المسيحية

المسيحية في الإسلام



المسيحية في الإسلام

المسيحية
في الإسلام

القمص
إبراهيم لوقا

الفهرس

0      مقدمة

1      هل شهد القرآن بصحة العقيدة المسيحيّة؟

2      الكتاب المقدس كتاب منزل كتاب منزل

3      الكتاب المقدس غير مُحرّف

4      الكتاب المقدس لم يُنسخ

5      الكتاب المقدس يجب مطالعته والعمل بما فيه

6      سر التثليث

7      التثليث الذي حاربه الإسلام

8      شهادة علماء الإسلام لصحة تثليث المسيحية

9      تنزيه التوحيد المسيحي عن الشرك

10    مصادقة الإسلام على صحة

11    المسيح

12    ألقاب المسيح في القرآن

13    الحقائق الخاصة بحياة المسيح

14    كمال المسيح الأخلاقي

15    قدرات المسيح الفائقة

16    نسبة الحقوق الإلهية للمسيح

17    المسيح الإنسان

18    عقيدة الكفارة في المسيحيّة

19    تصريحات الإسلام عن الكفارة

20    كلمة ختامية

21    مسابقة الكتاب

 

مقدمة

الكتاب
الذي بين يديك، عزيزي القارئ، بلغ شأواً قلّما بلغه كتاب غيره في مضمار المقارنات
الدينية والحوار الإسلامي المسيحي.

ولقد
أثبت فيه مؤلفه الراحل نزاهة نفسه، ونُبْل قصده، وسعة أفقه، عندما وضع في كتابه
هذا، الحقائق جلية واضحة، في غير تهجّم أو تعرُّض لأمر يجرح فيه ضمير أحد. فجاء
الحق على لسانه وبقلمه شهادة حقة نقيّة لشخص المسيح الطريق والحق والحياة، في
التوراة والإنجيل والقرآن.

والناشر
إذ يزفُّ هذه الطبعة الخامسة المنقّحة، يهيب بالمطالع العربي- إن رام ثقافة نظيفة-
أن يُقبل على قراءة هذا السفر النفيس بما يستحقه من روّّة وتفكير. عسى رعيل
النزاهة يكثر، وذوي الضمائر الحيّة تزيد وتتسامى وتتجاوب، فيحق الله بهم الحق،
ويجلو بواسطتهم ما ران ويرين على الحق الإنجيلي وشخص المسيح المبارك من متاهات
التأويل والتخريج في عالمنا العربي والإسلامي، بقصد أو بغير قصد محاكاة لذوي الهوى
والغرض.

والله
سبحانه نسأل، أن يبارك كلمات هذا الكتاب وكل من يقرأها، وأن يرافق بروحه الصالح
أثرها وإيماءاتها، له المجد والكرامة إلى أبد الآبدين، آمين, الناشرون

تمهيد

1-
حفظ نبي الإسلام للديانة المسيحيّة مركزها، وأيّد جلالها، وأثبت صحة الكثير من
تعاليمها، ونادى بوجوب تقديس أوامرها والعمل بها، واحترام كتبها المنزلة، فكان
بذلك شاهداً لها، ومؤيداً لصدقها. وسيأتي ذلك تفصيلاً، وحسبنا هنا أن نورد بعض
آيات تصرح به:

جاء
في سورة يونس 10: 37: وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ
اللّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الّذي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ
رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ. ويقول البيضاوي في تفسير هذه الآية: إنّ
القرآن جاء مطابقاً لما تَقدَّمه من الكتب الإلهية.. وتفصيل ما حقق وأثبت من
العقائد والشرائع.

وجاء
في فاطر35: 31: وَالّذي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ
مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ. ويقول البيضاوي في تفسيره: حقه مصدقاً لما
تقدمه من الكتب السماوية.

وجاء
في المائدة 5: 46-4 8: وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ
فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى
وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ
اللّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْفَاسِقُونَ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا
بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ. ويقول البيضاوي أيضاً في
تفسيره: والآية تدل على أنّ الإنجيل يشتمل على الأحكام. وأنزلنا إليك الكتاب بالحق
أي القرآن مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه ورقيباً على سائر الكتب
يحفظها عن التغيير ويشهد لها بالصحة والثبات،

2-
لم يهاجم القرآن المسيحيّة التي أسّسها المسيح ونشرها رسله القديسون، ولكنه هاجم
بِدعاً خاصة كانت قد ظهرت عند ظهوره، ونادت بتعاليم لا تقرّها المسيحية، فحاربها
كما حاربتها المسيحية من قبل ومن بعد، وكلنا يعلم أنّ الشرق- وقت ظهور الإسلام-
كان مرتعاً خصيباً للاضطرابات الدينية والخلافات المذهبية، فقد كانت الحرب لا تزال
مستعرة بين اليهودية والمسيحية من جهة، وكانت الفِرق المبتدعة الخارجة عن
النصرانية تتحارب مع بعضها من جهة ثانية، كما كانت الوثنية تنازع هاتين الديانتين-
اليهودية والمسيحية- من جهة ثالثة. وكل من يطّلع على تاريخ الهرطقات يقف متحيراً
إزاء ما كان بين هذه الديانات والمذاهب من تطاحن وعداوة وبغضاء، أشار إليها القرآن
بقوله في المائدة 5: 14: فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فقد كانت كل فرقة تكذّب الأخرى وتكفّرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار