كينونة الآب وحده وعقل الإبن وحياة الروح القدس
كينونة الآب
وحده وعقل الإبن وحياة الروح القدس
هل
يمكننا أن نقول إن الكينونة فى الثالوث القدوس قاصرة على الآب وحده؟
والعقل
قاصر على الإبن وحده؟
والحياة
قاصرة على الروح القدس وحده؟
لا..
لا يمكننا أن نقول هكذا، فينبغى أن نلاحظ أنه طبقاً لتعاليم الآباء فإن الكينونة
أو الجوهر ليس قاصراً على الآب وحده.
ففى
قداس القديس غريغوريوس النزينزى نخاطب الإبن ونقول:
“أيها
الكائن الذى كان والدائم إلى الأبد”
لأن
الآب له كينونة حقيقية وهو الأصل فى الكينونة بالنسبة للإبن والروح القدس، والإبن
ل كينونة حقيقية بالولادة الأزلية، والروح القدس له كينونة حقيقية بالإنبثاق
الأزلى، ولكن ليس الواحد منهم منفصلاً فى كينونته أو جوهره عن الآخرين.
+
وكذلك العقل ليس قاصراً على الإبن وحده، لأن الآب له صفة العقل والإبن له صفة
العقل والروح القدس له صفة العقل، لأن هذه الصفة من صفات الجوهر الإلهى.
وكما
قال القديس أثناسيوس:
+
“إن صفات الآب هى بعينها صفات الإبن إلا صفة واحدة وهى أن الآب آب والإبن إبن.
ثم
لماذا تكون صفات الآب هى بعينها صفات الإبن؟ إلا لكون الإبن هو من الآب وحاملاً
لذات جوهر الآب”.
ولكننا
نقول أن الإبن هو الكلمة “اللوغوس” أو العقل المولود أو العقل المنطوق
به، أما مصدر العقل المولود فهو الآب.
+
وبالنسبة لخاصية الحياة فهى أيضاً ليست قاصرة على الروح القدس وحده لأن الآب له
صفة الحياة والإبن له صفة الحياة والروح القدس له صفة الحياة، لأن الحياة هى من
صفات الجوهر الإلهى.. والسيد المسيح قال:
“كما
أن الآب له حياة فى ذاته كذلك أعطى الإبن أيضاً أن تكون له حياة فى ذاته”
“يو
26: 5”.
وقيل
عن السيد المسيح بإعتباره كلمة الله:
“فيه
كانت الحياة” “يو 4: 1”.
ولكن
الروح القدس نظراً لأنه هو الذى يمنح الحياة للخليقة لذلك قيل عنه أنه هو:
(الرب
المحيى) “حسب قانون الإيمان والقداس الكيرلسى”، وكذلك أنه هو (رازق
الحياة) أو (معطى الحياة) “حسب صلاة الساعة الثالثة”.
+
من الخطورة أن ننسب الكينونة إلى الآب وحده، والعقل للإبن وحده، والحياة إلى الروح
القدس وحده لأننا فى هذه الحالة نقسم الجوهر الإلهى الواحد إلى ثلاث جواهر مختلفة.
أو
ربما يؤدى الأمر إلى أن ننسب الجوهر إلى الآب وحده “طالما أن له وحده
الكينونة” وبهذا ننفى الجوهر عن الإبن والروح القدس، أو نلغى كينونتيهما
ويتحولان بذلك إلى صفات لإقنوم إلهى وحيد هو إقنوم الآب.