الراهب والله
الراهب
والله
(أ)
ما هو الحب
+
قال مار أسحق:
النفس
المحبة لله سعادتنا في الله وحده. محبة الله هي فردوس كل النعيم الذي فيه شجرة
الحياة وما لم يخطر علي قلب بشر. فمن يدركه لا يموت لأنه يتغذي بلا تعب من الخبز
الذي من السماء الذي يهب الحياة للعالم. فمن عاش في هوي حب المسيح قد استنشق من
ههنا نسيم الأبرار بعد القيامة.
الحب
هو هذا الملك المعد الذي وعد به السيد المسيح لمحبيه والحب هو المسيح لأن الرسول
يقول: ” ان الله محبة “.
+
قال القديس باسيليوس:
ابتداء
المحبة حسن الثناء، وابتداء البغضة الوقيعة.
+
وقال أحد الآباء:
كما
أنه لا يستطيع أن تكون الصحة والمرض في جسد واحد ولا يفسد أحدهما من الآخر، هكذا
لا يمكن للحب والبغضة أن يسكنا في أنسان واحد ولا يفسد أحدهما رفيقه.
(ب)
كيف يقتني
+
يقول مار اسحق:
–
أن مخافة الله تتقدم محبة الله.
–
كما أنه لا يمكن عبور النهر بلا سفينة كذلك لا يمكن لأحد أن يعبر الي حب الله. لأن
التوبة هي السفينة والمخافة هي مديرها والمحبة هي ميناء السلامة والكرامة حيث يلقي
المتعبون راحتهم والعمالون المجاهدون نياحهم والتجار ربحهم حيث هناك الآب والروح
القدس الاله الواحد له المجد …
–
المخافة
هي عصا الآب التي تسوقنا الي محبة الله.
(ج)
خوف الله
+
قال مار اقليمس:
”
من لا يجد في نفسه خوف الله فليعلم أن نفسه ميتة “.
+
قال أنبا مكسيموس:
”
الخوف الالهي هو غاية اهتمام الانسان بألا يقع في عقوبة الآخرة بسبب خطاياه ”
+
قال مار افرام:
”
أن شئت ألا تخطيء، احفظ مخافة الله “.
+
من قول بعض الشيوخ:
”
في كل شيء تصنعه، اعلم ان الله ينظر دائما، لتكون مخافته فيك.
+
من أقوال أنبا يعقوب:
”
مثل المصباح الذي ينير البيت المظلم، كذلك خوف الله اذا دخل في قلب الانسان، فأنه
يضيئه ويعلمه جميع الوصايا ”
+
قال القديس باسيليوس:
”
كما أن الجسديين لا يقدرون أن يغضبوا بحضرة الملك، كذلك الذين يتدبرون بالروحانية
يمنعهم من الغضب الخوف من الله الملك المعقول الناظر اليهم دائما “.
+
قال شيخ لتلميذه:
”
ويح لنا يا أبني فاننا لا نخاف من الله حتي ولو مثلما نخاف من كلب ” فقال له
تلميذه: ” لا تقل هكذا يا أبي، والا فأنت تجدف علي الله “. فقال له
الشيخ: ” أأجدف؟! ” أني سوف أبين لك بهذه الحقيقة وهي: ربما أنا مضيت
ليلا الي موضع لأسرق، فكنت اذا أبين له بهذه الحقيقة وهي: ربما أنا مضيت ليلا الي
موضع لأسرق، فكنت اذا سمعت صوت الكلاب، أخرج لساعتي فزعا منها، فالخطأ الذي لا
يرذني عنه خوف الله، ردني عنه خوف الكلاب “.
+
سأل أخ أنبا بيمن:
”
ماذا أصنع لأن نفسي قاسية، ولا تخاف الله؟ ” قال له الشيخ: اذهب وأجلس مع
انسان يخاف الله، وهو يعلمك خوف الله “.
+
سأل الأخوة الأب سلوانس:
عند
موته قائلين: ” أية سيرة صنعتها أيها الأب حتي أقتنيت هذه الحكمة؟ ”
فأجاب: ” لم أترك قط في قلبي ذكر يسخط الله “.
+
قال دياراخس:
”
لا يقدر انسان أن يقتني خوف الله الا اذا أحب خصالا وأبغض خصالا أخري، وذلك أن
أراد أن يكون راهبا حقا “، قالوا له: ” وما هي الخصال التي تحب؟ ”
قال: ” هي الشجاعة في غلبة الأهواء المظلمة، المحبة، العفة، العلم، الاتضاع،
المسكنة، الرحمة، حسن الحديث ولينه، الصبر، السهر، التعب، الطاعة، وما اشبه ذلك
مما يرضي الله، فمن كانت له هذه الخصال رجوت له الخلاص ” فقالوا: ” وما
هي الخصال التي تبغض؟ ” قال: الشره، العشق، الحقد، اللجاجة، الرياء، الكذب،
النميمة، الحسد، الشر، العجز، الضجر، التواني، الغفلة، البذخ، التيه، التعظم،
العجب، الصلف، وما أشبه ذلك “.
(د)
متي يقتني حب الله
+
قال مار اسحق:
حل
قلبك من الرباطات البرانية أولا حينئذ تقدر أن تربطه بحب الله.
من
لم يعظم نفسه من حب الدنيا لا يستطيع أن يتذوق حلاوة محبة الله.
أن
أعمال الروحانية تتولد من الأعمال النفسانية والأعمال النفسانية تتولد من الأعمال
الجسدانية.
(ه)
محبة الله لنا
+
قال أحد الأخوة:
سمعت
أن القديس أنبا انطونيوس اعتاد أن يقول:
”
أن الله لا يسمح للقتالات في هذا الجيل ان تشتد كما اذن لها في الأجيال الغابرة
لأنه يعرف أن البشر الآن أكثر ضعفا ولن يستطيعوا أحتمالا.
(و)
محبتنا لله
+
قال أنبا انطونيوس لتلاميذه:
”
أنا لا أخاف الله …
فدهشوا وقالوا له: ما هذا الكلام الصعب يا أبانا: فقال: نعم يا أولادي لأني أحبه
والحب يطرد الخوف.
ومرة
ذهب انبا آمون الذي من نيتريا الي أنبا أنطونيوس وقال له: آن
الأتعاب التي أقوم بها أعظم من اتعابك فلماذا أري ان اسمك ذو صيت حسن بين الناس
دون اسمي. اجابه القديس: لأني أحب الله أكثر منك “.
من
كلام القديس سمعان العمودي:
”
اذا كانت حمي الجسد تمنعه من ان يعمل أعماله الجسدانية، كذلك مرض النفس بالخطية
يمنعها من ممارسة اعمال الحياة الروحانية، فالله يريد من النفس أن تحبه وتطلبه
بحرص، فاذا أحبته وطلبته بكل قوتها، فحينئذ يسكن فيها ويملك علي أفكارها فيهديها
الي ما يريده لها “.
+
قال القديس باسيليوس:
”
علامة الخلوة مع الله هي الابتعاد من القلق والبغضة لسيرة العالم “.
+
قال شيخ:
يجب
علي الراهب في كل بكرة وعشية أن يحاسب نفسه ويقول:
”
ماذا عملنا مما يحبه الله؟ وماذا عملنا مما لا يحبه الله؟ “، لأنه يجب علينا
أن نفتقد حياتنا بالتوبة هكذا، وبهذه السيرة عاش أرسانيوس لأن من عمل كثيرا ولم
أتلفه، ومن يعمل قليلا ويحفظه يبقي معه “.
+
وقال أيضاً:
لو
أننا نحب الله مثلما نحب أصدقاءنا لكان طوبي لنا، فقد أبصرت أناسا كثيرين قد
أحزنوا أصدقاءهم فلم يهدأوا الليل مع النهار بالشفاعات والهدايا حتي ردوا الحب
فيما بينهم، أما الله، فحزين منأجل خطايانا، وما نكترث لذلك ولا نطلب رضاه “.
+
قال أنبا تيموثاوس:
”
لا توجد طريق مستقيمة، سوي طريق ربنا يسوع المسيح، لأنه هو الطريق والحق والحياة
“.
+
قال شيخ:
”
اذا أردت أن ترضي الله فنق قلبك من جميع الناس، ضع ضميرك تحت الخليقة، ولا تدن
أحداً، واجعل فكرك في الله، واذا أبصرت أحدا يخطيء صل لله قائلا: ” أغفر لي
فأني انا الذي فعلت هذه الخطية “، فتتم فيك الكلمة المكتوبة.
”
ما من حب أعظم من هذا أن يضع الانسان نفسه عن رفيقه “.
+
التقي سائح بسائح آخر في برية سيناء، فسأله: ” بماذا يكون الخلاص؟ ” قال
له: ” أذن فمن لا يعرف لا يخلص؟ ” قال: ” لا ” فقال: ”
وما هي المعرفة أذن؟ ” قال: ” أن يعرف العبد حقيقة خالقه، ومم خلقه، وما
يؤول اليه أمره، فاذا عرف ذلك، فانه لن يعصياه، بل سوف يصنع مرضاته طول حياته
“، فقال ” صدقت ” ثم أنصرف.
+
قال شيخ:
”
أهتم بالله، ولا تتهم بشيء أرضي، أستند الي الله، ومن جهة المنافقين لا تفرغ”
+
سئل أحد الشيوخ:
”
ما هو الباب الضيق؟ ” قال: أن يضيق الانسان علي نفسه، ويزيل ارادته كلها لأجل
حب الله وطاعته، بحسب ما قيل: ” ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك “، لأنه
لم يكن لهم غني وتركوه. بل تركوا مشيئتهم “.
+
قال شيخ: ” الذي يريد الاختصاص بالملك، فلا تحزن أحداً من الناس، حتي ولو
أكثر الاساءة اليك، بل أترك الأمر لله. أما اذا صادقت الله فسوف يقوم الكل عليك،
ويرفعون عقبهم عليك ولكنك ان ثبت ففي النهاية يوضع أكليل من ياقوت عليك، وتاج
ملوكي علي رأسك “.