الشيطان وسبب بقاءه
الشيطان
وسبب بقاءه
الرد:
استبقى
الله الشيطان اختباراً للإنسان.
كان
لابد أن يُختبر الإنسان، ويثبت بره وصموده أمام الخطية، لكي يستحق المكافأة التي
أعدها الله (1 كورنثوس 9: 2). فإجتاز الإختبار عن طريق إغراء الشيطان له. ولكنه
سقط في هذا الاختبار.
*
الله كان يعرف أن الإنسان سوف يسقط. وكان يعرف أيضاً أنه سوف يُخلِّص الإنسان. فلا
نأخذ نصف الحقيقة، ونترك النصف الآخر.
كان
يمكن أن يخلق الله الانسان بطبيعة معصومة من غير قابلة للخطأ! أو كان يمكن أن
يخلقه مُسيَّراً نحو الخير. ولكن الله لم يشأ هذا؛ لأنه في تلك الحالة ما كان
الإنسان يستحق أن يُكافأ. لأنه لم يدخل امتحاناً وينجح فيه. لذلك خلقه بإرادة حرة،
وسمح للشيطان أن يجربه.
*
لو كان الله قد أراح الإنسان من تجربة الشيطان له، لبقى في جنة عدن. ولكن الله أعد
له ما هو أفضل من الجنة هي مكان أرضي، مملوء من كل شجر ثمر يعيش فيه الإنسان حياة
عادية مادية جسدية.
فما
هو الوضع الأفضل الذي أعدّه الله له؟ يقول الرسول بولس: “ما لم تره عين، وما
لم تسمع به أذن، ولم يخطر على بال إنسان: ما أعده الله للذين يحبونه”
(كورنثوس الأولى 9: 2). وماذا أيضاً؟
أعدَّ
له الله بعد سقوطه وموته، أن يقوم من الموت بجسد ممجد، جسد روحاني سماوي غير قابل
للفساد. وبهذا الجسد يتمتع بالخيرات السماوية..
*
فلا تقل: كان الله قد أراح آدم وأراحنا من بعده!!
فهل
الراحة في نظرك أن نبقى في هذا الجسد الترابي، وفي هذه الحالة المادية، دون أن
نؤهَّل للحياة السماوية؟! إن هذا الافتراض يذكِّرنا بتلميذ يطلب أن تريحه المدرسة
من الامتحانات، وبذلك لا يحصل على شهادات علمية تؤهِّله إلى ثقافة أعلى ووضع أفضل..!!
بلا شك ليست هذه راحة حقيقية!
أيوب
الصديق: سمح الله للشيطان أن يجربه، لينجح ويصير في وضع أفضل.
كما
قال القديس يعقوب الرسول: “..سمعتم بصبر أيوب، ورأيتم عاقبة الرب”
(يعقوب 11: 5). فماذا كانت عاقبة الرب؟ يقول الكتاب: “..زاد الرب على كل ما
كان لأيوب ضعفاً.. وبارك الرب آخرة أيوب أكثر من أولاه.. وعاش أيوب بعد هذا مائة
وأربعين سنة، ورأى بنيه وبني بنيه إلى إلى أربعة أجيال. ثم مات أيوب شيخاً وشبعان
أياماً” (أيوب 17،16،12،10: 42).
قرأت
أن الله أبقى على الشيطان ليستخدمه!! فهل هذا التعبير صحيح لاهوتياً. والكتاب يثبت
كلامه بسماح الله للشيطان بضرب أيوب بمرض.
الرد:
الله
لايستخدم إلا من يدعهم لخدمته. ” والذى سبق فعرفهم، سبق فعينهم ” ”
وهؤلاء دعاهم أيضاً ” (رو8: 29، 30).
ولا
يمكن أن يستخدم الله الشيطان لإتمام مشيئته.
كما
أن الشيطان لا يمكن أن يتطوع لإتمام مشيئته الله، ولا يمكن أن يكون خادماً للبر.
ولا يعطية الله شرف خدمته.
وفي
قصة أيوب وتجربته، كان قصد الشيطان شراً.
وهذا
يظهر من قوله للرب عن أيوب، إذا جربي ” فإنه في وجهك يجدف عليك ” (أى1: 11).
وكرر هذه العبارة مرة أخرى (أي2: 5). إذن كان الشيطان مشتكياً على أيوب. وطالباً
أن يعطى الفرصة لإسقاط أيوب في التجديف على الله ومشتكياً بأنه ليست لدية الفرصة
للعمل.
فاعطاه
الرب هذه الفرصة التى يطلبها.
وليس
أن الله استخدمه!! حقاً إن الله يستطيع أن يخرج من الجافى حلاوة، ويحول الشر إلى
خير. ولكن ليس معنى هذا إنه يستخدم الشر، حاشا!!
الشيطان
طلب الشر، والله لم يستخدمه!!
اعطاه
الفرصة. سمح له. كما يعطينا جميعاً الحرية، حتى لو استخدمناها ضد مشيئته، لكسر
وصاياه. هكذا ادخل الله الشيطان في مبدأ تكافؤ الفرص.
ولو
استخدمه الله، لكان الله هو المدبر والشيطان هو المنفذ!!
وحاشا
لله هذا الأمر
هذا
الفكر يذكرنا بمن يقول إن الرب استخدم يهوذا لتنفيذ خطة الخلاص؟! كلا، بل أن الرب
انذر يهوذا عديداً من المارت، قال أمامه ” كان خيراً لهذا الإنسان لو لم يولد
” (مر14: 21).
أما
أن الله يحول الشر إلى خير، فهذا شئ آخر.