هل المسيحية دين دماء وأشلاء
هل المسيحية دين دماء وأشلاء
(1) سؤال: اتهم دكتور
زغلول النجار المسيحية بأنها ديانة الدماء والأشلاء؟
فما هو ردك على ذلك؟
الإجابة: لقد
قال الدكتور
زغلول النجار:
1 تعرضت (كتب الوحي
السابقة) إلى التحريف… والتزييف … مما أخرج تلك الرسالات السماوية السابقة عن
إطارها الرباني، … وجعلها عاجزة عن هداية أتباعها،
2 (وختم افتراءاته هذه
بقوله): وهذا هو السبب الحقيقي من وراء المظالم العديدة التي تجتاح مختلف بقاع الأرض اليوم
وتغرقها في بحار من الدماء والأشلاء والخراب والدمار”
(2) سؤال: هذا ما قاله
بالفعل، فما هو ردك؟
الإجابة:
1 لماذا لم يورد
الدكتور زغلول البرهان والدليل على صحة ما
يدعيه إن كان صادقا؟
2 أين الآيات التي تحض
على القتال في الإنجيل؟
3 بل على العكس فإن
الكتاب المقدس [إنجيل المسيحيين] الذي بين أيادينا الآن الذي يقول عنه النجار أنه
محرف ويحُضُّ على القتال والدماء والأشلاء، يذخر بآيات السلام والحب والتسامح.
(3) سؤال: هل يمكن أن
تذكر لنا بعض تلك الآيات التي تتكلم عن السلام؟
الإجابة:
1 (مت 5: 38) “سمعتم
أنه قيل عين بعين وسن بسن، وأما أنا فأقول
لكم لا تقاوموا الشر بالشر، بل من لطمك
على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا”
(مت 5: 21و22) “قد
سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل ومن قتل
يكون مستوجب الحكم. وأما أنا فأقول لكم إن كل من يغضب
على أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم”
(مت 5: 44) “أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم
وصلوا لأجل الذين يسيئونم إليكم ويطردونكم”
(4) سؤال: الكتاب
المقدس فعلا مليء بالآيات التي تتكلم عن الحب والسلام والتسامح.
2 ولكن ربما أن النجار
يقول أن عن العهد القديم فيه آيات تحض على
القتل. فما هو رأيك؟
الإجابة:
أولا: إن كان يقصد
العهد القديم فلماذا قال (كتب الوحي السابقة، فشمل الإنجيل أيضا؟)
ثانيا: وردا على اتهام
العهد القديم يجب أن نفهم أن العهد القديم هو عهد
الناموس لا عهد النعمة:
1 ومعنى عهد الناموس أي
عهد القانون، قانون العقوبات.
2 فالبشرية كانت في طفولة روحية، لا تفهم أبعاد النعمة.
3 تماما كالطفل الذي
يُنهى عن اللعب بالنار، يكفي أن نحذره بأن
ذلك يؤدي إلى الحريق، ونُعاقبه إذا عاد، ولا نستطيع أن نشرح له تفاصيل أكثر من ذلك،
لأنه لا يفهم، ولكن عندما ينضج يستطيع أن
يفهم السبب، ويكون أقدر على تفادي الخطر من نفسه.
4 كان العهد القديم عهد العقوبات على الخطايا، ولكن جاء العهد الجديد عهد النعمة لعلاج كل الخطايا.
5 لهذا قال السيد
المسيح جئت لأكمل الناموس.
6 وإلا إذا كان العهد
القديم كاملا، فما الداعي لمجيء المسيح.
7 إعطاء المسيح للإنجيل
ليس معناه أن العهد القديم خطأن بل أن المسيح أكمله فقد كان ينقصه النعمة.
(5) سؤال: لماذا
لم يكن هناك نعمة في العهد القديم؟
الإجابة:
1 لا ننسى أن آدم ونسله في العهد القديم كانوا خارج الجنة، مطردين [اهبطا منها جميعا]
2 وكان ينبغي أولا أن ترفع عنهم هذه العقوبة ولا يتم ذلك إلا بالكفارة والفداء حتى تُوْهَب
لهم النعمة.
2 والبشرية لم تكن مؤهلة لتقبل فكرة
الفداء، فكان هذا التمهيد
حتميا في العهد القديم بالرموز والنبوات لإعداد الفكر البشري لتقبل حقيقة التجسد
والفداء.
3 ولما تم الفداء، اصبح
الإنسان أهلا لتقبل النعمة.
4 وبهذا استطاع الإنسان بفعل
النعمة أن يتغلب على عجزه
ونقائصة ويحيا بشريعة المسيح في سلام دون حروب.
(6) سؤال: إذن، وبصرف
النظر عن كل هذا، فإنك تقر أنه كانت هناك حروب في
العهد القديم.
2 فلماذا تعترض على
الحروب التي في الإسلام؟
الإجابة:
1 لقد ذكرتُ في حلقات
سابقة عدد الآيات القرآنية الأحاديث
النبوية التي تحض على القتل وسفك الدماء.
2 35213
كلمة عن القتل والجهاد والاغتيال والحرب!!!.
3 مثال: (التوبة 29) “قاتلوا الذين لا
يؤمنون بالله واليوم الآخر … ولا يدينون دين الحق من الذين أوتو الكتاب حتى
يوفوا الجزية عن يد وهم صاغرون”
4 (الأنفال 12) “سَأُلْقِي فِي
قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا
فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ”
5 صحيح
البخارى
(باب الإيمان حديث رقم 25) عن ابن عمر عن رسول الله قال:
“أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وإن محمداً رسول الله”
(الاتقان ص 511)
6 والتاريخ
الإسلامى [الردة في الإسلام: حسن غريب ص145]
أنه نهر من الدماء!! ومثال ذلك تصور حرب
حدثت بين على بن أبى طالب وعائشة ” واقعة الجمل قُتِل
15 ألف شخص من الطرفين.
(7) سؤال: إذن ما الفرق بين حروب العهد القديم والحروب الإسلامية؟
الإجابة:
1 لم تكن حروب العهد
القديم لنشر الدين اليهودي، فهو دين غير
دعوي أو تبشيري إلى يومنا هذا.
* بعكس الدين الإسلامي الذي انتشر
بالسيف والحروب (دائرة المعارف
الإسلامية ج 11 ص 3245) “الجهاد هو
نشر الإسلام بالسيف، وهو فرض كفاية (أي جماعي) على المسلمين كافة”
2 وكذلك لم تكن حروب
العهد القديم حروبا استعمارية، بل دفاعية.
* بعكس الإسلام الذي
انتشر واستعمر كل البلدان بالحروب وحد السيف فيما أسمُوه “بالفتوحات الإسلامية” أي الغزو الإسلامي، أو الاستعمار الإسلامي.
(8) سؤال: تقول أن
الحرول اليهودية كانت دفاعية، وهذا ما يقال أيضا عن الحروب الإسلامية. فما هي المشكلة؟
الإجابة:
(1) الادعاء بأن الحروب الإسلامية كانت دفاعية كرد فعل للمعتدين
وفي سبيل ذلك يستشهدون ببعض الآيات
المنسوخة مثل:
1 (سورة البقرة 190) “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم، ولا
تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين”
2 ولكن يقول
(ابن كثير في تفسيره): “هَذِهِ أَوَّل آيَة نَزَلَتْ فِي الْقِتَال
بِالْمَدِينَةِ فَلَمَّا نَزَلَتْ كَانَ رَسُول اللَّه يُقَاتِل مَنْ قَاتَلَهُ
وَيَكُفّ عَمَّنْ كَفَّ عَنْهُ حَتَّى نَزَلَتْ
سُورَة بَرَاءَة.
(2) (سورة
براءة 5) “إذا
انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين”
آية السيف التي نسخت آيات السلم:
1 (كتاب
الإتقان للسيوطي ص527): قال ابن العربي “كل ما في القرآن من الصفح عن
الكفار والتولي والإعراض والكف عنهم منسوخ بآية السيف
وهي: (التوبة 5) “إذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين” وهذه الآية نسخت مائة وأربعة وعشرين آية (124 آية).
2 (الناسخ والمنسوخ لابن سلامة ص 8) “قوله تعالى:
“لا إِكراهَ في الَّدين”. جميعها نسخت بآية
السيف“
3 (تفسير القرطبي 2639) “آيات المهادنة
والموادعة كلها منسوخة بآية السيف”
(9) سؤال: هل أتت فكرة الحروب في الفترة المدنية فجأة لتنسخ آيات السلم المكية؟
الإجابة: لا أعتقد
ذلك، بدليل ما جاء في:
(موقع الأزهر على الإنترنيت: بقلم د. عبد الله
جمال الدين، باب مفاهيم إسلامية مادة الجيش): “مر الجيش الإسلامي بأربعة أدوار:
* دور الحشد:
ويبدأ
من البعثة حتى الهجرة إلى المدينة المنورة.
* دور
الدفاع عن العقيدة: ويبدأ من الإذن بالقتال إلى غزوة الخندق.
* دور
التعرض: ويبدا
من غزوة الخندق إلى حنين، وفي هذا الدور انتشر الإسلام في الجزيرة العربية كلها.
* دور
التكامل: ويبدأ
من حنين إلى وفاة النبي، وفيه مد المسلمون أبصارهم خارج الجزيرة العربية في غزوة
تبوك سنة 9 ه / 630م.
(10) سؤال: 1 هذا أمر
عجيب حقا.
2 أتريد أن تعلق على هذا الموضوع بشئ قبل أن ننتقل إلى الموضوع
الروحي؟
الإجابة:
1 تعليقي هو سؤال أوجه للدكتور
زغلول: أفبعد كل هذا يفترى بأن المسيحية
هي ديانة الدماء والأشلاء؟!
2 مشكلة محمد
بقرآنه هي أنه أتى بعد عهد النعمة، وتجاهل
تماما شريعة المسيح التي أكملت ناموس
العهد القديم، فأصبح لا محل له من الإعراب في الإسلام.