المسيحية

أنت الإله الحقيقي وحدك



أنت الإله الحقيقي وحدك

أنت
الإله الحقيقي وحدك. ويسوع المسيح الذى أرسلته

قال
المحاور الغير مؤمن:
جاء في (يو17: 3) (هذه هي الحياة الابدية أن
يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته) أليست هذه الاية هي
الدليل القاطع علي أن الله هو الإله الحقيقي بينما السيد المسيح هو رسول منه وليس إله
كما تدعي؟

قلت
بنعمة الرب:
لا يؤخذ من هذا النص تخصيص الألوهية: للأب وحده دون الابن
والروح القدس لأن الثلاثة واحد كما مربنا في مواضع شتئ ولكن المقصود به تخصيص
الألوهية بالاله الحق ونفيها عن الأوثان والآلهة الكاذبة فقط. لأنه من المقرر في
القواعد اللاهوتية أن الحصر في الذوات في الكلام علي أحد الأقانيم الإلهيه لايخرج
غيره من الأقانيم بل ماهو سواهم أما في الصفات الاقنومية كقولك الأب وحده والد.
والابن وحده مولود. والروح القدس وحده منبثق. فان الحصر في واحد منهم يخرج الآخر.
ومن ثم فمثل ها التعبير وهو (أنت هو الاله وحدك) لايخرج الابن ولا الروح القدس من
الألوهية لاستوائهما معه في الذوات، كما أن حصر الألوهية في السيد المسيح حسبما هو
في (يهوذا1: 74) لم يخرج الأب ولا الروح القدس من الألوهية لاستوائهما معه في
الذات.

وعندما
نعود إلي الاصحاح التي وردت فيه الآية نجد أن المسيح يخاطب اللَّه بقوله (أيها
الآب) ويؤكد في نفس الاصحاح كما سبق أن أشرنا أنه كان موجوداً مع الآب قبل كون
العالم (والآن مجدني أيها الآب عند ذاتك بالمجد إلي كان عندك قبل كون العالم) (يو17:
5).

ويؤكد
أيضاً وحدانيته مع الآب (ليكونوا واحداً كما نحن) (يو17: 11) (ليكون الجميع واحداً
فينا كما أنك أيها الآب في وأنا فيك) (يو17: 12) بل ويؤكد أن الآب أحبه قبل إنشاء
العالم (لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم) (يو17: 24).

 

الأبدية تتوقف علي معرفة الإله الحقيقي الذي أظهر محبته

بإرسال ابنه يسوع المسيح لعمل الفداء العظيم

كل
هذه الآيات تؤكد لنا أزلية المسيح ووحدانيته مع الآب، وفي الآية التي نحن بصددها
يعلن لنا السيد المسيح بكلماته أن الحياة الأبدية تتوقف علي (معرفة الإله الحقيقي
الذي أظهر محبته بإرسال ابنه يسوع المسيح لعمل الفداء العظيم)، وكون الحياة
الأبدية شرطها معرفة الإلة الحقيقي ويسوع المسيح فهذا برهان علي لاهوت المسيح، لأن
معرفة المسيح مساوية لمعرفة الإله الحقيقي، فالمسيح هنا موضوع المعرفة بنفس الدرجة
التي فيها الآب موضوع هذه المعرفة مما يؤكد لاهوت المسيح بكيفية قاطعة.

وبغير
شك أن أحداً لايمكنه أن يعرف الآب (الإله الحقيقي) إلاّ عن طريق معرفته لابنه يسوع
المسيح (اللَّه لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر) (يو1: 18).

وتترجم
هذه الآية في اللغة الانجليزية في الترجمة المعروفة باسم
The Amplified New Testament هكذا

No man has ever seen
God at any time, the Only unique Son,. Who is in bosom of the father He has
declared Him, He has revealed Him, brought Him out where he can be seen

وتعني
كلمة (خبرّ) في هذه الترجمة (أظهر، أعلن، أحضره إلي حيث يمكن أن يري) فالسيد
المسيح هو (الطريق) لمعرفة (الإله الحقيقي) كما قال لليهود بفمه المبارك (لو
عرفتموني لعرفتم أبي أيضاً) (يو8: 19) وكما قال لتوما (أنا هو الطريق والحق
والحياة.ليس أحد يأتي إلي الآب إلاّ بي) لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم أبي أيضاً ومن
الآن تعرفونه وقد رأيتموه. الذي رآني فقد رأي الآب) (يو14: 9).

فنوال
الحياة الأبدية يتوقف علي معرفة اللَّه الحقيقي الذي أعلن ذاته في ابنه يسوع
المسيح كما قال يوحنا الرسول (وهذه هي الشهادة أن اللَّه أعطانا حياة أبدية وهذه
الحياة هي في ابنه من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن اللَّه فلسيت له الحياة)
(1يو5: 11،12). وهذه المعرفة لا يمكن الوصول إليها بدون المسيح.

فالآية
إذاً لاتتعارض مع مساواة الإبن بالآب وبالتالي لاتمس لاهوت المسيح.

وحيث
أن المسيح له المجد هو مصدر الحياة ومانحها لمن يعرفه ويؤمن به فاذن هو الإله الحق
ويحسن أن يقرأ النص هكذا (أنت وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته الاله الحق).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار