علم الكتاب المقدس

التعارض بين العلم والكتاب المقدس



التعارض بين العلم والكتاب المقدس

التعارض
بين العلم والكتاب المقدس!!

متى
يوجد تعارض بين العلم والكتاب؟!

 كما
أوضحنا في مقدمة قسم “رجال الدين والعلم” أنه لم يحدث قط أن شعر
المسيحيون بأن الدين يتعارض مع العلم في أي شيء.. ولا أن الله قد يرفض العلم
وتقدمه.. بل هو الذي خلقه.. وهو الذي أعطى الإنسان العلم.. وأمره بالاستفادة منه..
فقد قال الله في سفر يشوع بن سيراخ الحكيم: “أعط الطبيب كرامته لأجل فوائده،
فإن الرب خلقه” (سي1: 38). الله هو مبدع هذا الكون بما فيه من علوم وفنون..
فكيف يظن البعض أن العلم والدين لا يتفقان؟!

 

ولكن..
متى يحدث تعارض بين العلم والكتاب المقدس؟ وهل يمكن أن يحدث هذا؟!

التعارض
الذي نتحدث عنه ليس هو في وجود أخطاء في الكتاب المقدس مضادة للحقائق العلمية.. بل
هو إساءة إستخدام الإنسان للعلم، بصورة يرفضها الدين، بل وحتى الأخلاق..! وبالطبع
نحن نقصد هنا الإنسان والجنس البشري..

 

 من
أمثال هذه الأمور:

الاجهاض
– الإستناخ – تأجير الأرحام – بنوك البويضات المخصبة – الهندسة الوراثية.. إلى غير
ذلك.

 

الاستنساخ
Cloning

الإستنساخ
هو إمكان إنتاج نسخة طبق الأصل من كائن ما، مستخدمين خلية منه، وبويضة من كائن آخر
من نفس النوع، ليكون بمثابة جنين يُزرَع في رحم مستعار، وينتج لنا هذا المخلوق
“النسخة”..!

وبعد
نجاح التجربة مع النعجة دوللي، وتم إنتاج نسخة طبق الأصل من إحدى خلاياها.. بدأ
الحديث حول إمكانية عمل ذلك في البشر!!!

يقول
قداسة البابا شنودة الثالث عن هذا الأمر: الأصل في خلق الله للعالم هو وجود ذكر
وأنثى.. وجعل الأسرة هي الخلية الأولى للمجتمع.. وأن ما دون ذلك هو خروج على
الأخلاق وكل الديانات. فالاستنساخ يعتبر جريمة في حق الإنسانية، ويحط من كرامة
الإنسان.. والطفل المستنسخ لا يعرف له نسب، ولا يعرف له عائلة ينتمي إليها..

مع
توضيح أن عملية الإستنساخ البشري هذه، لا تعتبر خلق إنساناً.. حيث الخلق يكون من
العدم.. بل هو استخدام لمادة موجودة بالفعل.. فالله هو أصل الوجود.. معطي الحياة
وخالقها..

ويقول
نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب أن الجانب المضيء في موضوع الاستنساخ عموماً (وليس
استنساخ البشر) هو تمكين العلماء من التعامل مع الأمراض، فينتجون أعضاء أو صمامات
أو أمصال.. كما يكمن للهندسة الوراثية العلاج بالجينات، أو حتى الوقاية بالجينات
من أمراض وراثية (حوالي 5000 خطأ أو مرض وراثي تم التعرف عليها جينياً).

ويضيف
نيافة الانبا موسي أنه بالنسبة للحيوانات قد يستطيع العلماء إنتاج سلالات أفضل من
الأبقار مثلاً، تنتج ألباناً ذات كفاءة بروتينية عالية، وتصلح للأطفال المبتسرين..
أو لإنتاج مزيد من اللحوم أو الألبان أو الأصواف.. أو لمنع حيوان معين من
الانقراض..

وبالنسبة
للنباتات قد يتمكن العلماء من إنتاج سلالات تقاوم العطش والملوحة والآفات الزراعية
وتتحمل الأجواء المختلفة..

 

الإجهاض
Abortion

الاجهاض
هو التخلص من الجنين في مراحله الأولى من داخل رحم الأم..

وهو
ببساطة يحول الأم إلى قاتلة (إن فعلت ذلك عمداً).. فلو أُعطِيَ هذا الجنين الفرصة،
كان يمكن أن يخرج، وتكون له حياة.. وما أدرانا أي مستقبل كان ينتظره.. ربما كانت
أسرة تلك العائلة تتشرف به!

وإن
وافق الزوج على إجراء عملية الأجهاض، فهو يعتبر مشترك في الجريمة!

وأيه
إمرأة يطلب منها زوجها أن تجهض جنينها، يجب ألا تطيعه في ذلك إطلاقاً، إلا لو كانت
الولادة تتسبب في وفاتها..

إن
إجهاض الجنين ليس فقط قتلاً لإبن، إنما هو قتل لطفل كان يمكن أن يصير ابناً له.
فهو كان سيتعمد بعد ولادته ويصبح ابناً لله والكنيسة.. وقتله وحرمانه من تلك
البنوة، عبارة عن خطية مركبة.

 

الهندسة
الوراثية
Genetic Engineering

نرى
بعض العلماء يتحكمون في النسل وتشكيله بما يسمونه “الهندسه الوراثيه”.
فهل تصرفهم هذا يؤثر على الدين؟ وعلى إيماننا بقدرة الله كخالق؟!

ممارسة
هذه العلمية أيضاً هي أحد الجوانب التي يتعارض فيها العلم الحديث مع الكتاب
المقدس..

يجيب
قداسة البابا شنودة الثالث:

إنهم
يلجأون إلى طريقة التهجين للحصول على أصناف معينة.

كما
يحدث في تهجين الحيوانات للحصول على أصناف جديدة أقوى.. أو ما يحدث في تطعيم أصناف
من النباتات بأصناف أخرى للوصول إلى أنواع أجود. ولكن الخطورة مع هؤلاء أنهم بدأوا
في تطبيق نفس النظرية العلمية على الإنسان!

إنهم
يختارون حيوانات منوية من رجال بصفات خاصة، يخصبون بها بويضات من نساء لهم صفات
خاصة، للوصول إلى نوعية من البشر بطريقة أطفال الأنابيب.

(مع
ملاحظة أن موضوع اطفال الانابيب هذا ليس خطأ إذا كان الحيوان المنوي والبويضة من
زوجين).

ويمكن
أن يحتفظوا في متحفهم بالبويضات المخصبة من كل الأنواع: فيها الأبيض والأشقر
والأسمر والأسود والطويل والقصير.. وفيها التي تتصف بصفات معينة كالذكاء والفن
والشعر والموسيقى.. أو التي تتصف بقوة الشخصية أو الحكمة أو الإرادة أو الروح
المرحة أو الروح الجادة..!

ويتركون
لمن تأتي إليهم من النساء الحرية في اختيار البويضة المخصبة التي تريدها لكي تزرع
في رحمها! كأن تقول: “أريد ولداً أبيض، طويل القامة، أشقر الشعر، عيناه
خضراوان. ويكون ذكياً ومرحاً وإدارياً”!!

وطبعاً
هذا كله ضد الدين، وضد علم الأسرة والاجتماع. ويظهر فيه كبرياء الإنسان وغروره.

 

1-
ففي هذا الوضع يفقد الشخص هويته وانتماءه
his identity.

فلا
يعرف من هو أبوه الحقيقي؟ ومن هي أمه صاحبة البويضة المخصبة. وإن كان يعرف الأم
الحاضنة التي لا دخل لها في نسبه، والتي ربما لا تتصف بشيء من صفاته. وأيضا لا
يعرف ما هو جنسه، وما هو أصله، وما هو موطنه!!

 

2-
يدخل في رحم المرأة ما لا يحق دخوله شرعاً.

لأنه
حتى لو كانت البويضة من نفس المرأة، لا يجوز من الناحية الدينية أن تخصب بحيوان
منوي لي من زوجها الشرعي.. فكم بالأولى لو كانت حتى البويضة ليست لها.

وهنا
نسأل: بأي حق تصير أماً؟! وقد قامت مشاكل في بلاد الغرب بين الأم صاحبة البويضه،
والأم التي احتضنت البويضة في رحمها، وولدت وأرضعت..!

 

3-
غرور من الإنسان أن يتدخل في تشكيل الطبيعة البشرية.

إن
كان قد تدخل في الحيوان والنبات، فإن الإنسان ذا الطبيعة العاقلة الناطقة، ليس له
أن يتدخل في عقليته ومواهبه وشكله وطبيعته عموماً.. وليس له أن يدعي أنه يمكنه
الحصول بذلك على تكون الإنسان المثال الذي تشتهيه الأجيال “سوبرمان”
Superman! أو يغرق العالم بأصناف منه أو من غيره، أو جيل من الأغبياء، أو
من أصحاب المواهب..!!

إن
مشكلة برج بابل التي عاقب الله عليها في (تك1: 11-9) هي أخف بكثير مما يفعله أصحاب
نظرية الهندسة الوراثية باسم العلم!!

 

4-
ومع كل هذا، فما يعمله هؤلاء العلماء هو من باب الصناعة وليس الخلق.

فهم
لا يستطيعون أن يخلقوا حيواناً منوياً واحداً، ولا بويضة بشرية واحدة. إنما هم
يتصرفون فيما خلقه الله من المنويات والبويضات.

كذلك
هم لا يستطيعون أن يوجِدوا حيوانات منوية لها صفات خاصة من المواهب، إنما يأخذونها
كما هي مع بما وضعه الله فيها من مواهب، ثم يحاولون أن يتعاملوا معها علمياً،
وكذلك مع البويضات؟

 

5-
كذلك تتداخل في عملياتهم نواح من الاجهاض..

وذلك
بخصوص البويضات المخصبة، التي تُهمَل، أو التي لا يجدونها صالحة للاستعمال، أو التي
تُباد في بعض العمليات.

 

6-
كذلك عملياتهم ضد قدسية الزواج.

لأنهم
يخصبون أية بويضة من أي حيوان منوى، بدون أية رابطة شرعية أو دينية بينهما، وحتى
بدون مبدأ الإيجاب والقبول.

وكأنهم
إن حصلوا على أبناء، يكون جميعهم أبناء غير شرعيين.

 

7-
وهم أيضاً يتدخلون في الطبيعة البشرية، ويتحكمون في الجينات
Genes،
وفي الهرمونات
Hormones والكروموزومات Chromosomes، ويشكلونها حسبما يريدون.

 

8-
ونحن لا نعرف مصير ما يعملون.

إن
الأجيال المقبلة هي التي ستحكم على نتائج كل تلك العمليات، فما أسهل أن يبدو نجاح
ظاهري مبدئي في بعض العلميات، ويثبت المستقبل كارثة لا ندري مداها..

 

9-
وهنا سؤالاً أخطر:

ماذا
لو ازداد غرور العلماء أو حبهم للاستطلاع في إنتاج أنواع من البشر دخل في تركيبهم
أنواع من الحيوانات؟!!!

في
الواقع أن الأمر يحتاج من الدول أن تن قوانين لمنع التمادي في حب الاستطلاع هذا.
ولا يُترَك العلم إلى لون من التسيب يقف فيه ضد الدين، وقوانين الأسرة والمجتمع
والأخلاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار