علم الاخرويات

الباب الأول



الباب الأول

الباب الأول

المجيء
الثانى من منظور روحى

 

القيامة
حقيقة حتمية

هناك
أمور يجب على كل مؤمن أن يعرفها، وهى أسرار معلنة للمؤمنين لكى يتعزّوا بها.
فأولاً لابد أن نعرف أن القيامة حقيقة حتمية “إن لم تكن قيامة أموات فلا يكون
المسيح قد قام وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضاً إيمانكم”
(1كو15: 13-14). فلابد أن يقام الأموات عديمى فساد، وأن يلبس هذا الجسد الفاسد عدم
فساد، وهذا المائت عدم موت.

فإنه
لا يمكن أن يدخل هذا الجسد الذى يمرض ويتحلل ويتعفن إلى ملكوت السماوات. إذ لابد
أن تتغير طبيعته أولاً. وقوة هذا التغير تكمن فى تناول جسد الرب ودمه. وقد قال
السيد المسيح فى ذلك: “من يأكل جسدى ويشرب دمى فله حياة أبدية وأنا أقيمه فى
اليوم الأخير لأن جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق. من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فىّ
وأنا فيه” (يو6: 54-56). وكذلك نقول فى القداس الإلهى: “يعطى
عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه
ففى
القيامة يلبس الفاسد عدم فساد. ونحن عندما نموت يتم فينا حكم الموت، ولكن لابد أن
تتم فينا طبيعة القيامة التى وهبها الرب لنا بخلاصه وفدائه العظيم.

 

المسيح
لن يأتى ليملك على الأرض فى مجيئه الثانى

         يقول
معلمنا بولس الرسول: “لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير” (1كو15: 51). ففى
مجيء السيد المسيح الثانى يقوم الأموات من القبور أولاً. ثم يتغير الأحياء، وبعد
ذلك يختطف الجميع لملاقاة الرب فى الهواء.

        هناك
بعض الأشخاص يعتقدون أن السيد المسيح فى مجيئه الثانى سوف يأتى أولاً على الأرض
ويملك ألف سنة. فهؤلاء الأشخاص يحبون الأرض ولا يريدون أن يتركوها، وذلك لأن الأرض
مازالت مرتبطة بمشاعرهم، وذلك بالرغم من ادعائهم الإيمان بالسيد المسيح. أما شهادة
الكتاب المقدس فهى “لأن الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل
من السماء والأموات فى المسيح سيقومون أولاً. ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف
جميعاً معهم فى السحب لملاقاة الرب فى الهواء. وهكذا
نكون كل حين مع الرب
(1تس4: 16-17).

         فالسيد
المسيح فى مجيئه الثانى لن يأتى ليملك على الأرض. بل سوف يختطفنا جميعاً لملاقاته
فى الهواء. والأموات فى المسيح سيقومون أولاً، لأنهم أكملوا جهادهم قبلنا. ولأنهم
سبقونا فى حياة الروح والجهاد، ووصلوا قبلنا إلى فردوس النعيم. ولئلا يخاف الناس
من الموت ويطلبوا أن يظلوا أحياء لكى يتغيروا وهم أحياء، فقد رسم الرب أن يقام
الأموات أولاً عديمى فساد ثم يتغير الأحياء بعد ذلك. لكى يتشوق الإنسان أن ينطلق
من هذا العالم، ويقول مع معلمنا بولس الرسول: “لى اشتهاء أن أنطلق وأكون مع
المسيح. ذاك أفضل جداً” (فى1: 23).

 

ما هى الصورة التى يقُام بها الأموات؟

        هناك
من يسأل ما هى الصورة التى يُقام بها الأموات
؟ لأن الميت عندما يوضع
فى التراب ويتحلل ويصبح تراباً وسماداً، وتُزرع زروع وتتغذى على السماد، ويطلع
زرع، ويُؤكل ويذهب فى المصارف والترع، وعظامه تتحلل وينتهى، ولا يبقى له أثر. فهل
من الممكن أن تتم إقامة هذا التراب بعد آلاف السنين، وبعد هذا التوزيع!!

        وقد
رد معلمنا بولس الرسول على هذه المشكلة وقال: “لكن يقول قائل كيف يقام
الأموات وبأى جسم يأتون؟ يا غبى الذى تزرعه لا يحيا إن لم يمت” (1كو15:
35-36). فعندما تتم زراعة شجرة، لا تُزرع الشجرة كاملة. ولكن تُزرع بذرة صغيرة،
وهذه البذرة الصغيرة تحمل طبيعة الشجرة الكبيرة. هذه البذرة الصغيرة تطلع شجرة،
ويخرج منها أيضاً ثمر يحمل بذوراً مثل البذور التى تمت زراعتها أولاً.. فإن كانت
هذه الشجرة شجرة تفاح مثلاً، فإن البذور تكون بذور تفاح أيضاً. لأن بها نفس صفات
الشجرة الأصلية.

        فإن
كنا نستطيع أن نزرع بذرة صغيرة، لكى تخرج لنا شجرة كبيرة بقدرة الله، فمن الممكن
أيضاً بقدرة الله أن أى رماد أو بقايا صغيرة من أثر هذا الجسم ينتج عنه الجسم
الأصلى كله. وبصورة مشابهة لما يحدث عند زرع بذور النبات فى الأرض. فإن “الذى
تزرعه لا يحيا إن لم يمت” (1كو15: 36). فتوضع البذرة فى الأرض وتشرب الماء ثم
ينفجر غلافها الخارجى وتفقد خصائصها كبذرة، ثم تُخرج جذراً ثم ساقاً إلى أعلى.
والبذرة نفسها تتضائل حتى تذبل وتنتهى، ولا يبقى غير الساق والجذر، وتبدأ تخرج
شجرة جديدة، فالبذرة نفسها تكون قد اندثرت وتحولت إلى شئ آخر.

        قال
السيد المسيح: “الحق الحق أقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة فى الأرض وتمت فهى
تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير” (يو12: 24). وكذلك يقول معلمنا
بولس الرسول: “والذى تزرعه لست تزرع الجسم الذى سوف يصير بل حبة مجردة
ربما من حنطة أو أحد البواقى”
(1كو15: 37). الحنطة هى البذرة، وأحد
البواقى هى أنواع من الشجر التى يؤخذ منها جزء من الفرع ويزرع فى الأرض ليخرج شجرة
أخرى. “ولكن الله يعطيها جسماً كما أراد… هكذا أيضاً قيامة الأموات. يُزرع
فى فساد ويُقام فى عدم فساد. يُزرع فى هوان ويُقام فى مجد. يُزرع فى ضعف ويُقام فى
قوة. يُزرع جسماً حيوانياً ويُقام جسماً روحانياً.. هكذا مكتوب أيضاً. صار آدم
الإنسان الأول نفساً حية وآدم الأخير روحاً محيياً” (1كو15: 38-45).

 

القديسون
لا يهتمون بأجسادهم بعد الموت

        كان
القديسون لا يهتمون بأجسادهم بعد الموت، وذلك لعلمهم أن الله قادر أن يقيمهم ويحيى
من يشاء. فالقديس الأنبا أرسانيوس عندما جاء وقت نياحته قال لتلاميذه ألا يكفّنوا
جسده أو يدفنوه وإنما يربطوه فى حبل ويجرّوه ويتركوه طعاماً للوحوش على الجبل.
وذلك لكى يوضِّح لهم مدى اهتمامه بالروح وليس بالجسد. كما أنه يؤمن أن الجسد الذى
يموت فى هوان سوف يقام فى مجد كقول الكتاب.

 

لماذا
نكرّم أجساد القديسين؟

        نحن
نكرِّم أجساد القديسين لأن طبيعة القيامة تكمن فيهم. ولأنهم سوف يقومون فى اليوم
الأخير كقديسين فى المسيح يسوع. فالبذرة تحمل طبيعة الشجرة، كما أن بقايا الجسد
المائت تحمل قوة القيامة. وتوجد فيها طبيعة القداسة، ويكمن فيها نور السيد المسيح.
فمع أنه جسم مات، لكنه مازال يحمل نفس الطبيعة والخصائص التى بها سوف يؤهل للقيامة
بصورة جديدة ممجدة. لذلك نحن نكرِّم أجساد القديسين، ونحتفل بها، وندهنها
بالأطياب.

 

الجسد
ليس هدفاً يسعى القديسون لإرضائه

        كان
القديسون يضبطون أجسادهم، ولا يقيمون لرغبات الجسد المنحرفة أو الزائدة أى اعتبار.
فقد كانوا لا ينظرون للجسد على أنه هدف يسعون لإرضائه أو إراحته أو إسعاده السعادة
الوقتية الزائلة، إنما كان فرحهم وسعادتهم الحقيقية فى أفراح الروح.. وفى تقديس
الحياة للرب. فقد كانوا يشكرون الله على عطاياه التى بها يقيتون أجسادهم. وكانوا
يشكرون الله أيضاً على الهواء الذى يتنفسونه، والماء الذى يشربونه، وكذلك الأكل
الذى يأكلونه. ويقول معلمنا بولس الرسول: “الذى يأكل فللرب يأكل لأنه يشكر
الله. والذى لا يأكل فللرب لا يأكل ويشكر الله.. لأننا إن عشنا فللرب نعيش وإن
متنا فللرب نموت. فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن” (رو14: 6-8).

        فمن
الممكن أن يقوت الإنسان جسده ويربيه. ولكن القديسين كانوا لا يسعون لإرضاء الجسد،
بقدر ما كانوا يسعون لرفعة الروح، وسعادتها التى تدوم على الدوام وإلى الأبد.

 

سوف
يتغير الأحياء فى طرفة عين

        فى
اليوم الأخير سوف يتغير الأحياء فى لحظة، وفى طرفة عين. ويتحول جسد الموت والفساد
والآلام إلى جسد القيامة. مثل جسد السيد المسيح القائم من بين الأموات، جسد غير
قابل للآلام والفساد. جسد يتفق مع طبيعة الروح، جسد روحانى “كما هو الترابى
هكذا الترابيون أيضاً. وكما هو السماوى هكذا السماويون أيضاً. وكما لبسنا صورة
الترابى سنلبس أيضاً صورة السماوى” (1كو15: 48-49). فالترابى هو آدم الأول،
والسماوى هو آدم الأخير الذى هو الرب يسوع المسيح الذى نزل من السماء متجسداً فى
أحشاء البتول مريم، وظهر فى ملء الزمان لكى يهب الخلاص والحياة للعالم. ثم صعد إلى
السماء بجسد القيامة فى حالة ممجدة.

 

جسد
القديسين قريب من جسد القيامة الممجد

        فى
الجسد الروحانى، تغلب طبيعة الروح على طبيعة الجسد. فهو جسد لا تسيطر عليه غرائز
شريرة، ولا شهوات رديئة. وكل ما يُسعد الروح يكون سبب سعادة وفرح له. فالقديسون فى
حياتهم يقتربون بأجسادهم من طبيعة جسد القيامة. فهم يظلون يتدرجون مع أنفسهم بقوة
الروح القدس الساكن فيهم حتى تصبح أجسادهم أجساداً روحانية قريبة من أجساد القيامة
التى تقوم فى اليوم الأخير.

        فمن
أين أخذوا هذه الطبيعة التى هى طبيعة قريبة من طبيعة الروح؟ إنهم قد بدأوا يميتون
أعمال الجسد بالروح ثم بدأت طبيعة الروح تسرى فى أجسادهم فبدأت أجسادهم تكتسب
طبيعة روحانية كعربون لجسد القيامة الكامل الممجد.

 

خرافى
تسمع صوتى:

        أعطى
السيد المسيح إنذاراً بقوله “الحق الحق أقول لكم إنه تأتى ساعة وهى الآن حين
يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون” (يو5: 25). فالذين يسمعون صوت
ابن الله هم الذين سمعوا صوته هنا على الأرض. “خرافى تسمع صوتى وأنا أعرفها
فتتبعنى” (يو10: 27).

        فالإنسان
الذى اعتاد على سماع كلام الله وإطاعة وصاياه، عندما يسمع صوت السيد المسيح فى
اليوم الأخير، سوف يقوم وينجذب نحوه. أما الإنسان الذى يكسر كلام الله، ويخالف
وصاياه، ويعطيه القفا لا الوجه ([1]
فإنه عندما يسمع صوت السيد المسيح فى اليوم الأخير، سوف يخاف ويرتعب من مقابلة
الله. وذلك لأنه كسر وصاياه، وعاش فى الفساد بعيداً عن الرب.

         يقول
معلمنا بولس الرسول “فلا ننم إذاً كالباقين، بل لنسهر ونصحُ” (1تس5: 6).
وكذلك يقول “لأنكم أنتم تعلمون بالتحقيق أن يوم الرب كلص فى الليل هكذا يجيء.
لأنه حينما يقولون سلام وأمان حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة كالمخاض للحبلى فلا ينجون.
وأما أنتم أيها الأخوة فلستم فى ظلمة حتى يدرككم ذلك اليوم كلص” (1تس5: 2-4).
وهذا هو الفرق بين أولاد الله وأولاد العالم بالنسبة لمجيء السيد المسيح.

 

يوم
الرب كلص فى الليل هكذا يجيء

        “قال
لهم يسوع النور معكم زماناً قليلاً بعد. فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم
الظلام” (يو12: 35). يعيش أولاد الله فى النور، حياتهم واضحة ومقدسة أمام
الله. فعند مجيء السيد المسيح الثانى لن تكون مفاجأة بالنسبة لهم، لأنهم سوف
يكونون فى حالة استعداد ويقظة روحية. أما أولاد العالم وأولاد إبليس فسوف يجدهم
الله غارقين فى خطاياهم. لأنهم يقولون فى أنفسهم لن يأتى المسيح أو لن تنتهى
حياتنا فجأة، نعيش فى خطايانا الآن ثم نتوب بعد ذلك. نتمتع الآن بالعالم بعيداً عن
الرب ثم نرجع بعد ذلك. وفى وسط هذه الظلمة وهذا الضياع يباغتهم فجأة ذلك اليوم (أى
يوم الوفاة أو اليوم الأخير) كالمخاض للحبلى.

        قال
السيد المسيح “كما كان فى أيام نوح كذلك يكون أيضاً فى أيام ابن الإنسان.
كانوا يأكلون ويشربون ويزوّجون ويتزوّجون إلى اليوم الذى فيه دخل نوح الفلك وجاء
الطوفان وأهلك الجميع.. هكذا يكون فى اليوم الذى فيه يظهر ابن الإنسان”
(لو17: 26-30).

        يعيش
الناس الآن بعيدين عن الله ويقولون ليس لدينا وقت لله: لدينا أشغالنا وأموالنا، وإنشغالات
عالمية كثيرة. فهؤلاء الأشخاص يتجاهلون وجود الله، ويهينونه فى كل مناسبة صغيرة
كانت أم كبيرة. وهناك أناس يجدفون على الله ويتحدّونه، وآخرون ينكرون وجوده. وأناس
آخرون غارقون فى شرورهم وخطاياهم.. فكل هذه العينات من الناس يأتيها ذلك اليوم
فجأة كالمخاض للحبلى فلا ينجون.

 

ما هو رجاء من يعيش بعيدا عن الله؟             

        ما
هو رجاء الإنسان الذى يعيش بعيداً عن الله فى هذه الحياة؟
إن كل إنسان يعلم أن
هناك يوماً سوف ينتقل فيه من هذه الحياة ويوضع فى القبر “لأنك تراب وإلى تراب
تعود” (تك3: 19). فماذا بعد الموت وبعد القبر؟ وماذا يكون حال الإنسان حين لا
ينفع الندم ولا ينفع البكاء؟

        الإنسان
فى هذه الحالة سيطلب يوماً واحداً يرجع فيه إلى الله ليتوب، فيُقال له قد اُعطيت
الفرصة تلو الأخرى، لقد اُعطيت فرصاً كثيرة ولكن حتى لو اُعطيت فرصة جديدة
فستضيعها أيضاً.. وذلك لأنك مغلوب من طبيعتك الفاسدة المحزنة. فكم من
مرات يعاهد فيها الإنسان الله أن يرجع إليه
ثم يعود إلى الخطية مرة أخرى.
كما يقول الكتاب عن الإنسان الخاطئ الذى لا يتوب توبة حقيقية “كلب قد عاد إلى
قيئه وخنزيرة مغتسلة إلى مراغة الحمأة” (2بط2: 22).

        لهذا
ينبغى أن تتذكر قول الرسول “جميعكم ابناء نور. وابناء نهار. لسنا من ليل ولا
ظلمة. فلا ننم إذاً كالباقين بل لنسهر ونصحُ. لأن الذين ينامون فبالليل ينامون
والذين يسكرون فبالليل يسكرون وأما نحن الذين من نهار فلنصحُ لابسين درع الإيمان
والمحبة وخوذة هى رجاء الخلاص. لأن الله لم يجعلنا للغضب بل لاقتناء الخلاص بربنا
يسوع المسيح. الذى مات لأجلنا حتى إذا سهرنا أو نمنا نحيا جميعاً معه” (1تس5:
5-10).

 

الله
لم يجعلنا للغضب بل لاقتناء الخلاص

        لماذا تقول
أنا مرفوض من الله ولم تعد هناك أية فائدة منى. يقول معلمنا بولس الرسول:
“لأن الله لم يجعلنا للغضب بل لاقتناء الخلاص بربنا يسوع المسيح” (1تس5:
9). فالله يقول لك أنا أعدَّك لكى تعيش معى.

         يعطيك
الله إمكانية حياة القداسة، والإمكانية الكاملة أن ترضيه فى حياتك. فلماذا لا
تستفيد من هذه الإمكانيات المعطاة لك وتيأس وتستسلم لليأس؟!
فإن كان هناك من
له إمكانيات الحرب، ومعه صواريخ ومدافع، وله جميع الإمكانيات التى يمكنه أن ينتصر
بواسطتها، ومع ذلك يستسلم للعدو بكل سهولة. ويستسلم فى خنوع وهو غير مصدِّق أن
الأسلحة التى معه هى قادرة أن تعطيه النصرة، والغلبة فى القتال. فإن هذا الإنسان
يحتاج أن يصدِّق مواعيد الله، ويؤمن بعمله.. فهذا هو الإيمان الذى يستطيع أن ينقل
الجبال؛ أى يستطيع أن ينقل جبال الخطية الجاثمة على قلوبنا وصدورنا كقول الرب
“الحق أقول لكم لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل
من هنا إلى هناك” (مت17: 20).

هذا
هو الإنسان المسيحى الذى يستطيع أن ينقل جبل الخطية، ويقول له انطرح فى بحر هذا
العالم المتلاطم فينطرح ويصير هو حراً من الشر والخطية.

 

سؤال:
ما هو الاختطاف؟ وهل هو المجيء الثانى أو مجيء قبل الدينونة؟

الاختطاف
سوف يحدث فى المجيء الثانى للسيد المسيح، والذين سوف يختطفون لملاقاة الرب فى الهواء
(1تس4: 17) هم أولاد الله القديسون، والذين أرضوا الرب بأعمالهم الصالحة. وأما
الأشرار فيقال عنهم “هوذا يأتى مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وينوح
عليه جميع قبائل الأرض” (رؤ1: 7). “وهم يقولون للجبال والصخور اسقطى
علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف” (رؤ6: 16). فهؤلاء
الأشخاص سوف يكونون خجلين، ويفرُّون من وجه السيد المسيح لأنه عندما يأتى سوف يدين
كل واحد بحسب أعماله.

        سوف
تُقام محكمة إلهية.. ومجرد منظر الرب الإلهى سوف يشيع الخوف فى نفوس الأشرار،
ويشيع فرحاً فى نفوس الأبرار. وذلك مثل ما يحدث بالضبط عندما يصل مفتش أو مدير أو
أى شخص له سلطة فى مكان. فالذى عمل عملاً صالحاً سوف يكون فَرِحاً لأن المفتش سوف
يعرف كيف تعب وكيف أنتج ويكافئه. وأما الذى عمل عملاً سيئاً فسوف يكون فى هم
وخوف.. وفى لحظة مجيء هذا المفتش من الممكن ألا يحتمل الوجود فى مكان عمله ويحاول
أن يهرب..

        الإنسان
بمجرد أن ينظر إلى الرب القدوس: إن كان قد عاش نظير القدوس الذى دعاه فسيشتاق إليه
ويجرى نحوه ويتعلق بأثره فى حب واشتياق. وأما إن كان قد كسر وصاياه، ولم يرضهِ
فسوف يهرب عرياناً ويخزى. فمجيء السيد المسيح الثانى سيختطف فيه الأموات عديمو
الفساد، والأحياء المتغيرون أيضاً عديمو الفساد، لملاقاة الرب فى الهواء وأما
الأشرار فلن يستطيعوا أن يلتقوا بالرب القدوس.



[1]) انظر (أر
2: 27)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار