علم المسيح

الباب الأول



الباب الأول

الباب الأول

من بدء الخدمة حتى دخول المسيح إلى أُورشليم للمرة الأخيرة

الفصل الأول

المسيح والمعمدان (2829م)

[ثلاثون سنة من الصمت المهيب، لم يقطعها المسيح إلاَّ
بزيارات خاطفة للهيكل. وقد حان الوقت للانتقال من الحياة اليومية بروتينها الخاص،
إلى الحدث الذي يهز العالم. كان ظهور المعمدان كسابق يُعِدُّ طريق المسيح متوافقاً
مع أيام حكم الطاغية طيباريوس قيصر حاكم روما. وكان أيامها عمر بليني مؤرِّخ روما
الذي تكلَّم عن المسيح، لا يزيد عن أربع سنوات، أمَّا فسباسيان الذي سيخرِّب
أُورشليم مع ابنه تيطس ويحرق هيكلها فكان في تلك الأيام ابن تسع عشرة سنة. وكان
وقتها أيضاً الاستعداد لحفلة زواج بنت جرمانيكوس التي أنجبت بعد تسع سنوات من هذا
الزمان الطاغية نيرون مضطهد المسيحية المشهور، الذي نكَّل بالمسيحيين وحوَّل الجيل
الأول إلى شهداء. نعم في ذلك الزمان كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في بريَّة
الأردن.]
شين([1])

 

نعتمد
هنا في التوزيع الزمني على إنجيل ق. يوحنا، لأنه الوحيد الذي يحتفظ بذلك.

كان
همّ المعمدان الوحيد القيام بمهمته كمُرسَل قدَّام المسيَّا ليُعِدَّ له الطريق.
ولكن المعمدان ارتأى أن يمتد بخدمته ويكون له تلاميذ لمعونته في مهمته، وكان
المفروض في خدمة المعمدان أن تنتهي عند نقطة انتقال الخدمة إلى المسيح.

1-
السنهدرين يُرسل سفارة للتحقُّق من شخصية المعمدان

كان المعمدان ينتقل بين شاطئ الأُردن شرقاً وغرباً يعمِّد
وتلاميذه معه. وكان السنهدرين

اليهودي وهو على أعلى مستوى إكليريكي قد أعطاه
التصريح أن يعمِّد. وبينما كان على الضفة الشرقية في
بيرية عند بيت عبره
أي موضع عبور العبَّارة التي تنقل الناس
والبضائع من الشرق إلى الغرب والعكس، وبعد أن اتسعت خدمة المعمدان وصار له تلاميذ
وابتدأت الجموع تتكلَّم عنه أنه هو المسيَّا، اضطر السنهدرين أن يُرسل بعثة قضائية
للتحقيق في الأقوال التي سُمعت عنه ولأخذ ردود من فمه.

أمَّا يوحنا فلم يعطهم إجابات واضحة في الأول كما يريدون،
ولكن اكتفى فقط بأن يقول: “إني لست أنا المسيح” (يو 20: 1)! مما اضطر
البعثة أن تضغط عليه بأسئلة أخرى متتابعة. فمع أنه معروف أنه قد جاء بروح إيليا
بمعنى شخصيته، بل وكان هو أيضاً يعرف ذلك؛ إلاَّ أنه لمَّا سُئل: “إيليا
أنت” نفى ذلك أيضاً، واكتفى بأن يقول إنه صوت ينادي بالتوبة وإنه إنما يعمِّد
بالماء، ولكن الآتي بعده وهو أقوى منه سيعمِّد بالروح القدس ونار. وأضاف أن هذا
الأقوى منه موجود في وسطهم ولم يعرفوه، وحجز بقية الكلام أنه يعرفه لأن هذا
التحقيق جرى بعد معمودية المسيح وتعرّف المعمدان عليه.

وقد
أحس المعمدان بعدم رضا السنهدرين على عمله، لذلك أعطى الأجوبة السلبية والمبتورة
بتحفُّظ شديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار