عهد قديم

الإصحاح السابع



الإصحاح السابع]]>الإصحاح السابع

 

الأيات 1 – 10 :- و هذه شريعة ذبيحة الاثم انها قدس اقداس. في المكان الذييذبحون فيه المحرقة يذبحون ذبيحة الاثم و يرش دمها على المذبح مستديرا. و يقربمنها كل شحمها الالية و الشحم الذي يغشي الاحشاء. و الكليتين و الشحم الذي عليهماالذي على الخاصرتين و زيادة الكبد مع الكليتين ينزعها. و يوقدهن الكاهن على المذبحوقودا للرب انها ذبيحة اثم. كل ذكر من الكهنة ياكل منها في مكان مقدس تؤكل انهاقدس اقداس. ذبيحة الاثم كذبيحة الخطية لهما شريعة واحدة الكاهن الذي يكفر بها تكونله. و الكاهن الذي يقرب محرقة انسان فجلد المحرقة التي يقربها يكون له. و كل تقدمةخبزت في التنور و كل ما عمل في طاجن او على صاج يكون للكاهن الذي يقربه. و كلتقدمة ملتوتة بزيت او ناشفة تكون لجميع بني هرون كل انسان كاخيه.

 

شريعة ذبيحة الإثم

ذبيحة الإثم تقريباً فى شريعتها مثلذبيحة الخطية. وفى آية (7) يقول أن لهما شريعة واحدة ولكن هذه الآية أعقبت تحديدنصيب الكاهن من أكل لحم الذبيحة فى آية (6) وسبقت آية (8) التى حددت أن الجلدللكاهن. فذبيحة الخطية والإثم واحد فى شريعتهما بالنسبة لهاتين النقطتين ولكنهماكما رأينا يختلفان فى نوع الحيوانات التى تقدم ويختلفان أيضاً فى التصرف فى دمالذبيحة ففى ذبيحة الإثم يرش دم الذبيحة على المذبح مستديراً. وكما رأينا أنالإستدارة تشير إلى أن الشئ لا بداية له ولا نهاية وهذا يتفق مع الآية 6 : 7 التىتنص على أن الله يصفح عن الشئ من كل ما فعله مذنباً به. هذه هى لا محدودية فاعليةدم المسيح. إذاً كل ذبيحة تنظر لذبيحة الصليب من ناحية حتى تتبلور أمام عيونناويتجسم عمل الصليب.

+ تأمل للعلامة أوريجانوس =الكاهن الذى يأكل من الذبيحة يشير للمسيح والذبيحة تشير للمسيح فكيف يأتى هذا ؟هذا إشارة للمسيح الذى يأكل خطايا العالم ويرفعها فإلهنا نار آكلة تأكل خطاياالعالم وتحطمها وتبددها وتنقينا منها. والمسيح يقول جئت لألقى ناراً على الأرض”لو 12 49 وهى تحرق أشواك الخطية.

+ ولاحظ أن نفس الأجزاء التى تقدم علىالمذبح هى أجزاء ذبيحة السلامة التى تقدم على المذبح وهذا يشير لأن غفران الخطيةيستتبعه حلول سلام الله فى القلب

+ فى مكان مقدس تؤكل = الكهنةكأولاد لله يشتركون فى شركة عمل مع المسيح، لا يكفون عن الدخول بنفس كل خاطئ إلىدائرة الصليب حتى تحترق خطاياه. بهذا يحسب الكهنة أيضاً كمن يأكلون ذبيحة الخطيةوذبيحة الإثم. ودائرة هذا العمل هى الكنيسة المكان المقدس الذى يتم فيه الأكل.

+ الجلد للكاهن = كان الكهنةيجمعون الجلود ويبيعونها ويقتسمون ثمنها، هذا بالنسبة لذبائح الأفراد أى المحرقاتالخاصة، ويتم توزيع الثمن ليلة السبت. أما الذبائح العامة مثل المحرقات اليوميةفكان ثمن جلودها يخصص لإلتزامات الهيكل والخدمة. وكأن الجلد هنا مكافأة الكاهن علىعمله الكهنوتى. ويرى البعض أن فى هذا تذكرة بما حدث مع آدم فهو أخذ مكافأة عملهالكهنوتى جلد الذبيحة التى قدمها وبها كسا عريه.

تأمل :- هناك كهنوت عام لكل المسيحيينالمعمدين وفيه يقدمون ذبائح تسبيح وصلاة ويقدمون أجسادهم ذبيحة حية…. الخ. ومنيقوم بعمله الكهنوتى هذا يمنحه الله الجلد أى يستر عريه. فالخطية تفضح وتعرىوالذبيحة تستر، ومن يقدم نفسه ذبيحة يثبت فى المسيح الذى قدم نفسه ذبيحة لذلك يقولإحمل صليبك وإتبعنى إذا أردت أن تكون لى تلميذاً. راجع (رؤ 3 : 17، 18 )

إقتران التقدمات

من الواضح أن كل نوع من أنواع التقدماتوالذبائح يشير إلى ناحية معينة فى حياة الرب يسوع أو فى صليبه. وحتى يتجسمالمفهوم، كثيراً ما كانت تقترن بعض أنواع التقدمات والذبائح وسنرى هذا حالاً فىطقس ذبيحة السلامة.

أمثلة لإقتران الذبائح والتقدمات

1-              كانتالمحرقة الدائمة اليومية ومحرقة يوم السبت تقترن بتقدمة دقيق (عد 28 : 3 – 5، 9،10) وكذلك فى عيد الباكورة (عد 28 : 27، 28)

2-              كانشحم ذبيحة السلامة يوقد دائما مع المحرقة (لا 3 : 3 – 5)

3-              كانتذبيحة الخطية تقترن مع المحرقة وتقدمة الدقيق فى المناسبات الأتية

أ‌)                                           تقديساللاويين (عد 8 : 8 – 12)

ب‌)                                       خطيةسهو الجماعة (عد 15 : 22 – 26)

ت‌)                                       فىرأس كل شهر (عد 28 : 11 – 15)

ث‌)                                       عيدالفصح (عد 28 : 19 – 22)

ج‌)                                        عيدهتاف البوق (عد 29 : 2 – 5)

ح‌)                                        عيدالكفارة (عد 29 : 8 – 11)

خ‌)                                        عيدالمظال (عد 29 : 13 – 16)

4-              كانتذبيحة الخطية وذبيحة الإثم مع المحرقة مع تقدمة الدقيق يقترنون معاً فى طقس تطهيرالأبرص (لا 14 : 10 – 20)

5-              فىعيد الخمسين (لا 23 : 18، 19) وعند إنتهاء مدة إنتذار النذير (عد 6 : 14، 15) وعندتدشين المذبح (عد 7 : 87، 88) تقترن ذبائح الخطية والسلامة والمحرقة والدقيق

6-              وكانتتقترن المحرقة مع ذبيحة الخطية عند تطهير الوالدة (لا 12 : 6 – 8) وذو السيل وذاتالسيل (لا 15 : 14، 15 + 15 : 29، 30)

7-              أماعند مسح الكهنة فكانت تقدم كل التقدمات والذبائح العادية ما عدا ذبيحة الإثممضافاً إليها كبش الملء أو كبش التقديس وكذلك قربان الملء (لا 8 : 14 – 29، 9 : 2 –4)

8-              كانيقدم خمر مع بعض التقدمات والذبائح مثل المحرقة الدائمة (عد 28 : 6 – 8) والخمرتشير للفرح مز 104 : 15 + قض 9 : 13 وهذا تعبير عن سرور الله بهذه التقدمة.

 

الأيات 9، 10 :- و كل تقدمة خبزت في التنور و كل ما عمل في طاجن او على صاجيكون للكاهن الذي يقربه. و كل تقدمة ملتوتة بزيت او ناشفة تكون لجميع بني هرون كلانسان كاخيه.

هى تطبيق لما سبق. ما التصرف فى تقدمةالدقيق لو إقترنت مع ذبيحة الخطية أو ذبيحة الإثم ؟ هنا نجد نوعين من تقدماتالدقيق

أ‌)                   مخبوزةأو فى طاجن أو على صاج آية (9)….يأكلها الكاهن الذى يقربها

ب‌)               ملتوتة(معجونة)بزيت أو ناشفة أى مجرد دقيق (10)… توزع على كل الكهنة.

وهناك سبب منطقى فالمخبوزة جاهزة وساخنةفتؤكل فوراً وأما الأخرى فيمكن توزيعها فيما بعد. والتأمل الروحى فى هذا أن الكهنةيلزمهم أن يأكلوا كلمة الله ليتغذوا بها ويطعموا بها الآخرين “حز 2 : 8 + 3 :1” والكاهن لن يستطيع أن يقدم كلمة الله للآخرين إن لم تسوى فى التنور أىبنار الروح القدس. أما الطاجن فسبق أن أشرنا فى تفسير إصحاح (2) أنه يشير لبطنالعذراء التى عمل فيها الروح القدس ليتجسد المسيح. وهنا أيضاً فالروح القدس يعملداخلياً فى بطوننا أى فى داخلنا لنعرف المسيح معرفة باطنية. هنا نستطيع أن نخبر بهالآخرين وأما الصاج، فالتقدمة فيه مكشوفة أى أن معرفة المسيح هذه ظهرت فى صورةمكشوفة فى شخص هذا الكاهن. هنا فقط تكون كلماته مؤثرة فالشعب يرى فيه صورة المسيح.أما لو كانت التقدمة دقيق فقط أى مجرد معلومات وحتى لو كانت معجونة بزيت أى بإرشادالروح القدس لكن لم تمر فى المراحل السابقة فيحسن أن توزع ويؤجل إستعمالها حتى تمرفى هذه المراحل. ولاحظ أن الله يحرم الكهنة من الكلمة أما مسئولية إختبارها تقععليهم (تسوية التقدمة بنار الروح القدس) هذا ما عناه الله حينما قال لحزقيال “أطعمبطنك وإملأ جوفك” “حز 13 : 3” ولاحظ أن هذه التقدمات بلا لبان فهىمصاحبة لذبيحة خطية.

شريعة ذبيحة السلامة

نجد هنا مثلاً آخر لإقتران الذبائح نفهممنه كيف يتجسم ويتبلور عمل الصليب فى تجميع الذبائح ليتضح عمل معين أو وجه معينلذبيحة المسيح. ففى ذبيحة السلامة نوعين ا)  شكر             ب) نذر أو نافلة

وذبيحة السلامة المقدمة للشكر كان يقربمعها أقراص فطير ملتوتة بزيت مع أقراص خبز خمير. ونحن سبق وفهمنا أن ذبيحة السلامةترمز لسر الإفخارستيا أو سر الشكر. فلماذا إقترنت مع الفطير والخمير ؟ يفهم من ذلكالآتى

1-              هىالذبيحة التى نقدم فيها الشكر للمسيح لأنه بها أعطانا الحياة والسلام.

2-              منيأكل منها تكون حياته، ومن حياته المسيح يحيا فى سلام.

3-              أقراصالفطيرهى بلا خمير تشير للمسيح القدوس الذى بلا خطية المتحد لاهوتياً بروحه القدوس والذىمسح بالروح القدس من أجلنا. وهنا نرى صورة عجيبة يرسمها الوحى لهذه الذبيحة. ولنرىأنواع هذه التقدمة

أ‌)                                           أقراصفطير ملتوتة بزيت: هذه تشيرللإتحاد الأقنومى بين المسيح والروح القدس وأن الروح القدس هو الذى جسد المسيح فىبطن العذراء.

ب‌)                                       رقاقفطير مدهونة بزيت: هذه تشير للمسيح يوم حل عليه الروح القدس لحسابنا.

ت‌)                                       دقيقمربوكاً أقراصاً ملتوتة بزيت:  الأقراص تشير لتعدد الأشخاص أى الكنيسةفسر الشركة يجمعنا كلنا مع المسيح رأسنا.

4-              أقراصخبز خمير:الخمير يشير للخطية. وكنيستنا تصر على إستعمال خبزاً مختمراً فى سر التناولللإشارة إلى أن المسيح حامل خطايانا. فالفطير يشير لحياة المسيح قبل الصليب التىكانت خالية من كل شر أما وقد حمل خطايانا فى جسده على الصليب كان يلزم أن يضافالخمير فى الخبز المقدم فى سر الإفخارستيا فى القداس القبطى الأرثوذكسى إشارة إلىالخطية التى حملها فى جسده فذبيحة القداس الإلهى تشمل الصليب وما قبل الصليب. لكنالكنيسة لم تكتفى بوضع الخمير بل لزم أن يدخل النار حتى تموت هذه الخميرة ثانياًكما ماتت الخطية فى جسد المسيح المقام من الأموات. فالخميرة موجودة فى قربانالقداس ولكنها ميتة بفعل النار. وكما أبطلت النار فعل الخميرة كذلك أبطل المسيحالخطية بذبيحة نفسه حينما إشتعلت فيه نار العدل الإلهى على الصليب

أنواع ذبيحة السلامة

1-              شكر:-على سلامة من خطر أو شفاء وهذا لخصه مزمور 107 وهنا نجد نصاً على تقديم ذبيحةسلامة فى الآية “22”. هى ذبيحة تسبيح لمجد الله تعالى.

2-              نذر:-يقدمه إنسان فى ضيقة وهو يقدم هذا النذر إختيارياً، أنه لو مرت هذه الضيقة يقدمنذراً لله كذا وكذا. ويحمل النذر معنى أكبر فهناك من نذر نفسه لله فى ضيقة هذاالعالم. أى أصبح مكرساً للرب تماماً (نذير)

3-              نافلة:-هى تشبه النذور تماماً. لكن لا يوجد تكرار فى الكتاب المقدس بلا داعى والفرق فىهذه التقدمة بين النذر والنافلة. أن مقدم النافلة ليس فى ضيقة ولكن هو إنسان فرحوينتظر من الرب أكثر ويقول من خلال فرحه لو أصابنى أكثر سأعطى لله كذا وكذا. ومعنىكلمة نافلة = تقدمة إختيارية

والأن لنتأمل هذه المعانى !! أليست بهذهالمعانى تتبلور ذبيحة وعمل المسيح. فهو قدم حياتة لمجد الله (شكر) وهو من خلالضيقاته كان مكرساً بالكامل فى طاعة كاملة للآب (نذر) ولم يكن هذا عن إجبار بل كانهذا بفرح. فالمسيح فرح بالخلاص وكان يشتهيه كالآب تماماً وهوأعطى نفسه بفرحلخلاصنا والنافلة أيضاً قد تكون تطوعية تماماً أى إنسان فرح من كثرة ما أعطاه اللهفيذهب ويقدم نافلة. وكان هناك فرق فى طقس النذر عن طقس النافلة، أنه إذا ماتالحيوان الذى نذر أو فقد أو أصابه عيب يلتزم صاحب النذر أن يقدم ما يساويه فىالقيمة، أما فى حالة مقدم النافلة لا يلزم بشئ فهو قد تعهد بتقديم حيوان بعينه (22: 17 – 25)

ترتيب الذبائح

ورد ترتيب الذبائح مختلفاً فى المرتيناللتين ذكرت فيها الذبائح. المرة الأولى عندما حدد الكتاب هذه الذبائحونوعياتها (الإصحاحات 1:1 – 7:6 والمرة الثانية فى شرحة لطقوس وشريعة تقديمهذه الذبائح (6 : 8 – 7 : 34) فلماذا ؟

فى المرة الأول كان يشرح ماذا قدم المسيحلنا لذلك بدأ بالمحرقة أى أنه أرضى الآب حتى نكون نحن مقبولين أمام الآب. ثم شرحتقدمة الدقيق حتى يظهر أنه أعطانا حياته وروحه القدس. ثم ذبيحة السلامة ليظهر غرضهأنه أتى ليعطينا سلام وآخر الكل ذبائح الخطية والإثم ليظهر كحامل خطايانا. المسيحفى هذه المجموعة ظاهراً أمام الآب مقدماً نفسه كرأس للكنيسة ساتراً خطاياها  أمافى المجموعة الثانية يشير إلى كيف نحصل على هذا السلام لذلك تسبق شريعةذبيحة السلام شريعتى ذبيحة الخطية والإثم فلا سلام لنا دون أن تغفر خطايانا. هنافى هذه المجموعة يتقدم المسيح لنا كحامل خطايانا حتى يعطينا السلام. لكن فىالحالتين تسبق المحرقة الجميع. فبدون رضاء الآب لم نكن لنحصل على شئ

مقارنة

المجموعة الأولى (1 – 6 : 7)

المجموعة الثانية (6 : 8 – 7 : 34)

1-               تشرح ماذا قدم المسيح لنا

2-               المحرقة ثم الدقيق (رضا الآب + حياة المسيح)

3-               السلامة ثم الخطية والإثم

4-               هنا المسيح ظاهراً أمام الآب

1-تشرح كيف نحصل على ما قدمة المسيح

2-المحرقة ثم الدقيق (فى هذا تتفق المجموعتان)

3-الخطية والإثم يرفعان أولاً لنحصل على السلام

4-هنا المسيح ظاهراً لنا كحامل خطايانا

 

الأيات 11 – 13 :- و هذه شريعة ذبيحة السلامة الذي يقربها للرب. ان قربها لاجلالشكر يقرب على ذبيحة الشكر اقراص فطير ملتوتة بزيت و رقاق فطير مدهونة بزيت ودقيقا مربوكا اقراصا ملتوتة بزيت. مع اقراص خبز خمير يقرب قربانه على ذبيحة شكرسلامته.

هذه شريعة ذبيحة السلامة لأجل الشكر

 

الأيات 14، 15 :- و يقرب منه واحدا من كل قربان رفيعة للرب يكون للكاهن الذييرش دم ذبيحة السلامة. و لحم ذبيحة شكر سلامته يؤكل يوم قربانه لا يبقي منه شيئاالى الصباح.

يقرب منه واحداً من كل قربان = كان المقدم يأتى بعشريندقيق، عشراً منها يخمر وعشراً يترك بدون خمير ويخبزون العشر الأول 10 أرغفة خبزمختمر. والعشر الثانى يخبز 30 فطيرة. والكل مخبوز بزيت. وكان الكاهن يأخذ 3 فطائرورغيف خبز = رفيعة للرب. يكون للكاهن. وكلمة رفيعة أى مرفوع أو مقدم للهالذى فى الأعالى. وباقى الخبز والفطير يكون لمقدم التقدمة يأكله مع عائلتهوأقرباؤه والفقراء الذين يدعوهم، هى مائدة شركة وحب يشكر فيها الله على إحساناتهعليه. طبعاً يأكلوا من الخبز والفطير واللحم. هذه ذبيحة فرح، الكل يأكل منها حتىمقدمها (المذبح والكاهن ومقدمها والمدعوين) أما ذبيحة الخطية فمقدمها خاطئ، لايجوز له أن يأكل منها. وفى كنيستنا فذبيحة شكرنا هى طعامنا حتى القيامة.

لا يبقى منه شيئاً حتى الصباح = كان يشترط على مقدمالذبيحة أن يأكل هو ومن دعاهم من لحم ذبيحة السلامة فى نفس اليوم، وكان يفضل أنيكون هذا ليلاً، ويدعو الجميع خصوصاً الفقراء وهم يأتون ليلاً ولن يشعروا بالخجلفلن يراهم أحد. لحم ذبيحة السلامة هو خاص بالله، له وحده (راجع آية 21) وهو وحدهله حق التصرف فيه، حتى لو أخذه مقدمه إلى بيته. والله صاحب الحق فى التوزيع يأمرمن قدم الذبيحة أن يستعملها بكرم مع الآخرين، الكل يأكل منها والفقراء إخوة الربأولاً. وعلى من يريد أن يشكر الرب فعليه أن يظهر فرحه المقدس بالله بإحتفال مقدسيدعو إليه الآخرين. ولذلك نص الله أن مقدم الذبيحة يجب أن ينتهى من أكلها فى نفسالليلة ولا يبقى منها للصباح. فكيف ينتهى منها إن لم يدعو آخرين. هذا النص يشجعهعلى دعوة الآخرين وأن لا يكون بخيلاً فيبقى منها لنفسه حتى اليوم التالى لإستعمالهالشخصى مما يخالف فكرة الشركة. ولكن قوله لا يبقى منه شيئاً حتى الصباح يشير لجانبهام من القيامة فالمسيح قام والظلام باقى أى لم يبقى ميتاً كذبيحة فى الصباح (صباحالأحد). وهناك معنى آخر أننا نأكل من ذبيحة الإفخارستيا فى ليل هذا العالم حتى يجئصباح يوم القيامة وهناك فى الملكوت لن تكون هناك ذبيحة. وإشارة أنه لا يبقى منهحتى الصباح سبق الإشارة إليها فى خروف الفصح (خر 12 : 8، 10) وهذه أيضاً تشيرللقيامة. ذبيحة السلامة فيها مائدة شبع للجميع (لحم وفطير وخبز) هى مائدة دسمة،مائدة التناول أشار لها إشعياء فى 25 : 6 أنها وليمة سمائن ممخة مع دردى (خمر).

 

الأيات 16، 17 :- و ان كانت ذبيحة قربانه نذرا او نافلة ففي يوم تقريبه ذبيحتهتؤكل و في الغد يؤكل ما فضل منها. و اما الفاضل من لحم الذبيحة في اليوم الثالثفيحرق بالنار.

هذه خاصة بشريعة النذور والنافلة.وهذه تستكمل بلورة قصة القيامة. هنا يسمح بالأكل منها فى اليوم التالى لكن لاتستمر حتى اليوم الثالث. وهنا تشرح قيامة المسيح فى اليوم الثالث هو 6 : 2. وهنايظهر وتكتمل الصورة أنه يقوم فى اليوم الثالث قبل الفجر. ويضاف لهذا أن الشريعةأعطت الحق لمقدم النذر والنافلة الحق فى إستخدام لحم ذبيحته حتى اليوم الثانى فهىتقدمة إختيارية. وكانوا يملحون لحم ذبائحهم حتى لا تفسد وتتعفن (مر 9 : 49)”كل ذبيحة تملح بملح”

وأما الفاضل من لحم الذبيحة فى اليومالثالث فيحرق بالنار= تمليح الذبيحة وعدم الإبقاء منها حتى اليوم الثالث، وحرق المتبقى يشير إلى أنجسد المسيح إذ مات لم يتطرق إليه الفساد مز 16 : 9، 10″لن تدع تقيك يرىفساداً”

 

آية 18 :- وان اكل من لحم ذبيحة سلامته في اليوم الثالث لا تقبل الذي يقربها لا تحسب له تكوننجاسة و النفس التي تاكل منها تحمل ذنبها.

من يخالف هذا فقد كسر الرمز الذى يرمزللمسيح فى قيامته بجشعه إذ أراد أن يحتفظ بجزء من الذبيحة لنفسه وإمتنع عن دعوةالآخرين. مرة أخرى هذه الخطية هى التمركز حول الأنا والذات والخلو من المحبة وفىهذا إنفصال عن الله لذلك سمى هذا نجاسة. والذى يقربها لا تحسب له =إذن عليه أن يقرب غيرها، هذا ليشجع مقدم الذبيحة على الإلتزام بالطقس الصحيح.

 

آية 19 :- واللحم الذي مس شيئا ما نجسا لا يؤكل يحرق بالنار و اللحم ياكل كل طاهر منه.

هذه الآية تشير لأن إنتقال النجاسة أسهلكثيراً من إنتقال القداسة أى إذا وجد إنسان طاهر فى مجلس مستهزئين فستنتقل نجاستهموخطاياهم إليه أسهل كثيراً من أن تنتقل نعمته إليهم. لذلك داود فضل أن لا يجلس فىمثل هذا المجلس وأن يعتزل الخطية. وهذا يفسر لماذا سأل حجى سؤاله حج 2 : 12، 13

 

الأيات 20، 21 :- و اما النفس التي تاكل لحما من ذبيحة السلامة التي للرب ونجاستها عليها فتقطع تلك النفس من شعبها. و النفس التي تمس شيئا ما نجسا نجاسةانسان او بهيمة نجسة او مكروها ما نجسا ثم تاكل من لحم ذبيحة السلامة التي للربتقطع تلك النفس من شعبها.

الآية (20) متطابقة مع 1كو 11 : 27 لذلكينبغى أن نقدم توبة وأن نعترف قبل أن نتقدم لسر التناول والآية (21) تدعو من يأكلأن يحفظ نفسه طاهراً ولا يتنجس. وهذه الآية تفسر لماذا رفض اليهود دخول دارالولاية يو 18 : 28 لأنهم كانوا يريدون الأكل من ذبيحة السلامة فى الفصح وخافوا أنيتنجسوا.

تقطع تلك النفس من شعبها = يحرم المخالف من ممارسةالشعائر

 

الأيات 22 – 27 :- و كلم الرب موسى قائلا. كلم بني اسرائيل قائلا كل شحم ثور اوكبش او ماعز لا تاكلوا. و اما شحم الميتة و شحم المفترسة فيستعمل لكل عمل لكن اكلالا تاكلوه. ان كل من اكل شحما من البهائم التي يقرب منها وقودا للرب تقطع من شعبهاالنفس التي تاكل. و كل دم لا تاكلوا في جميع مساكنكم من الطير و من البهائم. كلنفس تاكل شيئا من الدم تقطع تلك النفس من شعبها.

سبق شرحها فالشحم والدم من نصيب الرب لايأكل منها أحد. الشحم يشير لكل رغبة وطاقة أعضائنا الدفينة وهذا ينبغى أن يكون للهوحده والدم يشير للنفس وهذه النفس لله. أما شحوم الميتة وشحم الحيواناتالمفترسة = فكان يحل لهم أن يستعملوها فى عمل الشموع والإيقاد لكن لا تؤكل.

 

الأيات 28 – 34 :- و كلم الرب موسى قائلا. كلم بني اسرائيل قائلا الذي يقربذبيحة سلامته للرب ياتي بقربانه الى الرب من ذبيحة سلامته. يداه تاتيان بوقائدالرب الشحم ياتي به مع الصدر اما الصدر فلكي يردده ترديدا امام الرب. فيوقد الكاهنالشحم على المذبح و يكون الصدر لهرون و بنيه. و الساق اليمنى تعطونها رفيعة للكاهنمن ذبائح سلامتكم. الذي يقرب دم ذبيحة السلامة و الشحم من بني هرون تكون له الساقاليمنى نصيبا. لان صدر الترديد و ساق الرفيعة قد اخذتهما من بني اسرائيل من ذبائحسلامتهم و اعطيتهما لهرون الكاهن و لبنيه فريضة دهرية من بني اسرائيل.

يأتى بقربانه… يداه تأتيان = أى يقدم تقدماته بيديهعلامة الرضى وأنه يقدم لله هذه التقدمة برضى علامة حب لله بإختياره.

الصدر والساق للكاهن = الكاهن هنا يمثل الله وكونهيقبل الصدر والرجل اليمنى معناه أن مقدم الذبيحة يعطى لله كل مشاعره وقلبه ومحبته(الصدر) وأعماله (الرجل) وبقوة (اليمنى) فهكذا قدم المسيح لنا محبته (الصدر وعملفداؤه القوى (الرجل اليمنى) فنحن نقدم له ذبيحة سلامتنا (الصدر والرجل). وتشير إلىأن الله يعطى لخدامه محبته وقوة تسندهم فى خدمتهم، وهم عليهم أن يقدموا محبتهم وأنيسلكوا ببر وبإستقامة. وهذه العطية لهرون ولبنيه = أى لكل الكنيسة، الكليتمتع بمحبة المسيح وعمله القوى (رجله اليمنى) التى داس لنا بها الشيطان. وعلىالكاهن أن يعطى حبه لرعيته، لذلك نقشت أسماء أسباط إسرائيل على صدرة رئيس الكهنة(قلبه) وكتفه.

الترديد = كان الكاهن يضع على يد مقدم الذبيحةالشحم وفوقه الصدر وفوق الصدرالساق والخبز فوقهم ويرددهم أى يضع يديه تحت يد مقدمالذبيحة ويرفعها ثم يحركها للجهات الأربع شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً. والمعنىأن الكاهن يقدم الذبيحة لله ويقدم شكره له فهو يملأ المسكونة كلها. ثم يتقبل نصيبهمن يد الرب. وكأنه يقدم لله صدره وقدمه ويتسلمهم منه بقوة ليعمل لحسابه. وأيضاًيشكر الرب على إحسانه وفى تقديم الحمل فى الكنيسة القبطية يحرك الكاهن يديه فىحركة مشابهة ويقول “إعط يارب أن تكون هذه الذبيحة مقبولة أمامك عن خطاياىوجهالات شعبك ” بمعنى التضرع لله بأن يقبل ويغفر فإحساناته تغمر المسكونةكلها شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً. ولاحظ أن حركة الترديد + على مثال الصليب.فالصليب كائن وراء كل ذبيحة فالذبائح كلها تشير لشئ واحد وهوالمسيح المقدم ذبيحةعلى الصليب

رفيعة = هذه لها معنيان الأول أنها ترفع منالتقدمة ليأخذها الكاهن والمعنى الآخر أنها ترفع أمام الله إلى أعلى وتردد أمامجلاله

 

الأيات 35، 36 :- تلك مسحة هرون و مسحة بنيه من وقائد الرب يوم تقديمهم ليكهنواللرب. التي امر الرب ان تعطى لهم يوم مسحه اياهم من بني اسرائيل فريضة دهرية فياجيالهم.

مسحة هرون = كلمة مسحة تعنى مسحة الزيت وهناك كلمةأخرى عبرية لها نفس الشكل وهى مشحة بمعنى آخر وهو نصيب. ووضع كلمة مسحة فى هذهالآية تعنى المعنيان أنه يوم أن قدم هرون وبنيه ليمسحوا أى يتم تكريسهم للرب صاروانصيباً للرب والرب أعطاهم نصيب لهم من ذبائحه فهم شركاؤه فى الخدمة والعمل. اللههو الكاهن الأعظم وهارون وبنيه هم ممثلوه على الأرض هذه الأية قد تفهم مادياًبأنها نصيب هرون وبنيه من الأكل حتى لا يجوعوا وهذا ليس خطأ ولكن الله الذى قال”أطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه الباقية تزاد لكم” يطلب من كهنته أنيهتموا أولاً بالروحيات وخدمتهم الكهنوتية وخلاص نفوس شعب الله وهو سيملأهم روحياًلأجل نجاح هذه الخدمة.. أما إمتلاء بطونهم فهذه تزاد لهم.

 

الأيات 37، 38 :- تلك شريعة المحرقة و التقدمة و ذبيحة الخطية و ذبيحة الاثم وذبيحة الملء و ذبيحة السلامة. التي امر الرب بها موسى في جبل سيناء يوم امره بنياسرائيل بتقيرب قرابينهم للرب في برية سيناء

 

هذه هى الشريعة التى أمر بها الرب = إذاً يلزم التدقيق فيهافهى أوامر من الرب، أوامر مقدسة. وأما ذبيحة الملء = فهى الخاصة برئيسالكهنة التى يقدمها يومياً والخاصة بالكهنة حتى يمتلئوا. وهذه شرحها فى سفر الخروجأما هنا فقد وردت فى 6 : 19 – 23.

ملحوظة = قدم صموئيل لشاول الملك من ساق الرفيعةدلالة على أنه ينتظره مركزاً هاماً (1صم 9 : 24) وينتظره عملاً مقدساً.

 

تأمل عام فى الذبائح

 

كانت الذبائح خمسة أنواع :- محرقة، دقيق،سلامة، خطية، إثم. ورقم خمسة كما أشرنا سابقاً يشير للنعمة التى ظهرت بصليب أىذبيحة المسيح. ولكن رقم خمسة يشير أيضاً للمسؤلية وهذا يتضح من مثال الخمس عذارىالحكيمات والخمس الجاهلات. فالله أعطانا نعمة الإمتلاء من الروح القدس أى الزيت الذىفى الآنية ولكن كون أن نمتلئ فهى مسئوليتنا الشخصية. لذلك يقول الرسول بولسلتلميذه تيموثاوس “إضرم موهبة الله التى فيك بوضع يدىَ فتيموثاوس قد حصل علىموهبة الله ولكن إضرامها أى إشعالها أى إمتلاءه من الروح القدس هو مسئوليتهالشخصية 2تى 1 : 6. ورقم 5 أيضاً يشير للحواس الخمس وبالتالى أيضاً يشير للمسئوليةالشخصية، فمسئوليتى هى أن أسمح بدخول أى شئ لداخلى من خلال منافذ التعامل معالعالم، فما يدخل ويستقر يساعد أن أمتلئ أو أفرغ من مواهب الله التى أعطاها لى.والمسيح بذبيحته على الصليب إستوفى كل شئ فهو أرضى الآب وحمل خطايانا ولعنتنابدلاً منا. ولكننا واحد مع المسيح نحن جسده من لحمه ومن عظامه، إذاً يجب علينا أننتبع خطواته ونقدم جسدنا ذبيحة حية لنرضى الله. ونكون نحن الذين نقدم الذبيحة ونحنبأجسادنا الذبائح أيضاً “قدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة رو 12 : 1” وكيفيمكن أن يتم هذا

1-              ذبيحةالمحرقة:- رأينا فيها المسيح فى طاعة كاملة للآب حتى الموت. فما هو مطلوب منا أن نقدمذواتنا فى طاعة كاملة وتسليم كامل حتى لو قادنا هذا للصليب. ويتضمن هذا طاعة وصاياالله. وقطعاً فهذا له تكلفته، فإذا أردنا أن نقدم خدمة أو نتسامح مع من يريد أنيؤذينا، أو أن نتواضع أمام من لا يحبنا يصبح هذا شيئاً صعباً جداً ولكن هذا معنىالذبيحة. وهذه أشياء لا تكلل هنا بل فى السماء.

2-              تقدمةالدقيق:- هنا المسيح يقدم حياته لنا، هو يُطحن ليصير لنا طعاماً وحياة، فهل نقبل أن نكونطعاماً للآخرين، نخدمهم فى محبة،نُنفِق ونُنفَق من أجلهم 2كو 12 :15 نبحث عنالجوعى والمساجين والمحتاجين. راجع فى 4 : 18 لتفهم معنى هذه الذبيحة. وراجع قولهفى 1تس 2 : 8 كنا نرضى أن نعطيكم لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضاً. وكان يصاحبذبيحة السلامة تقدمة خمر أى سكيب وفى ذلك يقول بولس الرسول “لكننى وإن كنتأنسكب أيضاً على ذبيحة إيمانكم وخدمته أسر وأفرح”. فهو لا يقدم نفسه فقط لهمفى خدمته بل ينسكب من أجلهم ولكن لاحظ أنه فى هذا يسر !! هذا هو الفرح الحقيقى.فى2 : 17. ولنلاحظ ماذا يصاحب هذه التقدمة أيضاً بخور أى صلاة وملح وزيت.

3-              ذبيحةالسلامة:- هى حياة الشركة والحب مع الجميع. ولنلاحظ أننا فى القداسات ملزمون أن نصلى منأجل الجميع وليس من أجل خلاصنا وحياتنا فقط.

4-              ذبيحةالخطية:- حقاً المسيح مات لأجلى وحمل خطيتى ولكن علىَ أنا أن أموت للخطية وأن أحسب نفسىميتاً عن خطايا وشهوات هذا العالم راجع رو 6 فنحن لن نختبر حياة القيامة مع المسيحمالم نقبل أن نموت معه عن خطايا العالم. وهذه ذبيحة مثل التى قدمها يوسف البارالشاب العفيف الذى كان جسده الخاطئ يحتاج لهذه الخطية لكنه فضل أن يقدم نفسه ذبيحةويصلب أهواؤه وشهواته فكان مثالاً لجده إبراهيم الذى قدم إبنه ذبيحة وهذه الصورة الرائعةصورها قداسة البابا شنودة فى ترنيمة “هوذا الثوب خذيه” وراجع أيضاً 1بط4 : 1 + غل 6 : 14 + فى 3 : 19 + غل 5 : 24 + 1كو 11 : 31 + 1بط 3 : 18

5-              ذبيحةالإثم:- هى تقريباً متطابقة مع ذبيحة الخطية ولكن نخرج منها بشئ جديد، فلا يكفى أننعترف بخطيتنا أمام الكاهن ونحصل على الحل فيجب أولاً أن نعوض من أخطأنا فى حقه.فلا يصح أن يعترف أحد بأنه أهان شخص آخر ويأتى ليعترف دون أن يذهب أولاً ليعتذرلأخيه المجروح. وقد تقف أمام هذا كبريائنا الشخصية والمقصود أن نقدمها ذبيحة وفىهذا أيضاً من يسرق فلا بد أن يرد المسروق بطريقة أو بأخرى. هكذا فعل زكا وهكذا قالالسيد المسيح مت 5 : 23، 24

+ ذبيحةالمحرقة تشير إلى البر الموهوب لنا فى دم المسيح بينما ذبيحة الخطية والإثم تشيرانإلى رفع الخطية عنا. أما ذبيحة السلامة فتكشف عن حق جديد لنا فى الدم وهو حقالشركة فى حياة المسيح لنوال السلام الأبدى. المقصود بالشركة قطعاً ليست الشركة فىلاهوته، بل فى محبته وقداسته وحياته ومجده وأبديته……

+ ولكن نقف أمام عدم الأكل من ذبيحةالسلامة إذا كانت نجاساتنا علينا !!

ونقارن مع قول بولس الرسول من يأكل ويشرببدون إستحقاق (1كو 11 ) نجد الطقس لا يقول نجاساتها فيها بل عليها. وهناك فرق كبيربين قوله عليها وقوله فيها. فهناك إستحالة أن أقول “لا يجب أن يكون فِىَخطية” لأن الرسول يوحنا يقول “إن قلنا أنه ليست لنا خطية نضل أنفسناوليس الحق فينا” 1يو 1 : 8 وبولس الرسول يقول “الخطاه الذين أولهمأنا” وفى رو 7 : 17 “الخطية الساكنة فِىَ” إذاً الخطية ساكنة فينالا محالة. ولكن هذا ليس معناه أن أعيش مستعبداً للخطية، بل علىَ أن أحاربها وأحاربأعضائى التى تشتهى الخطية. وأنا أحارب بالروح الذى فِىَ (رو 8 : 2) والروح القدسيعين فى هذه الحرب. ومن يجاهد ويقمع جسده ويستعبده ويضبط نفسه حتى بالرغم من وجودالخطية فيه لا تصبح عليه خطية راجع 1كو 9 : 25 + 1كو 9 : 27 + كو 3 : 5. فلنقدمتوبة وإعتراف وإن إعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا 1يو 1 :9. وبعد هذا إن لامنا ضميرنا أن هناك خطية ولا يجب أن نتقدم للتناول فهذا تشكيك فىفاعلية دم المسيح كذبيحة عن خطايانا وأثامنا راجع عب 10 : 19 – 23

+ الذبائح التى يأكل منها الكاهن

الكاهن يأكل من ذبائح السلامة والخطيةوتقدمة الدقيق. وإذا كان الكاهن يشير للمسيح رئيس كهنتنا فما معنى أنه يأكل من هذهالذبائح ؟ ربما يفسر هذا قول إشعياء عن المسيح “من تعب نفسه يرى ويشبع”أش 53 : 11 فالمسيح يشبع حين يرى شعبه فى سلام وشركة جسده الواحد (ذبيحة السلامة)وهم بدون خطية، مبررين (ذبيحة الخطية)، وحياتهم للآخرين (تقدمة الدقيق).

الإصحاحات 8 – 10 

هذه الإصحاحات تقدم صورة رائعة لحياةالتكريس وهى تشير لأن التكريس يبنى على

1-              التقديس :- وهذا يكون بدم يسوع. فكانهرون عليه أن يغتسل وأن تتقدس ملابسه

2-              التخصيص :- عدم الإنشغال بالعالمورمز لهذا أن يبقى فى الخيمة 7 أيام. وعليهم أيضاً (هرون وأبناؤه) آلا يفرحواكالعالم وآلا يحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم. وعليهم أيضاً أن يعتبروا الربنصيبهم، هو يعولهم

والمؤمنين بهذا المفهوم كلهم مكرسينلحساب ربنا يسوع، كل من قبل المعمودية أى أغتسل وقدس ملابسه يصير مكرساً للرب،كاهنا بالمفهوم العام للكهنوت أى يقدم ذبائح الحمد والتسبيح ومقدماً نفسه ذبيحةحية.

وكما حدث فى سفر الخروج فقد قدم اللهشرحاً لموسى عن خيمة الإجتماع فى الإصحاحات 25 – 30 وقدم فيها أيضاً شرحاً لملابسالكهنة وطقس تكريسهم نجد هناك فى الإصحاحات لا 8 – 10 تنفيذ طقس تكريس الكهنة وبدءخدمتهم فى الخيمة.

وقد أرجئ أمر تكريس الكهنة إلى هنا حتىيأتى بعد الحديث عن شرائع الذبائح والتقدمات (لا 1 – 7) ليربط الذبائح بالكهنوتوالكهنوت بالذبائح، فلا ذبيحة بدون كاهن، كما أنه لا عمل كهنوتى خارج الذبيحة.والخيمة بدون كهنة ستشبه المنارة بدون فتائل الإيقاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار