بدع وهرطقات

الرد على هجوم الأدفنتست على السيد المسيح



الرد على هجوم الأدفنتست على السيد المسيح

الرد
على هجوم الأدفنتست على السيد المسيح

الأنبا
بيشوى

مطران
دمياط وكفر الشيخ والبرارى ورئيس دير القديسة دميانة

وسكرتير
المجمع المقدس للكنيسة القبطية بمصر

 

لقد
تكلمنا فى الجزء الخامس من سلسلة كتيبات تبسيط الإيمان عن الأدفنتست السبتيين،
ونريد أن نكمل حديثنا الآن عنهم وذلك بسبب أن جلال دوس صاحب شركة
Family foods فاملى فودز
أو
Family nutrition فاملى نيوتريشن[1]، وأيضاً شركة آفون لمستحضرات التجميل يقوم بحملة شديدة ضد الكنيسة
القبطية الأرثوذكسية فى مصر وباقى الكنائس الأخرى للطوائف الموجودة فى مصر.. كما يقوم
بتوزيع منشوراته ومطبوعاته ومن أمثلتها نبذة عنوانها “الإنذار الأخير
للكرة الأرضية
” وأشياء عجيبة لم نعتدها من قبل.

يقوم بتوزيع تقويم (أى نتيجة) قبيل بداية كل عام
منذ عام 2002م تحمل تعاليم خاصة بالأدفنتست، مطبوعة طباعة فاخرة، يرسلها مجاناً
بالبريد لكثير من شعبنا إلى منازلهم.. حصل على بعض العناوين من برنامج للكمبيوتر اسمه
Easy call “إيزى كول”.. إحدى النتائج اسمها “الوصية
المهملة
“، والثانية اسمها “مشتهى كل الأمم” وكتب على
الغلاف الخارجى “لسنا شهود يهوه ولا ننتمى لأى طائفة“..

 

جلال دوس والأدفنتست

بالطبع هو ليس من شهود يهوه، فهو أدفنتستى، ولكن
لابد أن نتذكر ما كتبناه فى الجزء السادس من سلسلة كتيبات تبسيط الإيمان عن شهود
يهوه؛ أن تشارلز راصل مؤسس بدعة شهود يهوه قد انضم أولاً إلى الأدفنتست ثم أسس
بدعة شهود يهوه
.. فهناك علاقة جذرية تربط بين الطائفتين، بل وتوجد عقائد كثيرة
مشتركة بينهما ومنها: تقديس يوم السبت مثل اليهود، وعدم الإيمان بخلود الروح
الإنسانية مثل شيعة الصدوقيين من اليهود. كما أن هناك الكثير من العقائد اليهودية
مشتركة بين الأدفنتست وشهود يهوه. ويشترك الأدفنتست وشهود يهوه أيضاً فى الاعتقاد
بأن السيد المسيح هو الملاك ميخائيل وبأنه معرَّض للسقوط فى الخطية مثل سائر البشر،
وفى إنكار شفاعة القديسين ورفض أسرار الكنائس التقليدية كإنكار سر الإفخارستيا وسر
الكهنوت وباقى الأسرار الإلهية التى تمارسها الكنيسة.

نحن لا نعلم من الذى يقود جلال دوس، فهو يقول “لا
ننتمى لأى طائفة” ولا يمارس نشاطه داخل كنيسة الأدفنتست الموجودة فى ميدان
رمسيس فى القاهرة، بل يمارسه فى المصانع الخاصة به وفى الفيلات التى يمتلكها. فهو
بالفعل له نشاطه الخاص ويبدو أن هناك شيئاً من التنافس بينه وبين كنيسة الأدفنتست.
ولكن الدليل أن جلال دوس ينتمى إلى طائفة الأدفنتست –رغم إنه يدّعى ويقول “لا
ننتمى لأى طائفة”- إنه يقوم بتوزيع نفس الكتب التى تطبعها طائفة الأدفنتست..

 

مراسلات ومطبوعات جلال دوس

كل مراسلات جلال دوس هى لغرض إرسال كتب
الأدفنتست مثل: الصراع العظيم، مشتهى الأجيال، خدمة الشفاء، الآباء والأنبياء،
وأعمال الرسل.. وفى نفس الوقت نرى أسماء هذه الكتب مكتوبة على صفحة 267 فى كتاب “نبية
الأيام الأخيرة
” الذى طبعته كنيسة الأدفنتست السبتيين بمصر؛ مكتوب بأعلى
الصفحة: [ قائمة بأسماء الكتب المترجمة إلى العربية للسيدة إلن ج. هوايت: الصراع
العظيم، مشتهى الأجيال، خدمة الشفاء، طريق الحياة، الآباء والأنبياء، أعمال الرسل
].

ومكتوب أيضاً على نفس الصفحة عنوان المراسلة
للحصول على هذه الكتب من كنيسة السبتيين.

أما فى كتابه أو كتيبه “من هو ميخائيل
رئيس الملائكة
” بقلم جلال دوس؛ كتب فى نهاية الكتاب عنوان المراسلة له، وكتب
نفس هذا العنوان فى آخر صفحة لكتاب “مشتهى الأجيال” للأدفنتست بقلم
إيلين هوايت.

ويراسل ويكتب هكذا: عزيزى القارئ إذا أردت
الحصول مجاناً على أى من الكتب التالية من تأليف السيدة إيلين هوايت:

الصراع العظيم، مشتهى الأجيال، الآباء والأنبياء،
أعمال الرسل، خدمة الشفاء.

ومطبوعات هامة أخرى: هوذا يأتى، الإنذار
الأخير للكرة الأرضية، قانون وجوب حفظ يوم الأحد (وهو بالطبع ضد حفظ الأحد)،
استجواب كنيسة روما لَحَفَظة يوم الأحد، بابل العظيمة، منشأ حفظ يوم الأحد، نبية
الأيام الأخيرة..

ثم يكتب: يرجى المراسلة على هذه العناوين، ويكتب
عنوانه..

وهناك مطبوعات أخرى مكتوبة على الصفحة الأخيرة
من كتيبه أو نبذته “من هو ميخائيل رئيس الملائكة” وهو يعتقد -مثل
الأدفنتست- أن الملاك ميخائيل هو السيد المسيح.

فمن واقع كتاباته ومنشوراته التى يقوم بتوزيعها
لا يستطيع أن ينكر أنه يعتقد بعقيدة الأدفنتست السبتيين.. ولهذا فإنه نوع من
الخداع عندما يكتب على غلاف التقويم الفاخر الذى يطبعه “لسنا شهود يهوه ولا
ننتمى لأى طائفة” فهو أدفنتستى إلى النخاع..

 

اجتماعات جلال دوس

يعمل على محاولة فرض عقيدته بطرق متعددة على
العاملين لديه فى المصانع
[2].. يخصص لهم دورات تدريبية، وعظات، واجتماعات.. ويمنح الحوافز والمراكز
والمناصب الكبيرة لمن يحضر اجتماعاته.. أما من يرفض حضور هذه الاجتماعات، يقوم باضطهاده
وحرمانه من المميزات التى يحصل عليها الآخرون التابعون لعقيدته.. هذا بالطبع شئ
غير لائق أن يستغل مكان العمل لتدريس عقائد ضد عقائد الكنيسة الأرثوذكسية لأناس
أصلاً أرثوذكس من قبل أن يلتحقوا لديه بالمصانع..

لذلك نحن لا نحب أن يتعامل شعبنا القبطى
الأرثوذكسى مع منتجات شركة فاملى فودز، ولا مع شركة آفون. وإن قام جلال دوس بفصل
العمال والمهندسين الأقباط الأرثوذكس من مصانعه، فكثير من رجال الأعمال الأرثوذكس فى
كل مكان على استعداد لتعيين من يُفصل من هذه المصانع بواسطة الكنيسة.. نحن غير
قلقين أن يُفصل أولادنا من مصانعه، بل على العكس نحن نقلق عليهم إن استمروا معه،
ومن الجانب الآخر فإنه لا يستطيع الاستغناء عنهم بسبب إمكانياتهم الفنية؛ فمن
الصعوبة أن يستغنى عنهم. كما أن البعض منهم قد قام بتهديده بتقديم شكوى ضده فى
مكتب العمل إذا حاول فصلهم. ولذلك فإنه بعد أن وزّع عليهم ورق استقالة ليقوموا
بإمضائه، خاف وأحجم وجمع كل ورق الاستقالة مرة أخرى ولم يجعلهم يقومون بإمضائه.

 فنحن الأقباط الأرثوذكس قد واجهنا منشورات بملايين
الجنيهات أو الدولارات.. فما هو مصدر هذا التمويل؟!! كانت منتجات شركاته قد انتشرت
بصورة كبيرة.. وربما يعمل بعض المأكولات الصيامية ليقوم بإغراء الأقباط أن يشتروا
منه، ولكن شعبنا فى استغناء عن هذه المأكولات وعن التعامل مع هذه الشخصية ومنتجاته
بجميع فروعها وأنواعها، فهناك الكثير من البدائل التى تُغنى عن منتجاته.

 

خطورة تعليم جلال دوس

نحن غير منزعجين على الإيمان الأرثوذكسى فقط من
حملة جلال دوس وعقائد الأدفنتست عموماً، بل منزعجون أيضاً على الإيمان بالله نفسه
كخالق.. منزعجون على الإيمان بالمسيح.. منزعجون من الهجوم على شخصية السيد المسيح
بطريقة عنيفة لا يمكن لأى ضمير مسيحى أن يقبلها.. كما أننا منزعجون من الاتجاه
اليهودى الموجود فى تعاليم الأدفنتست.. هذا أمر خطير لا نستطيع أن نتجاهله
..

نحن فى مقاومتنا للبدع والهرطقات؛ نستخدم الكتاب
المقدس كحَكَمْ بيننا وبين مَن يدّعون أنهم مسيحيون أمثال الأدفنتست وشهود يهوه
وهم ليسوا كذلك.

 

الرد على كتاب عقائد المجيئيين أصحاب اليوم
السابع

هذا الكتاب يتكلم عن عقائد الأدفنتست وهو أهم
كتاب لل 27 عقيدة الرئيسية لهم، صدر عن المؤتمر العام للأدفنتست وطُبع فى مايو سنة
1988 فى الولايات المتحدة الأمريكية
[3] ولدينا نسخة أو أكثر من هذا الكتاب.

يقولون فيه [ حينما أخذ المسيح الطبيعة البشرية
الحاملة لعواقب الخطية، صار خاضعاً للعجز والضعفات التى يختبرها الكل ]
بمعنى أنهم يقولون إن السيد المسيح كان مثل أى إنسان من الممكن أن يخطئ!! وكرروا هذا
الكلام فى نفس الكتاب وقالوا [التجارب وإمكانية الخطية كانت حقيقية فى
السيد المسيح. وإن لم يكن ممكناً أن يخطئ؛ لما كان إنساناً أو على شبهنا
].. مبدئياً
نرد على هذه النقطة لأنها شئ خطير يرفضه الضمير المسيحى، وليس المسيحيون فقط؛ بل
حتى كل المصريين لا يقبلون هذا المفهوم.. وسنورد آيات من الكتاب المقدس لإثبات
إنه لم يكن لديه مجرد الميل للخطية..

 

لم يكن لديه مجرد الميل للخطية للأسباب الآتية:

1) بلا خطية

ذُكِر فى الكتاب المقدس إنه يشبه إخوته فى كل شئ
بلا خطية “من ثم كان ينبغى أن يشبه إخوته فى كل شئ لكى يكون
رحيماً ورئيس كهنة أميناً فى ما لله حتى يكفِّر خطايا الشعب” (عب2: 17)،
“لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثى لضعفاتنا، بل مجرب فى كل شئ مثلنا
بلا خطية”
(عب4: 15). ونحن نقول للسيد المسيح فى القداس الإلهى {شابهتنا
فى كل شئ ما خلا
الخطيئة وحدها}..

 

2) نظير القدوس الذى دعاكم

يقول معلمنا بطرس الرسول فى رسالته الأولى
الأصحاح الأول ابتداءً من الآية 15 “نظير القدوس الذى دعاكم كونوا أنتم أيضاً
قديسين فى كل سيرة
. لأنه مكتوب كونوا قديسين لأنى
أنا قدوس

(1بط1: 15، 16)
أى مطلوب أن نحيا قديسين؛ نسلك فى القداسة “القداسة التى
بدونها لن يرى أحد الرب” (عب12: 14).

حتى وإن قال الأدفنتست إنه لم يخطئ؛ لكن مجرد
قولهم بوجود الميل الطبيعى نحو الخطية وإن إمكانية الخطية حاضرة بالنسبة له، أو
إنه ورث خطية آدم؛ هذا فى حد ذاته لا يؤهله أن يكون فادياً ولا أن يُدعى “قدوس
القدوسين” كما ورد فى سفر دانيال النبى عن السيد المسيح (دا 9: 24)..

 

3) بدم كريم بلا دنس

يقول معلمنا بطرس الرسول “نظير القدوس
الذى دعاكم كونوا أنتم أيضاً قديسين فى كل سيرة
. لأنه مكتوب كونوا
قديسين لأنى أنا قدوس
” (1بط1: 15، 16) ولقد قال الرب هذه
العبارة فى العهد القديم وسُجلت فى التوارة فى أسفار موسى الخمسة “وتكونون
قديسين لأنى أنا قدوس
” (لا11: 44) وقد اقتبسها بطرس الرسول وطبقها على
السيد المسيح فى رسالته الأولى (1بط1: 15، 16).. ويقول فى نفس الأصحاح الأول من
رسالته الأولى ابتداءً من الآية 18 “عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء
تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التى تقلدتموها من الآباء. بل بدم كريم كما
من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم
. ولكن قد
أُظهر فى الأزمنة الأخيرة من أجلكم. أنتم الذين به تؤمنون بالله الذى أقامه من
الأموات وأعطاه مجداً حتى إن إيمانكم ورجاءكم هما فى الله. طهِّروا نفوسكم فى طاعة
الحق بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء. فأحِبّوا بعضكم بعضاً من قلب طاهر
بشدة. مولودين ثانية لا من زرع يفنى، بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى
الأبد” (1بط1: 18-23).. فعندما يتكلم عن السيد المسيح كفادٍ؛ كيف يكون الفادى
نفسه لديه الميل الطبيعى للخطية؟!!

إذاً المنطلق الأساسى أن دم
المسيح
الذى افتدينا به هو دم القدوس الذى قال عنه الملاك للعذراء مريم
عندما بشرها “الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك، فلذلك أيضاً القدوس
المولود منك
يدعى ابن الله” (لو1: 35)..

إذن المسألة فى قصد الآب السماوى من قبل خِلقة
العالم أن هذا الدم الكريم الذى للمسيح القدوس هو الذى يطهرنا من الخطايا، فبناءً
عليه يقول “طهِّروا نفوسكم فى طاعة الحق” فهذا هو الذى يطهرنا..
فكيف يقدر دم ملوّث بلوْثة الخطية أن يطهرنا؟!! ألا يحتاج هذا الدم نفسه إلى
الخلاص وإلى الفداء؟!.

 

4) قدوس بلا شر قد انفصل عن الخطاة

يؤكد القديس بولس الرسول نفس الكلام فى رسالته
إلى العبرانيين الأصحاح السابع فيقول عن السيد المسيح “فمن ثم يقدر أن يخلّص
أيضاً إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حى فى كل حين ليشفع فيهم. لأنه كان
يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى
من السماوات
” (عب 7: 25، 26) فلم يكن فقط حى فى كل حين، بل أضاف وقال عنه
أنه قدوس بلا شر وانفصل عن الخطاة وصار أعلى من السماوات.

يتكلم عنه برغم أنه اشترك معنا فى اللحم والدم،
وبالرغم من إنه تجسد وتأنس، لكن هناك خطاً واضحاً جداً يفصل بينه وبين الخطاة يقول
قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة، وصار أعلى من السماوات“.

 

5) الروح القدس لا يكوِّن شيئاً به ميل للخطية

الروح القدس هو الذى كوّن الناسوت –الطبيعة
البشرية الخاصة بالسيد المسيح- فى بطن العذراء مريم لذلك قيل “الذى حُبل
به فيها هو من الروح القدس
” (مت1: 20).. وقيل لها “الروح القدس يحل
عليك، وقوة العلى تظللك، فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يُدعى ابن الله
(لو1: 35) فهل الروح القدس يكوّن شيئاً به ميل للخطية؟!! من المحال أن يحدث هذا..

بل وكيف يتحد اللاهوت بالناسوت إذا كان الناسوت به
ميل للخطية؟!! كيف يتم الاتحاد بين اللاهوت والناسوت بعد؟!!

 

6) هل يمكن أن يخطئ الله-حاشا؟!!

لقد تناقض الأدفنتست فى آرائهم؛ أحياناً يقولون
إن السيد المسيح هو الملاك ميخائيل، وأحياناً يقولون إنه ابن الله الوحيد.. فكيف
بعد أن يدّعوا أن السيد المسيح هو الملاك ميخائيل، يعودون ويقولون فى نفس الوقت
إنه ابن الله الوحيد ومساوٍ للآب فى الجوهر وإنهم يؤمنون بالثالوث القدوس
؟!.

ما هذا التناقض والخداع؟!! فى نفس الوقت الذى يقولون
فيه إن المسيح هو الله المتجسد وهو ابن الله الوحيد، يقولون إن احتمال الخطية حاضر
بالنسبة له
..
ألا يعتبر هذا تجديف على الله؟!! مَنْ الذى يقبل هذا الكلام؟!! مَنْ الذى يقبل
أن يُقال إن الله إذا تجسد، فمن المحتمل أن يخطئ؟!! وبهذا التجديف تصير فكرة
التجسد الإلهى فى هذه الحالة مرفوضة من المسيحى ومن غير المسيحى أيضاً!!. من
يقبل هذا التجديف على الله؟!!.

لذلك قلنا فى بداية حديثنا نحن لا ندافع عن
عقيدة كنيستنا فقط، بل ندافع فى هذه القضية عن الله نفسه فى أمور لا يقبلها ضمير
أى إنسان يؤمن حتى بوجود الله.. ليس من الضرورى أن يكون إنساناً أرثوذكسياً، ولا
من الضرورى أن يكون إنساناً مسيحياً، بل يكفى أنه مجرد يؤمن بوجود الله فلا يقبل
هذا التجديف.. أن الله من الممكن أن يخطئ!! فالمسألة صارت خطيرة جداً، وسوف نرى
الآن ما هو أشنع من هذا بكثير.

 

إيلين هوايت

كُتب عنها فى كتاب “نبية الأيام الأخيرة”
إنه عندما كان عمرها 9 سنوات، صُدمت بحجر فى رأسها وبعدها أُصيبت بالصرع وكانت على
حافة الموت، ولم تكمل السنوات الدراسية.. كيف بعد ذلك تكتب خمسين ألف صفحة فى
العقيدة فى أكثر من كتاب وهى لم تحصل على أية شهادات دراسية ولم تدرس سوى ثلاث
سنوات فقط فى عمرها كله بالمدرسة.. من الواضح أنها إنسانة غير طبيعية ومن الممكن
أن يكون عليها روح نجس من وقت أن أُصيبت بالصرع لسبب حادثة فى الدماغ أصابتها فى
الطريق عند عودتها من المدرسة منذ أن كان عمرها 9 سنوات. وهذا الروح هو الذى أوحى
إليها بكل التجاديف التى أوردتها فى أقوالها وكتاباتها. وكانت تدّعى أن ملائكة
تظهر لها بعد منتصف الليل وتمليها ما تكتبه، وهذا مسجل فى سيرتها الرسمية.

ومن ضمن كتاباتها المعروفة الإدّعاء بأن الله قد
جلب الطوفان على العالم القديم لسبب أن البشر قد تزوّجوا الحيوانات وأنجبوا نسلاً
متنوعاً لم يخلقه الله!! وهذا أمر أثبت العلم استحالة حدوثه لاختلاف جينات البشر
عن الحيوانات فى مسألة الإنجاب.

ولتوضيح كثافة الكتابات التى نشر بعضها باللغة
العربية لإيلين هوايت نرى مثلاً؛ فى كتاب “مشتهى الأجيال” فى الطبعة
العربية عدد صفحاتها 853 صفحة، وفى الطبعة الإنجليزية (فى هامش الطبعة العربية
مكتوب) عدد الصفحات 835 صفحة.. وهذا كتاب واحد من كُتب إيلين هوايت! كيف كتبت كل
ذلك الكلام وهى لم تدرس سوى ثلاث سنوات فقط فى عمرها كله؟!!

لعلنا نتذكّر التحذير الرسولى “أيها الأحباء
لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هى من الله؟ لأن أنبياء كذبة كثيرين قد
خرجوا إلى العالم” (1يو4: 1).

 

تعالوا بنا نتصفح كتاب “مشتهى
الأجيال”

 

كتاب ” مشتهى الأجيال “

تتكلم إيلين هوايت فى كتابها “مشتهى الأجيال”
عن السيد المسيح؛ أن الأجيال كلها قد انتظرته وانتظرت مجيئه ليخلّص العالم.. تعالوا
بنا لنفحص نظرة إيلين هوايت -نبية الأدفنتست- لمخلّص العالم هذا.. لا احترام ولا
توقير للسيد المسيح!!.. بل فى منتهى الاستخفاف والإهانة للسيد المسيح كتبت فى
الطبعة العربية؛ الطبعة الثالثة سنة 1999(
[4]):

 

لم تُقبل ذبيحته

على صفحة 714

[ اعتصر الشيطان بتجاربه القاسية قلب يسوع. ولم
يستطع المخلص أن يخترق ببصره أبواب القبر. ولم يصوِّر له الرجاء أنه سيخرج من
القبر ظافراً، ولا أخبره عن قبول الآب لذبيحته
. وكان يخشى أن تكون الخطية كريهة
جداً فى نظر الله بحيث يكون انفصال أحدهما عن الآخر أبدياً ]. وهى بذلك
تعتبر أن الرجاء لم يكن له وجود عند السيد المسيح؛ لا فى القيامة من الموت بعد
صلبه، ولا فى قبول الآب لذبيحته [لم يصور له الرجاء أنه سيخرج من القبر ظافراً ولا
أخبره عن قبول الآب لذبيحته ]. وللرد عليها نسأل: لماذا إذاً يقدم نفسه ذبيحة إن
لم يكن هناك أمل فى الخلاص؟!! ليس هذا فقط فى سخريتها عن السيد المسيح، بل كتبت أكثر
من ذلك على صفحة 715.

 

يأس المخلص

على صفحة 715

[ ذُهل الملائكة وهم يرون عذابات المخلص ويأسه]
لقد كانت خطية يهوذا الإسخريوطى الأساسية هى اليأس لأنه مكتوب أن يهوذا ندم على تسليمه
السيد المسيح لليهود ورد لهم الفضة التى أخذها ثمن تسليمه للسيد المسيح، كما ورد
فى الإنجيل “حينئذ لما رأى يهوذا الذى أسلمه أنه قد دين، ندم ورد الثلاثين من
الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ قائلاً: قد أخطأت إذ سلّمت دماً بريئاً”
(مت27: 3، 4).. ندم وقال “قد أخطأت”. لكن مشكلة يهوذا إنه مع ندمه شعر
باليأس فانتحر، وبالطبع عندما قتل نفسه هلك كما جاء فى المزامير “لتصر دارهم
خراباً وفى خيامهم لا يكن ساكن”(مز69: 25). وقد علّق القديس بطرس الرسول عن
يهوذا فى سفر أعمال الرسل وقال “لأنه مكتوب فى سفر المزامير؛ لتصر داره
خراباً، ولا يكن فيها ساكن، وليأخذ وظيفته آخر” (أع1: 20)، أما السيد المسيح فقد
قال عنه “ويل لذلك الرجل الذى به يُسلّم ابن الإنسان، كان خيراً لذلك الرجل
لو لم يولد” (مت26: 24). فكيف يُقال عن السيد المسيح إنه كان فى حالة يأس مثل
يهوذا الإسخريوطى الذى هلك لسبب سقوطه فى خطية اليأس؟!!.

صرخة اليأس

على صفحة 716

تقول إيلين هوايت التى يعتبرونها نبية: [ وكثيرون
ممن آمنوا بيسوع سمعوا صرخة اليأس التى نطق بها (تقصد صرخته وهو على الصليب)،
وقد تركهم الرجاء. فإذا كان الله قد ترك يسوع ففيمَ يثق تابعوه؟] كيف تقول عن صرخة
السيد المسيح إنها صرخة اليأس؟! فإن كان صرخ صرخة اليأس؛ فكيف يكون قدوة ومثال
للشهداء الذين قيل عنهم فى سفر الرؤيا فى صراعهم ضد الشيطان “وهم غلبوه بدم
الخروف
وبكلمة شهادتهم، ولم يحبوا حياتهم حتى الموت” (رؤ12: 11) فإذا كان
السيد المسيح قد وقع فى اليأس وهو على الصليب، فكيف يتمم الخلاص والفداء بعد؟!.
الشيطان هو الذى يقول هذا الكلام.. بمعنى؛ لو أن الشيطان يبتدع ديانة، فستكون هذه مهارته
الكبيرة فى تدمير الثقة فى الله والإيمان به. لأن قائد هذه الديانة قد سقط فى
اليأس. فماذا يكون حال أتباعه؟!!..

 

مصير العالم يتأرجح

على صفحة 654

صفحة رقم 654 فى نفس النسخة العربية والتى تقع
على صفحتى 689، 690 من الطبعة الإنجليزية تقول عن مصير العالم فى الخلاص إنه كان
يتأرجح:

[ وإذ تركهم يسوع مضى مرة أخرى إلى معتكفه، وخرّ
على وجهه (فى بستان جثسيمانى) إذ طغى على نفسه رُعب ظلمة عظيمة. لقد ارتعبت بشرية
ابن الله فى تلك الساعة الحرجة. إنه لم يُصلِّ الآن لأجل تلاميذه لكى لا
يفنى إيمانهم، بل كان يصلى لأجل نفسه المجرّبة المعذبة ] وما يُظهر كذب
وخداع هذه المدعوة نبية، إنه كُتب فى الإنجيل إن السيد المسيح قبيل صلاته فى
جثسيمانى قال لبطرس الرسول “سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكى يغربلكم
كالحنطة
.
ولكنى
طلبت
من أجلك

لكى لا يفنى إيمانك” (لو22: 31، 32). وبعدما صلى السيد المسيح فى
بستان جثسيمانى وجاء إلى تلاميذه ووجدهم نائمين قال لهم: “قوموا وصلوا لئلا
تدخلوا فى تجربة” (لو22: 46) إنه ينبّه تلاميذه أكثر من مرة أثناء وجوده فى
البستان أن يحترسوا من التجارب الشيطانية.. فكان يحذّرهم معلّماً؛ فكيف يكف عن
الصلاة من أجلهم؟!!..
فهى تدّعى كلام عكس ما هو مكتوب فى الإنجيل وتقول [لم يصلِّ
الآن لأجل تلاميذه لكى لا يفنى إيمانهم، بل كان يصلى لأجل نفسه المجرّبة المعذبة
إذ أتت اللحظة المخيفة التى كانت ستقرر مصير العالم. كان مصير العالم يتأرجح فى
كفة الميزان
].. شئ عجيب جداً كيف لا يكون مصير العالم مضموناً؟!! أمر مُرعب
ومُخيف كيف بعد أن دبّر الله الفداء للبشرية، نجد أن تدبير الله لفداء البشرية
يتأرجح؟!!

ثم أكملت وكتبت [ كان يمكن المسيح حتى الآن أن
يرفض شُرب الكأس التى كان يجب أن يشربها الإنسان الأثيم] بمعنى أنها تقول إنه كان من
الممكن أن يرفض السيد المسيح أن يتمم الفداء، على الرغم من أن السيد المسيح تكلّم
كثيراً جداً عن تصميمه على صنع الفداء وعلى أنه بسلطانه وإرادته سوف يصنع هذا
الأمر.

 

انفصال الآب عن الابن

على صفحتى 650، 651

تتكلم إيلين هوايت كلام عجيب جداً عن انفصال
الابن عن الآب ثم ترجع وتناقض نفسها مرة أخرى وتقول كلام عكس ذلك.

فعلى صفحتى 650، 651 فى الطبعة العربية و686،
687 فى الطبعة الإنجليزية [ وإذ أحس المسيح بأن اتحاده بالآب قد انفصم، كان
يخشى لئلا يعجز وهو فى طبيعته البشرية عن الصمود فى الصراع الذى كان قادماً عليه
ضد قوات الظلمة. فى برية التجربة كان مصير الجنس البشرى مستهدفاً للخطر].

عندما نشر جلال دوس تقويم “مشتهى كل
الأمم
” كان متأثراً بفكر إيلين هوايت فقال نفس العبارة؛ قال عن مشتهى كل
الأمم [وُلد بطريقة معجزية.. وفى سبيل النجاح فى مهمته التى كانت محفوفة بمخاطر
جّمة
] كان جلال دوس يريد أن يشير إلى تعاليم إيلين هوايت، ولكنه يمهّد ليصل
لنفس الفكرة..

مهّد وقال [ محفوفة بمخاطر جمة ] ليصل
لفكرة إيلين هوايت التى تقول [ كان مصير الجنس البشرى مستهدفاً للخطر ]..

ثم تكمل إيلين هوايت وتقول على صفحة 651 [ وإذ
كانت نتيجة المعركة ماثلة أمام المسيح كانت نفسه ممتلئة بالرعب والذهول بسبب
انفصاله عن الله
].. فإن كان لا يصح أن نقول حتى عن إنسان قديس إنه منفصل عن
الله، فما بالك بقدوس القدوسين الذى كُتب عنه فى سفر دانيال “ولمسح قدوس القدوسين”
(دا9: 24) أى لمسح المسيح الذى هو قدوس القدوسين.. فهل يجوز أن يقال عن قدوس
القديسين إنه منفصل عن الله ويصير معرّضاً للخطية؟!

أكملت إيلين هوايت كلامها على نفس صفحة 651 فى
الطبعة العربية [ وقد قال له الشيطان إنه إن صار ضامناً للعالم الشرير، فقد
يصبح انفصاله عن الله أبدياً
. وسيكون هو ضمن رعايا مملكة الشيطان. ولن يكون
واحداً مع الله فيما بعد
] تقصد من هذا الكلام إنه إذا ضمن العالم الشرير
بإتمام الفداء، فمن الممكن أن يقول له الآب: أنت ضمنت شيئاً فاسداً لا أمل فيه، ففى
مقابل أنك ضمنته، فقد تستحق ليس أن تنفصل عنى فى وقت الآلام والتجربة من ليلة
الجمعة (الخميس مساءً) إلى فجر أحد القيامة فقط، بل تستحق أن تنفصل عنى إلى
الأبد
. وستكون أنت ضمن رعايا مملكة الشيطان.. لم تكتفِ إيلين هوايت أن
تقول إنه ينفصل عن الله إلى الأبد، بل وسيصير ضمن رعايا مملكة الشيطان!!

من الممكن أن يقول الشيطان أى كلام ليس له معنى،
ولكن المشكلة أن إيلين هوايت تقول إن السيد المسيح كان خائفاً ومرعوباً من هذا الوضع
[ وإذ كانت نتيجة المعركة ماثلة أمام المسيح، كانت نفسه ممتلئة بالرعب والذهول
بسبب انفصاله عن الله ] وقالت عن السيد المسيح أيضاً إنه لم يكن ضامناً إن كان
الآب سيقبل ذبيحته أم لا؟
[5] فهل الرب سيوافق على مخاطرة بهذا الشكل أن يخاطر
السيد المسيح بنفسه ومن الممكن أن يضيع لو لم يقبل الآب ذبيحته، وسيكون هو ضمن
رعايا مملكة الشيطان ولن يكون واحداً مع الله فيما بعد؟!!

فعبارة [ولم يصوّر له الرجاء أنه سيخرج من القبر
ظافراً، ولا أخبره عن قبول الآب لذبيحته] هذه العبارة فى حد ذاتها تحمل خطية قطع
الرجاء، وعندما يصل الإنسان لهذا الوضع (قطع الرجاء) لا يستطيع أن يخلص. فكيف يخلِّص
غيره؟.. تجاسرت وتكلمت عن يأس السيد المسيح وقطع رجائه!!.

 

يتوق إلى من يشفع فيه

على صفحة 650

على الرغم من أن السيد المسيح هو الشفيع فى
خطايا البشر جميعاً وقد قال على الصليب “يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون
ماذا يفعلون” (لو23: 34) فهى تقول:

[ فكبديل وضامن للإنسان الخاطئ كان لابد للمسيح
أن يتألم تحت عدالة الله. وقد رأى عن اختبار ما معنى العدل. كان قبل ذلك شفيعاً
فى الآخرين، أما الآن فها هو يتوق إلى من يشفع فيه
] بمعنى أنه وهو على الصليب
بدلاً من أن يقدم الشفاعة الكفارية لخلاص البشرية كلها، فَقَدَ دوره كشفيع. تقول: [كان
قبل ذلك شفيعاً فى الآخرين]
، فماذا تقصد بعبارة “قبل ذلك“؟
هل عندما كان طفلاً؟ هل عندما كان يعتمد من يوحنا فى نهر الأردن؟ [أما الآن فهو
يطوق إلى من يشفع فيه]
! من هم الذين سيشفعون فيه؟! إن كان الأدفنتست يقولون عن
السيد المسيح إنه الملاك ميخائيل فمن هو الذى سيشفع فيه؟! يبدو أنهم يريدون أن
يضعوا السيد المسيح فى درجة أقل من الملاك ميخائيل.. فحيث إن السيد المسيح محتاج لأحد
يشفع فيه (من وجهة نظرها)، فلم يبقَ سوى الملائكة ليشفعوا فيه لأن البشر خطاة.. وسنرى
خبث فكر إيلين هوايت وإلى أى حد قد وصل..

 

الملاك ميخائيل أنقذه

على صفحة 656

تتكلم عن السيد المسيح فى بستان جثسيمانى وتقول
[ ففى هذه الأزمة المخيفة عندما كان كل شئ مهدداً بالخطر، وعندما كانت يد ذلك
المتألم ترتعش وهى تمسك بتلك الكأس، انفتحت السماء وأشرق نور فى وسط تلك الظلمة الثائرة،
وساعة الأزمة الخانقة، ونزل الملاك القوى الواقف فى حضرة الله، والذى يشغل
المركز الذى سقط منه الشيطان، ووقف إلى جوار المسيح
] هنا نرى كيف يريد الشيطان
أن يعظّم نفسه فقال: الملاك الذى أخذ مكانى هذا هو الذى خلّص المسيح، وبهذا الوضع
فى تعليم إيلين هوايت الشرير صار الشيطان فرحاً. ومعروف أن الملاك ميخائيل هو الذى
أخذ مكان الشيطان كما سنشرح ونثبت فيما بعد
[6].

ثم أكملت وقالت على نفس صفحة 656 [ أتى الملاك
لا ليأخذ الكأس من يد المسيح، بل ليقويه على شربها مؤكداً له محبة الآب. لقد
أتى ليمنح القوة لذلك
الإله المتأنس المصلى (تقول هنا الإله المتأنس،
وفى نفس الوقت تقلل من شأنه بشكل عجيب جداً!!). وقد وجّه نظره إلى السماء المفتوحة
وأخبره عن النفوس التى ستخلص نتيجة آلامه (بمعنى أن الملاك هو الذى عرّف يسوع
أن هناك أناس سيخلصون)، وأكّد له أن أباه أعظم وأقوى من الشيطان]. أى أن السيد
المسيح رب المجد وملك الملوك ورب الأرباب لم يكن يعرف -بحسب تعليم إيلين هوايت- أن
الآب السماوى أعظم وأقوى من الشيطان فكان يائساً ومسكيناً ولم يكن عنده رجاء، فجاء
له الملاك وقال له لا تخف فإن أباك أقوى من الشيطان.

[وأن موته ستكون نتيجته الهزيمة النهائية
الماحقة للشيطان. وأن مملكة هذا العالم ستُعطَى لقديسى العلى. وقال له أنه سيرى من
تعب نفسه ويشبع لأنه سيرى جماهير من الجنس البشرى وقد خلصت خلاصاً أبدياً. لم تنته
آلام المسيح ولكن غمه ومفشلاته زايلته، ولم تخف وطأة العاصفة بأى حال ]
مفشلاته انتهت واختفت لأن الملاك أنقذ يسوع من بشاعة الخطية التى كان واقعاً فيها،
وأخرجه من حالة اليأس. وأنقذ مصير العالم الذى كان يتأرجح بين الحين والآخر فى كفة
الميزان!!.

وعلى الرغم من ذلك تكلمت إيلين هوايت بمكر بعد
ذلك فى كتابها هذا عن صرخة اليأس التى صرخ بها السيد المسيح على الصليب. أى أن
حالة قطع الرجاء قد عاودته مرة أخرى مثل التلميذ الخائب الذى يعلّمه الملاك القوى
الذى يشغل المكان الذى سقط منه الشيطان، فلا يتعلّم ويعاود الخطأ مرة أخرى.

 

التجربة على الجبل

على صفحة 99

تقول كان من الممكن أن يخطئ السيد المسيح ويسقط
فى وقت التجربة على الجبل [ إن يسوع عندما دخل البرية كان محاطاً بمجد الآب، وإذ
كان مشغولاً بالشركة مع الله سما فوق الضعف البشرى، ولكن المجد رحل عنه فتُرك
هو ليصارع التجربة ].. تتكلم عن الضعف البشرى للسيد المسيح، وتقول إن المجد رحل
عنه!!.

 

من القدس إلى قدس الأقداس

على صفحة 748

حاولت إيلين هوايت أن تُمهّد لفكرة عقيدة أن
المسيح قد انتقل من القدس إلى قدس الأقداس عام 1844 فى يوم عيد الكفارة العظيم ليطهّر
القدس السماوى؛ فقالت [ رفض يسوع قبول الولاء من أتباعه حتى أيقن أن الآب قد
قبل ذبيحته
. لقد صعد إلى المواطن السماوية وسمع من الله نفسه تأكيداً أن
كفارته التى قدَّمها عن خطايا الناس كافية، وأن الجميع يمكن أن ينالوا بدمه الحياة
الأبدية
].

 

صعود المسيح

على صفحة 788

تتكلم عن صعود السيد المسيح للسماء وتقول إن
جماهير الملائكة كانت تريد أن تحتفل بمجيء الابن الوحيد فتقول [ إنهم يتوقون للاحتفاء
بنصرته ولتمجيد مليكهم. غير أنه يشير عليهم بالتنحى جانباً، لم يأتِ
الوقت بعد
. إنه لا يستطيع أن يلبس إكليل المجد أو ثوب الملك. فهو يدخل فى حضرة
أبيه ] معنى هذا أن إيلين هوايت فى هذا الوقت كانت فى السماء ورأت السيد المسيح وقد
دفع الملائكة جانباً ورفض أن يلبس إكليل المجد وثوب الملك.. كلام ليس له أى سند أو
دليل من الكتاب المقدس، بل على العكس؛ فالكتب المقدسة ترفض هذا الكلام، وتقول عن
السيد المسيح؛ إنه دخل إلى الأقداس ووجد فداءً أبدياً “ليس بدم تيوس وعجول بل
بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبدياً” (عب9: 12)..

 

بعض التناقضات فى كتاب ” مشتهى الأجيال

1) عن عدم قبول الآب لذبيحته!!

على صفحة 748

بعد أن ادّعت إيلين هوايت عن عدم قبول الآب
لذبيحته

وكتبت على صفحة 714 [ ولم يصوّر له الرجاء
أنه سيخرج من القبر ظافراً. ولا أخبره عن قبول الآب لذبيحته
. وكان يخشى أن
تكون الخطية كريهة جداً فى نظر الله بحيث يكون انفصال أحدهما عن الآخر أبدياً].
وهى بذلك تعتبر أن الرجاء لم يكن له وجود نهائياً عند السيد المسيح؛ لا فى القيامة
ولا فى قبول الآب لذبيحته
.. رجعت وناقضت نفسها وكتبت فى صفحة 748 أن الآب
قبِل ذبيحته
[ رفض يسوع قبول الولاء من أتباعه، حتى أيقن أن الآب قد قبِل
ذبيحته
]..

 

2) أن الآب تألم مع ابنه

على صفحة 655

تناقض إيلين هوايت نفسها، بعد أن ادّعت أن الآب
انفصل عن الابن وقت الصلب فى صفحتى 650، 651 تعود مرة أخرى وتقول إن الله تألم مع
ابنه فى صفحة 655 [ ولكن الله تألم مع ابنه. لقد رأى الملائكة آلام المخلص،
رأوا سيدهم محاطاً بفيالق من قوات الشيطان ] كيف تألم معه، وكيف انفصل عنه؟!!
تناقض عجيب فى الفكر والتعليم..

 

3) أن الآب حجز نور محبته عن ابنه الحبيب

على صفحة 655

[وقد نائت طبيعته مرتجفة تحت وطأة رعب غامض.
فحدث سكوت فى السماء ولم تسمع ألحان موسيقية. فلو أمكن لبنى الإنسان أن يروا ذهول
أجناد السماء. عندما رأوا بحزن الآب يحجز أشعة نور محبته ومجده عن ابنه
الحبيب
لأمكنهم أن يدركوا إدراكاً أعمق حقيقة كون الخطية خبيثة ومكدرة فى نظر
الله ].. كيف يكون “حبيب”، ثم يحجز نور محبته عنه؟!!
تناقضات عجيبة!!

لم تكتفِ إيلين هوايت بقولها أن الآب انفصل عن
الابن، بل أضافت إلى ذلك أن الآب حجز أشعة نور محبته ومجده عن ابنه الحبيب..

 

4) أن السيد المسيح هو الملاك ميخائيل

كيف بعد أن قال الأدفنتست إن السيد المسيح هو
الملاك ميخائيل، تعود وتكتب فى كتابها “مشتهى الأجيال” على صفحة 656
النسخة العربية إن الملاك الذى أخذ مكان الشيطان -الملاك ميخائيل- هو الذى أنقذ
المسيح؟! [ ونزل الملاك القوى الواقف فى حضرة الله، والذى يشغل المركز الذى سقط
منه الشيطان، ووقف إلى جوار المسيح. أتى الملاك لا ليأخذ الكأس من يد
المسيح، بل ليقويه على شربها مؤكداً له محبة الآب. لقد أتى ليمنح القوة لذلك
الإله المتأنس المصلى] وسيتطور بهم الأمر إلى أن يقولون إن السيد المسيح لم
يصل حتى إلى كرامة الملاك ميخائيل.. معروف بالطبع من سفر الرؤيا أن الذى أخذ مكان
الشيطان هو الملاك ميخائيل عندما حدثت حرب فى السماء؛ ميخائيل وملائكته حاربوا
إبليس وملائكته وانتصر ميخائيل.. ومن هنا عرفنا أن الملاك ميخائيل أخذ مكان إبليس
“وحدثت حرب فى السماء؛ ميخائيل وملائكته حاربوا التنين، وحارب التنين
وملائكته” (رؤ12: 7)..

فكيف بعد أن يقولون إن السيد المسيح هو الملاك
ميخائيل، تتناقض وتقول إن الملاك ميخائيل هو الذى أنقذه؟!!

 

بالطبع أى كلام يحمل معنى التشكيك فى إتمام الخلاص،
يتسبب فى تدمير أشياء كثيرة من ضمنها تدبير الله فى خلاص البشرية.

ولكننا سنرد على هذه الادعاءات من الكتاب المقدس:

 

تدبير الله فى خلاص البشرية

يتكلم معلمنا بولس الرسول عن الآب فى رسالة أفسس
ويقول “إذ عرّفنا بسر مشيئته حسب مسرّته التى قصدها فى نفسه لتدبير ملء
الأزمنة، ليجمع كل
شئ فى المسيح ما فى السماوات وما على الأرض فى ذاك الذى
فيه أيضاً نلنا نصيباً معينين سابقاً حسب قصد الذى يعمل كل شئ حسب رأى مشيئته

(أف1: 9-11) كيف يقول الرسول: قصد الذى يعمل كل شئ حسب رأى مشيئته، ثم تقول
هذه المدّعية نبية إن مصير العالم كان يتأرجح فى خطر؟! كيف يتأرجح فى خطر إن كان
هذا فى قصد الله لتدبير ملء الأزمنة؟!!

ثم يكمل الرسول ويقول فى الأصحاح الثالث الآية
11 “حسب قصد الدهور الذى صنعه فى المسيح يسوع ربنا” (أف3: 11) قصد
الدهور
تقول عنه إيلين هوايت إنه كان يتأرجح فى خطر!!.

وفى رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس الأصحاح
الأول يقول “بحسب قوة الله الذى خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا،
بل بمقتضى القصد والنعمة التى أعطيت لنا فى المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية
(2تى1: 8-9) فإذا كان القصد والنعمة أعطيت لنا فى المسيح يسوع قبل كل الدهور
قبل الأزمنة الأزلية
؛ فكيف تقول إيلين هوايت إن مصير العالم كان يتأرجح فى خطر؟!!.

ومكتوب فى سفر الأعمال أن بطرس الرسول وقف وتكلم
فى يوم الخمسين ووبّخ اليهود وقال لهم “أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه
الأقوال؛ يسوع الناصرى رجل قد تبرهن لكم من قِبل الله؛ بقوات وعجائب وآيات صنعها
الله بيده فى وسطكم كما أنتم أيضاً تعلمون، هذا أخذتموه مسلّماً بمشورة الله
المحتومة، وعلمِه السابق
، وبأيدى أثمة صلبتموه وقتلتموه. الذى أقامه الله
ناقضاً أوجاع الموت إذ لم يكن ممكناً أن يمسك منه” (أع2: 22-24) إذن كل
ما قد تم فى الفداء كان بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق. والموت لم يكن ممكناً
أن يمسك منه على الإطلاق..

 

لم يكن ممكناً أن يُمسك منه

عندما كلّم السيد المسيح اليهود وقال لهم “انقضوا
هذا الهيكل وفى ثلاثة أيام أقيمه”(يو2: 19) تعجبوا وقالوا له قد بُنى هذا الهيكل
فى 46 سنة، فكيف إذا قمنا بهدمه، تستطيع أنت أن تبنيه فى ثلاثة أيام؟!.. يُعلّق القديس
يوحنا الإنجيلى ويقول “أما هو فكان يقول عن هيكل جسده” (يو2: 21)
قال لهم انقضوا هذا الهيكل، بمعنى اقتلونى وأنا سأقوم فى اليوم الثالث..

وقال لتلاميذه “إن ابن الانسان يسلَّم إلى
أيدى الناس فيقتلونه. وبعد أن يُقْتَل يقوم فى اليوم الثالث” (مر9: 31)
وحتى اليهود قد ذهبوا لبيلاطس وقالوا له: “قد تذكّرنا أن ذلك المضل قال وهو
حى إنى بعد ثلاثة أيام أقوم” (مت27: 63). كان اليهود أنفسهم يعرفون أن السيد المسيح
قال إنه سيقوم فى اليوم الثالث، لذلك أكملوا وقالوا لبيلاطس “فمر بضبط القبر
إلى اليوم الثالث لئلا يأتى تلاميذه ليلاً ويسرقوه ويقولوا للشعب إنه قام من
الأموات فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولى” (مت27: 64)

لذلك جعل بيلاطس حراساً على القبر.. فكيف تدّعى
إيلين هوايت أن السيد المسيح لم يكن ضامناً إن كان سيقوم أم لا؟ كيف هذا الإدعاء إن
كان هو نفسه قد تحدّى اليهود وقال لهم “انقضوا هذا الهيكل وفى ثلاثة أيام
أقيمه
” (يو2: 19)؟!.. “أما هو فكان يقول عن هيكل جسده” (يو2: 21).

 

إلهى إلهى لماذا تركتنى

من المحال أن ينفصل الآب عن الابن كما تدّعى
إيلين هوايت لأننا نؤمن أن الآب والابن والروح القدس إله واحد فكيف ينفصل الآب عن
الابن؟! إن انفصال الآب عن يسوع لا يمكن يحدث إلا بانقسام الجوهر الإلهى الواحد
فينفصل الآب عن الابن أو بانفصال اللاهوت عن الناسوت؛ وهذه هى البدعة النسطورية
التى حرمتها الكنيسة الجامعة فى مجمع أفسس. ومما يثبت أن الآب لم ينفصل عن الابن
هو قول السيد المسيح قبل الصلب لتلاميذه “تأتى ساعة وقد أتت الآن تتفرقون
فيها كل واحد إلى خاصته وتتركوننى وحدى وأنا لست وحدى لأن الآب معى
(يو16: 32). وقوله أيضاً “الذى أرسلنى هو معى ولم يتركنى الآب
وحدى لأنى فى كل حين أفعل ما يرضيه
” (يو8: 29). يضاف إلى ذلك قوله “أنا
والآب واحد
” (يو10: 30).

الآية التى يستخدمها دُعاة هذه الفكرة -ومن
ضمنهم إيلين هوايت والأدفنتست وغيرهم- وردت على لسان السيد المسيح وهو مصلوب عندما
صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً “ألوى ألوى لما شبقتنى الذى تفسيره إلهى إلهى
لماذا تركتنى” (مر15: 34) وردت هذه العبارة أيضاً فى مزمور 22 لداود النبى
“إلهى إلهى لماذا تركتنى.. لا تتباعد عنى لأن الضيق قريب لأنه لا معين.. أما
أنت يا رب فلا تبعد” (مز22: 1، 11، 19).. “ثقبوا يدىَّ ورجلىَّ.
أُحصى كل عظامى وهم ينظرون ويتفرَّسون فىَّ. يقسمون ثيابى بينهم وعلى لباسى يقترعون”
(مز22: 16-18).. يقولون عندما يقول المسيح للآب عبارة “لماذا تركتنى” تدل
على أن الآب انفصل عن الابن.. فهذا تفسير خاطئ جداً لأن الآب لم ينفصل عن الابن
وسنرى هذا فى بقية المزمور نفسه..

“يا خائفى الرب سبّحوه، مجّدوه يا معشر
ذرية يعقوب، واخشوه يا زرع إسرائيل جميعاً. لأنه لم يحتقر ولم يرذل مسكنة
المسكين، ولم يحجب وجهه عنه، بل عند صراخه إليه استمع
(مز22: 23،
24).. لم يحجب وجهه عنه بل عند صراخه إليه استمع، فكيف يقولون إن الآب قد حجب
وجهه عن الابن وهو على الصليب لأنه حامل خطايا العالم؟!!

بل إن ادعاءهم هذا أيضاً عكس ما جاء فى سفر أشعياء
النبى “أما الرب فسُر بأن يسحقه بالحزن” (أش53: 10)..

وقيل عن السيد المسيح “من أجل السرور
الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزى، فجلس فى يمين عرش الله
(عب2: 12).

إذاً عبارة “لم يحجب وجهه عنه
(مز22: 24) تنفى فكرة أن الآب حجب وجهه عن الابن..

 

” لماذا تركتنى “

هذه العبارة لها أكثر من معنى:

المعنى الأول: لماذا تركتنى أيها الآب
فى هذا العذاب الجسدى، أو لماذا تركتنى لأشرب كأس الموت كحامل لعقوبة خطية الإنسان؟

والإجابة: تركتك تتحمل هذه الآلام وتتجرع كأس
الموت لأنك جعلت نفسك ذبيحة إثم
وقالها فى سفر أشعياء: “ظُلم، أما هو
فتذلل ولم يفتح فاه، كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم
يفتح فاه” (أش53: 7).. ثم قال “إن جعل نفسه ذبيحة إثم.. وهو
حمل خطية كثيرين وشفع فى المذنبين
” (أش53: 10، 12) فالآب اشتم رائحة
الرضا والسرور فى طاعة الابن الوحيد..

من جانب العدل الإلهى، فقد
استوفى حقه، حيث كُتب عن الابن إنه “يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على
كل شئ” (رؤ19: 15) باعتبار أنه ناب عن البشرية فى وفاء العدل الإلهى حقه، وإظهار
قداسة الله وغضبه على الخطية.

أما من الجانب الآخر فالآب كان
مسروراً بما فعله الابن الوحيد. وقد قال قداسة البابا شنودة الثالث -أطال الرب
حياته-
تشبيهاً بسيطاً جداً وهو: إذا ذهب ابن مع والده عند طبيب الأسنان مثلاً،
فأثناء تشغيل الحفار فى ضروس الابن، والوالد ماسك بيد ابنه، من الممكن أن يقول الابن
لأبيه وهو يتألم: لماذا تتركنى هكذا يا أبى؟ يقول له والده: أنا لم أتركك، بل إنى
ممسك بك.. وفى هذا يقصد الابن لماذا تركتنى لهذا العذاب مثلما قالها السيد المسيح
على الصليب..

المعنى الثانى: أن السيد المسيح
كان يلفت نظر اليهود وقياداتهم إلى ما ورد عنهم من نبوات فى المزمور الثانى والعشرين:

مزمور 22 به إشارات كثيرة إلى صلب السيد المسيح..
فعندما يقول “ثقبوا يدىّ ورجلىّ. أحصى كل عظامى وهم ينظرون ويتفرسون فىّ”
(مز22: 16، 17) يتكلم عن اليهود “كل الذين يروننى يستهزئون بى، يَفغرون الشفاه
ويُنغِضون الرأس قائلين اتكّل على الرب فليُنجِّه، لينقذه لأنه سُرَّ به.. فغروا
علىّ أفواههم كأسدٍ مفترسٍ مزمجرٍ” (مز22: 7، 8، 13).. فهو يقول لليهود انظروا
ما يقوله المزمور 22 الذى بدايته عبارة “إلهى إلهى لماذا تركتنى؟” فهو
يتكلم عن أعمالكم الرديئة حيث يقول “أحاطت بى ثيران كثيرة، أقوياء باشان
اكتنفتنى. فغروا علىّ أفواههم كأسدٍ مفترسٍ مزمجرٍ
” (مز22: 12، 13) ولئلا
يظن أحد من عبارة “أقوياء باشان..” أن الأقوياء هم أناس أعزاء، أكمل
قوله مباشرة فى آية 16 وقال “جماعة من الأشرار اكتنفتنى”..

فعندما قال السيد المسيح على الصليب عبارة
“إلهى إلهى لماذا تركتنى”؛ كان يُذكِّر اليهود ورؤساء الكهنة بهذا
المزمور وكأنه يقول لهم؛ انظروا ماذا يقول المزمور عنكم وعن أعمالكم الرديئة.

 

المعنى الثالث: أن السيد المسيح
هو نائب عن البشرية
:

فالسيد المسيح هو آدم الجديد أو آدم الثانى، قال
“لماذا تركتنى” حيث إنه كنائب عن البشرية يتكلم بلسان حال الإنسان
عموماً.. يقول للآب: يارب لماذا تركت الإنسان هذه الآلاف من السنين (5000 سنة أو
4000 سنة)؟ لماذا تركت البشرية واقعة تحت سلطان الموت؟ أما السيد المسيح فيقول عن
نفسه “لأنك لا تترك نفسى فى الجحيم ولا تدع قدوسك يرى فساداً” (مز15(16):
10)..

تُقال هذه العبارة: {لماذا تركتنى تحت سلطان
الموت} بلسان الإنسان المحكوم عليه بالموت، أما بالنسبة للسيد المسيح فقيل إنه
لم يكن ممكناً أن يُمسك من الموت
“الذى أقامه الله ناقضاً أوجاع الموت إذ
لم يكن ممكناً أن يُمسك منه
” (أع2: 24) لذلك قيل فى باقى المزمور “أما
أنت يارب فلا تبعد
” (مز22: 19) فكيف يكون قد تركه وابتعد عنه كما يدّعى
الأدفنتست ومن يتبعهم؟!..

 

أُخبر باسمك إخوتى، فى وسط الجماعة أسبحك

“يا قوتى أَسرِع إلى نُصرتى. أَنقِذ من
السيف نفسى. من يد الكلب وحيدتى. خلِّصنى من فم الأسد ومن قرون بقر الوحش استجب لى.
أُخبر باسمك إخوتى. فى وسط الجماعة أسبحك” (مز22: 19-22) هذه العبارات
تدل أن السيد المسيح كان واثقاً ومتأكداً من القيامة.. سأظهر للتلاميذ وسأقول
للمريمات أن يذهبن ويقلن لإخوتى أن يذهبوا إلى الجليل حيث أظهر لهم “فقال
لهما يسوع لا تخافا اذهبا قولا لإخوتى أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يروننى”
(مت28: 10).

” أُخبر باسمك إخوتى. فى وسط الجماعة أسبحك.
يا خائفى الرب سبِّحوه، مجِّدوه يا معشر ذرية يعقوب، واخشوه يا زرع إسرائيل جميعاً.
لأنه لم يحتقر ولم يُرذِل مسكنة المسكين، ولم يحجب وجهه عنه، بل عند صراخه إليه
استمع
” (مز22: 22-24) فعندما يقول “لا تتباعد عنى لأن الضيق قريب..
يا قوتى أسرع إلى نصرتى” (مز22: 11، 19) لم يكن خائفاً لأنه قال فى الآية 24
إن الرب استمع له “عند صراخه إليه استمع”..

فهو يقول له “لا تتباعد عنى لأن الضيق قريب”
ولكن بعد أن عبرت الضيقة، عبّر المزمور وقال: “يا خائفى الرب سبحوه.. لأنه
لم يحتقر ولم يُرذل مسكنة المسكين، ولم يحجب وجهه عنه، بل عند صراخه إليه استمع.
من قِبَلِك تسبيحى فى الجماعة العظيمة. أوفى بنذورى قدام خائفيه. يأكل الودعاء
ويشبعون. يسبّح الرب طالبوه. تحيا قلوبكم إلى الأبد. تذكر وترجع إلى الرب كل أقاصى
الأرض. وتسجد قدامك كل قبائل الأمم. لأن للرب المُلك وهو المتسلط على
الأمم
(مز22: 23-28). فالذى يريد أن يقول أول عبارة فى المزمور “إلهى إلهى لماذا
تركتنى” لابد له أن يكمّل باقى المزمور الذى يشهد كله للرب يسوع المخلّص، وعدم
انفصال الابن عن الآب كما يدّعى الأدفنتست من فهمهم الخاطئ لأول عبارة فى نفس
المزمور وعدم تكميلهم لكلام الرب فى باقى المزمور..

فبعد أن قال فى أول المزمور “إلهى إلهى
لماذا تركتنى” أكمل وقال “لم يحتقر ولم يرذل مسكنة المسكين، ولم يحجب
وجهه عنه
.. يأكل الودعاء ويشبعون” (مز22: 24، 26) لم يحدث أن الآب حجب
وجهه عن الابن.. لقد شرح معلمنا بولس الرسول هذه الجزئية وقال “سُمع له من
أجل تقواه” (عب5: 7).

 

سُمع له من أجل تقواه

قال معلمنا بولس الرسول فى رسالته إلى
العبرانيين “كذلك المسيح أيضاً لم يمجّد نفسه ليصير رئيس كهنة، بل الذى
قال له أنت ابنى أنا اليوم ولدتك.
كما يقول أيضاً فى موضع آخر: أنت كاهن إلى
الأبد على رتبة ملكى صادق، الذى فى أيام جسده إذ قدّم بصراخ شديد ودموع طلبات
وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت
” (عب5: 5-7).. طالما أن السيد المسيح كان
يعبّر عن البشرية، وكان ينوب عن الإنسان، لذلك قيل إنه قدّم بصراخ شديد ودموع
طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت.. ثم أكمل معلمنا بولس الرسول الآية وقال “وسُمع
له من أجل تقواه
” (عب5: 7) كيف سُمع له إذا كان قد مات؟!! فالسيد المسيح كشفيع
عن البشرية كلها كان يطلب أن يعبُر الآب بالبشرية كلها من الموت إلى الحياة حتى
تغنّى النبى قائلاً “ابتُلِع الموت إلى غلبة. أين شوكَتُكَ يا موت؟ أين غَلبَتُكِ
يا هاوية؟” (1كو15: 54، 55، انظر هو13: 14).

فصرخة السيد المسيح على الصليب، نقلت البشرية من
الموت إلى الحياة
.. صرخ من أجل تحرير البشرية من الموت لكى يتمم عمل
الفداء
. لذلك يقول “سُمع له من أجل تقواه” وليس من أجل الصورة
المُخزية التى كتبت عنها إيلين هوايت أنه يئس ولم يكن عنده رجاء.

سُمع له من أجل تقواه” كيف سُمع
له؟ سُمع له حيث قام منتصراً من الأموات، وصار سبب خلاص أبدى لجميع الذين يطيعونه
(انظر عب5: 9).

 

تقيم ابناً مكملاً إلى الأبد

لقد تكلّم معلمنا بولس الرسول فى الرسالة إلى
العبرانيين عن عمل السيد المسيح على الصليب وقال “كان يليق بنا رئيس كهنة مثل
هذا قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السماوات،
الذى ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة أن يقدِّم ذبائح أولاً عن خطايا نفسه،
ثم عن خطايا
الشعب.لأنه فعل هذا مرة واحدة إذ قدّم نفسه. فإن الناموس يُقيم
أناساً بهم ضعف رؤساء كهنة. وأما كلمة القسم التى بعد الناموس فتُقيم ابناً
مكملاً إلى الأبد
” (عب7: 26-28)..

فى المقارنة بين رؤساء كهنة الناموس والسيد
المسيح كرئيس كهنة؛ أوضح معلمنا بولس الرسول أن السيد المسيح لم يكن له اضطرار أن
يقدّم ذبائح أولاً عن خطايا نفسه مثل رؤساء كهنة الناموس لأنه رئيس كهنة قدوس بلا
شر ولا دنس. كما أنه ليس له اضطرار أن يكرر تقديم الذبائح مرارًا كثيرة لأن ذبيحته
الواحدة كانت ذات قيمة غير محدودة ولا تحتاج إلى تكرار “فعل هذا مرة واحدة”.

 

بروح أزلى قدّم نفسه لله بلا عيب

يقول أيضاً معلمنا بولس الرسول فى رسالته
للعبرانيين الأصحاح التاسع “إن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على
المنجسين يقدّس إلى طهارة الجسد، فكم بالحرى يكون دم المسيح الذى بروح أزلى
قدّم نفسه لله بلا عيب
يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحى” (عب9:
13، 14)

وهو يشرح هنا كيف تتم المغفرة الحقيقية بسفك دم
السيد المسيح، وكيف أنه قد قدّم ذبيحة بلا عيب لأبيه السماوى بالروح القدس.

 

أهمية الرجاء لخلاص الإنسان

يقول معلمنا بولس الرسول فى رسالته الأولى لأهل
كورنثوس “أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة” (1كو13:
13) فإذا كان يقول يثبت الإيمان والرجاء والمحبة فكيف يُقال عن السيد
المسيح إنه كان بلا رجاء؟!..

الرجاء هو شرط لخلاص الإنسان وقد قال معلمنا
بولس الرسول فى رسالته إلى أهل رومية الأصحاح الثامن “نحن الذين لنا باكورة
الروح نحن أنفسنا أيضاً نئن فى أنفسنا متوقعين التبنى فداء أجسادنا لأننا
بالرجاء خلُصنا
” (رو8: 23، 24) فبدون الرجاء لا يمكن أن يخلص الإنسان.
فإذا كنا نحن بالرجاء خلُصنا، فكيف يفقد المخلِّص نفسه الرجاء؟!!

ويقول معلمنا بولس الرسول فى رسالته إلى
العبرانيين الأصحاح السادس ابتداءً من الآية 9 “ولكننا قد تيقنا من جهتكم
أيها الأحباء أموراً أفضل ومختصة بالخلاص. وإن كنا نتكلم هكذا، لأن الله
ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التى أظهرتموها نحو اسمه، إذ قد
خدمتم
القديسين وتخدمونهم. ولكننا نشتهى أن كل واحد منكم يُظهر هذا
الاجتهاد عينه
ليقين الرجاء إلى النهاية” (عب6: 9-11) لكى نقدر أن
نتكلم عن الإنسان بأمور أفضل ومختصة بالخلاص، لابد أن يتمسك بيقين الرجاء إلى
النهاية.. بمعنى أن الإنسان لا يحيا بالرجاء فترة ثم يفقد رجاءه.

فقد أكمل الرسول وقال “لكى لا تكونوا
متباطئين بل متمثلين بالذين بالإيمان والأناة يرثون المواعيد” (عب6: 12).
ونلاحظ فى هذا النص أيضاً أنه إلى جوار التمسك بيقين الرجاء إلى النهاية، أنه لابد
أن توجد أعمال من أجل الله وتعب محبة نحو اسمه وخدمة واجتهاد إلى النهاية.

وفى الآية 18 من نفس الأصحاح “حتى بأمرين
عديمى التغير لا يمكن أن الله يكذب فيهما تكون لنا تعزية قوية نحن الذين التجأنا لنُمسِك
بالرجاء الموضوع أمامنا
، الذى هو لنا كمِرساة للنفس مؤتمنة وثابتة تدخل إلى
ما داخل الحجاب
“(عب6: 18، 19). فمن يريد أن يدخل ملكوت السماوات، لابد أن
يتمسك بالرجاء.. وهذا يُشبّه بمركب تُريد أن ترسى فى وسط بحر هائج، فتُنزل هلب أو
هلبين ليغطسوا فى الرمل فى أعماق البحر، فتثبُت المركب لئلا تشدها التيارات وتغرق “كمِرساة
للنفس مؤتمنة وثابتة تدخل إلى ما داخل الحجاب”..

 

من هو القائد لمسيرة الرجاء؟

يكمل معلمنا بولس الرسول ويقول “حيث دخل
يسوع كسابق لأجلنا صائراً على رتبة ملكى صادق رئيس كهنة إلى الأبد”
(عب6: 20).. فالذى سبقنا وقال “أنا أمضى لأُعِدَّ لكم مكاناً” (يو14:
2) كيف يقولون عنه ليس لديه رجاء؟!! فإن كان هو نفسه ليس لديه رجاء، فكيف دخل كسابق
لأجلنا؟!! فهذا هو رئيس الحياة، ورئيس السلام، وعلى نفس القياس نقول
هو رئيس الرجاء، وقائد مسيرة الرجاء.. فكيف يقال عنه مثل هذه الادعاءات؟!!..
فالإدعاء بأن الرجاء كان مفقوداً عند السيد المسيح، لا يليق إطلاقاً أن يُقال، لأن
بولس الرسول فى رسالته إلى أهل كورنثوس يطالب الإنسان المؤمن بأن يسلك بالرجاء
(انظر1كو13: 13). فإن كان مجرد المؤمن العادى لابد لأن يسلك فى الرجاء، فكَم وكَم
يكون قدوس القدوسين؟!!.

 

ضامناً لعهد أفضل

لم يكن السيد المسيح قائداً لمسيرة الرجاء فقط، بل وأكثر
من هذا؛ يقول عنه معلمنا بولس الرسول فى رسالته إلى العبرانيين الأصحاح الثامن آية
6 “ولكنه الآن قد حصل على خدمة أفضل بمقدار ما هو وسيط أيضاً لعهدٍ
أعظم قد تثبَّت على مواعيد أفضل
” (عب8: 6) لأن هذا العهد وهذا الوعد منشآن
على أساس عمل المسيح الفدائى؛ فيقول “على قدر ذلك قد صار يسوع ضامناً لعهدٍ
أفضل
” (عب7: 22). فكيف يكون يسوع وهو ضامن لعهد أفضل، تدّعى إيلين هوايت وتكتب
فى صفحات كتابها “مشتهى الأجيال” على صفحة رقم 651 الطبعة العربية أن الشيطان
قال له [ إنه إن صار ضامناً للعالم الشرير، فقد يصبح انفصاله عن الله
أبدياً. وسيكون هو ضمن رعايا مملكة الشيطان
] حاشا أن يُقال هذا الكلام على
ابن الله الذى حصل على خدمة أفضل بمقدار ما هو وسيط أيضاً لعهد أعظم قد تثبت على
مواعيد أفضل، وصار ضامناً لعهد أفضل.

 

دور الثالوث فى الخلاص

هناك وعد من الله بالخلاص الذى قلنا عنه حسب قصد
الدهور، وحسب مسرة الله التى قصدها فى نفسه، والعطية بالنعمة التى فى المسيح يسوع:

v    
حسب قصد الدهور الذى صنعه فى المسيح
يسوع ربنا
” (أف3: 11).. وبهذا ندرك أن الخلاص ليس عمل خاص بالمسيح وحده،
لكنه خاص أيضاً بالآب السماوى..

v    
“ولكن ليس كالخطية هكذا أيضاً الهبة. لأنه
إن كان بخطية واحد مات الكثيرون، فبالأولى كثيراً نعمة الله والعطية
بالنعمة
التى بالإنسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين” (رو5: 15)..
ويقول “بالأولى كثيراً الذين ينالون فيض النعمة وعطية البر
سيملكون فى الحياة بالواحد يسوع المسيح” (رو5: 17) كيف تكون عطية من الآب
السماوى وتصير فى خطر؟! هل الآب لا يعرف أن يحمى عطيته؟!

v    
يتكلم أيضاً معلمنا بولس الرسول عن دور الآب والروح
القدس فى الفداء فى رسالته إلى تيطس فى الأصحاح الثالث ويقول “ولكن حين ظهر
لطف مخلصنا الله وإحسانه؛ لا بأعمال فى بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته
خلّصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس الذى سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح
مخلصنا
” (تى3: 4-6).. “مخلصنا الله” أى؛ مخلصنا الله الآب..
“بمقتضى رحمته خلّصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس” هذا
دور الروح القدس فى الخلاص
؛ خلّصنا فى المعمودية بالميلاد الثانى وتجديد الروح
القدس؛ وقد سكب هذا الروح بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا.. إذاً قضية الخلاص لا
تخص المسيح وحده، بل تخص الثالوث القدوس كله الآب والابن والروح القدس..

v    
فلم يكن الخلاص هو عمل الابن وحده، لأن الابن
نفسه قال كل ما يعمله الآب يعمله الابن أيضاً ” أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل..
لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً إلاّ ما ينظر الآب يعمل. لأن
مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك
” (يو5: 17، 19)..

إذن عمل الخلاص واحد؛ ولكن لكل أقنوم دوره المتمايز
فى العمل الواحد.. يقدّم الابن نفسه ذبيحة على الصليب، ويتقبل الآب هذه الذبيحة
رائحة رضا وسرور “الذى بروح أزلى قدّم نفسه لله بلا عيب” (عب9: 14) بمعنى؛
قدّم الابن نفسه بالروح القدس لله الآب بلا عيب..

v    
وهكذا رأينا الثالوث فى نهر الأردن: الآب؛
صوته أتى من السماء “هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت (مت3: 17) والابن؛
يعتمد فى الماء. والروح القدس؛ نازلاً من السماء ومستقراً عليه بهيئة جسمية
مثل حمامة

v           
وهكذا كان يعمل الثالوث: الآب والابن والروح
القدس، على الجلجثة.

 

فقضية الخلاص تخص الثالوث بأكمله.. فكيف تتجاسر
إيلين هوايت المدعوّة “نبية الأيام الأخيرة” وتقول إن الآب انفصل عن
الابن؟! فإن انفصل الآب عن الابن، لا يتم الفداء!!. فادعاؤها هذا كارثة كبرى تطعن
الإيمان بالمسيح؛ تطعن الإيمان المسيحى كله فى الصميم.

كيف تتجاسر وتقول فى كتابها “مشتهى
الأجيال” على صفحة رقم 714 [ اعتصر الشيطان بتجاربه القاسية قلب يسوع. ولم
يستطع المخلص أن يخترق ببصره أبواب القبر. ولم يصوّر له الرجاء أنه سيخرج من
القبر ظافراً. ولا أخبره عن قبول الآب لذبيحته
] بمعنى؛ لم يعرف الرجاء أن
يكلّمه.. هل هذه عقائد نقبلها كمسيحيين؟!!!.

بل وأكثر من هذا تقول على صفحة رقم 715 [ فى
الظلمة الداجية استتر وجه الله ]!!!.. ثم على صفحة رقم 716 تقول [ وقد بدا وكأن
البروق الغاضبة كانت ترشقه وهو معلق على الصليب
(كانت الطبيعة تعلن غضبها على
خطايا اليهود، وهى تدّعى أن البروق كانت ترشقه هو!!)، حينئذ صرخ يسوع بصوت عظيم
قائلاً “إيلى إيلى لما شبقتنى؟” أى إلهى إلهى لماذا تركتنى (مت27: 46). وإذ
استقرت الظلمة الخارجية على المخلص
، صرخ كثيرون قائلين: لقد حلّت عليه نقمة
السماء. إن سهام غضب الله تنتشب فيه لأنه ادعى أنه ابن الله
. وكثيرون ممن
آمنوا بيسوع سمعوا صرخة اليأس التى نطق بها، وقد تركهم الرجاء. فإذا كان الله
قد ترك يسوع؛ ففيمَ يثق تابعوه
] بمعنى؛ إذا كان يسوع نفسه فقد رجاءه وإيمانه
(وهذا من المحال)؛ فماذا يعمل المؤمنون بعد؟!!.

هذا كلام لا نقبله نحن كمسيحيين، وحاشا أن يُقال
مثل هذا الافتراء على ابن الله الحى رب الأرباب وملك الملوك.

 

تصحيح المسيرة

لقد بذلت الكنيسة الكثير من الجهود لتصحيح
المسيرة.. قام قداسة البابا شنودة الثالث بإلقاء الكثير من المحاضرات عن الأدفنتست
بالكلية الإكليريكية، وصدرت بهذه المحاضرات شرائط.. وقد نُشر العديد من المقالات
فى مجلة الكرازة عن الأدفنتست من قبل صدور مطبوعاتهم هذه..

ولقد دُعيت لحضور اجتماع فى كنيسة السيدة
العذراء بمسرة-شبرا يوم 30 يونيو سنة 2002م، تكلّمنا ما يقرُب من ساعتين ونصف فى
الاجتماع عن بعض معتقدات الأدفنتست، وقمنا بمعونة الرب بالرد عليهم فى هذه النقاط:

ادعائهم بأن عبادتنا هى عبادة وثنية.

ادعائهم بحفظ يوم السبت ووضّحنا
أن يوم الأحد هو يوم الرب؛ اليوم الذى نفرح فيه بقيامته من الأموات، وليس يوم
السبت كما يدّعون؛ أن فرحهم هو فى اليوم الذى كان فيه الرب فى القبر أى يوم السبت..
فهذه هى فرحة اليهود.

موضوع البخور والشموع وتكريم الأيقونات.

لا يؤمنون بعذاب الأشرار.

اعتقادهم بوراثة السيد
المسيح للميل الطبيعى للخطية واحتمال الخطأ بالنسبة له.

بالطبع لم يتسع الوقت للرد على كل العقائد فى
اجتماع واحد.. وقد عرفت بعد الاجتماع أن جلال دوس وزوجته الأجنبية كانا من
الحاضرين هذا الاجتماع.. وقد سمع الردود بآيات كثيرة جداً عن العقائد الخاطئة
للأدفنتست.. ولكن قد حضر أناس اجتماعه الخاص بعد ذلك ليعرفوا رد فعله من حضوره
اجتماعنا فى كنيسة العذراء مسرة وسماعه للردود بآيات من الكتاب المقدس على
المعتقدات الخاطئة التى للأدفنتست. وكانت المفاجأة إنه وقف فى اجتماعه يقول: لم
يرد الأنبا بيشوى على كل النقاط لمعتقدات الأدفنتست فى الاجتماع بكنيسة مسرة!
بالطبع هذا شئ طبيعى لأنه ليس من المعقول أن نرد على كل الأفكار لبدعة مثل بدعة
الأدفنتست فى عظة واحدة.. كان لابد أن يناقش ما قلناه ويعرض وجهة نظره ويترك
المستمع يميّز بدلاً من تعليقه فقط عن كل العظة أن هناك نقط لم يُرد عليها.

بالرغم من كل المحاولات التى بذلناها لتصحيح
أفكارهم إلا أنه ظلّ متمسكاً بهذا التيار المخرِّب. فلا يمكن أن تصمت الكنيسة أمام
هذا الأمر
.. ولذلك ينبغى أن تُوزع الكثير من الكتب والنشرات والنبذات والشرائط
الأرثوذكسية فى كنائسنا وفى المنازل.. والمَثل يقول {الوقاية خير من العلاج}.

 

توعية شعبنا

لابد أن نُسرع فى تعليم شعبنا ما هى أخطاء
الأدفنتست قبل أن يخدعوهم بكلام ملِق أو بكلام معسول ويدِّسوا لهم السم فى العسل..
وهذا ما هو حادث حالياً، فمن يقرأ كتاب “مشتهى الأجيال” لإيلين هوايت الذى
يوزّع مجاناً؛ يجد فيه كلام تفسير كثير من الممكن أن يبدو للقارئ أن هناك تأملات
وشروحات قد تكون مفيدة، لكن فى وسط كتاب أكثر من 800 صفحة نجد أن الأخطاء الكثيرة
الموجودة فيه إذا تجمّعت ربما تُكوِّن 10 صفحات؛ لكن هذه العشر صفحات فى وسط ال 800
صفحة من الممكن أن تتسبب فى تخريب الإيمان كله..

لذلك؛ نحذّر شعبنا من قراءة هذه الكتب. وعندما
تُوزّع عليهم هذه الكتب مجاناً، نطالبهم بإعطائنا إياها وسنعطى لهم كتب أرثوذكسية يستفيدون
منها بدلاً من هذه المفسدات للإيمان
..

نرجو من الآباء الكهنة والخدام فى كل مكان فى
أنحاء الكرازة المرقسية أن يحذّروا شعبنا من هذه البدع.. وأن يقوموا بجمع هذه
الكتب والمطبوعات التى تصل لهم.

سألنى البعض ماذا تستفيد من هذه الكتب الخاصة
بالأدفنتست؟ والإجابة: من الممكن عندما نقوم بتدريس هذه الهرطقات والرد عليها فى الكليات
الإكليريكية وفروعها ومعاهد اللاهوت، نوزّع نسخ من هذه الكتب على الطلبة ونطلب منهم
أن يفتحوا معنا الصفحات المطلوب دراستها، وتكون هذه فرصة لأن يدرسوا هذه البدعة ويعرفون
الرد عليها من شروحاتنا لهم. لكن لا نقوم بتوزيع هذه الكتب على الشعب وعامة الناس.
فإذا قمنا باستخدامها، لابد أن نستخدمها فى مؤسسات تعليمية للرد على هذه البدع
والهرطقات.

 

الوعد الإلهى

معنا وعد من السيد المسيح أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
ستظل صامدة وثابتة فى الإيمان؛ يقول الكتاب “مبارك شعبى مصر
(أش19: 25). وقال “يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصروعمود للرب عند تُخمِها“(أش19:
19).

ولدينا وعد أن الكنيسة كلها عموماً لا تقوى
عليها بوابات الجحيم
كما قال السيد المسيح “على هذه الصخرة أبنى كنيستى وأبواب
الجحيم لن تقوى عليها
” (مت16: 18). وأن كل آلة صوّرت ضدها لا تنجح “كل
آلة صوّرت ضدك لا تنجح
” (أش54: 17) مهما كانت إمكانيات جلال دوس بملايين
الجنيهات أو الدولارات..

نطلب من شعبنا أن يكونوا ثابتين وراسخين فى
الإيمان بشفاعة العذراء القديسة مريم ورئيس الملائكة الجليل ميخائيل وبصلوات
صاحب القداسة البابا شنودة الثالث أطال الرب حياته.

ولإلهنا كل مجد وكرامة الآن وكل أوان وإلى الأبد
آمين



[3]
) Seventh-day Adventists Believe A Biblical Exposition of Fundamental Doctrines
– Seventh – Day Adventists, General Conference Ministerial Association – U. S.
A. by the Review and Herald Publishing Association Hagerstown, Maryland.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار