علم المسيح

في محكمة الرومان



في محكمة الرومان

في محكمة
الرومان

152- المسيح
أمام بيلاطس البنطي
([1])

الحاكم
الروماني (26-36م)

ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا إلى دار الولاية وكان صُبحٌ-
وبحسب تقدير ق. يوحنا كانت الساعة السادسة صباحاً وهو ميعاد غير مألوف- ولكن
المحاكم الرومانية كانت تبدأ جلساتها من الساعة الثامنة صباحاً
([2]). فكان هذا التبكير يعكس قلق السنهدرين ومحاولة عدم الظهور
وسط الشعب في ميعاد معتاد.

إعداد
ذهن القارئ للمحاكمة:

الناموس:

+”
لا تحرِّف حق فقيرك في دعواه. ابتعد عن كلام
الكذب، ولا تقتل البريء والبار. لأني لا أُبرِّر المذنب”
(خر
23: 6و7)

الأنبياء:

+”
هكذا قال رب الجنود قائلاً: اقضوا قضاء الحق، واعملوا إحساناً ورحمة، كل إنسان مع
أخيه. ولا تظلموا.. ولا يفكِّر أحد منكم شرًّا
على أخيه في قلبكم”
(زك 7: 9و10)

معروف أن مجلس السنهدرين قد توقَّف عن إصدار قرارات رسمية
بالإعدام
أربعين
سنة قبل هدم الهيكل وأورشليم(
[3])، لذلك لا نعثر على قرار واضح
أُجري عليه التصويت ولا كانت الإجراءات قانونية. كذلك لم يكن لمجلس السنهدرين سلطة
قضائية للمحاكمة أو لإصدار القرارات بعد دخول الرومان: “لا يجوز لنا أن نقتل
أحداً” (يو 31: 18)، وكل ما عملوه هو وصولهم إلى قرار موحَّد يستطيعون تقديمه
لبيلاطس ليحكم هو بمقتضاه. فالمسألة كانت مجرَّد
اجتهاد، وقد استخدموا كافة وسائط الغش وشهادة الزور والتلفيق للتهم،

واستخدام رفع الصوت بالصراخ ثم الإرهاب بالذهاب لقيصر، حتى أخذوا ما أرادوا.

وقد
اكتشف بيلاطس العوامل النفسية الواضحة وراء حركاتهم وصراخهم المفتعل ضد المسيح:
لأنه عرف أن رؤساء الكهنة كانوا قد أسلموه حسداً” (مر 10: 15)
كما اكتشف عدم وجود أدلة أو شهود حق لإقامة هذه القضية. لذلك أراد منذ البدء أن
يتنازل عنها: “خذوه أنتم واحكموا عليه حسب ناموسكم” (يو 31: 18). وبعد
قليل لمَّا سمع أن يسوع كان يخدم في الجليل وجدها فرصة أن يتخلَّى عن هذه القضية
برمتها، فحوَّلها لهيرودس باعتباره كان والياً على الجليل.

يهوذا
يخنق نفسه:
([4])

حينئذ
لمَّا رأى يهوذا بعد قرار السنهدرين بالحكم بإعدام في الصباح، وأن المسيح الذي
أسلمه قد دِيْنَ، ندم وردَّ الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ قائلاً:
قد أخطأت إذ أسلمت دماً بريئاً. فقالوا: ماذا علينا؟ أنت أَبْصِرْ! فطرح الفضة في
الهيكل وانصرف، ثم مضى وخنق نفسه.

المحاكمة
أمام بيلاطس على سبعة أجزاء:

وكانت
المحكمة منعقدة في مقر إقامة الوالي الروماني في أُورشليم، وكانت تسمَّى:
“دار الولاية”
Praetorium، وهو
أصلاً مقر هيرودس الملك الذي بناه لنفسه عندما كانت اليهودية تتمتع بحرية
“المملكة”. وكان في الجزء الغربي من المدينة، وإلى هناك ساقوا المسيح
مقيَّداً. ولكنهم لم يدخلوا دار الولاية لئلاَّ يتنجَّسوا فلا يأكلون الفصح، فبقوا
خارج دار الولاية، مما اضطر بيلاطس أن يكلِّمهم، ثم دخل ليستجوب المسيح في الداخل.
ولهذا كان من المهم أن نقسِّم المحاكمة إلى: ما هو خارج الدار، وما هو داخل الدار.

الجزء الأول:

خارج دار الولاية:

وفيه يلقي بيلاطس على اليهود تنفيذ رغبتهم في إعدام المسيح
بمعرفتهم (يو 18: 28-32).

الجزء الثاني:

داخل دار الولاية:

الاعتراف الحسن: المسيح يقول إنه ملك! (يو 33:
18-37).

الجزء الثالث:

خارج دار الولاية:

الإعلان
الأول عن براءة المسيح، وموضوع باراباس (يو 18: 38-40).

الجزء الرابع:

داخل دار الولاية:

الحكم بالجلد والاستهزاء الأول بالمسيح (يو 19: 1-3)

الجزء الخامس:

خارج دار الولاية:

الإعلان الثاني والثالث عن براءة المسيح: “هوذا
الإنسان” (يو 19: 4-7).

الجزء السادس:

داخل دار الولاية:

مصدر السلطان، والخطية الأعظم (يو 19: 8-11).

الجزء
السابع:

خارج دار الولاية:

تهديد
القاضي، يحيا قيصر ولْيَمُتْ المسيح (يو 19: 12-16).

 

الجزء
الأول من سير القضية: خارج دار الولاية:

إن آخر مرحلة عبر عليها المسيح في المحاكمة كانت باشتراك
جميع رؤساء الكهنة بقيادة قيافا مع شيوخ الشعب حيث قرروا قتله. ذلك بحسب رواية
إنجيل ق. متى. بعدها أوثقوه ومضوا به إلى بيلاطس الوالي الروماني (مت 1: 27و2).

كانت
أحكام اليهود بلا قوة، لأنها غير قابلة للتنفيذ بدون السلطة الرومانية. لذلك ذهبوا
إلى دار الولاية، وكان بيلاطس يقيم في قلعة أنطونيا في الشمال الشرقي، على أن مقره
الدائم كان في قيصرية، لكنه كان ينتقل إلى أُورشليم في الأعياد ليشرف بنفسه على
الأمن والنظام.

وقد
قلنا إن حضوره كان مبكِّراً حوالي الساعة السادسة صباحاً. وبحسب تعبير اليهود:
الهزيع الرابع من الليل الذي يبدأ بعد نصف
الليل وينتهي الساعة السادسة صباحاً. وهذا استلزم منهم أن يجتمعوا مرَّة أخرى في
الصباح الباكر جداً ليصدِّقوا على قرار الليل لمجرَّد استيفاء الشكليات القانونية.
لأن قرارات الليل وخاصة التي تحكم بالقتل، تُعتبر لاغية؛ وهذا هو العبث بالقانون،
يكسرونه عمداً وبجرأة، ويستوفونه شكلاً خوفاً وجبناً. ولكن بالرغم من كل
الاحتياطات لاستيفائه الشكلي بقي مخالفاً للناموس أشد المخالفة، إذ يمتنع تنفيذ
حكم الموت في نفس اليوم الذي يصدر فيه الحكم بالموت، لأن روح الناموس كانت شديدة
الحرص على حق المحكوم عليه. ولكن للأسف كان في أيديهم كل مقاليد الأمور فكانوا
يعبثون بالقانون ظانِّين أنهم بلا رقيب أو مَنْ يؤاخذ. ولكن هذا العالم كله
بعلمائه أدركوا مدى فساد هيئة القضاء اليهودي أيام المسيح. وكل هذه الإجراءات تشهد
على فساد ذمة رؤساء الكهنة. فإن كان
هذا
شأنهم في القضاء، فيكون مثل هذا في تعاملهم مع التوراة والناموس والسياسة وكل شئون
تدبير
الأمة.

كان
مجيئهم في الصباح الباكر لا يختص بمواعيد الرومان، فالمحاكمة الرومانية لا تبدأ
أعمالها إلاَّ بعد شروق الشمس. وكما قلنا لم يدخلوا لئلاَّ يتنجَّسوا فلا يأكلون
الفصح، ولكن كان سفك دم بريء لا يشغل لهم بال.

سؤال
بيلاطس:
فخرج
إليهم بيلاطس وسألهم بجفاء واضح وكأن القضية غير مدروسة عنده: ” أية شكاية
تقدِّمون على هذا الإنسان؟”
(يو 29: 18). هنا يفيدنا خبر قدّمه لنا ق.
متى: إنه بينما كان بيلاطس جالساً على كرسيه، جاءه من المنزل خبر خاص سريع يقول له
على لسان زوجته (وتُدعى كلوديا بروكيولا- وقد كانت أولاً دخيلة أي بروزوليت في
الديانة اليهودية، ولكن المعروف في التقليد الكنسي أنها تنصَّرت، بل وبيلاطس
أيضاً، والروايات غير مثبوتة وقُيِّد اسمها في سجل القديسات): “إياك وذلك
البار، لأني تألَّمت اليوم كثيراً في حلم من أجله” (مت 19: 27). لهذا بدأ
بيلاطس متشكِّكاً من القضية. وفي الحقيقة، فإن أخبار المسيح من المستحيل أن لا
تكون قد بلغت مسامع بيلاطس وزوجته وكل الذين في دار الولاية، فالمسيح لثلاث سنين
ونصف بلغت معجزاته إلى كل البلاد. فالسؤال الذي بدأ به بيلاطس التحقيق هو هو الذي
ظل يرافقه حتى نهاية القضية ونهاية الحكم!

إجابة
اليهود:
بجفاء
مقابل وبنوع من التحدِّي أجابوه: ” لو لم يكن فاعل شرٍّ لما كنا قد
سلَّمناه إليك!”
(يو 30: 18)

إجابة
بيلاطس:
من
رد اليهود اتضح له أنهم قرروا ما قرروا ولا يريدون إلاَّ الموافقة. بمعنى أنهم
استقلوا برأيهم وتمسَّكوا بهذا الرأي، فما كان من بيلاطس إلاَّ أن حاصرهم في
عزلتهم بجفاء أشد ليشعرهم بعجزهم وعدم مقدرتهم على الاستقلال بالرأي، وليلزمهم
بالخضوع للقانون الروماني، فقال لهم: ” خذوه أنتم واحكموا عليه حسب
ناموسكم”
(يو 31: 18)

إجابة
اليهود:
واليهود
إذ ضيَّق عليهم بيلاطس، ابتدأوا في الإصرار على مطلبهم، لكنهم أعطوه توضيحاً أكثر
يكشف موضع الخطورة بالنسبة للقانون الروماني وحتمية الحكم به، فقالوا له: ” لا
يجوز لنا أن نقتل أحداً”
(يو 31: 18). وهكذا أعلنوا عن نواياهم وما انتهى
إليه قرارهم، وما على بيلاطس إلاَّ التنفيذ، فلمَّا قالوا: لا يجوز لنا أن نقتل
أحداً، نقلوا القضية إلى يد بيلاطس عن اضطرار.

وهنا
يتدخَّل ق. لوقا ويكمِّل الموقف الدرامي بإضافة عنصر جديد للاتهام كان كفيلاً أن
يشد انتباه الوالي: ” وجدنا هذا يُفسد الأُمة، ويمنع أن تُعطى جزية لقيصر،
قائلاً: إنه هو مسيح ملك”
(لو 2: 22)

هكذا
داس هؤلاء المراؤون على ضمائرهم وقدَّموا هذا الاتهام الذي يشهد الجميع أنه باطل
ومعكوس، والكل يشهد بدينار قيصر والحكمة البليغة: “أعطوا ما لقيصر لقيصر وما
لله لله”

 

الجزء
الثاني من سير القضية: داخل دار الولاية:

بمجرَّد
أن سمع بيلاطس مناداته بالملوكية، دخل دار الولاية واستدعى المسيح وسأله:

سؤال بيلاطس: ” أنت ملك اليهود”؟ لاحِظ أن داخل دار الولاية
ليس هناك رؤساء كهنة ولا شهود من أي نوع، فتطلَّع بيلاطس إلى وجه المسيح المضيء
بجلال الملوكية حقا وراجع نفسه، إنه حقا ملك وليس كالملوك جميعاً!!

إجابة
المسيح: ” أَمِنْ ذاتك تقول هذا، أم آخرون قالوا لك عني؟”
(يو 34: 18). (المسيح لم
يسمع اتهام رؤساء الكهنة).

إجابة
بيلاطس: “
أجابه
بيلاطس: ألعلِّي أنا يهودي؟ أُمَّتك ورؤساء الكهنة أسلموك إليَّ. ماذا
فعلت؟”
(يو 35: 18). واضح هنا أن بيلاطس قد أسقط تهمة: “أنت ملك
اليهود” وأراد أن يشغل عقله بموضوع آخر: ماذا فعلت؟ لأن كون أن المسيح ملك قد
سلب قلب بيلاطس وجعله يقطع في أعماقه أنه حقا ملك، ولكن ليس كأي ملوك الأرض!!

إجابة
المسيح: ” مملكتي ليست من هذا العالم. لو كانت مملكتي من هذا العالم، لكان
خدَّامي يجاهدون لكي لا أُسلَّم إلى اليهود. ولكن الآن ليست مملكتي من هنا”
(يو 36: 18). هذا القول أرجف
بيلاطس، إنه لا يكذب، ولكن بيلاطس احتار جداً في قلبه: من أين هذا الرجل، ومَنْ
هو؟ إنه لغز. وسوف نسمع حالاً كيف سأله: من أين أنت؟ لأنه شك بالفعل أن يكون ليس
من سكان الأرض!!

سؤال
بيلاطس: ” أفأنت إذاً ملك؟”
(يو 37: 18). لم يقُلْها تهكُّماً، بل
بمزيد من الاستفسار. لذلك ردَّ عليه المسيح بحسب قلبه.

إجابة
المسيح: ” أنت تقول إني ملك. لهذا قد وُلدت أنا، ولهذا قد أتيت إلى العالم
لأشهد للحق. كل مَنْ هو من الحق يسمع صوتي”
(يو 37: 18). كل ملك يجاهد ليكون ملكاً،
أمَّا أنا فوُلدت لأكون ملكاً، ولكن ليس على الناس بل على الحق، والذي يسمع صوت
المسيح ويقبل الحق يصير عضواً في مملكته. وهنا أدرك بيلاطس بما لا يتطرَّق إليه
الشك أن المسيح شخص آخر غير الذي يتهمه اليهود ويطلبون قتله، فهو مسالم إلى أقصى
حد، ويتكلَّم بالحق ويعيشه. أي إنسان هذا؟

وانتهى الحديث الثنائي الودِّي بين القاضي والمسيح أن
استفهم بيلاطس من المسيح: ” ما هو الحق”؟

 

الجزء
الثالث من سير القضية: خارج دار الولاية:

الإعلان
الأول عن براءة المسيح:

إجابة
بيلاطس لليهود: ” أنا لست أجد فيه علَّة
واحدة”
(يو 38: 18). كانت شخصية المسيح ووجهه الهادئ العذب، ووثوقه
من نفسه ومن الحق وعدم دفاعه عن نفسه قط؛ قد أقنع القاضي الروماني أن المتَّهم
اليهودي المطلوب قتله بريء!! واعتقد بيلاطس أنه ممكن أن يليِّن قلب اليهود بأن
يطلقه في العيد باعتباره سجيناً عُفي عنه إكراماً للعيد!!

سؤال بيلاطس: ” لكم عادة أن أُطلق لكم واحداً في الفصح.
أفتريدون أن أُطلق لكم ملك اليهود؟”
(يو 39: 18)

إجابة رؤساء الكهنة: ” ليس هذا بل باراباس. وكان
باراباس لصاً”

(يو 40: 18)

كان
هذا الاقتراح من القاضي نوعاً من السخرية والتهكُّم الخفي على إدانة اليهود بأنه
ملك. فإذا بالقاضي يقترح أن يطلق سراح ملكهم!! كان هذا إحساساً منه بتجلة المسيح
من ناحية وامتهان كرامة اليهود من الناحية الأخرى. ولكن أيضاً كان هذا الاقتراح
يخفي حالة من العجز أصابت القاضي، لأنه وهو يؤمن تماماً ببراءة المتهم لم يتخذ المسلك القانوني، بل أخذ
الطريق الملتوي الذي انتهى به إلى السخرية منه.

إجابة
رؤساء الكهنة:
لمَّا
وجدوا أن اتهامهم بأن المسيح ملك وأنه يمنع الجزية لقيصر لم يأتِ بأي نتيجة،
أضافوا إليه تهمة أخرى: ” فكانوا يُشدِّدون قائلين: إنه يُهيِّج الشعب وهو
يعلِّم في كل اليهودية مبتدئاً من الجليل إلى هنا.
فلمَّا سمع بيلاطس ذِكْرَ
الجليل، سأل: هل الرجل جليلي؟ وحين علم أنه من سلطنة هيرودس، أرسله إلى هيرودس،
إذ كان هو أيضاً تلك الأيام في أُورشليم”
(لو 23: 57)

 

المسيح
أمام هيرودس الملك: في أورشليم:

الذي
ذكر هذه الوصلة من داخل محاكمة المسيح أمام بيلاطس هو ق. لوقا في إنجيله: ” وأمَّا
هيرودس فلمَّا رأى يسوع فرح جداً، لأنه كان يريد من زمان طويل أن يراه، لسماعه عنه
أشياء كثيرة، وترجَّى أن يرى آية تُصنع منه. وسأله بكلام كثير فلم يجبه
بشيء”.

“ووقف
رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه باشتداد،
فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزأ به،
وألبسه لباساً لامعاً، وردَّه إلى بيلاطس. فصار بيلاطس وهيرودس صديقين مع بعضهما
في ذلك اليوم، لأنهما كانا من قبل في عداوة بينهما” (لو 23: 812)

بيلاطس: “فدعا بيلاطس رؤساء
الكهنة والعظماء والشعب
، وقال لهم: قد قدَّمتم إليَّ هذا الإنسان كمَنْ
يُفْسِدُ الشعب. وها أنا قد فحصت قدَّامكم ولم أجد في هذا الإنسان علَّة مما
تشتكون به عليه، ولا هيرودس أيضاً.. وها لا شيء يستحق الموت صُنع منه. فأنا
أُؤدِّبه وأُطلقه. وكان مضطراً أن يطلق لهم كل عيد واحداً”
(لو 23:
1317)

 

الجزء
الرابع من سير القضية: داخل دار الولاية:

بيلاطس: ” فحينئذ أخذ بيلاطس يسوع وجلده” (يو 1: 19)

+” بذلت ظهري للضاربين، وخدِّي للطم، ووجهي لم أستر
عن خزي
البصاق” (إش 6: 50 حسب السبعينية)

كان لا يزال بيلاطس يأمل في إطلاق المسيح، ورأى أنه بهذا
الإجراء يمكن استرضاء الشعب الهائج. ذلك بإجراء عقوبة شديدة- دون حكم رسمي- تستدر
عطف الشعب فأقدم على هذا العمل وهو مقتنع ببراءة المسيح. لذلك جاء هذا العمل
بنتائج عكسية، ولكن كان ضمن أهم العوامل اللاهوتية لتكميل الخلاص، لأنه أُكمل
للمسيح على أساس الفدية كمستحق بالفعل بصفته الحامل للبشرية الخاطئة المستحقة كل
عقوبة. وقد أجرى بيلاطس عليه عمليات للستهزاء بملوكيته لاسترضاء اليهود، وهو في
حقيقته استرضاء لعدل الله في محاكمة الخطاة.

“فعروه
وألبسوه رداءً قرمزياً”،
وهو لباس الملوك.

“وضفروا إكليلاً من شوك ووضعوه على رأسه” وكأنه
إكليل
الغار الذي يوضع على رؤوس الملوك الظافرين، وكان
تكميلاً لقول الله لآدم: “وشوكاً وحسكاً تنبت لك (الأرض).” (تك 18: 3)

“وقصبة
في يمينه”،

باعتبارها صولجان المُلك.

وكانوا يجثون قدَّامه”، كما يسجد العبيد للملوك.

“وبصقوا
عليه”،
نهاية
الاستهزاء.

“وأخذوا القصبة وضربوه على رأسه”،
استهزاءً بملوكيته (مت 27: 2730).

وكان
هذا ثمناً لكبرياء الإنسان وخطيته الأصلية، كونه أراد أن يكون كالله. وبهذا أكمل
المسيح كأس آلام الخطاة منذ آدم.

 

الجزء
الخامس من سير القضية: خارج دار الولاية:

الإعلان
الثاني والثالث عن براءة المسيح:

بيلاطس:
” فخرج بيلاطس أيضاً خارجاً وقال لهم: ها أنا أُخرجه إليكم لتعلموا أني لست
أجد فيه علة واحدة”

(يو 4: 19). كانت حيرة بيلاطس واضحة، فلو كانت لديه الأدلة الكافية لإدانته كان قد
تشجَّع وحكم إزاء إصرار اليهود. فمن جهة، كان اقتناعه ببراءة المسيح يحذِّره من
المُضيِّ في القضية؛ ومن جهة أخرى، كان ضغط اليهود يدفعه للحكم، وليس من أدلة.

المسيح:
فخرج
يسوع خارجاً وهو حامل إكليل الشوك وثوب الأرجوان. فقال لهم بيلاطس: هوذا الإنسان
ECCE HOMO” (يو 5: 19)

+” يا جميع عابري الطريق، تطلَّعوا وانظروا، إن كان
حزن مثل حزني.”
(مرا 12: 1)

+” بليت عظامي. عند كل أعدائي صرت عاراً،.. ورُعباً
لمعارفي.. الذين رأوني خارجاً هربوا عني، نُسيت من القلب مثل الميت، صرت مثل إناء
مُتْلَفٍ، لأني سمعت مذمة من كثيرين، الخوف مستدير بي بمؤامراتهم معاً عليَّ.
تفكَّروا في أخذ نفسي”
(مز 31: 10-13)

+” اذكر يا رب عار عبيدك. الذي أحتمله في حضني!! الذي
به عيَّر أعداؤك،.. عيَّروا آثار مسيحك!!”
(مز 50: 89و51)

رؤساء
الكهنة: ” فلمَّا رآه رؤساء الكهنة والخدَّام صرخوا قائلين: اصْلِبْهُ
اصْلِبْهُ!”
(يو
6: 19)

بيلاطس: ” قال لهم.. خذوه أنتم واصلبوه، لأني لست أجد
فيه علَّة”
(يو 6: 19)

هكذا
لا يكفيهم الجلد والضرب واللطم والبصاق، هذا كله لا يكفي لغسل خطاياهم. إنهم بروح
جميع الأنبياء يطلبون أن: “يُصلب المسيح”، فلا فداء إلاَّ بالصلب، ولا
خلاص إلاَّ بموته.

وهذه
هي المرَّة الثالثة التي يؤكِّد فيها بيلاطس أنه لا يوجد فيه علَّة. إذن، فهو
مصلوب رسمياً بعلَّة غيره، بخطايانا جميعاً.

وهوذا
كلام بطرس الرسول يصف هذه المأساة بعد وقوعها، حيث لا يذكر بيلاطس الصالب، بل
رؤساء الكهنة: “إن إله إبراهيم وإسحق ويعقوب، إله آبائنا، مجَّد فتاه يسوع،
الذي أسلمتموه أنتم وأنكرتموه أمام وجه بيلاطس، وهو حاكم بإطلاقه. ولكن أنتم
أنكرتم القدوس البار، وطلبتم أن يُوهَبَ لكم رجل قاتل. ورئيس الحياة قتلتموه، الذي
أقامه الله من الأموات، ونحن شهود لذلك.” (أع 3: 1315)

اليهود:
” لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب أن يموت، لأنه جعل نفسه ابن الله”
(يو 7: 19)

لم
يكن قول المسيح عن نفسه إنه ابن الله تجديفاً على الاسم. فهو معروف قطعاً أنه لقب
المسيَّا. ولكن كان قول المسيح هو السهم الأخير الذي لم يحسب بيلاطس حسابه، فهو
تدخُّل في شئون دينهم. ولكن هذا اللقب أثار دهشة بيلاطس، بل وأخافه في نفس الوقت.
فدخل دار الولاية ليستفسر عن هذا الأمر.

 

الجزء
السادس من سير القضية: داخل دار الولاية:

بيلاطس:
” فلمَّا سمع بيلاطس هذا القول ازداد خوفاً”
(يو 8: 19). لقد أحس بالرهبة
تجاه المسيح حينما تحدَّث معه وديًّا وتفرَّس في وجهه وعينيه، والقضاة ذوو فراسة
ورؤيا لا تخيب في معرفة المجرمين من ملامح وجههم ونظرة عيونهم؛ أمَّا هذا فهو ليس
أبداً من الخطاة ولا حتى من عامة الناس، فالنُّبل والشيماء وسماحة النفس وسويتها
الفائقة أخذ بلبِّه، وها هو اللقب الجديد: “ابن الله”. ويقول الكتاب
إنه: “ازداد خوفاً” أي خوفاً على خوف سابق.
“فدخل (بيلاطس) أيضاً إلى دار الولاية وقال ليسوع: من أين أنت؟
(يو
9: 19)

يسوع: ” وأمَّا يسوع فلم يُعْطِهِ جواباً”!!

بيلاطس:
أما تكلِّمني؟ ألست تعلم أن لي سلطاناً
أن أصلبك وسلطاناً أن أطلقك؟”
(يو 10: 19) لم يقل
هذا ليرهب المسيح، بل ليجعله يثق فيه ويكلِّمه.

المسيح: وهنا لم يكسر المسيح صمته الذي أخذه على نفسه، ولكن ليصحِّح
لبيلاطس مقولته، فأجاب يسوع: ” لم يكن لك عليَّ سلطان البتة، لو لم تكن قد
أُعطيت من فوق. لذلك الذي أسلمني إليك له خطية أعظم”
(يو 11: 19)

كان
هذا من فم المسيح القولَ الفَصْلَ في العلاقة بين السلطة المدنية والسلطة الإلهية
في حكومة الناس والعبث بمصائرهم. ففوق العالي أعلى: “ليس سلطان إلاَّ من
الله، والسلاطين الكائنة هي مرتَّبة من الله.” (رو 1: 13)

كان
رد المسيح: ليس لك عليَّ سلطان لو لم تكن قد أعطيت من فوق! هو الإشارة
للردِّ على سؤال بيلاطس: “من أين أنت” هذه أوليات المعرفة المسيحية عن
سلطان الله:

+
“قامت ملوك الأرض، واجتمع الرؤساء معاً على الرب وعلى مسيحه. لأنه بالحقيقة
اجتمع على فتاك القدوس يسوع، الذي مسحته، هيرودس وبيلاطس البنطي مع أُمم وشعوب
إسرائيل، ليفعلوا كل ما سبقت فعيَّنت يدك ومشورتك أن يكون.” (أع 4: 2628)

+
“هذا أخذتموه مسلَّماً بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق، وبأيدي
أثمة صلبتموه وقتلتموه.” (أع 23: 2)

والمسيح بردِّه هذا خطَّأ بيلاطس في تصرُّفه وحكمه
حينما قال: إن مَنْ سلَّمني إليك له خطية أعظم.

 

الجزء
السابع من سير القضية: خارج دار الولاية:

فليحيا
قيصر وليُصلب المسيح!

“من
هذا الوقت كان بيلاطس يطلب أن يطلقه، ولكن اليهود كانوا يصرخون قائلين”:

اليهود:
إن أطلقت هذا فلست محبًّا لقيصر. كل
مَنْ يجعل نفسه ملكاً يقاوم قيصر”
(يو 12: 19)

لقد
تيقن بيلاطس في نهاية حديثه مع المسيح أنه إنسان سامٍ ليس على مستوى الناس،
والبراءة تنطق من عينيه، وتفكَّر أنه حتماً ولابد أن يصنع شيئاً لهذا الإنسان،
فالأمر فعلاً هو من فوق، ولكن ما معنى الحق
وما معنى فوق؟ وكأنه كُشف لبيلاطس ما كُشف
لنبوخذنصر في أيامه: “تعلم أن العليَّ متسلِّط في مملكة
الناس، وأنه يعطيها من يشاء.. وعند انتهاء
الأيام، أنا نبوخذنصَّر، رفعت
عينيَّ إلى السماء، فرجع إليَّ عقلي وباركت العليَّ وسبَّحت وحمدت الحي إلى الأبد،
الذي سلطانه سلطان أبدي وملكوته إلى دور فدور. وحُسِبَتْ جميع سكَّان الأرض كلا
شيء، وهو يفعل كما يشاء في جند السماء وسكان الأرض. ولا يوجد مَنْ يمنع يده أو
يقول له ماذا تفعل؟.. الذي كل أعماله حق وطرقه عدل، ومَنْ يسلك بالكبرياء (مثل
نبوخذنصَّر نفسه)، فهو قادر على أن يذلَّه.” (دا 4: 32و34و35و37)

وهكذا
بعد أن أفرغ قيافا كل خططه ولعب بكل أوراقه الدينية من جهة الولاء للناموس وتعدِّي
الناموس والالتزام بالناموس، وانكشفت كل أوراق لعبته الكبيرة لدى بيلاطس الذي
بحثها وفحصها بعقلية قاضٍ روماني حاذق لا تفوت عليه ألاعيب رجال الدين، أخرج
أخيراً ورقته الأخيرة: اللعب بالسياسة والارتماء تحت أقدام قيصر لتقديم الولاء له
أكثر من بيلاطس! وعشق قيصر أكثر من احترام بيلاطس: “من هذا الوقت كان بيلاطس
يطلب أن يُطلقه، ولكن اليهود كانوا يصرخون قائلين: إن أطلقت هذا فلست محبًّا
لقيصر. كُل مَنْ يجعل نفسه ملكاً يقاوم قيصر.” (يو 12: 19)

ولم
يدرِ قيافا أن بهذا الهتاف الأخير، يكون قد قطع بيده صلته بيهوه إله إسرائيل إلى
الأبد. ويكون قد ارتمى في حضن الشيطان لينقذه من المسيَّا. ولكن الثمن باهظ إلى أقصى
حد، فقد قُطع وقُطعت معه الأُمة.

فهذا
هو قيصر الذي بعد أربعين سنة تماماً؛ خرَّب أُورشليم، وأحرق الهيكل، وقتل ونكَّل بالشعب والنساء والأطفال، وأفرغ الأرض من ساكنيها.
فليُصلب المسيح ويحيا قيصر يا
قيافا!!

 

بيلاطس: ” فلمَّا سمع بيلاطس هذا القول أخرج يسوع،
وجلس على كرسي الولاية في موضع يُقال له
“البلاط” وبالعبرانية “جباثا””،

“وكان
استعداد الفصح، ونحو الساعة السادسة (ظهراً). فقال لليهود: هوذا ملككم”
(يو 19: 13و14)

[“ أنا هو الرجل!!([5])

الذي
رأى مذلَّةً بقضيبِ سخطهِ،

أبلى
لحمي وجلدي. كسَّر عظامي،

سيَّج
عليَّ فلا أستطيع الخروج،

ميَّل
طُرقي، ومزَّقني. جعلني خراباً،

مدَّ
قوسه ونصبني كغرض للسهم،

أدخل
في كُليتيَّ نبال جعبته،

صرت
ضحكة لكل شعبي، وأُغنية لهم اليوم كله،

أشبعني
مرائر، وأرواني أفسنتيناً، وجَرَشَ بالحصى أسناني،

ذِكراً
تذكر نفسي، وتنحني فيَّ،

جيد أن ينتظر الإنسان ويتوقَّع بسكوت خلاص الرب!”] (مرا 3: 126)

رؤساء
الكهنة: ” فصرخوا: خذه! خذه اصلبه”!
قال بيلاطس:

بيلاطس:
” أأصلب ملككم”؟

أجاب رؤساء الكهنة (فقط):

رؤساء
الكهنة: ” ليس لنا ملك إلاَّ قيصر”!!

بيلاطس: “فحينئذ أسلمه إليهم
ليُصلب، فأخذوا يسوع ومضوا

به.”
[6]) (يو 19: 15و16)



([1]) بيلاطس
البنطي:
كان في ذلك الوقت والي اليهودية الذي قام بدور القاضي وإصدار
الحكم على المسيح. ومنذ ذلك الحين وهو يُذكر باللعنات، ولكن لو فُحص دوره عن دقة،
يتضح أنه كان إلى حدٍّ كبير ضحية الظروف الشاذة التي وُضع فيها، حتى أن الدارس
الواعي ربما يشفق على موقفه الفريد. لقد كان مثال الروماني الملتزم والعملي الذي
عُرف عنه كما عند كل الرومان إزدراؤه بالخرافات التي كانت ترزح تحتها كل الديانات
في ذلك الوقت. يُضاف إلى ذلك، الكره الطبيعي ضد اليهود المتألهين بختانتهم، ومن
حظِّه أنه يأخذ سمعته من معالجة هذه القضية ومع اليهود بالذات، الجنس الذي اشتهر
بضيق ديانته وانفعاله الجنوني ضد أي ما يمس تقليده وميراثه. لذلك كان التعامل معهم
يحتاج إلى تصرف لبق ومحايد. وبيلاطس رجل امبراطورية لا يعرف إلاَّ اليد المرتفعة
والطاعة بالإرغام، لذلك كانت الاضطرابات لا مفر منها، ولكنه ما أن وضع قدمه في أرض
اليهودية حتى بدأ الصراع. فالحاكم السابق له، إذ كان قد درس أخلاق القوم، كان
يتحاشى أن يُدخِل الجنود أُورشليم حاملين شارة النسر، أو صورة الإمبراطور، أو أن
يرفعوها على الأبنية؛ لأن هذا رجس في إسرائيل كفيل أن ينجِّس الأرض والناس. ولكن
بيلاطس ازدرى بهذا التنازل المحتقر، وأمر كتيبته التي عسكرت في أُورشليم أن تدخل
حاملة شاراتها الرسمية، وأن يرفعوا الشارة فوق القلعة‍، ولكن كان دخول الكتيبة
مساءً ولم ينتبه الشعب إلى ما حدث. فما أن استيقظوا حتى رأوا هذا الجرم الشنيع
والأعلام ترفرف على القلعة، فجُنَّ جنون القوم والتهبت عصبيتهم إلى درجة إعلان
التحدِّي، وقام جماعة منهم إلى قيصرية وطالبوا برفع هذا الشعار الذي يُعتبر
تحدِّياً لأمتهم. ولكن ما كان من بيلاطس إلاَّ أن احتقر مطلبهم، فما كان من جماعة
المتعصِّبين الغيورين إلاَّ أن رابطوا خمسة أيام بلياليها منبطحين على الأرض
بتوسُّل حزين. وفي اليوم السادس، دعاهم للمقابلة، ولمَّا كرروا إلحاحهم أعطى
الإشارة لجنوده، فأحاطوا بهم وهدَّدوهم بالموت إن لم يكفُّوا عن شغبهم ويعودوا
بسلام إلى بلادهم. وظن أنهم بهذا يرتدعون أو يخافون، ولكن لدهشة بيلاطس، وجدهم ينبطحون
على وجوههم ويمدِّدون رقابهم للذبح مظهرين استعدادهم للموت دون المساس بناموسهم!
وأخيراً انهزم أمام إصرارهم المذهل ورفع شارة النسر والعلَمَ (
Josephus, Antiq., xviii, 3, § 1; De Bell. Jud., ii, 9 §§
2,3
).
وقد كان لتراجع بيلاطس المهين عن إنذاره النهائي انكساراً لكبريائه لم يُشفَ منه
مع هؤلاء اليهود. وللحال أخذها اليهود كمقياس لصلابته وكمعيار لمقداره! وأيقنوا
أنه بالصراخ والصياح يرغمونه للعودة إلى الوراء.

ولكن
استعاد بيلاطس كبرياءه في موقعة أخرى استعد لها مقدَّماً، عندما بدأ بمشروع مدّ
المياه لأُورشليم بقناة توصِّل المياه. ولمَّا ابتدأ

يبني القناة، وكانت مكلِّفة جداً، فأراد أن يصرف عليها من حصيلة خزانة الهيكل،
فاعتبر اليهود ذلك تدنيساً للهيكل ذاته. وبحضور الوالي إلى أُورشليم أحاطوه
بالصياح والصراخ واستخدام الاستفزاز. فإذ كان على دراية بما سيحدث مقدَّماً أنزل
قوة عسكرية دون ملابس رسمية في ثياب مدنية،
ولكن مسلَّحين بالهراوات، وأمرهم بالاختلاط بالشعب. فعندما زاد هياج الشعب، أعطى
الإشارة، فانقضُّوا على الثائرين بالضرب حتى مات الكثيرون، وكثيرون ماتوا تحت
الأقدام. وهكذا أخمد
بيلاطس الثورة في مهدها، لكن خرج الشعب من هذه المحنة
وقد ازداد سخطه (
Josephus, Antiq., xviii, 3, § 1; De
Bell. Jud.,
ii, 9 §§ 4
). فإذا أُضيف إليها الحادثة
التي تكلَّم عنها إنجيل ق. لوقا:” عن الجليليين الذي خلط بيلاطس دمهم
بذبائحهم” (لو 1:13)،
ندرك إلى أي
مدى كان الشعب معبَّأً بالكراهية والتحفُّز ضد بيلاطس (
David Smith, The Days of His Flesh, pp. 477-479).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار