الذات “الأنا ” .. خطايا أخري كثيرة سببها الأنا السبت 31 مارس 2012
عظة اليوم
الذات “الأنا ” .. خطايا أخري كثيرة سببها الأنا
السبت 31 مارس 2012
الإنسان المنشغل باستمرار بذاته ليس لديه وقت للاهتمام بغيره ولا حتي لديه رغبة في الاهتمام بملكوت الله ولابخدمة الناس.
كل ما يشغله هو ماذا أكون؟وكيف أكون؟ومتي أكون؟وليس فقط أنه لاينشغل بغيره بل هو يريد أن الدنيا كلها تنشغل به!
الإنسان المنشغل باستمرار بذاته ليس لديه وقت للاهتمام بغيره ولا حتي لديه رغبة في الاهتمام بملكوت الله ولابخدمة الناس.
كل ما يشغله هو ماذا أكون؟وكيف أكون؟ومتي أكون؟وليس فقط أنه لاينشغل بغيره بل هو يريد أن الدنيا كلها تنشغل به!
مثل هذا الإنسان يكون بعيدا جدا عن الخدمة وروحها.
وإن دخل إلي الخدمة,لايخدمها بهدف روحي من أجل بناء الملكوت ومنفعة الآخرين..بل يتخذ الخدمة, وسيلة لبناء ذاته ومجالا لظهوره وممارسة ما يهواه من سلطة وقيادة..!
0إذا دخلت الذات في الخدمة تضيع نفسها وتضيع الخدمة
وقد تكون مجالا للسلطة والسيطرة..فيقول لايتم شيء إلا بإذني إلا بمشورتي وفكري, القرار هو قراري والتدبير هو تدبيري, حتي لو وافق الكل لاغير ذلك,لذلك هو لايشرك معه في الخدمة إلا من يتبعه ويخضع له.ولامانع من أن يتخلص من الباقين لكي ينفرد بالعمل تخطيطا وتنفيذا…
هذا من جهة الإدارة في الخدمة علي أن الذات قد تأخذ مجالا آخر, هو الفكر الخاص في التعليم بحيث لايتبع التعليم العام للكنيسة, وإنما منهجه الخاص,وتفسيره الخاص للكتاب ونشر ما يعتقده هو مهما كان فكرا جديدا يخالف فيه التسليم العام!!
من مثل هذا المنهج الذاتي تكونت البدع في تاريخ الكنيسة من أفكار ابتدعها البعض وتمسكوا بها ونشروها..
وأحيانا أمثال هؤلاء الأشخاص يشكلون تكتلات معينة داخل الكنيسة لها فكرها واتجاهها وأسلوبها وانفرادها عن المجموع !إنها الأنا.
0من سيطرة الأنا وعنادها تتولد الانقسامات.
نعم,من أين تأتي الحروب والخصومات إلا من الذات؟!..
منالأناتتسبب الخلافات العائلية التي قد تصل إلي المحاكم والقضايا وما يسبق ذلك من شقاق وشجار وانفصال..حيث لايفكر الشخص في سعادة غيره ولا في إرضائه بل في راحته هو وكرامته هو وحقوقه سواء كان داخل الأسرة أو الكنيسة..
وبسبب الأنايبني راحته علي تعب غيره.
بسبب الذات يركز الإنسان علي نفسه ولا ينفتح علي الآخرين, ويتشبث بفكره ويهاجمك الفكر الآخر المهم أن ينتصر هو,ولو علي حساب فشل غيره وخسارته.
وبهذا يفقد محبته للآخرين ومحبة الآخرين له.
لأنه يعيش في دائرة ضيقة هي دائرة الذات.. يري فيها أنه علي حق وكل من يخالفه علي باطل.. هو الصواب وغيره الخطأ وطبعا لايمكنه بهذا أن يكون إنسانا اجتماعيا فهو إما أن ينطوي علي ذاته أو إن يصطدم بغيره, ويبرر نفسه عن طريق أن ينسب الخطأ إلي غيره.. وهكذا يجعل الآخرين وقودا لنفسه لتدفئته ولابد أن يروا الأمور كما يراها ولو برؤية خاطئة!
0وقد يقلل من شأن غيره لكي يكون باستمرار هو الأفضل
وهكذا يقع في خطية الإدانة بل يزداد الأمر إلي حد الوقوع في التشهير بالآخرين وبخاصة من يحسد نجاحهم وتفوقهم ..ذلك لأنه لا يحتمل أن يوجد من هو أفضل منه أو من يمدحونه أكثر منه.
إنه بهذا يتعب مع الناس ويتعب الناس منه.
0الإنسان المركز حول ذاته يكون دائما صعب التعامل.
لأن المتعامل معه لابد أن يكون العنصر الخاسر في كل نقاش وفي كل صفقة يشترك معه فيها, كما أن المتعامل معه لايمكن أن يصل إلي نتيجة مع إنسان كهذا عنيد ومتشبث برأيه فمن الأفضل إذن الابتعاد عنه إراحة لأعصاب من يتعامل معه..
0حتي في التعامل مع الله, لايكون سهلا.
أولا لأنه لايبحث عن ملكوت الله, وإنما عن ملكوته هو.. ولايريد مشيئة الله بل مشيئته هو حتي في صلاته لايطلب إرشاد الله له إنما يفرض علي الله طلباته وكأنه يقول:
انظر يارب هذا الموضوع الذي أعرضه عليك أنا قد درسته جيدا وبقي عليك, أن تنفذه لي وأن تفعل فيه كذا وكذا!!
وليس فقط يطلب من الله أن ينفذ له مشيئته بل ينبغي أن يكون ذلك بسرعة وبغير إبطاء…
الإنسان الواثق بذاته يقيم نفسه رقيبا علي أعمال الله معه.
ويجادل الله في كبرياء: لماذا فعلت بي كذا؟وكان يجب أن تفعل كذا…وإذا لم ينفذ له الله ما يريد فإنه يغضب من الله ويهدد بقطع العلاقات معه ومع كنيسته وأن يمتنع عن الصلاة والصوم والتناول…
وإن كانت معاملته هكذا مع الله فتعامله مع أب الاعتراف أصعب..
ما أسهل أن يختلف معه وكإنسان حكيم في عيني نفسه فهو قد يعرض علي أب الاعتراف أمورا لأجل الموافقة وليس لأجل الإرشاد.. فهو يعرف الصالح ربما أكثر من أب الاعتراف !وسهل عليه أن يناقش أب الاعتراف ويخطئه وما أسهل عليه أن يرفض أب الاعتراف ويبحث عن أب غيره إذا لم يكن إرشاده حسبما يهوي هو!!
0 الإنسان المتمركز حول ذاته إن عاتب يكون عتابه قاسيا..
لايهتم فيه بمشاعر من يعاتبه إنما يريد أن ينفس عن الإحساس بالضيق الموجود في داخله, وربما لاتقبل كرامته أي عذر أو تبرير يقدم إليه كرامته- في نظره-أكبر من أن تمحو الأعذار ما تشعر به من إهانة..!
لذلك فإن غضبه قد يكون شديدا وربما يتحول إلي حقد.
وقد تطول مدته لأنه لا يغفر بسهولة, فذاته تظل متأثرة وفي عمق, لمدي زمني ممتد حتي يشعر أن ذاته قد أخذت حقها من الإرضاء وكرامته قد نالت ما تريد من تقدير, ولهذا فهو في غضبه قد يثور وقد يحتد دفاعا عن ذاته وكرامتها وحقوقها.
0 وقد لايكتفي بالغضب وإنما يلجأ إلي الانتقام
ولاشك أن كل جرائم الأخذ بالثأر سببها الذات التي تتسع دائرتها فتشمل كل أفراد العائلة أو القرية أو فريق الرياضة وما إلي ذلك, إنه ينتقم ليأخذ حقه أو حق قريبه أو من أجل شرف العائلة ولا يعني الانتقام مجرد القتل وإنما قد يحاول أن يضيع غيره في أي المجالات, وقد يشمل أيضا الشماتة به إن جاءته الخسارة من مصدر آخر.
والمحارب بالأنا من الصعب أن يتعاون مع غيره
لأنه يريد أن يكون الكل له أو النصيب الأكبر له سواء من جهة الربح أو الإدارة أو مديح الناس…وتنطبق عليه مع زميله العبارة التي قيلت في سفر التكوين ولم تسعهما الأرض أن يسكنا معاتك13.
وربما يكون هناك خادمان يعملان معا في كنيسة واحدة ولا يقدران أن يعيشا معا علي الرغم من أنهما من كبار الخدام!
وذلك أيضا بسبب الذات!حيث يختفي من بينهما الاهتمام بالخدمة وتبقي الذات!من الأهم؟ولمن تكون الاختصاصات؟!
في أحد الأيام دخل أحد الخدام في حوار عميق حول مسألة كنسية مع خادم كبير فاحتد ذلك الكبير عليه وقال له:
لابد أن تعرف من أنت؟ومن أنا؟
وأتي ذلك الخادمالأصغرإلي ليشكو مما قيل فقلت له:كانت أصح إجابة هي أن تقول له:نحن الاثنين مجرد تراب ورماد كما قال أبونا إبراهيم عن نفسهتك18
0وأحيانا لايكون الشخص كبيرا ولكنه بأحلام اليقظة يتخيل لنفسه صورة من الكبر والعظمة.
وهذه الأحلام نوع من تكبير الذات عن طريق الخيال….
هي صورة للنفس التي لايشبعها الواقع الذي تعيشه فتلجأ إلي إشباع ذاتها بأحلام اليقظة فتتخيل أنها صارت كذا وكذا وفعلت كذا كذا ونالت من الناس ألوانا من التمجيد والتوقير!
وتدخل أحلام اليقظة في حروب المجد الباطلVain Glory ويعيش بها الإنسان في وهم يسعد به! وينسي أو يتناسي أنه ليست له القدرة علي الوصول إلي أحلامه وأوهامه.
0 المحارب بالذات ما أسهل أن يصبح عدوانيا.
فيقف موقفا عدوانيا ضد كل من يقف في طريق هذه الذات أو يعارضها أو ينافسها,أو من يظنه كذلك, ويشن حربا شعواء عليه, حربا لاتعرف سلاما ولا ضميرا وإن كان يعرف شيئا قديما عن هذا الشخص يعلنه ويشهر به ويكيل له التهم كل ذلك لكي تبقي ذاته بلا منافسة ولامقاومة.
0وفي سبيل الدفاع عن الذات لامانع من الكذب والرياء..
الذات هي سبب الكذب فحينما تخطيء الذات ويريد الإنسان أن يغطي أخطاءها لكي تبدو أمام الناس بلا عيب حينئذ يكذب ليخفي عيوبها أو ليخفي نقائصها أو قد يكذب من أجل غرض معين يريد أن يحققه لذاته أو في سبيل رغبة آثمة تريدها الذات لنفسه أو لصديق أو لعدو.
كذلك في سبيل الذات يلجأ الإنسان إلي الحيلة والدهاء.
وبسبب الذات يلجأ إلي الرياء لتبدو ذاته فاضلة أمام الآخرين ولكي تنال مديحا منهم وبه تستوفي أجرها علي الأرضمت6
0وكثيرا ما تقف الأنافي سبيل التكريس.
مثال ذلك الأم التي تقف في طريق رهبنة ابنها أو ابنتها, بالرفض والضغط والبكاء والمرض لكي تنفذ رأيها ورغبتها في أن يكون ابنها إلي جوارها ولا يترهب أو تضغط عليه لكي يتزوج فتاة تنتقيها له…وفي كل ذلك لايهمها مشاعر قلبه ورغبته في تكريس نفسه لله.وإنما هي الذات التي تدفع الأم إلي تنفيذ فكرها ولو ضحت بابنها وسعادته الروحية…
0مثال آخر هو تدخل الأم في الحياة الزوجية لابنها.
لامانع عندها من أن تفرق بينه وبين زوجته أو بمعاملة الزوجة بقسوة أو جفاء لكي يرضي أمه وإن لم يفعل ذلك تتهمه الأم بأنه ابن عاق نسي تعبها في تربيته أو بأنه زوج ضعيف تؤثر عليه زوجته وتخضعه لشخصها !!وفي كل ذلك لايعينها فشله في حياته الزوجية بقدر ما يعنيها طاعته لها إنهاالأنا.
0أيضا الإنسان المحب لذاته قد يصبح لحوحا يتعب غيره.
إنه يريد أن ينفذ فكره أو رغبته بكافة الطرق وبكل سرعة.
لذلك يلجأ إلي الإلحاح الشديد الذي يتعب أعصاب غيره..وذلك بتكرار الطلب والضغط علي تنفيذه الآن وكما هو, مهما كانت هناك عوائق تمنع من ذلك ومهما كان الوقت غير مناسب.
ولكن الأناتريد ولا يهمها إحراج من تطلب منه..
ويكون التعامل صعبا مع هذا اللحوح الذي لايهمه سوي ذاته.
0والذات أوالأناتشمل الأنانية بكل تفاصيلها.
من حيث أن إنسانا يتمركز حول ذاته لايفكر إلا فيها وأن يكون لها كل ما تريد, وفي سبيل ذلك يفضلها علي الكل فإذا اصطدمت ذاته بمحبة إنسان يفضل ذاته علي هذا الإنسان, وإن تعارضت مع بعض المباديء أو القيم فإنه يضحي بكل المباديء والقيم من أجل ذاته بل إن اصطدمت ذاته بمحبة الله فإنه يفضلها علي الله ومحبته.
نعم,أليست كل مخالفة لله,سببها الذات؟!
أليست الذات هي السبب في ضياع كل فضيلة.
الذات التي ترفض التواضع وتسعي إلي المتكآت الأولي…الذات التي تصاب بالغرور وترتئي فوق ما ينبغيرو12والتي تشتهي عمل المعجزات والتكلم بألسنة لكي ترتفع في نظر الآخرين…!الذات التي تحب البر الذاتي وتدفع الإنسان إلي أن يكون بارا في عيني نفسه وحكيما في عيني نفسه, وعظيما في عيني نفسه وفي أعين الآخرين…الذات التي تفضل نفسها علي الكل وتبني راحتها علي تعب الآخرين..الذات التي تجد لذتها في أن تقع في كل الشهوات الجسدية والمادية وبهذا تنجس جسدها الذي هو هيكل الروح القدس..الذات التي تفصل نفسها عن الله بالخطية وتحب أن تستقل عنه في فكرها وتدبيرها وهكذا تهلك نفسه.