اسئلة مسيحية

أرجو أن تحدثنى عن الفضول أو التطفل، لأننى مصاب به، وأريد أن أتركه، وأحب أن أعرف أبعاده وأخطاءه



أرجو أن تحدثنى عن الفضول أو التطفل، لأننى مصاب به، وأريد أن أتركه، وأحب<br /> أن أعرف أبعاده وأخطاءه

أرجو أن تحدثنى عن الفضول أو التطفل، لأننى مصاب به، وأريد أن أتركه،
وأحب أن أعرف أبعاده وأخطاءه

 

التطفل،
أو حب الاستطلاع، هو محبة معرفة أسرار غيرك وخصوصياته، سواء عن طريق القراءة، أو
السمع، أو الكلام، بطريق مباشر، أو غير مباشر. والتطفل أمر خاطىء سواء من الناحية
الروحية أو الاجتماعية. والمفروض فى الناس أن يحترموا خصوصيات الآخرين وأسرارهم
حتى فى محيط العائلة. فليس من حق الأب أو الأم أن يفتح خطابات الابن مثلاً، وليس
من حق الزوج أو الزوجة أن يعبث فى جيوب أو أدراج أو أوراق الطرف الآخر. ليس من حق
أحد أن يستمع حديثاً “ليس له أن يسمعه، فهذا نسميه زنا الآذان. وليس من حقه
أن يرى خفية ما لا يجوز له رؤيته. فكل هذا لون من التجسس على الآخرين لا يليق بشخص
روحى… على أن التطفل قد يكون علناً، وليس بالتجسس. مثال ذلك إنسان يرهق غيره
بالأسئلة حول أمر خاص به، قد لا يريد أن يتحدث عنه! ولكنه يتابعه بالأسئلة، وربما
عن تفاصيل التفاصيل، لكى يعرف منه كل شىء… وقد يعتذر المتطفل بالدالة، أو
بالرغبة فى الاطمئنان. ولكن الدالة لها حدود لا تتعداها. كذلك الرغبة فى الاطمئنان
لها أيضاً حدود. ومعرفة الأخبار لا تأتى بالقسر والضغط. وهناك فرق كبير بين شخص
يريد أن يطمئن، وشخص يريد أن يعرف، وأن يعرف كل شىء..! لذلك نصيحتى لك أن تسال: فإن
وجدت ممن تسأله عدم رغبة فى الإجابة، أو عدم رغبة فى الإستفاضة، والدخول فى دقائق
الموضوع، لا تلح عليه بكثرة الأسئلة. لأن من صفات الفضولى أو المتطفل أنه لحوح..
وغالباً يحاول أصدقاؤه ومعارفه أن يهربوا منه ومن أسئلته الكثيرة وحب استطلاعه.
وقد يغضب من هذا ويعاتب، وهم فى خجل من مكاشفته بتطفله، وبعدم رغبتهم فى الإجابة.
أحرج المواقف، هى أن يلتقى المتطفل بالخجول. والخجول لا يستطيع أن يصده، وقد لا
يستطيع أن يغير مجرى الحديث ليهرب من الأسئلة المتطفلة، وهكذا يحرج! والمتطفل يرى
هذا الحرج، ولكنه لا يبالى، لأنه يريد أن يعرف الأخبار، بل ويريد أن يعرف أسباب
هذا الحرج! والمتطفل قد لا يكتفى بمعرفة أسرار الشخص الذى أمامه فقط، وإنما قد
يرغمه على كشف أسرار غيره! إنه لا يسأله عن نفسه فقط، وإنما عن الآخرين.. ماذا قلت
لهم، وماذا قالوا؟ وماذا فعلوا؟ وما شعورهم فى الموقف الفلانى، وما تصرفهم، وما
رأيهم؟ وما علاقتهم بك؟ وماذا عن عائلاتهم وأصدقائهم وباقى خصوصياتهم؟!.. بل قد
يدخل فى الاعترافات أيضاً بطريقة محرجة.. والإنسان المتطفل، ترى حواسه دائماً غير
هادئة… نظراته غير مستقرة، وغير محتشمة، وغير أمينة، وقد تكون مكشوفة يلاحظها
غيره.. وكذلك مسامعه.. وقدماه غير مستقرتين، يجول هنا وهناك، يسأل، أو يستمع، أو
يحشر نفسه بطريقة غير لائقة وسط أحاديث لم يُدعَ لها.. وقد يتدخل فى علاقات، ليس
من حقه أن يعرفها. ربما علاقات عائلية فى منتهى السرية، ربما علاقات بين زوج
وزوجته، أو بين صديقين أو صديقتين، أو أسرار خاصة بالعمل لا يجوز إفشاؤها.. وقد لا
يفيد من هذا كله شيئا. وقد لا يستطيع الاحتفاظ بسرية ما يسمع.. أما من جهتك أنت فى
التطفل، فنصيحتى لك هى:

1-
تعود أن تحترم خصوصيات غيرك. وأن تقتنع بأن لكل إنسان أسراره الخاصة التى لا يجب
أن يقولها حتى لأعز أصدقائه. كما أنك أنت أيضاً لك أسرارك.

2-
اسأل نفسك باستمرار: ما شأنى بهذا الأمر؟ ما هو حقى للتدخل فيه؟ قل هذا لنفسك،
بدلاً من أن يتجرأ غيرك فيقول لك، ويحرجك.

3-
ضع حدوداً للدالة فى علاقاتك بالآخرين.

4-
إن سألت أحداً عن شىء خاص به أو بغيره ووجدته غير مستعد للإجابة، أو فى أجاباته
تهرب أو محاولة لغلق الموضوع، فلا تلح عليه.

5-
لا تحاول أن تقرأ خطابات غيرك، أو تعبث فى كتبه أو أوراقه، وإن وقع فى يدك شىء من
هذا، فكن محتشماً، ولا تحاول أن تطلع على ما ليس من حقك.

6-
كن عفيف النظر، عفيف السمع، عفيف اليد.

7-
احرص على معارفك وأصدقائك، حتى لا تفقدهم بالتطفل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار