عهد قديم

الإصحاح السادس



الإصحاح السادس]]>

الإصحاحالسادس

 

الايات(1-4): “في تلك الليلة طار نوم الملك فامر بان يؤتى بسفر تذكار اخبار الايامفقرئت امام الملك. فوجد مكتوبا ما اخبر به مردخاي عن بغثانا وترش خصيي الملك حارسيالباب اللذين طلبا ان يمدا ايديهما الى الملك احشويروش. فقال الملك اية كرامة وعظمةعملت لمردخاي لاجل هذا فقال غلمان الملك الذين يخدمونه لم يعمل معه شئ. فقال الملكمن في الدار وكان هامان قد دخل دار بيت الملك الخارجية لكي يقول للملك ان يصلبمردخاي على الخشبة التي اعدها له”.

 

كل الأمورتعمل معًا للخير، لخير شعب الله. ولنرى التوقيت العجيب فبينما كانت إستير تعدالوليمة ولم يكن سهلا عليها أن تهاجم هامان المحبوب لدى الملك، وكان هامان يسهرالليلة كلها يعد لمردخاى صليبًا ضخما، كان الله يستخدم كل الأحداث معًا لتحقيقخطته الخلاصية فى أروع صورة، ونجد الله نفسه ينزع نوم الملك، وهذا ليس فى إمكان إستيرولا مرد خاى أن يفعلوه، لكن ما علينا أن نصلى ونجاهد بقدر ما نستطيع فيعمل الله مالا نستطيعه نحن. ويطلب الملك بالذات سفر أخبار الأيام ويسمع ما عمله مردخاى فيطلبمكافأته. هنا ونذكر قصة تفسيرية من الترجوم اليهودى ” التقليد اليهودى “فهم يقولون أن الملك حلم حلمًا فى تلك الليلة أطار النوم من عينه فهو رأى فى منامهرجلا يكلمه قائلا إن هامان يخطط لأن يأخذ منك العرش ويقتلك، وأنه سيأتى صباحًا لكليطلب قتل من أنقذ حياتك من قبل. والرجل فى الحلم أشار على الملك بأن يسأل هامانهذا السؤال “ماذا أفعل للرجل” لذلك نجد أن الملك سأل من الذى أنقذ حياتهوبماذا كوفىء هذا الشخص ثم سأل من الذى فى القصر الآن وحين عرف أنه هامان إضطرب.

عموما هذاما ورد فى الترجوم وربما يفسر آية 4، لكن المهم أن الأمور كلها تم ترتيبها بطريقةيعجز عنها أى فكر بشرى. إذًا هى يد الله. وهى إستجابة الله لصلوات مردخاى وإستيربل والشعب كله. ولنتأمل حياة ومواقف مردخاى القديس:

1- لم يقبلأن ينافق هامان فيما حسبه خيانة لله معرضًا نفسه لإنتقامه وذلك لغيرته لله.

2- لم يطلبجزاء عن كشفه المؤامرة ضد الملك

3- لبسهالمسوح وحزنه حينما عرف أن الإنتقام سيكون على كل شعبه

4- صلاتهوتذلله ودموعه ولبسه المسوح عن شعبه

5- تدبيرهوتوجيهاته لإستير “فهو لم يكتفى بالصلاة بل كان له عمل وجهاد”

6- إيمانهبأن الله لابد وسينقذ شعبه بعنايته وتدبيره.

 

الاية (5):”فقال غلمان الملك له هوذا هامان واقف في الدار فقال الملك ليدخل”.

جاء هامانفى الصباح المبكر بعد ليلة ربما قضاها مع النجارين فى عمل الصليب، وهو أتى ليقابلالملك ليستأذنه فى صلب مردخاى حتى ينعم بالسلام الداخلى قبل تمتعه بوليمة إستير.

 

الايات(6-9): “ولما دخل هامان قال له الملك ماذا يعمل لرجل يسر الملك بان يكرمهفقال هامان في قلبه من يسر الملك بان يكرمه اكثر مني. فقال هامان للملك ان الرجلالذي يسر الملك بان يكرمه. ياتون باللباس السلطاني الذي يلبسه الملك و بالفرس الذييركبه الملك وبتاج الملك الذي يوضع على راسه. ويدفع اللباس و الفرس لرجل من رؤساءالملك الاشراف ويلبسون الرجل الذي سر الملك بان يكرمه ويركبونه على الفرس في ساحةالمدينة وينادون قدامه هكذا يصنع بالرجل الذي يسر الملك بان يكرمه”.

هامان فىكبرياء قلبه ظن أنه ليس من إنسان يحبه الملك مثله، فبالغ فى التكريم جدًا ولم يدركأنه قبل الكسر الكبرياء (أم 18:16). ولقد حمل هامان روح إبليس الذى كرمه الله منقبل السقوط فكان كاروبًا مع أعلى الطغمات السمائية، وفى كبرياء أراد أن يختلس مالله لحساب نفسه، هكذا أراد هامان أن يختلس ثوب الملك وفرسه وكرامته.

وفى (8)وبتاج الملك الذى يوضع على رأسه: قد يكون المقصود التاج الملكى فعلا ولكن يقال أنتركيب الجملة فى العبرانية يشير لتاج يوضع على رأس إشارة لأن الراكب هو الملك، هوشىء مثلما يوضع الآن علم على سيارات الرؤساء.

 

الاية (10):”فقال الملك لهامان اسرع وخذ اللباس و الفرس كما تكلمت وافعل هكذا لمردخاياليهودي الجالس في باب الملك لا يسقط شيء من جميع ما قلته”.

حقًا يرفعالله المتضعين وينزل الأعزاء عن الكراسى ” فالله رفع مردخاى المتضع إلى كرامةفائقة. أما هامان المتكبر فهوى إلى أسفل. ورفع مردخاى يشير لمجد المسيح بعدإتضاعه.

 

الاية (12):”ورجع مردخاي الى باب الملك واما هامان فاسرع الى بيته نائحا ومغطىالرأس”.

إذ كُرممردخاى فى ساحة المدينة ونال مجدًا لم يكن يتوقعه احد عاد إلى بيت الملك مرفوعالرأس أما هامان الذى كان يسجد له الكل فخجل ورجع إلى بيته نائحًا ومغطى الرأسوكانت تغطية الرأس بالنسبة للرجل علامة الحزن الشديد والعار (2 صم 30:15) فمن لايسعى وراء الكرامة ويرفضها تجرى وراءه الكرامة ومن يجرى وراء الكر امة تهرب منهالكرامة.

رجع مردخاىإلى باب الملك = أى إلى عمله الأصلى كبواب. فهو رجل متواضع لا يريد شيئًا فهو قبلما أمر به الملك، هو لم يسعى إلى شىء وعاد سريعًا لعمله كبواب دون تذمر ودونطلبات. ولم يعطى لنفسه قدرًا أكبر من حجمه. هو نال إكرامًا لمدة ساعة ثم عاد لبابالملك ولكن بعد ذلك صار عظيمًا عند الملك بينما فقد هامان ثقة الملك.

 

الاية (13):”وقص هامان على زرش زوجته وجميع احبائه كل ما اصابه فقال له حكماؤه وزرشزوجته اذا كان مردخاي الذي ابتدات تسقط قدامه من نسل اليهود فلا تقدر عليه بل تسقطقدامه سقوطا”.

عاد هامانإلى بيته ليلتقى مع زوجته وحكمائه (السحرة) الذين حطموا نفسه بالأكثر فهم أدركواأن تخطيطهم الذى إنقلب رأسًا على عقب ضد مردخاى هو ليس مصادفة بل أن هناك يد خفيةقوية وراء الأمر وأن ما حدث هو بداية إنهيار هامان وسقوطه للنهاية.

 

الاية (14):”وفيما هم يكلمونه وصل خصيان الملك واسرعوا للاتيان بهامان الى الوليمة التيعملتها استير”.

وصل خصيانالملك = فهو تأخر عن الذهاب إذ صار متراخيًا محطمًا لا رجاء له فى شىء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار