اللاهوت الدفاعي

سؤال (10):



سؤال (10):

سؤال (10):

          كان شاول يعترف بخطاياه أمام صموئيل
النبى، ولكن الله كان قاسياً جداً عليه، مما دفعه إلى اليأس وفقدان الرجاء واللجؤ
إلى طلب السحر والجان بدلاً من اللجوء إلى الله. فلماذ رفض الرب شاول؟

الجواب:

          لا أحد يشك فى مراحم الله الكثيرة على
الإنسان، الذى لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا، الداعى الكل إلى الخلاص:

+ (الأمثال 1 : 23) ارجعوا
عند توبيخي. هئنذا أفيض لكم روحي. أعلمكم كلماتي
.

+
(إرميا 3 : 22)
ارجعوا أيها البنون العصاة فأشفي عصيانكم.

+
(حزقيال 33 : 11)
حي أنا يقول السيد الرب, إني لا أسر بموت
الشرير, بل بأن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا. إرجعوا ارجعوا عن طرقكم الرديئة.
فلماذا تموتون يا بيت إسرائيل؟
.

+ (زكريا 1 : 3) هكذا
قال رب الجنود: ارجعوا إلي يقول رب الجنود فأرجع إليكم يقول رب الجنود
.

+
(ملاخى 3 : 7)
من أيام آبائكم حدتم عن فرائضي ولم تحفظوها. ارجعوا إلي أرجع
إليكم قال رب الجنود
.

          ولتوضيح تلك النقطة يجب أولاً فهم وتحليل
شخصية شاول الملك، وكيف كانت بداية حياته، حتى أصبح ملكاً، لنعرف كم كانت مراحم
الله كثيرة على شاول:

1-   الرب هو الذى
إختار شاول لكى يصبح ملكاً على بنى إسرائيل”
والرب
كشف اذن صموئيل قبل مجيء شاول بيوم قائلا، غدا في مثل الان ارسل اليك رجلا من ارض
بنيامين فامسحه رئيسا لشعبي اسرائيل فيخلص شعبي من يد الفلسطينيين
” (صموئيل الأول 9 : 15-16)

2- فى أول لقاء
بين صموئيل النبى وشاول، إندهش وتعجب من ترحيب صموئيل النبى معه وقال له: “
فاجاب شاول وقال اما انا بنياميني من اصغر اسباط اسرائيل وعشيرتي اصغر كل
عشائر اسباط بنيامين فلماذا تكلمني بمثل هذا الكلام
” (صموئيل الأول 9 : 21).

3-   قام صموئيل
النبى بتزكية شاول أمام جميع الشعب عندما قال لهم “
فقال
صموئيل لجميع الشعب ارايتم الذي اختاره الرب انه ليس مثله في جميع الشعب فهتف كل
الشعب و قالوا ليحي الملك
” (صموئيل
الأول 10 : 24).

4-   حل روح الرب على شاول وتنبأ وتحول إلى رجل أخر، “فيحل عليك روح الرب فتتنبا معهم وتتحول إلى رجل اخر” (صموئيل الأول 10 : 6).

5-   أعطى
الرب شاول قلباً جديداً أخر حتى يسلك فى شرائع الله بعدل وإستقامة: “
وكان عندما ادار كتفه لكي يذهب من عند صموئيل ان الله اعطاه قلبا اخر” (صموئيل الأول 10 : 9).

          فالله أفاض بمراحمة الكثيرة على شاول،
أما كون شاول كان يعترف بخطيتة أمام صموئيل النبى، فيجب علينا أن نفرق جيداً بين
الإعتراف بالخطيئة بدافع التوبة، وبين الإعتراف بالخطيئة بدافع التخلص من موقف
معين، كأن يعترف الشخص بخطأ معين إرتكبة ليثبت أن الآخر كان على حق.

          يوضح البابا شنودة الثالث فى كتاب سنوات
مع أسئلة الناس (الجزء الثالث):

http://www.calloflove.net/avatony/book/pope_books1.rar

إن سر الاعتراف في
الكنيسة يسمي أيضاً سر التوبة، فلابد ان يتوب الإنسان ثم يأتي معترفاً بخطاياه،
والاعتراف بدون توبة لا قيمة له. ولا يمكن ان يحظي المعترف بالمغفرة ما لم يكن
تائباً، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك، منها:

1-   كان فرعون
يصرخ لموسى من ذعر الضربات قائلاً: “أخطأت” وهو قاسي القلب من الداخل غير
تائب، وحالما ترتفع الضربة يعود ويظهر على حقيقته مرة أخرى، ويعود يكرر أخطاءه.

2-   عخان بني
كرمي لم يأت تائباً معترفاً، وإنما كشفه الله علي الرغم منه فاضطر إلي الإقرار، فعندما
انهزم الشعب وقال الرب: “في وسطك حرام يا اسرائيل” ولم يعترف عخان.
وبدأت القرعة والتهديد ولم يعترف. وكذلك لم يعترف عندما وقعت القرعة علي سبطة، ولا
عندما وقعت علي عشيرته، ولا عندما وقعت علي بيته. وأخيراً كشفه الرب بالاسم..
فاضطر للاقرار. فهل كان في كل ذلك تائباً؟

وبالمثل عندما
إعترف شاول الملك لصموئيل النبي، لم يكن بدافع التوبة وعندما قال: “أخطأت”
كان كل هدفه أن يمضي صموئيل النبي معه لا عن توبة، وإنما لأجل كرامته كملك وإظهار
مجده الشخصى، ولأجل أن يرفع وجهه امام الشعب!! قائلاً له: “
فاكرمني امام شيوخ شعبي وأمام اسرائيل” (صموئيل الأول 15: 24-26)

          نتذكر قصة آخاب الملك عند قتل نابوت
اليزرعيلى، وكيف أرسل الله له إيليا النبى ليوخة وينذرة بالهلاك، من أجل الشر الذى
عملة فى عينى الرب، وجعل إسرائيل يخطئ، فيقول الكتاب: “
27 ولما سمع اخاب هذا الكلام شق ثيابه وجعل مسحاً على جسده وصام وإضطجع
بالمسح ومشى بسكوت. 28 فكان كلام الرب إلى ايليا التشبي قائلا: 29 هل رأيت كيف إتضع
آخاب أمامي فمن أجل إنه قد إتضع أمامي لا أجلب الشر فى أيامه بل فى أيام إبنه أجلب
الشر على بيته
” (الملوك الأول 21 : 27-29)

          وهكذا من أجل إتضاع آخاب أمام الرب،
لم يجلب الرب الشر فى أيامة، بعكس شاول، فعندما وبخة صموئيل النبى أمام الشعب لم
يسمع له، لم يشق ثيابة، ولم يجعل مسحاً على جسدة، ولم يصوم، ولم يتضع وينسحق أمام
الرب مثل آخاب، بل كان كل هدفة هو أن يسجد معة صموئيل امام الرب حتى ينال كرامة فى
أعين الشعب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار