اللاهوت الطقسي

أعياد العهد القديم



أعياد العهد القديم

أعياد العهد القديم

عيد الفصح

عيد الفطير

عيد باكورة الحصاد

عيد الخمسين

يوم الكفارة

عيد المظال

عيد الأبواق

العيد الأسبوعى

العيد الشهري

سنة العطلة

سنة اليوبيل

عيد التجديد

 

* مقدمة عامة عن الأعياد اليهودية:

 كلمة “أعياد” هي في الحقيقة “مواسم” أو
“مواعيد للمقابلة” بين الله وشعبه، وهي نفس الكلمة المُستعملة في (خر22:
25) “وأنا أجتمع بك هناك”.

 لذلك فكلمة “عيد” تحمل في العبرية معنى “الفرح”
أو “البهجة”.. ولهذا صارت الأعياد عند اليهود “محافل مقدسة”
(لا2: 23).

 

* نظام الأعياد والأصوام اليهودية:

أولاً: قيام نظام الأعياد على تقديس كل
ما هو في الزمن على كل المستويات:

1- السبت هو السابع في الأيام (خر8: 20-11).

2- عيد الأسابيع أو البنتقسطي أو الخمسين بعد سبعة أسابيع من عيد
باكورة الحصاد (لا16: 23).

3- الشهر السابع من السنة الدينية له قدسية خاصة، فهو رأس السنة
المدنية، ويُعَيَّد لبدايته كبقية رؤوس الشهور أو كعيد هلال جديد (عد10: 10)،
وإنما له إحتفال خاص ويدعى عيد الهتاف أو عيد الأبواق (لا24،23: 23).

4- تقديس كل سنة سابعة كسنة سبتية (خر11،10: 23؛ لا1: 25-7.

5- تقديس السنة الخمسين أي اليوبيل، وهي السنة التي تلي سبع مرات من
السنوات السبتية (ى8: 25-22).

ثانياً: ظهرت أعياد أخرى تمس مناسات
يهودية هامة كعيد الفوريم (القرعة) الذي أقامته أستير الملكة، وعيد تدشين الهيكل
أو عيد التجديد الذي تم في أيام يهوذا المكابي (1مك56: 4-61).

ثالثاً: بالنسبة للأصوام، فبجانب الصوم
الفردي الذي يمكن لكل عضو في الجماعة المقدسة أن يمرسه في أي يوم عدا أيام الأعياد
وُجد الصوم العام الأسبوعي في يومي الإثنين والخميس، بين الفصح إلى البنتقسطى، وما
بين عيد المظال وعيد التجديد. فف يوم الخميس صعد موسى النبى إلى جبل سيناء، وفي
يوم الإثنين نزل عندما إستلم الشريعة في المرة الثانية.

 وقد كانت الأعياد اليهودية تدور في فلكيم أو ثلاثة: الأول يبدأ
بذبيحة الفصح حتى يوم الخمسين (وتكرس هذه الفترة للتفكير في دعوة إسرائيل، والتأمل
في حياته في البرية قبل تمتعه بأرض الموعد). والثاني هو الشهر السابع الذي يشير
إلى تملك اسرائيل إلى أرض الموعد خلال نعمة الله الفائقة. وبجانب هذين الفلكين
يظهر يوم الكفارة العظيم الذي يُحتَفَل به في الشهر السابع. وتظهر أهميته من دعوة
الكتاب المقدس له براحة السبوت أو “سبت الراحة” (لا31: 16؛ 32: 23).

 الأعياد الكتابية، وأهم الأعياد غير الكتابية عند اليهود

رقم الشهر

اسم الشهر العبري

ما يقابله من السنة الشمسية

اليوم من الشهر العبري

الأعياد

1

نسيان (أبيب)

مارس / أبريل

14

عيد الفصح وعيد الفطير (خر3: 12-20؛ لا6: 23؛ تث1: 16-8).

2

أيار (زيو)

أبريل / مايو

 

 

3

سيوان

مايو / يونيو

6

عيد الخمسين أو عيد الأسابيع أو عيد الحصاد (خر16: 23؛ 22: 34؛
لا16: 23؛ عد26: 28؛ أس9: 8)

4

تموز

يونيو / يوليو

17

صيام الشهر السابع عشر من تموز (وهو اليوم الذي دخل فيه الكلدانيون
أورشليم) (إر2: 39؛ 7،6: 52، زك19: 8)

5

آب

يوليو / أغسطس

9

صيام التساع عشر من تموز وهو اليوم الذي كخل فيه الكلدانيون
أورشليم) (2مل9،8: 25؛ إر13،12: 52؛ زك19: 8)

6

أيلول

أغسطس / سبتمبر

 

 

7

تشري (إيثانيم)

سبتمبر / أكوبر

1

2

 

10

 

15-20

 

23

عيد الأبواق (لا24: 23؛ عد1: 29)

صيام لمقتل جدليا (2مل35: 25؛ إر2: 41)

يوم الكفارة (خر10: 30؛ لا31،26: 23)

عد المظال (خر16: 23؛ 22: 34؛ لا34: 23؛ عد12: 29-38؛ تث13: 16)

عيد الشريعة (وفيه يتم نهاية القراءة السنوية للشريعة)

8

بول

أكتوبر / نوفمبر

 

 

9

كسلو

نوفمبر / ديسمبر

25-30

عبد التجديد (الأنوار) (1مك61: 36؛ يو22: 10)

10

طيبيت

ديسمبر / يناير

1و2

10

عبد التجديد (الأنوار) (1مك61: 36؛ يو22: 10)

صوم لبدء حصار نبوخذ نصر لأورشليم (2مل1: 25)

11

شباط

يناير / فبراير

 

 

12

آذار

فبراير / مارس

13

14 و 15

صوم أستير (اس16: 4)

عيد الفوريم (اس21،17،17: 9)

 

مزيد
من التفاصيل راجع
سفر اللاويين 23 فى تفسير القس
أنطونيوس فكرى

تنقسم
الأعياد اليهودية إلى مجموعتين

 

المجموعة
الأولى:

1-عيد الفصح       14 نيسان

2-عيد الفطير
ويستمر 7 أيام
       15-21 نيسان

3-عيد
الباكورة
      16 نيسان

4-عيد الخمسين
(أو عيد الأسابيع أو البنطقستي)
6سيوان (بعد 7 أسابيع من الفصح أو اليوم
الخمسون منه)

 

المجموعة
الثانية:

1-
عيد
رأس السنة (أول الشهر السابع)
   1 تسرى

2- يوم الكفارة       10 تسرى

3- عيد المظال
(7أيام ثم ثامن يوم العيد)
15-21،22 تسري

 

وبهذا
يكون عدد الأعياد الرئيسية 7 أعياد ورقم 7 هو رقم كامل فالله يريد أن تكون حياتنا
كلها أفراح وأعياد. الحياة مع الله هي فرح وليست ضيق وحزن.

وكان
شهر تسرى هو أول شهور السنة. وأول يوم في هذا الشهر هو عيد رأس السنة وبعد أن أسس
الله عيد الفصح وهو يأتي في شهر نيسان، طلب الرب أن يكون شهر نيسان، شهر عيد الفصح
هو أول شهور السنة. وبالتالي صار هناك لليهود تقويمين. الأول هو التقويم أو السنة
المدنية وأول شهورها تسري/ مول…. والثاني هو التقويم أو السنة الدينية وأول
شهورها نيسان/ زيو/ سيوان…. والرب طلب هذا لكي يذكر اليهود دائماً خروجهم من أرض
العبودية. وأن حريتهم التي حصلوا عليها هي بداية جديدة لحياتهم مع الله. وتستخدم
السنة المدنية في الأمور السياسية والمدنية والزراعية، ولكن كل ما يخص الأمور
الدينية كانوا يستخدمون فيه السنة الدينية.

 

المجموعة
الأولى:
من
الأعياد تمثل عمل المسيح على الأرض حتى تأسيس الكنيسة يوم الخمسين فالفصح يمثل
الصلب والباكورة تمثل القيامة، فقيامة المسيح كانت باكورة الراقدين. والخمسين
(وتعني باليونانية البنطقسي) تمثل حلول الروح القدس على الكنيسة يوم الخمسين
وتأسيس الكنيسة كان يوم حلول الروح القدس. وكون أن عيد الفطير يستمر 7أيام فهذا
إشارة لأن كنيسة المسيح التي أسسها هي كنيسة طاهرة فالخمير يشير للشر ويشرح هذا
تماماً الآيات التالية (1كو6: 5-8+ 1كو20: 15-23).

 

المجموعة
الثانية:
من
الأعياد تمثل حياة الكنيسة على الأرض وجهادها وغربتها حتى تنعم بالراحة في السماء.
وهي تبدأ بعيد الهتاف وهو إنذار لكل فرد في الكنيسة أن يقدم توبة ويجاهد في حياته
ويوم الكفارة هو يوم الصوم والتذلل، اليوم الذي يشير للصليب وهكذا ينبغي أن نحيا
في جهاد ونصلب أهوائنا مع شهواتنا (غل20: 2+ 24: 5). أما عيد المظال الذي يقضون
فيه 7أيام في مظال فهو يشير لغربتنا في رحلة هذه الحياة على الأرض. ثم في اليوم
الثامن أفراح عظيمة إشارة لأبديتنا.

 

1-        
عيد الفصح

كلمة فصح= بيسح بالعبرية أو بسخة وتعني عبور فهو
تذكار عبور الملاك المهلك في أرض مصر ونجاة أبكار اليهود ثم عبورهم من أرض
العبودية إلى الحرية. وكانوا يأخذون الخروف يوم 10نيسان ويوجد تحت الحفظ حتى
14نيسان ويذبحونه في اليوم الرابع عشر بين العشاءين (بين الساعة 3 والساعة 5 ظهراً..
أو بين الساعة 3 ووقت حلول الظلمة). وكان كثيرون من اليهود يأتون من الشتات
وينصبون خيامهم على جبل الزيتون، ومن هنا ندرك إحتفال الناس الهائل عند دخول
المسيح إلى أورشليم. وصار شهر نيسان أول شهور السنة لأن آدم الثاني أي المسيح
بصليبه قد بدأ كل شئ جديداً (2كو17: 5). (وواضح أن الفصح يشير للصليب).

 

 * عيد الفصح Feast of Passover:

 كلمة فصح بالعبرية “بيسح Pesah” ومعناها “الإجتياز” أو العبور”. وقد نُقِلَت
بلفظها تقريباً أو بمعناها إلى معظم اللغات. فهي في القبطية واليونانية “بصخة
Pascha“، وفي العربية “فصح”، وفي
الإنجليزية “
Pass-over“.

 

# تأسيس الفصح:

 كان عيد الفصح يقع في الرابع عشر مساءً أي في ليلة (ونهار) اليوم
الخامس عشر من شهر أبيب، ومعناه “شهر الخضرة”، أو “تكوين
السنابل” (خر4: 13)، الذي دُعي بعد السبي البابلي “نيسان” (نح1:
2). وكان يعقب أكل الفصح مباشرة، سبعة أيام عيد الفطير (خر15: 12)، والذي كان
يُسمى بالتبعية “الفصح” أيضاً (تث2: 16؛ مت17: 26؛ مر12: 14؛ لو1: 22).
لأن عيد الفصح يقع في اليوم الأول من عيد الفطير.

 وكان كلاهما يرتبطان إرتباطاً وثيقاً بذكرى الخروج من مصر. فالفصح
كان تذكاراً لخروج الفصح الي رُشَّ دمه على القائمتين والعتبة العُليا في كل بيت
من بيوت بني إسرائيل، وهكذا نجا أبكارهم من الملاك المُهلِك (خر12و13). أما الفطير
فكان تذكاراً للفطير الذي أكلوه في أيامهم الأولى –بعد عبورهم البحر الأحمر- من
العجين الذي أخذوه معهم من مصر إذ كان لم يختمر (خر39: 12). وهو أول عيد يفرضه
الرب للإحتفال به “فريضة أبدية” (خر14: 12). ليتذكروا ليلة خروجهم
وخلاصهم من العبودية في أرض مصر، وكانت تلك الليلة هي ختام السنة 430 من تغريب
إبراهيم (تك14،13: 15؛ خر42،41: 12).

 وقد كان عيد الفصح هو بداية تقويم جديد لليهودن حيث أصبح لديهم
تقويم مدني (شهر تشرين/أكتوبر)، والآخر ديني تبعاً ليوم عيد الفصح.

 

# الرمز:

 والرب نفسه هو الذي رسم نظام ذبيحة الفصح بكل دقة وعناية لكي تكون
رمزاً وإشارة ونبوءة مصوَّرة بحب عجيب لما سوف يتم في ملء الزمان من ذبح الحمل
الإلهي وأكله وسِفْك دمه كفّارة وخلاصاً لكل مَنْ يؤمن به.

 وهكذا بدأ إستعلان يوم الصليب والخلاص بدم المسيح والإتحاد به،
مبكراً جداً هناك في “مصر حيث صُلِبَ ربنا أيضاً” (رؤ8: 11).

 نعم، هكذا يقول سفر الرؤيا مشيراً بالروح إلى الفصح الذي تم في مصر
كأول إعلان عما أضمره الله القدير في نفسه، الذي حقَّقه أخيراً في ملء الزمان خارج
أبواب أورشليم. لذلك كان خروف الفصح في تفاصيل طقسه يحمل إشارات جليّة للفداء.

 ومن ناحية إعتبار عيد الفصح هو بداية تقويم جديد، فهذا كذلك يوضح
الأمر الإلهي بأن خلاص الإنسان هو بداية لتاريخه وتحرُّره من عبودية إبليس بتوسط
دم الحمل الإلهي.

 

 ولكن العجيب أن هذا الشهر الذي تبدأ به السنة الجديد لا يبدأ بالفصح
مباشرة؛ بل يجيء الفصح في اليوم الرابع عشر من هذا الشهر! ولم يأت هذا الأمر
إعتباطاً، بل لكي يصل تطابق الأصل على المثال إلى أقصاه.

 فبما أن حمل الفصح كان مثالاً للمسيح، فإن مجيء المسيح إلى أرضنا هو
الذي أنشأ تقويماً جديداً لنا وليس صَلبه. لذلك فإن ميلاد المسيح هو الذي يبدأ به
تقويم عهدنا الجديد (التقويم الميلادي)، أما صلبه فكان بعد أن أكمل إستعلانه لذاته
وأتمّ رسالته متدرجاً في ذلك من يوم ميلاده كطفل إلى أن إستعلن مجده كاملاً بالصلب
والقيامة. وكأن حياته على الأرض تمثلها دورة القمر الذي بدأ هلالاً يبزغ في وسط
ظلمة الليل الدامِس، ثم يكبر قليلاً إلى أن يكتمل بدراً مضيئاً بعد دورة تستغرق
أربعة عشر يوماً!!

 

 وقد كان يتم إختيار خروف الفصح بحسب المواصفات التالية مثل السيد
المسيح كذلك: بلا عيب – ذكراً – إبن سنة (حولياً). وكلمة إبن سنة تشير إلى أنه شاب
ليس فيه ضعف الشيخوخة..

 ومثلما حدث مع المسيح عندما تجمهر حوله اليهود، كان يجب على خروف
الفصح أن “يذبحه كل جمهور إسرائيل في العشية” (خر6: 12).

 

 أطلق المسيحيون الأوائل على عيد القيامة اسم “عيد الفصح”،
بل وأطلقوا كلمة “فصح” على “مائدة الإفخارستيا” أو “عشاء
الرب”، إعتماداً على الآية: “شهوة إشتهيت أن آكل هذا الفصح” (لو15:
22). وفي القرن الثاني المسيحي كانوا يطلقون على “مجيء الرب” لقب
“فصح الرب”.

 

2-        
عيد الفطير:

المسيح بصليبه أسس كنيسته لتكون طاهرة لا عيب
فيها ولا غضن (أف25: 5،27) وعلينا كمؤمنين مات المسيح عنا أن نقضي أيام غربتنا وقد
إعتزلنا الشر (1كو13: 5+ خر15: 12). وكان رمزاً لهذا يأتي كل رجل يهودي ليلة الفصح
ويفتش في منزله ويبحث عن أي قطعة خبز مختمر ليعزلها بعيداً عن منزله. ومعنى هذا
أنه بعد أن ذُبِحَ المسيح لأجلي فكيف أرضى وأسمح بوجود خطية في حياتي. وهذا لمدة
العمر كله (7أيام رمز للكمال، كل الحياة) واليهود كانوا يفهمونها أنهم خرجوا من
مصر وحملوا عجينهم الذي لم يختمر (خر34: 12). وهكذا نحن إذا أردنا أن نعبر من
العبودية للحرية علينا أن لا نضع أي شر في قلوبنا أو أن نعزله لو وُجِدَ ونتخلى
عنه.

* عيد
الفطير
Feast
of Unleavened Bread

 بمغيب شمس اليوم الرابع عشر يبدأ عيد الفطير وهو اليوم الخامس عشر
من شهر نسيان. ويشتق اسمه من الكلمة العبرية “مصوت
Mazzot” ويُسمى في الكتاب “خبز المشقة” (تث3: 16).

 كان يبدأ في ليلة الفصح نفسها ويستمر سبعة أيام، فيها يأكلون فطير
وهو الخبز الوحيد الذي كام مسموحاً به طيلة الأسبوع. والأصل في أكل الفطير أن يكون
نوعاً من التشهيل وتعبيراً عن خلاص الله السريع، إذ إضطروا للخروج من مصر وحملوا
عجينهم قبل أن يختمر ووضعوه في ثيابهم (خر34: 12).

 كان عيد الفطير يأتي بعد الفصح مباشرة؛ لأنه هو نتيجة له! ويهمنا أن
نشير هن أن فطير العهد القديم لا يشير إلى الإفخارستيا، بل إلى الدخول في الإيمان
المسيحي؛ حيث أنه يمثل الميول الداخلية الخالية من الشر والخبث (الخمير) للمعمدين
الجدد.

 

3-        
عيد الباكورة

راجع خريطة الأعياد لتجد أن هذا العيد يوافق
حصاد الشعير. وقد إرتبط عيد الباكورة مع عيدي الفصح والفطير وعيد الخمسين. فعيد
الباكورة يحتفل به خلال أيام عيد الفطير ويأتي عيد الخمسين بعده بخمسين يوماً.
ويعتبر أول الأعياد الزراعية. وطقس العيد كان لتقديم الشكر لله واهب الخيرات. وكان
ثلاث شيوخ من مجمع السنهدريم يخرجون للحقول المجاورة ليأتوا بأول حزمة من المحصول
ويقدمونها للهيكل، وبتقديمها للهيكل يتقدس كل الحصاد. فبتقديم الباكورة يكون الله
أولاً. وهذه الحزمة تمثل شخص السيد المسيح الذي قدَّم حياته تقدمة سرور للآب لكي
يبارك كل الحصاد أي الكنيسة. كان هو حبة الحنطة التي سقطت في الأرض لتأتي بثمار
كثيرة (يو24: 12). ونلاحظ أن الباكورة كانت تقدم من الشعير أكل الفقراء والمساكين
فالمسيح جاء ليرفع المسكين.

وكما سنرى فإن المسيح صُلِبَ فعلاً يوم الجمعة
وتوافق هذا مع تقديم خروف الفصح بل هو صلبوه وتركوه في حراسة الجنود الرومان،
وذهبوا ليأكلوا الفصح (14 نيسان) وفي اليوم الثالث (16 نيسان) بينما كان اليهود
يتبادلون التهنئة بعيد الباكورة. كان التلاميذ يتبادلون التهنئة بقيامة المسيح
باكورة الراقدين أو باكورة القائمين من الموت. فالمسيح بقيامته أظهر أنه هو
الباكورة الحقيقية فهو قام يوم عيد الباكورة. ونلاحظ أن الشعب إحتفل بعيدي الفصح
والفطير في البرية ولكن عيد الباكورة إحتفلوا به لأول مرة بعد أن دخلوا الأرض.
فعيد الباكورة أي القيامة لابد وأن تكون في الأرض الجديدة والسماء الجديدة.

موت الموت كان رمزه الفصح فهو فصحنا الذي مات
ليخلصنا من إنساننا العتيق أو من خميرة الفساد التي تسللت إلينا ويحولنا إلى فطير،
وقام من الأموات ليهبنا نحن أيضاً فيه القيامة (كو15: 1+ 1كو20: 15) ورفعنا لحضن
أبيه لنحيا في السماويات (أف6: 2) ونلاحظ أن هذا العيد أيضاً هو الثالث في الأعياد.
وهو ثالث يوم الفصح فرقم 3 يشير للقيامة.

* عيد
باكورة الحصاد
Feast
of First Fruits
:

 إرتبط هذا العيد بعيدي الفصح والفطير من جانب، وبعيد الخماسين من
جانب آخر، إذ يُحتفَل به خلال أيام الفطير بينما يأتي عيد الخمسين بعده بسبعة
أسابيع (لا15: 23)، أي في اليوم الخمسين منه.

 كان هذا العيد يوافق بوادر حصاد الشعير، لأنه كان ينضج قبل الغلات
الأخرى. ومع أن الحصاد كان يبدأ بالغالب في عيد باكورة الحصاد بمدة، لكن كان عليهم
أن يأخذوا حزمة من المحصول قبل أن يحصدوه. ويأتوا بها إلى الكاهن ليرددها أمام
الرب حتى يكونوا مبكرين دائماً في إكرام الرب وفي عمل الخير.. (لا10،9: 23).

 إن حزمة الشعر التي كانت تُقدَّم، إنما تشير إلى ربنا يسوع المسيح
القائم من بين الأموات.. كانت هذه الحزمة هي باكورة الحصاد، والمسيح القائم من بين
الأموات هو باكورة الراقدين (1كو20: 15).

 

4-        
عيد الخمسين:

هذه المجموعة من الأعياد هي وحدة واحدة (فصح/
فطير/ باكورة/ خمسين) رمزاً لوحدة أخرى هي (الصلب/ القيامة/ تقديس الكنيسة/ حلول
الروح القدس) وقد سمى هذا العيد بعيد الأسابيع لأنه يأتي بعد 7أسابيع من الباكورة
(خر22: 34+ تث10: 16). كما دُعِىَ عيد الخمسين وباليونانية البنطقسي (أع1: 2) وقد
حلّ الروح القدس على التلاميذ يوم الخمسين فعلاً (راجع أيضاً أع16: 20). وهذا
العيد هو أيضاً عيد زراعي كالباكورة ويسمى عيد الحصاد (خر16: 23) إذ يأتي في ختام
موسم الحصاد بعد نضج القمح. ونسميه عيد تأسيس الكنيسة ففي هذا اليوم حلّ الروح
القدس على الكنيسة ليؤسسها وبعظة بطرس آمن 3000نفس وبدأ الحصاد. لقد ماتت حبة
الحنطة وقامت وبدأت تأتي بالثمر الكثير (يو24: 12) وكان بالنسبة لليهود غاية هذا
العيد هو تقديم الشكر لله بمناسبة حصاد القمح.

* عيد
الخمسين
Day of
Pentecost
:

 كان يقع بعد خمسين يوماً من عيد باكورة الحصاد، يوم تقديم حزمة
الترديد أمام الرب. كانت تُطلَق عليه عدة أسماء: فقد سمي بالعبرانية
“هجشبعوت” (حيت كلمة “حاج” تعني عيد، و”شبعوت” تعني
السبوعات أي الأسابيع). أي عيد الأسابيع (خر22: 34؛ لا15: 23؛ تث10: 16؛ 2أخ13:
8).

 أما تعبير العهد الجديد “يوم الخمسين” (أع1: 2؛ 16: 20)
فيشير إلى التحديد الحسابي لموعد العيد، فالعيد يقع يوم “البنتقسطي” أي
في اليوم الخمسين بعد حصاد الشعير في يوم الفصح.

 وقد كان عيد الخمسين طبقاً لتقليد الربيين في التلمود هو عيد
الإحتفال السنوي بتذكار تسليم الشريعة في سيناء (عيد البهجة بالناموس).

 أما بالنسبة لطقس العيد، فهم ما يتسم به هذا العيد هو صنع
“رغيفين من عجيب مختمر” ومملحين (لا17: 23). ويرى البعض أن
“الرغيفين” يمثلان اليهود والأمم الذين تكونت فيهما كنيسة العهد الجديد
(أف14: 2-16).

 وقد كان عيد الخمسين الذي إحتفل به اليهود بعد قيامة المسيخ يعتبر
من وجهة نظر المسيحية عيد خمسيني لليهود، وهو في نفس الوقت أول عيد خمسينى (عنصرة)
مسيحي.

 لقد أصبح يوم الخمسين بعد قيامة الرب تذكاراً لحلول الروح القدس على
التلاميذ في العلية في نفس يوم الخمسين اليهودي القديم، حيث يذكر سفر أعمال الرسل
أنه في هذا اليوم تم هذا الحدث الجليل في تاريخ البشرية “ولما حضر يوم
الخمسين..” (أع1: 2).

 ويرى آباء الكنيسة أن رقم 50 يرمز للغفران؛ حيث أنه يتكون من رقم 7
متضاعفاً سبع مرات مع إضافة يوم واحد.. فرقم 7 هو رقم الكمال، واليوم المضاف هو
أيضاً رقم الكمال. ولكنهم يرون أن هذا اليوم المضاف هو اليومن الثامن
octave الذي قام فيه المسيح، والذي يرمز أيضاً إلى القيامة في الحياة
العتيدة..

 والقديس إبيفانيوس أسقف قبرص يقارن بين تقديم اليهود قديماً
لباكورات ثمار حصاد حقولهم وبين تقديم المسيح جسده إلى الآل بدخوله إلى داخل
السماء كباكورة ثمار للطبيعة البشرية المُفتداة بالصليب. وهو نفس ما يقوله القديس
كيرلس الإسكندري.

 ويقارن القديس يوحنا ذهبي الفم بين ما يتم في هذا اليوم حيث فيه
المنجل عمله في الحصاد، وبين بدء خروج التلاميذ للكرازة بعد حلول الروح القدس
عليهم.

 والقديس باسيليوس رئيس أساقفة الكبادوك يربط بين يوم البنتقسطي وبين
يوم الدهر الآتي الذي لا ينتهي..

 

5-        
عيد الهتاف:

هو عيد بداية السنة المدنية، وبداية الشهر
السابع من السنة الدينية وكانوا يحتفلون به بالهتاف في الأبواق من الصباح للغروب.
والبوق يستعمل في الإنذار أو الدعوة للحرب. والكنيسة تستخدم كلمة الله في الإنذار
وللدعوة للجهاد ضد الخطية. ومن يسمع ويتوب يبدأ حياة جديدة (رمزها السنة الجديدة)
فالتوبة معمودية ثانية.

 

6-        
عيد الكفارة (يوم الكفارة):

رمز ليوم الصليب. وتأتي تفاصليه في (لا16) هو
يوم تذلل ودموع.

* يوم
الكفارة
Day of
Atonement

 إسمه في العبرانية “يوم ها – كبور”، وكان بنو إسرائيل
يحتفلون بهذا العيد في اليوم العاشر من الشهر السابع من سنتهم الدينية المقدسة.
وكان لأهميته أن علماء التلمود أسموه “اليوم”، لعله كما جاء في (عب27:
7). وتظهر أهميته أيضاً في دعوته “سبت عطلة” (لا32: 23)، أو “سبت
راحة” وكأن فيه تتحقق الراحة التامة بكونه “عيد الأعياد”.

 يوم الكفارة العظيم هو اليوم الوحيد على مدار السنة، الذي يدخل فيه
رئيس الكهنة إلى قدس الأقداس -الذي يرمز إلى السماء- للتكفير عن خطاياه وخطايا
الشعب أيضاً.. بعد ممارسة طقس طويل ودقيق وإستعدادات ضخمة حتى لا يُحسَب مقتحماً
للموضع الإلهي ويموت. هذا العجز سره ليس إحتجاب الله عن شعبه تخقأو كهنته، إنما هو
ثمر طبيعي لفسادنا البشري الذي أعاقنا عن اللقاء مع القدوس.

 كان الأمر يحتاج إلى تغيير جذري في طبيعتنا الفاسدة حتى تقدر خلال
الدم الثمين أن تخترق الحجاب الذي إنشق بالصليب وتدخل إلى الأقداس الإلهية تنعم
بمعاينة المجد الإلهي والإتحاد مع الله. هذا ما تحقق بالمسيح يسوع ربنا رئيس
الكهنة الأعظم الذي دخل بنا إلى مقدسه السماوي، قدس الأقداس الحقيقي. فطقس يوم
الكفاره بكل دقائقه هو ظل لعمل السيد المسيح الذي شق حجاب الهيكل ونزع العداوة بين
السماء والأرض، وصالحنا مع أبيه القدوس (عب1: 9-12، 24-28).

 لم يكن ممكناً لرئيس الكهنة أن يدخل إلا من خلال الذبيحة (لا3: 16)،
يلزمه أن يكفِّر عن نفسه كما عن الشعب. كان رئيس الكهنة محتاجاً إلى دم آخر يشفع
فيه وفي أخوته الكهنة وبنيه حتى يقدر أن يدخل قدس الأقداس، أما ربنا يسوع المسيح
فقدم دمه هو عنا إذ لم يكن محتاجاً إلى تكفير.

 كان يوم الكفاره العظيم بالغ الأهمية عند اليهود حتى أنهم ظلوا
يحتفلون به حتى بعد تدمير الهيكل في عام 70 م وإنتهاء نظام الذبائح.

 

* غايته:

 كفارة في العبرية “Kapporeth” تعني “تغطية” أو “ستر”؛ إذ في هذا
اليوم تغفر الخطايا ويُستَر على الإنسان بالدم الثمين.. وهذه الخطايا التي تُغفَر
هي الخطايا التي بين الإنسان والله، أما الخطايا التي بين الانسان والإنسان، فلن
تغفر ما لم يتصالح الإنسان مع أخيه.

 وكان الإستعداد لهذا اليوم يكون عن طريق صوم جميع الشعب من الغروب
إلى الغروب، وكان رئيس الكهنة وحده هو الذي يقوم بخدمة ذلك اليوم في طقس طويل، مع
التبخير بأيادي البخور، وكان يتم تقديم بعض الذبائح الخاصة بهذا اليوم تبلغ
بجملتها خمسة عشر ذبيحة.

 وكان يوم الكفارة يتكرر سنوياً، زذلك دلالة على أن مشكلة الخطية
كانت لا تزال قائمة (عب4: 10). وكانت تلك الذبائح ترمز إلى ذبيحة المسيح الواحدة
التي فيها الحل النهائي للمشكلة، وهي التكفير الكامل عن خطية الإنسان.. وفي ملء
الزمان جاء المسيح “ليبطل الخطية بذبيحة نفسه” (عب26: 9)، ولكي يصبح
المؤمنون “مقدسون بتقديم جسد يسوع مرة واحدة” (عب10: 10)، وأنه
“بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين” (عب14: 10)، وإنه “بدم
نفسه، دخل مرة واحدة إلى الأقداس، فوجد فداء أبدياً” (عب12: 9).

 ومن الجدير بالذكر أن بركات الكفارة كانت لا تقتصر على اليهود وحدهم
بل على الغريب (لا29: 16).. وبركات ذبيحة المسيح “إلى كل وعلى كل الذين
يؤمنون. لأنه لا فرق.. متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح، الذي
قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه” (رو22: 3-25).. إن كفارة المسح هي للخليقة
كلها (كو20: 1).

 ولعله من المفيد أن نذكر أن التقليد اليهودي يذكر أن يوم الكفارة
العظيم هو اليوم الذي أخطأ فيه آدم وتاب. وهو اليوم الذي إختُتِنَ فيه إبراهيم
–كعلامة للعهد مع الله بالدم- وهو اليوم الذي عاد فيه موسى من الجبل وكفَّر عن
خطية الشعب الذين عبدوا العجل الذهبي.

 

7-         
عيد المظال Feast of Tabernacles

 هو ثالث الأعياد السنوية الكبرى التي كان يجب فيها على كل ذكر في
إسرائيل أن يتراءى أمام الرب في الموضع الذي يختاره (تث16: 16)، ويُعرَف
بالعبرانية “سُّكُّوت”، وإشتق الإسم من عادتهم في أن يسكنوا مظالاً
أثناء مدة العبادة (لا40: 23-42).

 وكانت هذه المظال تُنصَب بعد تشييد الهيكل في أورشليم في ساحات
المدينة وعلى سطوح البيوت وأفنيتها وفي دور أورشليم (نح16: 8)، وعلى الحبال
المجاورة لأورشليم. وهي مصنوعة من الأشجار الخضراء الكثيفة وعلى كونه زراعياً في
الأصل والجوهر (لا39: 23)، فقد إختلط بذكرى تاريخية وهي إقامة العبرانيين في المظال
في البرية (لا43: 23؛ عد12: 29-38؛ هو9: 12).

 كان هذا العيد يستغرق سبعة أيام مع يوم أخير راحة ويُسمة العظيم من
العيد (يو37: 7). تبدأ في الخامس عشر من شهر “ايثانيم” الموافق
“تشرى”، وهو الشهر السابع من شهور السنة الدينية، أي بعد عيد الكفارة
بأربعة أيام.

 ومن أهم سماته إتسامه بالفرح الشديد، فقد عُرف هذا العيد بكثرة
الذبائح والعطايا من الأغنياء للفقراء ليفرح الكل (تث14: 16). وكذلك السُكنى في
المظال لمدة سبعة أيام يليها اليوم الثامن الذي يُحسَب عيداً مستقلاً بذاته له
طقسه الخاص به ذبائحه ولا يبقى الشعب في المظال فيه. وكان يتم فيه سكب الماء
والإنارة وترنم مزامير الهليل (مزمور 113-118).

 ومن الجدير بالذكر أن عدد الذبائح التي تقدم في هذا العيد أكثر منها
في أي عيد آخر، إذ كان يبلغ عددها 189 ذبيحة خلال الأيام السبعة (عد12: 29-40).

 وقد تحقق هذا العيد في صورة أكمل وأعمق في العهد الجديد، حين تجلى
السيد المسيح على جبل تابور أمام ثلاثة من تلاميذه، وإذ رأى بطرس الرسول الحصاد
الحقيقي قد تم إذ ظهر السيد المسيح في بهاءه وحوله موسى وإيليا، إشتهى أن يقيم عيد
مظال لا ينقطع، سائلاً السيد المسيح أن يصنع ثلاث مظال، واحدة للمسيح وأخرى لموسى
النبي وثالثة لإيليا، ليبقى التلاميذ في هذا العيد أبدياً (مت6: 17). لكن السيد
المسيح أرسل مظلة سماوية من عندياته هي “سحابة منيرة ظللتهم” لكي يسحب
قلب التلاميذ إلى العيد الأخروي حين يأتي السيد على السحاب لا ليقيم لهم مظال
أرضية، بل ليدخل بهم إلى حضن أبيه.. وقد دعى رب المجد الحياة الأبدية “المظال
الأبدية” (يو9: 16).

 ويؤكد وصف زكريا النبى لليوم الأخير وإهتداء كل الأمم إرتباطه بعيد
المظال “ويكون ان كل الباقي من جميع الأمم الذين جاءوا على أورشليم، يصعدن من
سنة إلى سنة ليسجدوا للملك رب الجنود، وليُعيِّدوا عيد المظال” (زك16: 14)..
ويؤد ما جا في سفر الرؤيا عن المتسربلين بثيابٍ بيض وفي أيديهم سعف النخل، أن عيد
المظال يرمز إلى نهاية العالم ومجيء المسيح الثاني: “بعد هذا نظرت وإذا جمع
كثير لم يستطع أحد أن يعِدّه من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون أمام
العرش وأمام الخروف ومتسربلين بثياب بيض، وفي أيديهم سعف النخل. وهم يصرخون بصوت
عظيم قائلين: الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف”. (رؤ10،9: 7).

 

هو عيد مفرح بهيج. فمن يزرع بالدموع (يوم
الكفارة) يحصد بالإبتهاج. ومن يتذلل أمام الله ويحيا في غربة في هذا العالم (7
أيام المظال). يحيا في فرح هو عربون أفراح الأبدية (اليوم الثامن ورقم 8 يشير
للأبدية).

 

 

مساء
اليوم

صباح
اليوم

التوقيت
بحسب ما اعتدنا عليه الآن

فاليوم
يبدأ بالصباح وينتهي بالمساء

 

 

 

 

 

 

يوم
الفصح

اول
ايام الفطير

يوم
الباكورة

 

 

 

الأحد

الاثنين

الثلاثاء

الأربعاء

الخميس

الجمعة

السبت

الأحد

 

 

9

10

11

12

13

14

15

16

 

 

9/10

10/11

11/12

12/13

13/14

14/15

15/16

16/17

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأحد

الاثنين

الثلاثاء

الأربعاء

الخميس

الجمعة

السبت

الأحد

 

10

11

12

13

14

15

16

17

 

التوقيت
بالطريقة اليهودية. وفيها اليوم يبدأ من مساء اليوم الذي يسبقه (نفس طريقة كنيستنا
فاليوم يبدأ من عشية اليوم السابق)

 

 

تحديد
يوم الفصح في أسبوع آلام السيد المسيح (كتاب الأسرار السبعة. حبيب جرجس)

هناك
رأيين في تحديد يوم الفصح في أسبوع آلام السيد المسيح: –

الأول: أنه كان
يوم الخميس. وأن يوم الخميس في ذلك الأسبوع كان يوم 14 نيسان في تلك السنة. وأصحاب
هذا الرأي هم الكنيسة الكاثوليكية وبحسب هذا الرأي يقولون أن السيد المسيح إحتفل
بالفصح مع تلاميذه يوم الخميس مساءً ثم أسس سر الإفخارستيا. ولما كان بحسب الطقس
اليهودي أنه يمنع إستخدام الفطير إبتداء من هذه الليلة ولمدة أسبوع، فهم يستخدمون
الفطير في سر الإفخارستيا إستناداً على أن المسيح استخدم الفطير. وهم يستندون في
ذلك على ما جاء في أناجيل متى ومرقس ولوقا. “وفي أول أيام الفطير” تقدم
التلاميذ إلى يسوع قائلين له أين تريد أن نعد لك لتأكل الفصح (مت17: 26-19+ مر12: 14+
لو7: 22،8). ويستندون على قول متى ومرقس وفي أول أيام الفطير. وعلى قول
لوقا وجاء يوم الفطير.

الثاني:
أن
يوم الفصح كان يوم الجمعة 14 نيسان أي أن اليهود صلبوا المسيح وذهبوا ليأكلوا
الفصح. وبالتالي كان يوم الخميس هو 13 نيسان قبل الفصح، ويكون ما قدّمه المسيح في
سر الإفخارستيا هو خبز مختمر وليس فطيراً. وهذا الرأي هو رأي كنيستنا الأرثوذكسية
والدليل على ذلك.

1-   
(يو1: 13-27) أما يسوع قبل عيد الفصح.. ثم يذكر
حادثة غسل الأرجل فهنا يصرح يوحنا بأن العشاء الرباني وغسل الأرجل كانا قبل الفصح.

2-    (يو1:
12-13) ثم قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع.. عشاء بيت عنيا فهذا العشاء كان قبل
الفصح بستة أيام. وهذا العشاء كان يوم السبت لأن في آية (12) يقول وفي الغد (أي
الأحد) دخل يسوع أورشليم يوم أحد الشعانين. وبالتالي يكون الفصح قد تحدد أنه يوم
الجمعة.

3-    (يو28:
18) ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا إلى دار الولاية.. ولم يدخلوا هم لئلا يتنجسوا
فيأكلون الفصح. إذاً اليهود لم يدخلوا دار الولاية صباح الجمعة لئلا يتنجسوا لأن
الذي يأكل الفصح يجب أن يكون طاهراً (عد6: 9-11). وهذا يدل أن فصح اليهود لم يكن
قد بدأ في يوم الجمعة صباحاً وكانوا سيأكلونه مساءً.

4-         
(مت62: 27-64) وفي الغد الذي بعد الاستعداد..

 (مر42:
15،43) ولما كان المساء إذ كان الاستعداد

 (لو54:
23) وكان يوم الاستعداد والسبت يلوح.

 فما
هو هذا الاستعداد؟ هو الاستعداد للفصح كما أوضحه (يو13: 19،14،42).

5-    أحداث
شراء اليهود ورؤساء الكهنة لحقل الفخاري (مت2: 27-7). وشراء يوسف الكتان لتكفين
المسيح (مر46: 15+ لو53: 23) وتسخير سمعان القيرواني ليحمل صليب المسيح (مر21: 15+
لو26: 23) لا يمكن أن تتم ويكون الفصح قد دخل ففي الفصح يمتنع البيع والشراء
والتسخير. وكذلك نسمع أن سمعان القيرواني كان آتياً من الحقل وهذا لا يجوز في
الفصح.

6-    (يو31:
19).. لأن يوم ذلك السبت كان عظيماً.. فالسبت كان عظيماً بسبب وقوع الفصح فيه. وفي
هذه الآية أيضاً نرى أن عصر الجمعة حين موت المسيح على الصليب كان الاستعداد الفصح
لا يوم الفصح.

7-    (مت15:
27-26+ مر6: 15،15+ لو17: 23) نرى فيها أن بيلاطس كان يطلق لليهود أسيراً في العيد
وأنه أطلق باراباس لهم يوم الجمعة ومن هذا نفهم أن الفصح لم يكن قد حل بعد.
فالعادة أن يطلق الأسير قبل أن يحل يوم الفصح.

8-    (يو27:
13-29). بعد اللقمة دخله الشيطان.. يسوع قال له اشتر ما نحتاج إليه للعيد. فواضح
أن وقت تأسيس سر العشاء الرباني لم يكن الفصح قد حل بعد.

9-    (مت3:
26-5+ مر1: 14،2) نرى هنا أن رؤساء الكهنة اهتموا بأن يتم صلب المسيح قبل العيد
لئلا يقع شغب في الشعب المجتمع من كل ناحية.

10-     
الكلمة المستخدمة في الأناجيل عن الخبز هي
آراطوس وتشير للخبز المختمر (مر22: 14).

11-     
إن سر الإفخارستيا لم يتمم منذ الأزمنة الرسولية
إلاّ بخبز مختمر.

 

الرد
على الرأي الأول:

من
يقول أن الفصح كان يوم الخميس يستند على قول متى ومرقس “وفي أول أيام الفطير.
وقول لوقا وجاء يوم الفطير. وقول لوقا يسهل الرد عليه فهو لا يعني سوى ولما إقترب
يوم الفطير فالأمور المقرر وقوعها في وقت معين يقال عنها جاءت أو بلغت إذا كان
الوقت قريباً جداً. ويكون ما قصده لوقا أن الفصح صار قريباً على الأبواب.

أما
قول متى ومرقس وفي أول أيام الفطير. نجد أن كلمة أول باليونانية هي
“بروتي” وتعريبها أول ولكنها تعني أيضاً قبل. ويحدث هذا في لغتنا
العربية أن كلمة أول تعني قبل (مثال أول من أمس= قبل أمس) وبهذا يصبح قول متى
ومرقس بحسب هذا المفهوم “وقبل الفطير.. ” والفصح الذي أراده مخلصنا هو
ليس الفصح اليهودي بل هو الفصح الجديد. الذي قال عنه شهوة إشتهيت أن آكل هذا الفصح
معكم قبل أن أتألم (لو15: 22) والذي قال عنه “هذا هو دمي الذي للعهد
الجديد” (مت28: 26). فهل كان السيد يشتهي أن يأكل الفصح اليهودي، وهو قد أكله
معهم مرات من قبل؟! بل هو كان يشتهي أن يعطيهم جسده ودمه فصحاً جديداً بعهد جديد
ليوحدهم به ويكون لهم حياة. بالقطع فالمسيح كان لا يشتهي أن يذكر الخروج من مصر أو
يأكل لحم خراف، بل هو يريد أن يعطي تلاميذه سر الحياة جسده ودمه مأكل حق ومشرب حق
(يو55: 6). هو إشتهى أن يكشف لتلاميذه سر الفصح الكبير الحقيقي.

·              
مما سبق نرى تطابق رائع بين الأعياد اليهودية
وما حدث في هذا الأسبوع: –

فالمسيح
دخل أورشليم مع إختيارهم لخروف الفصح وصُلِبَ مع ذبحهم لخروف الفصح وقام يوم
الباكورة فهو باكورتنا. والروح القدس حلّ يوم الخمسين يوم عيد الحصاد، يوم تأسست
الكنيسة وآمن 3000 بعظة واحدة لبطرس.

 

 

* عيد الأبواق Feast of Trumpets:

 هو عيد بداية السنة المدنية، وبداية الشهر السابع من السنة الدينية،
وأهم ما يمتاز به هو “الهتاف”، حيث يحتفل اليهود بالهتاف في الأبواق،
لهذا دُعي “عيد الهتاف” أو “عيد الابواق”، والكلمة العبرية
“تروعة”، قد تعني إما “هتاف” الشعب، وإما “قصف”
البوق، أو كليهما معاً. هذا اليوم وهو أول “تشرى” يسميه اليهود
“روش هشنه” أي رأس السنة. إنه أول السنة الزمنية، يوم رأس السنة. وقد
سمى في عصر الهيكل الثاني وما بعده ب”عيد السنة الجديدة”، ويعتبر
الحاخاميون هذا العيد “عيد ميلاد العام”.

 وكان الكهنة هم الذين يبوقون في الأبواق في الخدمات المقدسة وفي
المواسم والأعياد بالأبواق المصنوعة من الفضة، أما في عيد الكفارة فكان البوق من
قرن الكبش. وكذلك في عيد الأبواق لم يكن البوق الذي يُستعمل هو البوق الفضي
المنصوص عنه في (عد2: 10-10)، بل “الشوفار” أي قرن الكبش (يوبل)، وهو
عبارة عن قرن خروف أحيط فمه الذي نفخ فيه بالذهب. ويقولون نه كان يذكرهم بالخروف
الذي أعده الله لإبراهيم فقدمه عوضاً عن إسحق إبنه (تك13: 22). وقد كان الكهنة
يبوقون داخل الهيكل على الذبائح أو خارجه في باقي الأعياد والمحافل، أما عيد
الأبواق فكان الكهنة يبوقون من غروب الشمس من اليوم السابق للعيد إلى شروقها.
ويقول المعلمون أنهم كانوا يبوِّقون ثلاثين مرة متوالية. بل كان مُصرحاً لكل أفراد
الشعب أن يبوقوا في أنحاء البلاد إعلاناً عن العيد وإبتهاجاً به. إلا إذا وقع
العيد في يوم السبت، فعندئذ لا يصح الهتاف بالأبواق إلا داخل الهيكل، وكان هدف الهتاف
بالأبواق دعوة اليهود ليستعدوا للحضور أمام الرب، لذلك قال: “عطلة تذكار عتاف
البوق محفل مقدس” (لا24: 23).

 

 أما غاية هذا العيد فهو:

1- بدء السنة الجديدة، وكأنه عيد راس السنه.

2- تقديس العام كله بكونه الشهر السابع (دينياً) هو بكر الشهور، فيه
تُقام أعظم الأعياد.

3- يرى البعض ف هذا العيد إعداداً للشعب للإحتفال بعيد الكفارة في
منتصف الشهر حين يبلغ القمر كماله، فتنعم الكنسة بكمالها خلال كفارة الصليب.

4- تذكار الشريعة التي رافقتها أصوات الرعود والبروق.

 

 وكانوا يقدمون في هذا العيد محرقة الصباح ومحرقة المساء الدائمة،
وقرابين رأس الشهر (الهلال) عبارة عن محرقة من ثورين وكبش وسبعة خراف حولية
وتقدمتها والسكيب، وذبيحة خطية تيس من الماعز، ومحرقة ثور وكبش وسبع خراف حولية،
وذبيحة خطية تيس من الماعز خاصة بالعيد.

 هذه الابواق كانت ترمز للبوق الأخير في القيامة العامة (مت31: 24)،
وكذلك عندما يبوق الملائكة في مجيء المسيح الثاني (1كو52: 15).. فقد كان هذا العيد
يرمز إلى نهاية العالم.

 وكما كان صوت البوق في القديم يدعو الشعب أمام الرب عند باب خيمة
الإجتماع، هكذا مختاروه سيُجمعون بصوت البوق في يوم ظهور الرب (مت31: 24؛ 1تس16:
4؛ رؤ2: 8).

 

العيد الأسبوعي “السبت” Sabbath Day

 الأصل العبري “شبت” “Shabbat” مأخوذ من الفعل “شَبَتَ” ومعناه
“يتوقف” أو “يستريح”.

 وأصله هو من سفر التكوين حين إستراح الله في اليوم السابع (تك3،2:
2؛ خر9: 20-11). وفي الوصايا العشر يقول الرب: “إذكر يوم السبت لتقدسه”
(خر8: 20)، مما يدل على أنه كان معروفاً من قبل ولكنه نُسيَ أو أهمل.

 وقد كان
السبت أمراً مختصاً بشعب إسرائل، وجزءاً هاماً من العهد الذي قطعه الله مع إسرائل
في سيناء. كما أن حفظ السبت علامة ولاء بني أسرائيل للرب (خر13: 31؛ نح14: 9).

 * السبت في الشريعة الموسوية: (خر8: 20-11؛ 27: 16-29؛
3: 53؛ 14: 31؛ 29: 16؛ تث12: 5-15؛ عد32: 15-36؛ 5: 35؛ أع1: 12).

 وقد كان اليهود يتطلعون إلى السبت بفرح وبهجة (2مل23: 4؛ إش14،13:
58)، وكان حرمانهم من الإحتفال بالسبت في السبي عِقاباً لهم من الله (مرا6: 2؛
هو11: 2).

 وكان السبت يبدأ من غروب يوم الجمعة ويستمر حتى غروب السبت. قم يصل
الكهنة الذين عليهم نوبة العمل في الأسبوع الجديد إلى أورشليم بعد ظهر الجمعة
ليستعدوا للإحتفال بالسبت في الهيكل مع الكهنة الذين تنتهي نوبتهم. ويعلن عن
الإحتفال بثلاث نفخات من أبواق الكهنة ليتوقف الكل عن العمل يُشعَل مصباح السبت،
ويرتدي الكل ملابس العيد.

 في هذا العمل صورة رمزية لرجال العهد الجديد (الكهنة القادمون
للأسبوع الجديد)، الذين إلتقوا مع رجال العهد القديم يتلمسون منهم الأسفار المقدسة
والنبوات والعهود وكل ميراث روحي.

 مرة أخرى يضرب الكهنة بالأبواق ثلاث نفخات لإعلان بدء السبت فعلاً،
ثم يلقي رؤساء العشائر القديمة قرعة لمعرفة دور كل واحد منهم في أيام الأسبوع في
الخدمة.. وأول عمل يقوم به الكهنة هو تغيير خبز الوجوه الذي أُعد يوم الجمعة، ثم
يقدم الكهنة الخارجون ذبيحة الصباح والجدد ذبيحة المساء. وتمارس… إلخ.

 ثم أخيراً يختتم الإحتفال بعيد السبت بترنم تسبحة موسى الواردة في
(خر15) ليعلنوا أن السبت هو عبور من عبودية فرعون (إبليس) وإنتصار روحي على جنوده
للإنطلاق خلال البرية إلى أرض الموعد أو أورشليم الجديدة.

 ويُلاحَظ أن الكنيسة القبطية لم تلغ كرامة السبت بإعتباره رمزاً
للراحة الأبدية. ولذلك تمنع الكنيسة فيه الصوم الإنقطاعي وكل تداريب التذلل
(المطانيات وغيرها) بالإضافة إلى يوم الأحد.

 إننا في المسيحية نكرم السبت بإعتباره رمزاً، ونعيِّد الأحد لكونه
حقيقة قائمة.

 وقد أحاط بالمعنى الحقيقي للسبت الغموض نتيجة للكمية الضخمة من
الأحكام التي وُضِعَت لحِفظه، حتى أصبح حفظ السبت سطحياً وشكلياً. فكان لابد أن
يحدث النزاع بين الرب يسوع وقادة اليهود حول السبت، وأوضح معنى السبت الحقيقي
قائلاً: “السبت إنما جُعِلَ لأجل الإنسان، لا الانسان من أجل السبت”
(مر27: 2). وكشف يسوع عن نفسه أنه “رب السبت” (مت1: 12-6)، وقد إختار أن
يُقبَر في يوم السبت ويقوم في فجر الأحد، لكي يقبر حرفية الفكر القديم، مقيماً لنا
الأحد سبتاً جديداً فيه يتمتع الكثيرون بظهور الرب القائم من الأموات (لو34: 24؛
يو11: 20-18).

العيد
الشهري
New
moon

 وتعرَف أيضاً ب”رؤوس الشهور أو الأهلة” (عد10: 10؛ 11:
28-15)، وكانت مواسم مقدسة يعيدون فيها. وكان ظهور الهلال يذكرهم بأن الله هو رب
الطبيعة ومسيرها بقدرته، وهو الذي خلق الشمس والقمر والنجوم (تك14: 1-18)..

 لقد كانت شعوب كثيرة وثنية تعيد أيضاً في رؤوس الشهور، فأراد الرب
أن يصحح أخطاء هذه الشعوب (إش23: 66).

 وكان بنو إسرائيل يراقبون ظهور الهلال الجديد في أول كل شهر قمري،
وعندما يرونه يعلنون عنه بإيقاد النار فوق الجبال والأماكن المرتفعة، كما أمرهم
الرب بضرب الأبواق على الذبائح في رؤوس الشهور إعلاناً عنها وإحتفالاً بها (عد10:
10؛ مز4،3: 81). بإستثناء رأس الشهر الرابع الذي كان يُعتبر أول السنة المدنية
(عيد الأبواق)، وكان يُحتفَل به إحتفالاً خاصاً (لا24: 23).

 وقد كان القمر يشغل مكاناً هاماً في حياة اليهود لأنه هو الذي يحدد
لهم مواقيتهم، لأن شهورهم كانت شهور قمرية، تُحسَب بناءً على دورة القمر. لهذا كان
تحديد وقت ظهور الهلال الجديد أمراً بالغ الأهمية..

 وكان يُمتنع فيه –كما في السبوت- القيام بأي عمل دنيوي فيما عدا
تجهيز الطعام الضروري (خر16: 12)، ويعملون فيها أعمالاً دينية (عد10: 10× 1أخ30:
23؛ 2أخ4: 2؛ عز5: 3؛ نح33: 10؛ إش14،13: 1؛ حز17: 45؛ 6: 46؛ هو11: 2).

 وكانت قرابين الرب في رأس الشهور تتضمن محرقة من ثورين من البقر كبش
واحد وسبعة خراف حولية صحيحة، وضبيحة خطية تيس من الماعز، والمحرقة اليومية
الدائمة صباحاً ومساءً، وما يقدمه الشعب تطوعاً من الذبائح الإختيارية.

 ويقول العلامة أوريجانوس: “أي منفعة للإحتفال بعيد الهلال
الجديد؟ إنه يعني إقتراب القمر من الشمس جداً ويتحد بها. والمسيح هو شمس البر،
والهلال يعني كنيسته الممتلئة من نوره، تتصل به وتتحد معه بقوة (1كو17: 6).

 غنها تحتفل بعيد الهلال إذ تصير جديد بتركها الإنسان العتيق ولبس الإنسان
الجديد بحسب الله في البر والقداسة والحق (أف24: 4)”..

سنة العطلة Sabbatical Year – Year of Release:

 إهتم الله بحفظ الإنسان للسبت لتقديس كل بقية أيام الإسبوع، وبنفس
الفكر اهتم بحفظ سبت السنوات أي السنة السبتية أو السنة السابعة، إذ كانت تُسمى
“سبت الأرض” (لا6: 25). وقد دعا الوحي السنه السبتيه بأربعة ألقاب:
“راحة الراحة الكاملة”
Shebath Shabbathon أو سبت عطلة (لا4: 25)، و”سنة الراحة”،
و”عتق”
Shenittah (تث9،2،1: 15)، و”السنة السابعة”
(تث15: 9).

 أما غايتها فهي إراحة الأرض (لا1: 25-7)، وفرصة ليحصل الفقراء على
حاجتهم من الطعام (خر11،10: 23)، وكانت تُلغى فيها الديون (تث1: 15-6؛ 10: 31)،
وكانت روحياً سنة راحة من العمل اليومي للإنشغال بالعمل الروحي. وكان يتم فيها
كذلك إطلاق العبد العبراني حراً (تث13: 15-17).

 وكانت السنة السبتية تعتبر درساً عملياً في الإيمان أن الله يبارك
في إمكانياتهم ويشبعهم، وأن سر البركة لا في كثرة العمل وإنما في رضا الله..

سنة اليوبيل Jubilee:

 في اعبرانية “يوبل” Yovel، وترجع إلى كلمة “يبل” بمعنى الكبش وقرن الكبش، وكل قرن
يُنفَخ فيه. وسميت بهذا الإسن لأن إعلان بدئها كان بالنفخ في بوق مصنوع من قرن
الكبش؛ وذلك في اليوم العاشر من الشهر السابع “تشري” أي في عيد الكفارة
بعد الإنتهاء من مراسيم الكفاره.

 وكما يقدس الإنسان اليوم السابع ليبارك الرب كل أيام الأسبوع،
والشهر السابع ليبارك كل الشهور، والسنة السابعة ليبارك الست سنوات الأخرى، فإنه
يقدس أيضاً السنة الخمسين، التي تأتي كسبت لكل وحدة تتكون من سبع سنوات، وهي سبت
أسابيع السنين، لذلك يعتبر هذا العيد “اليوبيل” هو كمال النظام السبتي،
وضعه الرب لشعبه وكانت تقع كل خمسين سنة.

 وقد ذكر هذا العيد في مواضع أخرى في الكتاب المقدس (لا17: 27؛ عد4:
36؛ حز17: 46). ولقد كانت سنة اليوبيل سنة راحة (لا25: 11)..

 إن كان الله يطالبنا بالعمل لكننا في العمل إنما نتكىء على بركة
الرب نفسه واهب الخيرات. وكون الإحتفال يبدأ على أثر يوم الكفارة العظيم، فهذا له
مغزى عظيم إذ أنهم بعد أن تحققوا أن الله غفر لهم خطاياهم وأبرأهم من ديونهم
يأخذون في إبراء مدينهم مما لهم عليه من الدين. ويبدو أن التشريع المتعلق بسنة
اليوبيل، لم يمارس بالدقة والكيفية التي ذُكِرَ فيها في (لا8: 25-22؛ إر13:
34-17).

 لقد كانت سنة اليوبيل رمزاً إلى شريعة المسيح التي حررتنا من عبودية
الجهل ورد إلينا ميراثنا السمائي.

عيد الفوريم Feast of Purim:

 هو العيد الذي أوجبت أستير الملكة ومردخاي اليهودي، أن يعيِّده جميع
اليهود في كل مكان تذكاراً لإنقاذ الرب لهم من مؤامرة هامان بن همداثا الأجاجي، في
فترة حكم الملك أحشويروش والسماح لليهود أن يقتلوا أعدائهم (راجع سفر أستير). من
ثم قرروا الإحتفال سنوياً بذكى اليومين الذين إنتهت فيهما المذبحة التي حدثت، وهما
يوافقان الرابع عشر والخامس عشر من شهر آذار (شهر مارس)، وأطلقوا عليهما اسم
“الفوريم”، وهي كلمة عبرية في صيغة الجمع مفردها “فور” أي
“القرعة” مشيرين إلى القرعة التي ألقاها هامان لتحديد اليوم الذي يهلك
فيه اليهود. فقط تحولت لهم من أيام “حزن إلى فرح ومن نوح إلى يوم طيب،
ليجعلوها أيام شرب وفرح وإرسال أنصبة من كل واحد إلى صاحبه وعطايا للفقراء”
(أس22: 9).

 ومنذ إنشاء هذا العيد أصبح اليهود يحتفلون به كل عام، وكانوا يسمونه
“يوم مردخاى” (2مك37: 15)، وكانوا يصومون طوال اليوم الثالث عشر من شهر
أذار ثم في مساء ذلك اليوم (أول اليوم الرابع عشر) كانوا يجتمعون في المجمع، وبعد
خدمة الصلاة المسائية كانوا يقرأون سفر إستير حى إذا وصلوا إلى إسم
“هامان” كان جمهور المصلين يصرخون “ليُمحَ إسمه” أو
“سيبلى اسم الشرير” بينما يخشخش الأطفال بخشخيشات في أيديهم، ثم يتلون
أسماء أبناء هامان العشرة بسرعة شديدة في نفس واحد للدلالة أنهم صلبوا في وقت
واحد، وفي اليوم التالي كان الشعب يعود إلى المجمع لإتمام فرائض العيد الدينية.

عيد التجديد Fest of Dedication:

 واسمه بالعبرية “حنُّوكا” Hanukkah والتي تعني “التدشين” (أي المسح بالزيت) لذلك دُعي
أيضاً “عيد التدشين”، وباليونانية
Egkainia أي التجديد.

 ويأتي ذكره في سفر المكابيين الثاني (2مك1: 10-8)، وهو خاص بذكرى
إنتصارات المكابيين لمدة ثلاثة سنوات (16-164 ق.م.) إذ كان أنطيوكس ملك سوريا قد
هاجَم اليهودية ودخل هيكل أورشليم وأشاع فيه الخراب ونهب نفائسه وفرض الديانة
اليونانية على الشعب اليعهودي، فإعتنقها كثيرون منهم وقد تمرد متاتيا وخرج مع
أبنائه إلى الجبال وأعلن الحرب على انطيوكس. فلما مات خلفه في زعامة المتمردين
ابنه بهوذا الملقب ب”المكابي”. وقد ظل هذا يقاتل حتى إستطاع الإستيلاء
على أورشليم، وهناك وجد الهيكل وقد إلتهمت النار معظمه ونجَّسوا مذبح المحرقة
بإقامة صنم بعل “شاميم”، وإذ لم يجد يهوذا وسيلة إلى تطهير حجارته من
الدنس الذ لحق به حسب الشريعة اليهودية هدمها وجاء بحجارة جديدة وأعاد بناء المذبح
من جديد وقام بتطهير الهيكل.

 وقد “أتموا تدشين المذبح في ثمانية أيام، وقدموا المحرقات بفرح
وذبحوا ذبيحة السلامة والحمد. وزينوا وجه الهيكل بأكاليل من الذهب وتروس ودشنوا
الأبواب والغرفات وجعلوا لها مصاريع.. ورسم يهوذا وأخوته وجماعة إسرائيل كلها أن
يُعيَّد لتدشين المذبح في وقته سنة فسنة مدة ثمانية أيام؛ من اليوم الخامس
والعشرين من شهر كسلو بسرور وإبتهاج” (1مك56: 4-61). “كما في عيد
المظال.. ولذلك سبحوا لمن يسر تطهير هيكله وفي أيديهم غصون ذات أوراق وأفنان خضر و
سعف” (2مك7،6: 10). ويسميه يوسيفيوس “عيد الأنوار” إذا كانت تُضاء
الأنوا في البيوت والمجامع والشوارع، بينما كان اليهود يطلقون عليه إسم “عيد
المكابيين”، ويذكره التلمود كذلك باسم “عيد النور”. وكان نظام
الإنارة يبدأ بوضع نور واحد في اليوم الأول، ثم يضيفون إليه نوراً آخراً كل يوم
حتى الثمانية الأيام.

 كان اليهود يعتبرون هذا العيد من أهم وأعظم أعيادهم، وكانوا يجعلون
له من أسباب البهجة ما كانوا يجعلون لعيدي الفصح والمظال، معتبرين أن تجديد الهيكل
هو إعادة عودتهم تحت مظلة (خيمة الله)، أو ود حلول الله وسطهم، كما في أول خيمة في
البرية وفي تدشين هيكل سليمان حينما حل الله ببهائه وملأ الخيمة أو الهيكل. وهذا
في الحقيقة كان رمز مجيء الرب بالفعل وحلوله وسط إسرائيل “عمانوئيل الذي
تفسيره: الله معنا” (مت23: 1).

 وجاء ذكر “عيد التجديد” في العهد الجديد كذلك في (يو22:
10)، أما العلاقة بين تعالم الرب وبين طقوس هذا العيد ومعناه، فكانت تتركز في
الربط بين آمال اليهود الملتهبة التي تثيرها ذكر إنتصارات المكابيين وتخليص الأمة
اليهودية من أعدائها، وبين موضوع الخلاص الذي ينادي به المسيح كقائد النور والخلاص
الأبدي الذي خلَّص خرافه ودشَّن هيكله بدمه.

 وحينما كان يُفتَح باب الخراف في الهيكل لتدخل خراف العيد للذبائح
اليومية، وقف المسيخ يقول: “أنا هو باب الخراف” (يو7: 10) للهيكل
الجديد، “كما هو مكتوب أننا من أجلك نُمات كل النهار، قد حُسِبنا مثل غنم
للذبح” (رو36: 8).

 ولا يزال اليهود يحتفلون بهذا العيد حتى اليوم، فتجتمع الأسرة حول
الأب وهو يوقد الشموع مع صلاة شكر لله على تحريره لشعبه من الإضطهاد والجور، وتوزع
الهدايا والعطايا للأطفال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار