الباب الأول
الباب
الأول
التعريف بإنجيل
برنابا المزور
الفصل الأول
قصة هذا الإنجيل المزور
يمكن
تلخيص قصة هذا الإنجيل المزور في النقاط التالية:
1
النسخة الأصلية منه ظهرت سنة 1709م باللغة الإيطالية، عند رجل اسمه كرامر
كان مستشارا لملك بروسيا.
2
أهداها هذا الملك إلى الأمير أوجين سافوي، الذي أودعها بمكتبة فينا سنة
1838ميلادية، ولازالت هناك إلى الآن.
3
يقول الدكتور جورج سايل العلامة الإنجليزي [في ترجمته الإنجليزية للقرآن] أنه وجد
نسخة من إنجيل برنابا المزور باللغة الأسبانية معاصرة للاتينية مكتوبة بواسطة شخص
يدعى مصطفى العرندي يقول أنه ترجمها عن الأصل الإيطالي.
ملحوظة:
من
المعروف أن الأناجيل التي كتبها أتباع المسيح، كتبت باللغة اليونانية وليس
الإيطالية.
4
ترجمه إلى العربية السيد خليل سعادة سنة 1908م.
5
نشره في مصر السيد محمد رشيد رضا.
الفصل الثاني
محاولات التزوير والادعاءات الباطلة
في كل الأديان
أليس
غريبا أن يوجد إنجيل مزيف؟ كيف يزيف إنسان إنجيلا ويدعي أنه الإنجيل الصحيح؟!
وللإجابة
علي ذلك نقول أنه في كل الأديان يوجد مثل هذه المحاولات لتشكيك الناس في كتبهم وفي
دينهم. ففي الإسلام يوجد:
1
القرآن المزور الذي كتبه الفضل بن الربيع، وهو مخالف للقرآن
الذي يؤمن به عامة المسلمين.
2
الأحاديث الدخيلة غير الصحيحة، والمزورة التي يرفضها المسلمون.
3
الأنبياء الكذبة الذين ادعوا النبوة في زمن محمد أمثال: مسيلمة الكذاب،
وطلحة بن خويلد، وامرأة اسمها رابح. وغيرهم.
فلا
عجب أن يقوم بعض المزورين بادعاء كتابتهم لإنجيل، والحقيقة أن الأناجيل منه براء.
الفصل الثالث
أسباب تمسك بعض المسلمين بهذا
الكتاب المزور
يتمسك
بعض المسلمين بهذا الإنجيل المزيف على أنه الإنجيل الصحيح للأسباب التالية:
1
لأنه يقول أن المسيح صرح بأنه ليس الله بل هو مجرد نبي [ذكر هذا في صفحات: 15 و26
و34 و68 و70 الخ]
2
وذكر أن المسيح لم يصلب وأن الله ألقى صورته على يهوذا فصلبوه عوضا عن يسوع أما
يسوع فقد رفعه الله إلى السماء [ذكر ذلك في ص320322]
3
ويقول أن المسيح بشر بمجيء محمد الذي سيكون هو المسيح [ص77 و161 و85 و110 270]
4
ويدعي أن المسيح صرح بتحريف الإنجيل من بعده [ص 72 و189]
فلهذا يتمسك بعض المسلمين
بهذا الإنجيل المحرف ويعتبرونه الإنجيل الصحيح!
الفصل الرابع
كاتب هذا الإنجيل المزور
من
هو كاتب هذا الإنجيل المزور؟
1
تدل محتويات هذا الإنجيل المزيف على أن كاتبه لم يعش في فلسطين التي عاش
فيها المسيح لجهله بطبيعة هذه البلاد، وجهله بالحياة الاجتماعية الخاصة بتلك
البلاد.
2
وتدل كتاباته على أنه عاش في أسبانيا إذ يصف طبيعة فلسطين بأوصاف الطبيعة
المحيطة به في أسبانيا.
3
وهذا الإنجيل المزيف يوضح أن الكاتب كان يهوديا وليس مسيحيا: بدليل:
+
قوله في (ص103) “أن الله يحب إسرائيل كعاشق”
+
وقوله في (ص30) أن أقرباء المرأة الكنعانية التي شفي المسيح ابنتها اعتنقوا جميعهم
شريعة موسى.
+
وفي (ص38) يقول أن رئيس المجمع الذي شفى المسيح غلامه عَبَدَ إله اسرائيل.
فلعلك
من هذه الحيثيات قد تعرفت على شخصية كاتب هذا الإنجيل المزيف بصرف النظر عن اسمه.
الفصل الخامس
تاريخ كتابة هذا الكتاب المزور
الواقع
أيها القارئ العزيز أن إثبات تاريخ هذا كتابة هذا الإنجيل المزور لا يكلفنا جهدا
على الإطلاق فقد كتب الأستاذ خليل سعادة الذي ترجمه إلى اللغة العربية سنة
1908م، كتب في المقدمة التي وضعها لهذا الكتاب المزور قائلا:
[إن
الثقاة مجمعون على أن إنجيل برنابا كتب في العصور الوسطى]
(2)
والواقع أن إنجيل برنابا هذا المزور لم يكن موجودا حتى القرن الرابع عشر الميلادي،
يتضح ذلك مما يلي:
1
إن جميع المؤرخين المسلمين حتى آخر القرن الرابع عشر الميلادي سجلوا أن إنجيل
المسيحيين هو الإنجيل المكتوب بواسطة متى ومرقس ولوقا ويوحنا (مروج الذهب لأبي
الحسن المسعودى الجزء 1 ص161) وكتاب (البداية والنهاية للإمام عماد الدين الجزء
الثاني ص100) وكتاب (القول الإبريزي للعلامة أحمد المقريزي ص18) وكتاب (التاريخ
الكامل لابن الأثير الجزء الأول ص 128)
2
ويؤيد ذلك المراجع الحديثة التي تشهد أن الأناجيل أربعة ولم تذكر إنجيل برنابا
(دائرة معارف الناشئين، تأليف الدكتورة فاطمة محمد، ومراجعة الدكتور محمد خليفة
بركات) وجاء فيها ما يلي:
[الأناجيل
هي الكتب الأربعة الأولى من العهد الجديد،
وهي
كتب منفصلة عن بعضها، كل منها يحكي قصة
حياة
السيد المسيح، كما رواها متى ومرقس ولوقا ويوحنا]
ويلاحظ
أنها لم تذكر هذا الكتاب المزور المسمى إنجيل برنابا.
3
لو كان هذا الإنجيل المنسوب لبرنابا موجودا قبل القرن الرابع عشر الميلادي لما
اختلف قدامى المفسرين المسلمين أمثال الإمام الطبري والإمام ابن كثير في شخصية
الإنسان الذي صلب وما كثرت تكهناتهم بين قائل:
v
أن الله ألقى شبه المسيح على أحد الحواريين
ويدعى سرجس.
v
وقيل أن الله ألقى شبه المسيح على يهوذا الذي أسلمه
لليهود.
v
وقيل أن الله ألقى شبه المسيح على أحد جنود
الرومان:
v
وذكر الإمام البيضاوي: أنه قيل دخل طيطاوس
اليهودي بيتا كان عيسى فيه فلم يجده، فألقى الله عليه شبه عيسى. فلما خرج ظنوا
أنه عيسى فأخذوه وصلبوه.
v
وقيل “إن الله ألقى شبه عيسى على إنسان
آخر، فصلب
هذا
الإنسان بديلا عنه”
أقول
لو كان هذا الإنجيل المنسوب لبرنابا موجودا قبل القرن الرابع عشر الميلادي لما
اختلف قدامى المفسرين المسلمين في شخصية الإنسان الذي صلب، ولأخذوا بأقوال هذا
الإنجيل المزيف الذي يحدد شخصية الذي صلب بأنه يهوذا.
الفصل السادس
موقف إنجيل برنابا من الإسلام
إنجيل
برنابا المزعوم به بعض الاقتباسات من الدين الإسلامي، وبه أيضا متناقضات خطيرة
معه.
أولا:
اقتباسات إنجيل برنابا المزور من الإسلام
اقتبس
كاتب هذا الإنجيل المزور الكثير من المعلومات الموجودة بالدين الإسلامي منها:
1
في (ص 61و62) اقتبس عبارة “لا إله إلا الله محمد رسول الله”.
2
في (ص54) رفض الشيطان أن يسجد لآدم، وهذا مأخوذ من (سورة الحِجر29 31) “وإذ
قال ربك للملائكة إني خالق بشر من صلصال … فقَعُوا له ساجدين، فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبى أن
يكون مع الساجدين”
3
وفي (ص8) يقول أن المسيح تكلم وهو طفل، وهذا مأخوذ مما جاء في (سورة آل عمران46)
“ويكلم الناس في المهد …” وفي (سورة مريم24و25) “فناداها من تحتها ألاَّ تحزني
قد جعل ربك تحتك سريا [نهرا]، وهزي إليك بجذع النخلة تُساقطْ عليك رطبا جنيا
[طازجا]”
ثانيا:
تعاليم إنجيل برنابا المزور المتناقضة مع الإسلام
1
في (ص100) يذكر أن السماوات تسع وعاشرها الفردوس. وهذا يتناقض مع الإسلام الذي
يقول بأن السماوات سبع فقط كما جاء في سورة (الإسراء 44) “تسبح له السماوات
السبع والأرض ومن فيهن”. ومعروف أن السماوات في المسيحية ثلاثة: سماء الغلاف
الجوي، سماء النجوم والكواكب والمجرات أي الفضاء الخارجي، ثم الفردوس حيث قال
معلمنا بولس الرسول في (2كو12: 24) “أعرف إنسانا في المسيح … اختطف هذا إلى السماء الثالثة … اختطف إلى الفردوس …“. فإنجيل برنابا المزور يناقض المسيحية ويناقض الإسلام.
2
وفي (ص85و110و270) يقول أن يسوع صرح لكهنة اليهود عن نفسه أنه ليس مسيا المسيح، بل
إن محمدا الذي سيأتي بعده سيكون هو المسيا المسيح. وهذا يتناقض مع الإسلام
الذي لا يقول أن محمدا هو المسيا، بل يقر بأن عيسى (أي يسوع) هو المسيح. كما جاء
في آيات قرآنية عديدة نكتفي بما جاء في (سورة آل عمران45) “إذ قالت الملائكة
يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في
الدنيا والآخرة ومن المقربين”