علم التاريخ

مجمع جامنيا المشبوه 90م



مجمع جامنيا المشبوه 90م

مجمع
جامنيا المشبوه 90م

تاريخ
عقد المجمع: 90 ميلادية

مكان
تجمع الفقهاء: مدينة يمنيا – يبنة

رئيس
المجمع: عقده اليهود بزعامة الفقيه يوحنان بن زكاي تلميذ مدرسة هاليل عام 90
ميلاديا بعد 60 سنة من قيامة الرب.

أسباب
انعقاد المجمع:

فى
مجمع جامنيا والذى عقد سنة 90م، قام اليهود مرة أخرى لمواجهة الإنتشار المسيحي
القوي بين اليهود ودخول الكثيرين منهم للإيمان المسيحي فأرادوا وقف هذه الحملة بأي
شكل كان عن طريق تشكيك المسيحيين في الأسفار المقدسة التي يستخدمونها في تبشيرهم
وكنائسهم الممتدة عن طريق تشكيكهم في الترجمة السبعينية المستخدمة والواسعة
الإنتشار أنذاك للدعوة على حث اليهود لمناهضة المسيحيين قولا وفعلا بإضطهاد هؤلاء
النصارى الكفرة كما اسموهم والدعاء عليهم باللعنة في بركة خاصة وضعوها ضمن البركات
الثماني عشر التي تتلى في صلاتهم والتي ألّفها وكتبها الفقيه صموئيل الصغير بتكليف
من الفقيه غمالائيل الثاني فقررها هذا المجمع اللصوصي وأضافها على صلواتهم.

 

أهم
توصيات المجمع:

1-
يحرم على اليهودي مشاركة المسيحيين والنصرانيين (نصف يهود ونصف مسيحيين عرفوا فيما
بعد بإسم الإبيونيين وقد قاومهم المسيحيين واليهود وطردوهم من كنائسهم ومجامعهم)
في اكل خبز او لحم أو شرب خمر او ماء.

2-
تُحرق لفائف الشريعة أو عصائب التفلين (علبة جلد صغيرة يضعها اليهودي على رأسه عند
الصلاة) أو الميزوزاه (اجزاء من سفر التثنية تكتب كلفافة صغيرة وتوضع عند قوائم
الأبواب في بيت اليهودي لتذكيره بالشريعة عند الدخول والخروج أو لتذكيره بالدم على
قوائم الأبواب عند الخروج من مصر) التي يكتبها مسيحي حرقا تاما.

3-
الحيوان الذي يذبحه مسيحي هو حيوان نجس يحرم اكله.

4-
أقرباء المسيحي الكافر لا يحق لهم إظهار شفقة أو رحمة او تعاطف إذا مات بل عليهم
الفرح والغناء والأحتفال ببهجة عند موته البغيض.

5-
لا تقبل شهادة مسيحي في المحاكم اليهودية في أية مدينة.

6-
أي إسرائيلي يجد أي شيء لمسيحي فمحرم عليه أن يرجعه له ثانية.

7-
التوصية بإصدار ترجمات يونانية جديدة للعهد القديم بدلا من الترجمة السبعينية التي
يعتمد عليها المسيحيون في تبشيرهم وإعطاء هذه الترجمات الجديدة مسحة تفسيرية خاصة
في الأيات والنبوات التي تتكلم عن شخص الرب يسوع.

8
– التوصية بتدوين التقليد اليهودي المتوراث حفظا من الضياع خاصة بعد دمار الهيكل.

 

عقد
المتشددين هذا المجمع لوقف زحف التبشير المسيحي في اوساطهم الذي انتشر كالنار في
الهشيم وتشكيكهم فيما تسلموه من اليهود ومدارسهم الفقهية ورجال الكنيس االأكبر منذ
عهد عزرا النبي فيما يختص بأسفار الكتاب إلى أن جاء المسيح رب المجد ففقدوا بذلك
إمتيازاتهم الإلهية كأمة مستؤمنة على أقوال الله وأصبحوا مجمع شيطان لاهم لهم سوى
محاربة المسيحية وتدوين تقليداتهم المتوارثة خوفا من الضياع خاصة بعد نكبة الهيكل
وتدميره، فلم يقف نشاطهم على تشكيك المسيحيين في الترجمة السبعينية التي ترجموها
هم بقيادة 72 عالم وكاهن يهودي في عام 284 ق. م التي سبق أن قرروها هم بأنفسهم
واعتمدوها واقتبسوا منها وكانت هي المستخدمة عند الناس بل أيضا كانت هي المستخدمة
في شروحاتهم الفقهية التي وضعوها بأنفسهم في كل كتاباتهم وتقليدهم المتوراث، وهذه
الترجمة أصبحت شائعة الإستعمال بقوة لجنوحها أحيانا في بعض المواضع لنقل المعاني
والتسهيل والتبسيط، وهي التي اعتمدها الرب يسوع في كل اقتباساته وجميع الرسل
الموحى لهم في العهد الجديد، ورسائلهم كبطرس ويوحنا ويعقوب ويهوذا وبولس وكتابات
الأباء الرسوليين خلفاء الرسل، فهذه الترجمة امتدت كاستخدام لمدة 400 سنة (284 ق.
م إلى 90 م)

 

أهم
الفقهاء الذين حضروا:

حضر
هذا المجمع العديد من الشخصيات الفريسية الرائدة مثل الفقيه غمالائيل النشيط،
الحفيد الكبير لحفيد (حفيد حفيد) الفقيه هاليل – صاحب المدرسة الفقهية الأشهر-
والمعروف بإسم غمالائيل الثاني، أو غمالائيل يبنة للتفرقة بينه وبين الحاخام
غملائيل الكبير جده وهوالمذكور في سفر اعمال الرسل وأستاذ بولس الرسول، فجمع غملائيل
الثاني الدارسين والفريسيين حول يوحانان بن زكاي في ذلك المجمع المشؤوم ومنهم
إليعازار بن هركانوس من لدّه، يشوع بن حنانيا من بكنية، الفقيه اسماعيل بن أليشع
من كفرعزيز، الحاخام عقيبا مدون المشنا فيما بعد، حنينا بن تيراديون من سقنية.
فقرر هؤلاء جميعا على إصدار ترجمة يونانية جديدة للعهد القديم تعتمد على تقديم
ترجمة مغايرة مشوه مبتورة غير دقيقة وفقا لرؤيتهم وتفاسيرهم الشخصية للنبوات
العديدة على شخص السيد المسيح في العهد القديم كنبوة العذراء التي ستلد عمانوئيل (إش
7: 14) وغيرها من التي اعتمد عليها الوحي في العهد الجديد أو الأباء الرسل في
تبشيرهم بيسوع الناصري كالمسيح المخلص للناس، فترجمة اكويلا هذه هدفوا منها إلى
مناهضة ومقاومة تلك التي يستخدمها المسيحيين والتي استلموها وتوارثوها واستخدموها
في كتاباتهم ومناقشاتهم وهي الترجمة السبعينية واستبدالها بتلك التي لإكويلا أو
سيماخوس

 

نقاشات
ساخنة:

نتيجة
للموقف العدائي الذي اتخذه الفقهاء المتشديين من المسيحية ورفضها كدين ومحاولة
أيقاف نشاطهم التبشيري بأية صورة كانت، قاموا كما أوضحنا برفض الترجمة السبعينية
التي أتموها هم وعملوها هم قبل 400 عام، ونتيجة لهذا الرفض أعادوا وذكروا الأمة
التي بدأت في التشتت والتشرذم في سائر البلاد والتي تهاوت وفقدت سيطرتها وشكلها
السياسي والإجتماعي بالإحتلال الروماني بل وفقدت إرثها الديني بأن ورثتهم المسيحية
كما كان يبشر الرسل وبان فقدوا الهيكل بطقوسه، ففتحوا المجال لكل من يشكك في
الترجمة السبعينية السائدة والمتواترة والمتعارف عليها فثارت هناك بعض الأقاويل من
بعض الفقهاء الجدد الذين لم يتمرسوا في التقليد اليهودي المتوراث حول هذه الأسفار
كردة فعل وهم:

 

1-
سفر الجامعة

2-
نشيد الأنشاد

3-
حزقيال

4-
الأسفر القانونية الثانية

 

1-
سفر الجامعة

الشخص
الوحيد الذي لم يكن متأكدا من أن (سفر الجامعة) كان الحاخام (شمعون بن عزاي) وقد
رد عليه سائر الفقهاء بقوة وحجج دامغة أسكتته وردته عن خطأه وأورد فقهاء كل مدرسة (هاليل
– شماي – اشماعيل – غملائيل) حجج دامغة قوية لا ترقى للشك ان سليمان هو الجامعة
وأن الجامعة لفظ يراد به من (يجمع الناس ليلقي عليهم بيان أو إرشاد).

 

2-
سفر نشيد الأنشاد

سأل
كلا من الحاخام يهوذا والحاخام الصغير شمعون ين عزاي فقط عن فكر سفر النشيد وهل هو
شعر صوفي كالأشعار المعروفة والواردة في أسفار الأنبياء الأخرى ك(أشعياء – إرميا –
مراثي إرميا خاصة) أم أنه يتحدث عن الحب الزوجي بين عريس وعروسته وأن يكلم الناس
عن العلاقة الزوجية العاطفية والنفسية والجنسية بشكلها الراقي كثمرة أتحاد بين
عروسين جمعهما الله

ويمارسان
العاطفة الحلال بينهما؟!

 

رأى
هذان الحاخامان الغير منتمين لأية مدارس فقهية يهودية (المدارس الأربع) أن السفر
هو يكلمنا عن علاقة حب بين عروسين جمعهما الله بالحب وأن هدفه هو تعليم الشباب ألا
يروا في الزواج الذي شرعه الله علاقة جنسية فقط وأن يقعوا على نسائهم كالحمير، بل
هو علاقة عاطفية نفسية ثم جنسية حلال بين زوج وزوجته. وقام رؤساء المدارس الفقهية
وتلاميذهم بالرد على هذ االرأي وكيف أن هذا السفر هو قدس أقداس الأشعار الصوفية في
كتبات الأنبياء، وأبلغ من تحدث عن هذه النقطة هو الفقيه عقيبا مدون المشنا فيما
بعد الذي قال: ” لم يوجد رجل ما في إسرائيل ناقش يوما ما وجادل عن في استبعاد
سفر نشيد الأنشاد لأن العالم كله لم يكن مستحقا منذ أن أُعطي هذا الكتاب لأسرائيل
كسفر موحى به، فكل الأسفار مقدسة، لذا نشيد الأنشاد هو قدس أقداس الأسفار ”
ووضع هذا العالم الأشهر حدا لهذه النقاشات لأنه مسموع الكلمة مشهور بعلمة وقوته
وكان الجميع يجل رأيه.

 

3-
سفر حزقيال:

نظرا
لرؤيتهم التي قالت أن اوصاف الهيكل المذكورة في أواخر سفرحزقيال (40 – 48) خيالية
وغير صحيحة، فانبري لهم العلماء العديدون وأسكتوا هذه الشبهة ودحضوها وقام الحاخام
حننيا بن حزقيا بشرح هذه النبوات عن الهيكل إذ أحضروا له 300 قنينة زيت ليتكمن من
أستكمال دراساته في سفر حزقيال ليلا… إذن فقول المعترض أنهم ناقشوا حزقيال 23 هو
قول كذب يحاول به أسقاط الشبهة الإسلامية التي اقتبسوها من رحمة الله الهندي في
كتابه إظهار الحق والتي اخذها بدوره عن نقاد وكفار أوروبا في العصر الحديث
كولهاوزن وغيرهم إن ترجم ما قالوه نصا، ثم أخذها عنه الشيخ القاداياني الأحمدي
ديدات والتي نقلها الكثيرين عنه دون روية للأسف.

 

4-
الأسفار المحذوفة:

لأنهم
تبنوا مشروع عدم قانونية الترجمة السبعينية، رفضوا الأسفار التي أوردتها هذه
الترجمة كالأسفار القانونية الثانية ليوجهوا ضربة قاصية للتبشير المسيحي ولكن
انبرى العديد من أئمة الكنيسة وردوا عليهم وأفحموهم

 

الموقف
المسيحي من جماعات اليهود بعد قيامة المسيح:

1-
مجمع يمنيا عقد أصلا لوضع خطة سريعة لمنع إنتشار المسيحية في الأوساط اليهودية بعد
ان حل الضعف بها بعد خراب الهيكل، فكيف نأخذ بقراراته التي رأت أن المسيح كان ضالا
وأضل الناس وأنه كان يستحق الموت؟!

 

2-
في أثناء انعقاد المجمع حاولوا بإستماتة تشكيك المسيحيين في كتابهم والترجمة
المعتمدة التي استخدموها في الترجمة السبعينية وهي التي ترجمها إثنان وسبعون كاهن
يهودي في القرن الثالث قبل الميلاد وحظيت بموافقتهم السابقة إلا أنهم قاموا
بالإدعاء بانها ترجمة خاطئة تماما وتدنس الأيدي ويجب الإبتعاد عنها فجأة بعد 400
عام.

 

3-
مجمع يمنيا أهتم بتدوين التقليد اليهودي المتوراث الذي وقف المسيح ضده وأنه بسببه
أبطلوا وصية الله

 

4-
تعلمنا كلمة الله أن اليهود ومجامعهم بعد قيامة المسيح واستلام الكنيسة منهم
الإئتمان على كلمة الله التي ففقدوا إمتيازهم الذي كان لهم قديما وليست لهم الآن (أَمَّا
أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ. رومية 2: 3) (لاحظ
الفعل ماضي – وهذا قاله بولس الرسوب أثناء كتابة رسالة رومية التي ترجع لعام 55
ميلادية) ونتيجة لرأيهم عن المسيح بعد أن انتهى دورهم أصبحوا مجمع للشيطان (رؤيا 3:
9) (هَئَنَذَا أَجْعَلُ الَّذِينَ مِنْ مَجْمَعِ الشَّيْطَانِ، مِنَ الْقَائِلِينَ
إِنَّهُمْ يَهُودٌ وَلَيْسُوا يَهُوداً، بَلْ يَكْذِبُونَ: هَئَنَذَا
أُصَيِّرُهُمْ يَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَ رِجْلَيْكَ، وَيَعْرِفُونَ أَنِّي
أَنَا أَحْبَبْتُكَ.)، كما وصفهم الوحي في (1 تسالونيكي 2: 15) (الَّذِينَ
قَتَلُوا الرَّبَّ يَسُوعَ وَأَنْبِيَاءَهُمْ، وَاضْطَهَدُونَا نَحْنُ. وَهُمْ
غَيْرُ مُرْضِينَ لِلَّهِ وَأَضْدَادٌ لِجَمِيعِ النَّاسِ).

 

5-
الطوائف الغربية تأخذ برأي المجمع الذي خالف ما توارثوه قبل المسيح ولكنهم في
الفترة الأخيرة عرفوا أخطائهم وبدأو بالرجوع عن رأيهم رويدا رويدا والبقية تأتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار