علم

أبيفانيوس أسقف سلاميس في التراث العربى المسيحي للأقباط



أبيفانيوس أسقف سلاميس في التراث العربى المسيحي للأقباط

أبيفانيوس
أسقف سلاميس في التراث العربى المسيحي للأقباط

جوزيف
موريس فلتس

 

مقدمة

حياته

ولد
بقرية فيساندوكى
Bhsando أو بيت صدوق، بالقرب من مدينة اليفثروبولس Eleuqeroup في غزة بفلسطين ما بين 310-312 ميلادية، من أبوين مسيحيين والبعض يرى
أنهم كانوا من أصول يهودية. في سن صغيرة ذهب ابيفانيوس إلى الأسكندرية للدراسة
لمدة قصيرة، وفي مصر تعرّف على رهبان الأديرة النساك، ولسنوات عديدة شاركهم حياتهم
النسكيّة وصراعهم ضد الآريوسية، وأيضًا شارك بعضهم موقفهم ضد تعاليم أوريجينوس
وعدم ارتياحهم للفلسفة اليونانية. والأهم من ذلك، تعلّم في الأسكندرية واقتنع
تمامًا بتعاليم القديس أثناسيوس الرسولى اللاهوتية معتبرًا إياه وطوال حياته أنه
هو مقياس التعاليم الأرثوذكسية.

 

لا
نعرف متى رجع إلى موطنه الأصلى وقريته، بيت صدوق التي أسس بها ديرًا وصار فيه
قسيسًا.

 

كان
ابيفانيوس يتحدث ويكتب باللغة اليونانية التي تعلّمها في المدرسة، وباللغة القبطية
التي سمعها من الرهبان في مصر، وبالسريانية التي كانت لغته الأم، بالإضافة إلى ذلك
كان يعرف العبرّية وبعض اللاتينية، ولهذا فقد أطلق عليه صديقه جيروم أو ايرونيموس
لقب: “ ذو الخمسة ألسنة
pent¦glwttoj
“ [1
] .

اشتهر
سريعًا بحياته النسكيّة وبعلمه وتشدّده وتمسكه بأرثوذكسيته، وأيضًا بمعرفته لدقائق
الأمور الكنسيّة في عصره.

 

لهذا
نراه في سنة 362 يتخذ موقفًا تجاه الانشقاق الذي حدث في إنطاكية، ويعترف ببفلينوس
أسقفًا لإنطاكية بدلاً من ميلتيوس. وكان دافعه في هذا أن بفلينوس يعضد بشدة مصطلح
أوموسيوس “
ÑmooÚsioj“، وبالتالى تعاليم أثناسيوس ضد الآريوسيين وخصوصًا أن أثناسيوس
كان على علاقة جيدة ببفلينوس واعترف به أسقفًا على إنطاكية.

 

كان
ابيفانيوس كثير السفر؛ زار بلادًا عديدة وأقام علاقات وطيدة مع مَن كانوا يعضدون
مجمع نيقية ويؤمنون بقانون الإيمان النيقاوى.

 

قبل
سنة 366م بقليل تواجد في قبرص حيث أقيم أسقفًا لسلاميس العاصمة في ذلك الوقت،
والتي كانت تسمى قنسطنطيا من عام إنشائها في 342م إلى العام الذي دمرها فيه العرب
في 648م.

 

نجح
ابيفانيوس كرئيس أساقفة لقبرص في عزل كنيسة قبرص عن كنيسة إنطاكية، التي كان
معظمها غير مؤيدين لمصطلح “أوموسيوس“ وتعاليم مجمع نيقية، وعمل على ربطها بشدة
بكنيسة الأسكندرية[2] التي كانت بواسطة أثناسيوس وراء هذا المصطلح وهذا التعليم
الذي دحض الفكر الآريوسى.

شجّع
ابيفانيوس الحياة الرهبانية في فلسطين، تلك الحياة التي أدخلها في الأساس القديس
إيلاريون (+371)، هذا ولم يتوقف ابيفانيوس عن رحلاته حتى بعد سيامته أسقفًا على
قبرص. فقد سافر إلى بلاد في أسيا، وخصوصًا إلى فلسطين؛ حيث الدير الذي كان قد
أنشأه بعد عودته من مصر والذي استمر على علاقة روحية وربما إدارية به. ورغم احترامه
وتقديره لشخص القديس أثناسيوس الرسول ولتعاليمه، إلاّ أنه قد اختلف معه بخصوص
تحديد موعد الاحتفال بعيد الفصح، كذلك نجده قد طلب من القديس باسيليوس الكبير
حوالى سنة 377م أن يؤيده في موقفه ويعترف ليس بميليتيوس، وإنما ببفلينوس أسقفًا
على إنطاكية. وفي هذين الموقفين نجد أنه لم يصل إلى ما كان يرجوه.

 

لم
يشترك ابيفانيوس في المجمع المسكونى الثانى سنة 381، حيث تبنى المجمع التعاليم
اللاهوتية للآباء الكبادوك وأيضًا عضّد المجمع موقفهم تجاه قضية إنطاكية. في عام
382 نجد أن ابيفانيوس قد رافق بفلينوس في رحلته إلى روما ليتم الاعتراف به من
قِبَل روما أسقفًا لإنطاكية.

 

هذا
ولقد واجه ابيفانيوس ليس فقط بكتاباته، بل بمواقفه الحادة؛ الهرطقات التي كانت
سائدة في عصره، مثل الآريوسية التي أدانها بشدة والأبولينارية، وأيضًا ماركيلو
أسقف انقرا. كما أنه اتهم ميليتوس الإنطاكى وكيرلس الأورشليمى بأنهما هراطقة إذ
يعتقدان بأن الابن مشابه للآب “
omoiousioj“ في الجوهر وليس مساوِ للآب “ÑmooÚsioj“ [3] في الجوهر، كما اتهم يوحنا الأورشليمى وآخرين من الذين كانوا
يقرأون كتابات أوريجينوس بأنهم يتبنون تعاليمه المتطرفة.

 

بين
سنوات 387م 392م وقعت الحادثة التي جعلت ابيفانيوس يعبّر عن اعتراضه على عادة رسم
الأيقونات. فقد دخل ذات مرّة إلى كنيسة في قرية انافلتا
An£blataبالقرب من الدير الذي كان قد أنشأه بقرية بيت
صادوق، فوجد هناك أيقونة معلّقة للسيد المسيح أو لأحد القديسين مرسومة على القماش.
على الفور وأمام يوحنا الأورشليمى قام ابيفانيوس بتمزيق الأيقونة وإدانة عادة رسم
الأيقونات. ويمكن للمرء أن يفهم الدافع الذي جعل ابيفانيوس يُقْدم على مثل هذا
التصرف عندما نعلم أنه في ذلك الوقت كانت صناعة التماثيل والصور للأوثان قد حُرمت
بالمرة بواسطة الإمبراطور ثيودسيوس الأول، فكيف كان من الممكن للمسيحيين أن يفعلوا
ما كان يحرمه القانون على الآخرين؟.

 

بعد
ذلك بقليل في عام 393م أثار ابيفانيوس رهبانًا كثيرين في فلسطين ضد الأسقف روفينوس
الذي كان يقيم بدير في جبل الزيتون، الذى أنشأته الإمبراطورة ميلانيا، وأمام كل
الرهبان والقساوسة الذين كانوا يعجبون بأوريجينوس ويقرأون كتاباته متأثرين في ذلك
ببعض رهبان أديرة وادى النطرون بمصر، أمام كل هؤلاء طلب ابيفانيوس عن طريق الراهب
اتيرفيوس ‘
Atšrbiojمن روفينوس
بطريقة مباشرة، ومن يوحنا أسقف أورشليم بطريقة غير مباشرة أن يدينوا أوريجينوس.
غير أن محاولاته لم تأت بنتيجة. حينذاك انتهز ابيفانيوس فرصة أعياد تدشين كنيسة
القيامة في أورشليم، وتحدث من على المنبر بكل وضوح عن هرطقة أوريجينوس وتعليمه،
وبعد ظهر نفس اليوم تحدث يوحنا الأورشليمى في نفس الكنيسة ضد المعترضين على هذه
التعاليم وأيضًا ضد مَن يعارضون أوريجينوس، وبالتالى كان الحديث موجه ضد ابيفانيوس.
كان هذا الحدث بداية الجولة الثانية من الصراع الأوريجانى في الكنيسة، والذي كان
قد بدأ في صحراء مصر. بعد ذلك مباشرةً حاول ابيفانيوس أن يظهر يوحنا الأورشليمى
كمتهم بتعاليم غير أرثوذكسية. غير أنه عندما فشل في هذا عاد إلى قبرص. وفي عام
394م رجع مرة أخرى إلى فلسطين، حيث قام بعمل غير قانونى في ايبارشية تتبع أسقفًا
آخر، مخالفًا بذلك قوانين مجمع نيقية في هذا الشأن. فقد ذهب إلى قريته وهناك أقام
بافليانو قسًا وهو شقيق صديقه جيروم (ايرونيموس) الذي صار هو أيضًا ضد تعاليم
أوريجينوس بعد أن كان مؤيدًا لها. غير أن الصراع الأوريجانى امتد واتخذ أبعادًا
واسعة شملت أشخاصًا آخرين.

 

حدث
هذا حوالى سنة 400م عندما أدان البابا ثيؤفيلس الاخوة الطوال بسبب أفكارهم
الأوريجانية، بعد أن عقد لهم مجمعًا في الأسكندرية، وطلب من كثيرين ومنهم
ابيفانيوس اتخاذ نفس الموقف. هذا ولقد أبدى ابيفانيوس استعدادًا لعقد مجمع في قبرص.

 

وهكذا
في عام 402م على الأحرى وبقرار مجمعى من كنيسة قبرص سافر ابيفانيوس رغم كبر سنه
إلى القسطنطينية والتي اعتبرها مركزًا للفكر الأوريجانى في ذلك الوقت لكى يقاوم أى
محاولات يقوم بها الاخوة الطوال الذين لجأوا إلى العاصمة القسطنطينية كى يقدموا
شكوى ضد البابا ثيوفيلس، ويطلبوا حماية ذهبى الفم. بمجرد وصول ابيفانيوس إلى
القسطنطينية أقام قداسًا إلهيًا، وفيه رسم شماسًا بدون إذن من ذهبى الفم أسقف
المدينة. ورغم مخالفة هذا الإجراء للقوانين الكنسيّة إلاّ أن ذهبى الفم رحب
باستضافة ابيفانيوس، غير أن الأخير رفض هذه الاستضافة بقوله أنه لا يمكن أن يقيم
مع شخص هرطوقى!! وفي محاولة ابيفانيوس إدانة الأوريجانية قام بالاتصال بالأساقفة
المتواجدين في العاصمة، والذين كانوا على خلاف مع ذهبى الفم، بل وهاجم من على منبر
كنيسة الرسل كل من أوريجينوس والاخوة الطوال ورئيس أساقفة المدينة نفسه ذهبى الفم.
حينذاك طلب ذهبى الفم منه أن يرحل عن العاصمة حيث أن تصرفه هذا غير قانونى وموقفه
العدائى قد تخطى كل الحدود التي لا يمكن أن يتحملها أسقف المكان، بل وشعب المدينة.
أدرك ابيفانيوس خطورة الأمر، فترك المدينة وأبحر بالمركب تجاه قبرص غير أنه انتقل
فى الطريق حوالى سنة 402م، ورغم رحيله إلاّ أن ما فعله قد زاد من حدة الموقف تجاه
ذهبى الفم، حيث انعقد بعد ذلك بقليل مجمع السنديانة (402) الذي حكم على ذهبى الفم
بالعزل، وبهذا انتهت الجولة الثانية من الصراع الأوريجاننى الذي اتعب الكنيسة
لفترة. هذا وتُعيد له الكنيسة القبطية اليوم السابع عشر من شهر بشنس.

 

مراجع
عن حياة ومواقف ابيفانيوس

مراجع
عن حياة ومواقف ابيفانيوس هى كتاباته نفسها وبعض المعلومات من كتابات معاصريه
وأيضًا أشياء مختصرة ذكرها المؤرخون الكنسيون سوزمين (تاريخ الكنيسة32: 6) وسقراط
المؤرخ (تاريخ الكنيسة 12: 614).

 

كتاباته

ترك
ابيفانيوس عددًا كبيرًا من الكتابات التي تعكس اهتماماته وطبيعة شخصيته، بل وأيضًا
عدم مقدرته على الخوض في أمور لاهوتية معقدة. كما أنها توضح فهمه الموسوعى للقضايا
اللاهوتية والكنسيّة في عصره. وعلى وجه العموم اهتم ابيفانيوس بموضوعات عديدة
بدءًا من عقيدة الثالوث الأقدس، وحتى موضوع المعايير والأوزان في العهد القديم،
وهذا يعكس معرفته واهتماماته الواسعة.

 

كتب
ابيفانيوس باللغة اليونانية مستخدمًا لهجة العامة “
koin»
“ تلك اللهجة الشعبية والمقروءة من الكل. وطريقة كتاباته، لا يميزها أمر بعينه بل
يغيب عنها الجمال اللغوى والحس الأدبى، وهذا يرجع لحد ما إلى لغته الأم كانت هى
اللغة السريانية، ذلك لأنه تعلّم اليونانية في المدرسة وفي نفس الوقت كان لا يهتم
بالمرة بالدراسات الكلاسيكية اليونانية. وفي هذا الأمر يعتبر ابيفانيوس هو الأقل
في المستوى الثقافى من كل الكتّاب الكنسّيين العظماء في عصره. ومع كل هذا تبقى
كتاباته ذات أهمية عظيمة لما فيها من مادة غزيرة.

 

فقد
كانت له كتابات ضد الهرطقات؛ مثل كتاب “الهوجل“ وكتاب “خزانة الأدوية“، وضد
الأيقونات وأيضًا كتابات ومداخل تفسيرية مثل “عن المعايير والأوزان في العهد
القديم“ وعن “الأحجار الكريمة الاثنى عشر“، وأيضًا بعض الرسائل.

 

الرسائل:

 إلى
يوسابيوس وماركيلون وآخرين: يوجد منها بعض الشذرات حيث يتضح فيها رأى ابيفانيوس
بأن العشاء السرى كان يوم الثلاثاء وليس يوم الخميس الكبير.

 

2
إلى الكنيسة في الجزيرة العربية (366-373) هى رسالة طويلة ذكرها أيضًا في كتابه
البناريون (2: 52-78) عن أن العذراء مريم لم تعرف رجلاً بعد ميلادها للسيد المسيح.

 

3
إلى قساوسة مصر: يوجد منها خمس شذرات باللغة السريانية كُتبت على الأرجح بين
الأعوام 375-380 وهى ضد أفكار ذورثيوس الأبولينارى.

 

4
إلى الإمبراطور ثيودوسيوس (379-395) يوجد منها 13 شذرة وهى ضد عادة رسم الأيقونات
وتكريمها.

 

5
إلى يوحنا الأورشليمى: وتوجد في ترجمة لاتينية قام بها ايرونيموس (جيروم). وهى
تحمل رقم 51 ضمن رسائل جيروم.

 

6
هناك أيضًا رسالة صغيرة منه لجيروم وثلاث رسائل أخرى له.

 

الهوجل:
AgkurwtÒj(المرساة)

بناء
على طلب مسيحى سويدرا
Soušdrwn بمقاطعة بامفيلية، والذين كانوا يعانوا من الهرطقة المعروفة
بمحاربى الروح القدس
pneumatom£coi، كتب ابيفانيوس في سنة 373 هذا الكتاب الذي أسماه الهوجل أو الهلب
أو المرساة، وفيه استعرض إيمان الكنيسة وتعاليمها كمرساه للإنسان، وسط العواصف
التي تثيرها تعاليم الهراطقة وهجومهم على الإيمان المسيحى.

 

هذا
الكتاب يشمل 120 فصلاً مختصرًا وهو يعتبر نص عقيدى دفاعى. مقدمة هذا الكتاب عبارة
عن رسالتين من مسيحى سويدرا يطلبون فيها تفسيرًا وشرحًا وافيًا للإيمان الحقيقى
بالثالوث القدوس والروح القدس. وبخلاف هذه المقدمة يحوى الكتاب ثلاث أقسام:

 

القسم
الأول (فصول 274) يتناول فيها التعليم عن الثالوث الأقدس والرد على تعاليم
الآريوسية وتعاليم محاربة الروح، كما أنه يوضح وحدة الجوهر الإلهى للأقانيم
الثلاثة ويشدّد على أن الابن والروح القدس هما واحد في الجوهر مع الآب. وهو في هذا
يستخدم كثيرًا من آيات الكتاب المقدس وكتابات آباء الكنيسة، وأيضًا يستشهد بما
تمارسه الكنيسة في ليتورجياتها، وذلك بالإشارة إلى ما يجرى في المعمودية،حيث تتم
على اسم الثالوث الأقدس وأيضًا يشير إلى الثلاثة تقديسات.

 

وفي
القسم الثانى (فصول75-100) يشرح بعض العقائد الأساسية في الكنيسة مثل عقيدة تجسد
الابن الوحيد، وعقيدة قيامة الأجساد كما تؤمن بها الكنيسة في مقابل الآراء الخاطئة
لكل من أبوليناريوس وأوريجينوس.

 

والقسم
الثالث (فصول 101-118) له طابع دفاعى حيث يدعو المؤمنين فيه، كى يبشروا الأمم
كاشفًا المعتقدات الباطلة لكل من الأمم واليهود ومشايعى كل من مانى وماركيون.

 

وينتهى
الكتاب بنصين لقانون الإيمان ينصح ابيفانيوس باستخدامهما (فصول 119-120) أحدهما
قصير والآخر طويل.

 

والنصين
يوضحان أن الإضافة التي جرت على نص قانون إيمان نيقية والتي أقرها المجمع الثانى
بخصوص عقيدة الروح القدس والكنيسة، كانت بالفعل ومنذ سنوات عديدة مستخدمة في
الكنيسة.

 

بالنسبة
للنص القصير لقانون الإيمان، فعلى حسب ما يذكر ابيفانيوس كان يجب على كل موعوظ
أرثوذكسى أن يتلوه عند معموديته، وكان هذا يتم في كل الكنائس الشرقية منذ مجمع
نيقية وحتى سنة 373م.

 

هذا
النص بالتحديد يشابه نص قانون الإيمان الذي اعتمده المجمع في القسطنطينية سنة 381م.

أما
النص الطويل فتوجد به تحديدات إيمانية عقائدية ضد تعاليم كل من أبوليناريوس
ومقدونيوس.

 

والنصين
يشملان أيضًا الحرومات التي أقرها مجمع نيقية، وإن كان النص الطويل يذكر تلك
الحرومات بشئ من التطويل.

 

وهنا
ربما سيبدو من الغريب أن يُعطى المجمع المسكونى الثانى، مثل هذا التقدير لنص كُتب
بواسطة شخص رفض أن يشارك في أعمال المجمع كما سبق القول (وبالتالى لم يكن هناك من
يقدم هذا النص للمجمع على أنه هو الذي كتبه).

 

لقد
كان ابيفانيوس خصمًا للرئيس الأول للمجمع ميلتيوس أسقف إنطاكية وفاترًا تجاه رئيسه
الثانى ق. غريغوريوس اللاهوتى، ثم بعد ذلك قاوم القرارات الإدارية للمجمع.

 

غير
أنه من المحتمل أن يكون هناك سببًا لوجود نص قانون الإيمان الذي أقره المجمع
الثانى في نهاية كتاب الهوجل. هذا السبب يفترض أن هذا النص قد أُدخل على نص الكتاب
في وقت لاحق لسنة 381م بدلاً من نص آخر كان موجودًا من قبل في الكتاب، وكان
يُستخدم في كنيسة قبرص.

 

3
البناريون:
pan£rion (خزانة الأدوية)

من
أهم كتابات ابيفانيوس كتاب البناريون. هذا الكتاب يشمل عرض منهجى للهرطقات بنظام
استعراض لتاريخ الأديان. العنوان الكامل لهذا الكتاب هو “ خزانة الأدوية “[4]، إذ
هو يقدم ترياقًا لشفاء الذين لدغتهم حيّة الهرطقة ويحمى ويحصن هؤلاء الذين ظلوا في
الإيمان.

 

والكتاب
يُعتبر المرجع الأساسى عن الهرطقات في الكنيسة الأولى، إذ يحوى معلومات أكثر من
الكتابات الشبيهة التي كُتبت من قبله، عن الهرطقات مثل كتابات يوستين الشهيد
وايريناؤس وهيبوليوس وأيضًا من كتابات فيلاتيروس وأغسطينوس وثيودويت وابسويدو
ترتليان وابسويدو جيروم، التي كُتبت بعده. فقد كتب له اثنان من القساوسة الرهبان
هما أكاكيوس وبافلوس من سوريا[5] طالبين مشورته بسبب تعذر زيارتهم له. أجابهم
ابيفانيوس برسالة، وجمع هذا الكتاب في سنة 376م وكان قد بدأ فيه من قبل ذلك بأعوام،
إذ أنه كان قد سبق أن ذكر في كتابه السابق الهوجل أن رقم الهرطقات قد بلغت ثمانين
هرطقة[6]. هذا ولقد انتهى ابيفانيوس من كتابة هذا الكتاب في عام 377[7]. هذا العمل
هو الأكبر من بين كل الكتابات التي كُتبت ضد الهرطقات، والمحفوظة حتى الآن. يشمل
هذا العمل ثلاث كتب وسبع أجزاء[8] والأعداد 7،3 هى أعداد مقدسة عند ابيفانيوس.

 

وعدد
الهرطقات 80 ربما كان يرمز إلى الثمانون “ سُرّيّة “ أمام الملكة المختارة
المذكورة في سفر نشيد الأنشاد8: 6. ومصطلح هرطقة هنا له معنى واسع، إذ هو لا يختص
فقط بالديانات، بل بالفلسفات والعادات الاجتماعية.

 

الهرطقات
من 120 تنتمى إلى عصر ما قبل المسيحية، وتشمل البربريين والسكثيين واليونانيين
واليهود. بعد ذلك يفند 60 هرطقة خاصة بالحقبة المسيحية، وكان قد سبق وذكر هذه
الهرطقات في كتابه الهوجل.

 

ومع
بداية الهرطقة 64 يبدأ ابيفانيوس الهجوم على تعاليم أوريجينوس وآريوس وماركيون
وأشباه الآريوسيين ومحاربى الروح القدس وهرطقات أخرى في عصره.

 

وفي
وصفه للبدع التي سبقت عصره والرد عليها يستخدم ابيفانيوس كتابات كل من يوستين
الشهيد وايريناؤس “ ضد الهرطقات “ وأيضًا بشكل أساسى كتاب هيبوليتوس “ الدستور “
غير أنه كان يجهل كتابه الآخر “ضد كل الهرطقات“، أما بالنسبة لهرطقات عصره في
القرن الرابع فلقد كان يستعين ببعض الكتابات البسيطة عنها، بالإضافة إلى خبرته
الشخصية ومعلوماته الخاصة. لهذا فإن هذا الجزء الأخير هو الأكثر أهمية.

 

وفي
نهاية الكتاب يستخلص الكاتب، أن الكنيسة الجامعة هى وحدها التي تملك التقليد
الأصيل وأن القساوسة القانونيين هم وحدهم الذين يعبّرون عن هذا التقليد بطريقة
مستقيمة. ونفع هذا الكتاب عظيم جدًا، إذ عن طريقه يمكننا معرفة تاريخ الهرطقات في
الكنيسة، نظرًا لما فيه من معلومات كثيرة، حتى وإن كانت في بعض الأحيان غير دقيقة.
علاوة على أنه يحفظ لنا بعض النصوص والكتابات التي فقدت أصولها، ولا يوجد أى مصدر
آخر لها أو هى مجهولة تمامًا بالنسبة لنا مثل إنجيل ماركيون، رسالة مجمع أنظر سنة
358 ورسالة بطليموس الغنوسى إلى فلوران.

 

4
عن المعايير والأوزان
per…
mštrwn ka… staqmîn
.

 

هذا
العنوان لا يتفق مع كل محتوى الكتاب، فالواقع أن هذا الكتاب عبارة عن نوع من
المقدمات غير الكاملة للعهد القديم. وحسب المقدمة الموجودة في الترجمة السريانية
للنص، فإنه في عام 392 طلب القس الإيرانى الموجود في القسطنطينية، من ابيفانيوس
الذي كان هو أيضًا هناك، أن يكتب له بحثًا عن المعايير والأوزان. غير أن ابيفانيوس
كان لديه مادة جاهزة عن العهد الجديد، فأرفقها بهذا البحث. وهذا الكتاب ينقسم إلى
ثلاث أجزاء:

 

1
عن شريعة العهد القديم وترجماته العديدة.

2
عن المعايير والأوزان.

3
عن أماكن كتابية في فلسطين.

 

الجزء
الأول وبعض أجزاء من الجزء الثانى موجود بلغته الأصلية اليونانية[9]. كما يوجد
النص الكامل لهذا العمل مترجمًا إلى اللغة السريانية وقام
LagardDe
بنشرها. وأيضًا توجد بعض شذرات مترجمة إلى اللغة الأرمنية والقبطية (اللهجة
الصعيدية).

 

 

5
عن الأحجار الثمينة الاثنى عشر

per… tîn Dèdeka l…qwn
tîn Óntwn ™n to…j stolismo…j tÒn Aarèn

العنوان
الكامل هو: “ عن الأحجار الاثنى عشر التي تزّين حلّة هارون “ وفي هذا الكتاب يصف
ابيفانيوس هذه الأحجار ويوضح استعمالها ويعطى لكل منها تفسيرًا رمزيًا (رغم أنه
كان لا يُفضل هذه الطريقة في التفسير)، ويرى أنها ترمز إلى أسباط إسرائيل الاثنى
عشر.

 

كتب
هذا الكتاب عام 393م بناء على طلب ديودور الطرسوسى. ونسخة من هذا الكتاب، أُعطيت
بواسطة ابيفانيوس إلى ايرونيموس في فلسطين في سنة 394. نَصَّان مُختصران من هذا
الكتاب محفوظان في لغتهما الأصلية[10] وجزء كبير منه يوجد في ترجمة لاتينية[11].

 

6
مختصر للهرطقات[12]

هذا
الكتاب هو اختصار لكتاب البناريون (خزانة الأدوية)، وفيه بيان تفصيلى للهرطقات،
وكما في نهاية كتاب البناريون، يوجد أيضًا في نهاية هذا الكتاب مقال عن “ الكلمة
الحقيقى، وعن الإيمان والكنيسة الجامعة الرسولية “[13]. وغالبًا، فإن هذا المقال
ليس من النصوص الأصلية لأبيفانيوس.

 

إن
كل ما كان يهدف إليه ابيفانيوس بهذا النوع من الكتابات، هو أن يحفظ الإيمان
المسيحى كما صيغ بواسطة الأنبياء والرسل والآباء. ولم يكن لديه أى تقدير للفلسفة
اليونانية وخصوصًا أنه نشأ في وسط مجتمع ذوى ثقافة سامية في فلسطين. وفي تقديره
هذا نجده يتتبع بالنقد لمن كانوا يتكلمون عن الهرطقات.

 

فالهرطقات
كما كان هؤلاء يقولون لها جذور في الفلسفة اليونانية ليس هذا فقط بل أيضًا في
تعاليم أوريجينوس الذي يعتمد على الفكر اليونانى أيضًا. وعند ابيفانيوس فإن المرجع
الأساسى للإيمان المسيحى، هو فقط الكتاب المقدس وتقليد الكنيسة، وذلك لأن الله
استعلن لنا ليس في الكتاب المقدس فقط بل وأيضًا في الكنيسة. “ فالرسل لم يسلّموا
الكتاب فقط بل وأيضًا التقليد “[14]. والمحور الأساسى في تعاليم ابيفانيوس هو أن “
الله واحد، في أقنوم الآب الحقيقى، وأقنوم الابن الكامل، وأقنوم الروح القدس
الكامل، ألوهية واحدة “[15].

 

أما
عن تعاليمه الخريستولوجية، فقد كان يحارب الفكر الأبولينارى، وكان يعلّم بأن المسيح
هو “مع أنه ولد من الله الآب بغير بداية قبل كل الدهور، إلاّ أنه ظهر في الجسد
مولودًا من مريم العذراء“[16].

 

ابيفانيوس
في التراث العربى للأقباط

يحفظ
لنا التراث العربى المسيحى للأقباط بعضًا من كتابات ابيفانيوس الهامة. وأبو
البركات هو أول مَن ذكر لنا عن كتابات ابيفانيوس المعروفة لدى الأقباط حيث يقول: “
له كتاب الهوجل وقيل إنما هذا الاسم الأوجل وهو قبطيًا
eucal
ومعناه المرسى يشمل على ..[17] واكسيمارس في شرح الستة أيام الأولى“ [18].

 

ثم
يذكر جورج جراف عددًا من المخطوطات للأعمال الآتية لأبيفانيوس:

1
الهوجل

2
البناريون

3
الاثنى عشر حجر الثمين

ثم
يشير إلى عدد آخر من الأعمال المنسوبة إلى ابيفانيوس مثل:

1
كتاب الإيمان 2 دحض هرطقة ابوليناريوس

وعدد
كبير من المخطوطات لعظات منسوبة له أيضًا مثل:

1
عن عيد الميلاد. 2 عن أحد الشعانين.

3
عن نزول نفس المسيح إلى الجحيم. 4 عن دفن السيد المسيح.

5
الجمعة العظيمة. 6 الطب الروحانى.

7
الصوم وأسبوع الآلام. 8 الدفاع عن صحة الكتاب المقدس.

وأخيرًا
يذكر مجادلة له مع اليهود في (9) أسئلة وأجوبة. كما يشير إلى أن سيرة حياة
ابيفانيوس التي سجلها أحد تلاميذه قد تُرجمت في مخطوط يرجع إلى القرن التاسع
الميلادى[19]. ويعود جراف إلى ذكر اسم ابيفانيوس وكتاباته، من بين أسماء الآباء
وكتاباتهم الذين ترد أعمالهم في مخطوط اعتراف الآباء حيث يسجل تحت اسم ابيفانيوس،
والذي يدعوه أسقف “قبرس “ أن له في هذا المخطوط خمسة عشر قولاً من كتابه الكبير
“المرساه“، وقولاً واحدًا من كتابه عن الاثنى عشر حجر ثمين[20]، ويحدد مكانها.

 

ابيفانيوس
في مخطوط اعتراف الآباء

سنكتفى
في هذا المقال بالبحث في كتابات وتعاليم ابيفانيوس الواردة في مخطوط اعتراف الآباء
رقم (196) لاهوت بالمتحف القبطى. جراف (111) سميكة (53) من ص (
v)62 إلى ص (r)71

 

كيف
يرد اسمه في المخطوط؟

يرد
اسم ابيفانيوس لأول مرة في المخطوط هكذا “ القديس ابيفانيوس أسقف قبرس” ثم يرد في
المرات التالية هكذا “ القديس ابيفانيوس » بدون ذكر مكان سيامته أسقفًا، كما يسبق
اسمه أحيانًا صفة “ المعلّم ”.

 

اسم
ووصف كتاب ال’
AgkurwtÕj

معظم
الأقوال الواردة في مخطوط اعتراف الآباء هى من كتاب ‘
AgkurwtÕj الذي يصفه المخطوط بأنه “ كتابه الكبير ” ويذكر أن هذه الأقوال من
الكتاب المسمى ” المرسا ” وأحيانًا يذكر أن هذا القول من “ الكتاب الكبير المسمى
الهوجل وتفسيره المرسا ”.

 

محتوى
كتابات ابيفانيوس في مخطوط اعتراف الآباء

لمّا
كان كتاب اعتراف الآباء كما تشير مقدمته هو “ شرح اعتقاد كل منهم في الأمانة
المقدسة مما نطق به الروح القدس على ألسنتهم في الثالوث المقدس، وتجسد الكلمة أحد
الأقانيم، وفي الاتحاد والرد على المخالفين ” لهذا كانت النصوص المختارة من كتابات
ابيفانيوس هى التي توضح هذه “ الأمانة المقدسة” أو بمعنى آخر توضح تعاليمه
اللاهوتية، فيما يخص هذه العقائد، وبما يوافق عقيدة الكنيسة التي ينتمى إليها واضع
مخطوط اعتراف الآباء كما سنرى عند تحليل هذه النصوص.

 

تعاليمه
اللاهوتية من خلال نصوص اعتراف الآباء

 

تناولت
هذه النصوص التعاليم الآتية:

1
ألوهية الابن المتجسد ومساواته للآب في الجوهر من حيث الطبيعة الإلهية ومساواته
لنا في الجوهر من حيث الطبيعة البشرية. ففي تعليقه على قول السيد المسيح لتلاميذه
“ إلهى وإلهكم ”، “ أبى وأبيكم ” يقول ابيفانيوس “ من أجل جوهر لاهوته قال أبى ومن
أجل تفضله على تلاميذه قال أبوكم من جهة طبيعة تلاميذه الشبيهة بطبع ناسوته. قال
إلهى الذي هو إلهكم.

 

الله
الآب أبو ربنا بجوهره وهو أبو التلاميذ بتفضله. الله الآب هو الإله (هكذا) الابن
من أجل تجسده، وهو أبوه من أجل لاهوتيته الأزلية التي لا توصف ”. فالكلمة المتجسد
له ولادتين، ولادة أزلية من الآب قبل كل الدهور وولادة ثانية في الزمن من الروح
القدس ومن العذراء مريم، فيقول: “ هو أبوه بالحقيقة وليس له ابتداء ولا له انتهاء،
ثم وجب الآب أن يقول إلهى (هكذا) من جهة محبته لنا من عند الله أبيه قبل الدهور،
ولد الآب الكلمة الذي ليس له ابتداء ولا انتهى (هكذا)، وفي آخر الزمان ولد بالجسد
من العذراء مريم بالروح القدس ”.

 

وفي
موضع آخر يقول: “ ولأجل هذا سمى حسن الاثنين هو الاه وهو إنسان وليس تعرفه الناس
لأنه غير مدروك وهو بالحقيقة إنسان من مريم بلا مباضعة ولا زريعة لبشر ”.

 

2
التجسد كان تجسدًا حقيقيًا

وفي
رده على بدعة الخياليين الذين عَلَّموا بأن الكلمة لم يتخذ جسدًا حقيقيًا بل جسدًا
خياليًا يقول ابيفانيوس “ من أجل هذا أبطل جميع خصومات الهراطقة وجميع فكر
المناثيين، لما أكل وشرب، وبيّن بالفعل أنه تجسد بالحقيقة » وفي موضع آخر يقول “
بَيَّن له جسدًا بالحقيقة وليس هو متشبه، وعطش بالحقيقة ليًعْلِّم أن جسده بنفس
ناطقة لأن لاهوته لا يعطش قط وإنما عطش وتعب لما مشي ليظهر حقيقة تأنسه ”.

 

3
الكلمة اتحد بطبيعة بشرية ذو نفس عاقلة. وهنا يرد على بدعة أبوليناريوس القائلة
بأن المسيح اتخذ طبيعة بشرية مجردة من النفس العاقلة.

 

والمخطوط
يشير إلى أن هذه البدعة تسمى “ شيعة القياسين » وهم الذين “ يقولون إن ابن الله
بلا نفس ناطقة ” ويرد ابيفانيوس عليهم قائلاً أن الله الكلمة “ تأنس بنفس ناطقة
وكمل كل ما للناس ما خلا الخطية مثلما ينال النفس والجسد، الذي هو التعب والعطش
والجوع والحزن والبكاء ” ويدّلل على كمال بشرية السيد المسيح باستخدام آيات من
العهد القديم والجديد مشيرًا إلى آية داود النبى في المزمور الخامس عشر “ لم تترك
نفسي في الجحيم ولم تدع صفيك يرى الفساد ” إذ هى تدل على “اجتماع النفس والجسد الذي
للإنسان الذي لبسه الرب ليكون فيه الفهم والمعرفة ثابت”. ويعلّق ابيفانيوس أيضًا
على كلمات السيد المسيح التي وردت في إنجيل يوحنا إصحاح 14: 10 موضحًا أنها تشير
إلى نفس المسيح البشرية فيقول: “ والرب المخلّص أيضًا يقول أن لى سلطان على نفسي
بأن أضعها وأن آخذها وأيضًا قال أنا الراعى الصالح وأنا أضع نفسى عن خرافى ”.
وأيضًا يرى ابيفانيوس في قول المسيح “ أنا نفس حزينة “ تأكيدًا على كمال طبيعة
السيد المسيح البشرية وبعدما يسوق آيات كثيرة من العهد الجديد يختم بقوله “ فاعلم
يقينًا أن للرب نفسًا وجسدًا كاملاً ”.

 

4
التجسد لم يغير من طبيعة الكلمة الإلهية:

بتجسد
الله الكلمة، اتحدت الطبيعة الإلهية بالطبيعة البشرية الكاملة “ قبل الاعراض
البشرية ماخلا الخطية لأن اللاهوت لم يناله نقصًا في جوهره، ولا نالته الآلام في
ذاته، أن يعطش أو يجوع أو يعيا.. نحن نعلم أن المخلّص تألم بالجسد وهو غير متألم
بجوهر لاهوته. هو الكلمة الذي نزل من السماء وصار بجسده على الأرض ”.

 

5
اتحاد الطبيعة البشرية بالطبيعة الإلهية في شخص المسيح الواحد:

بسبب
الاتحاد الأقنومى للطبيعتين الإلهية والبشرية في شخص المسيح الواحد، فإن الآلام
التي وقعت على الطبيعة البشرية قد احتسبها الكلمة أنها له ولهذا فهى آلامًا خلاصية،
أى أنه بآلامه نلنا نحن الخلاص؛ فيقول ابيفانيوس “ لأنه بإرادته احتسب الآلام أنها
له… هكذا تألم بالجسد ولم ينال لاهوته ألم بل هو نسب الآلام أنها له، إذ نالته
في جسده الإلهى لأن اللاهوت متحد بالجسد ليكون الخلاص لنا بلاهوته المتحد بجسده ”.

 

===

[1]Ierwnumou: contra Rufinum 2,22.3-6.

[2]
وهذا يفسر لنا قدم العلاقة بين الكنيستين والتي استمرت بعد ذلك ونشطت بشكل واضح في
القرون الوسطى. راجع مقال د. جودت جبرة: جريدة وطنى الأحد 27/1/2002 ص 15.

[3]
الفرق بين المصطلحين هو حرف (
i) في المصطلح الأول.

[4]
PG. TÒmoi 41,42.

[5]
خطاب الرهبان لأبيفانيوس يمثل المقدمة الأولى في هذا الكتاب ورد أبيفانيوس هو
المقدمة الثانية أنظر
PG 41.155-158.

[6]
الهوجل: فصل 13،12 أنظر أيضًا المقدمة الثانية من كتاب البناريون.

[7]
أنظر فصل 20: 66

[8]
الكتاب الأول 3 أجزاء والثانى والثالث كل منهما في جزئين.

[9]
PG 43, 237-294.

[10]
PG 43, 293-304.

[11]
PG 43, 305-366.

[12]
PG 42, 833-886.

[13]
PG 42,773-778.

[14]
بناريون 6: 61

[15]
بناريون 4: 57 فقرة 10

[16]
بناريون3: 544

[17]
هنا يوجد فراغ في المخطوط.

[18]
شمس الرئاسة أبو البركات المعروف بابنه كبر: مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة. نشر
سمير خليل اليسوعى. مكتبة الكاروز. القاهرة 1971 ج 1. ص 295.

[19]
Georg Graf: Geschichte der
christichen arabischen Literatur, studi e testi 118, Citta del vaticano. Erster
Band 1994.P.356-358
.

[20]
Georg Graf: Zwei dogmatische
florilegien der kopten: B.Das Bekenntnis Der väter. In Orientalia
Christiana Periodica, vol III, Roma, 128, 1937, p.377-378
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار