اللاهوت الدفاعي

الإنجيل عند آباء القرن الثانى



الإنجيل عند آباء القرن الثانى

الإنجيل
عند
آباء القرن الثانى

فى
هذا البحث سنتعرض بنعمة الله الى وجود الانجيل فى الكنيسة الأولى، من الذى نشره؟
هل كان منتشرا فى الكنيسة الاولى؟ هل الأنجيل يساوى التوراة فى فكر الاباء
الأوليين؟ واشياء أخرى حول الأنجيل فى الكنيسة الأولى، جميع الاقتباسات مأخوذة من
مجموعة اباء ما قبل نيقية
ANF.

اولا: الاباء الرسوليون

يقول
القديس بوليكاربوس تلميذ يوحنا الحبيب:

Let
us then serve Him in fear, and with all reverence, even as He Himself has
commanded us, and as the apostles who preached the Gospel unto us, and the prophets
who proclaimed beforehand the coming of the Lord

“دعونا
نخدمه بخوف وبكل وقار مثلما أوصانا، ومثل الرسل الذى نشروا الأنجيل بيننا، والانبياء
الذين تنبأوا قبل مجىء الرب.(1)

و
يؤكد القديس اغناطيوس الأنطاكى على ان الانجيل هو الذى أعلن عن اّلام المخلص وان
الانجيل هو فوق الجميع قائلا:

 

but
to give heed to the prophets, and above all, to the Gospel, in which the
passion [of Christ] has been revealed to us

 

“و
لكن يجب الانتباه الى الانبياء، وفوقهم جميعا الأنجيل حيث أُعلن لنا اّلام
المسيح” (2)

نرى
ايضا فى رسالة برنابا وهى احدى الكتابات الرسولية (كاتبها ليس هو برنابا الرسول)
التى تعبر عن فكر الكنيسة الأولى فى عصر مبكر جدا القناعة الشديدة لدى الاباء فى
ذلك العصر والتى تعبر عنها الرسالة فى ان تلاميذ السيد المسيح ورسله هم الذين
نشروا الأنجيل, نقرا فيها:

 

He preached [the truth]
to him, and greatly loved him. But when He chose His own apostles who where to
preach His Gospel

 

“هو(المسيح)
بشره وأحبه كثيرا، وحينما اختار رسله الذين بشروا بأنجيله..”(3)

 

ثانيا: يوستينوس الشهيد

ثم
ننتقل الى المرحلة المتوسطة من القرن الثانى ونرى اعلانا صريحا واضحا على انتشار
الانجيل على لسان شخص اسمه تريفو كان يتحاور معه القديس يوستينوس الشهيد فنرى
القديس يوستينوس يقول على لسانه “

I
am aware that your precepts in the so-called Gospel are so wonderful and so
great, that I suspect no one can keep them; for I have carefully read them

 

“أننى
واع الى تعاليمك الأخلاقية فيما يُسمى بالانجيل رائعة وعظيمة جدا، اننى أظن انه لا
احد يستطيع اتباعها، ولكننى قرأتها بعناية” (4)

 

ان
هذا اعلان فى منتهى الوضوح على وجود أنجيل واحد، كتاب واحد، لدى عموم المسيحيين وغير
المسيحيين لدرجة اننا نجد تريفو اليهودى يقرأ الأنجيل بمنتهى العناية بل ويحفظ
تعاليم الانجيل ويصفها بالروعة ومنتهى العظمة!

 

ثم
فى مكان أخر من حواره مع تريفوا يقتبس القديس يوستينوس قول ربنا يسوع المسيح
“كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ
الاِبْنَ إِلاَّ الآبُ وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الاِبْنُ وَمَنْ
أَرَادَ الاِبْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ. ” (مت11: 27) قائلا “لأنه ايضا فى
الانجيل قد كُتب..” ثم وضع نص الاية (5)

 

ان
مجرد وجود نص واحد على لسان يوستينوس الشهيد يقول فيه قبل ان يستشهد به “لأنه
ايضا فى الانجيل قد كُتب” ومن خلال القرينة السابقة من أقوال تريفو بأنه قرأ
الانجيل بعناية فهذا أقوى دليل على وجود نفس الانجيل وانتشاره، وفى نفس الفصل يكمل
القديس يوستينوس فيقتبس قول معلمنا متى “مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ
يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى
أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ
وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلَ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ” (متى16: 21)
ثم يأتى رد تريفو قائلا “أذن فهو (يقصد المسيح) ابن الله لأنه وُلد من
العذراء؟”، لاحظ ان تسلسل الحديث لم يوجد فيه مقاطعة من تريفو ليوستينوس بأن
هذا النص (مت11: 27) غير موجود فى الانجيل الذى معه، بل ان اول تعليق لتريفو كان
على الاستشهاد الثانى!

ثالثا: القديس ايريناؤس

ثم
ننتقل الى مرحلة متأخرة فى القرن الثانى مع القديس ايريناؤس، خليفة الاباء
الرسوليون وحلقة الوصل بينهم وبين ما جاء بعدهم من اباء والذى كان تلميذا للقديس
بوليكاربوس ورأه بعينيه ونقل وصفه له يوسابيوس القيصرى فى تاريخه، والحديث عن
الانجيل فى كتابات القديس ايريناؤس سيطول بنا لذا سأحاول ان اورد بعض الامثلة
بأيجاز.

 

يقول
القديس ايريناؤس:

They
also assert that by Anna, who is spoken of in the gospel as a prophetess, and
who, after living seven years with her husband, passed all the rest of her life
in widowhood until she saw the Saviour


هم ايضا يؤكدون ذلك بحنة المُتكلم عنها فى الانجيل كنبية والتى بعد ان عاشت سبع
سنين مع زوجها، قضت حياتها كلها الباقية فى الترمل الى ان رأت المخلص”(6)

أن
القديس ايريناؤس يذكر أن الأنجيل قد تكلم عن حنة ويذكر قصتها بحذافيرها تماما وقد
جائت قصتها فى أنجيل المسيح بحسب البشير لوقا فى الاصحاح الثانى الاعداد 36، 37،
38

 

وَكَانَتْ
نَبِيَّةٌ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيلَ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ وَهِيَ مُتَقّدِّمَةٌ
فِي أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ قَدْ عَاشَتْ مَعَ زَوْجٍ سَبْعَ سِنِينَ بَعْدَ
بُكُورِيَّتِهَا. وَهِيَ أَرْمَلَةٌ نَحْوَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً لاَ
تُفَارِقُ الْهَيْكَلَ عَابِدَةً بِأَصْوَامٍ وَطِلْبَاتٍ لَيْلاً وَنَهَاراً.

 

و
يتكلم ايضا عن اعمال الرسل مؤكدا أن كاتبه هو البشير لوقا وهو يتحدث عن سيمون
الساحر ثم يقتبس الاعداد من 9 الى 11 من الاصحاح الثامن من سفر الاعمال، فيقول:

Simon
the Samaritan was that magician of whom Luke, the disciple and follower of the
apostles, says

 

“سيمون
السامرى كان ساحرا، هو الذى قال عنه لوقا التلميذ وتابع الرسل: ..” ثم اقتبس
(اع 8: 9-11) (7)

 

من
هنا يتبين لنا ان الكتاب كان وحدة واحدة فى الكنيسة الاولى لا يمكن تجزأتها او
فصلها، وان كل اسفار العهد الجديد كانت متساوية فى فكر الاباء.

 

ثم
يرجع مرة أخرى القديس ايريناؤس الى القديس لوقا البشير قائلا عنه:

thus
Luke, who has mentioned His years, has expressed it: “Now Jesus was, as it
were, beginning to be thirty years old
,”

“لوقا،
الذى وضح سنينه (اى المسيح) قد عبر: (وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ
نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً)” (8)

و
هنا يقتبس القديس ايريناؤس من انجيل لوقا الاصحاح الثالث والعدد الثالث والعشرون
ناسبا اياه الى البشير لوقا مؤكدأ لنا ان كاتب الانجيل هو القديس لوقا بل ويصف
لوقا بالموضح لسنوات المسيح ولذلك أقتبس النص منه مما يعطى ترابطا فى فكر ايريناؤس
بين القديس لوقا وبين اختياره هو لأقتباس هذا النص من البشارة التى دونها.

 

ثم
يتكلم القديس ايريناؤس عن الأبيونيين الناصريين قائلا: ” أنهم يستخدمون أنجيل
متى فقط” (9) ولست بصدد الحوار عن الناصريين وانما ما يعنيينا هنا هو ايضاح
معنى هذه العبارة التى نطق بها القديس ايريناؤس والتى نستخلص منها: أنه كان هناك
أنجيل أسمه انجيل متى وهو بهذا يؤكد قانونية هذا الانجيل لديه وبالتأكيد لدى
كنيسته وفكره هذا يعبر عن فكر كل الكنيسة، حينما يقول القديس ايريناؤس “انجيل
متى فقط” هو يؤكد بذلك وجود بشارات اخرى كتبها أخرين غير متى وبالطبع هم
بشارات مرقس ولوقا ويوحنا.

 

ثم
يتكلم القديس ايريناؤس عن ماركيون ذلك المبتده الذى ظهر فى القرن الثانى واستعمل
فقط انجيل لوقا ورسائل القديس بولس فقط قائلا “أنه أخذ أنجيل لوقا فقط”
(10) بنفس الصيغة التى تكلم فيها عن الناصريين الابيونيين وكأنه يريد ان يقول لا
يصلح ان نأخذ بشارة واحدة فقط فالكل هو وحى الرب.

 

و
بعد ذلك يتكلم عن مركيون نقادا اياه، قائلا عن الانجيل: “هؤلاء الرسل الذين
سلموا الانجيل بأيديهم لنا” (11) وهذا اعلان فى منتهى الخطورة فالقديس
ايريناؤس يؤكد لنا أن ما بين يديه هو ما تسلمه ابائه من الرسل وبدوره ما تسلمناه
نحن من ابائنا.

 

ثم
يتكلم عن الأباء الرسل تلاميذ المسيح قائلا: ” أنهم كانوا اثنى عشر تلميذا
مذكورين بالاسم فى الانجيل” (12) وبالفعل صدقت يا ابينا القديس ايريناؤس
فالاباء الرسل مذكورين بالاسم فى انجيل المسيح بأوجهه ويمكن قراءة الاسماء فى
(مت10)، (مر3)، (لو6)!

 

و
فيما يلى نقدم ما قاله القديس ايريناؤس عن الاباء الرسل وكرازتهم وانجيل المسيح
بأوجهه الأربعة:

We
have learned from none others the plan of our salvation, than from those
through whom the Gospel has come down to us, which they did at one time
proclaim in public, and, at a later period, by the will of God, handed down to
us in the Scriptures, to be the ground and pillar of our faith.1 For it is
unlawful to assert that they preached before they possessed “perfect
knowledge,” as some do even venture to say, boasting themselves as improvers of
the apostles. For, after our Lord rose from the dead, [the apostles] were
invested with power from on high when the Holy Spirit came down [upon them],
were filled from all [His gifts], and had perfect knowledge: they departed to
the ends of the earth, preaching the glad tidings of the good things [sent]
from God to us, and proclaiming the peace of heaven to men, who indeed do all
equally and individually possess the Gospel of God. Matthew
also issued a written Gospel among the Hebrews2 in their own dialect, while
Peter and Paul were preaching at
Rome, and laying
the foundations of the Church. After their departure, Mark, the disciple and
interpreter of Peter, did also hand down to us in writing what had been
preached by Peter. Luke also, the companion of Paul, recorded in a book the
Gospel preached by him. Afterwards, John, the disciple of the Lord, who also
had leaned upon His breast, did himself publish a Gospel during his residence
at
Ephesus in Asia.

 


أننا لم نتعلم من احدا أخر خطة خلاصنا، الا من اولئك الذين تسلمنا منهم الانجيل،
هؤلاء الذى بشروا فى وقت واحد للعامة، وفى وقت متأخر بأرادة الله تسلمنها منهم
الأسفار لتكون خلفية وعمود أيماننا، لأنه ليس قانونيا أن نتأكد أنهم بشروا قبل أن
يمتلكوا المعرفة التامة، البعض يعملون مغامرة بقولهم أنهم محسنين الرسل. أنه بعد
ان قام ربنا من الموت، الرسل طُوقوا بقوة من الاعلى حينما حل عليهم الروح القدس، وملئوا
بكل مواهبه وأخذوا المعرفة التامة، ثم انتشروا فى انحاء الارض مبشرين بالاخبار
المفرحة بالاشياء الجميلة التى أرسلت من الله لنا ومعلنين سلام الفردوس للرجال
الذين عملوا الكل تساوياً وتقسيماً بينهم، عارفين أنجيل الله.

متى ايضا اصدر أنجيلا مكتوبا للعبرانيين بلهجتهم، بينما بطرس وبولس
كانوا يبشرون فى روما ويضعون أسس الكنيسة. وبعد رحيلهم مرقس، تلميذ ومفسر بطرس،
سلمنا كتابةً ما بشر به بطرس. لوقا ايضا رفيق بولس سجل ايضا فى كتاب الانجيل الذى
بشر به، بعد ذلك، يوحنا تلميذ الرب، الذى كان يتكأ على صدره نشر بنفسه انجيلا
حينما كان مقيما فى افسس فى أسيا
” (13)

 

أننا
نجد تصريحا خطيرا يؤكد فيه القديس ايريناؤس على عدة اشياء، هم:

1-)
انهم (هو وكنيسة عصره) تسلموا الانجيل من الاباء الرسل بأنفسهم

2-)
ان الاباء الرسل بشروا المسكونة كلها بكرازة الانجيل والاخبار السارة بالمسيح

3-)
ان هناك أنجيل واحد فى الكنيسة له أربعة اوجه فقط هم: انجيل متى، انجيل مرقس،
انجيل لوقا وأنجيل يوحنا.

 

وهذا
يؤكد على ان الأنجيل فى الكنيسة الاولى هو هو نفسه الذى بين أيدينا بلا اختلاف ويؤكد
ان قانونية الاناجيل الاربعة هى هى منذ ان كتب الاربعة بشراء الاناجيل الى يومنا
هذا!

ثم
يتكلم القديس ايريناؤس عن لوقا قائلا:

Luke
also, the follower and disciple of the apostles, referring to Zacharias and
Elisabeth, from whom, according to promise, John was born, says: “And they were
both righteous before God, walking in all the commandments and ordinances of
the Lord blameless
.”


لوقا ايضا تابع وتلميذ الرسل يشير الى زكريا واليصابات الذين طبقا للوعد، وُلد لهم
يوحنا قائلا وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ سَالِكَيْنِ فِي
جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ” (14)

 

و
هنا هو يقتبس من أنجيل لوقا الاصحاح الاول والعدد السادس مؤكدا أن لوقا هو من كتب
هذا الكلام مما يؤكد لنا قانونية أنجيل لوقا فى عصر الكنيسة الاولى وان كاتب هذا
الانجيل هو لوقا. وفى مكان أخر من مؤلفه ضد الهرطقات يضع تسبحة العذراء كما جائت
بأنجيل لوقا الاصحاح الاول والعدد السادس والاربعين قائلا: “مريم ايضا تهللت،
ولذلك بكت متنبأة عن الكنيسة” (15) مشيرا الى تنبؤ السيدة العذراء مريم والدة
الأله بأنه سيتم تطويبها فى جميع الاجيال، ثم يضع نص تسبحة العذراء. وفى مكان أخر
يستشهد بالنص “وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا حَسَبَ شَرِيعَةِ
مُوسَى صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ ” قائلا
” أن لوقا يتكلم عن الرب قائلا” (16) ويضع النص السابق.

 

و
عمل القديس ايريناؤس تطبيقا للنص القائل ” فَإِنَّ هَذَا هُوَ الَّذِي قِيلَ
عَنْهُ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ: صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا
طَرِيقَ الرَّبِّ. اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً». ” (مت3: 3) قائلا
“أن متى ولوقا مثله قالا” (17) ثم سرد النص كما هو فى أنجيل متى موفقا
نفس المعنى له مع ما جاء فى خطاب يوحنا المعمدان فى أنجيل لوقا الاصحاح الثالث،
فأن كان اللفظ أختلف الا ان معنى النصين واحد وروح النصين واحد.

 

و
مرة أخرى يعود القديس ايريناؤس الى لوقا البشير فيقول عنه:

also
does Luke, without respect of persons, deliver to us what he had learned from
them, as he has himself testified, saying, “Even as they delivered them unto
us, who from the beginning were eye-witnesses and ministers of the Word
.”

“ايضا
لوقا قام دون الالتفات للأشخاص، مسلما ايانا ما تعمله هو منهم (الرسل) مثلما
اختبره هو، قائلا كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ
مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ” (18)

 

يتكلم
القديس ايريناؤس هنا مؤكدا على ان ما تسلمه القديس لوقا هو ما تعمله هو نفسه من
الاباء الرسل، مؤكدا ان كاتب هذا الكلام هو القديس لوقا نفسه.

 

رابعا: القديس ثيئوفيلس الأنطاكى

و
القديس ثيئوفيلس الأنطاكى هو من اباء القرن الثانى وقد وصلنا له ثلاثة مؤلفات هم: مؤلف
الى اوتوليكس، بينة الى المسيحيين والقيامة، وفيما يلى نقدم مختصرا بسيطا نختم به
بحثنا حول ما قاله القديس ثيئوفيلس الأنطاكى.

 

يقول
القديس ثيئوفيلس:

And
the voice of the Gospel teaches still more urgently concerning chastity, saying:
“Whosoever looketh on a woman who is not his own wife, to lust after her, hath
committed adultery with her already in his heart
.”


وصوت الانجيل مازال يعلم بألحاح فيما يتعلق بالطهارة، قائلا وَأَمَّا أَنَا
فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا
فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. ” (19) وهنا يقتبس النص متى 5: 28 سابقه
بقوله “و صوت الانجيل مازال يعلم بألحاح فيما يتعلق بالطهارة، قائلا”
موضحا لنا بما لا يدع مجال للشك أن أنجيل متى الذى بين ايدينا هو هو نفسه الذى كان
بين يديه بالضبط منذ أكثر من 1800 عام.

 

و
بعد ذلك بقليل يقول ايضا:

And he that marrieth,” says [the Gospel], “her that is
divorced from her husband, committeth adultery; and whosoever putteth away his
wife, saving for the cause of fornication, causeth her to commit adultery
.”

وهنا
يقتبس قول ربنا يسوع “وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ
امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ
مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.” (مت5: 32) سابقه بقوله ” يقول الأنجيل
“(20) مؤكدا لنا عدة اشياء وهى قانونية أنجيل متى، وأن نفس النص الذى بين
يديه هو نفس النص الذى كان موجودا فى عصره وكنيسته، هو هو نفس النص الذى كان
موجودا مع اباء القرن الثانى جميعهم.

 

(1)
The Epistle of Polycarp to the Philippians
، Chap. VI

(2) The Epistle of Ignatius to
the Smyrnaeans
،
Chap. VII

(3) The Epistle of Barnabas، Chap.
V

(4) Dialogue of Justin with
Trypho
، Chap. X

(5) Dialogue of Justin with
Trypho
، Chap. C

(6) Against Heresies، Book
I
،Chap. VIII: 4

(7) Against Heresies، Book
I
،Chap. XXIII: 1

(8) Against Heresies، Book
I
،Chap. XXII: 5

(9) Against Heresies، Book
I
، Chap. XXVI: 2

(10) Against Heresies، Book
III
، Chap. X: 7

(11) Ibid

(12) Against Heresies، Book
II
، Chap. XX: 4

(13) Against Heresies، Book
III
، Chap. I: 1

(14) Against Heresies، Book
III
، Chap. X: 1

(15) Against Heresies، Book
III
، Chap. X: 2

(16) Against Heresies، Book
III
، Chap. X: 4

(17) Against Heresies، Book
III
، Chap. IX: 1

(18) Against Heresies، Book
III
، Chap. XIV: 2

(19) Theophilus to Autolycus، Chap.
XIII

(20) Ibid

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار