الله هو الخالق فهل السيد المسيح هو الخالق؟

الله
هو الخالق فهل السيد المسيح هو الخالق؟
قال
المحاور غير المؤمن: اعتقد انك لن تتجاسر وتقول ان السيد المسيح هو
الخالق. إلست معي في ذلك؟
قلت
بنعمة الرب: بل اطالبك بأن تسحب كلمتك هذه فهو فعلاً الخالق لكل شئ في
الوجود.
قال
المحاور الغير مؤمن: اهل تدرك معني كلمه الخلق؟
قلت
بنعمة الرب: الخلق هو إيجاد شئ لم يكن موجوداً، وتكوين لغير كائن، وإبداع
من العدم. وهو من أبرز الأعمال الإلهية التي يتميز بها الله وينفرد بها، بلا شريك
ولامزاحم. لذلك يكني عنه (بالخالق)، دون ظهور اسمه صراحة.
و
الله وحده هو الخالق لجميع الكائنات بلا استثناء، ويعتبر نسبة الخلق لإنسان، نوعاً
من الكفر والإلحاد والإشرك بالله، وهذا أمر ترفضه المسيحية ويحاربه كل من التوارة
والإنحيل.
ومن
الناحية العلمية، المعروف أن العلماء لا يخلقون، ولكنهم يكتشفون أشياء جديدة كانت
موجودة ومجهولة، أو يبتكرون نظرية أو يخترعون جهازاً أو تركيباً معيناً بصورة
جديدة، ولكن من مواد موجودة يشكلونها ويطورنها حسب أفكارهم. وإنما لا يستطيعون خلق
مادة من العدم.
وهذا
أمر مسلم به عملياً أيضاً، أن الإنسان لايستطيع أن يخلق شعرة واحدة بيضاء أو سوداء
من لاشئ. وقد عبر السيد المسيح عن ذلك بقوله: ” ولاتحلف براسك لأنك لاتقدر أن
تصنع شعرة واحدة بيضاء أو سوداء” (متي 5: 36).
أن
قانون الإيمان الأثوذكسي- النيقوي- والذي تؤمن به المسيحية بجميع طوائفها ومذاهبها
ومللها، يقرر بأن السيد المسيح غير مخلوق وأنه هو خالق الجميع. فهو يبدأ هكذا
(بالحقيقة نؤمن بإله واحد الله الآب، ضابط الكل، خالق السماء والأرض مايري
ومالايري. نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل
الدهور، نور من نور، اله حق من إله حق. مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر الذي
به كل شئ الخ00
قال
المحاور الغير مؤمن: ومن اين استقي هذا القانون النيقاوي بنوده؟
قلت
بنعمة الرب: من الكتاب المقدس بعهديه كما سأوضح لك هناك نبوات العهد
القديم تنسب الخلق لأقنوم الابن(السيد المسيح): وفي أمثال سليمان يقول عن السيد
المسيح – ممثلاً في (الحكمة)00كما في إنحيل يوحنا ممثلاً في (الكلمة)- ” منذ
الأزل مسحت منذ البدء. لما ثبت السموات، كنت هناك أنا، لما رسم دائرة علي وجه
الغمر، لما أثبت السحب من فوق، لما تشددت ينابيع الغمر، لما وضع للبحر حده فلا
تتعدي المياه تجمعه، لما رسم أسس الأرض، كنت عنده صانعاً ” (أم 8: 23- 31).
كما
أن العهد الجديد يشهد للسيد المسيح انه الخالق ومن أمثله ذلك قولاً وفعلاً الآتي:
استهل إنحيل يوحنا كلامه عن السيد المسيح بالقول: ” في البدء كان الكلمة00كل
شئ به كان، وبغيره لم يكن شئ مما كان ” (يو 1: 1، 3).
وتقول
الرسالة إلي أفسس ” لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد
سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها ” (أف 2: 10).
”
الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا، الذي هو صورة الله غير المنظورة، بكر كل
خليقة. فانه فيه خلق الكل، ما في السموات وما علي الأرض ما يري، مالا يري سواء كان
عروشا أم سيادات أم رياسات إم سلاطين. الكل به وله قد خلق. الذي هو قبل كل شئ وفيه
يقوم الكل ” (كو 1: 14- 17).
”
الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديماً00كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه
الذي جعله وارثا لكل شئ الذي به أيضاً عمل العالمين، الذي وهو بهاء مجده ورسم
جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، بعد ماصنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس في
يمين العظمة في الأعالي” (عبرانين 1).. “شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون
باكورة من خلائقه ” (يع 1: 18).
والسيد
المسيح في خلاصه يخلق الإنسان الخاطئ الذي يؤمن به، خليقة جديدة، فيبرره ويطهره
ويحرره ويقدسه، ويغير حياته وأفكاره وأقواله وأعماله وعاداته وآماله وأهدافه.
وبذلك يجعله مستحقاً للوصف بأنه (إنسان الله) (2تي 3: 17) أو (المخلوق بحسب الله)
(أف 4: 23) وفي هذا المعني يقول: (إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء
العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديداً) (2 كو 5: 17).
وفي
معجزة إشباع الجموع الذين كان عددهم نحو خمسة آلاف رجل عدا النساء
والأطفال من خمس خبزات وسمكتين ظهرت قدرة الرب يسوع الخلاقة، إذ تضمنت بركته
عمليات متكررة من خلق ألوف الأرغفة والأسماك (مت 14: 14- 21، مت 15: 32- 38، لو 9:
11- 18، يو 6: 1- 15).
صاحب
السلطان علي الارقام: في هذه المعجزة نقف أمام الأرقام فنجد أكثر من
خمسة الآف نسمة، ونجد خمسة أرغفه وسمكتين أي مايشبع غلاماً واحداً وأذا فكرنا ماهي
الكمية التي تشبع العدد الذي أمامنا فأننا نحتاج إلي عملية حسابية دقيقة بالارقام
ولكن لأن الله له سلطان علي الارقام، فهو خالق الاعداد والارقام، يستطيع ان يجعل 5
+ 2 = مايحتاجه خمسة الاف ونساء وأطفال ذلك لأنه الله، فالمسيح عندما يكثر (5 + 2)
إلي أكثر مما يحتاجه خمسة آلاف وأكثر أنما يثبت لنا أن له سلطاناً علي الارقام،
وبذلك يعلن أنه الله
معجزة
شفاء المولود اعمي: هذه المعجزه تتحدي العلم والعلماء وكافه
العصريين المتبجحين لأنها معجزة خلق واضحه وليس في مقدور البشر أن يأتوا بمثلها.
فعندما سأل التلاميذ السيد المسيح عن سبب مولد هذا الأعمي هكذا قال لهم (لتظهر
اعمال الله). ان هذه الكلمات تؤكد لنا لاهوته إذا الواقع أنه قد أظهر (أعمال الله)
في ذلك الأعمي بإعادة البصر اليه، حيث خلق له من الطين عينين جديدتين.
وتابع
القديس يوحنا الرسول سرد تفاصيل المعجزة بالكلمات: (قال هذا وتفل علي الأرض وصنع
من التفل طيناً وطلي بالطين عيني الأعمي). ولو أن هناك إنساناً بصيراً طليت عينيه
بالطين لكان معرضاً أن يصاب بالعمي، ولكن السيد المسيح طلي بالطين عيني الأعمي،
ومن ذلك الطين عمل للأعمي عينين جديدتين، أليس هو الذي خلق آدم من تراب ونفخ في
أنفه نسمة حياة فصار نفساً حية؟
(كل
شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان) (يو 1: 3) ولقد أمر السيد المسيح ذلك الأعمي
قائلاً: (أذهب اغتسل في بركة سلوام) ليرينا قيمة الطاعة كدليل علي صدق الإيمان
(فمضي واغتسل وأتي بصيراً) (يو 9: 7)
ولما
حاول الفريسيون أن يسلبوا من هذا الرجل إيمانه بمن أعاد له نور بصره قالوا له:
(أعط مجداً لله. نحن نعلم أن هذا الإنسان خاطئ. فأجاب ذاك وقال: أخاطئ هو. لست
أعلم. إنما أعلم شيئاً واحداً إني كنت أعمي والآن أبصر00 فأخرجوه خارجاً). ولما
أخرجوه خارجاً00لم يتركه يسوع وحده.
(فسمع
يسوع أنهم أخرجوه خارجاً فوجده وقال له أتؤمن بإبن الله؟ أجاب ذاك وقال من هو
ياسيد لأومن به؟ فقال له يسوع قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو) (يو 9: 35- 37)
وهكذا أعلن الرب حقيقة شخصه لذلك الرجل، الذي أعاد له بقدرة لاهوته نور عينيه.