لا تصدقوا كل تعليم أو نبوة تقال
سلام في روح المحبة والاتضاع
أيها الأحباء لا تصدقوا كل كلام يقال شكله روحي وفيه تأملات عميقة حلوة أو نبوات عن المستقبل القريب أو البعيد. أو حتى تصدقوا أي كلام ينتشر باسم الوعود الإلهية أو حتى التأديبات، لأن هناك فرق عظيم بين إنسان يحمل رسالة الله ويقدمها للناس حسب قصده من أجل أن يدخلوا في التدبير الخلاصي متذوقين حياة الشركة مع الله والقديسين في النور، وبين إنسان آخر يندفع حسب حالته النفسية ليقدم للناس ما هو حسب ظنونه واعتقاده، لأن هناك إنسان عنده رجاء حي بيسوع المسيح ربنا، وهناك آخر متفائل أو متشائم.
الإنسان المتفائل دائماً يحب التشجيع نفسه أولاً ومن ثم الآخرين، فحينما يقرأ الكتاب المقدس يرى الوعود الإلهية المجيدة ويركز عليها ويقدمها للناس كأنها لهُ ولهم، وبذلك يحيا – هو أولاً – في وهم أن الوعد لهُ من الله كما أنه للناس الذي يقدم لهم هذا التعليم التفاؤلي، وبذلك يرتاح ويُريح الناس نفسياً، لكن روحياً لا هو أخذ وعد من الله فعلياً ولا الناس تمتعت بالوعد الإلهي على وجه الإطلاق، بل الكل سار في دائرة نفسية وظنون فكرية تحت مُسمى التفاؤل.
كما أنه يوجد عينة أُخرى وهو المتشائم وهو الذي يرى دائماً أمام عينيه الدينونة ويحمل رسالة اسمها الهلاك ودائماً ما يركز على اللعنات وأن جميعكم كذلك تهلكون، ويبث تعليم عن التأديبات الإلهية بالكوارث الطبيعة والأوبئة والفيروسات، ويدعم هذا كله مؤيداً فكرته التشاؤمية بتصيد الآيات للتخويف والترهيب، ظناً منه أنه يقود الناس إلى التوبة والصلاح، غير عالم أن عنده حوَّل في عيني ذهنه يحتاج علاج سريع.
أيها الأحباء اعلموا يقيناً أن هذه العينات (التفاؤلية والتشاؤمية) ليس لهم أي علاقة بالمسيحة ولا الكتاب المقدس، لأننا لا نتفاءل ولا نتشاءم، لأن الكتاب المقدس والمسيحية ترتكز على التدبير الخلاصي ومواجهة النفس مع الله لتتبرر وتغتسل وتتقدس، لكي ترتفع لمجد ملكوت الابن الحبيب.
وحياتنا المسيحة حياة واقعية تبدأ هنا على الأرض بلقاء خاص واقعي مع شخص المسيح القيامة والحياة وتمتد بنا إلى الأبدية لأننا نحيا معه إلى الأبد، والإنسان المسيحي الحقيقي ليس عنده لا تفاؤل ولا تشاؤم بل رجاء حي بقيامة يسوع من بين الأموات، كما أن الوعود الإلهية عنده ليست هي التي يقرأها ويعرفها ويسمع عنها بسمع الأُذن أو يدرسها على مستوى سطحي أو حتى عميق، بل الذي يسمعها من فم الله في قلبه بالروح في مخدعه، فنحن لا نقدم تعليم تفاؤلي لراحة النفس في العالم الحاضر أو حتى نرهبها باسم التوبة لكي نرغم كل إنسان على أنه يتوب وبذلك نعتقد أننا صنعنا فيه خيراً عظيماً، بل نحن نبشر بيسوع المسيح مثل المرأة التي تركت جرتها لتنادي الجميع تعالوا وانظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت، أو نُنادي قائلين وجدنا مسيا، أو نذهب فرحين كالمرأة التي بررها المسيح بعدما كانت سترجم.. الخ
فيا محبي المسيح وحياة التقوى والقداسة اعلموا يقيناً أن الرب قريب من كل واحد وليس ببعيد فالمسيح الذي خلصنا دعانا للحياة الأبدية طالباً أن نعطيه قلبنا وهو يقودنا لينابيع الخلاص متمماً فينا إرادة الآب حسب القصد المعلن في إنجيل خلاصنا، فلا تنقادوا وراء تأملات الناس مهما ما كان عمقها ومفرحة ومريحة لنفسيتكم، ولا تهتموا بتفاؤلهم أو تشاؤمهم، لأن كل هذه تندرج تحت اسم الوثن، لأنه وهم عظيم حينما يدخل في فكر الإنسان يجعله مُغيب عن الواقع عائشاً في الوهم حتى أنه ينخدع في الرؤيا فيعبد آخر غير الله الحي ويحيا في حالة من الظلمة متخبطاً لا يعرف يمينه من يساره، فانتبهوا أرجوكم وتعلموا الإنجيل من الله طالبين أن يفتح ذهنكم لتفهموا الكتب ولا تنقادوا بتعليم الأردياء الممزقين نفسياً أو حتى المتفائلين ويحيون في النهاية حسب الجسد، لأن لنا راحة عظيمة في المسيح يسوع ربنا حينما نتوب ونؤمن به آمين