علم التاريخ

الأباء البطاركة فى القرن الرابع



الأباء البطاركة فى القرن الرابع

الأباء
البطاركة فى القرن الرابع

1-
البابا بطرس البطريرك السابع عشر خاتم الشهداء

كان
تلميذا للبابا ثاؤنا وتعلم وتربي في المدرسة اللاهوتية التي كان يديرها القس
أرشلاوس ورسمه البطريرك شماسا ولما رأي عفافه وعلمه رسمه قسا وكان ملازما لخدمة
الكنيسة ليل ونهار وكان محبوب من الجميع لأجل قداسته وسيرته وعلمه وغيرته علي
انتشار الايمان – اتفق ان سابليوس الهرطوقي جاء الي الكنيسة لمقابله البطريرك
ليجادله فارسل إليه البابا ثاؤنا القس بطرس فاذ دري سابليوس بالبطريرك اذ ارسل له
شابا حقيرا ليجادله فأجاب القديس بطرس ” اذا كنت أظهر امامك صغيرا فأنني عند
الرب كبير والرب يظهر كفرك به اليوم وينصرني عليك كما نصر داود النبي علي جليات
الجبار ” ثم أخذ يناظره في الحقائق الدينية حتي أفحمه واخرجه مخزيا امام
الجميع.

 

حدث
أنه عندما كان البابا ثاؤنا محتفل بعيد القيامه وقف انسان به روح نجس وجعل يرجم
المؤمنين بالحجارة فهرب الشعب منه داخل الكنيسة وعلم البطريرك بحال المجنون فقال
للقديس بطرس اذهب واطرد عنه الشيطان فأخذ أناء مملؤء ماء وقدمه للبطريرك رشم عليه
علامه الصليب ففعل وخرج الي الرجل وانتهر الشيطان باسم الرب يسوع.

 

عندما
جلس القديس بطرس على كرسي مرقس الرسول في أمشير سنه 17 ش سنه 300 م في عهد
دقليديانوس قيصر ومكسيميان وأشتد الاضطهاد وعلي الكنيسة في نهاية القرن الثالث
فرأي البطريرك رعيته في خطر بعضهم قتل وهرب البعض الآخر الي البراري والكهوف لذلك
طاف بلاده كلها يشجع المؤمنين والضعفاء في الإيمان ويعزي المعترفين في السجون
ويرجعهم الي حظيره الخراف فحزن حزنا شديدا عندما رأي الأسقف ميليتس قد سالم
الوثنين وسجد لاصنامهم وكثف جهده كله في ان يرد الاسقف الي التوبه فلم يتوب وشق
عصا الطاعه علي رئيسه وبدأ يشنع عليه ويرميه بتهم باطله وأبتدع بدع رديئه وانفصل عن
الكنيسة وعقد البابا بطرس مجمع بالاسكندرية سنه 306 م يقطع ميليتس ومن شايعه.

 

في
سنه 307 م لما قرب عيد القيامة تقدم اولئك الذين كانوا قد جحدوا الايمان ثم ندموا
وطلبوا بدموع والحاح ان يحلهم ويقبلهم في الكنيسة فكان البابا يهتم سنويا في عيد
الفصح التي بموجبها يقبل الذين سقطوا في مدة الاضطهاد الي حضن الكنيسة وهي:

 


يجوز قبول الذين زلوا في بداءه الاضطهاد ولشدة ما قسوة واظهروا توبتهم


الذين عثروا في ايمانهم يراعى سجنهم وعذبوا عذابا يجب ان تعطي سنه كامله يظهرون
فيها التوبه الحقيقية قبل قبولهم في حضن الكنيسة.


الذين ارتدوا عن الإيمان لمجرد الخوف والوهم تعطي لهم 4 سنوات ليبرهنوا علي التوبة
والندم.


الذين نجوا من العذاب أو الموت لتظاهرهم بالبله والصرع أو أية حيله تمنح لهم مهله
6 شهور يكفرون عن سيئاتهم0


العبيد الذين أجبرهم مواليهم للتقدم للمحاكمة عوض عنهم ثم سقط فى هذه التجربة
ينبغى أن يبرهنوا على توبتهم فى خلال سنة.


الموالى الذين فعلوا ما تقدم تفرض عليهم 3 سنين توبة.


جميع الذين ثمروا ثم عادوا فاصلحوا أخطائهم بل قدموا انفسهم للسجن والعذاب يجب
قبولهم بدون فحص الذين قدموا أنفسهم للأخطار طوعاً واختيارا دون أن ينتظروا القاء
القبض عليهم حتى يرى ما يحل بهم أما الذين سقطوا من هذه الفئة فإذا كانوا من
الاكليروس الذين طلبوا العودة إلى حصن الكنيسة فلا يجب قبولهم فى الوظائف
الكهنوتية ثانية بل يقبلون كأعضاء فى الكنيسة جميع الذين افتدوا أنفسهم بدراهم
دفعوهم فداء عنهم فلا يلامون قط.

 

كان
أريوس الهرطوقى فى بدء أمرة تابعا لبدعة ميليتس وتلميذ له وأنفصل عنه واتى إلى
البطريرك وأعلن خضوعه له فقبلة ورسمة شماساً ثم صارا فيما بعد قساً وارتقى إلى
وظيفة واعظ وبذات مرة كان يخطب بحضرة البطريرك فتاه فى اقوالة وقال ” ان ابن
الله كائن بعد ان لم يكن ” فسأله البطريرك عن مراده بهذا القول واتضح انه سقط
فى بدعه شنيعة وجردة من وظيفته واصدر قرارا بحرمانه وقطعه من شركة الكنيسة ومن
حاضرا معه من الاساقفه.

 

في
سنه 311 م أمر مكسيميان قيصر بالقبض علي القديس البطريرك وسبب ذلك ان امرأة
انطاكيه قامت الي الاسكندرية لتعمد ولديها فهاج البحر وخشيت ان يموتا بلا عماد
فشرطت ثديها وصلبت علي جبتهما وقلبها ولما نجت وأتت الي البابا وجد مياه المعمودية
وقت عمادهما قد جفت فسألها عن السبب فقصت له قصتها فاكتفي وباركها فشكي زوجها
الانطاكي امرأته للقيصر ورجعت المرأة ولما عرض القيصر ان تسجد للأوثان فرفضت فأمر
بحرقها هي والديها معها فحرقوا فلأجل ذلك حضر مكسيميان بنفسه الي مصر لينتقم من
البطريرك فقبض علي البابا وطرحه في السجن وأمر بقطع رأسه فتجمهر الشعب المسيحي
أمام السجن واستمروا طوال الليل. لما علم اريوس الهرطوقي أن الملك مصمم علي قتل
البطريرك خاف ان يقتله قبل ان يحله ويبقي مربوطا ويقفل في وجهه باب الانتقاء
للوظائف الكهنوتية فتوسل الي بعض الاكليروس ان يصالحوه مع البطريرك فصرخ
البطريرك”تسألوني في اريوس” ثم رفع يديه وأخذ معه شيخين ارشلاوس
والاكسندروس تلميذيه وانفرد بهم وقال ” الله آله السموات يعينني علي اكمال
شهادتي فلن تعودا تريانني بعد هذا اليوم في الجسد وأنت يا ارشيلاوس القس تكون
بطريرك بعدي واخوك الاسكندروس بعدك ولا تقولا اني عديم الرحمه من أجل اريوس فان
فيه مكرا مخيفا ولست أنا الذي حرمته بل السيد المسيح لأنه في هذه الليلة لما أكلمت
صلاتي ونمت رأيت شابا قد دخل علي ووجهه يضئ كضوء الشمس وعليه ثوب متسخ به الي
رجليه وهو مشقوق.

 

وقد
أمسك بيده القطعة الممزقة فصرخت وقلت يا سيدى من الذى شق ثوبك فأجابنى أريوس هو
الذى مزق ثيابى فلا تقبله واليوم يأتيك قوم طالبين منك ارجاعه فلا تطيعهم واوصاهم
بأن يمنعاه من شركتهما. ولما انتهى من كلامه وقع على عنقيهما وقبلهما وكان يقبلان
يديه ويودعانه بالبكاء.

 

ولما
أتم القديس صلاته تقدم الى الجنود فنظروا وجهه كوجه ملاك ثم رفع يديه وصلى الى
الرب يسوع وصلب على وجهه وقال أمين وقال لهم افعلوا ما أمرتم له فتراجعوا الى
الوراء مندهشين من تسليمه للموت بشجاعة غير ان القائد دفع الى أحدهم خمس قطع ذهبية
فتقدم وقطع رأسه فى 29 هاتور سنة 28 م 311 م واقام على الكرسى 11 سنة.

 

2-
البابا ارشلاوس – البطريرك الثامن عشر

ولد
هذا القديس بمدينة الاسكندرية وفاق كل سابقيه بعلمه وقداسته وسيرته لذلك صيرة
البابا ثاؤنا قساً وجعله رئيسا للمدرسة اللاهوتية وبناء على وصية القديس البابا
بطرس اقيم بعده بطريركا فى شهر كيهك سنة 27 ش سنه312 م فى عهد قسطنطين قيصر وجاء
وتوسل اليه اريوس بان يعيده الى شركة الكنيسة وتمكن أريوس أن يستميل اليه وجهاء
الشعب وعظماءه وطلب منهم ان يتوسطوا اليه عند البطريرك ليقبله فى الخدمة بالكنيسه
موهمين اياه بأنه تاب عن كل ذنوبه فقبل سؤالهم واعادة الى رتبة الاولى التى كانت
له قبل وقوعه فى الهرطقة وهى القسوسيه ومباشرة الوعظ وبهذا العمل خالف وصية
البطريرك بطرس فلم يشاء الرب ان يبقى أرشلاوس سوى ستة شهور ومات فى 19 بؤونه سنة
28 ش سنه 313 م وبعد موته رشح اريوس نفسه فى البطريركيه ولكن الاكليروس لم يتفقوا
مع الشعب.

 

3
– البابا الاكسندروس – البطريرك التاسع عشر

هذا
البطريرك من مواليد مدينة الاسكندرية ورسم قساً بها وحال انتخابه للبطريركيه كان
قد وصل الى سن الشيخوخة وذلك بعد موت أرشلاوس حسب وصيه القديس البابا بطرس آخر
الشهداء فى شهر ابيب سنة 29 ش سنه 313 م فى عهد قسطنطين قيصر واخذ يستخدم علمه
وتقواه فى خدمة الله بكل نشاط واخلاص وكان الشعب يلقبه بالقديس وايضا الفقراء
يدعونه ابا المساكين ويقول الانبا ساويرس المؤرخ ان القديس اثناسيوس الرسولى
البطريرك ال 20 روى ان البابا الاكسندروس كان يقرأ الانجيل واقفا والضوء امامه
وأشتهر بغيرته الشديدة على حفظ الايمان المستقيم ومحاربته للهراطقة الذين انكروا
لاهوت المسيح وكانت منذ حداثته ومن اهمها ميليتس أسقف ليكوبولى وقيل ان اريوس حاول
ان يدخل اليه وكان يرد ويقول اوصانى ابى (البابا بطرس).

 

حدث
مرة أن البابا الكسندروس كان يعظ عن اقامة المسيح للموتى فقاطعه أريوس بأن هذا ليس
تعليم الرسل فأستمر البطريرك وفى الأحد التالى رد عليه بعظة موضوعها أبى أعظم منى
ولكن بخبثه قد تمكن أن يجتذب إليه اسقفين وبعض القسوس البسطاء بإظهار روح العبادة
خدع عابدات كثيرات من النساء والراهبات فأسرع القديس البابا على ايقاف تيار تلك
البدعة وعقد بهذا مجمع الأساقفة الموجودين بالأسكندرية سنة 319م وبعد فحص تعليم
أريوس بأن الأبن مولود من الاب فلا يمكن أن يكون مساوياً له فى الأزلية حكموا بأن
يقلع عنه ويكف عن نشره واجتهدوا فى رده عن ضلاله بالنصائح وروح الوداعه والمحبة –
فرأى البطريرك أن الملاطفة لا تنفع فعقد له مجمعاً أخر مؤلفاً من مائه أسقف من
ليبيا ومصر سنة 321م وحكم بحرم أريوس من درجة الكهنوت وبحرم من يتشيع له وأمضى هذا
القرار جميع الاساقفه ماعدا اثنين واحدى عشر شماساً ولكن أصر هو واتباعه على ضلاله
وعقدوا مجمعين الأول فى بثينيه سنة 322م والثانى فى فلسطين سنة 323م قرروا الغاء
الحكم الصادر على اريوس ورجع الاسكندرية لينازع مستقيمى الرأى فأضطر البطريرك أن
يشهر حرمان اريوس واتباعه ويطرده من الاسكندرية مرة اخرى ووقع على هذا الحكم 36
كاهناً و44شماساً الأأن أوسابيوس اسقف نيكوميديا كان قريب من كونسطاسيا أخت الملك
قسطنطين توسط له عند الملك فأرسل خطاب للبطريرك الكسندروس ينصحه أن يكف على النزاع
وينظر إلى أريوس كإنسان صالح ويمتنع عن اضطهاده فأرسل له أوسيوس اسقف قرطبه من
اسبانيا ولما حضر عقد مجمع سنة 324م ولم يتمكن فيه من عمل أى شئ لكثرة التعديات
التى أجريت من الاريوسيين على مستقيمى الايمان وحطموا تماثيل الامبراطور ولأجل ذلك
أشترك أوسيوس مع الكسندروس فى حرمان اريوس وابلغ الملك برغبة البابا الكسندروس فى
اقامة مجمع فأرتضى الملك وبناء على ذلك انعقد مجمع نيقيه المسكونى سنة 325م حضره
البابا ورافقه تلميذه القديس اثناسيوس الرسولى.

 

يقال
ان البابا هو الذى كسر صنم الاوثان النحاس (هيكل زحل) وكانوا يعيدون له كل عام
فجمع الناس وقال لهم نستبدل اليوم بعيد رئيس الملائكة والشعب يقدم ذبائح ويعيدوا
باسم رئيس الملائكة فوافق الشعب على ذلك.

 

 أما
البابا بعد رجوعه من مجمع نيقية بخمسة شهور مرض المرض الاخير واشار بعد موته ان
يختار اثناسيوس تلميذه بطريركاً فلما هرب اثناسيوس فقال لهم فتشوا على اثناسيوس.

 

4-
البابا اثناسيوس الرسولى البطريرك العشرون

ولد
هذا القديس بمدينة الاسكندرية سنة 296م من والدين مصريين وثنيين وكان وحيد لهما
غنيين وعندما توفى والده وبلغ سن الرشد أخذته والدته تبحث له عن زوجة وكان دائماً
يرفض وسلطت عليه أحدى البغيات لتفسد عفته وتستولى على ثيابه فلم تفلح وتأخذ
الفتيات الحسناوات وتزينهن ويدخلن علية وهو نائم لتستيقظه فكان يطردهن ويضربهن.

 

وتتلمذ
القديس اثناسيوس على يد القديس الأنبا انطونيوس ابو الرهبان لكن قبل ذلك تتلمذ على
يد البابا الاكسندروس وأخذه من امه وأودعه في دار البطريركية وأعتنى به وتثقيف
عقله بالعلوم وبرع براعة عجيبة ونال حظاً وافرا من العلوم اللاهوتية والفلسفية
فسيم شماساً ثم رئيس شمامسه للكرسى البطريركى سنه 319 م فأسطحبة البابا معه في
مجمع نيقية كان موضوع أعجاب أباء المجمع كله حتى قيل أن الملك قسطنطين يقول له
(أنت بطل كنيسة الله).

 

وبعد
نياحة البابا الاكسندروس انتخب القديس اثناسيوس خلفا له بناء على وصية البابا
وحاول الافلات من عبئ هذه الوظيفة فأحضروه بفرح شديد ورفعوه الي رتبه البطريركية
في أخر سنه 326 م / 43 ش في عهد الملك قسطنطين البار ووضعوا عليه الأيدى الأولى
مره خمسون اسقفاً من اساقفه الكراسى المجاورة وهذا هو اثناسيوس بطل الارثوذكسية
وأن هناك بعض التهم التى وجهت من الاريوسيين الى القديس اثناسيوس الرسولى حيث
عقدوا مجمع في قيصريه وفلسطين وحضره القديس اثناسيوس ومعه 48 اسقف سنه 334م وكان
أوسابيوس اسقف قيصرية والقديس بوتامون أسقف هراقليا والقديس مكسيموس اسقف اورشليم
والقديس بفنوتيوس وهناك بعض المحاولات الاريوسية الدنيئة ومنها:

 

1-
اتوا بامرأه أتهمت القديس اثناسيوس بانه زنى معها فقام قس اسمه تيموثاوس
بالإسكندرية موهما إياها هواثناسيوس فقال لها أنا أيتها المرأه الذى زنيت بك كرهاً.
قالت نعم يا اثناسيوس اغويتني وافقدتني عفتى وأخجل الاريوسيين على كذبها.

 

2-
أدعوا أنه ساحر وأدعو انه وضع السم الى الانبا ارسانيوس اسقف هبسيل من اتباع
ميليتس وقطع زراعه واتوا بالزارع في المجمع واتهموا اثناسيوس بذلك ولكن ارسانيوس
الاسقف قدم توبة واتوا به للمجمع في صور فقدمه القديس اثناسيوس للمجمع وبذلك اقامه
في الوسط ثم قال لمن هذه اليد الثالثة. إلا أن الأريوسيين لم يهدأ لهم بال مع
اختلاف القياصره والاباطره في هذه الفتره بعد الملك قسطنطيين البار كما ذكر ذلك في
كتاب تاريخ الكنيسة القبطية من ص 119- 137

 

أما
الآراء المسيحية التى كان له الفضل فى الدفاع عنها وحفظه فمنها

كانت
عقيدة اريوس التى تقول فصل الأب عن الابن ماخوذه عن مبادى تؤدى الى تعدد الالهة او
بالحرى اعتقاده ان المسيح من جمله المخلوقات فقاوم البابا اثناسيوس هذه البدعة
معتبرا ان اتحاد الابن بالاب ضرورى لفهم الاعمال الالهية.

 

وكان
من رأى اريوس عدم امكان فهم ما يختص بالله الغير المحدود بعقل الانسان المحدود حتى
انه قال ان الله ضمير مدرك ليس من الناس وحدهم بل ايضا من نفس الابن الوحيد
المولود فنهض البابا اثناسيوس مناديا لكمال الاداب والطبيعة الالهية.

 

كان
اريوس يعتقد بوجود ذوات اخرى تجمع بين صفات الله وبعض صفات الانسان دون البعض
الأخر فانتقل بذلك الى اعتقاد بدين يخلتط ما بين المسيحية والخرافات الوثنية فاثبت
البابا اثناسيوس ان الدين ينحصر بين اثنين فقط الله والانسان.

 

ومن
أعمال البابا اثناسيوس وفضائلة وتسامحة هى:

1-
ألف بين المتوحدين الذين كانوا يعتبرون التزهد والتعبدى افضل من احول الدين وبين
الرهبان الذين كانوا يعتبرون هذه افضل من ذلك وقال غريغوريوس النزنيزى انه كان
يبرهن للمتحدين على ان الدين يستطيع ان يكون فلسفيا ويعلم الرهبان ان الفلسفة فى
حاجة الارشاد الدين.

2-
ومما وضعة من القوانين فى مجمع نيقيه ان لا يرسم اسقف بايدى اقل من ثلاثه اساقفة
وحدث ان اسقفا توسم الكفاءة فى شاب فرسمه اسقفا فلم يشا البابا اثناسيوس ان يتمسك
بحرفية المبدا عندما تاكد من كفاءة الاسقف المرسوم بل زاد ان رقاه مطرانا.

 

3-
مع انه اول من وضع كلمة (اومؤوسيوس)- اى مساو فى الجوهر – وكان هذا التعبير محبوبا
لديه للغايه ولبث يعلم به طول حياته واقنع مجمع نيقيه باستعماله.

 

4-
عقد مجمع عام 363م للبحث فى امر الذين كانوا قد ضلوا مع الاريوسين واتوا خاضعين
نادمين فحكم بقبولهم وافق الكل على حكمة.

 

5-
اخر فضائلة انه قام بنصرة القديس باسيليوس الذى كتب اليه يستغيث به من شعبه الذى
بعده من اهل البدع فارسل البابا اثناسيوس خطابا لاهل اسيا الصغرى، وتنيح بسلام فى
17 بشنس سنة 364 م.

 

5-
البابا بطرس – البطريرك الحادي والعشرون

رسم
قسا علي يد معلمه القديس اثناسيوس الرسولي فتهذب بعلمه وتمثل بقداسته وكان جديرا
بالارتقاء في سلك الاكليروسيه وبعد ذلك سامه أسقفا وبكثرة ثقته بمعلمه وتقواه
أوفده الي سوريا سنه 371 م لمقاومة انتشار البدع والهرطقات واشترك مع القديس
باسيليوس الكبير أسقف الكبادوك ولما قرب في نهاية ايامه اوصي بتعيينه خلفا له
فاطاعه لأمره ولمعرفه الشعب بما كان متصف بالفضائل الكثيرة واجمعوا علي انتخابه
علي الكرسي المرقسي في سنه 90 ش سنه 373 م في عهد فالنص قيصر

 

وكان
يوجد رجل مصري اسمه لوسيوس أريوسى وشي عند الملك فالنص انه لا يستحق البطريركيه
علي الكرسي المرقسي وهذا الاريوسى نال من قبل رتبه الاسقفيه بطريقه غير قانونيه من
خارج القطر المصري وطمع في الاستيلاء علي الكرسي المرقسي ولكن الملك فالنص رضي
وصدق غيمه الاريوسيين واقامة علي الكرسي المرقسي بدلا من القديس البابا بطرس وأمر
بنفي البابا بطرس وأخذ معه جيشا خوفا من هياج الشعب عليه فأختبئ االبابا بطرس في
قصر مهجور بجوار البحر

 

وبعد
ذلك هرب الي مدينه روما ليختفي فيها من وجه الشر سنه 374 م فقابله أسقفها داماسوس
بما يليق به من اكرام واستضافه حوالى 5 سنوات كامله. وحرك الأسقف الروماني علي ان
يعقد مجمعا مكانيا يحرم فيه بدعتى ابوليناريوس ومارسيل مكدنيوس فسمع لمشورته وعقد
المجمع في سنه 378 م وحرمت تلك البدع وأرسل الاسقف داماسوس قرارات المجمع للقديس
ملاتيوس أسقف انطاكيه الذي عقد مجمع وحضرة 146 أسقفا شرقيا فصادقوا علي قرار
المجمع الروماني.

 

وعندما
كان الملك فالنص الاريوسى مشغولا بمقاتله سكان شمال اوروبا رجع البابا القديس بطرس
الي الاسكندرية واجلس الشعب بطريركهم علي الكرسي مرة ثانية فأشتكي لوسيوس الي
الملك ولكنه لم يهتم لانشغاله بالحرب ثم قتل الملك الأريوسى في هذه السنة وخابت
امال لوسيوس وعندما ملك ثيودوسيوس الذي خلف فالنص رأي كنيسة القسطنطينيه قد تأخرت
بسبب اهتمام ملوكها بأضطهاد الارثوذكسيين أسند الي البابا بطرس القبطي بأصلاحها
وذلك لثقه الملوك العظمي في رؤساء الكنيسة القبطية ورفع الشعب المسيحي
بالقسطنطينيه عريضه ممضيه بعدد كبير من الشعب لاغريغوريوس والمصدق عليها من عدد من
الاساقفه والبابا بطرس رسمه بطريركا علي القسطنطينيه واهتم بأعادة مجد الكنيسة.

 

الا
أن ظهر رجل اسمه مسكيموس الكلبى وهو رجل ردئ السلوك والسمعه تظاهر بصداقه القديس
أغريغوريوس وكان هدفه الاستيلاء علي الكرسي القسطنطيني وفعلا جاء الي الاسكندرية
واستعمل حيلته ومكره عند البابا بطرس ويقيمه بدله وكان مكسيموس يصف أغريغوريوس بكل
الصفات الرديئة فلبساطة قلب البابا بطرس صدق هذه الوشاية.

وأرسل
وفد إلى القسطنطينية ليقوم بسيامه مكسيموس وعند الوصول كان ذات الوقت أغريغوريوس
مريضا ولكن تقواه أجبرته على أن يذهب إلى الكنيسة ليشترك مع المحتفلين برسامة
وقبول مكسيموس وثاروا وطردوه من المدينة وتظلم عند القيصر لكى يعيده إلى مركزة فلم
يصغى لشكواه فأتى إلى البابا وطلب منه استخدام نفوذه ولكن وصلت أعمال وصفات
مكسيموس السيئة إلى البابا فطلب البابا من الوالى ينفيه فنفاه. واستمر البابا بطرس
بعد ذلك مواظباً على رعاية شعبة كوكيل أمين حتى أتم جهاده وتنيح فى أمشير 97 سنة
وشهر فبراير سنة 380م.

 

6-
القديس تيموثاوس – البطريرك الثانى والعشرون

جلس
على الكرسى بعد البابا بطرس أخوة فى سنة 97ش سنة 380 م فى عهد ثيودوسيوس قيصر قيل
أنه كان يلقب بالفقيرلانه كان قد وزع كل ما يملك على الفقراء وكان تلميذ القديس
اثناسيوس الرسولى وشاطره فى كثير من أتعابه واحزانه وهو الذى فضح مكيدة الاريوسيين
فى مجمع صور وذلك عندما أتى الاريوسيين بالمرأة الذانية لكى تتهم القديس اثناسيوس
بأنه اغتصب بكارتها فوقف أمامها تموثاوس وأوهمها بأنه اثناسيوس وكشف كذبها وكذب
محرضيها الاريوسيين.

 

كان
القديس تيموثاوس مشتركا مع أخيه البابا بطرس فى معظم أعماله وكان عضوا فى مجمع
الإسكندرية الذى كان يقوم بتدبير شئون الكنيسة القسطنطنية وقد ظهرت هرطقة جديدة
قام بنشرها مكدونيوس النصف الأريوسى بطريرك القسطنطينية بأنكار الوهية الروح القدس
فأنعقد المجمع المسكونى الثاني (المجمع القسطنطينى) سنة 381 وحضرة 150 أسقف وحضرة
البابا تموثاوس وعدد كبير من الأساقفة وأشترك مع أعضاء المجمع فى القضاء على تلك
البدعة وحرموا مكدونيوس واتباعه.

 

كان
الكرسى الإسكندري المركزالاول بين كراسى المسكونة ولكن أخذ مجمع القسطنطينية
الكرسى الإسكندري فى الدرجة الثانية لذا أنسحب البابا تيموثاوس هو وأساقفته من
المجمع وعاد إلى مصر احتجاج على تصرف المجمع المخالف – وفى أيامه كتب تاريخاً
لحياه كثيرين من القديسين ووضع قوانين الكهنة وتم بناء كثير من الكنائس ثم تنيح
بسلام فى 26 أبيب سنة 102 ش و385 م.

 

7-
القديس ثاؤفيلس – البطريرك الثالث والعشرون.

روى
عنه يوحنا النيقاوى المؤرخ القبطى أنه ولد من أبوين مسيحيين فى مدينة ممفيس وتيتم
وهو طفل وله أخت صغيرة قامت بتربيتهما جاريه حبشية وثنية كانت لابويهما وحدث انها
ذات ليله أخذتهما الى معبد وثنى لتؤدى فريضه وثنيه فحال دخولهما سقطت الاصنام
وتحطمت ففرت الجارية ودبرت العناية الألهية أن تأخذهما إلى كنيسة مسيحية لكى تعرف
هذا الدين ودخلت إلى كرسى القديس اثناسيوس الرسولى الذى رأها مع الطفلين وأمر
بإبقائهما حتى تنتهى الخدمة ولما قصت علية خبرها

ردها
إلى الديانة المسيحية وأخذ منها الطفلين وضعهما تحت عنايته الخصوصية وبعد ذلك وضع
الفتاة فى دير لثبت به إلى يوم زواجها وولدت كيرلس الذى صار فيما بعد خلفا لخاله
ثاؤفيلس أما ثاؤفيلس تتلمذ على يد البابا اثناسيوس الرسولى ورقى بعد ذلك الى درجة
الكهنوت وأستمر فى الاسكندرية وكان يخدم فى كنائسها الى أن رقد البابا تموثاوس
فأنتخب بطريركا مكأنه فى 102 ش سنه 385 م فى أيام ثيودوسيوس قيصر الذى أمر بتعميم
الديانة المسيحية فى كل مكان واعتبارها الديانة الرسمية للمملكة الرومانية ومما
يدل على ثقة هذا الملك بالبطريرك الاسكندرى فأمر بتكلفة بأن يصلح ما وقع من الخلل
فى مسأله عيد الفصح فى سنة 387 م صار الفرق بين العيد المصرى والرومانى مدة 5
اسابيع فوضع البابا تقويما للاعياد لمدة 418 سنة ولا زال صورة هذا التقويم باقى
الى يومنا هذا.

 

فحدثا
مرة أن امرأة قد أتت من روما فسمعت البابا يشتهى أن ينظف الاكوام التى رآها ويبنى
عليها بيعه على أسمى اليشع النبى ويوحنا المعمدان وكان مع المرأة والدها وصورة
الملاك روفائيل فحث قلبها بالغيرة الالهية وقدمت اموال لتنظيف هذه الاكوام فظهر
كنز مغطى عليها نقش ثلاثه ثيتات (جمع حرف ثيتا القبطى) أشارة الى الله والملك
ثيودوسيوس والبابا ثاؤفيلس فقام الملك بنفسه وعاين الكنز ثم أقتسمه بينه وبين
البابا فأنشأ كنائس كثيرة باسم السيدة العذراء والملاك روفائيل ثم شاد جمله أديرة
منها (دير المحرق) وسمى المحرق لوجوده بقرب حوض زراعى أشتهر بحوض المحرق.

 

وكان
القديس اثناسيوس الرسولى تنبأ عن تلميذه ثاؤفيلس بأنه (سيكون مطرقة قوية لهدم
معابد الوثنيين) فبدأ البطريرك سنة 389 م بهدم اطلال هيكل دارس خاص بباخوس (آله
الخمر) فى الاسكندرية وبنى مكانه كنيسة باسم الملك ثيودوسيوس.

 

ذهب
البابا ثاوفيلس مرتين الى القسطنطينية الأولى فى سنة 394 ليحضر مجمعا لفحص بعض
المسائل ولحضور الاحتفال بتشييد كنيسة كبرى على أسمى الرسولين بطرس وبولس والثانية
فى سنة 398 م ليقيم القديس يوحنا ذهبى الفم بطريركا على كرسى القسطنطينية وعاد الى
كرسيه.

 

فى
سنة 399 قصد البابا ثاؤفيلس أن يضع حداً للخلاف الذى كان قائما بين يوحنا أسقف
أورشليم وهو من رهبان وادى النطرون وبين أروينموس وكان الخلاف بسبب العلامة
اوريجانوس وكان يوجد بين رهبان جبل نيثريا (الفرما) اربعة اخوة يلقبون (بالطوال
القامة) نظرا لطول قامتهم كان اكبرهم يدعى أمونيوس وهو الذى سافر مع البابا
اثناسيوس الى روما وكانوا من أب واحد وأم واحدة فعين أخوة ديوسقوروس أسقف لواحه
هرعوبوليس (المنيا إلا شمونين) وأقام أخويهم الآخرين يوساب وأنتيموس قسيسين فى
كنيسة الاسكندرية وهؤلاء كانوا من أنصار اوريجانوس فلما خطر مقاومتهم للبطريرك
تركوا مصر فذهبوا الى فلسطين وقبلهم بعض الاساقفة فى فلسطين ولأمهم البابا على ذلك
وكان عدد الرهبان التابعين للاخوة الطوال حوالى 50 راهبا فصمموا الذهاب الى
القسطنطينية لرفع دعواهم امام البطريرك يوحنا ذهبى الفم ولما واصلوا قابلهم بطريرك
القسطنطينية يوحنا ذهبى الفم فغضب منه البابا ثاؤفيلس وقت ذلك تحول قلب الملكة عن
يوحنا ذهبى الفم بسبب تبكيته لها على افراطها فى الخلاعة فطلبت من البطريرك
الاسكندرى أن يعقد مجمعاً ليحرم فيه ذهبى الفم (بالسنديانه) وفى ليلة نفيه حدثت
زلزلة عظيمة كادت تهدم المدينة ومرة كانت تضع فى ساحة بها تمثال لها فى جوار كنيسة
القديسة أجيا صوفيا فكانت اصوات الطرب تختلط بالترانيم فأنظرها بشدة ولكن طلبت
التخلص منه فنفى نفيا مؤبدا حيث قضى معظم باقى حياته.

 

لكن
تاريخ البابا ثاوفيلس قد تشوه بمقاومته للقديس يوحنا فم الذهب الرجل الذى اجمعت كل
الكنائس على محبته وتنيح باراً وأنه من معدودى كبار معلمى الكنيسة الجامعة فى سنة
129 ش وسنة 412 م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار