علم

6- البتولية عند القديس باسيليوس الكبير



6- البتولية عند القديس باسيليوس الكبير

6- البتولية عند القديس باسيليوس الكبير

عندما
نأتي إلى الأقمار الثَّلاثة نلتقي بالقديس باسيليوس الكبير الذي سَنْ قوانين
نُسكية ووضع نُظُمْ رهبانية ونهجاً فلسفياً مُتدرِجاً، يرى فيه أنَّ اللذة الجسدية
مليئة بالتعب وأنَّ الزواج يتعرَّض لشر العُقُمْ والترمُّل والزِنى.. ويصِف دعوة
البتولية بأنها دعوة سيدية ولكنها ليست سهلة فقد يخور فيها الإنسان في رِحلته
فيرتد إلى الوراء.. فالله بسط للبشر طريق الزواج وطريق البتولية، ومَنْ يرغب في
العيشة الملائكية ويرى أن يكون رفيق القديسين وواحداً من تلاميذ المُخلِّص، عليه
أن يدخُل بشجاعة وفرح بلا خوف، ويبدِّل الخيرات المادية بالخيرات التي لا تزول
فينال عِوَض كلّ شيء.

 

ثم
يشترِط القديس في مَنْ يطلُب الحياة الرَّهبانية الحماس لأنه لا يختار هذه الحياة
الصعبة مَنْ لم يملأ قلبه الإنجذاب إلى المسيح ومَنْ لم يُؤخذ بعِشقه، ويعتبِر
القديس باسيليوس أنَّ هذه الطريقة بمثابة وضع اليد على المحراث، والسير في دروب
الرب والإلتهاب به والاستشهاد اليومي.

 

ويرى
بطريرك الكبَّادوك أنَّ غاية البتولية هي إصلاح الطبيعة التي فسدت وإرجاعها إلى
حالتها الأولى، وأنَّ حياة البتولية هي رجوع إلى الجمال القديم البهي والمثال
الأوَّل الذي يُشبِه صورة الله بالتمام، وأنَّ أساس هذه الحياة هو السماع لنِداء
المحبة الإلهية وإلاَّ فسدت وضاع معناها الحقيقي.

 

وفي
تناغُم فِكري مع بقية عموم الآباء يجد كلام القديس باسيليوس التوجيهي والتفسيري
معناه الكامِل في رؤيته للزواج على اعتبار أنه من أقدس ما في حياة الإنسان، يحمِل
في طياته معاني العطاء، لكنه يميل إجمالاً إلى حياة البتولية والتكريس الكامِل
كإختيار مبدئي حُرْ، إذ أنَّ وجه هذا العالم في تغيُّر والزمان قصير والذين لهم
نِساء يكونون كأنَّ لا نِساء لهم، ومَنْ يُريد أن يتبع الله حقاً ينبغي أن يترك
كلّ إرتباط بهذه الحياة.. وإذا كان الزواج مُباحاً إلاَّ أنه من الصعب الجمع بين
الإهتمام فيما للرب والإهتمام فيما للزواج (1كو 7: 32).

 

والقديس
باسيليوس أسقف قيصرية – مهما يكُن من أمر – لا يزدري بالزواج، إنما هو يدعوك إلى
سلوك طريق أكمل يُرضي الله، واتباع طريق الكمال بالتخلي عن أفراح الزواج لخدمة
الله وحده، ومع ذلك يقِر بالزواج كدعوة إنسانية ذات وجود أساسي.

 

وعلى
أيَّة حال فإنه يعتبِر أنَّ الرُهبان والمُتبتلين هم النِفوس العطشى إلى اتباع
خُطَى المسيح، وأنَّ حياتهم هي الأضمن والأكثر كمالاً للإقتداء بالسيِّد المسيح،
وهي تجسيد واقعي للنمط الحياتي الذي عاشه المسيح على هذه الأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار