علم الانسان

مجرد عزاء



مجرد عزاء

مجرد عزاء

إنني أذكر هذا الإنسان جيداً، وما حكاه لي:

توفي والده بعد مرض طويل، قضاه بين المستشفيات
والأطباء والأدوية.. فجاء كثيرون يعزونه في الكنيسة، وفي البيت، وفي سرادق
العزاء.. ومضى كل منهم إلي شأنه.

وفي وسط كل هؤلاء، سلم عليه صديق عزيز إليه، وهو
خارج من سرادق العزاء، وسلمه خطاباً. وقال له: إقرأ هذا الخطاب سراً بعد رجوعك إلي
بيتك..

ولما عاد إلي بيته فتح الخطاب، فقرأ فيه هذه
العبارات:

” لا شك أن مرض والدك قد كلفك أعباء مالية
ضخمة ولعلك مديون بالكثير. كما أن هذا السرادق والصرف علي الضيوف يكلفك عبئاً
مالياً آخر، يضاف إليه إعلان النعي في الجرائد “.

” لذلك أرجوك قبول هذا المبلغ، من قلب يحبك
ويشعر بك.. لأني أنا نفسي وقعت تحت أعباء مالية كهذه، وفي ظروف مشابهة.. وليكن هذا
الأمر سراً بيننا.. “.

هذا الصديق قدم عزاءه. ولم يكن مجرد عزاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار