المسيحية

هل المسيح خالق ومخلوق؟



هل المسيح خالق ومخلوق؟

هل
المسيح خالق ومخلوق؟

قال
المحاور الغير مؤمن:
انت يذلك تجعل من المسيح خالق ومخلوق!

قلت
بنعمة الرب:
لا.. انا لم ذلك انت الذي تقول.. بل انني ارفض هذا الأدعاء..
ولو درسنا تفاسير آئمة التفسير نجد انهم قالوا عنه إنه خلق بكلمة كن. لذا دعى كلمة
الله. فالملاك جبريل يقول لأمه مريم: ” سبحانه إن أراد شيئا فإنه يقول له كن
فيكون “. ولقد جاء فى القرآن قوله: ” مثل المسيح كمثل آدم خلقه من تراب
وقال له كن فكان” فهل كلمة خلقه هذه شملت عيسى، كما شملت آدم قبله؟ فآدم حين
خلق، خلقه الله من تراب، أو من حما مسنون، أو من طين كالصلصال، أو من تراب وطين
هذه كلها وصفات جاءت فى القرآن. وبنو آدم يأتون إلي العالم بطريقة آخرى.

جاء
فى القرآن قوله: ”
ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه
نطفة فى قرار مكين”. والنطفة هى منى الرجل، والقرار المكين هو رحم المرأة.

جاء
فى كتاب التفسير المنير ج1، ص130:
(هو الذى خلقكم من طين) أى أن الله خلق
جميع الإنسان من آدم وآدم كان مخلوقا من طين فلهذا السبب قال هو الذى خلقكم من طين
أى من جميع أنواعه فلذلك اختلفت ألوان بنى آدم، وعجنت طينتهم بالماء العذب والملح
المر فلذلك اختلفت أخلاقهم وأيضا أن الإنسان مخلوق من المنى والمنى إنما يتولد من
الأغذية وهى إما حيوانية أو نباتية فحال الحيوانية كالحال فى كيفية تولد الإنسان
فبقى أن تكون الأغذية نباتية فثبت أن الإنسان مخلوق من الأغذية النباتية ولاشك
أنها متولدة من الطين فثبت أن كل إنسان متولد من الطين وقبل عن الإنسان أيضاً أنه
خلق من ماء دافق، يتدلى فى الصلب. فبأي طريقه خلق المسيح حسبما يقول الرقرآن؟

جدلا نسأل بأى طريقة خلق المسيح؟

المسيح
لم يخلق من تراب كآدم.. ولم يخلق من نطفة كبنى آدم..

إن
الشجرة أو ألعو سجه التى منها تحدث الله إلي موسى، وفيها سمع صوته كانت مخلوقة بلا
أدنى شك، أما الصوت الذى تحدث مع موسى لم يكن صاحبه قط مخلوقا لأنه خالق كل مخلوق.

جاء
كتاب التفسير المنير ج1 ص101 ما نصه:

وروى
أنه حضر وفد نجران على رسول الله صلى عليه وسلم فقالوا له ما شأنك تذكر صاحبنا
وتسبه فقال من هو قالوا عيسى قال وما أقول قالوا تقول إنه عبد قال أجل هو عبد الله
ورسوله وكلمته ألقاها إلي العذراء البتول فغضبوا وقالوا هل رأيت إنسانا قط من غير
آب ومن لا أب له فهو ابن الله ثم خرجوا من عنده صلى الله عليه وسلم فجاءه جبريل
فقال قل لهم إذا أتوك (إن مثل عيسى عند الله) أى أن صفة تخلق عيسى فى تقدير الله
وحكمه بلا أب (كمثل آدم) أى كصفة قالب آدم (خلقه من تراب) بلا أب وأم (ثم قال له)
أى لآدم (كن فيكون) أى نفخ فيه الروح وكذلك عيسى قال له كن من غير أب فكان ولدا
بلا أب فإذا كان آدم كذلك ولم يكن إبنا لله فكذلك عيسى فمن لم يقر بأن الله خلق
عيسى من غير أب مع اقراره بخلق آدم بغير أب وأم فهو خارج عن طور العقلاء وأيضا إذا
جاز أن يخلق الله آدم من التراب فجواز خلق الله تعالى عيسى من دم مريم من باب أولى
فإن هذا أقرب إلي العقل من تولد الحيوان من الدم الذى يجتمع فى رحم الأم أقرب من
تولده من التراب اليابس (الحق) أى الذى أنزلت عليك من خبر عيسى أنه لم يكن الله
ولا ولده ولا شريكه هو (من ربك) والباطل من النصارى واليهود فالنصارى قالوا إن
مريم ولدت ألها واليهود رموا مريم بالأفك ونسبوها إلي يوسف النجار (فلا تكن من
الممترين) أى من الشاكين فيما بينت لك من تخليق عيسى بلا أب والخطاب للنبى صلى
الله عليه وسلم تحريكات له لزيادة ثباته على اليقين ولكل سامع لنزع عما يورث
الأمتراء ثم ذكر الله تعالى خصومة وفد نجران مع النبى صلى الله عليه وسلم بعدما
بين لهم أن مثل عيسى عند الله كمثل آدم

جاء
فى تفسير القرآن العظيم لأبن كثير ص367 ما نصه:

يقول
جلا وعلا (إن مثل عيسى عند الله) فى قدرة الله حيث خلقه من غير أب (كمثل آدم) حيث
خلقه من غير أب ولا أم بل (خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) فالذى خلق آدم من غير
أب قادر على أن يخلق عيسى بطريق الأولى والأحرى، وإن جاز أدعاء النبوة فى عيسى
لكونه مخلوق من غير أب فجوز ذلك فى أدم بالطريق الأولى، ومعلوم بالإتفاق أن ذلك
باطل فدعواه فى عيسى أشد بطلانا وأظهر فسادا ؛ ولكن الرب جل جلاله أراد أن يظهر
قدرته لخلقه حين خلق آدم لا من ذكر ولا من أنثى، وخلق حواء من ذكر بلا أنثى، وخلق
عيسى من أنثى بلا ذكر، كما خلق بقية البرية من ذكر وأنثى، ولهذا قال تعالى فى سورة
مريم (ولنجعله آية للناس) وقال ههنا (الحق من ربك فلا تكن من الممترين) أى هذا هو
القول الحق فى عيسى الذى لا محيد عنه ولا صحيح سواه

أما
كون المسيح خالقا فهذا لا يحتاج دليلا: فالقرآن لم يقل عن غيره أن يخلق.. والله لم
يسمح لغيره أن يخلق.. فهو الوحيد مع الله أو بالله الذى يخلق. فالله يقول له: إذ
تخلق من الطين كهيئة الطير وهو يقول عن نفسه: إنى أخلق من الطين كهيئة الطير وكلمة
يخلق، تأتى فى الماضى ” خلق” وأسم الفاعل منها يأى كفعله الثلاثى على
وزن كلمة ” فاعل” أى خالق. فالمسيح إذ يخلق، فهو خالق بلا أى جدال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار