عقيدة آباء الكنيسة فى ذات الله وصفاته

عقيدة آباء الكنيسة فى
ذات الله وصفاته

قال السيد المسيح: ”
اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس”(متى28: 19)
يلاحظ قوله “باسم” ولم يقل بأسماء.

وقال يوحنا الرسول
(الحوارى): ” فإن الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة الآب والكلمة (الإبن) والروح
القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد” (رسالة يوحنا الأولى 5: 7).

ويقول يعقوب الرسول: ”
أنت تؤمن أن الله واحد. حسناً تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون ” (رسالة
يعقوب 2: 19).

وقانون الإيمان المسيحى
الذى يؤمن به جميع المسيحيين على اختلاف طوائفهم يبدأ بالآتى: ” بالحقيقة
نؤمن بإله واحد.. “.

إذاً فالمسيحيون يؤمنون
بإله واحد.. والمشكلة هى كيف أن الله واحد فى ثلاثة (واحد فى الجوهر مثلث
الأقانيم)!!

شرح عدد من آباء
الكنيسة معنى الأقانيم فى الذات الإلهية فقالوا: إنها خواص أو صفات للذات
الإلهية.

وقال بعضهم أن الله
أحدى الذات مثلث الصفات، وهذه الصفات صفات ذاتية تقوم عليها الذات الإلهية.

ولزيادة التوضيح
استخدموا لفظاً آخر أخذوه من اليونانية بنطقه اليونانى للدلالة على الأقانيم
وقيامها فى الجوهر الإلهى أو الذات الإلهية ويكتب باللاتينية HYPOSTASIS، وكما هو واضح يتألف من مقطعين HYPO أى تحت، ثم STASIS أى قيام أو
كيان. واللفظ يعنى ما يقوم به الكيان أو ما يقوم عليه الكيان.

فالأقانيم صفات ذاتية
يقوم عليها الجوهر الإلهى([i])

يستدل من ذلك أن
البسملة المسيحية: ” باسم الآب والإبن والروح القدس إله واحد” تدل
على الذات وعلى الصفات.

وطالما أنّ هذه الصفات
ذاتية يقوم عليها الجوهر الإلهي.. إذن فهي قديمة أزلية.

قد يقول البعض: هل الصفات
ثلاثة فقط؟ أين
الصفات الأخرى كالمحبة والعدل والرحمة.. إلخ؟

الرد: الآب (أصل
الوجود)، والكلمة (العقل)، والروح القدس (الحياة). صفات ذاتية يقوم عليها الجوهر الإلهى
وبدونها لا يكون للجوهر الإلهى كيان أو قيام.

أما بقية الصفات
فتتبعهم أو بمعنى آخر بقية الصفات نابعة من الصفات الذاتية الثلاث.

مثال للتوضيح: الإنسان..
يُعَرّف بأنه
حيوان ناطق (عاقل)، ولا نستطيع أن نضيف صفة أخرى مثل العدل ونقول: حيوان ناطق عادل،
لأنه يوجد انسان عادل وآخر ظالم.. وهكذا فالصفات الذاتية للإنسان التى يقوم عليها
كيانه أنه حيوان ناطق (عاقل) أما بقية الصفات فنابعة من كونه حى وعاقل.

لذلك قال البعض أن صفات
الذات غير صفات الفعل.([ii])