كتب

الأدلة الخارجية



الأدلة الخارجية

الأدلة
الخارجية

الأدلة
من خلال الفكر الإسلامي

القرآن
والأحاديث

المؤرخون

المفسرون

المجادلون
(أشخاص كتبوا في علم الأديان المقارن)

فهارس
الكتب

استخدام
تعبيرات لم تكن معروفة حتى ظهور الإسلام

موقف
بعض الكتاب المعاصرين من إنجيل برنابا

 

أولاً:
القرآن والأحاديث

لم
يأت أي ذكر لإنجيل برنابا في القرآن، وربما يقول البعض بأنه لم يأت أي ذكر لأي
إنجيل آخر أيضاً في القرآن، ولكن إذا كان إنجيل برنابا هو الصحيح والقرآن يذكر أن
أهل الكتاب حرفوا كتابهم، لكان أحرى أن يذكر أن هناك إنجيلاً صحيحاً في مقابل
الإنجيل الذي حُرف

وأيضاً
لم يأت أي ذكر لإنجيل برنابا في الأحاديث، فلو كان إنجيل برنابا موجوداً لذُكر في
الأحاديث، ويعترض البعض على ذلك بأن النبي كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب، وأنه لم
يقم في البلاد التي سادتها المسيحية آماداً تمكنه من المعرفة والاطلاع (45).

ومن
المعروف أن أمية محمد مثار تساؤل (46) من الكثيرين،
وكون محمداً لم يقم في البلاد المسيحية فترة تمكنه من الاطلاع، فهذا أيضاً ينطبق
على بقية الأناجيل التي جاء ذكرها في بعض الأحاديث كما يجب ألا لا ننسى دور الوحي.

ومع
أن كتب الأحاديث (47) حوت كثيراً من الإسرائيليات والمسيحيات(48) لكنها لم يرد بها
أي ذكر لإنجيل برنابا مما يدل على عدم وجوده وعدم معرفة كتبة الأحاديث به:

(45) محاضرات في النصرانية. ص 69، دراسات حول الكتاب المقدس. ص 115

(46) انظر مجلة روزاليوسف 21/10/96 د. محمد صبحي منصور ثم رد دكتور
محمد جبل بعد ذلك حول هذا الموضوع.

 

2-
لم يذكره المؤرخون

تحدث
بعض المؤرخين الاسلاميين عن المسيحية وذكروا أناجيلها، ولم يأت أي واحد منهم – كما
سنرى – بأي ذكر لإنجيل برنابا و نذكر هنا أمثلة لذلك:

1-
أبو الحسن على بن الحسين المسعودى

وُلد
في بغداد، وهو ينتمي إلى أسرة يرجع نسبها إلى عبد الله ابن مسعود، مؤرخ رحالة تجول
في كثير من البلاد العربية، أقام بمصر وتوفي فيها سنة 957م، من مؤلفاته: التنبية
والأشراف، مروج الذهب ومعادن الجوهر، أخبار الزمان وغيرها (49)

وقد
ذكر المسعودي في “مروج الذهب. ج 2: 299-304”

“وتلاميذ
المسيح اثنان وسبعون تلميذاً، واثنا عشر من غير الاثنين والسبعين. فأما الذين
نقلوا الإنجيل وهم لوقا ومارقش ويوحنا ومتاَّ ومنهم من الاثنين والسبعين لوقا
ومتاَّ وقد يُعد متاَّ أيضاً في غير الاثنى عشر، ولا أدري ما معناهم في ذلك،
والاثنان اللذان من الاثنى عشر، يحيى بن زبدى ومارقش” (50)

وذكر
أيضاً في تاريخه ج1. ص 29-30

“وقد
ذكر أن ميروحنا وشمعون وبولس ولوقا هم الحواريون الأربعة الذين تلقوا الإنجيل،
فألفوا خبر عيسى (ع) وما كان من أمره وخبر مولده…” (51)

رغم
كثرة الأخطاء نجد أن تلاميذ المسيح اثنا عشر، وأن الذين تلقوا الإنجيل وألفوا خبر
المسيح أربعة ومن خلال النصين نستطيع أن نؤكد أنهم يوحنا ولوقا ومارقش ومتاَّ وليس
بينهم أي ذكر لبرنابا أو إنجيله.

ملحوظة:
أورد المسعودي – أيضاً – بحثاً عن المسيحية في كتابه “التنبية والاشراف”
(ص135-136) (52) وهو أخر مؤلف له (956م) جمع فيه
خلاصة مجهوده الأدبى.

 

2-
اليعقوبي

“كان
اليعقوبي المتوفي سنة 292 هـ من المؤرخين القدامي الذين تحدثوا عن ملوك الروم
المنتصرة (تاريخ اليعقوبي ج1. ص 153). وخاصة قسطنطين الذي عقد مجمع نيقية سنة 325
م، وحضره ثلاثمائة وثمانية عشر أسقفاً. وتحت عنوان ” المسيح عيسي بن مريم
(ط1/68) يورد اليعقوبي دراسة عن الأناجيل مما يؤكد اطلاع المؤلف عليها ” (53) وقد جاء في تاريخه. ط1. ص 88-89:

“وكان
الأربعة الذين كتبوا الإنجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا. اثنان من هؤلاء من الاثنى
عشر واثنان من غيرهم.

ثم
يذكر أسماء التلاميذ ” وكان الحواريون اثنى عشر من أسباط يعقوب وهم: شمعون..
ويعقوب بن ري.. ويحيى.. وفيلتوس.. ويهوذا ويعقوب.. ومنسى ” ثم ذكر ملخصاً لكل
إنجيل ذاكراً متى، لوقا، مرقس، يوحنا.

ويقول:
” لما رفع عيسى المسيح اجتمع الحواريون إلى أورشليم في جبل طور الزيتون
وصاروا إلى عليّة كان فيها بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس وفيلبس وتوما وبرتلموس
ومتاوس ويعقوب ” ثم يتحدث عن اختيار متمم للاثنى عشر وهو متى (54). ورغم كثرة الأخطاء والتناقضات، فإننا نرى كتبة
الأناجيل الأربعة هم متى ومرقس ولوقا ويوحنا وليس هناك أي ذكر لإنجيل برنابا أو
ذكر لبرنابا كواحد من حواري المسيح الاثنى عشر

(47) كتب الأحاديث (الجامع الصحيح للبخاري، صحيح مسلم، سنن ابن ماجة،
سنن ابن داود، سنن الترمذى، سنن النسائى. كتبت في الفترة من 256-303ه)

(48) لمزيد من
الدراسة حول هذا الموضوع انظر:

أ- الإسرائليات في التفسير الحديث. د. محمد حسين الذهبي. مجمع البحوث
الاسلامية. سنة 1987

ب- دفاع عن السنة د. محمد محمد أبو شهبة. مجمع البحوث الإسلامية. سنة
1990

ج- أضواء على السنة المحمدية. الشيخ محمود أبو رية. دار المعارف. ط 5.
سنة 1980

د- البدايات الأولى للإسرائيليات في الاسلام.حسني يوسف الأطير. مكتبة
الزهراء. سنة 1991 وغيرها من الكتب.

(49) تاريخ الأدب العربي. كارل بروكلمان. دار المعارف ط2. سنة 1977. ص
56-57.

(50) المسيح في الإسلام. الأب ميشال الحايك. بيروت. سنة 1961. ص 122

(51) تعليق الشيخ أحمد محمد شاكر على مادة “إنجيل “دائرة
المعارف الإسلامية. مجلدا. طبعة دار الشعب. ص 588

(52) مقدمة تحفة الأريب. د. محمود على حماية.ص 66

(53) المرجع السابق. ص 66

(54) المسيح في الاسلام الأب ميشال الحايك. ص 126، 132

 

3-
البيروني

أبو
الريحان محمد أحمد البيروني، مؤلف عربي من أصل فارسي، وُلد في سبتمبر عام 972م
بضاحية من ضواحي خوارزم، ودرس الرياضيات والفلك والطب والتاريخ وأثمرت هذه
الدراسات المتعددة، فألف أول كتبه الكبيرة ” الآثار الباقية من القرون
الخالية “، وتاريخ الهند.. وغيرها. وتوفي في ديسمبر عام 1048 م (55). وقد كان
أكثر معرفة من المسعودي، وقد أخذ عن النساطرة عندما صنف كتابه ” الآثار
الباقية ” وكان يعرف كثيراً من نصوص الإنجيل، فهو يتحدث عن هذه النصوص في شئ
من النقد.

ويرى
البيروني أن الأناجيل الأربعة عبارة عن أربع نسخ.. ويلاحظ أن هناك خلافاً كبيراً
بين هذه الأناجيل الأربعة. ويورد البيروني نسب يوسف بالتفصيل كما ورد في إنجيل متى
وفي إنجيل لوقا، ويبين في عبارة شائقة كيف يعلل النصارى الاختلاف بين الروايتين (56)

ولم
يذكر البيروني أي شئ عن إنجيل برنابا مما يدل على عدم معرفته به.

 (55) دائرة المعارف الإسلامية. مجلد 9. طبعة دار الشعب. ص 3-4

(56) دائرة
المعارف الإسلامية. مجلد 4. طبعة دار الشعب. ص 58

 

4-
المقدسى

المطهر
بن طاهر المقدسى، كتب في سجستان سنة 355ه / 966م كتاب ” بدء الخلق والتاريخ
” وهو جمع غير منهجي لمعارف تتصل بالأديان وتاريخ العقائد والأخبار التاريخية
(57) وقدأورد مباحث هامة عن الديانة النصرانية
تناول فيها فرقهم التي تتفق على أن معبودهم ثلاثة أقانيم وهذه الأقانيم شئ واحد (58)، ثم تكلم عن عقيدة التجسد والصلب والقيامة ولم يذكر
أي شئ عن إنجيل برنابا

(57) تاريخ الأدب العربي. ج 3. ص 62

(58) مقدمة تحفة
الأريب. ص 17-18

 

(5)
القلقشندي

أما
موسوعة القلقشندي التي تُعرف ” بصبح الأعشى” فلا ريب أنها تحتوي على
كثير من المعلومات القيمة عن الديانة النصرانية، ففيها حديث مفصل عن عقائدهم،
وفرقهم وأعيادهم، وألقاب أرباب وظائفهم كالبابا والأسقف والمطران وغير ذلك من
الألقاب (59) ولكنها لم تذكر شيئاً عن إنجيل
برنابا.

وكذلك
أيضاً لم يتحدث عنه أو يذكره رغم ذكر الأناجيل الأربعة كل من:

1-
القول الأبريزي للعلامة أحمد المقريزى. ص 18

2
– التاريخ الكامل لابن الأثير. ط 1. ص 138

3
– البداية والنهاية للإمام عماد الدين ابن كثير ط 2 ص 100(60)

(59) المرجع السابق. ص 18

(60) إنجيل
برنابا في ضوء التاريخ والعقل والدين. ط3. عوض سمعان. ص 61

 

(6)
ابن خلدون

مؤرخ
عربي من أسرة إشبيلية (الأندلس) هاجرت إلى تونس حوالي منتصف القرن السابع الهجري
(الثالث عشر الميلادي) وأصلها من قبيلة كندة.

وُلد
عبد الرحمن في تونس في مايو 1332، وتوفي بالقاهرة في مارس 1406.تنقل ما بين تونس
والأندلس وشغل عدة مناصب في خدمة الأمراء، وتولي أخيراً منصب قاضى قضاة القاهرة.
كتب عدة كتب منها العبر وديوان المبتدأ والخبر الذي طبع في سبع مجلدات، والمقدمة،
وتاريخ البربر (61)

وقد
جاء في كتاب “العبر وديوان المبتدأ والخبر ما يلي: (ص 232 -233)

“وافترق
الحواريون شيعاً ودخل أكثرهم بلاد الروم داعين إلى دين النصرانية، وكان بطرس
كبيرهم، فنزل برومة دار ملك القياصرة، ثم كتبوا الإنجيل الذي أُنزل على عيسى في
نسخ أربعة بالعبرانية، ونقله يوحنا بن زبدي منهم إلى اللسان اللاتيني، وكتب لوقا
منهم إنجيله اللاتيني إلى بعض أكابر الروم، وكتب يوحنا بن زبدي منهم إنجيله برومة،
وكتب بطرس إنجيله باللاتيني ونسبه إلى مرقاص تلميذه. واختلفت هذه النسخ الأربع من
الإنجيل مع أنها ليست كلها وحياً صرفاً بل مشوبة بكلام عيسى (ع) وبكلام الحواريين
وكلها مواعظ وقصص والأحكام فيها قليلة جداً “

وكتب
أيضاً: ” واجتمع الحواريون لذلك العهد برومة ووضعوا قوانين الملة النصرانية
وصيروها بيد أقليمنطس تلميذ بطرس وكتبوا فيها عدد الكتب التي يجب قبولها والعمل
بها فمن شريعة اليهود.. ومن شريعة عيسى (ع) المتلقاة من الحواريين نسخ الإنجيل
الأربع وكتب القثاليقون سبع رسائل، وثامنها الأبريكسيس في قصص الرسل، وكتب بولس أربع
عشرة رغم وجود أخطاء تاريخية تتعلق باللغة التي كتبت بها الأناجيل حيث أنها كتبت
باللغة اليونانية إلا إننا نجد أن كتب العهد الجديد هي:

1-
الأناجيل المعروفة في زمن ابن خلدون أربع نسخ وقد كتبها يوحنا ولوقاومرقس

2-
الكاثوليكون: وهو سبعة رسائل (يعقوب، يهوذا، رسالتا بطرس، 3 رسائل ليوحنا)

3-
رسائل بولس: أربع عشرة رسالة

4-
أبوكاليبسيس: رؤيا يوحنا

أما
رسالة أقليمندس فلم تعتبرها الكنيسة موحاةبالروح القدس وهكذا نرى أن المؤرخ العربى
وعالم الاجتماع عبد الرحمن ابن خلدون (63) والذي عاش في تونس والأندلس (حيث اكتشفت
المخطوطة الأسبانية لإنجيل برنابا) في القرن الرابع عشر لم يعرف أو يذكر أي شئ عن
إنجيل برنابا.

رسالة،
وكتاب أقليمنطس وفيه الأحكام، وكتاب أبوغالمسيس وفيه رؤيا يوحنا بن زبدي”(62)

(61) دائرة المعارف الاسلامية. مجلد 1. ص 270-272

(62) المسيح في
الإسلام. الآب ميشال الحايك. ص 123-125

 

3-
المفسرون

يقول
إنجيل برنابا إن الذي ُصلب هو يهوذا بعد أن أُلقي عليه شبه المسيح، فلو كان إنجيل
برنابا موجوداً في الفترة من القرن الثامن حتى القرن الرابع عشر والتي ظهر فيها
قدامى المفسرين المسلمين مثل الطبري والبيضاوي وابن كثير لما اختلفوا من جهة الشخص
الذي قالوا إنه صُلب عوضاً عن المسيح (عند تفسير ماجاء في سورة النساء 156-157)،
بل لأجمعوا كلهم على أنه يهوذا الأسخريوطي كما جاء في إنجيل برنابا (64)

(63) يقول أيضاً ابن خلدون ” كتب متى إنجيله في بيت المقدس
بالعبرانية، ونقله يوحنا بن زبدي منها إلى اللسان اللطيني “انظر مقدمة ابن
خلدون. تحقيق د. على عبد الواحد وافى. ج2. طبعة لجنة البيان العربي. ص 590-51
وانظر تعليق رقم 738 للمحقق.

(64) إنجيل
برنابا. عوض سمعان. ص 61

 

وفيما
يلي نذكر بعض ما قاله الطبري وابن كثير بخصوص الأناجيل والحواريين:

 

(1)
الطبري

هو
أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، وُلد سنة 839 م في طبرستان وتوفي في بغداد سنة 923م.
مؤرخ ومفسر وفقيه تنقل بين العراق والشام ليتحصل على العلوم الدينية على يد كبار
علماء عصره، له كثير من المؤلفات منها:

1-
جامع البيان في تفسير القرآن

2-
تاريخ الرسل والملوك

وغيرها
من المؤلفات التي تتعلق بأحكام شرائع الإسلام (65)

*
كتب الطبري في تاريخ الرسل والملوك:

“وكان
ممن وجه من الحواربين والأتباع الذين كانوا في الأرض بعدهم. فطرس الحواري ومعه
بولس، وكان من الأتباع ولم يكن من الحواريين، إلى رومة، وأندراييس ومتى إلى الأرض
التي يأكل أهلها الناس وهي فيما نرى للأساود، وتوماس إلى أرض بابل من أرض المشرق،
وفيلبس إلى القيروان وقرطاجنة وهي أفريقية، ويحنس إلى أفسوس قرية الفتية أصحاب
الكهف، ويعقوبس إلى أورشليم وهي إيليا بيت المقدس، وابن تلما إلى العربية وهي أرض
الحجاز، وسيمن إلى البربر دون أفريقيا، ويهوذا لم يكن من الحواريين إلى أريوبس،
جُعل مكان يوذس زكريا لوطا حين أحدث ما أحدث “(66)

ورغم
الأخطاء الاملائية في كتابة أسماء الحواريين بسبب الترجمة من لغة إلى أخرى وأيضاً
برغم الأخطاء في الأماكن التي ذهبوا إليها، نستطيع أن نرى أن أسماء الحوارين هم:

1-
فطرس: بطرس

2-
أندراييس: أندراوس

3
– متى

4
– فيلبس

5
– توماس: توما

6-
يحنس: يوحنا

7-
يعقوبس: يعقوب

8
– ابن تلما: برثلماوس

9-
سيمن: سمعان القانوي

10-
يودس بن زكريا يوطا: يهوذا الأسخريوطي

11-
يهوذا ليس الأسخريوطي الذي أقيم بدلاً منه.

وهو
هنا يذكر 10 من تلاميذ المسيح وليس بينهم بالطبع برنابا. مما يدل على عدم ظهوره
على مسرح التاريخ حتى ذلك الوقت.

(65) الطبري د. أحمد الحوفي. وزارة الثقافة والإرشاد. 1963

ودائرة المعارف الإسلامية. مجلد 15. طبعة بيروت. ص 67-70

(66) المسيح في الإسلام. الآب ميشال الحايك. ص 111

 

2-
ابن كثير

إسماعيل
بن عمر عماد الدين أبو الفداء ابن الخطيب القرشى. مؤرخ عربي، وُلد عام 1301 في
دمشق.. وتوفي في فبراير 1373. وأهم تصانيفه “البداية والنهاية ” من بدء
الخليقة إلى عصره.. وقد صنف ابن كثير أيضاً تفسيراً للقرآن، كما صنف عدة كتب في
الحديث (67)

ذكر
في كتابه ” البداية والنهاية “:

(67) دائرة المعارف الإسلامية. مجلد1. ص 378-379

 

أ-
عن التلاميذ

“وقيل:
وكان عنده من الحواريين اثنا عشر رجلاً. بطرس، ويعقوب ابن زبدا ويحنس (أخو يعقوب)
وأندراوس، وفيلبس، وأبرثلما، ومتى، وتوماس ويعقوب بن حلقيا، وتداوس، وفتاتيا،
ويودس كريايوطا (وهو الذي دل اليهود عليه)” (68)

ب-
عن الأناجيل

“وذكر
غير واحد أن الإنجيل نقله عن أربعة: لوقا ومتى ومرقس ويوحنا. وبين هذه الأناجيل
الأربعة تفاوت كثير بالنسبة إلى كل نسخة ونسخة، وهؤلاء الأربعة اثنان ممن أدرك
المسيح ورآه وهما متى ويوحنا. ومنهم اثنان من أصحابه، وهما مرقس، ولوقا. وقد
اختلفوا في نقل الأناجيل على أربعة أقاويل، ما بين زيادة ونقصان وتحريف وتبديل
“(69)

وهكذا
نرى أن المؤرخ والمفسر المشهور ابن كثير والذي عاش في القرن الرابع عشر يذكر أن
الأناجيل أربعة وأن كتَّابها هم متى ومرقس ولوقا ويوحنا ولم يذكر إنجيل برنابا

وعند
حديثه عن حواري المسيح يذكر أنهم اثني عشر وليس بينهم برنابا مما يدل على عدم
معرفته به.

3-
الثعلبى

أبو
اسحاق أحمد بن محمد إبراهيم الثعلبي. وُلد في ديسمبر 1035 م، وهو إمام من أئمة
الدين ومفسر مشهور. توفي سنة 427 ه.

(68) المسيح عيسي بن مريم للأمام ابن كثير. تحقيق وتعليق عبد الرحمن
حسن محمود. مكتبة الأداب. سنة 1985.(مأخوذ عن البداية والنهاية). ص 126

(69) المرجع
السابق. ص 152، 155

 

من
مؤلفاته:

1-
الكشف والبيان عن تفسير القرآن وهو تفسير بالمأثور

2
– قصص الأنبياء المسمي ” بالعرائس” وهوأشهر من التفسير، استخرجه منه
وزاد عليه، به كثير من الإسرائيليات “(70)

كتب
الثعلبي ” اعلم أن الحواريين كانوا أصفياء عيسي بن مريم وأولياءه، وأرضياه
وأنصاره ووزراءه، وكانوا اثني عشر رجلاً أسماؤهم شمعون الصفار المُسمى بطرس،
وأندراوس أخوه، ويعقوب بن زبدي ويحيى أخوه، وفيليبس وبرثولوماوس وتوما ومتى العشار
ويعقوب بن حلفا وليا الذي يدعي تداوس وشمعون القناني ويهوذا الأسخريوطي عليهم
السلام “(71)

وهنا
نرى أسماء التلاميذ الاثنى عشر كما ذكرت في الأناجيل (مت 10: 2-5، مر 3: 16-19، لو
6: 13-16، مع أع 1: 13) وليس بينها بالطبع اسم برنابا

4-
لم يذكره دارسو علم الأديان المقارن (المجادلون)

لقد
أهتم كثير من الدارسين الذين هاجموا المسيحية أو كتبوا حولها بدارسة الكتب
المسيحية ليجدوا من خلالها مداخل للهجوم على المسيحية، ولقد درس البعض الكتاب
المقدس بهدف نقده وفيما يلي سوف نقدم دراسة مختصرة عن أهم هذه الكتب ومنها نرى أنه
ليس هناك أي ذكر لإنجيل برنابا، ولو كان له وجود لكان خير سند لهم في الهجوم على
المسيحية.

(70) الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن. د. محمد حسين الذهبي. ط2 سنة
1986. مكتبة وهبة. ودائرة المعارف الاسلامية. طبعة دار الشعب. مجلد 1. ص 337-338

(71) المسيح في
الإسلام. ص 109 عن قصص الأنبياء للثعلبي. ص 390.

 

أولاً:
كتابات في علم الأديان المقارن كتبها مسلمون:

1
الفصل بين الملل والنحل لابن حزم (الإمام أبو محمد ابن حزم الأندلسى)

وُلد
ابن حزم فى قرطبة بالأندلس سنة 944م، وتوفي عام 1064. نقد ابن حزم العقائد غير
الإسلامية كاليهودية والنصرانية وحاول أن يجد في كتبهم تناقضاً وتعارضاً ليبرر
اتهامهم بتحريف النصوص (72)، وفي نقده لليهودية كتب ” الرد على ابن النغريلة
اليهودي “(73)

ويرى
د. حماية إن أسباب تأليف هذا الكتاب ” هو الدفاع عن الإسلام أمام هجمات
اليهود وتطاولهم على عقيدته، كما فعله ابن النغريلة اليهودي، عندما ألف رسالة يسخر
فيها من القرآن، مما اضطر ابن حزم إلى تفنيد شبه خصومة من اليهود واظهار كذب ما
بأيديهم من التوراة وغيرها وإثبات أنها محُرفة مُبدلة ليست من الله ” (74)

وقد
نقد النصرانية في كتابه ” الفصل بين الملل والنحل ” (75)

ويرى
د. حماية أن سبب تأليفه هو ” مواجهة الحملة الصليبية التي أشتدت في عصره،
بسبب ضعف الحكام واستعانتهم بالنصارى في الحروب التي نشبت بينهم طمعاً في الرياسة
والسلطان، مما أدى إلى ضياع الإسلام من تلك البلاد في نهاية المطاف” (76) وكان أسلوبه عنيفاً وتجاوز في بعض الأحيان ما يجب
أن يتحلى به العلماء من هدوء في الحجاج ولطف في النقاش. (77)


ولقد تحدث ابن حزم عن الأناجيل قائلاً: ” إن النصارى لا يدّعون أن الأناجيل
منزلة من عند الله على المسيح، ولا أن المسيح أتاهم بها، بل أنهم لا يختلفون في
أنها أربعة تواريخ ألفها أربعة رجال معرفون في أزمان مختلفة “. ثم يتحدث عن
الأناجيل الأربع متى ومرقس ولوقا ويوحنا مهاجماً ومناقضاً (78)

وهذا
يدل على أنه حتى القرن الحادي عشر، لم يكن إنجيل برنابا معروفاً أو ظهر على مسرح
التاريخ، فلو كان معروفاً لذكره ابن حزم واستعان به لاسيما وأن هذا الكتاب يخدم
أغراضه الهجومية، وأيضاً فابن حزم كان يعيش في الأندلس حيث وُجدت المخطوطة
الأسبانية لهذا الإنجيل وحيث أن هناك أدلة كثيرة تشير إلى أن كاتبه أندلسى والبيئة
الأندلسية هي أنسب بيئة لظهوره.

(72) دائرة المعارف الإسلامية. مجلد1. طبعة دار الشعب. ص 136

(73) لقد قام
بتحقيق هذه الرسالة ونشرها د. احسان عباس 1960. دار العروبة القاهرة

(74) ابن حزم ومنهجة في دراسة الأديان. د. محمود على حماية. ط2. دار
المعارف سنة 1983. ص 108

(75) قام الأب آسين بلاثيوس بنشرة متناً وترجمة أسبانية مع تحليل لنقده
الأفكار الدينية في خمس أجزاء (مدريد 1927 – 1932) المستشرقون ج2. ص 194-195.

(76) ابن حزم. د. محمود على حماية. ص 108

(77) المرجع السابق. ص 140

 

2
– بين المسيحية والإسلام (79)

ألفه
فقيه أندلسى يُدعى أبو عبيدة الخزرجي، وُلد في قرطبة بالأندلس سنة 1125 وتوفي بفاس
سنة 1187 م.

وفيه
يرد على رسالة من أحد القساوسة. وقد كُتب في الأندلس أيضاً حيث ظهرت المخطوطة
الأسبانية

وتحت
عنوان ” بيان اضطراب الأناجيل وتناقضها” استشهد بنصوص من الأناجيل
الأربعة (ص 142-157)، ولم يشر أي أشارة إلى وجود إنجيل برنابا.

وعند
حديثه عن ” ابطال دعوى صلب المسيح من الأناجيل (ص158-177) لم يذكر أنالمصلوب
هو يهوذا، وإذا كان إنجيل برنابا معروفاً في ذلك الوقت لعرفه الكاتب ولاستشهد به
لإثبات دعواه.

وحيث
أن هذا لم يحدث، إذاَ إنجيل برنابا لم يكن له وجود في القرن الثالث عشر

(78) الفصل بين الملل والأهواء والنحل. ج 2 تحقيق عبد الرحمن خليفة. ط
مكتبة السلام العالمية. ص 2 وما بعدها

(79) بين
المسيحية والإسلام. تحقيق د. محمد شامة. ط1 سنة 1972، ط2 سنة 1979. مكتبة وهبة.

 

3-
الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام
(80)

وهو
رد على كتاب أحد ألفه النصاري وسماه “تثليث الوحدانية ” بعث به من
“طليطلة إلى مدينة قرطبة، وقد فرغ منه المؤلف سنة 684 ه بالكرك (القرن الثالث
عشر الميلادي)، وكتب تحت عنوان ” فصل في بيان أن الإنجيل ليس بمتواتر وبيان
بعض ما وقع فيه من الخلل “، “وأما هذا الكتاب الذي يدّعي النصارى أنه
الإنجيل فقد توافق هؤلاء النصارى على أنه إنما تلقي عن اثنين من الحواريين وهما
متاؤوس ويوحنا، وعن اثنين من تلاميذ الحواريين وهما ماركش ولوقا. وأن عيسي لم
يشافههم بكتاب مكتوب عن الله كما فعل موسى، ولكن لما رفع الله عيسى إليه تفرق الحواريون
في البلاد والأقاليم كما أمرهم عيسى فكان منهم من كتب بعض سيرة عيسى وبعض معجزاته
وبعض أحواله حسب ما تذكر، وما يسر الله عليه منه ” (81)

وهنا
لم يذكر المؤلف إنجيل برنابا، مما يدل على أنه لم يكن معروفاً بالكرك (اعتقد
بالأردن) في ذلك الوقت.

وتحت
عنوان ” في النبوات وإثبات نبوة محمد” (82)ذكر
نبوات عن محمد في الكتاب المقدس ولم يقتبس من أو يشير إلى إنجيل برنابا

وفي
حديثه عن صلب المسيح (83) لم يذكر أن المصلوب هو
يهوذا كما أوضح إنجيل برنابا. مما يؤكد أن هذا الإنجيل لم يكن معروفاً في القرن
الثالث عشر.

(80) الاعلام للأمام القرطبي. تحقيق د. أحمد حجازي السقا. طبعة دار
التراث العربي.سنة 1978

(81) المرجع
السابق. ص 203 – 213

(82) المرجع السابق. ص 237 – 257

(83) المرجع السابق. ص 410- 419

 

4-
الملل والنحل للشهرستاني
(84)

وُلد
الشهرستاني سنة 489ه (القرن الحادي عشر) في شمالي خراسان، ببلدة شهرستان

وفي
حديثه عن الأناجيل قال: ثم إن أربعة من الحواريين اجتمعوا وجمع كل واحد منهم جمعاً
سماه الإنجيل وهم: متى ولوقا ومرقس ويوحنا.

وهو
لم يذكر إنجيل برنابا، مما يدل على عدم معرفته به وعدم ظهوره على مسرح التاريخ حتى
ذلك الوقت.

5-
الرد الجميل لإلهية عيسي بصريح الإنجيل. لحجة الإسلام الأمام أبي حامد الغزالي

وُلد
الغزالي سنة 1059 م وتوفي سنة 1111 (أي أنه عاش في القرن الحادي عشر) وقد نشرهذا
الكتاب لأول مرة الأب روبير شدياق سنة 1939 بباريس وترجمه إلى العربية الأستاذ عبد
العزيز عبد الحق حلمي سنة 1914 ونشره مجمع البحوث الإسلامية.

وقد
حاول المؤلف أن يثبت عدم إلوهية المسيح من خلال نصوص العهد الجديد مثل يو 10: 30-39،
يو 17، مر 13، أف 1: 16-17، مت 23: 9-10، يو 8، يو 12، عب 3: 1-12، يو 15…
الخ)(85)

فهو
يقتبس من الأناجيل الأربعة، ورسائل بولس. ولم يأت بأى ذكر لإنجيل برنابا، فلو كان
إنجيل برنابا موجوداً لرجع إليه المؤلف ولاسيما أنه يخدم غرضه كثيراً في إنكاره
الواضح والصريح للاهوت المسيح

(84) الملل والنحل. تقديم واعداد د. عبد اللطيف محمد العبد. ط1 سنة
1977. مكتبة الأنجلو المصرية.

(85) الرد
الجميل لإلهية عيسي بصريح الإنجيل: تحقيق د. محمد عبد الله الشرقاوي. دار الهداية.
ط2 سنة 1986.

 

6-
الرد على النصارى
(86)

لأبي
البقاء صالح بن الحسين الجعفرى. المتوفي في القرن السابع الهجري

وقد
كتبه في الفسطاط بمصر وهو عبارة عن تلخيص لكتابه ” تخجيل من حرف
الإنجيل” وفي المسألة الخامسة: في بيان تناقض الإنجيل الذي بأيدي النصارى
” تحدث عن التناقض الموجود بين الأناجيل الأربعة (متى، مرقس، ولوقا، ويوحنا) (87) ولم يأت بأي ذكر لإنجيل برنابا.

وفي
المسألة الثانية: في أبطال دعوى القتل والصلب.

أنكر
حادثة صلب المسيح بانياً أقواله على ما جاء في الأناجيل الأربعة(88) دون أى ذكر لإنجيل برنابا مما يؤكد أنه لم يكن
معروفاً للمؤلف في مصر حتى القرن الثالث عشر.

(86) الرد على النصارى. تحقيق د. محمد محمد حسانين. مكتبة وهبة. ط1 سنة
1988

(87) المرجع
السابق. ص 80-86

 

7
– المنتخب الجليل من تخجيل من حرف الإنجيل (89)

لأبي
الفضل المالكي المسعودي من علماء القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي).

وهو
عبارة عن تلخيص لكتاب “تخجيل من حرف الإنجيل ” لأبي البقاء صالح الجعفرى
ذكر أن الأناجيل أربعة وقد كتبها متى ومرقس ولوقا ويوحنا.(90)

وفي
الباب الأول أثبت عبودية المسيح من خلال هذه الأناجيل الأربعة، وفي الباب الثاني
عند هجومه على الإنجيل قال: ” إنه ليس إنجيلاً واحداً بل هو أربعة أناجيل، كل
إنجيل منها في قطر من الأقطار، بقلم غير قلم الآخر.. وقد ذكر العلماء أن اثنين من
هؤلاء الأربعة وهما مرقس ولوقا لم يكونا من الاثنى عشر حواري أصحاب المسيح “(91). ولم يأت بأي ذكر لإنجيل برنابا.

(88) المرجع السابق. ص 71-76

(89) المنتخب الجليل من تخجيل من حرف الإنجيل.تحقيق د. بكر زكي إبراهيم.
ط 1 سنة 1993

(90) المرجع السابق. ص 39-41

(91) المرجع السابق. ص 67-94

 

8-
الانتصارات الإسلامية في كشف شبهات النصرانية
(92)

للأمام
نجم الدين البغدادي الطوفي. فقيه حنبلي (1259-1316)

عاش
في العراق ثم رحل إلى سوريا، ومصر، والسعودية وتوفي في فلسطين. لم يأت في كتابه
بأي ذكر لإنجيل برنابا، مما يؤكد على أن إنجيل برنابا لم يُعرف في الدول العربية
التي رحل إليها المؤلف حتى بداية القرن الرابع عشر.

9
– الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح
(93)

لشيخ
الإسلام ابن تيمية (661-728ه)، (القرن الثالث عشر) عاش في سوريا وكتابه عبارة عن
رد على رسالة جاءت من قبرص منسوبة إلى بولس أسقف صيدا الأنطاكية.(94)

في
الجزء الثاني رد المؤلف على العقائد المسيحية، وفي الجزء الثالث وبداية الجزء
الرابع تحدث عن النبوات التي جاءت عن محمد في الكتاب المقدس ولم يأت بأي ذكر
لإنجيل برنابا.

(92) الانتصارات الاسلامية في علم مقارنة الأديان. دراسة وتحقيق د.
أحمد حجازي السقا. ط1 سنة 1983

(93) الجواب
الصحيح لمن بدل دين المسيح. قدم له وأشرف على طبعه على السيد صبح المدني. مطبعة
المدني 4 أجزاء.

(94) رسالة مختصرة عقلية لبولس الراهب أسقف صيدا وأنطاكية

بحوث ودراسات إدارة معهد الأداب الشرقية. بيروت. لبنان

 

10-
هداية الحياري في أجوبة اليهود والنصاري. لابن قيم الجوزية
(95)

عاش
فى الفترة (1292-1356) أى فى القرن الرابع عشر

في
حديثه عن الأناجيل قال: والنصارى لا يقرّون أن الإنجيل منزل من عند الله على
المسيح وأنه كلام الله، بل كل فرقهم مجمعون على أنها أربعة تواريخ، ألفها أربعة
رجال معروفون في أزمان مختلفة، ولا يعرفون عن الإنجيل غير هذا: إنجيل ألفه متى
تلميذ المسيح بعد تسع سنين من رفع المسيح وكتبه بالعبرانية في بلد يهوذا بالشام،
وإنجيل ألفه مرقس الهاروني تلميذ شمعون بعد ثلاثة وعشرين سنة من رفع المسيح وكتبه
باليونانية في بلاد أنطاكية من بلاد الروم.. وإنجيل ألفه لوقا الطبيب الأنطاكي..
وإنجيل ألفه يوحنا تلميذ المسيح بعد ما رفع المسيح ببضع سنين، كتبه باليونانية
“(96)

ويقول
مرة أخرى ” وأما الإنجيل فقد تقدم أن الذي بأيدي النصارى منه أربع كتب مختلفة
من تأليف أربعة رجال: متى ومرقس ولوقا ويوحنا”(97)

 

11-
الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة
(98)

للأمام
شهاب الدين أحمد بن إدريس المالكي(القرن الثالث عشر)

صنف
كتابه هذا في الرد على إحدى الرسائل النصرانية.

وعند
حديثه عن الأناجيل قال ” إن الأناجيل خمسة يعرف النصاري منها أربعة مشهورة،
والخامس لا يعرفه إلا القليل منهم، فالأربعة، الأول:

 إنجيل
متى، وهو من الحواريين الاثني عشر، وبشر بإنجيله باللغة السريانية بأرض فلسطين بعد
صعود المسيح إلى السماء بثمان سنين.. وإنجيل مرقس، وهو من السبعين وبشر بإنجيله
باللغة الفرنجية بمدينة روما بعد صعود المسيح باثنتي عشرة سنة.. وإنجيل لوقا وهو
من السبعين، وبشر بإنجيله بالأسكندرية باللغة اليونانية.. وإنجيل يوحنا وهو من
الاثنى عشر بشر بإنجيله في مدينة أفسس من بلاد رومية بعد صعود المسيح بثلاثين سنة…
والإنجيل الخامس يُسمى إنجيل الصبوة وذكر فيه الأشياء التي صدرت من المسيح في حال
طفولته يُنسب لبطرس عن مريم، وفيه زيادة ونقصان، وقد ترك فيه كثيراً من تعاليم
المسيح ومشاهير معجزاته ويذكر فيه قدوم المسيح وأمه ويوسف النجار إلى صعيد مصر ثم
عودته إلى ناصرة قرية عند المقدس، وإليها يُنسب النصارى، وفي هذه الأناجيل الأربعة
من التناقض والتعارض… “(99). ثم يذكر خمسة
عشر تناقضاً بين الأناجيل الأربعة

ورغم
الأخطاء العديدة التي وقع فيها المؤلف، فهنا نراه يذكر الأناجيل الأربعة مضيفاً
إليها إنجيل الصّبوة،ولم يأت بأي ذكر لإنجيل برنابا.

وفي
الباب الرابع يتحدث المؤلف عن النبوات التي جاءت عن محمد في الكتاب المقدس، (100) ولم يقتبس أي نبوة من إنجيل برنابا، رغم الاعلان
الواضح فيه عن أن المسيح جاء ممهداً لمجئ المسيا (محمد)، مما يؤكد أن الكاتب لم
يعرف إنجيل برنابا إذ لم يكن له وجود حتى ذلك الوقت.

(95) هداية الحياري في أجوبة اليهود والنصاري. تحقيق. د. أحمد حجازي
السقا. المكتبة القيمة.ط2

(96) المرجع
السابق. ص 103-104

(97) المرجع السابق. ص 201

(98) الأجوبة الفاخرة. طبعة دار الكتب العلمية. بيروت لبنان. ط1 سنة
1986.وهناك طبعة من تحقيق د.بكر زكي إبراهيم. مصر. مكتبة وهبة.

(99) المرجع السابق. ص 21-22

(100) المرجع السابق. ص 163-183

 

12-
المختار في الرد على النصارى للجاحظ
(101)

وُلد
أبوعثمان عمرو بن بحر الجاحظ سنة 163 ه وتوفي سنة 255ه (القرن التاسع الميلادى).

وقد
سعي إلى نشر هذه الرسالة المستشرق يوشع فنكل ثم نشرها المستشرق رتشر بالمانيا سنة
1931 وبعده نشرها الأستاذ عبد السلام هارون.(102)

كتب
الجاحظ عن النصارى “إنهم إنما قبلوا دينهم عن أربعة أنفس اثنان منهم من
الحواريين بزعمهم ” يوحنا ومتى واثنان من المستجيبة وهما مارقس ولوقش وهؤلاء
الأربعة لايؤمن عليهم الغلط، ولا النسيان، ولا تعمد الكذب
(103) وهذه
الرسالة من أوائل الكتب التي كتبت ضد المسيحية في القرن التاسع وفيها نرى الجاحظ
يذكر كتبة الأناجيل الأربعة متى ومرقس ولوقا ويوحنا ولم يأت بأي ذكر لإنجيل برنابا
مما يؤكد عدم وجوده في ذلك الوقت.

(101)المختار في الرد على النصارى. دراسة وتحقيق د. محمد عبد الله
الشرقاوي. دار الصحوة. ط1 سنة 1984.

(102) المرجع
السابق. ص 17-18

(103) المرجع السابق. ص 99

 

13-
شفاء الغليل في بيان ما وقع في التوراه والإنجيل من التبديل
(104)

‘كتب
في القرن الحادي عشر وفيه يتحدث الأمام الجويني عن التناقض الموجود في التوراة،ثم
التناقض الموجود بين الأناجيل الأربعة: متى ومرقس ولوقا ويوحنا (105)، ولا يأتي بأي ذكر لإنجيل برنابا

الخاتمة:

وهكذا
نرى في كتابات المجادلين والمهاجمين ذكرالأناجيل الأربعة، وليس هناك أي ذكر بالمرة
لإنجيل برنابا مما يدل على عدم ظهوره على مسرح التاريخ الاسلامي حتى القرن التاسع
عشر عندما صدرت الترجمة الإنجليزية للمخطوطة الإيطالية سنة 1907م.

(104) شفاء العليل للأمام أبي المعالي الجويني. تحقيق د. أحمد حجازي
السقا. طبعة مكتبة الكليات الأزهرية ط 1 سنة 1978

(105) المرجع
السابق. ص 39-57

 

ثانياً:
كتابات في علم الأديان المقارن كتبها يهود ونصاري أسلموا:

1-
تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب
(106)

أنسلم
تورميدا الشهير بعبد الله ألف هذا الكتاب باللغة العربية سنة 823 ه (القرن الرابع
عشرالميلادى)

وُلد
تورميدا في ميورقة (إحدي جزر البليار شرقي الأندلس) وتلقى علومه في إيطاليا، وانضم
إلى الرهبنة الفرنسسكانية، ورحل إلى تونس حيث أسلم على يد السلطان أحمد بن أبي بكر،
وتسمي بعبد الله بن على واشتغل ترجماناً، ثم ولاه السلاطين المكوس، ولا يزال قبره
داخل باب المنارة. ومن أثاره هذا الكتاب معتمداُ فيه على أراء ابن حزم الأندلسى
(1420م)(107) وقد رد عليه الأب آسين بلاثيوس في
دراسة مقارنة بين توما الأكويني وتورميدا وبسكال ويوحنا الصيلبي (1941)(108)

ولقد
أهتم الآب دي ابلزا اليسوعي اهتماماً خاصاً به فعنوان رسالته في إجازة الأستاذية
هو: تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب لعبد الله الترجمان، النص النقدي.

وفي
رسالة الدكتوراه: تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب، ترجمة ذاتية للكاتب (1967)
وقد حققه على مخطوطات الأسكوريال وأنقرة ومصر وشمالي أفريقيا (روما 1971). ونشر
أيضاً (بيانات جديدة في سيرة عبد الترجمان، برشلونه 1965).

ومؤلف
تحفة الأريب لعبد الترجمان (مجلة معهد الآداب العربية في تونس سنة 1965) (109)

في
الفصل الثالث: في الرد على النصاري كتب ” ونريد أن نرد عليهم بنص أناجيلهم
وما قاله الأربعة الذين كتبوا الأناجيل الأربعة ” (110)

وفي
الباب الأول من هذا الفصل ” إن الذين كتبوا الأناجيل أربعة متى وماركوس ولوقا
ويوحنا.. وأما متى وهو الأول منهم، فما أدرك عيسى ولا رآه قط إلا في العام الذي
رفعه الله فيه إلى سمائه، وبعد رفع عيسى كتب متى الإنجيل بخطه في مدينة الأسكندرية،
وأما لوقا فلم يدرك عيسى ولا رآه أبداً، وإنما تنصر بعد رفع عيسى وكان تنصره على
يد بولس الإسرائيلي.. وأما مرقس فما رأى – أيضاً – عيسي قط وكان دخوله في دين
النصارى كذلك بعد أن رفع عيسى وتنصر على يد ” بترو” الحواري، وأخذ عنه
الإنجيل بمدينة روما.. وأما يوحنا فهو ابن خالة عيسى.. وهو الرابع من الذين كتبوا
الأناجيل الأربعة.. وكتب إنجيله بالقلم اليوناني في مدينة سوس. فهؤلاء هم الأربعة
الذين كتبوا الأناجيل الأربعة وحّرفوها وبّدلوها وكذبوا فيها. “(111)

وذكر
الاختلافات بين هذه الأناجيل وحاول أن يثبت من خلال هذه الأناجيل الأربعة عدم
إلوهية المسيح (112)، وتحدث في الفصل الأخير عن
النبوات التي جاءت عن محمد في الكتاب المقدس. ولم يذكر إنجيل برنابا وهذا يدل على
أنه حتى كتابة مؤلفه هذا (القرن الرابع عشر) لم يكن هناك أي وجود لهذا الإنجيل
وكما أوضحنا في تعريفنا به فهو قد درس في إيطاليا (حيث ظهرت المخطوطة الإيطالية)
وعاش في أسبانيا وتونس (حيث ‘أكتشفت وعُرفت المخطوطة الأسبانية لهذا الإنجيل)، مما
يؤكد عدم معرفته به.

ملحوظة:
كان تورميد في كتابه هذا ملكيا أكثر من الملك، وقد وقع في كثير من الأخطاء التي لا
يمكن أن تقع من دارس كان مسيحياً، وتُعلن جهله بالكتاب المقدس.

(106) تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب. تحقيق د. محمود علي حماية.
ط2. دار المعارف. 1984

(107)
المستشرقون. نجيب العقيقي ج1. ط4. دار المعارف سنة 1980. ص 123- 124

(108) المستشرقون. نجيب العقيقي ج2. ط4. دار المعارف سنة 1980. ص194

(109) المرجع السابق. ص 247-248

(110) تحفة الأريب. ص 61-68

(111) المرجع السابق. 78-94، 111-126

(112) المرجع السابق. ص 133-140

 

2-
الدين والدولة في إثبات نبوة النبي محمد. لعلي بن ربن الطبري
(113)

ألف
هذا الكتاب على بن ربن الذي كان نصرانياً وأسلم (في القرن التاسع الميلادى) وقد
وُلد في طبرستان وانتقل بعد ذلك إلى العراق حيث أشهر إسلامه في عصر الخليفة
المعتصم أو المتوكل.

وفي
الجزء الأخير من هذا الكتاب تحدث عن النبوات التي جاءت عن محمد في العهد الجديد
فذكر ما جاء في يو15-16، 1يو4: 1-3، لو 11، أع، غل.. وغيرها

وفي
خلال رده اقتبس من إنجيل متى، مرقس، لوقا، ويوحنا ورسالتي غلاطية وتيموثاوس. ولم
يأت بأي ذكر لإنجيل برنابا مما يدل على عدم معرفته به.

(113) الدين والدولة تحقيق عادل نويهض. منشورات دار الآفاق الجديدة ط4.
بيروت. 1982 ولقد لقي هذا الكتاب اهتماماً من المستشرقين:

– فقد نشره
الفونس منجنا (1881-1937) مع ترجمته إلى الإنجليزية في مانشستر سنة 1921 وطبع في
مطبعة المقطم. سنة 1923م.

– وفي سنة 1930 كتب عنه المستشرق مرجليوث في منشورات المجمع البريطانى.
مجلد 165.ص 16

– وكتب عنه أيضاً المستشرق H.Guppy في منشورات مكتبة ريلاند سنة 1930 ص 122

– وأيضاً المستشرق Fritsch في برلين سنة 1930

– وأيضاً المستشرق الألماني د. ماكس مايرهوف في المجلة الشرقية
الإلمانية سنة 1931

– الآب بويج (1878 – 1951) كتب:

1- كتاب الدين والدولة الذي نشره وترجمه منجنا هل هو الأصل؟ رسالة إلى
مدير مكتبة ريلاند. المطبعة الكاثوليكية. بيروت 1924

2 – كتاب الدين والدولة ليس هو الأصل. المطبعة الكاثوليكية سنة 1925

(المراجع 1- تاريخ الأدب العربي.ج 4. كارل بروكلمان. تعريب د.السيد
يعقوب د.رمضان عبد التواب. ص 261-262

2- المستشرقون ج 2. ط4.ص 78،111

3 – المستشرقون ج4 ط4.ص 435، 301

 

3-
الرد على النصارى على بن ربن الطبري
(114)

حاول
المؤلف من خلال هذه الرسالة أن يثبت عدم إلوهية المسيح وهاجم عقيدة التجسد وبنوية
المسيح من خلال نصوص الأناجيل الأربعة (متى ومرقس،ولوقا ويوحنا)، ولم يأت بأي ذكر
لإنجيل برنابا، الذي لو كان له وجود لإفاد منه المؤلف كثيراً حيث أنه ينسج على نفس
المنوال ويهدف إلى نفس الهدف.

4-
النصيحة الإيمانية في فضيحة الملة النصرانية
(115)

نصر
بن يحيى بن عيسى بن سعيد المتطبب (القرن الثاني عشر) نصراني أسلم وكتب هذا الكتاب
مهاجماً العقيدة المسيحية

وفي
الفصل الثاني تحت عنوان ” في تناقض كلامهم ودعاويهم واختلاف أقوالهم “.
والفصل الثالث عن معجزات المسيح شن هجوماً على أسس الإيمان المسيحي وعلى الكتب
المقدسة بانياً هذا الهجوم على ماجاء في الأناجيل الأربع (متى، مرقس، ولوقا،
ويوحنا) (116)، ولم يأت بأي ذكر أو اقتباس من
إنجيل برنابا.

وأيضاً
في الفصل الرابع تحدث عن النبوات التي جاءت عن محمد وذكر ماجاء في يو 10-16 (117)، ولم يأت بأي ذكر لإنجيل برنابا رغم اعلانه الواضح
عن مجئ محمد

ونختم
هذا الجزء بما كتبه الشيخ محمد أبو زهرة:

“من
المؤكد أن ذلك الإنجيل لم يكن معروفاً عند المسلمين في غابرهم وحاضرهم، لأن
المناظرات بينهم وبين المسيحيين كانت قائمة في كل العصور، ولم يعرف أن أحداً احتج
على مناظرة المسيحي بهذا الإنجيل، مع أنه فيه الحجة الدامغة التي تفلج المسلم على
المسيحي “(118)

(114) لقد قام بنشر هذه الرسالة الأبوان أغناطيوس عبده خليفة وغليوم
كوتش اليسوعيان في منشورات جامعة القديس يوسف. بيروت لبنان سنة 1959

(115) النصيحة
الإيمانية في فضيحة الملة النصرانية. تحقيق د. محمد عبد الله الشرقاوي. دار الصحوة.
ط1 سنة 1986.

(116) المرجع السابق. ص 78

(117) المرجع السابق. ص 138-141

(118) محاضرات في النصرانية. الشيخ أبو زهرة. ط4.ص 71

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار