المسيحية

الفارقليط هل هو محمد؟



الفارقليط هل هو محمد؟

الفارقليط
هل هو محمد؟

جاء
في السيرة النبوية لأبن هشام ما يلي:

صفة
رسول الله من الإنجيل (تبشير يحنس الحواري برسول الله صلي الله عليه وسلم):

قال
أبن إسحاق: وقد كان، فيما بلغني عما كان وضع عيسى بن مريم فيما جاءه من الله في
الإنجيل لأهل الإنجيل من صفة رسول الله صلعم، مما أثبت يحنس الحواري لهم، حين نسخ
لهم الإنجيل عن عهد عيسى بن مريم عليه السلام في رسول الله صلعم إليهم أنه قال: من
أبغضني فقد أبغض الرب، ولولا أني صنعت بحضرتهم صنائع لم يصنعها أحد قبلي، ما كانت
لهم خطيئة، ولكن من الآن بطروا وظنوا أنهم يعزونني، وأيضا للرب، ولكن لا بد من أن
تتم الكلمة التي في الناموس: أنهم أبغضوني مجانا، أي باطلا
. فلو قد جاء
المنحمنا هذا الذي يرسله الله إليكم من عند الرب، (و) روح القدس، هذا الذي من عند
الرب خرج، فهو شهيد علي وأنتم أيضا، لأنكم قديما كنتم معي في هذا قلت لكم: لكيما
لا تشكوا
.

 

والمنحمنا
(بالسريانية): محمد: وهو بالرومية: البرقليطس (السيرة النبوية)
.

 

لهذا
السبب وبسبب ما ورد في سورة الصف يدعي بعض المسلمين في جدالهم مع المسيحيين أن
الفارقليط ” أي الروح القدس ” الوارد ذكره في إنجيل يوحنا هو
“محمد” ويشيرون ألي بعض الآيات الكتابية التي أبرزها:

 

“إن
كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي وأنا أطلب من الأب فيعطيكم معزيا (فارقليطا) آخر
ليمكث معكم إلي الأبد، روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا
يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم (يوحنا 14: 15 – 17)

 


بهذا كلمتكم وأنا عندكم، وأما المعزي (الفارقليط) الروح القدس الذي سيرسله الآب
باسمي فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم ” (يوحنا 14: 25 – 26)

 

“ومتي
جاء المعزي (الفارقليط) الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق الذي من عند الآب
فهو يشهد لي، وتشهدون أنتم أيضا لأنكم معي من الإبتداء “
. (يوحنا 15:
26 – 27)

 

“ولكني
أقول الحق إنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي (الفارقليط)
. ولكن إن
ذهبت أرسله إليكم “. (يوحنا 16: 7). وقد تناول علماء المسلمين من قدامي
ومحدثين وعلي رأسهم أبن تيمية في كتاب “الجواب الصحيح لمن دين المسيح “،
وأبن قيم الجوزية في كتابه (هداية الحيارى في الرد علي اليهود والنصارى)
. هذه الآيات
بالدراسة زاعمين أن المعزي (الفار قليط) هو محمد، وأن الماكث معهم إلي الأبد هي
الرسالة الإسلامية التي لا تتسخ ولا سيما أنها حسب رأيهم، آخر الرسالات وأكملها
.

 

فكان
لا بد، والحالة هذه، وخدمة للحقيقة الإلهية، وتصحيحا لمسار خاطئ غلب علي عقول
المسلمين الذين تواترت إليهم هذه التأويلات أن نعرض لهذا الموضع كما نصت عليه
أسفار الكتاب المقدس ولا سيما الأناجيل، لعلني نسعف أصحاب العقول المتطلعة إلي
المعرفة اليقينية علي اكتشاف الحقيقة الهامة، التي لا بد في ظني أن نعرض لها
لنسترعي انتباه القراء المسلمين الذين لم يطلعوا علي وجهات النظر المسيحية، وإنما
اقتفوا من غير تبصر خطي علمائهم المسلمين الذين أخفقوا في إدراك المعاني الحقيقية
لهذه الآيات البينات، في محاولة فاشلة منهم للبرهنة عن أن الكتاب المقدس قد تنبأ
حقا عن مجيء “محمد”
. وكان الغرض الأساسي من هذا التأكيد هو
إضفاء صفة الشرعية علي مؤسس الإسلام كأحد الأنبياء أولي الزم، وعلي صحة نبوته
ورسالته في عيون أهل الكتاب
. وسنحاول في هذه الدراسة الموجزة أن نثبت
بطلان هذه الدعوة، ليس علي أساس عاطفي أو تهجمي، إنما بإيراد الحقائق الصادقة
.

 

هناك
ثلاثة دواع رئيسية فرضت علي علماء المسلمين المجاهرة بمثل هذه المزاعم والتأكيد
علي أن الكتاب المقدس قد تنبأ بمجيء محمد:

 

أولا:
لأن سورة الصف (61: 6) تدعي أن محمد قد ذكر اسمه في الإنجيل، وزعموا أن عيسى أبن
مريم قد قال: { إذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا
بما يدي من التوراة ومبشرا برسول من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينت قالوا هذا
سحر مبين }.

ثانيا:
إن المسلمين يؤمنون بأن كلا من الكتاب المقدس والقرآن يقران بمجيء المسيح فالعهد
القديم ملئ بالنبوات الواضحة عن مجئ المسيح والتي تحققت بحذافيرها في العهد الجديد،
كما نصت عليه الأناجيل ورسائل الرسل، فكان هذا التحقيق أبلغ شاهد علي صحة الكتاب
المقدس
. والقرآن
نفسه يشهد بأبلغ بيان لمجيء المسيح ورسالته، وإن كان ينفي صفته اللاهوتية
. غير أن
اليهود أو المسيحيين ينكرون وجود نبوءة واحدة أو حتى عبارة ما في التوراة أو
الإنجيل تنبئ بمجيء محمد أو تشير من بعيد أو قريب إلي رسالته. لهذا أنكب العلماء
المسلمون بكل اجتهاد علي البحث بين أسفار الكتاب المقدس لعلهم يعثرون علي أية نبوة
تصادق علي دعواهم وتضفي صفة الشرعية علي نبوءة محمد في عيون أهل الكتاب
.

 

ثالثا:
إذا صح وجود مثل هذه النبوات، يضحي من الواجب علي اليهود والنصارى أن يذعنوا
لرسالة محمد ويعترفوا به نبيا بل عليهم أن يعتنقوا الإسلام دينا من حيث هو، كما
يدعون، آخر الإعلانات الإلهية وأكملها وأفضلها لصالح الجنس البشري
.

 

عندما
نتأمل في الآيات المذكورة أعلاه لا بد لنا أن نتوقف عند بعض المصطلحات والعبارات
التي من شأنها أن تلقي أضواء علي بعض هذه القضايا لأنها ترتبط ارتباطا وثيقا
بطبيعة البحث، ولأن وجودها أساسي في تفنيد ادعاءات العلماء المسلمين ومزاعمهم
.

 

أولا:
إن اصطلاحي “الآب”
و“والأبوة” المعزوين ألي الله
عرضه لاستنكار المسلمين “فالآب” هو الأقنوم الأول من الثالوث الإلهي،
وهو أمر مرفوض في اللاهوت الإسلامي، ومن التجديف أن ندعو الله “بالآب”
. أما المسيح
الكلمة لوجوس فهو الأقنوم الثانى من هذا الثالوث كما هو في الوقت نفسه أبن الإنسان،و
” الأبن ” هذا هو الذي طلب من الآب أن يرسل (الفارقليط) أي الروح القدس
الذي يشكل الأقنوم الثالث من الثالوث الأقدس
.

 

ثانيا:
تعني لفظة (الفارقليط): المعزي، المعين، المدافع، المشير، وليس “محمدا”
كما يزعم العلماء المسلمون
. أن العبارة الواردة في يوحنا 14: 15
” وسيعطيكم (فارقليطا) معزيا آخر ” تتضمن حقيقة ذات مغزى لأننا إذا
افترضنا جدلا أن معناها “محمد” فأن ذلك يولد مشكلة خطيرة للمسلمين، أو
كما يقول جلكرست: إن كان المسيح كما يزعم المسلمون قد أنبأ بمجيء محمد بذكر ذات
اسمه، فإن الآية (حسب التفسير القرآني) القرآنية يجب أن تقرأ: ” وأنا أطلب من
الآب أن يعطيكم (محمدا) آخر “.

 

إن
مثل هذا التأويل يتعارض مع العقيدة الإسلامية لأنه يدعو إلي وجود ” محمدين
” سبق أحدهما الآخر، وهو أمر يستنكره المسلمون أشد الاستنكار
.

 

ثالثا:
وعلي النقيض التفسير الإسلامي الشائع، فإن هذه الآيات تتفق كليا مع المفهوم
المسيحي لعقيدة الروح القدس
. فالمسيح إبان حياته الأرضية كان المعزي
الأول الذي شجع قلوب حوارييه وملأها بسلامه
. ولكن بعد
صعوده إلي السماء أرسل إليهم (الفارقليط) الروح القدس ليعزيهم ويمكث معهم إلي
الأبد. فإذا كان (الفارقليط) هو “محمد” حقا لتوجب عليه أن يمكث في
الحواريين إلي الأبد، وهو أمر لم يحدث قط
. وإذا فرضنا
أن هذه العبارة تشيرالى الرسالة الاسلامية فان ذلك يعنى أن الكنيسة المسيحية ظلت
من غير (فارقليط) منذ أيام المسيح حتى ظهور الإسلام والدعوة الإسلامية
. أضف إلي
ذلك أن الكنيسة المسيحية لم تعترف في يوم من الأيام بصدق نبوة محمد أو صحة دعوته
.

 

ومن
الجدير بالذكر هنا أنه لو كان محمد هو (الفارقليط) لاقتضى علي الكنيسة أن تؤمن به
حتى لو رفضه العالم كله، لأن الآية تقول: “…روح الحق الذي لا يستطيع العالم
أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه ؛ وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم
“. (يوحنا 14: 17) والواقع أ ن هذا الأمر لم يحدث في تاريخ الكنيسة
.

 

رابعا:
خاطب السيد المسيح في الآيات المذكورة أعلاه حوارييه، فقد كان يعالج مشكلات آتية
كان حوارييه يتعرضون لها في حقبة هي من أشد حقب تأسيس الكنيسة صعوبة وضيقا
. واجه
الحواريون بعد صعود السيد المسيح إلي السماء ظروفا مستجدة إذ وجدوا أنفسهم طائفة
فقيرة، ضعيفة منبوذة في مجتمع عدائي، فكانوا أحوج ما يكونون إلي معز (فارقليط)
يشدد عزائمهم في إثناء أيام الاضطهاد الحالكة
. لهذا، فقد
وقف بطرس الرسول في ” يوم الخمسين ” بعد أن امتلأ من الروح القدس
(الفارقليط) وهتف في وسط الجماهير المحتشدة:

 


وأذ أرتفع (السيد المسيح) بيمين الله وأخذ موعد الروح القدس (الفارقليط) من الآب
سكب هذا الذي أنتم تبصرونه وتسمعونه “
.

فهل
كان محمد هو الروح القدس الذي سكبه السيد المسيح علي حوارييه في يوم الخمسين؟

 

خامسا:
نقرأ في (يوحنا 15: 26 – 27) عن (الفارقليط)، كما ورد علي لسان السيد المسيح:

“…فهو
يشهد لي وتشهدون أنتم أيضا لأنكم معي من الابتداء “

وهذه
العبارة لها مغزاها الهام لأننا نري هنا أن (الفارقليط) يشهد للسيد المسيح ولكل ما
صدر عنه من قول وفعل ومن جملتها عقيدة ألوهيته، وموته، وقيامته، وذلك لأن
(الفارقليط)، أي الروح القدس كان مع الكلمة لوجوس منذ الأزل من حيث هو الأقنوم
الثاني من الثالوث الأقدس
. كذلك يشهد الحواريون أيضا للسيد المسيح
لأنهم كانوا معه من بداية خدمته الأرضية
. وهكذا فإن السماء
والأرض تشهدان للسيد المسيح
. ومن هنا نري أن (الفارقليط) هو حقا
الروح القدس ولا يمكن أن يكون محمدا لأن محمدا لم يكن مع الآب والكلمة اللوجوس منذ
الأزل
.

 

يقول
ر. ف تاسكر: علي الرغم من عداوة العالم فإن شهادة الحق كما تجسدت في المسيح ستستمر
معلنة كما كانت بعد صعوده، عن طريق المعزي (الفارقليط) الذي أرسله الآب بطلب من
المسيح المقام، وعن طريق الرسل أيضا الذين كانوا مع يسوع منذ بدء خدمته
.

 

إن
شهادة المعزي (الفارقليط) وشهادة الرسل هما في الواقع شهادة واحدة
. وشهادة
شهود العيان علي خدمة يسوع التي أعلنت بوحي من الروح القدس لها أهمية عظمى ودائمة،
لأن الرسل هم الصلة الوحيدة بين المؤمنين اللاحقين والمسيح التاريخى من واجب
المعزي الأساسي أن لا يدع الإضطهادات والمقاومات تعيق هذه الشهادة.

 

سادسا:
نجد في الآيات الأربع المقتبسة في مستهل هذه الدراسة أن مصطلحات “المعزي”
و“الروح
القدس “،و ” روح الحق ” قد استخدمت بصورة تبادلية في سياق أحاديث
السيد المسيح وتعاليمه، ومن الواضح أنه كان يتكلم عن كائن واحد مستخدما مصطلحات
مختلفة وكلها تشير إلي نفس الشخص (الفارقليط)
.

 

ومن
البين أن (الفارقليط) لم يكن كائنا بشريا بل روحا مع أن السيد المسيح قد استخدم
صيغة المذكر في كل مرة أشار فيها إلي ” الروح القدس ” (الفارقليط)
. ولم يكن
هذا بالأمر الغريب، فإن الأسفار المقدسة والقرآن نفسه قد أشارت جميعها إلي الله
بصيغة المذكر في كل مرة ورد اسمه في سياق النص، علما أن الله كما هو واضح من الكتب
المقدسة هو روح وليس كيانا ماديا
.

 

ولكن
كل ما أشرنا أليه سابقا ليس سوي لمحة عابرة عن الحقيقة كم تجلت بكل وضوح في كتاب
الله الصادق الأمين
. ولكي تكتمل الصورة في أذهاننا ونستوعب طبيعة
(الفارقليط) أي الروح القدس، لا بد لنا عن البحث في أصل هذه الكلمة كما وردت في
النص الإنجيلي، لاستكشاف ما هي وظائف الروح القدس كما أثبتها السيد المسيح نفسه.

 

تعود
هذه اللفظة
paracletos في أصلها إلي اليونانية كما كانت شائعة في عصر السيد المسيح
وحواريه
. وقد وردت
في جميع مخطوطات إنجيل يوحنا السابقة لظهور الإسلام بقرون علي هذه الصيغة، ومعناها:
المعزي، المشير، المدافع، وطبعا الروح القدس، وروح الحق، وليس كما يدعي المسلمون
أنها وردت علي صيغة
periklutos ومعناها: الشهير، المعروف، المحمود، المجيد، النبيل، الممتاز.
(راجع
The Classic Greek ,
Dictionary by George R.
Berry. (Published by Follet Publishing Co – Chicgo
II 1956

 

أى
أن هذه اللفظة هى صفة ولم تستخدم قط كإسم علم. بمعنى آخر أنها لايمكن أن تكون إسما
لعلم كما عربها المسلمون وزعموا أنها تشير ألى صاحب الدعوة الإسلامية. فهى ليست
” أحمد” وليست ” محمد ” أو “محمود” كإسم علم بل
صيغة صفة كقولنا رجل شهير أو معروف أو محمود الخصال. ثم لو صح أنها إسم لعلم فإن
” أحمد ” ليس ” محمدا ” لأنك إن ناديت ” أحمد” لن
يجيبك ” محمد ” بل من اسمه ” أحمد ” مع أنهما مشتقان من نفس
الجذر. فعملية التعريب التى قام بها المسلمون حين استخدموا لفظة
Periklutos بدلا من اللفظة الحقيقية Paracletos
هى إقحام وانتحال على اللغة، الهدف منها تأصيل نبوة محمد بالإستناد إلى نبوات
كتابية كما يدعون. إن القول أن ” أحمد ” هو ” محمد ” عملية
إنتحالية. لأن تحويل ” أحمد” إلى ” محمد” لا مبرر لغوى له.
كما أنه لا أصل له فى لفظة
Paracletos التى استخدمها السيد المسيح فى مختلف إشاراته إلى الروح القدس.
ونحن فى الواقع نربأ بأصحاب العقول المفكرة من أصدقائنا المسلمين أن يعصف بهم
التعصب فيغشى رؤياهم ويحول بينهم وبين الوقوف عند الحق الإلهى.

 

ونود
هنا أن أؤكد لكل المسلمين قاطبة أن لفظة
Periklutos
هذه لم ترد فى أية مخطوطة من مخطوطات العهد الجديد فى أى عصر من العصور السابقة
لظهور الإسلام أو التالية له. هذه حقيقة على جميع علماء المسلمين أن يدركوها
ويفوها حقها من البحث والدرس، بل إننا نحث المتشككين منهم أن يعنوا بدراسة
المخطوطات القديمة. للإطلاع على صحة هذه الوثائق بأنفسهم شأن الباحثين المدققين من
العلماء المخلصين. إن (الفارقليط) كما أشار إليه إنجيل يوحنا، هو الروح القدس أى
الأقنوم الثالث من الثالوث الأقدس، ولم يحدث قط أن زعم محمد أنه هو الروح القدس،
لأن الروح القدس طبقا للنص القرآنى
والحديث هو الملاك جبرائيل حامل الوحى. ومن
حيث أن مصطلحات معز، ومعين، ومشير،
والروح القدس، قد استخدمت بصورة تبادلية
فى النصوص الإنجيلية كما أشرنا سابقا، أصبح لزاما علينا أن نقتبس أهم الآيات التى
تبرز لنا بوضوح وظائف (الفارقليط) لنرى أن كانت هذه الوظائف تنطبق على شخص محمد.

 

ا-
فى ميلاد المسيح

قال
الملاك لمريم العذراء: ” الروح القدس (الفارقليط) يحل عليك وقوة العلى تظللك
فكذلك المولود منك يدعى إبن الله “
. (لوقا 1: 34).

 

لنقرأ
هذه الآية كما يريدنا المسلمون أن نقرأها: ” المحمد يحل عليك وقوة العلى إلخ…
.

أكان
” محمد” هو الذى حل على مريم فحبلت بالسيد المسيح، وكان المولود منها
إبن الله؟ وهل مثل هذا الكلام مما يقبله العقل ويتفق مع ما نعرفه من الحقائق
التاريخية الموثوق بها، فمحمد لم يكن فى عالم الوجود فى زمن مولد السيد المسيح أو
حين حل الروح القدس على مريم، حتى لو طبقنا لفظة
Periklutos وليس Paracletos على الآية عينها.

 

ب-
معمودية يسوع

عندما
شاهد يوحنا المعمدان (يحيى) يسوع المسيح مقبلا إليه من بعيد هتف فى وسط الجماهير
التى ازدحمت حوله على شاطئ الأردن. ” أنا أعمدكم بماء للتوبة ولكن الذى يأتى
بعدى هو أقوى منى الذى لست أهلا أن أحل حذاءه هو سيعمدكم بالروح القدس (الفارقليط)
ونار”
. (متى 3: 11
؛ مرقس 1: 8 ؛ لوقا 3: 16) ؛ راجع أيضا (يوحنا 1: 29 – 34)
.

 

فلو
استبدلنا لفظة (الفارقليط) الواردة فى الآية بلفظة ” المحمد” أو ”
المحمود” أو ” باحمد ” أى
Periklutos،
فإن نص الآية يكون ” هو سيعمدكم ” بالمحمد ” أو ”
المحمود” أو ” أحمد ” ونار إلخ
.

 

فهل
لمثل هذه العبارة مهما حاولنا أن نتلاعب فى تأويلها أى معنى منطقى؟ أو لا يتناقض
هذا الكلام مع العقيدة الإسلامية ذاتها والتعاليم القرآنية؟

 

ونقرأ
أيضا فى إنجيل (لوقا 2: 22) فى سياق معمودية السيد المسيح:


ونزل عليه الروح القدس (الفارقليط) بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت من السماء
قائلا: أنت ابنى الحبيب بك سررت “
.

 

لنسبتدل
مرة أخرى لفظة الروح القدس (الفارقليط) باسم ” المحمد ” أو ”
المحمود ” أو ” أحمد ” ونقرأ: ” ونزل عليه ” المحمد
” أو ” المحمود” أو ” أحمد ” بهيئة جسمية مثل حمامة
.

 

إن
أى طالب لاهوت أو دارس للدين غير متحيز يجد أن مثل هذا الفسير مخالف للمنطق، ولا
سيما أن معمودية السيد المسيح حدثت قبل ظهور محمد بأكثر من خمسة قرون، لهذا يتعذر
على ذوى العقول النيرة أن يتقبلوا مثل هذا التعليل.

 

ج- إمتلأ يسوع
بالروح القدس

ورد
فى إنجيل لوقا 4: 1:


أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئا من الروح القدس (الفارقليط
.

لنحاول
أن نقرأ هذه الآية على ضوء المعطيات الإسلامية:


أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئا من ” المحمد” أو ” المحمود ”
أو ” أحمد” أحكم بنفسك إن كان مثل هذا التأويل يصح فى تفسير هذه الآية
.

 

و
يمكن أن يقال الشئ نفسه عن الشهيد استفانوس فى لحظات حياته الأخيرة: ” أما هو
فشخص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس (الفارقليط) ” (أعمال الرسل 7: 55)
.

 

ويؤكد
لنا الكتاب المقدس أيضا أن يوحنا المعمدان ” يحيى ” كان ممتلئا من الروح
القدس (الفارقليط) من بطن أمه (يوحنا 1: 15) فهل كان يوحنا المعمدان ممتلئا من
” المحمد ” أو ” المحمود” أو ” أحمد “؟ إن أى إنسان
يتمتع بعقل سليم لايمكنه أن يؤول هذه الآيات تأويلات غير معقولة كما يدعو إليها
أصدقاؤنا المسلمون
.

 

د-
فى يوم الخمسين

نقرأ
فى سفر الأعمال 1: 8 أن السيد المسيح قال لحوارييه ” لكنكم ستنالون قوة متى
حل الروح القدس (الفارقليط) عليكم وتكونوا شهودا لى فى أورشليم وفى كل اليهودية
والسامرة والى أقصى الأرض لنتابع إستبدال لفظة فارقليط باسم ” المحمد ”
أو ” المحمود” أو ” أحمد ” ونقرأ ” لكنكم ستنالون قوة
متى حل ” المحمد ” أو ” المحمود ” أو “الأحمد”
عليكم “.

 

هل
حل ” محمد” حقا على حواريى السيد المسيح فى يوم الخمسين؟ وهل هو روح
القوة الإلهية الذى وعد به السيد المسيح حوارييه قبل صعوده؟

 

تذكر
ياقارئى العزيز أن السيد المسيح كان يخاطب آنئذ حوارييه الذين عاشوا قبل مولد محمد
بما يزيد عن خمسة قرون، فأية صلة بين هذا الفارقليط الذى حل عليهم وبين محمد؟

 

ونقرأ
أيضا فى نفس الإنجيل: ” وامتلأ الجميع من الروح القدس

(الفارقليط) وأبتدأوا
يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا” (أعمال الرسل 2: 4)
.

 

لنحاول
قراءة هذا النص حسب التأويل الإسلامى:


وامتلأ الجميع من ” المحمد ” أو ” المحمود ” أو ”
أحمد” وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم ” المحمد ” أو
” المحمود ” أو ” أحمد ” أن ينطقوا” (أعمال الرسل 2: 4)
.

 

أى
لغو هذا؟ فمهما كدحنا الذهن فإننا نجد أنفسنا أمام لغة أو تعبير من الكلام يقوم
على تعليل باطل من أساسه، فمحمد ليس روحا ليحل على الحواريين، ويملأهم ويعلمهم
لغات وألسنة غريبة عنهم، فهو نفسه إبان حياته لم يكن يعرف سوى العربية، فكيف به
يلقنهم شتى اللغات التى نطقوا بها والتى وردت فى نفس هذا الإصحاح؟

 

يقول
الوحى المقدس فى سفر الأعمال إصحاح 4: 31


ولما صلوا تزعزع المكان الذى كانوا مجتمعين فيه، وامتلأ الجميع من الروح القدس
(الفارقليط) … ”

 

لنطبق
القاعدة السابقة عينها، فهل نفهم من هذه الآية أن الحواريين قد امتلأوا حقا من
” المحمد ” أو” المحمود ” أو ” أحمد “؟ أى من
The Periklutos؟!

 

ه-
معمودية المؤمنين

أمر
السيد المسيح حوارييه، ومن خلالهم الكنيسة على مر العصور أن يعمدوا المؤمنين باسمه
قائلا:


إ ذهبوا

و
تلمذوا
جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس (الفارقليط) ” (متى 28: 19).

من
الجلى أن السيد المسيح هنا لم يكن يتحدث عن كائن مادى، بل عن الأقنوم الثالث من
الثالوث الأقدس، لأنه لا معنى إطلاقا لهذه الآية لو قرأناها على هذا النحو:

 


إذهبوا

و
تلمذوا
جميع الأمم وعمدوهم باسم ” المحمد” أو ” المحمود” أو ”
أحمد “
.

إن
مثل هذا الادعاء باطل من أساسه لأنه لم يكن هناك زمن فى تاريخ الحركة الإسلامية منذ
نشأتها حتى الآن، مارس فيها محمد
والمسلمون من بعده فريضة المعمودية، كما
أن محمدا نفسه لم يدع قط أنه الأقنوم الثالث من الثالوث الأقدس
. ولا أدرى
إن كان لدى علماء المسلمين جواب عن هذا الموضوع.

 

ونطالع
أيضا فى سفر أعمال الرسل 10: 44:


فبينما بطرس يتكلم بهذه الأمور حل الروح القدس (الفارقليط) على جميع الذين كانوا
يسمعون الكلمة”
.

 

فهل
كان الروح الذى حل عليهم جميعا ” المحمد” أو ” المحمود” أو
” أحمد”؟
. ولشد ما ننحرف عن جادة الصواب حين نتجاهل
الإعلان الإلهي البين، فنضل ونضل.

 

وعندما
ظهر السيد المسيح لحوارييه بعد قيامته المباركة من الأموات:


نفخ وقال لهم: إقبلوا الروح القدس (الفارقليط)”. (إنجيل يوحنا 20: 22)
.

 

وكان
هذا إعدادا لهم ليوم الخمسين الذى حل فيه الروح القدس

(الفارقليط)
عليهم. فلو كان (الفارقليط) كائنا ماديا كمحمد لما كانت هناك حاجة إلى عملية النفخ
كرمز لروحانية الفارقليط، وإنى أرى أنه خير لفقهاء المسلمين أن يعيدوا النظر فى
تأويلاتهم لعلهم يهتدون.

 

و-
الخطيئة التى لاتغتفر

كما
أن الشرك فى الإسلام خطيئة لاتغتفر، فإن التجديف على الروح القدس (الفارقليط) فى
المسيحية خطيئة لاتغتفر، فقد ورد فى متى 12: 32 ولوقا 2: 15 ما يلى:

 


ومن قال كلمة على ابن الإنسان (أى المسيح) يغفر له، وأما من قال كلمة على ”
الروح القدس ” (الفارقليط) فلن يغفر له لا فى هذا العالم ولا العالم الآتى.

 

فلو
استبدلنا الروح القدس (الفارقليط) باسم ” المحمد ” أو ” المحمود
” أو ” أحمد”، فهل يكون كل من جدف على هذا الإسم ثم رجع عن تجديفه
قد ارتكب خطيئة لاتغتفر، واستوجب عذاب الآخرة؟ يكون التجديف على الروح القدس من
حيث هو ذات روح الله، كوصفه مثلا بروح شيطانية مصدرها إبليس، وهذا بالفعل ما عمد
إليه اليهود عندما اتهموا المسيح أنه قد أمر الأرواح الشريرة أن تخرج من أجساد
المسكونين بقوة الشيطان
.

 

لهذا
كما يتضح لنا، أن المعزى أو (الفارقليط) أو الروح القدس لايمكن أن يكون ”
محمدا”
. لأن المبدأ
ذاته فى أساسه مخالف للعقيدة الإسلامية.

 

ك-
الملقن هو الروح القدس

قام
السيد المسيح قبيل موته وقيامته وصعوده إلى السماء بإعداد الحواريين لكل طارئ، فقد
أنبأهم بأنهم سيكابدون العذاب ويتعرضون إلى القتل والإضطهاد وآلام السجون من أجل
اسمه.

 

والحقيقة
أن كل الحواريين باستثناء الرسول يوحنا قد استشهدوا من أجل رسالة الإنجيل، حتى
الرسول بولس الذى كان ألد أعداء المسيحية قبل إهتدائه قد نفذ فيه حكم الموت. قال
لهم السيد المسيح:

 


فمتى ساقوكم ليسلموكم فلا تعتنوا من قبل بما تتكلمون ولا تهتموا، بل مهما أعطيتم
فى تلك الساعة فبذلك تكلموا لأنكم لستم المتكلمين بل الروح القدس (الفارقليط)
” (إنجيل مرقس 13: 11)
.

 

وورد
أيضا فى إنجيل لوقا 12: 11 – 12
.


ومتى قدموكم إلى المجامع والرؤساء والسلاطين فلا تهتموا كيف أو بما تحتجون أو بما
تقولون لأن الروح القدس (الفارقليط) يعلمكم فى تلك الساعة ما يجب أن تقولوه”
.

 

ثم
إذا رجعنا إلى إنجيل متى 10: 20 يطالعنا قول السيد المسيح لحوارييه: ” لأن
لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم (الفارقليط) الذى يتكلم فيكم”

 

تخبر
هذه الآيات عن ثلاث حقائق أساسية:

 

أولا:
إن (الفارقليط) هنا لايمكن أن يكون محمدا لأنه لم يكن قد ولد بعد.

 

ثانيا:
إن السيد المسيح كان يوجه كلامه إلى حوارييه الذين هم فى مجتمع وثنى كالمجتمع
الرومانى أو من الأوساط اليهودية المعادية لرسالة المسيح وإنجيله. ولقد استشهد
هؤلاء الحواريون حقا فى سبيل العقيدة المسيحية ومن أجل المسيح
.

 

ثالثا:
إن المعلم والملقن الذى كان يوحى إلى الحواريين بما يتكلمون به أمام الرؤساء
والملوك والسلاطين هو الروح القدس،اذ كانوا لابد أن يواجهوا الموت من أجل إيمانهم
(بالفارقليط) والذى ليس له علاقة لا بمحمد ولا بأى أنسان آخر، فمحمد نفسه لم يكن
موجودا فى زمن الحواريين، كما أن السيد المسيح يؤكد أن الروح القدس هو” روح
أبيكم ” أى روح الله بالذات، فهل كان محمد هو روح الآب، الأقنوم الأول فى
الثالوث الأقدس؟

 

ل-
الروح القدس هو روح الحق

كان
الحواريون فى أشد الحاجة لمن يذكرهم بكل تعاليم المسيح، فالذاكرة الإنسانية مهما
بلغت من قوة الحافظة تعجز عن تذكر كل ما تلقنته من تعاليم طوال ثلاث سنوات ونصف،
وهى سنوات مفعمة بالأحداث الجليلة، والشروحات والنبؤات والتعاليم التى نطقت بها
أقدس شفتين منذ الخليقة
. لهذا كان لابد من حلول الروح القدس
الموحى والملهم ليعلم ويذكر ويرشد الحواريين ليكون كل ما يصدر عنهم من تعليم
وكتابة هو من وحى إلهى مباشر وليس من صنع البشر ؛ فلا يمكننا القول هنا أن ما جاء
فى الإنجيل من سيرة السيد المسيح وتعاليمه هو مماثل للأحاديث الإسلامية لأن
الأحاديث الإسلامية ليست من وحى الروح القدس بل هى مجموعة أخبار وأقوال تواترت على
ألسنة الصحابة منسوبة فى أصلها إلى صاحب الدعوة الإسلامية أما الأناجيل فكل ما ورد
فيها هو وحى إلهى مصدره الروح القدس لهذا جاءت الأناجيل والرسائل كلها مكتوبة
بإلهام الروح القدس (الفارقليط) وإرشاده
. تأملوا فيما قاله
السيد المسيح على مسامع الحواريين:

 


بهذا كلمتكم وأنا عندكم وأما المعزى الروح القدس (الفارقليط) الذى سيرسله أبى
باسمى، فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم ” (إنجيل يوحنا 25: 26)
.

من
الواجب هنا أن نلاحظ كيف استخدم السيد المسيح مصطلحى ” المعزى” والروح
القدس بصورة تبادلية عندما قال ” وأما المعزى، الروح القدس … ” إذ يتضح
بطريقة جازمة أن السيد المسيح لم يفرق بين ” المعزى” و” الروح
القدس ” لأنهما حقا واحد.

 

لهذا
فمن الجلى أن الموعود به فى هذه الآيات التى اقتبسناها من إنجيل يوحنا فى مستهل
هذه الدراسة هو الروح القدس (الفارقليط) وليس محمدا، وإن تأويلات إبن تيمية ومن
حذا حذوه، ليست سوى تصورات باطلة يجب إعادة النظر فيها وتصحيحها.

 

وفى
يوحنا 14: 15 – 17 دعى (الفارقليط) بروح الحق، وكذلك أيضا فى إصحاح 15: 26 – 27 من
نفس الإنجيل إذ يقول السيد المسيح: ” ومتى جاء المعزى (الفارقليط) الذى
سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذى من عند الآب فهو يشهد لى وتشهدون أنتم
أيضا لأنكم معى من الابتداء “.

 

ونقرأ
أيضا فى إنجيل يوحنا 16: 13:


وأما متى جاء ذاك روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لايتكلم من نفسه بل بكل
ما يسمع به ويخبركم بأمور آتية ” وهذا ما حدث بالفعل ؛ فإن (الفارقليط) الروح
القدس هو ذاته روح الحق قد أوحى إلى الحواريين بما يقولون، وماذا يكتبون
وذكرهم
بأقوال السيد المسيح وأعماله ومعجزاته وأخبرهم بأمور آتية إلى نهاية العالم (راجع
بالأخص رؤيا يوحنا اللاهوتى)، فجاءت تعاليمهم وشروحاتهم منسجمة كليا مع تعاليم
السيد المسيح وأقواله لأنها جميعا صادرة عن روح واحد، إذ بإرشاد الروح القدس
(الفارقليط) ووحيه وإيعازه تم تدوين الأناجيل الأربعة وجميع الرسائل وسفر الرؤيا،
وهو أمر لا فضل فيه لمحمد ولا لسواه من سائر بنى البشر.

 

م-الخلاصة

قصارى
القول إن الزعم أن ” محمدا ” هو (الفارقليط) زعم باطل لايتفق مع الحقائق
الكتابية وفقا للوقائع التاريخية والمنطقية والعقائدية، وإن جميع المحاولات التى
قام بها علماء المسلمين من قدامى ومحدثين لتأويل هذه الآيات تأويلا مشوها قد أخفقت
فى طمس الحق الإلهي كما نصت عليه أسفار الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد
. فالكتاب
المقدس كما يقول الرسول، ” موحى به من الله… ” ولايمكن للوحى الإلهى أن
يناقض بعضه بعضا وإلا فقد الله صفة اليقينية وصدق الوحى المقدس، وهو أمر كما نعلم،
يستحيل حدوثه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار