خاتمة
خاتمة
لقد كانت حادثة
ظهور روح صموئيل النبى لشاول الملك عند عرافة عين دور، من الحوادث المثيرة بالكتاب
المقدس، وتعددت فيها آراء المفسرين وحيرت الكثيرين ما بين مؤيد ومعارض بإختلاف
مذاهبهم المسيحية، ولعل ذلك قد يرجع إلى عدم الإلمام الكامل بكل أسفار الكتاب المقدس
وبما فيها الأسفار القانونية الثانية، لأنه كما نعلم أن سفر يشوع بن سيراخ كواحد
من الأسفار القانونية الثانية التى تؤمن بها الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية
كوحى إلهى قد أكد أنها كانت روح صموئيل النبى.
وبالتالى
مجرد ذكر ذلك الحدث فى سفر يشوع بن سيراخ والتأكيد على أنها كانت روح صموئيل النبى
التى ظهرت لشاول الملك عند عرافة عين دور، يجعل الموضوع محتوماً ومنتهياً، ولا
مجال حتى لتفسير الآية “ومن بعد رقاده تنبأ واخبر
الملك بوفاته ورفع من الأرض صوته بالنبوءة لمحو إثم الشعب” بأنها فى مناسبة أخرى ظهرت فيها روح صموئيل النبى، ولم
يدونها الوحى فهذا غير مقبول.
ولكن مشكلة البعض
أن سفر يشوع بن سيراخ لا تؤمن به بعض الطوائف الأخرى كوحى إلهى، وحتى إذا تم
الإقرار بأنها كانت روح صموئيل النبى ولنفس الفئة والآراء المؤيدة لذلك، فقد يوجد أيضاً
من يعارض أو يتحفظ على الكيفية والمناسبة التى ظهرت فيها روح صموئيل النبى، وكيف
أن الله يسمح بظهور روح نبى عظيم كصموئيل النبى فى هذا المكان المثير للشكوك عند
عرافة تستدعى الجان وتستدعى أرواح الموتى. ولذلك إعتقد البعض الآخر، أنها كانت روح
شيطانية حضرت بأمر العرافة وإدعت أنها روح صموئيل النبى عندما خاطبت شاول الملك.
ولذلك جاء هذا
الكتاب ليجيب على الأسئلة والشكوك العديدة والغموض المحيط بهذا الموضوع. ويؤكد
بالدليل الكتابى من الوحى الإلهى سواء من سفر صموئيل الأول أو باقى أسفار الكتاب
المقدس، بأن روح صموئيل النبى هى التى ظهرت لشاول الملك عند عرافة عين دور وبسماح
من الرب. وينفى شك البعض بأنه هل سمح الرب بهذا لكى يقيم عثرة للشعب؟، ولكننا
وجدنا أن العكس والنقيض تماماً هو الذى حدث، فالرب سمح بذلك لكى يمنع إقامة عثرة
حقيقية للشعب.
وتجلت مشيئة الرب
فى تبديد وإبطال المشورة الشيطانية بين شاول والعرافة، والتى كان يمكن لها أن تسبب
عثرة للشعب، بقولهم إستطاعت العرافة إصعاد روح النبى العظيم صموئيل وهى فى الواقع
لا تعدو كونها روح شيطانية كانت ستنتحل شخصية صموئيل، وهنا كانت ستكمن العثرة
الحقيقية، التى منعها الرب، فجاء ظهور صموئيل النبى متوافقاً فى نفس الوقت مع إرادة
الله فإكتمل العمل الإلهى.
ولإلهنا
كل المجد والكرامة إلى الأبد
أمين