الإصحاح الخامس
الإصحاح الخامس]]>الإصحاح الخامس
الآيات (1-3) :-
و جاء جميع أسباطإسرائيل إلى داود إلى حبرون وتكلموا قائلين هوذا عظمك ولحمك نحن. ومنذ أمس وماقبله حين كان شاول ملكا علينا قد كنت أنت تخرج وتدخل إسرائيل وقد قال لك الرب أنتترعى شعبي إسرائيل وأنت تكون رئيسا على إسرائيل. وجاء جميع شيوخ إسرائيل إلى الملكإلى حبرون فقطع الملك داود معهم عهدا في حبرون أمام الرب و مسحوا داود ملكا علىإسرائيل.
هذه هى المرة الثالثةالتى يمسح فيها داود ملكاً وبهذا صار داود ممسوحاً وملكاً على كل الشعب ومنتخباًمنهم. وإجتماع الشعب كله تحت ملك داود رمز للمسيح الذى جعل الإثنين واحداً وكانقبل داود كل سبط يحارب وحدهُ لكن الآن الكل صار واحداً فى داود. بل نجد الآف فىحبرون يبايعون داود (1أى12: 23-40) ويقول لهُ الشعب هوذا عظمك ولحمك نحن أىنحن أقرباء وإخوة وأنت ستعطف علينا وتبحث عن مصالحنا. قالوا هذا بعد أن رأوا نجاحيهوذا تحت قيادة داود ولنلاحظ كيف درب الله داود ليكون قائداً ناجحاً قبل أن يملك.
1- علمه الصبر وإحتمال الضيقات فلم يذق داود طعمالراحة بل كان فى جهاد مستمر.
2- علمه الإتضاع فلم يطلب لنفسه ملكاً ولا مجداً.بل لم يوبخ الشيوخ حين جاؤا لهُ.
3- علمه عن طريق أبيجايل أن لا ينتقم لنفسه مهماكانت قوته. بل تعلم حب الجميع حتى من قاوموه.
4- علمه الإتكال على الله فهو لا يصنع شيئاً دونسؤال الله.
هكذا كل الضيقات التىتحيط بنا هى مدرسة لتعليمنا.
آية (4) :-
كان داود ابن ثلاثينسنة حين ملك وملك أربعين سنة.
كان داود إبن 30 سنةحين ملك:نفس عُمْر يوسف حين ملك وهو عُمْر الكاهن حين يبدأ خدمته وعمر المسيح حين بدأ فىالتبشير. وملك 40 سنة: رقم 40 هو رقم رمزى فى الكتاب المقدس يشير لفترةزمنية محددة أو مهلة يعطيها الله للبشر وبعدها تكون خيرات (إن تابوا) أو لعنات (إنإستمروا فى خطيتهم) وأمثلة لذلك نينوى/ الطوفان. فنينوى تابوا وإن كانوا قد رفضوالكانوا هلكوا بعد 40 يوماً. والطوفان إستمر 40 يوماً وفى المقابل نجد أن موسى/إيليا/ والمسيح صاموا 40 يوماً فهكذا ينبغى أن نحيا زاهدين فى العالم نصوم ونصلىرافضين مملكة إبليس وخداعاته فيملك المسيح على قلوبنا وبعد إنتهاء فترة العالم الـ40 سنة رمزياً سيأتى المسيح. فمن عاش فى توبة يملك المسيح عليه للأبد فى المجد ،ومن عاش فى عصيان لن يرى مجد المسيح بل لهُ مكان آخر. ويكون ملك داود 40 سنة رمزللحياة الحاضرة فخلال الـ 40 سنة لداود كان هناك من يخضع لهُ وهناك من يتمرد عليهوالآن بالنسبة لملك المسيح “لسنا نرى الكل بعد مخضعاً لهُ (عب8:2) فهناك منيخضع للمسيح وأيضاً من يتمرد عليه. وهذه الصورة وقتية ستنتهى بمجئ المسيح الثانى.
آية(5) :-
فيحبرون ملك على يهوذا سبع سنين وستة اشهر وفي أورشليم ملك ثلاثا وثلاثين سنة علىجميع إسرائيل و يهوذا.
وبهذايصير رمزياً أيضاً أن داود أسس المملكة الموحدة فى 33 سنة وهكذا المسيح أسس كنيستهفترة وجوده على الأرض فى 33 سنة.
الآيات(6-10) :-
وذهبالملك ورجاله إلى أورشليم إلى اليبوسيين سكان الأرض فكلموا داود قائلين لا تدخلإلى هنا ما لم تنزع العميان والعرج اي لا يدخل داود إلى هنا. واخذ داود حصن صهيونهي مدينة داود. وقال داود في ذلك اليوم أن الذي يضرب اليبوسيين ويبلغ إلى القناةوالعرج والعمي المبغضين من نفس داود لذلك يقولون لا يدخل البيت أعمى أو اعرج.وأقام داود في الحصن وسماه مدينة داود وبنى داود مستديرا من القلعة فداخلا. وكانداود يتزايد متعظما والرب اله الجنود معه.
كانتيبوس أسم أورشليم فى عهد اليبوسيين ولكنها أصغر كثيراً من مساحة أورشليم أيامسليمان. ورأى داود أن موقعها يناسب العاصمة فهى لها موقع منيع للغاية ومرتفعة أكثرمن حبرون وحولها جبال وتحيط بها وديان عميقة وهى على حدود يهوذا وبنيامين فبهذاترضى السبطيين (سبط داود وسبط شاول). واليبوسيين قبيلة كنعانية [تك16:10، 21:15] +(خر8:3) إذاً هم من الشعوب التى وعد الله شعبه إسرائيل أن يحتلوا أرضهم. أعطيتأرضهم لبنيامين (يش28:18) ثم إحتلها يهوذا فهى على تخمهم وأحرقوها (يش8:15 +قض8:1). ويقول يوسيفوس أن اليبوسيين تركوا الأرض لكنهم لم يفقدوا القلعة التى فيهاوإنما سكنوا مع بنى يهوذا وبنيامين كغرباء (يش63:15 + قض21:1 ، 11:19) وبقوا فيهاحتى بعد أن أخذ داود حصنهم (2صم24: 16-18). وكان اليبوسيين واثقين أن داود لنيتمكن من الإستيلاء على حصنهم بسبب مناعته حتى لو كان من بداخله عمى وعرج. لذاقالوا فى إستخفاف. لا تدخل إلى هنا ما لم تنزع العميان والعرج. فأعلن داودعن مكافأة لمن يضرب المدينة. ويبلغ إلى القناة: وهذه القناة أثبتت الحفرياتوجودها. فقد إكتشفوا مجرى عمودى عمقه 40 قدماً ونفقاً أفقياً طوله 60 قدماً حفرهااليبوسيين ليأتوا بالمياه من نبع يدعى = نبع العذراء” كان خارج أسوارالمدينة. وكانت جرأة يوآب أنه باغت اليبوسيين الواثقين من أنفسهم عن طريق تلكالقناة. فمن يبلغ القناة يدخل إلى الحصن. والذى أرشدهم للحل هو داود إذ قال “إنالذى يضرب اليبوسيين ويبلغ إلى القناة والعرج والعمى. . ولم تكمل الأية هنا بلكُملت فى (1أى6:11). والذى إختصره الكاتب هنا مكافأة من يدخل فهو سيصير رأساًوقائداً. فالمدينة كانت محصنة تماماً لكن يوجد لها مدخل عبر القناة إكتشفه داودوكانت مغامرة صعبة أن يدخل أحد للمدينة من هذه القناة
ولاحظ أن داود أمّن على تسمية اليبوسيين لأنفسهمفأسماهم
عرجوعمى.
لذلكيقولون لا يدخل البيت أعمى أو أعرج: إذ دخل داود لميَعُدْ بالمدينة أعمى أو أعرج فهم طردوا اليبوسيين (العمى والعرج) وإحتل المدينةرجال داود الأقوياء المبصرين وهم قادرون على السير والحرب والإنتصار. وبعد هذا لنيدخل يبوسى وثنى ثانية (أعمى وأعرج). وهكذا إذ يملك المسيح على القلب لا يجب أنتدخله محبة وثنية غريبة ولاحظ أنه قيل عن الأوثان (لا تسمع ولا تتحرك ولا ترى …)فكل محبة لخطية تقود للعمى وللعرج. لذلك يقولون: أى صار هذا مثلاً يمكن أنيقولونه على أى إنسان مكروه. وما حدث كان يرمز لما فعله المسيح. فالعالم إحتلهإبليس وصيّر البشر عمى وعرج لا يعاينوا ملكوت السموات وغير قادرين على السيروالحركة نحوه. وقد ظن الشياطين أنهم محصنون وأن المسيح غير قادر على الحل ولكن دخلالمسيح للعالم وأقام بصليبه ملكوته التى سبق وملك عليها عدو الخير ، وأنار عيون منكانوا عمياناً وصرنا نجرى وراءه بعد أن كنا عرجاً. وربما صمت سفر صموئيل عن ذكرإسم يوآب والمكافأة لأنه أراد أن يكون داود وَحْدَهُ فى الصورة، وهو وَحْدَهُالمنتصر فعمل الصليب كان للمسيح فقط لم يتدخل فيه إنسان.
أية(9) :-بنى داود مستديراً من القلعة فداخلا:صارت المدينة لها شكل دائرة بلا بداية ولا نهاية أى أبدية. ولاحظ أن كلمة يبوس:مدوسة بالأقدام. فبعد أن كنّا كشعب الله مدوسين من الشياطين تحولنا لكنيسة يملكعليها للأبد. وفى أية (10) :- الرب إله الجنود داود كان يتزايد فى العظمةلكن الله هو القائد الحقيقى وهو المحارب عنهم ليهبهم النصرة والمجد.
آية (11) :-
وأرسل حيرام ملك صوررسلا إلى داود وخشب أرز ونجارين وبنائين فبنوا لداود بيتا.
مع كل نصرة حقيقيةيواجه المؤمن أمرين: 1- مقاومة من العدو تؤول به إلى نصرة جديدة. 2- إنجذاب البعضلله العامل فيه وللمجد الذى ظهر فيه والبركة التى صاحبته. وكانت صور فى ذلك الوقتقد بلغت العظمة وبدأ حيرام ملكها فى صداقة لداود دامت حتى أيام سليمان. ولقدإستفاد داود من هذه الصداقة فشعب إسرائيل شعب زراعة ورعى وليسوا بنائين. والآن إذتثبتت المملكة تحتاج لبناء وتعمير. وأرسل حيرام خشب الأرز الذى لا يُسَوّس لداودليبنى لهُ بيتاً وأرسل بنائين. وإستخدمت إسرائيل صور كبلد ساحلى تشترى منها وتبيعلها محاصيلها. وصور وصلت للشرق البعيد (الهند وبلاد العرب) عن طريق إسرائيل.فسلامنا مع الله يثمر سلاماً مع الغير وحتى مقاومة الأشرار يحولها الله لنموناوفرحنا الداخلى.
آية (12) :-
وعلم داود أن الرب قدأتثبته ملكا على إسرائيل وانه قد رفع ملكه من اجل شعبه إسرائيل.
بعد 20 عاماً عَلِم داودأن الله قد أثبته ملكاً (20 عاماً بعد مسحة صموئيل) ولنثق أن وعد الله لابد وسينفذحتى وإن طال الوقت.
الآيات (13-16) :-
واخذ داود أيضا سراريونساء من أورشليم بعد مجيئه من حبرون فولد أيضا لداود بنون وبنات. وهذه أسماءالذين ولدوا له في أورشليم شموع وشوباب وناثان وسليمان. ويبحار واليشوع ونافجويافيع. واليشمع واليداع واليفلط.
ناثان من أسلاف المسيحفى لوقا ، وسليمان من أسلاف المسيح فى متى. ولاحظ عيوب كثرة النساء والسرارىوالخلافات التى تنشأ عن هذا. وهل كثرة النساء تحمى الإنسان من الشهوة ، فها هوداود يشتهى بثشبع بعد ذلك. والأخوة لم يشعروا بأخوتهم فزنى الأخ بأخته.
الآيات (17-21) :-
وسمع الفلسطينيون انهمقد مسحوا داود ملكا على إسرائيل فصعد جميع الفلسطينيين ليفتشوا على داود ولما سمعداود نزل إلى الحصن. وجاء الفلسطينيون وانتشروا في وادي الرفائيين. وسال داود من الربقائلا ااصعد إلى الفلسطينيين أتدفعهم ليدي فقال الرب لداود اصعد لاني دفعا ادفعالفلسطينيين ليدك. فجاء داود إلى بعل فراصيم وضربهم داود هناك وقال قد اقتحم الربأعدائي أمامي كاقتحام المياه لذلك دعي اسم ذلك الموضع بعل فراصيم. وتركوا هناكأصنامهم فنزعها داود و رجاله.
مع كل نصرة نتوقع حرباًومقاومة من الخارج أو الداخل لكنها تتحول لنصرة جديدة وغالباً فالفلسطينيين خططوالضرب داود قبل أن يستكمل جيشه وبناء جيشه من الأسباط العشرة فهى ضربة إجهاض. وجاءتهذه الضربة بعد أن إجتمع الألاف مع داود فى حبرون ثم إنصرفوا عنهُ بعد أن ملكوهوكل واحد عاد إلى سبطه ولم يتبقى سوى عدد قليل أى حرسه الخاص فهاجمه الفلسطينيينوهو غير مستعد فهرب إلى الحصن فى مغارة عَدُلاّم (1أى15:11) وبينما هو فى عدلامنزل الفلسطينيين إلى وادى الرفائيين وإنتشروا هناك. وكان عدد داود ورجاله قليلاًجداً بالمقارنة مع جيش الفلسطينيين ولكنه سأل الله والله سمح بالحرب بعلفراصيم: أى سيد الهزيمات والكلمة تعنى أن داود هو الذى سيسود إذا خرق الطرفالآخر عهوده وسيلحق الهزائم بالطرف الآخر وتركوا هناك أصنامهم: الفلسطينيينفى حروبهم القوا بالهتهم الثقيلة ليسهل هروبهم فهى صارت عبئاً ثقيلاً عليهم وهكذافالله قادر أن يجعل كل خاطئ يكره خطيته. ولكن الشيطان لا ييأس فبعد أن أنكسرالفلسطينيون وهربوا عادوا وتجمعوا ثانية.
الآيات (22-25) :-
ثم عاد الفلسطينيونفصعدوا أيضا وانتشروا في وادي الرفائيين. فسال داود من الرب فقال لا تصعد بل در منورائهم و هلم عليهم مقابل اشجار البكا. وعندما تسمع صوت خطوات في رؤوس اشجار البكاحينئذ احترص لأنه إذ ذاك يخرج الرب أمامك لضرب محلة الفلسطينيين. ففعل داود كذلككما أمره الرب و ضرب الفلسطينيين من جبع إلى مدخل جازر.
لاحظ عمل الله فهو يرشدداود عن الخطة الحربية. أشجار البكا: أشجار يتساقط منها عصير يشبه الدموع. صوتخطوات: صوت خطوات عسكرية منتظمة فى رؤوس أشجار البكا: هو صوت ريح فىرؤوس الأشجار. فالله أجرى ريحاً سببت صوت يشبه وقع أقدام جيش ليرعب الفلسطينيين.فنفس الصوت الذى طمأن داود أن الله معهُ أرعب أعداء داود. ونحن علينا ان نجاهد كماحارب داود فى وادى البكاء أى هذا العالم أى نندم على خطايانا ونبكى عليها واللهيرعب أعدائنا الشياطين. من جبع إلى مدخل جازر: أى أن الفلسطينيين بعد أنإنكسروا لجأوا فى هروبهم إلى جبع فتابعهم داود فهربوا إلى مدخل جازر وهم منكسرين.
* مادة صمغيةلها رائحة عطرية. + المهم أن نعلم أن الله أمامنا فى حروبنا الروحية فلنتشدد.