المسيحية

الثالوث الأقدس والتوحيد



الثالوث الأقدس والتوحيد

الثالوث
الأقدس والتوحيد

كيف
يؤمنون بالمسيح وهل من المعقول أن الله ينزل ويتجسد في صورة إنسان؟

الدليل
عندهم في سورة مريم (13): “و براً بوالديه ولم يكن جباراً عصياً وسلم عليه
يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً”، (مريم 30): وجعلني مباركاً أين ما كنت وأوصني
بالصلوة والزكوة ما دمت حياً وبر بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً والسلام علي يوم
ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون”

 


إن أعمق سر يتعلق بطبيعة الله في الثالوث الأقدس وكثيراً ما يساء فهمها ولذا يتحتم
علينا أن نعلم أن تعليم الكتاب المقدس عن هذا الموضوع يرتبط ارتباطاً وثيقاً
بعبارة ابن الله، فإن الثالوث الأقدس وحدانية مثلثة الجوانب الله واحد.

 


ما هو الثالوث الأقدس؟ وهل معنى ذلك أننا نعبد ثلاثة آلهة حسب معتقد البعض؟

 

بالطبع
لا يوجد سوى إله واحد فقط والدليل على ذلك هو في الكتاب المقدس العهد القديم في
(التثنية 6: 4): ” اسمعوا يا بني إسرائيل الرب إلهنا رب واحد فأحبوا الرب
إلهكم من كل قلوبكم ونفوسكم وقوتكم”. ومن هنا نجد أن الكتاب المقدس يعلمنا أن
الله ثلاثة في واحد وأنه كائن روحي ذو مرتكزات ذاتية ثلاثة هي “الآب- الإبن
–الروح”. إن العقل البشري على استعداد لتقبل حقيقة الوحدة المركبة وهي ثلاث
في واحد. مثال: الآب
x الإبن x الروح = الله (صحيح)

 

و
لكن عندما يقال الآب + الإبن + الروح = الله (خطأ)

 

و
هذا ما يعتمد عليه من يشككون في وحدانية الله استناداً على أننا لو قمنا بجمعهم
سوف يعطوا ثلاثة وليس واحد، ولكن إن عقيدة الثالوث المقدس لا تقرر تعدد الآلهة بل
بالحري على عظمة الله.

 

*
مثال آخر:

 


الخط المستقيم: هو وحدة مطلقة ذات بعد واحد

 


المربع: له بعدان اثنان ولكنه يبقى شيئاً واحداً

 


المكعب: هو مكعب ذو ثلاثة أبعاد يؤلف شيئاً كاملاً له لكنه يبق شيئاً واحداً.

 

*
دليل آخر من الحقائق العلمية:

 

إن
أشكال الحياة هي المخلوقات ذوات الخلية الواحدة، حتى الكون نفسه يتألف من أقسام
رئيسية مثلثة الأركان أو ليس هو مجموع “المكان والزمان والمادة”

 

1-
فنجد أن المكان: يتألف من الطول والعرض والارتفاع

 

2-
الزمان هو الماضي والحاضر والمستقبل

 

3-
المادة فهي الطاقة والحركة والظاهرة

 

من
كل هذه الدلائل التي ذكرتها ويوجد الكثير والكثير لم أذكره بعد تبيني إن الإيمان
بالثالوث المقدس يتفق تماماً مع العقل البشري.

 

*
إذاً كيف انتصرت المسيحية والثالوث المقدس على كل هذه الخرافات المزيفة هل يعقل
خلال هذه القرون الأولى نادت المسيحية بالمسيح النبي الذي لم يصلب ثم فجأة تغيرت وتبدلت
وتحرفت ونادت بالمسيح الإله المتجسد الذي صلب وقام، وذلك مذكور عندهم في كتابهم
بالنص فما الداعي إذاً لدماء آلاف وملايين الشهداء تكذب دعوى هذا القوم وهذا الكتاب،
فهل يعقل أن يبذل الآلاف والملايين دماءهم من أجل عقيدة مزورة ومن أجل كتاب محرف

 

*
دليل آخر في التوراة: إن الله غضب على البشر من أجل انقيادهم للشيطان ومن أجل
خطاياهم التي بمقتضى العدالة الإلهية يستحقون عليها الهلاك، ولكنه نظراً لمحبته
للإنسان الذي هو صنعة يديه شاءت إرادته أن يرحمه من هذا المصير القاسي لأنه ليس
إلهاً عادلاً فحسب وإنما هو إله رحيم كذلك، ولذلك أوجد الله بحكمته وقدرته وسيلة
يتم بها غفران خطايا البشر وخلاصهم من الهلاك المحكوم به عليهم وذلك بواسطة فادي
إلهي يجيء إلى العالم في صورة إنسان ويتحمل في شخصه العقوبة التي يستحقها البشر
فيتحقق بذلك العدل والرحمة معاً ويتحقق خلاص الإنسان من الهلاك كما يتحقق انتصار
الإنسان على الشيطان.

 

و
قد قررت التوراة بعد ذلك أن الله قد اختار أبا الأنبياء إبراهيم ليأتي من نسله ذلك
الذي سيسحق رأس الشيطان ويقضي على الشر ويكون على يديه خلاص البشر من لعنة الغضب
الإلهي عليهم فيتبارك به كل بني الإنسان في كل زمان ومكان.

 

إذ
جاء في سفر التكوين: “و قال الرب لإبرام.. تتبارك فيك جميع قبائل الأرض”
(التكوين 12: 3).

 

ثم
جاء في هذا السفر أن الله بعد أن أعطى إبراهيم هذا الوعد أعطاه من بعده لإبنه إسحق
إذ قال له: “أسكن في الأرض التي أقول لك تغرب في هذه الأرض فأكون معك وأباركك
لأني لك ولنسلك أعطي جميع هذه البلاد وأفي بالقسم الذي أقسمت لإبراهيم أبيك”
(التكوين 26: 2 – 4)

ثم
جاء في هذا السفر بعد ذلك أن الله بعد أن أعطى هذا الوعد لإسحق أعطاه من بعده
لإبنه يعقوب إذ قال له: “أنا الرب إله إبراهيم أبيك وإله إسحق الأرض التي أنت
مضطجع عليها أعطيها لك ولنسلك ويكون نسلك كتراب الأرض وتمتد غرباً وشرقاً وشمالاً
وجنوب ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض” (التكوين 28: 13-14)

 

ثم
تنبأ يعقوب لأحد أبنائه الإثنى عشر وهو يهوذا بأن ذلك المخلص الذي وعد به الله
البشر سيكون من نسله، إذ جاء في سفر التكوين: “و دعا يعقوب بنيه وقال اجتمعوا
لأنبئكم بما يصيبكم في آخر الأيام اجتمعوا واسمعوا يا بني يعقوب واصغوا إلى
إسرائيل أبيكم رأوبين أنت بكري قوتي وأول قدرتي فضل الرفعة وفضل العز فاتراً
كالماء لا تتفضل لأنك صعدت على مضجع أبيك حينئذ دنسته على فراشي صعد شمعون ولاوي
أخوان آلات ظلم سيوفهما في مجلسهما لا تدخل نفسي بمجمعهما لا تتحد كرامتي لأنهما
في غضبهما قتلا إنساناً وفي رضاهما عرقبا ثوراً ملعون غضبهما فإنه شديد وسخطهما
فإنه قاس أقسمهما في يعقوب وأفرقهما في إسرائيل يهوذا إياك يحمد إخوتك يدك على قفا
أعدائك يسجد لك بنو أبيك يهوذا جرو أسد من فريسة صعدت يا بني جثا وربض كأسد وكلبوة
من ينهضه لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع
شعوب” (التكوين 49: 1 – 10)

 


معنى شيلون: باللغة العبرية “المخلص” أو الذي يأتي بالراحة والسلام. وكانت
هذه أول نبوة في التوراة تأتي بعبارة واضحة محددة عن مجيء المخلص بعد أن كانت
العبارات الدالة على ذلك تأتي غامضة مجملة، وبذلك اتضح أن المخلص المنتظر سيأتي من
نسل يهوذا بن يعقوب.

 

ثم
لم تلبث التوراة أن حددت شخصاً بالذات من نسل يهوذا سيجيء منه هذا المخلص المنتظر
وذلك الشخص هو الملك داود بن يسى إذ جاء في سفر أشعياء النبي: “يخرج قضيب من
جزع يسى وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة
روح المعرفة ومخافة الرب،..، ويكون في ذلك اليوم أن أصل يسى القائم راية للشعوب
إياه تطلب الأمم ويكون محله مجداً” (أشعياء 1 – 2 – 9)

 

*
عند المسلمين “يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم تنزيل
العزيز الرحيم لتنذر قوماً ما أنذرو أباؤهم فهم غافلون”، ويأتي في آخر هذه
السورة يقولون”إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي
بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون”

 

“بل
هم في شك يلعبون فارتقب يوم تأتي السماء بدخان يغش الناس هذا عذاب أليم”

 

يقابلها
من عندنا وهذا أكبر دليل على أننا على حق وإننا مؤمنون بالله الواحد “هوذا
يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض”
نعم آمين

 


“و قالوا كونوا هوداً ونصارى وقل مل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين
قالوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم واسمعيل وإسحق ويعقوب والأسباط
وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له
مسلمون” (البقرة 134: 136)

 

هذا
هو كلامهم أنهم ينقضون أنفسهم ففي هذه السورة وهي تناقض غريب بين الإيمان بما أنزل
في التوراة والإنجيل وبين ما كتبوا هم والدليل على ذلك في آخر كل مصحف مرتل مثلم
يقالون هذا السؤال وهو

 

س.
لم لم يجمع القرآن في مصحف واحد في زمن محمد؟

و
الرد منهم ونلحظ هذا الاختلاف في الرد: لم يجمع القرآن في مصحف واحد في عهد محمد
لما كان يتوقعه من نزول قرآن ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته فلما أنقض نزوله بوفاته.

 

نلاحظ
من هذه الكلمات لما كان يتوقعه إذاً هو ليس من الروح القدس نزول القرآن ناسخ لبعض
أحكامه أحكام من أحكام محمد أو تلاوته فلم انقض نزوله بوفاته إذاً بوفاته انقض
نزول هذا الكلام فمن إذاً سوف يحرف كلام الله إذا كان هم يؤمنون بأن هذا الكلام من
عند الله ويقنعوا أنفسهم بذلك أليس من العدل أن يتركونا في حالنا لو افترضنا جدلاً
حدوث تحريف وزيادة ونقصان وبأن الله عندنا ليس واحداً بل ثلاثة ألم يكن من المنطقي
حذف مواقف الضعف التي ظهر فيها السيد له المجد ألم يكن من المنطقي أيضاً حذف ما
تعرض له الإله المتجسد من إهانات وسخرية واستهزاء ولطم وضرب وبصاق وجلد وصلب أيضاً
حذف خوف التلاميذ وهروبهم أثناء الصلب وحذف صورة الشك التي ظهر فيها التلاميذ إذ
أنهم لم يصدقوا القيامة إلا بعد ظهور المسيح لهم أما كان يحذف اليهود صور الضعف
التي ظهر فيها أنبياؤهم (سكر وعري نوح – كذب إبراهيم – خداع يعقوب – مخالفة موسى –
زنى وقتل داود- هروب إيليا- مخالفة يونان.. وغيره كثيراً من صور الضعف هذه.

 


حين كان يسوع ربنا يعتمد نزل عليه الروح وسمع صوت الآب يقول “هذا هو إبني
الحبيب ” (متى 3: 16 – 17)، وفي ختام إنجيل متى يأمر المسيح أتباعه ليعمدوا
بإسم (ليس بأسماء بل بإسم مفرد) الآب والإبن والروح القدس (متى 28: 19). وفي إنجيل
يوحنا يكرر يسوع الكلام عن الآب والإبن والروح، والثلاثة واحد وحدة في الطبيعة
وحدة في المحبة ووحدة في الغاية، فسنجد في عظات الرسل أو أعمال الرسل الدليل على
ذلك (2: 38 –39)

 

“توبوا
وليعتمد كل واحد منكم باسم يسوع المسيح فيغفر الله خطاياكم وتنالوا هبة الروح
القدس” (5: 30 –32)

 

“ينبغي
أن يطاع الله لا الناس إن إله آبائنا أقام يسوع الذي قتلتموه أنتم معلقين إياه على
الخشبة ولكن الله رفعه إلى يمينه وجعله رئيساً ومخلصاً ليمنح إسرائيل التوبة وغفران
الخطايا ونحن نشهد على هذا وكذلك يشهد الروح القدس الذي وهبه الله للذين
يطيعونه” (7: 55 –56)

 

“فرفع
أستفانوس نظره إلى السماء وهو ممتليء من الروح القدس فرأى مجد الله ويسوع واقفاً
عن يمين الله”

 

من
كل هذا

نجد
أن الرسل لم يبشر بمذهبه تلك الحقيقة الإلهية ولم يحاولوا إرساء قاعدة فالآية عقيدة
عن الثالوث الأقدس بل أنهم شهدوا ببساطة وحرارة عن تجاربهم الخاصة عن الروح القدس
الذي انسكب عليهم بفعل إيمانهم بيسوع المسيح كمخلص ورب فألهب حياتهم بحرارة
القداسة وعلى هذا النسق فإن يسوع المسيح والآب والروح القدس هم وحدة ومثل هذا
الاعتقاد يمد القلب والحياة ببركات حية متجددة فهي جزء جوهري من الإعلان الإلهي، ومن
يتهور ويرفض هذه العقيدة ينكر أيضاً شخصية المسيح.

 

فنجد
أن الكتاب المقدس لا ينص أن تصديق فكرة الثالوث الأقدس وما ترمي إليه أمر لازم
لنيل الخلاص ففيه نعلم أن الانعتاق من الخطية والحياة الأبدية يسعى إليهما
بالإيمان الشخصي بيسوع المسيح كمخلص ورب.

 

“أنا
هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي” (يوحنا14: 6)

 

و
أكبر دليل على ذلك أيضاً: “كل شيء قد دفع إلي من أبي وليس أحد يعرف الإبن إلا
الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الإبن ومن أراد الإبن أن يعلن له. تعالوا إلي يا جميع
المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم” متى (11: 27-28)

 

إن
هذه الآية هي أروع ما يزودنا به الكتاب المقدس عن هذا الموضوع لقد قال المسيح بما
لا يقبل التخمين أن طبيعة ابن الله سر إلهي عميق لا تحيطه مدارك البشر إلا بغض
النظر عن الجهل البشري لمثل هذه القضية العميقة القرار فإن المسيحي الصحيح يجد في
المسيح إعلاناً إلهيا ًكاملاً تاماً يتمتع بنعم بركاته وهذا ما عبر عنه ربنا يسوع
مخلص البشر في كلماته السابقة فإن عقيدة الثالوث لا تزيل عن الله تفرده في المجد والجلال
ففي الكتاب المقدس إعلان بأن الله لا يرى بينما جاء إبن الله ليعرفنا عن صفات
الإله غير المنظور والروح القدس بدوره غير مرئي ولكنه يلفت إنتباهنا إلى المسيح
الذي هو الطريق المؤدي على الله وبذا يتوجه تكريمنا وعبادتنا وإطاعتنا من الخالق
الواحد القدير الحكيم المحب إلى الإله الثلاث في واحد

 


أكبر دليل أن الإنسان يتكون من ثلاثة أشياء: الروح – النفس – الجسم

 

ففي
رسالة الرسول بولس في رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي: “و إله السلام نفسه
يقدسكم بالتمام ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع
المسيح”: مما يدل على أن في الإنسان ثلاثة أشياء متميزة هي الروح والنفس والجسم،
وأن لكل منها كمالاً ينبغي أن يحافظ الإنسان عليه بالمجاهدات الروحية وأنها جميعاً
لها الخلود، فليس الخلود للروح وحدها وإنما للبدن والنفس أيضاً. ومن هنا إذا كان
الإنسان يتكون من ثلاثة أشياء هي الروح والجسد والنفس في شخص واحد أليس إذاً من
المعقول أن الآب والإبن والروح القدس شيء واحد وهو الله.

 

إذا
كان الإنسان البشري يتكون من ثلاثة أشياء في جسد واحد، أليس هذا أكبر دليل على أن
الله واحد.

 

إذا
اخذ كل إنسان ينظر حوله خلفه وأمامه يمينه ويساره ونظر لما يدور حوله لوجد أسئلة
كثيرة يجب من رد عليها وإن رد عليها وجد أنه بعيداً جداً عن الله.

 


“لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئاً
أن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعاً ولله ملك السموات
والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير” (سورة المائدة 16)

 


“إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم فيها النبيون الذين أسلموا للذين
هادوا والربانيون والأحبار بما ستحفظوا من كتب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا
الناس” (المائدة 45-46)

 


“و قفينا على أثرهم بعيسى ابن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة وأتيناه
الإنجيل فيه هدى ونور مصدقاً لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين وليحكم
أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الفاسقون”

 

ألا
من الأولى أن نقول ونتكلم ونحن تحت أيدينا دليل على ذلك وهو التناقض في نفس السورة
بين الآيات فإذا أحضرت العهد القديم والعهد القديم لن تجد فيه تناقض ولو لواحد في
المائة فمن إذاً الذي له الحق أن يقول أن الكتاب المقدس محرف وأن المسيح ليس هو
الآتي باسم الرب. “مبارك هو الآتي باسم الرب”

 


ففي سورة المائدة مثلاً نجدهم يقولون للدعوة بعمل أحكام التوراة والإنجيل: “فكيف
يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله..ثم يقولون من بعد ذلك وأولئك بالمؤمنين.

 


وأيضاً وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الفاسقون

 


(المائدة 50): “يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم
أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين”

 

-(المائدة
68): قل بأهل الكتب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من
ربكم”

 

-(المائدة
69): إن الذين آمنوا والذين هادوا والصائبون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل
صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون”

 


ذكر القرآن أهل الكتاب “أمة قائمة يتلون آيات الله أناء الليل وهم يسجدون
يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات
وأولئك من الصالحين” (آل عمران 113-114)

 

حقاً
نحن نحب الله ونهتم به أكثر من محبتنا واهتمامنا بأولادنا ونحن نتلو آيات الله
أناء الليل فكيف يدعو القرآن بأن الآيات التي نصلي بها آيات الله وهي محرفة. إذاً
لو أننا المسيحيين المشار إلينا هنا بالفضيلة قامت بالتحريف هل كان القرآن يصفها
بالأمة المؤمنة بالله واليوم الآخر.

 

لقد
ذكرنا القرآن بأننا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونسارع للخيرات، إذاً حقاً أننا
من الصالحين وليس من المنحرفين لذلك رفع القرآن من شأننا مرة وأنزل من شأننا مرة
ثانية في نفس الآية، نجد تناقض غريب في الكلمات والمعاني والآيات إذاً فمن المحرف:
القرآن أم الإنجيل أم التوراة.

 


إذا كان الثالوث المقدس مشكك فيه، فمن هو القادر على كل شيء أليس هو المسيح. من هو
القادر على كل شيء الله هو صاحب السلطان العظيم في السماوات وعلى الأرض. ربنا
بيقول لموسى أنا ظهرت لإبراهيم وموسى وإسحق ويعقوب إني الإله القادر على كل شيء.
(سفر الخروج 6: 3) لأنه الخالق العظيم اللي خلقنا هو النور الأعظم والروح
الإنسانية أخذت من النور الإلهي.

 


إن المسيح له المجد يتصف بأنه القادر على كل شيء. إن المسيح هو الله لأنه لا يتصف
بأنه قادر على كل شيء إلا واحداً وهو الله. الإنسان يوصف بأنه قادر على بعض
الأشياء، إنما لا يمكن أبداً أن يقال عن إنسان أنه قادر على كل شيء، يبقى ده برهان
على أن المسيح هو الله وقد اتخذ جسد استتر في جسد احتجب في جسد لكن هو في حقيقته
هو إله. هذا بينة على أن المسيح هو الله ويتصف بالصفات التي لا تنسب إلا إلى الله
وحده وهي طبعاً برهان لاهوتي لأنه لا يوجد أحد يقدر على كل شيء إلا الله الذي له
السلطان الشامل.

 

*
قدرة المسيح على كل شيء وهو الله الواحد:

1-
على سبيل المثال أشبع المسيح من خمس خبزات وسمكتين خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأطفال
إزاي خمس خبزات يشبع خمس خبزات وسمكتين خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأطفال إزاي
خمس خبزات يشبع خمس آلاف إنسان ما عدا النساء والأطفال وبعد كده يفضل 12 قفة. كيف
أمكن ذلك مين يعمل ده. طبعاً بلا شك أنها معجزة بكل المقاييس معجزة مذهلة وفوق كل
تصور مش ممكن أبداً يكون في عالم الإنسان قدرة من هذا القبيل. كل تاريخ الإنسان
فيه حد يقدر سواء في الماضي أو الحاضر أو في أي وقت من الأوقات في تاريخ الإنسان
أن يصنع مثل هذا، وبعدين المسيح كررها ثانية سبع سمكات وصغار السمك وأشبع بها 4000
إنسان ما عدا النساء والأطفال، وبعدين شالوا برضه قفف مليانة. ” به كان كل
شيء وبغيره لم يكن شيء مما كان”. “في البدء كان الكلمة والكلمة كان لدى
الله والكلمة هو الله وبغيره لم يكن شيء مما كان” يعني هو الخالق لكل شيء وبغيره
لم يكن شيء مما كان. “أنا الله وليس آخر”.

 

2-
سير المسيح على الماء: معروف أن الماء من خواصه قلة الكثافة بالنسبة إلى المادة
الصلبة والإنسان عادة لا يقدر أن يمشي على الماء لكن يغوص في الماء أو يعوم على
سطح الماء لكنه لا يقدر أن يمشي على الماء. سيدنا له المجد أظهر سلطانه على
الطبيعة بأنه سار على الماء، وطبعاً لا يقدر على ذلك إلا الله وحده

 

3-
تحويل الماء إلى خمر: في عرس قانا الجليل يقول الكتاب كان هناك عرس وكانت أم يسوع
هناك. في الغالب أهل العرس يكونون أقارب مريم العذراء أو معارفها. قالت ستنا
العذراء للمسيح ليس لهم خمر كانت مقلة في الكلام جداً. فرد عليها وقال لهل مالي ومالك
يا امرأة أو يا سيدتي (ده نوع من الدعابة) ولكن لم يأتي وقتي بعد. ولذلك بيقول
الكتاب دي أول معجزة صنعها المسيح (أمام تلاميذه) طبعاً كان فيه عشرات المعجزات
منذ الطفولة. الست العذراء شافت كثير وكثير في ارض مصر وغيره لكن دي تعد أول معجزة
جهارية بناء على طلب العذراء و(ده تأكيد على معرفة الست العدرا قدرة المسيح التي
رأتها من قبل في أشياء كثيرة). وهذه المعجزة تدل على شفاعة العذراء. الأمر الثاني
أن الكلمة بتاعته دي تبدو لبعض الناس السطحيين كما لو كان بيرفض، لكن بالعكس هي
فهمت من علامات وجهه أنه استجاب، فراحت للخدام وقالت لهم كل ما يقول لكم أفعلوه،
هو قال إملأوا الأجران ماء.

 

ممكن
واحد يقول للثاني وبعدين فيك بعدين فيك دي دعابة مش معناها رفض يعني فقال لها لم
تأت ساعتي بعد، ولكن اللي حصل أنه عمل المعجزة، ودي تدل على كرامة العذراء مريم ومكانتها
وشرفها أنه أول معجزة جهارية كانت بناء على طلب العذراء مريم.

 

4-
إسكات البحر عن هيجانه:

 

فسيدنا
له المجد كان هو وتلاميذه في السفينة وكانت هذه السفينة تسير في بحر الجليل أو بحر
طبرية أو بحيرة جنيسارت، دي كلها إسم واحد هي بحيرة طبرية نسبة إلى طيباريوس قيصر
وهي بحر الجليل لأنها في منطقة الجليل فبيقول أنه كانت معه سفن أخرى، قال لهم هلم
بنا نعبر أو نعدي، والمعدية من شاطيء لشاطيء، وبعدين نام في مؤخرة السفينة نام على
وسادة، ودي المرة الوحيدة الذي يصف الإنجيل أن المسيح نام على وسادة. كانت العاصفة
شديدة، السفينة معذبة الأمواج بتضرب فيها من كل ناحية والمسيح نايم على وسادة. وتلاميذ
المسيح حتى بغير أدب راحوا منزعجين يقولوا له: أما يعنيك أننا نهلك؟ لأن العاصفة
كانت شديدة جداً والسفينة كانت معذبة والماء تضرب فيها ودخلت والمسيح نايم على
وسادة، فقام وانتهر الريح فصار هدوء عظيم.

فالحقيقة
قصة السفينة حلوة ولها فوائد غير الفوائد اللاهوتية تبين لنا قدرة المسيح وسلطانه
على المادة لأنه بكلمة المر أسكت يسكت وكيف البحر يستجيب، وده في رأينا حاجة ثانية:
هو سيد الطبيعة فيقدر يكلم الطبيعة باللغة التي تستجيب لها الطبيعة، فدي طبعاً
صورة لسلطانه على الماء أو المادة السائلة.

5-
سلطانه على الهواء:

أ‌.
نفس المعجزة اللي فيها المسيح بيقول للبحر أسكت قال للريح إخرس أو أبكم، بيكلم
الريح ويقول له إخرس كما لو كان بيكلم إنسان يصدر إليه أمر فيطيع، وبعدين الريح
تطيعه، وبعدين الناس اللي كانوا في السفينة بعد ما الريح أطاعته خافوا خوفاً
عظيماً جداً، قالوا من هذا الذي الريح والبحر أيضاً يطيعانه. الول كانوا خايفين
إنهم يغرقوا، إيه اللي خلاهم بعد ما سكتت الريح يخافوا خوفاً عظيماً جداً حيث إن
هذا سلطان غير عادي، قالوا من هذا الذي الريح والبحر أيضاً يطيعانه.

ب‌.
عندما صنع المسيح معجزة إشباع الخمسة آلاف قال لهم أن يسبقوه إلى الشاطيء المقابل
بمدينة كفرناحوم هو كان في برية بيت صيدا، فدخل التلاميذ السفينة وكان الوقت ليلاً
واتجهوا إلى عبر بحيرة طبرية اللي هي معروفة ببحر الجليل. لم يكن المسيح في هذه
المرة معهم. في المعجزة السابقة كان معهم نايم في آخر السفينة على وسادة. لكن هذه
المرة لم يكن معهم، وكان البحر هائجاً بهبوب ريح شديدة وكانت السفينة في وسط البحر
وده طبعاً الخطر الأشد، بمعنى ما يقدروش يرجعوا للشاطيء ده في وسط البحر بيبقى
العمق بتاع البحر شديد ممكن قوي تنقلب السفينة ومفيش فايدة وبتعذبها الأمواج. فلما
رآهم يسوع معذبين في الجدف أو مكدودين في الجدف، بمعنى بيستخدموا المجاديف والريح
مضادة ومش قادرين، فلما رآهم معذبين في الجدف وأن الريح كانت مقاومة لهم كانت ضدهم
فأتى إليهم نحو الهزيع الرابع رأوه ماشياً على البحر وكان يريد أن يجاوزهم أو ظاهر
إنه ماشي كده هو طبعاً هيدخل عليهم السفينة لكن هو ماشي على طول، فلما ابتعدوا نحو
25 غلوة أو 30 رأوا يسوع ماشياً على البحر وقد اقترب إلى السفينة، فلما رأوه
ماشياً على البحر اضطربوا وظنوه خيال

6-
سلطانه على النبات:

أنه
أتى إلى شجرة تين يوم الأحد المعروف بأحد الشعانين اليوم الذي دخل فيه المسيح
راكباً على آتان وجحش ابن آتان. لما أقبل المساء ذهب وبات في بيت عنيا، وبيت عنيا
هذه تبعد عن أورشليم 200 ميل تقريباً، والمسيح بعد أن دخل الهيكل وقضى هذا اليوم
في الهيكل (يوم أحد الشعانين) رجع وبات في بيت عنيا ودي كانت على جبل الزيتون.
الشيء الجميل في فلسطين إن الجبال يسكنها الناس. فرجع إلى بيت عنيا اللي كان فيها
لعازر، وفي الغد وهو يوم الإثنين صباحاً لما خرجوا من بيت عنيا وبينما هو راجع إلى
المدينة أورشليم جاع، وهذا جوع تدبيري، كان ممكن أن يتغلب عليه، كما صام أربعين
يوم وأربعين ليلة وصامهم متواصل، فطبعاً هو له حكمة في ذلك. فلما راح للشجرة وقرب
منها لم يجد فيها شيئاً إلا ورق فقط، ونجد المسيح ينظر إلى الشجرة ويلعنها إذ أن
ليس لها ثمار قائلاً لا يأكل أحد ثمر منك للأبد، وهذا يشير إلى الأمة اليهودية، وهنا
يبقى الحكم الكبير لا يكون فيك ثمر إلى الأبد حكم على الأمة اليهودية حكم شديد
جداً طبعاً يستحقوه ومع ذلك بكى.

و
هنا سلطان المسيح على النبات، فبمجرد كلمة ماتت الشجرة.

7-
سلطان السيد المسيح على الحيوان:

سنأخذ
مثل سلطان السيد المسيح على السمك. يعد السمك حيوان لأنه كائن حي. هذه المعجزة
أشارت إليها الأناجيل، فيقول الإنجيل إنه كان في كفر ناحوم التي تعد المدينة
الثانية بالنسبة للمسيح، فرأى المسيح له المجد بعد أن وعظ سفينتين راسيتين في
البحيرة وقد انحدر منها الصيادون وكانوا يغسلون شباكهم فسيدنا له المجد صعد إلى
إحدى السفينتين وكانت هذه السفينة لسمعان: سمعان بطرس، وبعدين قال أن يتباعد
قليلاً عن البر وكان سيدنا له المجد يعلم الجماهير أو الجموع من السفينة، وكان هذا
في وضح النهار وفي هذا الوقت ما كانش السمك موجود لأن في النهار يبقى السمك بعيد،
الأمر الثاني أنهم ما كانوش قريب من الشاطيء في النهار ومعنى ذلك أن السمك لم يكن
موجوداً، ونجد أن السيد المسيح يقول إرمي الشبكة إلى الجانب الأيمن ألقوا شباككم
للصيد، فاجاب سمعان وقال له: يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نصطد شيئاً ولكن على
كلمتك نلقي الشباك. يعني نوع من أنواع الطاعة، فلما فعلوا ذلك يعني أطاعوا جمعوا
من السمك شيئاً كثيراً حتى كادت شباكهم تتخرق أو تتمزق. إيه ده يعني السمك اتجمع
بهذه الكثرة بعد ما كان هربان وما كانش موجود تجمع والشباك من كثرة السمك اللي
فيها كانت تتمزق وبعدين طلبوا من زملائهم ورفقائهم في السفينة الأخرى سفينة ثانية
غير سفينة سمعان أن يأتوا ويعاونوهم فأتوا وملأوا السفينتين حتى أوشكتا أن تغرقا.
فلما رأى سمعان بطرس خر عند قدمي يسوع وقال له: أخرج من سفينتي يا رب، وهنا ليس
معناه إنه طرده إنما نوع من الإحساس بضآلته وحقارته وعدم استحقاقه أن يكون المسيح
في سفينته. فقال يسوع لبطرس لا تخف فأنك من الآن تكون صياداً يصيد الناس.

 

8-
سلطان المسيح الشامل على الإنسان:

سلطان
المسيح الشامل على جميع الأمراض:

سلطان
المسيح في شفاء الأمراض الجسدية، ليس هناك مرض استعصى عليه، يعني المسيح له المجد
يشفي جميع الأمراض، فلاحظنا سلطانه الشامل على الأمراض كلها: بدنية – نفسية –
عصبية – عقلية وروحية.

الشفاء
بلمسه من يديه: لما كان المسيح في إحدى المدن إذا برجل مغطى بالبرص وهذا مرض جلدي
يشمل الجسد كله، فكلمة مغطى معناها البرص ثقيل قوي حتى أنه غطى الجلد كله يعني من
فوق ومن تحت كله برص. فلما رأى يسوع جاء إليه وخر عند قدميه وسأله ساجداً له
قائلاً: يا رب إن شئت فأطهر، وفيما هو يكلمه للوقت ذهب عنه البرص وطهر، بلمسه من
يديه ثم قال له: قد شئت فاطهر.

الشفاء
بالتفل والطين: وهذه استخدمها مع المولود أعمى. إن هذا الرجل لم تكن له عينان. ولهذا
السبب المسيح تفل على الأرض وصنع من التفل طيناً وطمس به عينيه وبعد ذلك قال له: روح
اغتسل. وطبعاً هذه معجزة خلق فقد خلق له عينين، كما حدث في خلق الإنسان الأول، وهذا
الذي جعل الكتاب المقدس يقول في سفر أشعياء النبي: نحن الطين وأنت جابلنا. وهذا
توكيد لفكرة الخلق.

الشفاء
عن بعد:

دخل
كفر ناحومن وهذه كانوا دايماً يسمونها مدينته وهي بعد الناصرة. ويقال أن المسيح
دعا عليها “و أنت يا كفر ناحوم المرتفعة إلى السماء سيهبط بك إلى
الجحيم” وحدث هذا وهي الآن ذهبت من الوجود.

كان
عبد لقائد قد أشرف على الموت وكان عزيز عليه. وقائد المائة لم يكن يهودي لأن
فلسطين وقتها كانت تحت الحكم الروماني. وهنا نجده قائلاً: يا رب إن فتاي اللي هو
العبد بتاعي ملقى في البيت معذباً عذاباً شديداً. فمضى يسوع معهم، وفيما هو غير
بعيد عن البيت أرسل إليه قائد المائة أصدقاءه قائلاً: يا رب لا تتعب نفسك فإني لا
أستحق أن تدخل سقفي لأجل ذلك لم أحسب نفسي مستحقاً أن أجيء إليك ولكن قل كلمة
فيبرأ غلامي. وهنا نرى وصول الإيمان إليه إلى فين ده إيمان غير عادي، شوف بقى
إيمانه بقدرة المسيح الروحانية الإلهية حتى أنه يؤمن أن فيه قوات روحية تستمع
كلماته مثل الملائكة الذين ينفذون كلماته؛ ملائكته المقتدرين. فلما سمع يسوع تعجب
والتفت إلى الجمع الذي يتبعه، وقال للذين يتبعونه: الحق أقول لكم إني لم أجد مثل
هذا الإيمان في إسرائيل.

 

9-
سلطان المسيح في إخراج الأرواح النجسة

مذكور
أمثلة كثيرة جداً في الكتاب المقدس عن إخراج الأرواح النجسة بالنسبة للإنسان،
فهناك المرأة المنحنية الظهر 18 سنة، فسيدنا لما وضع يده على ظهرها خرج الشيطان
منها فاستقام ظهرها.. وغيرها كثير

 

10-
سلطان المسيح في إخراج الشياطين من بعد:

فإنه
يأمر الروح النجس بأن تخرج من ضحاياها على بعد المسافات بينه وبين المريض، ومن ذلك
طرد الشيطان من إبنة المرأة الكنعانية، فهذه المرأة بتجري وراء المسيح، فكانت لها
إبنة بها روح نجس، فلما سمعت بالمسيح جاءت تصرخ وتقول: إرحمني أيها الرب ابن داود
فإن ابنتي معذبة بها شيطان يعذبها جداً، فلم يجبها بكلمة وذلك ليعطيها فرصة لتظهر
إيمانها أكثر. المهم أن تلاميذه دنوا منه وقالوا إصرفها لأنها تصيح في أثرنا أو
هذه المرأة تزعجنا، فأجاب وقال لهم: لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة.
فأتت وسجدت له وخرت عند قدميه قائلة: أعني يا رب. وسألته أن يخرج الشيطان من
ابنتها. فقال لها: دع الذين يشبعون أولاً لأنه ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح
للكلاب. فأجابت وقالت له: نعم يا رب فإن الكلاب أيضا تأكل من الفتات الساقط من
مائدة أربابها. حينئذ أجاب يسوع وقال لها: يا امرأة عظيم إيمانك، ليكن لك ما
تريدين. إذهبي فقد خرج الشيطان من ابنتك. فشفيت ابنتها من تلك الساعة. فلما ذهبت
إلي بيتها وجدت الصبية مضطجعة على السرير وقد خرج منها الشيطان.

 

 وبعد
كل ذلك أليس من الصح أن المسيحية ديانة العبادة والطهارة وأن الرب واحد.

“اسمعوا
يا بني إسرائيل الرب إلهنا رب واحد فاحبوا الرب إلهكم من كل قلوبكم ونفوسكم وقوتكم”
(التثنية 6: 4)

إن
كان الكتاب المقدس يعلمنا ويعلم غيرنا أن الله ثلاثة في واحد وأنه كائن روحي قدير
ذو مرتكزات ذاتية ثلاثة هي الآب والإبن والروح القدس، فمن يستطيع عمل كل هذه
المعجزات ومن له سلطان على جميع من في الكون ومن له القدرة على كل شيء أليس الله
من يستطيع أن يسير على المياه، من يستطيع أن يسكت البحر والريح وغيرهم كثير، من له
القدرة على فعل كل شيء. أليس الله! أحمدك يا رب على كل شيء قدوس قدوس قدوس أنت يا
رب قدوس. يا رب ارحمني وخلصني وخلص جميع إخوتي من براثيم هذا المجتمع الظالم.
إرحمنا يا الله ثم ارحمنا وانقذنا مما نحن فيه.

 

+
“هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم”

+
“يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون”

+
“إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل
إثم”

+
“الله يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون”.

 

*
هذه أكبر مشاكلة عند المسلمين فهم يناقضون أنفسهم كثيراً عندما كنت.. كان هذا
الموضوع يثير جدلية في نفسي، فمع أن القرآن ذكر وفاة المسيح قبل ارتفاعه إلى
السماء والدليل على ذلك:

1-
“السلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً” (سورة مريم 33)، فنجد
هنا اعتراف صريح بأن المسيح تجسد ومات وبعث، وهذا يتوافق مع الإنجيل روحاً وحرفاً

2-
“و ما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم”

 إذا
آمنا بهذه الآية فكيف إذاً نؤمن بمحمد، فالصحابة الذين رأوا محمد يأمرهم وينهاهم
وجب أل يعرفوا أنه محمد لاحتمال أنه ألقى شبهه على غيره، وذلك يفضي إلى سقوط
الشرائع وإبطال النبوات بالكلية، كما أن الله قد أمر جبريل بأن يكون معه في أكثر
الأحوال، والدليل على ذلك في القرآن “إذ أيدتك بروح القدس فكيف لم يكف في منع
هؤلاء اليهود عنه؟

و
أيضاً لما كان ربنا يسوع المسيح قادراً على إحياء الموتى وإبراء الأكمة والأبرص،
فكيف لم يقدر على إماتة أولئك اليهود الذين قصدوه بالسوء وعلى إسقامهم حتى يصيروا
عاجزين عن التعرض له. إنه الله قادر على كل شيء فكان من الممكن أن يرفعه إلى
السماء من أولئك الأعداء، إذاً ما فائدة شبهه على غيره أو إلقاء مسكين في القتل من
غير فائدة إليه؟

فهذا
لا يليق بحكمة الله، فمن الواجب أيضاً الطعن في نبوة محمد مثلما هم يطعنون في الله
وفي كل شيء يخصنا، بل في وجود سائر الأنبياء. لقد بقى ربنا يسوع فترة على الصليب
فلو لم يكن ربنا يسوع وكان أحد غيره لأظهر الجزع والتعب وقال لست أنا بل إنما أنا
غيره، وحين نتأمل في آخرة المسيح من خلال القرآن نجد: “و إذ قال الله يا عيسى
بن مريم إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين إتبعوك فوق
الذين كفروا إلى يوم القيامة” (آل عمران 55)

“إذ
قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس إتخذوني وأمي إلهين من دون الله؟ قال
سبحانك ما قلت لهم إلا ما أمرتني به إن اعبدوا الله ربي وربكم فلم توفيتني كنت أنت
الرقيب عليهم” (المائدة 116-117)

 

فنجد
هنا أن الله كلم عيسى وقال له قلت للناس، كيف أليس له في غنى عن أن يسأله لأن الله
له القدرة على كل شيء، ونجد هنا أن القرآن لم يذكر كيف قتل المسيح ولكن الإنجيل من
أوله لآخره تكلم في هذا. وعدم وجود نص صريح في القرآن حول نهاية أيام جسد المسيح
على الأرض.

 

آراء
بعض الفقهاء من الإسلام:

 

1-
الإمام الرازي قال في تفسيره الآية: ” وإذ قال الله يا عيسى بن مريم إني
متوفيك ورافعك إلي”: اعترفوا إذا بأن الله أعطى عيسى كثير من الصفات؛ فنجد في
كلمة “متوفيك”: متمم عمرك وحينئذ أتوفاك فلا أتركهم حتى يقتلوك بل أنا
رافعك إلى سمائي ومقربك بملائكتي وأصونك عن أن يتمكنوا من قتلك، متوفيك أي مميتك
أي ألا يصل أعداؤه من اليهود إلي قتله، ثم أنه بعد ذلك أكرمه بأن رفعه إلى السماء.
إذاً الصليب هو جوهر المسيحية ومسيحية بدون صليب هي عروس بلا عريس. ولنسأل أنفسنا
سؤالاً: كيف كان الصليب أداة للعار واللعنة والفضيحة وكيف أصبح مكرماً وكيف تحول
أداة الذلة والعار إلى أداة للبركة والقوة والسلطان.

 


وأيضاً اختلاف في إسم الشخص الذي صلب مكان ربنا: فهم يعتمدون على مقولة أيكم يجب أن
يكون رفيقي في الجنة على أن يشبه للقوم في صورتي فيقتلوه مكاني فقال (يهوذا –
يتطاوس – أو أحد الحواريين أو التلاميذ)

 

أيعقل
ذلك أمن الممكن أن يشبه الله بشراً بنفسه، وكيف لبشر أن يتحمل ما استحمله ربنا ومخلصنا.
إن هذه الآراء والتفاسير نجمت عن عدم وفتحت باب الإشكال والتضارب في الآراء. فنجد
أنه مذكور في القرآن أنه ينزل عيسى بن مريم فيقتل الدجال ثم يمكث في الأرض مدة ثم
يموت فيصلي عليه المسلمون، ولكن لقد شرح لنا ونحن صغار انه عند قدوم المسيح الدجال
سوف يقوم بفتن كثيرة وينزل بعد ذلك عيسى ويقتله ويخلص البشر من هذه الخطايا، إذاً
كان الدجال (الشيطان) الذي قتله ربنا ومخلصنا يسوع وسوف يظل موجوداً بعد ذلك لمدة
معينة، أليس من المعقول الذي أحق بالعبادة هو الذي يخلصنا من هذه الظلمة وهذه
الخطية، وهنا تصح الآية التي تقول: “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه
الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” (يو 3: 16)

 

إن
البذل عمل فائق الوصف مقترن دائماً بالمحبة، فإن وجدت محبة ولكنها غير باذلة فهي
ادعاء. فمن الصليب تعلمنا أن المحبة مقترنة بالبذل لدرجة أنه يستحيل الفصل بينهما،
فلا يمكن أن يوجد بذل إلا وكانت المحبة دافعة، ولا أن تكون محبة حقيقية إلا إذا
كانت باذلة وقبل الكل وفوق الكل إله وسيد الكل الذي قدم وبذل ذاته في أعظم وأقدس
قصة للبذل والذي دافعه المحبة، والتي تعجز في وصفها كل لغات العالم.

 

و
من هنا نجد أن اتفاق بين الإنجيل والقرآن بمعنى البشر من الدجال، إذاً سوف يخلصنا
جميعاً من هذا الشر. إذاً فمن الأحق بالعبادة الذي نزل عليه الوحي كما يقال أم
الذي هو كلمة من الله ابن الله. أين الأحق أنترك من هو أحق ونتبع الباطل، ألم يعطي
لنا الله العقل لكي نفكر به إذاً لو فكرنا قليلاً لوجدنا الحق أمام أعيننا.

 


أيضاً “و لقد أتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وأتينا عيسى بن مريم
البينات وأيدناه بروح القدس فلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً
كذبتم وفريقاً تقتلون” (سورة البقرة 87)

 

إذا
نظرنا في القرآن سوف نجد روايات كثيرة وسوف نجد أن ربنا هو الوحيد الذي أتى بالقربان
عندما ذكر في سورة المائدة: “قال عيسى بن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة
من السماء تكون لنا عيد الا ولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين”

 

*الأدلة
على صلب المسيح:

 

1-
يباع بثلاثين من الفضة: “فقلت إن حسن في أعينكم فاعطوني أجرتي فوزنوا أجرتي
ثلاثين من الفضة” (زكريا 11: 12)، أي عندما ذهب يهوذا الاسخريوطي إلى رؤساء
الكهنة وقال ماذا تريدون أن تعطوني وأنا أسلمه إليكم، فجعلوا له ثلاثين من الفضة،
وهذا كله ذكر في الإنجيل بالكامل وهذا ما حدث.

 

2-
ينكل به ويصلب: “أحاطت بي كلاب جماعة من الأشرار اكتنفتني ثقبوا يدي ورجلي.
أحصى كل عظامي وهم ينظرون ويتفرسون في” (مزمور 22: 16-17)، أي عندما يمضي به
العسكر إلى داخل الدار وجمعوا كل الكتيبة وألبسوه أرجواناً وضفروا إكليلاً من شوك
ووضعوه عليه وكانوا يضربونه على رأسه بقصبة ويبصقون عليه وبعد ما استهزأوا به
نزعوا عنه الأرجوان وألبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه. وهذا كله تم ذكره في
الإنجيل، فالرجال الذين كانوا آخذين يسوع كانوا يستهزئون به ويجلدونه وكانوا
يضربون وجهه ويسألونه قائلين من هو الذي ضربك، ولكنه كان يتقبل الآلام بصمت فإذا
كان شتم لم يشتم عوضاً وإذا تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم إلى من يقض بعدل الذي
حمله هو نفسه خطايانا في جسده ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع ربنا: إلهي إلهي لماذا
تركتني بعيداً عن خلاصي وأسقي خلاً ويجعلون في طعامي علقماً وفي عطشي يسقونني خلاً،
أي أن كل شيء قد أكمل، فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان، وكان إناء موضوعاً مملوء
خلاً، فملأوا إسفنجة من الخل ووضعوها على زوفا وقدموها إلى فمه. ثم أن العسكر لما
كانوا قد صلبوه أخذوا ثيابه وجعلوها أربعة أقسام لكل عسكري قسماً وكان القميص بغير
خياطة منسوجاً كله من فوق، فقال بعضهم لبعض: لا نشقه بل نقترع عليه لمن يكون.

 

3-
لا تكسر عظامه: فأتى العسكر وكسروا ساقي الأول والثاني، وأما ربنا فلما جاءوا إليه
رأوه قد مات فلم يكسروا ساقيه، ولكن واحداً من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج
دم وماء. لذلك سيقف أمامنا يوم الدينونة قول الكتاب المقدس “فإنه إن غفرتم
للناس زلاتهم يغفر لكم أبوكم السماوي” (مت 6: 14)، وقول السيد المسيح وهو على
الصليب: “يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون” (لو 23: 34) ؛
بل سيقف أمامنا موقف إستفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء الذي تشبه بسيده ومخلصه
الصالح فصلى من أجل الذين يرجمونه، وهذا ما ذكره لنا سفر أعمال الرسل: “ثم
جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يا رب لا تقم لهم هذه الخطية، وإذ قال هذا
رقد” أع 7: 60) ؛ وهذا ما علمنا إياه المسيح إذ نصلي قائلين: “اغفر لنا
ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا” (مت 6: 12).

 

العجائب
التي رافقت موت المسيح له المجد

1-
إظلمت الشمس

2-
إنشق حجاب الهيكل إلى اثنين من فوق لأسفل

3-
تزلزلت الأرض

4-
القبور تفتحت

 

 كل
هذه العجائب حدثت عند موته، فكان من الطبيعي أن تؤمن البشرية بأنه كان حقاً إبن
الله لأن هذه الظواهر أو العجائب لم تحدث عند موت محمد أو عند موت أي نبي أياً كان.
وهذا دليل مادي لا يجوز لأحد أن ينكره لأن لكل دين شعاره؛ وإشارة الصليب الذي مات
عليه ربنا لقد نقشها المسيحيون الأوائل على أضرحة الموتى وفي السراديب التي كانوا
يجتمعون فيها في زمن الإضطهاد.

 


كيف أن الله يحزن ويكتئب ويصلي بلجاجة ودموع وصراخ شديد: إن ربنا يسوع له المجد
ليس لاهوتاً مجرداً من الناسوت، لكن اللاهوت متحد بالطبيعة البشرية. يسوع لم يسمح
للاهوته بتخفيف الآلام الواقعة على الناسوت، فلا عجب أن نرى المشاعر الإنسانية
تبدو واضحة لدى ربنا يسوع المسيح يا لتواضعه: “تعلموا مني لأني وديع ومتواضع
القلب فتجدوا راحة لنفوسكم” (مت 11: 29)

 


كيف أحتمل طائعاً ومتواضعاً؟ يكفي التأمل في مشهد الجلد والصلب لكي نشعر بالخجل من
أنفسنا فنحن الذين كان يجب أن نكون فوق الصليب لولا حب واتضاع السيد المسيح له
المجد. فدعك أيها الحبيب من روح الكبرياء لئلا تجلب على نفسك غضب الله. ونتحلى ونصفى
ونفهم الرب ووعده القائل: “فإذا تواضع شعبي الذي دعي إسمي عليهم وصلوا وطلبوا
وجهي ورجعوا عن طرقهم الرديئة فإني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم وأبريء
أرضهم” (2 أخ 7: 14)

 

فلا
عجب أن نرى المشاعر الإنسانية تبدو واضحة لدى ربنا يسوع المسيح فيحزن ويكتئب ويصرخ
صراخ داخلي حتى نفسه صارت حزينة جداً حتى الموت، وقد قرأت ذلك عندما بكى على
أورشليم وعلى فراق لعازر. ويفرح وينام ويعطش ويجوع. حقاً لقد شابهنا في كل شيء ما
خلا الخطية. وفي هذه اللحظات تجمعت خطايا البشرية كلها في كأس الألم التي تجرعها
يسوع له المجد خلال الآلام الرهيبة التي جاز فيها سواء آلام نفسية أو آلام جسدية،
لهذا خاطب الآب قائلاً: “إن شئت فلتعبر عني هذه الكأس”، وعلى الصليب: “إلهي
إلهي لماذا تركتني”

 

و
دليل آخر عندما جاء الجنود وسقطوا أمامه فلم يهرب لكنه سلم نفسه بإرادته وهو القوي
الذي أعاد أذن ملخس المقطوعة بسيف بطرس واشترط ترك التلاميذ حتى يسلم ذاته. وهذا
ما سمعته من قداسة البابا شنودة الثالث في شريط عظة له ولقد تعلمت الكثير والكثير
من جميع الشرائط التي سمعتها له: العظة على الجبل والمحبة وغيرها من العظات أطال
الله عمره ومجده لنا، فكثيرون لا يدركون كيف يموت الله على الصليب يظنون أن
المسيحيين على جانب كبير من التفاهة والغباء والكفر والإلحاد. إذا كان مات فعلاً
من ينظم الكون ومن كان يضبط العالم أثناء فترة موت الله. إن الله لا يموت لأن
اللاهوت منزه عن الآلام والموت؛ فالذي صلب هو الله المتأنس. ربنا يسوع المسيح =
الله المتأنس

 

ربنا
يسوع المسيح = الله + الإنسان = اللاهوت + الجسد البشري + النفس البشرية

 

 فبالموت
فارقت النفس البشرية الجسد البشري لكن اللاهوت لم يفارق إحداهما، ولذلك نجد أن
الجسد ظل بالقبر دون أن يتعرض للفساد، وهذا الجسد أيضاً عندما طعن بالحربة خرج منه
دم وماء وهذا دليل على أنه حي، وخروج الماء دلالة على أنه ميت، وهنا العجب وهنا سر
اللاهوت سر ربنا يسوع المسيح مخلصنا إن كان حياً وميتاً في آن واحد لأنه من الموت
نفتح عند قرص الشمس فانطفأت نوره ومن منهم زعزع الأرض، ومن أقام الراقدين الذين
شبعوا موتاً إلا الذي صار واحداً منهم ومن الذي ذابت أمام وجهه أبواب الجحيم
النحاسية وتحطمت متاريسه الحديد إلا إبن البتول الذي لم يسط عليه الموت بل مات
مختاراً ليحل الموت بالموت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار