علم الانسان

الشخصية والتوافق النفسة



الشخصية والتوافق النفسة

الشخصية
والتوافق النفسة

أولا:
الشخصية:


تعريفها.


محدداتها.


نظرياتها.

ثانيا:
التوافق النفسى والاجتماعى:


مفهوم التوافق


أنواع التوافق.


أساليب التوافق


التوافق والصحة النفسية

ثالثا:
معوقات الشخصية المسيحية:


الإيجابية


معايير الشخصية القوية

 


الشخصيه

1.
” الشخصية ” من اكثر الالفاظ شيوعا على ألسنة الناس فى حياتهم اليومية
فنسمعهم يقولون: ” فلان له شخصية قوية أو ضعيفة، فلآن له شخصية بمذابة أو
منفرة: فلان ليس له شخصية أو شخصيات متعددة.. ألخ.

2.
وبسبب شيوع لفظ ” الشخصية ” على ألسنة (الناس وفى الكتب والصحف والمجلات
أسبح يبدو لنا أنه لفظ بسيط ومفهوم ولا يحتاج الى تعريف، ولكن ذلك ليس صحيحا لأن
هذا الوضوح لا يتجاوز المعنى العام فى الحياة العملية، بينما لو انتقلنا الى مجال
العلم فسنجد أن الشخصية من أكثر الالفاظ تمرضا فى علم النفس).

3.
وليس أدل على غمر من الشخصية فى علم النفس من أنه الى الآن لم ينفق العلماء على
تعريف محدد لها، ومن هنا تنددت تعريفاتها حق أن عالم النفس ” جوردون ألبرت
” قد أورد فى كتابه ” الشخصية ” الذى نشره فى سنة 1937 ما يقرب من
50 تعريفا لها.

4.
ومن الناحية اللغوية تجد أن لفظ الشخصية
Personality
مشقق من اللفظ اللاتين ” برسونا “
persona
وكان معناه ” القناع ” الذى كان يمنعه الممثل على وجهه ليعطى ملامح
وانطباعات الشخصية التى يمثلها، وبمرور الزمن أصبح اللفظ يطلق على الممثل نفسه
وعلى كافة الناس على أساس أن الدنيا مسرح كبير وأن كل منا يمثل دورا على مسرح
الحياة وحتى فى اللغة العربية نجد لفظ الشخصية، شقق من الفعل ” شخص الشئ
” أى معزة وحدده عن غيره كما نقول الطبيب شخص لامرض.

5.
ومن الناحية العلمية فالشخصية تعريفات عديدة يحسن أن لشير الى بعضها:

 أ‌-
الشخصية هى مجموع ما لدى الفرد من استعدادات ودوافع ونزعات وعرائز فطرية وبيولوجية
وكذلك ما لديه من نزعات واستعدادات مكتسبة.

 ب‌-
الشخصية هى أسلوب التوافق العادى الذى يتخذه الفرد للتوفيقبين دوافعه الذاتية
ومطالب البيئة.

 ت‌-
الشخصية هى التنظيم الديناميكى الذى يكمن داخل الفرد وينظم أجهزته النفسية والجسمية
التى تحدد طابعه الخاص فى السلوك والتفكير. وهذا التعريف الأخير هو الذى قال به
” ألبورت “.

ثانيا:
العوامل المحددة للشخصية:

1.
يذهب البعض الى ان كل إنسان هو فى بعض نواحيه:

 أ‌-
يشبه كل الناس: من حيث أن كل فرد له تكوين عضوى بيولوجى كالجهاز الهضمى والتنفسى
العصبى.. الخ، له دوافع جسمية يعمل على شباعها، له مطالب اجتماعية وثقافية يعمل
أيضا على إشباعها.

 ب‌-
يشبه بعض الناس: من حيث السمات فى الشخصية لدى بعض الصفات الجسمية مثل البدانة أو
النحافة أو الجسم الرياضى وبعض الصفات النفسية مثل الالطواء أو الانبساط أو الفاؤل
أو التشاوم.

 ت‌-
لا يشبه أى إنسان: من حيث أن كل فرد له أسلوبه الخاص فى السلوك والادراك، كل فرد
له الصفات الوراثية والظروف الأسرية الخاصة به.وهكذايمكن القول أن كل شخصية هى
صورة فريده لا تتكرر.

2.
وقد حدد عالم النفس العواملالمحددة للشخصية والمؤثرة فيها فى أربعة عوامل:

 أ‌-
المحددات التكوينية (البيولوجية) للفرد

 ب‌-
محددات عضوية الجماعة التى ينشأ فيها الفرد

 ت‌-
محددات الدور الذى يقوم به الفرد.

 ث‌-
محددات الموقف الذى يمر به الفرد.

 

المحددات
التكوينية (البيولوجية)

 يملى
بعض علماء النفس الى أن الطبيعة الإنسانية اجتماعية أساسا ولكن هذا لا يمتع أن
تكون العوامل البيولوجية لها أثرها فى الشخصية، وتتضمن المحددات البيولوجية ثلاثة
عناصر

 1-
الوراثة 2- الجهزة العضوية 3- التكوين الغددى

 

1.
الوراثة:

 أ‌-
يخضع الإنسان – مثل سائر الكائنات الحية – القوانين الوارثية التى كانت سرا مجهولا
الى أن كشف عنها جر يجوز مندل فى سنة 1866 وأقرها العلماء فى سنة 1900

 ب‌-
وقد اختلف آراء العلماء فى أثر الوراثة فى شخصية الإنسان فهناك:


أنصار الوراثة: وهؤلاء يعطون للوراثه دورا أساسيا فى تحديد شخصية الفرد وسلوكه
فيقولون: ” أن الوراثة وليست البيئة هى الصانع الرئيسى للإنسان “.


أنصار البيئة: ومن هؤلاء يؤمنون أن البيئة هى التى تلعب الدور الاهم فى تحديد
شخصية الفرد وسلوكه، ولهذا يقول واطسون فى عبارة مشهورة له، أعطو فى مجموعة من
الأطفال الأصحاء وأنا كفيل أنا أخرج منهم الطبيب والفنان والتاجر ورئيس العمل بل
واللص بصرف النظر عن استعداداتهم وميولهم وقدراتهم الوراثية “.


أنصار الوراثة والبيئة: وهؤلاء يمثلون غالبية علماء النفس اليوم الذين يقولون أن
الوراثة والبيئة معا يؤثران فى تحديد شخصية الفرد وسلوكه، ومن الخطأ ان نرجع
التاثير الى عامل دون الآخر، ولذلك فالشخصية هى محصلة العوامل الوراثية والبيئة
معا.

 ت‌-
طرق دراسة الوراثة: تعددت الأساليب التى استخدمت فى دراسة العوامل الوراثية.

1.
شجرة العائلة: كانت الدراسات التى تقوم على ملاحظة شجرة العائلة قديما تعتمد على
دراسة أكبر عدد من الأقارب ولكن اليوم تركز الدراسة على أعداد قليلة من أفراد
الأسرة واخضاعهم لملاحظة الدقيقة يمكن الوصول الى معلومات مفيده.

2.
التوائم: من دراسة التوائم المتعديين والعاديين، والأخوة غير التوائيم وجد العلماء
أن التشابة فى الصفات العقلية والجسمية والخارجية المورثة أقوى ما يكون فى التوئم
المتحدين عن التوائم العاديين أو الأخوة غير التوائم

3.
وراثة بعض السمات العادية: حين درس الباحثون بعض السمات العادية للافراد مثل
الذكاء والمهارات والقدرات الخاصة وبعدوا أن أقوى درجة تشابة فى هذه السمات يكون
أولا فى التوائم المتحدين، ثم ياتى بعدهم التوائم العاديون المتشابهون فى الجنس،
ثم غير المتشابهين وأخيرا الآخوة غير التوائم ووجد أيضا أن القدرات الخاصة مثل
القدرة الموسيقية تظهر أحيانا فى أجيال متعددة فى الأسرة الواحدة.

 

التوائم
المتحدون هم الناتجون عن تلقيح بويضه واحدة، بينما التوائم العاديون – سواء
المتشابهون أو غير المتشابهون فى الجنس – ناتجون عن تلقيح بويضتين.

من
أبحاث إحصائية تتم بها العالم الأمريكى ساقدى فورد وجد أن = درجة التشابة فى
الذكاء فى التوئم 0.50 وأبناء العم والخال 0.27 وأطفال لا قرابة بينهم درجة
التشابة فى ذكائهم صفر.

4.
وراثة الانحراف الاجتماعى عند بعض الأسر:

درس
بعض العلماء أسرة عرفت باسم ” أسرة الكاليكاك ” نسبة الى الجد الاكبر
” مارتن كاليكاك ” بعض مظاهر الانحراف الاجتماعى والضعف العقلى
المتوارثة فى افرادها، فقد حدث أن تزوج مارتن فتاه ضعيفة العقل أنجب منها طفلا
ضعيف العقل أيضا، ثم تزوج بعد ذلك فتاه عادية أنجب منها طفلا عاديا، وتتبع العلماء
سلالة كل فرع من هذين الفرعين لمدة تفرب من 200 عاما فوجدوا أن سلالة الفرع الضعيف
العقل والمجرمين: بينما وجدوا أن سلالة الفرع الأخر لم يكن به من الشواذ إلا عدد
قليل جدا والباقى كانوا من قادة المجتمع ورؤسائه، ولكن رغم ذلك ينبغى أخذ هذة
النتائج بالحذر فربما أن بيئة الفرع الضعيف العقل كانت بيئة متخلفة اقتصاديا
واجتماعيا ويسودها الإجرام، بينما أتيحت للفرع الآخر بيئة متقدمة.

2.
الأجهزة العضوية

وجد
علماء النفس الفسيولوجى أن هناك صلة وثيقة بين الاستجابات الانفعالية للفرد من حيث
قوتها أو ضعفها وبين نشاط الجهاز العصبى وأمكن وضع ثلاثة أنماط للافراد من حيث
استجاباتهم الانفعالية:

 أ‌-
المندفع: استشارة الدوافع عنده قوية وقدرته على التحكم فى سلوكه ضعيفة.

 ب‌-
المتباعة: استثارة الدوافع عنده ضعيفة وقدرتة على التحكم فى سلوكه قوية

 ت‌-
المتزن: استشارة الدوافع عنده قوية وقدرته على التحكم فى سلوكة قوية أيضا

3.
التكوين الغددى

(أ)
أمكن دراسة العلاقة بين وظيفة الغدد وما تفرزة من هرمونات وبين الشخصية عن طريق
وسائل متحددة مثل:

1.
ملاحظات كلينيسكية أجريت على أشخاص يعانون من نقص فى أفرازاتغددهم.

2.
دراسات أجريت على أشخاص أزيلت بعض غددهم لأسباب مرضية.

3.
دراسات تجريبية أجريت على أشخاص حقنوا بهرمونات بعض الغدد وملاحظة ماطرأ عليهم من
تغيرات.

(ب)
ومن دراسات أجريت على الغدة الدرقية أمكن الوصول إلى النتائج الآتية:

1.
تقص الافراز: الأشخاص الذين يعانون من نقص افراز هذه الغدة كانوا أكثر ميلأ الى
الخمول والبلادة والغباء ويسودهم طابع الشك والاكتئاب

2.
زيادة الافراز: الأشخاص الذين يعانون من زيادة افراز هذه الغدة كانوا أكثر ميلا
الى التوتر العصبى والقلق وقوة الاستثارة الانفعالية بحيث لا يكاد يستقر لهم قرار.

 

محددات
عضوية الجماعة

الإنسان
ليس محكوما بالعوامل البيولوجية وحدها فهذا شأن الحيوان، ولهذا فهناك عوامل
اجتماعية تؤثر فى شخصية الفرد وتحدد سلوكه وهى:

 1-
الثقافة 2- الأسرة 3- محددات أخرى خارج الأسرة

 

1.
الثقافة:

 أ‌-
الثقافة كثرات إنسان لمجتمع ما تنتقل من جيل الى جيل ويكتسبها الفرد من خلال نموه
وسط الجماعة وهى لا شك تؤثر فى لتكوين شخصية الافراد

 ب‌-
واختلاف الثقافة بين مجمتمع وآخر تؤثر بدورها فى شخصية الفراد، فالفرنسى من أبناء
فرنسا يختلف عن الفرنسى المستوطن فى كندا مثلا بل قد نجد أيضا فى داخل المجتمع
الواحد تختلف شخصية نجم السينما عن شخصية الأستاذ الجامعى لاختلاف التكوين الثقافى
بين الاثنين.

2.
الأسرة:

 أ‌-
فى البدية يستقبل الطفل داخل تكوينه النفسى كل تأثيرات أسرته على شخصيته، ولكن هذا
الطفل بعد اكتمال نموه يعود ويؤثر هو بدوره على أسرته ويغير من نمط العلاقات
القائمة داخلها.

 ب‌-
والآم أكثر الافراد فى الاسرة تأثيرا على شخصية الطفل خاصة خلال فترة حياته
الاولى، وقد حدثنا فرويد أن خبرات الطفولة لها أثار تتضح فى سلوك الطفل بعد ذلك
حين يكبر،

 ت‌-
وكما تعد التغذية والظروف الصحية الملائمة – التى توفرها الآسرة – امرا ضروريا
لنمو جسمى سليم، فكذلك الخبرات النفسية السليمة – التى يجب أن توفرها الأسرة –
أمرا أكثر ضرورة لنمو الشخصية السوية السليمة، أما إذا عجز البيت عن تقديم الجو
النفسى الملائم فإن ذلك يعرض الفرد لكثير من مظاهر القلق والاضطراب النفسى، ومن لم
يتعلم الحب داخل البيت يستحيل عليه أن يحب الأخرين او يثق فيهم ففاقد الشئ لا
يعطيه.

 ث‌-
ولقد أشار علماء النفس إنى الأساليب المختلفة لمعاملة البيت والنمو المقابل لها فى
شخصية الفرد وسلوكه على النحو التالى:


القوة: تخلق شخصية عدوانية سيئة التوافق الاجتماعى وعديمة الثقة فى الآخرين.


التدليل: يخلق شخصية انطوائية سيئة التوافق الاجتماعى وعديمة القدرة على تحمل
المسئولية.


السيطرة: يخلق شخصية ضعيفة ذليلة خاضعة وعديمة القدرة على مواجهة مواقف الحياة.


الاعدال: يخلق شخصية جيدة التوافق الاجتماعى وتملك القدرة على محمل المسئولية
ومواجهة مواقف الحياة:

3.
محددات أخرى خارج الاسرة:

 أ‌-
المدرسة: هى البيئة الثانية – بعد الاسرة – ذات التاثير المباشر فى شخصية الفرد،
والنجاح فى الدراسة يسهم فى تكوين شخصية سليمة، بينما الفشل قد يشعر الفرد بنقص
وعجز فى شخصيته، ومن المعروف أن النجاح يولد النجاح

 ب‌-
المدرس: هو الشخص الثانى – بعد الاب – الذى له تاثير فعال فى تكوين الشخصية وهو
بسلوكه قيمته يعتبر نموذجا يقتدى به.

 ت‌-
الرفاق: أو شلة الاصحاب ولهم تأثير قوى فى السلوك وتكوين شخصية، ومن هنا اهتمام
الآباء باختيار أصدقاء البناء، بل نحن نجد انه لو حدث تصادم وتعارض بين معايير
الأسرة ومعايير شلة الرفاق فإن الطفل أو المراهق يكون أكثر ميلا لمناصرة الشلة
كدلالة على قوة شخصيته واستقلالها عن شخصية والدية.

 ث‌-
وسائل الاعلام: تتمثل وسائل الاعلام فى

1.
الكتب والصحف: لاشك أن القراءة ذات تأثير واضح فى تكوين مقيلة الفرد وشخصيته وهى
التى تفتح له أبواب المعرفة على أوسع نطاق.

2.
الراديو والسينما والتليفزيون: الاهتمام يتركز فى عصرنا الحاضر على السينما
والتليفزيون وبخاصة التليفزيون باعتباره الشاشة السحرية التى تجذب الصغير والكبير،
والتليفزيون خصوم وأنصار:

 أ‌-
الخصوم: أصبحو قلة الآن وهم يعارضون التليفزيون بسبب آثاره البيئة على نفسية
مشاهدية خاصة الأطفال والمراهقين، فهو يحبسهم بين جدران أربعة ويعرض عليهم أفلام
الجريمة والعنف والجنس.

 ب‌-
الأنصار: وهؤلاء يرون فى التليفزيون فى الطريقة المثلى لتوسيع مدراك الطفل ويفتح
آفاق المعرفة أمامه ويجعلها – بطريقة بالغة التشويق – ملك عقله الصغير.

 

محددات
الدور

1.
تقصد بالدور السلوك الملائم للواقع الذى يشغله الفرد فى الجماعة التى ينتمى إليها،
وينبغى التمييز بين المراكز أو الوظيفة وبين الدور رغم أنهما يستخدمان أحيانا
بمعنى واحد رغم ما بينهما من اختلاف:

 أ‌-
المركز أو الوظيفة:
position وهو المكان الذى يشغله الفرد فى المجتمع على أساس عمله.

 ب‌-
الدور:
rote وهو السلوك الذى يقوم به الفرد الذى يشغل هذا المركز أو هذه
الوظيفة

2.
والفرد الذى يشغل مركزا معينا يحاول أن يقوم بالدور الذى يمنعه هذا المركز أو هذه
الوظيفة وقد ينجح أو يفشل، ولهذا فمن الممكن أن يشغل الفرد وظيفة معينة ولكنه لا
يقوم بالدور نقرضه هذه الوظيفة فيقوم فرد آخر بهذا الدور رغم أنه لا يشغل هذه
الوظيفة.. مثال آخر: الابن الآكبر فى الأسرة له دور يختلف عن بقية أخوته من حيث
مشاركة الأب فى المسئولية ورعاية أخوته ولكنه قد يفشل فى القيام بهذا الدور فيقوم
به الابن الثانى الذى يابيه فى العمر.

3.
ولفهم الدور الذى يقوم به شخص ما ينبغى أن نفهم أمرين:

 أ‌-
خصائص شخصية هذا الفرد.

 ب‌-
الموقف الاجتماعى الذى يوجد فيه. ويحدد كل مجتمع الأدوار الاجتماعية التى يتوقع من
أفراده القيام بها فإذا أخذنا الأسرة – كمثال لخلية اجتماعية – نجد أن لكل فرد
فيها دورا محددا يقوم به، وهناك تفاعل وثيق بين هذه الأدوار لأنها تكون فى النهاية
ما نطلق عليه أسم ” النظام الاجتماعى للأسرة “.

4.
وقد يكون للفرد الواحد عدة أدوار يقوم بها فى حياته فالأب فى أسرته يقوم بدور أب
يرعى شئون أفراد أسرته، وهو فى عمله يقوم بالدور الذى تفرضه عليه وظيفته التى
يشغلها، وهو فى النادى الذى هو عضو فيه يقوم بدور آخر وهكذا وقد يحدث أحيانا تعارض
وصراع بين هذه الأدوار المختلفة، وأوضح مثال لذلك، الترض الذى تقاسيه المرأة
العاملة بين دورها كربة بيت وأم ودورها كموظفة ملقى عليها مسئولية عمل معين.

5.
ويختلف الدور الذى يقوم به الفرد باختلاف البيئة التى يوجد فيها والنمط الثقافى
السائد بها:

 أ‌-
فى مجتمع المدينة: ينظر الى أبن الخامسة عشر أنه لا يزال صغيرا يتلقى العلم فى
المدرسة ويحتاج الى رعاية السرة، وهذا هو كل دوره.

 ب‌-
فى مجتمع القرية: ينظر الى هذا الابن على أنه أصبح رجلا تلقى عليه مسئولية العمل
فى الحقل وفلاحة الارض ورعاية الحيوان.

 ت‌-
فى الاسرة الاوربية: يعتمد الابن على نفسه منذ الصغر فنجده موعد المدرسة لتوزيع
اللبن أو الصحف على البيوت نظير أجر معين فيكسب بجهده ما يحتاج إليه من نفقات
خاصة.

 ث‌-
فى الاسرة الشرقية: نجد هذا الابن نفسه – وربما أيضا الابن الذى تجاوز مرحلة
التعليم الثانوى الى التعليم الجامعى – لا يزال عالة على والديه فى كل شئ، وحتى
فيما يحتاج اليه من نفقات خاصة!

 

محددات
الموقف

1.
المواقف التى يمر بها الفرد لا حصر لها وتأثيرها فى شخصيته أمر لا يمكن إنكاره،
ولهذا لا يمكن النظر إلى الشخصية بعيدا عن المواقف التى تمر بها أو توجد فيها، بل
حتى العمليات الفسيولوجية فى الانسان تتطلب وجود أجهزة داخلية وعوامل بيئية ومواقف
تتحقق فيها. مثال: عملية تناول الطعام تتضمن إحساس داخلى بالجوع ووجود طعام فى
الخارج لإشباع هذا الجوع

2.
ويتبدل سلوك الفرد ويتغير حسب طبيعة الموقف الذى يوجد فيه إختلاف السلوك باختلاف
المواقف حقيقة لا يمكن إنكارها، ومن هنا يقول بعض الباحثين أنه ليس هناك ”
ثبات داخلى فى الشخصية ” بمعنى أن كل شئ يتحدد بالموقف الذى يوجد فيه الفرد،
وهناك العديد من الأمثلة التى تدل على اختلاف السلوك باختلاف المواقف. مثال: لو
وجه سؤال مثل ” هل تحب مخالفة الناس؟ ” لشخص متقدم لشغل وظيفة تتطلب منه
التعامل مع الجمهور فإنه سيجيب بالايجاب والاضاع أمله فى الحصول على الوظيفة،
بينما سيجيب بالنفى على هذا السؤال نفسه حين يوجه إليه من طبيب نفسى يقوم بمعالجته
فهو هنا يؤثر أن يقرر الحقيه والا ضاع أمله فى العفاء.

3.
ومن هنا يقول البعض أنه لا فائدة من الاختبارات الشخصية هذه لأنها لا تفى عن حقيقة
سلوك الأفراد لأن المهم فى الأمر هو المواقف نفسها وليس أى شئ آخر، ورغم ذلك أن
هذا القول فيه بعض الحقيقة إلا أنه لا يمثل الحقيقة كلها فهذه الاختيارات رغم ذلك
تكشف لنا عن قدر معين من الثبات فى لاشخصية ينعكس أثره فى سلوك الفرد بطريقة
تلقائية، وفهمنا لهذا القدر الثابت يجعلنا تقترب كثيرا من فهمالشخصية ذاتها

 

الشخصية

نأمل
زملاءك فى عملك، سوف تلاحظ أن كل فرد من أعضاء هذه الجماعة يسلك فى المواقف
المختلفة بطريقته الخاصة تبعا لمواهبه واستعداداته وميوله ودوافعه وعاداته
وأساليبه فى الإستجابه، وغير ذلك من جوانب السلوك الإنسانى.

 وهكذا
تلاحظ أن زملاءك يختلفون فى أنماط السلوك المختلفة، وهذه الظاهرة تسمى الفروق
الفردية، فإذا ركزت ملاحظات على أحد هؤلاء الزملاء سوف تجد أن خصائصه المختلفة
منتظمة على نحو معين، فهو مثلا متوسط فى زكائه، عملى فى ميوله، متحرر فى إتجاهاته،
وإذا إستطعت أن نصف معظم خصائصه، فأنت فى حقيقة الأمر تجاول أن تتعرف على ما يسميه
علماء النفس ” شخصية ” هذا الزميل.

 

المفهوم
الشائع للشخصية:

 ومفهوم
الشخصية من المفاهيم الشائعه على الألسنه وفى الكتابات العامة، ويمكن تصنيف
الإستخدامات الدارجة لهذا المصطلح فى فئتين رئيسيتين هما:

1.
الشخصية هى مقدار الاثر الذى يحدثه الشخص فى الاخرين، ويتضمن ذلك مهاراته
الاجتماعية وكفاءته اغلشخصية فى ذلك ومن أمثلة هذا الاستخدام وصف الفرد بأن شخصيته
قوية أو ضعيفة، أو أن شخصيته جذابه أو منفرة، ومن ذلك أيضا القول أن الفرد ”
له شخصية ” أو ” لا شخصية له “.

وهذا
الاستخدام الدارج لمصطلح الشخصية يتضمن مشكلتين هما:

 أ‌-
للفرد شخصيات عديدة تبعا لآنواع التاثيرات المختلفة التى يحدثها فى الاخرين، وعلى
الرغم من أن هذا قد يكون صحيحا إلا أنه على الرغم من ذلك للشخصية تكاملها
وإنتظامها.

 ب‌-
دراسة وفهم شخصية أى فرد تتطلب دراسة إدراك الآخرين له، وعلى الرغم من أن هذه
الطريقة يستخدمها علماء النفس فى بحوث الشخصية إلا إنها ليست الوسيلة الوحيدة،
فللفرد خصائص قد لا يستطيعالآخرون إدراكها.

2.
الشخصية هى الإنطباعات التى يتركها الفرد فى الآخرين ومن قولنا شخصية عدوانية أو
مسيطرة أو إنتهازية، وهذا الإستخدام الدارج الذى يعتمد على الإنطباع يتضمن مشكلتين
هامتين أيضا هما:

 أ‌-
تكوين افنطباع عملية ذاتيه تعتمد على توقيعات وتميزات الأخرين والتى تؤثر بدورها
هذا الإنطباع، بينما يعتمد علماء النفس فى دراسة الشخصية على الأساليب الموضوعية.

 ب‌-
يركز الأشخاص الأخرون فى تكوين إنطباعاتهم عن الفرد على صفة واحدة أو بضعة صفات
لسلوك هذا الفرد، بينما تتطلب دراسة الشخصية مختلف هذه الخصائص للوصول إلى صورة
كاملة لها قدر الإمكان.

 

المفهوم
العلمى للشخصية:

 يقصد
علم النفس بمفهوم الشخصية مصطلحا يعتمد من الوجهة المنطقية على مسلمة الفروق
الفردية، أى أن كل إنسان كائن فريد متميز بذاته، وهو لا يمكن أن يكون أن يكون كذلك
إلا إذا إختلف عن الأخرين، وبالطبع فإنه بتشابه معهم فى بعض النواحى، إلا أننا لو
تناولنا البناء الكلى لخصائص نجده مختلفا عنهم، وعلى ذلك يمكن تعريف الشخصية فى
أطار الفروق الفردية كما يلى

 ”
الشخصية هى البناء الكل الفريد للسمات الذى يميز الفرد عن غيره من الأفراد، وهذا
التعريف يتضمن ما يلى:

1.
الفردية والتميز:

أى
أن السلوك الذى يصدر عن الفرد يختلف من فرد لأخر، فطريقتك فى الكتابة أو المشى أو
حل المسائل أو التعبير عن الخوف أو العدوان أو السرور تختلف عن زملائك

2.
التنظيم:

جميع
أنماط السلوك الذى تصدر عن الفرد منظمة ومتسقة على هيئة تسمى البناء أو البنية،
وهذا التنظيم يكون فى العادة ثابتا الى حد ما ولكنه مع ذلك قابل للتغير نتيجة
للتفاعل الدائم بين العوامل الشخصية والاجتماعية، فطريقتك فى التعبير عن الخوف تظل
ثابتة لفترة زمنيةطويلة ما لم تتغير بتعليم جديد.

3.
التكامل:

فعل
الرغم من أن تعريفالشخصية بتضمن الإشارة إلى سمات الفرد أو خصائصه إلا أن الشخصية
ليست هى مجموع هذه السمات، وإنما هى كل أكبر من مجموع أجزائه فمكونات الشخصية
المختلفة سواء كانت جسمية أو عقلية أو إنفعالية أو إجتماعية نتفاعل معا بحيث تحدد
أسلوب الشخص المميز أو الفريد.

 

الجانب
الوجدانى للشخصية

نظريات
الشخصية وعلاقتها بالجانب الوجدانى:

 يركز
الجانب الوجدانى للشخصية على المكونات التى تتناول النواحى الإنفعالية والمزاجية
والدافعية.

 معظم
الكتابات المتخصصة فى الشخصية ركزت على الجانب الوجدانى ويظهر ذلك على وجه الخصوص
فى النظريات المختلفة التى برزت فى هذاالميدان ومنها على سبيل المثال ما يلى:

 

1.
نظرية الأنماط الجسمية:

تعد
هذه النظرية أقدم نظريات الشخصية على الإطلاق، وتعود بأصولها إلى الطبيب اليونان
أبقراط، ثم ظهرت فى العصر الحديث على يد الطبيب الألمانى كرتشمر الذى يذهب الى
القول بوجود علاقة وثيقة بين البناء الجسمى والجوانب الوجدانية للشخصية، ويوجد
ثلاثة أنماط من هذا النوع هى:

 أ‌-
النمط الدورى: وهوالشخص المنقلب فى حالته الوجدانية بين حالة الإنشراح وحالة
الانقباض ويميل هؤلاء عنده الى القصر والبدانة.

 ب‌-
النمط الفصامى: وهو الشخص الذى يميل إلى الإنطواء والانسحاب من المواقف التى تتطلب
علاقات إجتماعية، ويميل هؤلاء إلى النحافة والضعف والطول

 ت‌-
النمط المتوازن: وهو الشخص المتزن وجدانيا ويميل جسمه إلى التناسق ويسميه النمط
الرياضى.

 

2.
نظرية الأنماط النفسية:

أهم
النظريات التى وضعت لتصنيف الناس إلى أنماط نفسية هى نظرية كارل بونج، وفى هذا
الصدد يميز يونج بين نمطين رئيسيين يمثلان علاقة الشخص بالعالم الخارجى وهما:

 أ‌-
نمط الانبساط وفيه يتجه الفرد نحو الأخرين والبيئة الخارجية ويظهر ذلك فى الاهتمام
بتكوين علاقات إجتماعية، وتفضيل المهن التى تدغوه إلى الإختلاط بالناس والتعامل
معهم كالتدريس والطب والوعظ والدعاية والإعلان والبيع والخدمة الإجتماعية والخدمة
النفسية.. إلخ.

 ب‌-
نمط الإنطواء: وفيه يتجه الشخص بعيدا عن الأخرين، ويكون أكثر تمركزا حول ذاته،
ويجب العزله ويتجنب الإختلاط بالناس ويفضل الأعمال والمهن التى تبعده عنهم مثل
العمل داخل معمل أو فى عمل كتابى أو إدارى منعزل.

 

3.
نظرية التحليل النفسى:

تعود
هذه النظرية إلى عالم النفس النمساوى سيجموند فرويد، وفيها يذهب إلى وجود ثلاثة
أنظمة للشخصية كبناء وجدانى هى:

 أ‌-
الهو: يتضمن كل ما يتوافر لدى الإنسان من خصائص طبيعية إما بالوراثة أو بعد
الولادة، وتشمل الغرائز الفطرية التى تمد الإنسان بالطاقة النفسية التى تعمل بها
الشخصية ككل، كما يشمل هذا النظام العمليات اللاشعورية وكذلك ما تم كبته فى
اللاشعور ويسيطر على هذا النظام مبدأ اللذة والذى يؤدى إلى سعى الإنسان إلى إشباع
دوافعة وحاجاته البيولوجية دون مراعاة لقواعد المنطق أو مبادئ الأخلاق أو ظروف
الواقع

 ب‌-
الأنا: يقوم هذا النظام بالتحكم فى الدوافع الغريزية التى تسيطر على الهو وفقا
لمقتضيات الواقع والظروف الإجتماعية ويسود مبدأ الواقع هنا، وفى ضوئه يقرر الشخص
إما إشباع دوافعه إذا كانتقواعد هذا المبدا تسمح بذلك أو تأجيل هذا الإشباع حين
تحين الظروف املائمة، أو قمع هذه الدوافع ومنعها من الشباع. وبدل الأنا على النشاط
الإرادى والشعورى للإنسان وبعين على توافق الشخص مع البيئة الإجتماعية المحيطة به
ويدل على العمليات المعرفية وخاصة الإدراك والتفكير الموجه، ويحاول المواءمة بين
النظامين الأخرين للشخصية، أى الهو – الذى شرحناه – والأنا العلى الذى سوف نشرحه
بعد قليل، بالإضافة إلى التوفيق بينهماوبين ظروف الواقع والعالم الاجتماعى الذى
يعيش فيه الإنسان ومعنى ذلك أن الأنا يحاول التوفيق بين نظم متعارضة، اللجوء إلى
الجيل الدفاعية التى سنتناولهافيما بعد.

 ت‌-
الأنا الأعلى: وهوبمثابة الضمير الذى يتمثل فى الوامر والنواهى والمعايير الخلاقية
للمجتمع ويقوم بدور الضباط الداخلى للسلوك الإنسانى بدلا من الإعتماد على الضوابط
الخارجية التى تفرضها رموز السلطة فى المجتمع (كالوالدين مثلا). ويسود مبدأ
المثالية والكمال هذا النظام الثالث للشخصية ويوجه النا نحو كف الدوافع الغريزية
عن أن تشبع بالطرق غير المشروعة، كما يوجهها نحو إحراز الهداف الأخلاقية.

 

4.
نظرية البعاد أو العوامل:

هذه
النظرية تعتمد على فكرة تصنيف أنماط السلوك الوجدانى إلى فئات كبرى بإستخدام منهج
إحصائى يسمى التحليل العاملى، وتسمى هذه الفئات الأبعاد أو العوامل ومن أشهر أصحاب
هذا الإتجاه عالم النفس الإنجليزى أيزنك والذى توصل إلى ثلاثة أبعاد أساسية
للشخصية، كل منها مؤلف من قطبين، وهى:

 أ‌-
الإنبساط – الإنطواء: ويشير إلى أنماط السلوك التى تمتد بين الميول الإجتماعية
والإندفاعية والمرح والتفاؤل والتساهل [ قطب الانبساط ] وبين الخجل الاجتماعى
والتروى والانعزال والتشاؤم والمثابرة والتشدد [ قطب الإنطواء ].

 ب‌-
الإتزان الإنفعالى – العصابية: ويشير الى أنماط السلوك التى تمتد بين حسن التوافق
النفسى والاجتماعى والنضج والاستقرار الانفعالى [ قطب الاتزان الإنفعالى ]، وبين
إختلال هذا التوافق وظهور عدم الاستقرار والقلق [ قطب العصابية ].

 ت‌-
الواقعية – الذهانية: ويشير الى أنماط السلوك التى تمتد بين الاستجابات التى تتفق
مع مقتضيات الواقع ومتطلباته [ قطب الواقعية ]، وبين الاستجابات المضادة لمتطلبات
الظروف الواقعية المحيطة بالانسان [ قطب الذهانية ].

 

طرق
تقدير الجانب الوجدانى:

 إذا
كانت الاختبارات هى الوسائل الأساسية التى يستخدمها علماء النفس فى تقدير وقياس
الجانب المعرفى، فإنهم يستخدمون فى تقدير الجانب الوجدانى طرقا ووسائلعديدة نذكرها
فيما يلى:

 أ‌-
الملاحظة الطبيعية:

وهى
ملاحظة الإنسان فى محيطة الطبيعى، فبالنسبة للاطفال مثلا تتم ملاحظتهم فى المنزل
أو المدرسة أو الحديقة العامة أو فناء الملعب، ثم تسجل ما يصدر عنهم من أنماط
السلوك الوجدانى.

 ب‌-
الملاحظة المعملية:

وهى
ملاحظة الإنسان فى مواقف مصغرة يتم تصميمها بحيث تتطلب ظهور إنماط السلوك الوجدانى
المطلوب دراستها، ومن ذلك تهيئة مواقف لعب خاصة وملاحظة الأطفال أثناء أداء المهام
فى هذه المواقف.

 ت‌-
وسائل التقرير الذاتى:

وهى
طرق يطلب فيها من الشخص أن يعطى للباحث بيانات عن نفسه، ولذلك تستخدم أنواع مختلفة
من الاسئلة، وحين توجه هذه الأسئلة كتابيا تسمى الأداة فى هذه الحالة استفتاء أو
استبيانا، وعندئذ يمكن تطبيقتها جماعيا بسهولة ويسر، أما إذا وجهت الأسئلة شفويا
وبطريقة فردية فإن الأداة تسمى فى هذه الحالة مقابلة.

 ث‌-
الأساليب الاسقاطية:

إذا
كانت وسائل التقرير الذاتى تقدم للشخص أسئلة مباشرة عن أنماط سلوكه الوجدانى فإن
الأساليب الاسقاطية تتسم بأنها تقدم للشخص مواقف غير منظمة وغير واضحة وعلية أن
يدرك هذه المواقف ويفسرها، ومن أمثلة هذه المواقف نخيل لأو تأليف قصة [ كما هو
أحال فى إختبار تفهم الموضوع ] أو تفسير بقعة حبر [ كما هو الحال فى إختبار رورشاخ
] أو تكملة جملة ناقصة، أو التعبير من خلال الرسم أو الموسيقى أو اللعب والافتراض
الأساسى هنا هو أن الفرد حين يفعل ذلك يعكس الجوانب الوجدانية من سلوكه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار