المسيحية

آراء علماء وفلاسفة الإسلام في القرن العشرين



آراء علماء وفلاسفة الإسلام في القرن العشرين

آراء علماء وفلاسفة الإسلام في القرن
العشرين

1.           
 نرى العقاد فى شرحه لإعتقاد النصارى فى ذات الله يقول:

[“إن الأقانيم جوهر واحد. وإن “الكلمة”
و”الآب” وجود واحد. وإنك حين تقول “الآب” لا تدل على ذات
منفصلة عن “الإبن” لأنه لا انفصال ولا تركيب فى الذات الإلهية “.

وقد علق المؤلف على هذا
فقال:

لقد عرف الأستاذ العقاد
إعتقادنا فى ذات الله، إلى حد بعيد، فنحن نؤمن حقاً أن الأقانيم
جوهر واحد وأنه
لا انفصال لأحدهم عن الآخر على الإطلاق، لأنهم ذات الله، وذات الله غير قابلة
للتجزئة أو الانقسام، وذلك لعدم وجود تركيب فيها على الاطلاق
.]([i])

وقال العقاد أيضا ً: المسيح جاء
بصورة جميلة للذات الإلهية
.([ii])

ويعلق عوض سمعان على
هذه العبارة قائلاً:

وصورة جميلة
للذات الإلهية يراد بها فى المفهوم المسيحى صورة كاملة لذاته. وصورة مثل هذه لا
يمكن أن يأتى بها إلا الله نفسه، لأنه ليس له شريك أو شبيه حتى يستطيع أن يعلن
ذاته تعالى
*..([iii])

2.           
 ونرى المستشار د. ممدوح
توفيق
** فى شرحه لاعتقاد النصارى يقول:

” وفى اللاهوت المسيحى المقدس كما صوره بولس الرسول – ثلاثة
أقانيم- الآب والإبن والروح القدس. وهم وإن كانوا ثلاثة معانٍ إلا أنهم فى
ضميرالانسان المؤمن إله واحد، وجوهر واحد، لأنه لا انفصال بين الله وكلمته
وروحه
، ونحن له
جميعاً مسلمون، وهذا هو سر عقيدة التثليث. قال موسى بن ميمون الفيلسوف اليهودى
الكبير: ” لا يظن أن تلك الأسرار العظيمة معلومة إلى غايتها عند أحد منا
“.(
[iv])

3.           
 ونرى أحمد عبد المعطى
حجازى يقول
:

]
نحن نعرف أن المسيحيين الأرثوذكس عامة والأقباط خاصة موحدون، لا يفصلون فى
المسيح بين طبيعته البشرية وطبيعته الإلهية كما يفعل الكاثوليك، بل يعتقدون أنه
طبيعة واحدة تجمع بين الكلمة والجسد أو بين الله والإنسان، وهذا هو المذهب المعروف
بالمونوفيزم
*..

وفي موضع آخر يقول: “فالمسيحية
دين توحيد. والتثليث فيها لا يعني الكثرة أو التعدد، وإنما يشير إلى الصور
المختلفة للحقيقة الواحدة، فهي بهذا المعنَى شبيهة بفهم الذات الإلهية وتعدد
صفاتها، فالصفات هي عين الذات كما يقول المعتزلة” [
([v])

4.           
 ونرى د. محمد أركون**.. عندما يتكلم عن موقف
الإسلام من أهل الكتاب وأنبيائهم يقول
:

” أهل الكتاب تلقوا الوحى من خلال أنبياء معترف بهم ومبجلين
مثل إبراهيم وموسى.. أما عيسى بن مريم فله مكانة خاصة: إنه”
كلمة الله ***، ولكنه ليس ابن الله ولم
يصلب بحسب القرآن “.(
[vi])

5.           
 ويقول د. طه حسين****:

” وقد قرر القرآن الكريم أن المسيح عيسى بن مريم رجل لا
كالرجال
، لم يلده أب وإنما هو كلمة الله وروح منه ألقاها إلى
مريم.

وقال عن اليهود: وزعمهم
أنهم قتلوا المسيح بن مريم رسول الله، وما كان لكلمة الله أن ت
ُقتَل وما كان
لروح من الله أن ي
ُصلب*****.([vii])

ملحوظة: قال د. طه
حسين عن المسيح عيسى بن مريم “إنما هو كلمة الله وروح منه”.. ثم نفى
وأنكر القتل عن كلمة الله وروح منه
مؤكداً استحالة
ذلك بقوله “
وما كان لكلمة الله أن تقتل
وما كان لروح الله أن يصلب
“. فماذا تعني الاستحالة عند طه
حسين؟!!

يمكن القول إن
“فلاناً” لم يمُت، ولكن لا يمكن القول إن موته مستحيل إلا إذا كان
إلهاً!!

6.           
 عقيدة
النصارى عند المستشار سعيد العشماوى
: (انظر مصدر 111)

بعد كل ذلك نجد من يقول:
سمى المسيح بهذا الاسم (كلمة الله) لأنه صدر عن كلمة
هي “كن” ******!!

 

.. الرد..

‌أ.                  
لو أن الموضوع كذلك – كان أولى بهذا الاسم (كلمة
الله): “آدم”، فهو أول من قال له الله: “كن” وأول من صدر عن
كلمة هى “
كن “.

‌ب.                  
يخبرنا القرآن فى (الأعراف/73- 78) أن ناقة
ولدت من حجر

وليس
من كائن حى بكلمة “كن” فهل تم تسميتها (كلمة الله)؟
!

‌ج.                  
 الدواب والحشرات والميكروبات كلها صادرة عن
كلمة “كن” فهل تسمت (كلمة الله)؟

‌د.       
إذا رجعنا لقول الملائكة فى (آل عمران/45) نجد
قولهم: “.. إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ..”
– فهل عجزت الملائكة عن القول: يا
مريم إن
الله يبشرك بغلام اسمه المسيح مثلما حدث مع زكريا في بشارته بيحيى (آل عمران/39).
ولماذا لم يَقُل في (مريم/7) يا زكريا إنا نبشرك بكلمة مِنّا اسمه يحيى بدلاً من
غلام اسمه يحيى؟!
فالكل مخلوق بكلمة هي “كُنْ”.

ه. تعجب الصحابة الشديد
من لقب المسيح “كلمة الله” باعتباره أعجب من لقب خليل الله، ولقب كل
يم الله يوضح معناها
وأنها ليست هى لفظة “كن” ويؤكد ذلك أن النبى لم يعترض على تعجبهم ولم
ينكره بل

أقره!
(أنظر النقطة [7/ج])
. لو لقب ” كلمة الله ” – بسبب أن المسيح صدر عن
كلمة هي ” كن ” – ما أنكر الخوارج والمعتزلة قدم كلام الله – باعتبار
أنه يؤدي إلى قِدَم المسيح (أزليته) – وبالتالي يؤدي إلى صحة عقيدة التثليث
النصرانية!! (مصدر 101، 102)

و. وأخيراً.. لو كان
المسيح سمى “كلمة الله” لأنه صدر عن اللفظة “كن” فلماذا قام
الله بتطهير مريم من كل دنس قبل إلقاء كلمته إليها؟ (أنظر النقطة [2/ ب]).

لذلك اعتبر محمد أركون
لقب “كلمة الله” مكانة خاصة للمسيح – وليس لفظة هى “كن” –
مكانة تفوق مكانة الأنبياء المُبَجَّلين مثل ابراهيم “خليل الله”، وموسى
“كليم الله”! (أنظر النقطة (4
) السابقة).

لذلك أيضاً نفى طه حسين
الموت عن “كلمة الله” التى ألقيت إلى مريم لاستحالة ذلك
– فى الوقت
الذى نرى فيه أن جميع من صدروا عن كلمة “كن” يموتون أو يجوز عليهم الموت
من آدم وحتى اليوم!(أنظر النقطة (5
) السابقة).

نستنتج إذاً.. أن
المسيح سمى “كلمة الله” ليس لأنه صدر عن كلمة هى “كن”- لا- بل
سمى كذلك لأن
ه
الصورة
المنظورة لله غير المنظور”. (كولوسى1: 15)
كما أن الكلمة هي
الصورة المنظورة للعقل غير المنظور.. أو كما أن
الكلمة تجسيد للعقل غير
المنظور وتعبير كامل عن حقيقته
.

وضح الآن – معنى أن
المسيح “كلمة الله” ووضحت علاقة الكلمة بالذات وأنها علاقة قديمة أزلية-
لأنه يستحيل أن يكون قد مر وقت على الله كان فيه بدون “كلمة” ثم خلق
كلمته فكانت. فالله (غير متغير)
á ولا يستجد
عليه شي
ء. لذلك قال
أحمد عبد المعطي حجازي: “كان المسيح عيسى ابن مريم هو ذاته كلمة
الله”
**

يقول الفيلسوف الإسلامى
ابن رشد:

” إن الأديان
جميعاً هى على الحق بسبب من أنها تحث على الفضائل، مع ضرورة تأويل أصولها وأركانها
على نحو حسن”. (
[viii])

فلماذا نُؤوِّل التثليث
المسيحي على وجه غير حسن هكذا:

 الآب + الكلمة (الإبن)
+ الروح القدس = ثلاثة آلهة

لأن 1 + 1 + 1
= ثلاثة

ولماذا لا نُأَوِّلُه
على وجه حسن هكذا:

 الآب × الكلمة (الإبن)
× الروح القدس = واحد

أى 1 x
1
x 1 = واحد

خاصة وأن النصارى تُقِرّ
وتقول فى قانون الإيمان “
بالحقيقة نؤمن بإله
واحد

“، وتقول فى نهاية البسملة – إله واحد..
والآيات في
الكتاب كثيرة ومتضافرة على أن الله واحد
***.

المسيح نفسه قال: ”
صدقوني أنا فِ
ي الآب والآب فِيَّ “.
(يوحنا14: 11) – يعنى واحد وليس اثنين!!

وقال أيضاً: ” أنا
والآب واحد


(يوحنا10: 30)
.

الإمام الغزالى أَوَّل
العقيدة المسيحية هكذا:

1 + 1 + 1 = ثلاثة

ولم يُأَوِّلها: 1 x
1
x 1 = واحد

لذلك قال عبارته
الشهيرة:

” لولا عقيدة
التثليث وإنكار الرسالة المحمدية لكانت المسيحية هى التعبيرالخالص عن الحق“.(
[ix])

هل نسي الغزالي الأية (35)
من سورة النور والتي تقول: ” الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها
مصباح المصباح في زجاجة..”

أي مصباح × زجاجة ×
مشكاة – فهل يقصد القرآن أن الله النور مثل المصباح والزجاجة والمشكاة مجتمعين (1
+1+1 =3) أم يقصد مصباح × زجاجة × مشكاة أي 1×1 ×1 = 1؟!



* معلوم أن “كل بني آدم
خطاؤون”، ذوو نفس أمّارة بالسوء، يجري الشيطان منهم مجرى الدم، لذلك لا
يستطيع ابن آدم أن يأتي بصورة جميلة للذات الإلهية.

** مفكر مُسلِم .

* المونوفيزم = الطبيعة الواحدة

** أستاذ مؤرخ بجامعة السوربون ( أنظر
مصادر رقم 103)

*** كتبها د. أركون هكذا بخط مشدد .

**** يلقب بـ “عميد الأدب
العربى”.

وقد ذكر عنه أنور الجندي ( دار الاعتصام ) أنه تعمد في إحدى كنائس فرنسا – مصدر
رقم 134 .

***** المسيحيون يؤمنون بأن الصلب والقتل
لم يقع على اللاهوت (
الكلمة) لأنه غير قابل لذلك ، إنما وقع
على الناسوت(
جسد يسوع الانسانى المتحد باللاهوت ) .

****** جريدة الأخبار – 8/5/1992م

á أنظر
يعقوب الأولى :17

** انظر جريدة الأهرام 23/1/2002م

*** ارجع للكتاب المقدس .



[i] كتاب الله – عوض سمعان –
مصدر سابق – ص207 .

[ii] عباس محمود العقاد – كتاب
الله – ص112 – نهضة مصر للطباعة والنشر – الفجالة – طبعة ثانية 1997م .

[iii] كتاب الله – عوض سمعان –
مصدر سابق – ص66 .

[iv] جريدة الأهرام – 19 / 11 /
1979م .

[v] جريدة الأهرام – 1 / 1 /
1997م
،
9 / 6 / 2002م

[vi] الفكر الاسلامى- نقد
واجتهاد – د. محمد أركون – ترجمة وتعليق هاشم صالح – ص144 – دار الساقى – بيروت –
لبنان – الطبعة الثالثة 1998م . الترقيم الدولى
I.S.B.N
1 85516 1

.

[vii] كتاب مرآة الاسلام – ص75-
طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب 1994م – ويلقب د. طه حسين بـ “عميد الأدب
العربى” . وأنور الجندى فى كتابه طه حسين وفكره فى ميزان الاسلام
)
دار الاعتصام
– دار النصر للطباعة الاسلامية – توزيع
الأهرام
– رقم الإيداع 5624/ 1977 ترقيم
دولى
I.S.B.N. 977- 7052- 20-0 طبعة ثانية 1397هـ- 1977م ( ذكر أن طه حسين تعمد فى إحدى كنائس فرنسا وانسلخ من الاسلام من
سنين وذلك نقلاً عن مجلة النهضة الفكرية (1

/
11
/ 1932م )

[viii] طيب تيزينى – النص القرآنى
… – ج5 – مصدر سابق – ص278 .

[ix] حسين أحمد أمين – دليل
المسلم الحزين – مصدر سابق – ص88 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار