا
غريغوريوس ” القدس المسيحية منذ القديم وإلى اليوم ” (42) القس برادلى
واتكز ” هل دولة إسرائيل الحديثة تحقيق لنبوة كتابية ” (44) القس إكرام
لمعى ” هل من علاقة بين عودة اليهود و مجىء المسيح الثانى ؟ “.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار