كتب

الفصل الرابع عشر



الفصل الرابع عشر

الفصل
الرابع عشر

إنجيل
برنابا المزيف والعهد القديم

 

إقتبس
كاتب إنجيل برنابا المزيِّف آياتٍ كثيرةٍ ونصوصٍ عديدةٍ من كلِّ أسفار العهد
القديم، ولكنَّه بدَّل وحذف وحرَّف أكثر مما نقله واستعان به وكالعادة سقط في
أخطاءٍ لا حصر لها بسبب ميله الدائم للخيال والمبالغة، وربما أيضًا بسبب إعتماده
علي الذاكرة في أغلب الأحيان دون الرجوع للنصِّ المكتوب! كما خلط بين ما هو شائع
بين العامَّة والبسطاء والجهلاء، بسبب تحريم الكاثوليك قراءة الكتاب المقدَّس علي
الشعب في العصور الوسطي، وبين ما هو مكتوب ثم ذكر كُتب لا وجود لها في كلِّ أسفار
الكتاب المقدَّس!! وفيما يلي أهم الأخطاء التي سقط فيها:

1-
قال في (ف13: 12) ” وأحرق اللَّه ثلاث مدن شرِّيرة ” ولم يذكر أسماء هذه
المدن الثلاث، ولكن سفر التكوين يذكر أنَّ اللَّه أحرق، فقط، مدينتي ” سدوم
وعموره ” وكل الدائرة المحيطة (تك19).

2-
وقال في (ف25: 16) أنَّ عدد شعب بني إسرائيل الذين كانوا في البريَّة هو ”
ستمائة وأربعين ألف رجل خلا النساء والأطفال “، بينما يذكر سفر الخروج أنَّ
عددهم التقريبيّ هو ” سِتِّ مِئَةِ الْفِ مَاشٍ ” (خر 12/37)، ويذكر سفر
العدد أنَّ عددهم الدقيق هو ” سِتَّ مِئَةِ أَلفٍ وَثَلاثَةَ آلافٍ وَخَمْسَ
مِئَةٍ وَخَمْسِينَ.” (عد1/46)، أي أنَّ هذا الكاتب المزيِّف أضاف 40,…
للعدد التقريبيّ، و 450 ,36 للعدد الدقيق!!

3-
قال في (ف5: 18) ” قتلت إيزابل عشرة آلاف نبيّ حتَّي بالجهد نجا إيليَّا
المسكين وسبعة آلاف من أبناء الأنبياء الذين خبأهم رئيس جيش أخاب ” وهذا
الرقم مبالغ فيه جدًا! فلم يذكر الكتاب المقدَّس عدد الذين قتلتهم إيزابل من
الأنبياء (1مل18/4)، ولا يُمكن أنْ يصلْ عددهم إلي هذا الرقم الخياليّ! كما أنَّ
الذين خبَّأوهم رئيس جيش أخاب مائة “100 ” واحدٍ فقط من أبناء الأنبياء!
(1مل18/4، 13).

4-
وقال في (ف33: 23) أنَّ إيليَّا هرب من وجه إيزابل وعاني الإضطهاد وشظف العيش
مدَّة سبع سنين! ولم يهرب إيليَّا بسبب اضطهاد إيزابل له! بل هرب بناء علي طلب
اللَّه بعد أنْ تنبَّأ بأنَّه لن يكون طلّ ولا مطر إلاَّ عند قوله، وقد أغلقت
السماء ولم تعطِ مطرَا مدَّة ” مُدَّةَ ثَلاَثِ سِنِينَ وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ
” (لو4/25؛يع5/17). كما أنَّه لم يعانِ شظف العيش، كما يزعم هذا الكاتب
المزوِّر، بل كان اللَّه يعوله عن طريق الغربان التي كانت ” تَأْتِي إِلَيْهِ
بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ صَبَاحاً وَبِخُبْزٍ وَلَحْمٍ مَسَاءً، وَكَانَ يَشْرَبُ مِنَ
النَّهْرِ ” (1مل17/6). ثم عاله اللَّه أيضًا عن طريق الأرملة التي بارك لها
في كوار الدقيق وكوز الزيت اللذّين لم يفرغا حتَّي نزل المطر (1مل17/14-16).

 

5-
ذكر الكاتب في الفصول من 26-30 قصَّةً طويلةً عن صناعة والد إبراهيم للأصنام وعبادته
لها، وتحطيم إبراهيم لأصنام الهيكل، ومحاولة والده إبراهيم أنْ يحرقه، وكذلك
محاولة عباد الأصنام، ونجاة إبراهيم علي يد ملاك! وهذه القصَّة غير موجودة بالكتاب
المقدَّس!! ويبدو أنَّ الكاتب أخذ فكرتها من القرآن وأضاف إليها الكثير مما في
التلمود!!

6-
وقال في (ف5: 27) ” إنَّ الله في زمن موسي مسخ ناسًا كثيرين في مصر حيوانات
مخوفة لأنَّهم ضحكوا واستهزأوا بالآخرين “!! وهنا يُظهر تأثُّر الكاتب،
كعادته دائمًا، بالخرافات الساذجة! فلم تردْ فكرة المسخ نهائيًا في الكتاب
المقدس!!

7-
وقال في (ف22: 33) أنَّه ” لما صنع آباؤنا العجل وعبدوه أخذ يشوع وسبط لاوي
السيف بأمر اللَّه وقتلوا مائة ألف وعشرين ألفًا “!! أي حوالي 20% من رجال
إسرائيل، فهل هذا معقول؟!! بينما يذكر سفر الخروج عدد القتلي ” الْيَوْمِ
نَحْوُ ثَلاثَةِ الافِ رَجُلٍ ” (خر32/28) فقط!! أي ضاعف العدد 40 مرة!! ولم
يكنْ هناك ذِكْرٌ ليشوع في الحادث!!

8-
وقال في (ف11: 44) ” كيف يكون إسحق البكر وهو لما ولد كان إسماعيل بن سبع
سنين؟ “. ولكن إسماعيل لم يكن عمره سبع سنين لما ولد اسحق، بل أربعة عشر سنة
(تك17/25)!! أي حذف سبع سنين!!

9-
وقال في (ف14: 45) ” الإنسان (كما يقول أيوب نبي الله) غير ثابت فلا يستقر
علي حالٍ، فإذا مدحك اليوم ذمَّك غدًا “!! وهو هنا حرَّف وبدَّل نصّ أيُّوب
النبيّ وغيَّر معناه تمامًا!! فأيُّوب النبيّ يقول: ” اَلإِنْسَانُ مَوْلُودُ
الْمَرْأَةِ قَلِيلُ الأَيَّامِ وَشَبْعَانُ تَعَباً. يَخْرُجُ كَالزَّهْرِ ثُمَّ
يَذْوِي وَيَبْرَحُ كَالظِّلِّ وَلاَ يَقِفُ. ” (أي14/1-2). وهناك فرقٌ شاسعٌ
بين ما يقصده أيُّوب النبيّ وبين ما زعمه الكاتب المزيِّف!!

10-
وقال في (ف1: 49) ” يقول داود: متي وجدت وقتًا أقضي بالعدل ” وهذا تحريف
لنصِّ المزمور الذي يقول علي لسان اللَّه لداود ” لأَنِّي أُعَيِّنُ
مِيعَاداً. أَنَا بِالْمُسْتَقِيمَاتِ أَقْضِي… وَلَكِنَّ اللهَ هُوَ الْقَاضِي
“(مز75/2 و7) وليس داود!! ويقضي في وقتٍ معينٍ ومحدَّدٍ وليس بحسب الظروف كما
يزعم كاتب برنابا المزيِّف!!

11-
وقال في (ف21: 5) ” قضي فرعون علي موسي وشعب بني إسرائيل بالكفر “!! وهل
يقضي فرعون الوثنيّ علي نبيّ اللَّه بالكفرِ؟!!

12-
وقال في (ف50: 36) ” قضي كورش أنْ يكون دانيَّال طعامًا للأسود ” والذي
قضي علي دانيال النبيّ هو داريوس وليس كورش (دا6/16) وهذا خطأ تاريخيّ ودينيّ!!

13-
وقال في (ف3: 66،4) أنَّ أيُّوب النبيّ قال ” الطفل الذي عمره يوم وليس نقيًا
بل أنَّ الملائكة ليست منزَّهة عن الخطأ أمام اللَّه “!! وأيضًا ” الجسد
يجذب الخطية ويمتصّ الإثم كما تمتصّ الإسفنجة الماء “! وهذا تحريف لقول
أيُّوب النبي:

 


مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى يَزْكُو أَوْ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ حَتَّى
يَتَبَرَّرَ؟ هُوَذَا قِدِّيسُوهُ لاَ يَأْتَمِنُهُمْ وَالسَّمَاوَاتُ غَيْرُ
طَاهِرَةٍ بِعَيْنَيْهِ – فَبِالْحَرِيِّ مَكْرُوهٌ وَفَاسِدٌ الإِنْسَانُ
الشَّارِبُ الإِثْمَ كَالْمَاءِ! ” (أي15/14-16). والفرق كبيرٌ وواضحٌ بين
النصَّين، ويبدو أنَّ الكاتب فهم عبارة ” مولود المرأة ” والتي قُصد بها
الإنسان بصفةٍ عامَّةٍ علي أنَّها ” المولود الذي عمره يوم “!! ولم يذكر
أيَّوب النبيّ عبارات “الملائكة ليست منزَّهة عن الخطأ ” و ”
والجسد يجذب الخطية ” و ” الإسفنجة ” بل ” السماء غير طاهرة
بعينيه ” و ” الإنسان الشارب الإثم كالماء ” والفرق شاسع بين ما
ذكره أيُّوب النبيّ وما فهمه كاتب إنجيل برنابا المزيِّف!!

14-
وقال في (ف9: 66) ” باللسان بارك الشيطان أبوينا الأوَّلَين “؟! أين
ومتي وكيف؟ وهل هناك بركة تخرج من الشيطان وهو ملعون كما ذكر الكاتب نفسه؟!

15-
وقال في (ف19: 68) أنَّ إسرائيل هزم ” مائة وعشرين ملكًا من الكنعانيِّين
والمديانيِّين ” ولا يذكر سفر يشوع سوي واحد وثلاثين ملكًا (يش12/24) هُزموا
علي يدِ بني إسرائيل، أي أنَّ الكاتب ضاعف العدد 4 مرات!!

16-
وقال في (ف3: 74) أنَّ سليمان فكَّر أنْ يدعو كلّ خلائق اللَّه لوليمةٍ ”
فأصلحت خطأه سمكة إذ أكلت كلّ ما كان قد هيَّأه “!!هل يقبل العقل مثل هذه
الخرافة الصبيانيَّة الساذجة؟!!وأين المكان الذي كان سيجمعهم فيه؟!! وكيف تأكل
سمكةٌ واحدةٌ طعام كلِّ مخلوقات اللَّه؟!!ما شكلها وما هو حجمها؟!! أليس هذا تفكير
إنسان فاقد العقل والحسّ؟!

17-
وقال في (ف74: 5) أنَّ داود قال ” استعلان الإنسان في نفسه يهبط في وادي
الدموع “وهو هنا يحرِّف نصّ المزمور ” طُوبَى لأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ.
طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ. عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ
يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ ” (مز
84/5-6) ولا علاقة بين فكر النصَّين لأنَّ داود يتكلَّم عن دموع أولاد اللَّه،
قدِّيسيه، بينما كاتب برنابا يتكلَّم عن سقوط المتكبِّرين!!

18-
وقال في (ف80: 7) أنَّ نبوخذ نصَّر أسر دانيال وعزريا وميشائيل وحنانيا وهم أطفال
في سن سنتَين؟!! بينما يذكر سفر دانيال أنَّهم كانوا فتيانًا حكماء وأصحاب علم
ومعرفة ولديهم قوَّة علي الوقوف في قصر نبوخذ نصَّر (دا1/4). حوَّل الكاتب
المزوِّر الحكماء والعلماء إلي أطفال رُضَّع!!

19-
وقال في (ف99: 13) أنَّ اللَّه دفع أيُّوب إلي يد الشيطان لأنَّه أحبَّ أولاده
وبناته. فأخذهم منه في يومٍ واحدٍ وضربه بداءٍ عضَّالٍ وكانت الديدان تخرج من جسده
سبع سنين!! وهذا زعم باطل وغير منطقيّ لأنَّ الله محبَّة (1يو4/8) ودعوته هي الحب،
فهو القائل: ” أَحِبّ قَرِيبَكَ كَنَفْسَكَ ” (لا19/18). وقد سمح اللَّه
بتجربة أيُّوب لإثبات برَّه واستقامته (أي1). ولا يذكر سفر أيَّوب مدًّة سبع سنين،
بل سبعة أيام وسبع ليال فقط ” (أي2/3مع 42/7- 10)؟!!

 

20-
وقال في (ف115: 7) أنَّ نوحًا نجا هو وثمانون شخصًا بشريًا من الطوفان. ولا يذكر
الكتاب المقدَّس سوى ثمانية أفراد هم نوح وزوجته وأبناؤه الثلاثة وزوجاتهم
(تك26/18؛1بط2/ 5). وأضاف الكاتب 73 شخصًا من خياله!!

21-
وقال في (ف115: 16) أنَّ اللَّه قال علي لسان أشعياء النبيّ ” إنَّك (يا
إسرائيل). وقد زنيت بعشَّاقٍ كثيرين ولكن إرجعي إليَّ أقبلك “! وهذا خطأ
لأنَّ هذا القول جاء علي لسان أرميا (أر3/1) النبيّ وليس أشعياء!!

22-
وقال في (ف145: 1) أنَّه كان في زمن إيليَّا النبيّ ” إثنا عشر جبلاً يقطنها
سبعه عشر ألف فرِّيسيّ “!! وقد عاش إيليًّا في القرن الثامن ق. م. ولم يكن
للفرِّيسيِّين أي وجود لأنَّهم لم يوجدوا إلاَّ بعد لك بحوالي 700 سنة!!

كما
أنَّه لم يُوجدْ أبدًا إثنا عشر جبلاً في إسرائيل سواء في زمن إيليَّا أو بعده
وذلك برغم كثرة تلالها وأرضها الجبليَّة. وقوله ” كان يوجد في زمن إيليا
” يدل علي فكرٍ خرافيٍّ ومناقض لجغرافية الأرض بهذه البساطة!!

23-
وقال في (ف8: 154) أنَّ ” الأفاعي قتلت نحو سبعين ألفًا من شعبنا ” وهذا
رقم مبالغ فيه جدًا وخياليّ ولا يذكر سفر العدد، الذي ذكر هذا الحادث، سوي أنَّه
” فَمَاتَ قَوْمٌ كَثِيرُونَ مِنْ إِسْرَائِيل ” (عد21/ 6) ولم يذكرْ أي
رقم معيَّن، فمن أين أتي الكاتب بهذا الرقم الخياليّ؟!!

24-
وقال في (ف1: 160) أنَّ دانيَّال النبيّ هو كاتب تاريخ ملوك إسرائيل، بينما يقول
التلمود ومعظم الباحثين أنَّ كاتب سفريّ الملوك هو أرميا النبيّ، ولم يذكر دانيال
في سفره تواريخ ملوك! وإنَّما تكلَّم عن حياة بني إسرائيل وحياته هو شخصيًا في
الأسر البابليّ إلي جانب نبوَّات تخصّ شعوب الأرض ومجيء الربّ يسوع المسيح.

25-
وقال في (ف11: 181) أنَّ اللَّه قال علي لسان دواد النبيّ: ” أنَّ الصديق
يسقط سبع مرات ” وهذا خطأ لأنَّ الآية جاءت علي لسان سليمان الحكيم في سفر
الأمثال (أم 24/16)!!

هذه
بعض الأخطاء التي سقط كاتب برنابا المزيِّف فيها والتي تدلّ علي تزويره وتحريفه
وعدم درايته الدقيقة والكافية بالعهد القديم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار