علم الانسان

الاتجاهات والاهتمامات والقيم



الاتجاهات والاهتمامات والقيم

الاتجاهات
والاهتمامات والقيم

أولا:
الاتجاهات النفسية الاجتماعية:

 تشير
الاتجاهات النفسية الاجتماعية الى نتائج تأثر مشاعر الفرد وآرائه وسلوكه بالمنبهات
الاجتماعية التى يتلقاها اثناء تعامله مع الآخرين خلال مراحل عمره المتتالية، سواء
داخل الأسرة او جماعة الأصدقاء او جماعة العمل أو من خلال وسائل الاتصال
الجماهيرية

 والإهتمام
بعمليات قياس وتقدير وتغيير الاتجاهات من أهم موضوعات الدراسة فى علم النفس
الاجتماعى الحديث على أساس أن تكوين الاراء والاتجاهات افيجابية البناءة، وتعديل
الآراء والاتجاهات السلبية المعوقة بالحكمة والقدوة الحسنة، واساليب التنشئة
الفعالة، يعد أساسا لرفع كفاءة الافراد، وتقدم الجماعات والمجتمعات.

 

تعريف
الاتجاه:

الاتجاه
عبارة عن مفهوم –يستدل عليه – وليس شيئا أو تصرفا واحداً يرى بشكل مباشر. وهو يشير
إلى ذلك التنظيم أو النسق الفريد الذى يضم كلا من معارف الشخص أو معلوماته،
ودوافعه أو انفعالاته، وسلوكه أو تصرفاته التى تتخذ طابع القبول أو الرفض،
الموافقة أو المعارضة، لموضوع معين. وعرفة الاتجاه تساعد على التنبؤ بآراء الشخص
وإستجاباته الإنفعالية وتصرفاته أو أستعداده للقيام بسلوك أو تصرف معين:

 ونستطيع
أن نستثف معالم الاتجاه النفسى والاجتماعى لشخص معين نحو أحد الموضوعات من خلال
استقراء آرائه ومعتقداته وتصرفاته نحو هذا الموضوع فى مواقف متعددة: فغتجاه الشخص
نحو المرأة يستخلص من خلال آرائه وسلوكه حول أهمية تعليمها وعملها وكفاءة أدائها
لواجباتها فى البيت، ورعايتها لأبنائها وزوجها، وأهمية دورها فى بعض العمال، ودرجة
توفيقها بين أدوارها فى الأسرة وفى العمل.. الخ

و
اتجاه الشخص نحو التعليم، يستخلص من خلال آرائه نحو أهمية مواصلة التعليم، وتقليل
نسبة تسرب التلاميذ من المدارس، وعدم التوقف عن التعليم فى مرحلة مبكرة من الدراسة
سعيا للعمل المبكر أو الزواج المبكر، وأهمية التعليم فى رفع كفاءة الأشخاص
والمجتمعات.. الخ

 وبالمثل
يمكن إستخلاص إتجاه الشخص نحو العمل الحر – فى مقابل العمل الحكومى، ونحو إنجاب
عدد كبير من الابناء فى مقابل – عدد محدود من الأبناء، ونحو التشدد فى العقوبات
الجنائية – فى مقابل التخفيف من هذه العقوبات، ونحو نشاط الجماعات المهنية أو
الأنشطة الاقتصادية أو الرياضية أو الدينية، أو أبناء الجنسيات الأخرى العربية أو
الأجنبية.. الخ.

 

خصائص
الاتجاه النفسى الاجتماعى:

1-مفهوم
” مركب ” يستخلص من مجموعة أراء الشخص وتصرفاته التى تطبع بطابع وجدانى
تقويمى نحو موضوع معين. الاتجاه أعقد من الرأى الفردى لأنه يستخلص من عديد من أراء
الشخص وتصرفاته نحو موضوع الاتجاه.

2-تقدر
الاتجاهات وتقاس لدى الشخص الواحد نحو عدة موضوعات اجتماعية لها معنى اجتماعى.
الاتجاه يختلف من الراى العام الذى يقدر ويقاس لدى جماعة [ أو مجتمع ] معين على
أساس نسبه شيوع راى [ أو حكم ] بالموافقة أو املعارضة داخل هذه الجماعة نحو موضوع
خلافى مثل اتجاهات الراى العام نحو موضوع زيادة الاسعار

3-يكتسب
الفرد – أى يتعلم – ببطء اتجاهاته على مدى سنوات تنشئه [ فى الأسرة والمدرسة
ومواقف الحياة المختلفة ]، ويتم هذا التعلم للإتجاه بمقتضى قوانين التعلم واكتساب
الخبرات [ انظر فصل التعلم ]

4-يتسم
الاتجاه – بعد أن يتكون – بنوع من الاستقرار النسبى، ولا يتغير بسرعة أو بشكل
عابر.

5-موضوعات
الاتجاهات متعددة ومتنوعة: فقد تطكون مادية [ كالطرق والمواصلات، والحدائق والتلوث
] أو معنوية [ كالديمقراطية، والحرية، وحقوق الإنسان أو أشخاصا [ كالمرأة العاملة،
أو رجال مكافحة الاجرام، أو المتعاطين للمخدرات.. أو جماعات [ مثل الجماعات
المهنية أو السياسية أو الدينية ] أو نشاطا معينا [ كالنشاط العلم أو التجارى أو
الرياضى.. ] وفى جميع الاحوال يجب لهذه الموضوعات أن تتميز بالحضور النفسى لدى
الفرد أى يكون لها معنى لدية وتحرك تفكيره ووجدانه وسلوكه فى اتجاه معين ايجابا أو
سلبا، معها أو ضدها.

6-يتم
قياس اتجاه الفرد، نحو بعض الموضوعات، بأساليب أو مقاييس دقيقة يصمها علماء النفس
لهذا الغرض لكى تكشف عن درجة التقبل او الرفض لموضوع الاتجاه

 

مكونات
الاتجاه:

للاتجاه
ثلاثة مكونات اساسية هى المكون الوجدانى والمعرفى والسلوكى

1-المكون
الوجدانى:

ويتصل
هذا الجانب بمشاعر الشخص وانفعالاته المرتبطة باحد الموضوعات وهذا الجانب هو
المسئول عن جعل الموضوع يبدو على أنه سار محبوب، وأو مكدر مكروه، وهو المسئول عن
قبول الشخص أو رفضه لموضوعات أو أنشطة معينة، وعن اكتسابه نوعا من اللين أو
المقاومة عندما يتعرض لمحاولة تغيير بعض آرائه أو معتقداته أو عاداته.

ويشكل
هذا الجانب رغبات الشخص وحاجاته ودوافعه. وهو أساس التقويم الإنفعالى، وهو يمثل
الثقل الوجدانى الذى يعطى لفتجاهات نوعا من الاستمرار والدافعية

2-المكون
المعرفى:

يتضمن
هذا المكون مجموعة معارف الشخص او معلوماته وآرائه وأحكامه ومعتقداته حول موضوع
الاتجاه. ويطلق أحيانا على هذا الجانب إسم ” الجانب الادراكى “، وتصطبغ
– غالبا – المعلومات والآراء التى يشتمل عليها هذا الجانب بصبغة وجدانية تقويمية،
تدفع الى القبول أو الرفض لموضوع الاتجاه – بدرجات متفاوتة.

ويغلب
ان تؤثر المعرفة على المشاعر والوجدانى، فمن يعرف لغة أجنبية معينة، يتعاطف غالبا
من أهلها، لأنه يدرك الجوانب المشرقة فى ثقافتهم. كما أن الناس أعداء ما جهلوا لأن
عدم الاحاطه ببعض الفنون والعلوم او ضروب الاعتقاد لدى جماعة معينة، قد يورط الشخص
فى بعض الآراء المتحيزة أو المبتسرة ضدها.

وبالمثل
فإن المشاعر والإنفعالات والجانب الوجدانى من علاقة الشخص بموضوع معين يجعله يبحث
عن المعلومات أو التبريرات ” المعرفية ” العقلية التى تضفى على موضوع
التقدير أو التحقير نوعا من المعقولية.

3-المكون
السلوكى:

 يتمثل
هذا الجانب فى استعداد الشخص للتصرف أو للقيام بسلوك معين استجابة لمعارفه
وتقويماته الوجدانية. أى ان اتجاه الفرد اذا كان موجبا نحو موضوع معين، أى أن
معارفه أو معلوماته، أو تقويماته الوجدانية نحو هذا الموضوع تتسم بالقبول
والتاييد، فإنه يكون مستعدا – غالبا – لإظهار انواع من السلوك الإيجابى المؤيد
لهذا الموضوع. وعلى العكس، اذا كانت معارف الشخص وتقويماته نحو موضوع معين سلبية
فغنه يكون – غالبا على استعداد لإظهار انواع من السلوك المعارض أو السلبى أو
العدوانى.

 ومع
ان المكون الوجدانى هو محور الاتجاه، إلا أن الاتجاه قد يبدا فى التكوين من أى
مكون من المكونات الثلاثة [ المعرفة أو الوجدان او السلوك ]

 يوجد
– غالبا – اتساق أو اتفاق بين مكونات الاتجاه الثلاثة [ المعرفى والوجدانى
والسلوكى ] من حيث الوجهة [ الموافقة او املعارضة ] نحو موضوع الاتجاه

 مثال:
الاعتقاد فى ان فئة اجتماعية او مهنية معينة [ مثل تجار المخدرات ] سيئة والشعور
نحوها بنوع من التحقير وعدم الاحترام، والميل الى الامتناع عن التعامل معها فى
مواقف الحياة اليومية، وتأبيد اتخاذ الدولة لاجراءات وعقوبات مشددة نحوها.

 ويتوقع
– غالبا – وجود ارتباط شديد او اتساق كبير بين المكونات الثلاثة للاتجاه معظم
حالات التطرف بالتقبل أو الرفض. الا أنه عندما يحدث فى بعض الحالات نوع من التعارض
بين ما يدركه الشخص، وما يشعر به، وما يسلكه، فغنه اما أن يتوتر ويشعر بعدم
الاستقرار الى أن يتم له تحقيق الاتساق بين المكونات الثلاثة [ المعرفة والوجدان
والسلوك ] أو يلجأ إلى نوع من التبر ير أو اعادة الصياغة للموضوع.

 

ثانيا:
الاهتمامات (الميول):

[1]
تعريف الاهتمام:

 اذا
كانت الاتجاهات الاجتماعية عبارة عن اراء وتفضيلات تتصل بموضوعات اجتماعى فإن
الاهتمام يتمثل فى اتجاه ايجابى نحو بعض الاشياء أو بعض جوانب النشاط، يجعل الشخص
يشعر نحوها بجاذبية خاصة، ويوجه إليها عنايته، ويركز فيها انتباهه، ويستمر فى
ادائها مع الشعور بنوع من الاستمتاع.

و
لا يولد الطفل وهو مزود بإهتمامات معينة وانما تنمو لديه الاهتمامات وتكتسب خلال
خبرات التعلم التى نرضى حاجاته، وتشجعه على استمرار اهتماماته

 ويمثل
الاهتمام دافعا للشخص لكى يقوم بما يريد، عندما تترك له حرية الاختيار لما يمكن أن
يفعله. ولا يستطيع الشخص ان يواصل التعلم او العمل دون ” اهتمام ” بما
يتعلمه أو يقوم بعمله، فإذا لم يتوفر شعر بالملل والضجر وتوقف عن مواصلة التعلم أو
العمل

 ويختلف
الاهتمامات عن الاهواء والميول العابرة فى درجة الاستمرار [ ليس فى النوع ]، لأن
كلا منهما يدفع سلوك الفرد بقوة، إلا أن الأهواء أو الميول العابرة لا تعطى الفرد
إلا نوعا من الرضا العابر الذى لا يلبث أن يتحول إلى ملل او ندم. ونظرا لأن
الاهتمامات ترضى حاجات شديدة الاهمية للتوافق الشخص والاجتماعى فهى اكثر استمرارا
ودواما. وكل نوع من الاهتمامت يشبع بعض الحاجات. وكلما كانت الحاجة قوية، كان
الاهتمام قويا وممتدا على مدى حياة الفرد. كذلك كلما تم التعبير عن الاهتمام فى
صورة انواع من النشاط، قوى هذا الاهتمام.

 

[2]
أهمية الاهتمامات:

تلعب
الاهتمامات دورا هاما فى حياة الأشخاص من جميع الاعمار، لأنها تؤثر على سلوكهم
واتجاهاتهم نحو موضوعات النشاط المختلفة.

و
لخبرات الطفولة اهمية خاصة فى تحديد الاهتمامات وترتقى، عبر سنوات العمر، ويتشكل
السلوك المتوقع من الشخص فى مختلف المواقف، بل وتتبلور أهم ملامح الشخصية التى
سيتميز بها الفرد فى المستقبل.

وفيما
يلى أهم الأدوار التى تلعبها الاهتمامات فى حياة الطفل:

أ-تزويد
الطفل – خلال سنوات الطفولة – بدافع قوى للتعلم.

ب-تشكيل
صور طموحات الطفل، وتحديد درجة شدتها.

ج-استمتاع
الشخص بانواع النشاط التى يمارسها.

 

[3]
نمو الاهتمامات المهنية:

يبدأ
الأطفال فى الاهتمام بمهن المستقبل قبل دخول المدرسة الابتدائية، ويساعد على ابراز
هذه الاهتمامات الاسئلة التى يوجهها الأخرون للطفل، عندما يسألونه: ماذا تجب أن
تعمل فى المستقبل؟ كما يساعدهم على تحديد المهن المرغوبة ما يسمعونه ويرونه من
الوالدين والأقارب ومن خلال وسائل الاعلام من نماذج النجاح بمختلف المهن. فهم
يسمعون اعضاء

اسرها
وجيرانهم يتحدثون عن أعمالهم. ويزيد اهتمامهم بمهن المستقبل، ودخول المدرسة، وما
يسمعون فيها من زملائهم وأساتذتهم عن المهن الجذابة ومزايا العمل بكل منها

 ويقوم
اختيارات الطفل وتفضيلاته لمهن المستقبل على اساس افكار ” طفلية خيالية تعتمد
على الاهواء العابرة والاعجاب بالمظهر الخارجى، وهى تفتقد للمعلومات الضرورية عن
المهن المتاحة فى المجتمع، وأنواع التعليم والتدريب الذى يؤهل لها، والقدرات
والمهارات اللازمة للنجاح فى مهامها. وتستمر هذه المرحلة من الاختيار الخيالى
للمهن حتى قرب مرحلة البلوغ [ أى بين عمر 11 و12 سنة ]، حيث يتأثر تفضيل مهن معينة
بما يحب الفرد ان يفعله، وليس بما لدية من استعداد او قدرة على داء. لهذا تتعرض
الاختيارات المهنية – فى هذه الفترة من العمر – للتغير، وقد تتغير أكثر من مرة
خلال السنة الواحدة

ويصبح
الاختيار المهنى اكثر استقرارعندما يكبر الفتيان، حيث تزداد معلوماتهم عن الفرص
المهنية ووعيهم بقدراتهم ومهاراتهم واستعدادهم لعمل معين. ومع ذلك فقد يغير
الراشدون مهنم او مجال عملهم وفقا فهتماماتهم عندما يجدون فرصة اكبر لتحقيق المزيد
كم النجاح فى العمل الجديد، وان كان هذا لا يحدث كثيرا

و
تتاثر الاهتمامات المهنية بالعوامل التالية:

1-اتجاهات
الوالدين والأخوة والقران

2-ارتباط
بعض المهن بمكانة كبيرة فى المجتمع سواء كان هذا على اساس علمى او عملى او مالى أو
وطنى.. الخ

3-الخبرة
الشخصية، فالطفل قد ينظر الى الجندى الذى ينظم المرور أمام المدرسة على انه اعظم
رجل، ويتمنى – بناء على هذا – ان يصبح شرطيا. أما اذا كانت خبرته سيئة مع الشرطى
أو الطبيب، فلن يفضل أن يصبح شرطيا أو طبيبا.

4-ملاءمة
المهنة للجنس، فبعض المهن تبدو اكثر ملاءمة للذكور [ مثل أعمال الضباط والجنود
والمهندسين واستصلاح الأراضى..] والبعض الآخر اكثر ملاءمة لفناث [ مثل الطب
والتمريض والتعليم ورعاية الأطفال..]

5-اتاحه
مزيد من الحرية والمخاطرة [ مثل المهن الحرة – فى مقابل العمل الأقل مخاطرة فى
الوظائف الحكومية والمصانع والشركات ]

6-الاعجاب
باشخاص معينين، يجعل الشخص يحب أن يعمل بمهنهم. فالصانع الماهر والمعلم البارع،
والقائد المحبوب، والعالم المخترع يمكن أن يكون – كل منهم – نموذج يحتذى

7-القدرات
الجسمية والعقلية والسمات الشخصية تلعب دورا هاما فى نمو الاهتمامات المهنية
فالطفل الذى يتجنب المخاطرة يكون يكون اتجاهات ايجابية نحو الأعمال الآمنة، والطفل
الذى يتسم بالمخاطرة وتوكيد الذات ورد العدوان يختار الاعمال التى تتطلب الجسارة
والشجاعة.

 ولا
شك ان تقديم بعض المعلومات للطفل اوالشباب عن استعداداته أ, قدراته، وعن مهاراته
وسماته الشخصية من خلال الاخصائى النفسى المدرسى يساعدا على ترشيد عملية الاختيار
المهنى، وبحيث يختار الفرد المهنة التى تتلاءم مع استعدادته واهتماماته، مما يحقق
له أكبر قدر من توافقه الشخص والاجتماعى

 

ثالثا:
القيم

[1]
تعريف مفهوم القيمة:

قيمة
الشئ فى اللغة تعنى قدره أو ثمنه، وأن كانت القيمة أعم من الثمن، لأن الثمن هو ما
يقدر من مال عوضا للشئ عند البيع، أما القيمة فتعنى كل ما هو جدير باهتمام الشخص
وعنايته لاعتبارات اجتماعية أو اقتصادية أو اخلاقية أو دينية أو جمالية أو نفسية

وسوف
نميز بين اطارين أساسيين لمفهوم القيمة، الاطار الأول: هو الإطار الاجتماعى العام،
الذى يشير إلى ترتيب الأولويات لما هو معياوى او مثالى على مستوى الجماعة
الاجتماعية او المجتمع.

 وهذا
المفهوم الاجتماعى للقيم يشير إلى المعايير الاجتماعية التى تمثل قواعد السلوك او
توقعات الجماعة وتفضيلاتها لأنماط السلوك المقبول [ أو غير المقبول ] فى موقف
معين. والقيم الاجتماعية بهذا المعنى تمثل احد موضوعات على الاجتماع والمجتمع

و
هذا المفهوم الاجتماعى للقيم يشيرا إلى المعايير الاجتماعية التى تمثل قواعد
السلوك او توقعات الجماعة وتفضيلاتها لأنماط السلوك المقبول [ أو غير المقبول ] فى
موقف معين. والقيم الاجتماعية بهذا المعنى تمثل احد موضوعات علم الاجتماع.

 اما
الاطار الثانى لمفهوم القيمة فهو الإطار النفسى أو النفسى الاجتماعى، الذى يشير
الى ترتيب موضوعات الاهتمام والوسائل والغايات – بالنسبة للفرد – وفقا لما يضفيه
عليها من درجات التفضيل أو عدم التفضيل.

ومن
اهم خصائص القيم الفردية أنها تتميز بنوع من الترتيب الهرمى المتدرج من اكثر القيم
اهمية وتوجيها للسلوك والتفكير، والى أقلها أهمية. ومع وجود أنواع من القيم العامة
المشتركة، فإن كل فرد له نسق خاص أو ترتيب لأولويات دوافعه واهتماماته التى تميزه
عن غيره من الافراد

[2]
دور التنشئة الاجتماعية والخصال الفردية فى تشكيل نسق القيم لدى الفرد: تلعب
الاسرة منذ مراحل مبكرة من العمر – خلال عملية التنشئة الاجتماعية للأبناء – دورا
هاما فى تحديد دلالات الأشياء والأحداث والاشخاص، وفى تكوين صيغة متسقه، أو تكوين
نسق لترتيب الأولويات. أى ما هو ملائم وما هو غير ملائم من أنماط السلوك والدوافع.
وقد تضفى قيمة اكبر على موضوعات أو تصرفات معينة وتدعم انماط السلوك المرتبطة بها،
فهى قد تدعم سلوك الاستقلال او الانجاز، أو المنافسة.. الخ

 على
ان خصال الطفل الوراثية والعقلية تشكل أسلوب تفاعله مع الخبرات والاحداث التى
يتعرض لها فى الاسرة والبيئة الاجتماعية المحيطة، وهذه الخصال الفردية هى اساس
الفروق الفردية بين الاشخاص، لنها تشكل لدية نمطا فريدا فى الاستجابات التى تؤثر
فى المحيطين به كما تتأثر بهم، ويترتب على هذا التفاعل بين الخصال الفريدة للشخص
نمط فريد من ترتيب الاهمية لدوافعه وحاجاته واهتماماته، وهى التى تمثل نسقه
القيمى.

 ويتشكل
نسق القيم لدى الافراد وفقا لسمتوى ارتقاء الفرد أو المجتمع الذى ينتمى هذا الفرد.
ففى المستوى الادنى من ارتقاء تقتصر التفضيلات على انماط السلوك المرتبطة بدوافع
فسيولوجية، وعدد محدود من الدوافع الاتماعية، وكلما ارتقى المستوى الثقافى أو
الحضارى للأ فراد أتسع نطاق القيم واشتمل على مزيد من الدوافع الاجتماعية.

 

التنشئة
الاجتماعية والثقافية

تعد
وحدة المجتمع واستماريته من القضايا الهامة التى شغلت علماء الاجتماع واستحوزت على
جانب كبير من دراساتهم- ومن تم اهتم علماء الاجتماع بدراسة العلميات الاجتماعية
التى تحقق هاتين الخاصيتين.

و
لعل عملية التنشئة الاجتماعية التى يقوم بها المجتمع لاطفاله الصغار من اهم
العمليات التى تعمل على استمرارية المجتمع وتواصله وتحافظ على وحدته وتماسكه ولكن
ماذا يقصد بالتنشئة الاجتماعية؟

 

مفهوم
التنشئة الاجتماعية

منهم
عملية التنشئة الاجتماعية، تبدأ معك بملاحظة سلوك الطفل منذ اللحظات الاولى بعد
الميلاد، فالطفل يولد وهو لا يستطيع الجلوس أو المشى انما يقوم بحركات جسمية
عشوائية. وهو لا يستطيع التحدث أو الاتصال مع الآخرين ولكن يصدر عنه أصواتا
وهمهمات غير مفهومة. وهو لا يستطيع الاعتماد على نفسه فى التغذية أو الحماية..
الخ. بمعنى آخر يمكن القول بأن الطفل يولد غير مزود بانماط السلوك التى تعارفنا
عليها بانها سلوك انسانى أو تميز المجتمع الانسانى.

وهنا
نجد انفسنا أمام امرين هامين:

الأول:
وهو ان هذا الوليد لابد وان يتعلم طرقا معينة تساعده على البقاء والمحافظة على
حياته معتمدا على نفسه ومحققا انسانيته.

الثانى:
وهو أن هذا الوليد لابد وان يتعلم أساليب وقيم وعادات وتقاليد الجماعة التى سوف
يصبح عضوا فيها عندما يكبر.

ومن
هنا كانت أهمية التنشئة الاجتماعية للطفل والتى يكتسب منها انسانيته ويتحول من
كائن بيولوجى الى انسان اجتماعى.

و
قد عرف علماء الاجتماع التنشئة الاجتماعية على انها:

العملية
التى يتم من خلالها اكساب الفرد انواع السلوك والمهارات الضرورية للمشاركة فى
الحياة الاجتماعية.

 ويرى
علماء الاجتماع ان الطفل يولد ولدية امكانات سلوكية متعددة بمعنى أنه يستطيع ان
يسلك بطرق متعددة ثم يقوم مجتمع الكبار بأفراده ومؤسساته بتدعيم وتنمية هذه
الإمكانات على نحو يتفق من ثقافته، ومن ثم يمكن القول بأن سلوك الانسان عبارة عن
محصلة للتفاعل بين رافدين اساسيين وهما: الخصائص البيولوجية للفرد والبيئة
الاجتماعية

 وهذا
يعنى ان الفرد لا يستطيع أن يحيا حياة اجتماعية سليمة بالاعتماد على امكاناته
وخصائصه البيولوجية فقط، انماط لابد أن يتعلم طرق وأساليب المعيشة والمشاركة فى
البيئة الاجتماعية والتى تتم من خلال عملية التنشئة الاجتماعية

 وهنا
قد تسال كيف توصل علماء الاجتماع الى هذه النتائج؟ وماذا يحدث تتم عملية تنشئة
اجتماعية للطفل؟

 لم
يصل علماء الاجتماع الى هذه النتائج بالاعتماد على تصورات نظرية أو آراء شخصية
ولكن توصلوا اليها فى ضوء ملاحظات علمية ودراسات ميدانية لاطفال وجدوا فى ظروف
حالت دون تنشئتهم اجتماعيا فبعضهم عاش فى الغابة بين مجموعة من الحيوانات كالذئاب
أو القرده وعرفوا ” بأطفال الغابة وآخرون حبسوا منعزلين فى غرف مغلقة.

 ولاحظ
علماء الاجتماع أن هؤلاء الاطفال لم تمكنهم خصائصهم البيولوجية اكساب صفة
الانسانية، بمعنى انهم فشلوا فى تنمية مهارات لغوية أو فكرية أو حركية أو غيرها من
المهارات التى تميز المجتمع الانسانى وذلك نتيجة عزلتهم عن التفاعل الاجتماعية مع
بنى البشر

ماذا
يكتسب الفرد فى عملية التنشئة الاجتماعية؟

 يمكن
استنتاج – مما سبق – أن التنشئة الاجتماعية تتصل بطرفين أساسيين هما الفرد
والمجتمع، وعلى ذلك تقوم التنشئة الاجتماعية السليمة على التوازن المعقول بين
حاجات الافراد ومطالب المجتمع وفيما يلى بعض أنماط السلوك التى يكتسبها الفرد من
خلال عملية التنشئة الاجتماعية.

1-يكتسب
الفرد وانماطا من السلوط تمكنه من إلاستقلال والعمل والاعتماد على ذاته اعتمادا
نسبيا

2-يكتسب
الأساليب التى تمكنه من الاتصال بافراد المجتمع وأقامة علاقات سليمة معهم.

3-يدرك
قيم المجتمع ومعايير سلوكة ويلتزم بها فى سلوكه

4-يتشرب
تقاليد المجتمع وعاداته ويمارسها فى حياته اليومية.

يتعلم
الادوار الاجتماعية التى سوف يمارسها فى حياة الكبار كدور الأب او الام وكذلك دوره
المهنى، ويتعرف على ادوار الآخرين والذين سوف يتعامل معهم فى المجتمع.

وهنا
يجب الاشارة الى امرين هامين وهما

1-ان
عملية التنشئة الاجتماعية تتضمن تنمية وتدعيم اناط سلوكية مرغوبة وتتضمن ايضا
اقتلاع اناط سلوكية غير مرغوبة لا تتناسب مع ثقافة المجتمع.

2-
أن عملية التنشئة الاجتماعية لا تعنى فقط تعلم بعض انماط السلوك ولكنها تتضمن أيضا
أن يشعر الفرد بان هذه الأنماط هى الانسب والامثل كى يسلك وفقا لها

مؤسسات
التنشئة الاجتماعية:

 اذا
كنا تحدثنا عن معنى التنشئة الاجتماعية وأهميتها ومحتواها فلعلك تتساءل عن من يقوم
بعملية التنشئة الاجتماعية؟ هل هناك مؤسسة متخصصة للقيام بها أم هى مسئولية مشتركة
لعدد من المؤسسات؟ وهل للفرد دور فيها أم هو مجرد مستقبل سلبى؟

 من
الملاحظ أن الفرد فى أى مجتمع تكون له مجموعة من العلاقات والتفاعلات فهو احد
أعضاء أسرة وهو تلميذ فى مدرسة: وهو عضو فى نادى وله مجموعة من الرفاق والأصدقاء،
وهو عامل فى مصنع أو موظف فى هيئة حكومية، وهو قارئ للصحف ومشاهد للتليفزيون
وهكذا.

 ومن
الطبيعى ان يتأثر الفرد نتيجة انتمائة لمده الجماعات والمؤسسات ويمكن القول بان
عملية التنشئة الاجتماعية هى محصلة لتأثير كل هذه المؤسسات بطريقة مقصودة وغير
مقصودة، ولكن فى نفس الوقت بعض هذه المؤسسات يكون له تأثير أقوى من مؤسسات اخرى فى
مراحل معينة من عمر الانسان، وعلى الرغم من ان كل المؤسسات تتأثر بالاطار الثقافى
العام فى المجتمع الا أن لكل منها طرقها وأساليبها فى التنشئة الاجتماعية.

 

ماذا
يتعلمة الطفل داخل الأسرة؟

يتعلم
الطفل خلال عملية التنشئة الاجتماعية فى الأسرة ما يلى:

1-انماط
سلوكية تتصل بمواجهة الحاجات الجسمية الاساسية مثل سلوك التغذية والنظافة الشخصية
والعناية بالصحة العامة.

2-انماط
سلوكية تتعلق بمهارات الاتصال الاجتماعى والمشاركة الاجتماعية، فيتعلم الدين
واللغة والعادات والتقاليد والقيم والاتجاهات ومعايير السلوك والمشاعر تجاه الآخرين.

3-انماط
سلوكية ترتبط بالادوار الاجتماعية التى سوف يقوم بها فى المتقبل خاصة دور الاب
والام

4-كثيرا
من المعارف المرتبطة بالبيئة من حوله وتفسير الظواهر الطبيعية والاجتماعية التى
يتعرض لها.

5-تكوين
مفهوم صحيح عن ذاته بحدد تصوره لنفسه وتصور الآخرين له فى ضوء جنسة وقدراته
الجسمية والعقلية بحيث يستطيع أن يتقبل ذاته وقدراته ويكون هذا التصور اساس لنجاحه
فى علاقاته الاجتماعية الخارجية.

أساليب
الاجتماعية فى الأسرة:

1-
الملاحظة والتقليد والمشاركة:

 

يبدأ
الطفل فى الأسرة بملاحظة سلوك الكبار، ثم يحاول تقليدهم، ومن خلال عمليات الملاحظة
والتقليد يتعلم كثيرا من أنماط السلوك، فنرى طفل يلاحظ أبية وهو يصلى ثم يقلده،
وترى طفله تداعب دميتها وتوجه لها النصح واللوم بنفس الاسلوب الذى تتبعه الم معها
وهكذا.. وعندما يكبر الطفل تتاح له فرص المشاركة فى حياة الأسرة التى يتعلم منها
اككثير فيشارك الطفل فى القيام ببعض الاعمال او فى الحوار والنقاش أو فى المشاعر
والاحاسيس ومن خلال هذه المشاركة يتعلم الطفل انماط السلوك ومعاييره واساليب
التعبير عن المشاعر.

 

2-
القدوة:

يمثل
الأب والأم والكبار فى الأسرة قدوة بالنسبة للطفل فالسلوك الذى يقوم به كل منهم
يعد نموذجا يقتدى به ويتمثله فى سلوكة وتصرفاته وعلى ذلك ينقل الطفل ما تقوم به من
انماط سلوكية باعتبار اننا مثل عليا يجب ان نتبع.

 

3-
الثواب والعقاب

استخدام
الثواب والعقاب له أهمية كبيرة فى عملية التنشئة الاجتماعية فهو يساعد فى تنمية
انماط سلوكية معينة ومرغوب فيها وتثبط أنماط أخرى غير مرغوب فيها. فعندما يسلك
الطفل سلوك مستحسن من قبل الوالدين نجدهم يسرون لذلك يوجهون له أنواعا من الثواب
تبدأ بعبارات الشكر والثناء ومشاعر الرضا والاستحسان الى تقديم الهدايا والمكافات،
وكل ذلك يعمل على تدعيم هذا السلوك لدى الطفل ويحاول تكرار ذلك فى محاولة للحصول
على هذا الثواب. والعكس بحدث فى حالة العقاب.

 

4-
الاستجابة لتساؤلات الطفل

الطفل
بطبيعته محب للاستطلاع وفواق لاكتشاف البيئة من حوله، عادة يطرح الطفل على الآباء
وافراد الأسرة عددا لا نهائيا من التساؤلات تدور حول الاشياء فى البيئة المحيطة
والظوار والاجتماعية. وتكون الأسرة هى مصدر المعلومات الاول للطفل ويجب ان يؤخذ
موضوع تساؤلات الاطفال موضع الجد وان تتيح كل اسرة وقتا كافيا للرد على تساؤلات
اطفالها بل وتشجعهم على التساؤل والتأمل والتفكير.

 

5-
المواقف المريبة

كثيرا
ما يتعمد الاباء والأمهات تصميم مواقف معينة يقصدون منها توصيل معلومات أو غرس قيم
واتجاهات وتكوين انماط سلوكية معينة لدى اطفالهم. فهى مواقفتعلم مباشر يهيئها
الأباء والمهات كان يهئ الأب موقفا لتعليم ابنه اهمية الصدق فى حياة الناس او أن
تقوم الم بتعليم ابنتها طريقة معينة من طرق اعداد الطعام وهكذا

 

اختلاف
أنماظ التنشئة الاجتماعية باختلاف المجتمعات:

أوضحنا
سابقا أن عملية التنشئة الاجتماعية تستمد أسسها وأساليبها من الأطار الثقافى العام
فى المجتمع وحيث أن هذا الأطار الثقافى يختلف من مجتمع ألى آخر فنلاحظ أيضا أن
عملية التنشئة الاجتماعية تختلف تبعا لذلك.

فلنسال
انفسنا هل تتشابه عملية التنشئة فى مجتمع بدائى بسيط مع التنشئة فى مجتمع متقدم
معقد ومركب؟

فإذا
نظرنا الى المجتمعات البدائية البسيطة، نجد الحياة فيها بسيطة، ويكون محتوى ما
ينقل خلال عملية التنشئة محدودا فى مجموعة، وغالبا ما يتعلمه الفرد من خلال اليات
بسيطة كالتقليد والمحاكاه والمشاركة دون الحاجة الى مؤسسات اجتماعية متخصصة.
فيتعلم الطفل الصبر مثلا عن طريق المشاركة فى رحلات الصيد مع الكبار ويقلدهم فيما
يغعلونه، ولتقريب الصورة لعلك تلاحظ حياة البدو كم هى بسيطة وهادئة يستطيع الفرد
ان يتعلم اساليبها بسهولة وحياة الريف وما يرتبط بها من حرف بسيطة يمكن للفرد ان
يكتسب مهاراتها دون حاجة الى تدريب طويل.

أما
فى المجتمعات المتقدمة المركبة، ترتبط عملية التنشئة الاجتماعية فيها بأنواع عديدة
من السلوك المعقد والمتخصص والقيم المركبة. ولا يمكن ان تترك تنشئة الفراد كى تتم
فى سياق التفاعلات الاجتماعية ولكن تحتاج الى انضمام الأفراد الى مؤسسات متخصصة
تقوم بهذه المهمة كالمدارس والجامعات. فاذا كان الصيد والزراعة فى المجتمعات
البدائية

امرا
هينا نجد ان الطب والهندسة تحتاج الى كثير من الوقت والجهد العقلى المتميز فى
المجتمعات المركبة.

استمرارية
عملية التنشئة الاجتماعية

قد
يتبادر للذهن انعملية التنشئة الاجتماعية خاصة بالصغار وتنتهى عند مرحلة معينة،
ولكن يجب الاشارة هنا الى انها عملية مستمرة طوال حياة الفرد، ذلك لاننا خلال
مشوار حياتنا نمارس عددا من الادوار الاجتماعية من مرحلة لاخرى، فنحن فى الصغر
اطفال داخل اسرة، ثم تلاميذ فى مدرسة، ثم مراهقين نتأثر بجماعة الرفاق، ثم طلاب
جامعة فأعضاء فى مجال العمل، ومجندين فى الجيش والخدمة العامة، ثم آباء وامهات
وأعضاء فى نادى أوفى حزب سياسى، ثم كبار متقاعدين. وفى كل مرحلة من هذه المراحل
علينا أن نتعلم مطالب هذه المرحلة وأساليب المعيشة من خلال التكيف مع مقتضياتها،
ومن خلال التفاعل والتعلم والثقافة نعدل من سلوكنا وقيمنا معارفنا ونجددها ونطورها
باستمرارفالفرد فى عملية تنشئة مستمرة.

ويجب
أن نشير هنا الى أن عملية التنشئة الاجتماعية ليست طريفا ذا اتجاه واحد يكون فيه
الفرد مستقلا دائما انما يكون موقف الفرد فيها متفاعلات نشطا يمكن له ان يأخذ
ويتمثل أيضا يجدد ويطور ويضيف.

 

بعض
أنماط التنشئة الاجتماعية الخاطئة

عندما
نتحدث عن التنشئة الاجتماعية دائما نتحدث عن تنشئة اجتماعية سليمة الا أن هناك
أيضا تنشئة اجتماعية غير سليمة، فقد تحدث بعض اخطاء تؤدى الى تكوين انماط سلوك غير
مرغوب فيها كالإنحراف والعنف والتطرف واللامبالاة التى سنتحدث عنها بعد.

وسوف
نوضح هنا بعض أنماط التنشئة الخاطئة:

 

1-
الحماية الزائدة:

تعنى
الحماية الزائدة التدليل الزائد كما تعنى أيضا التسلط المبالغ فيه، ففى الحالة
الأولى يحصل الطفل على كل ما يريده وتتحقق كل مطالبه فلا يرفض له طلب ولا يؤجل،
ويعتقد الآباء بدافع الحب أن، ذلك يكون فى صالح الطفل. وفى المقابل نجد بعض الآباء
والامهات يرسمون طريق الطفل بصرامة شديدة ويخططون له من وجهة نظرهم بالتحديد ماذا
يجب ان يعمل وماذا يجب ان يقول ويحسبون عليه انفاسه وتنهداته ولا يتركون له فرصة
للتعبير عن نفسه أو ممارسة مسئولياته.

 وتعد
هذه الساليب الخاطئة فى التنشئة حيث تؤدى بالطفل الى السلبية والخضوع وعدم المسئولية
كما قد تؤدى الى العنف والتطرف والانحراف. فكما نعلم خير الامور الوسط، فيجب ان
يراعى الآباء ذلك فى تريبتهم لأبنائهم وأن يسمحوا لهم بممارسة حياتهم تحت مظلة من
الاشراف والتوجية.

 

2-
تضارب معاملة الطفل:

قد
يحدث أثناء عملية التنشئة الاجتماعية أن يعاقب الطفل على سلوك ما فى موقف معين ثم
يثاب أولا يعاقب على نفس السلوك فى مواقف اخرى، كان ينهر الطفل لم يستخدم أدوات
المائدة أمام الضيوف ولا يتم الابوان بذلك فى الأوقات العادية أن تتعامل الأم مع
الطفل فى ضوء قيم واتجاهات تختلف عن القيم والاتجاهات التى يتعامل بها الأب مع
الطفل أو أن يختلف التوجية الاخلاقى للطفل فى الاسرة عنه فى المدرسة أو وسائل
الاعلام. هذه الحالة من التناقض تؤدى بالطفل الى عدم الثقة فى الكبار واضطراب
النمو السوى له وتعرضه لنوع من تناقض القيم واضطراب الشخصية.

 

3-
التمييز فى المعاملة بين الأطفال

 يحدث
فى بعض الأسر أن يميز الذكور عن الاناث أو الأطفال الصغار عن الكبار، ويؤدى هذا
التمييز الى تنمية مشاعر الغيرة والحقد والانتقام ز ويصرف الطفل عن الاهتمام
بدارسته ويؤدى الى ضياع جهده فى محاولة تفسير أسباب هذا التمييز ويعانى من كثير من
انواع الاحباط والفشل.

 

4-
المغالاة فى المستويات الخلقية:

قد
يبالغ القائمون على عملية التنشئة الاجتماعية فى المستويات الخلقية ومستويات
الطموح والنجاح التى يطلبونها من الاطفال والتى قد تفوق قدراتهم واستعداداتهم
ومراحلهم العمرية. وتشعر هذه الحالة الابناء بالفشل والاحباط لعدم قدرتهم على
الالتزام بهذه المستويات وتحقيقها فى سلوكهم. ومن هنا نوجه الآباء والأمهات
والقائمين على عملية التنشئة الاجتماعية الى مراعاة التدرج فى المستويات الخلقية
المطلوبة فى ضوء مستوى وقدرة الطفل على الوفاء بها وبما يتناسب مع الرحلة العمرية
التى يمر بها:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار