عهد قديم

الإصحاح الرابع والعشرون



الإصحاح الرابع والعشرون]]>الإصحاح الرابع والعشرون

 

آية(1): “وقال لموسى اصعد إلى الرب أنت وهرون وناداب وابيهو وسبعون من شيوخإسرائيل واسجدوا من بعيد.”

وقاللموسى= هذه تكملة ل (21:20) ودخل بينها بعض الشرائع. وكان موسى لا يزال على الجبلبعد أن أخذ ناموس العهد وبعد ذلك نزل إلى الشعب وقص عليهم كلمات الناموس وختمالعهد بدم الذبيحة ثم عاد إلى الجبل مع هرون وناداب وأبيهو والسبعين شيخاً.والسبعين شيخاً يمثلون رؤساء الشعب في مصر.

 

آية(2): “ويقترب موسى وحده إلى الرب هم لا يقتربون وأما الشعب فلا يصعدمعه.”

فيالعهد القديم موسى يقترب وحده. أما في العهد الجديد فهناك دعوة لكل فرد أن يقترب.بل المسيح يقول “تعالوا إلىّ يا جميع المتعبين… ” + “اقتربوا إلىالله فيقترب إليكم” (يع8:4).

 

آية(3): “فجاء موسى وحدث الشعب بجميع أقوال الرب وجميع الأحكام فأجاب جميع الشعببصوت واحد وقالوا كل الأقوال التي تكلم بها الرب نفعل.”

جميلأن يتلقى موسى الوصايا من الله ويشرحها للشعب ويقبلها الشعب بكل رضى. هذا هو دورالخدام أن يسمعوا من الله ويعلموا الشعب. وهذا دور الشعب أن يسمع ويستجيب. ولكنالشعب لم يعرف صعوبة الوصية وصعوبة طاعتها.

 

آية(4): “فكتب موسى جميع أقوال الرب وبكر في الصباح وبنى مذبحاً في اسفل الجبلواثني عشر عمودا لأسباط إسرائيل الاثني عشر.”

المذبحعلامة أو رمز لحضور الله والاثنى عشر عموداً رمزاً لحصور ال12 سبطاً فال12 سبطسيدخلون الآن في عهد مع الله. هذا ما يتضح في آية (7).

 

آية(5): “وأرسل فتيان بني إسرائيل فاصعدوا محرقات وذبحوا ذبائح سلامة للرب منالثيران.”

الشعببكل فئاته وأعماره يشترك في العهد. وجميل أن نرى الشباب بحيويتهم وقدرتهم ونشاطهميقدمون الذبائح فالفتيان لهم دور كما أن الشيوخ كانوا مع موسى، الكل في شركة وفيعهد مع الله. وفي الكنيسة لا يمكن أن يقام قداس بدون شعب ويلزم اشتراك الشعبعلانية مع الكهنة في الخدمة. الكاهن يصلي عن الشعب والشعب يصلي عن الكاهن ويصلوالأجل البطريرك والأساقفة. وكان لكل يهودي أن يذبح أما رش الدم فللكهنة فقط.

 

الآيات(6-8): “فاخذ موسى نصف الدم ووضعه في الطسوس ونصف الدم رشه على المذبح. واخذكتاب العهد وقرأ في مسامع الشعب فقالوا كل ما تكلم به الرب نفعل ونسمع له. واخذموسى الدم ورش على الشعب وقال هوذا دم العهد الذي قطعه الرب معكم على جميع هذهالأقوال.”

رشالدم نصفه على المذبح ونصفه على الشعب معناه ارتباط الله مع الشعب في هذا العهد،ويعني وحدة الشعب مع الله، وأن كلاهما ارتبط بالعهد. رش الدم على المذبح يعني أنالله دخل في عهد مع الشعب ليحفظهم ويحميهم. ورش الدم على الشعب يعني تقديس الشعبليدخلوا في عهد مع الله وأنهم ملتزمين بالوصايا. وحيث أن الشعب طبيعته خاطئة ولايستطيع تنفيذ العهد صار الشعب يتقرب لله عن طريق دم الذبائح لتكفر عنهم وبذلك صارهذا العهد رمزاً للعهد الجديد بدم المسيح. لذلك كان الدم المرشوش هو الوسيلة التيرأوا بها مجد الله (آية17) ولذلك نلاحظ هنا في آية (1) اسجدوا من بعيد، أما العهدالجديد فنسمع القول أقتربوا. وسبب ذلك دم المسيح الذي قربنا إلى الله لذلك قيل عنالذبائح في العهد القديم من أراد أن يقرب ذبيحة (لا2:1،3،10،14.. الخ)

آية(7) كتاب العهد= التوراة والوصايا العشر والتشريعات (إصحاحات 21-23)

تأملفي آية (5): الله يطلب محرقات الحب وذبائح السلامة منك في أيام شبابك لذلك يقولالكتاب “أذكر خالقك في أيام شبابك” (جا1:12) وكان لكل إسرائيل أن يذبحالتقدمة (كهنوت عام) وأما إيقاد النار فهو للكهنة (كهنوت خاص). وبالنسبة لنافالمسيحيين كلهم كهنة بالمفهوم العام يقدمون ذبائح الشكر وذبائح التسبيح ويقدمونأنفسهم ذبائح حية ويصلبون أهوائهم مع شهواتهم أما الكهنة فعملهم هو تقديم ذبيحةالإفخارستيا.

 

آية(10): “ورأوا إله إسرائيل وتحت رجليه شبه صنعة من العقيق الأزرق الشفاف وكذاتالسماء في النقاوة.”

ظهرلهم الرب في صورة إنسان لأنه يقول.. تحت رجليه. هم رأوا الله بلا رعب بل في محبةوجمال. وكانوا كضيوف على مائدته (آية 11) فرأوا الله وأكلوا وشربوا والعقيق الأزرقالشفاف يشير لقداسة الله وأن من يسود عليهم الله (من هم تحت رجليه) يجب أن تكونلهم الطبيعة السماوية والفكر السماوي فلا شركة للنور مع الظلمة. هذه الرؤيا كانتتشير من بعيد للتجسد حيث يأتي المسيح السماوي ويتجسد ويعطينا أن نأكل أمامه(التناول). فالتناول يعطي أن تنفتح عيوننا ونعرف الله ونحيا “من يأكلني يحيابي+ هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحي.. “.

 

آية(11): “ولكنه لم يمد يده إلى أشراف بني إسرائيل فرأوا الله وأكلواوشربوا.”

لميمد يده إلى أشراف إسرائيل= أي لم يقتلهم فإنه لا أحد يرى الله ويعيش وكان هذاإعلان من إعلانات الله (الأقنوم الثاني) الذي تجسد ليعطينا حياة لا لنموت. فرأواالله وأكلوا وشربوا= تفهم أنها جسد المسيح الذي نأكله لنحيا، وقد نفهمها أن الله يهتمبأكلنا وشربنا وملبسنا، فإن أكلنا أو شربنا فنحن في حضرة الله نشكره على كلخيراته.

 

الآيات(12-14): “وقال الرب لموسى اصعد إلىّ إلى الجبل وكن هناك فأعطيك لوحي الحجارةوالشريعة والوصية التي كتبتها لتعليمهم. فقام موسى ويشوع خادمه وصعد موسى إلى جبلالله. وأما الشيوخ فقال لهم اجلسوا لنا ههنا حتى نرجع إليكم وهوذا هرون وحور معكمفمن كان صاحب دعوى فليتقدم إليهما.”

بعدالأكل نزل الجميع ولم يمكث سوى موسى ويشوع. وذهب الشيوخ ليحكموا لإسرائيل. وهوذاهرون وحور معكم= كان هرون وحور معاً يسندان يدي موسى على الجبل. والآن هرون وحوريحكمان. هرون يمثل الكهنوت وحور من سبط يهوذا، سبط الملك بل حور هو جد بصلئيل بنأوري الذي أعطاه الله حكمة لبناء خيمة الاجتماع. فهرون وحور معاً يمثلان الكهنوتوالحكمة اللتان أعطاهما الله لكنيسته لتدبيرها بعد أن صعد هو بالجسد (رمز لذلكصعود موسى للجبل).

 

آية(15): “فصعد موسى إلى الجبل فغطى السحاب الجبل.”

موسىدخل إلى قلب السحاب ليعلن له الله سر المسيح الذي كان مخفياً في رموز وأبعادوأجزاء خيمة الاجتماع وفي طقوسها والمواد المستخدمة فيها.

 

آية(16): “وحل مجد الرب على جبل سيناء وغطاه السحاب ستة أيام وفي اليوم السابعدعي موسى من وسط السحاب.”

مكثموسى 6 أيام للاستعداد للقاء الله، ولقد استراح الله في اليوم السابع بعد أن خلقالعالم في ستة أيام. وفي اليوم السابع دُعِىَ موسى ليوجد في حضرة الرب ومن هذانفهم أن الراحة الحقيقية هي أن نكون في حضرة الرب وفي دخول موسى وحده للسحاب صاررمزاً للمسيح الذي دخل وحده إلى الأمجاد.

تأمل:كم كانت خسارة موسى ستكون جسيمة لو أنه قال لنفسه في اليوم السادس لقد دعاني الربوحتى الآن لم أراه وها أنا على الجبل وحدي فلأنزل ولكنه لم يفعل وفضل أن ينتظرالرب، لذلك يقول الكتاب “إنتظر الرب”.

 

آية(18): “ودخل موسى في وسط السحاب وصعد إلى الجبل وكان موسى في الجبل أربعيننهاراً وأربعين ليلة.”

صامموسى 40 يوماً ولكنه كان خلالها مستمتعاً شبعاناً من رؤية مجد الله، فموسى لم يأكلطوال هذه الأربعين يوماً. والمسيح صام 40 يوماً وهكذا إيليا لذلك يمكن أن ننظرلهذه الأربعين يوماً كأنها تشير لفترة حياتنا على الأرض فإذا قضيناها بروح الصوموالصلاة تصير لنا شهوات مقدسة للإنطلاق إلى السماويات حاسبين أن العالم وما فيه ماهو إلا نفاية.

وحيننسمع أن نينوى كان لها فرصة 40 يوماً وإن لم تقدم توبة يقبلها الله نفهم أيضاً أنرقم 40 يشير لحياتنا إن لم نحياها بروح التوبة ستكون نهايتها سيئة بعيداً عن الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار