علم الاخرويات

الفصل الأول



الفصل الأول

الفصل الأول

المجيء الثاني للسيد المسيح وقيامة
الأموات

 

1 حتمية المجيء الثاني

جاء السيد المسيح إلى عالمنا في المرة الأولى، في
مجيئه الأول، متضعا في الجسد، متجسدا في صورة عبد ” صار جسدا ” (يو14:
1)، ” ظهر في الجسد ” (1تى 16: 3)، ” آخذاً صورة عبد ” وبعد
قيامته من الأموات
صعد إلى السماوات وجلس عن يمين العظمة ” وجلس عن يمين الله ” (مر16: 19)، ”
جالسا عن يمين قوة الله ” (لو22: 69)، ” يسوع قائما عن يمين الله ”
(أع 7: 55) ” ابن الإنسان قائما عن يمين الله ” (أع 7: 56)، ” عن
يمين الله الذي أيضا يشفع فينا ” (رو 8: 34)، ” المسيح جالس عن يمين
الله ” (كو3: 1)، ” جلس في يمين العظمة في الأعالي ” (عب1: 3)،
” جلس في يمين عرش العظمة في السماوات (عب 8: 1)، ” جلس إلى الأبد عن
يمين الله ” (عب10: 12)، ” جلس في يمين عرش الله ” (عب12: 2)،
” الذي هو في يمين الله إذ قد مضى إلى السماء وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له
” (1بط 3: 22). ويلخص الوحي الإلهي ذلك بقوله: ” الذي إذ كان في صورة
الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه
الناس وإذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب لذلك رفعه الله
أيضا وأعطاه اسما فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على
الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب ”
(فى6: 2-11).

 وكان السيد قد طلب من تلاميذه أن ينشروا الكرازة
باسمه في كل جزء وكل مكان في العالم في المسكونة كلها بعد أن يحل عليهم الروح
القدس: ” اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس
وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام إلي انقضاء الدهر
آمين ” (مت19: 28،20)، ” وقال لهم اذهبوا إلي العالم اجمع واكرزوا
بالإنجيل للخليقة كلها من أمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن ” (مر15: 16،1)،
” وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات
في اليوم الثالث وان يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدأ من
أورشليم وانتم شهود لذلك.

وها أنا أرسل إليكم موعد أبى فأقيموا في مدينة
أورشليم إلي أن تلبسوا قوة من الأعالي ” (لو46: 24-49)، ” لكنكم ستنالون
قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية
والسامرة وإلي أقصى الأرض ”

 (أع 8: 1).

 كما وعد السيد أنه سيكون مع كنيسته
دائما، في كل وقت، وإلى الأبد ” وها أنا معكم كل الأيام إلي انقضاء الدهر
آمين ”
(مت 28: 20)، ” لا
أترككم يتامى أنى آتى إليكم ”
(يو14:
18)
، ” أجاب يسوع وقال له أن احبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبى وإليه
نأتي وعنده نصنع منزلا “
(يو14: 23)،
من خلال وجوده، بلاهوته في كل مكان ” لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي
فهناك أكون في وسطهم
” (مت 18: 20). فقد جلس
على عرشه في السماوات كملك الملوك ورب الأرباب (رؤ14: 17) وديان الأحياء والأموات
(2تى 1: 4؛1بط5: 4)، وهو يوجه ويدير كنيسته، ملكوته، ملكوت الله، ملكوت السماوات
على الأرض كرب العالمين ” يسوع المسيح هذا هو رب الكل ” (أع36: 10)،
” الذي عمله (الآب) في المسيح إذ أقامه من الأموات وأجلسه عن يمينه في
السماويات فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يسمى ليس في هذا الدهر فقط بل
في المستقبل أيضا واخضع كل شيء تحت قدميه وإياه جعل رأسا فوق كل شيء للكنيسة التي
هي جسده ملء الذي يملا الكل في الكل ” (أف20: 1-23). ” الذي أنقذنا من
سلطان الظلمة ونقلنا إلي ملكوت ابن محبته ” (كو1: 13)، ” لأنه هكذا يقدم
لكم بسعة دخول إلى
ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الأبدي ” (2بط1: 11)، ” أنا يوحنا أخوكم وشريككم في
الضيقة وفي
ملكوت يسوع المسيح وصبره كنت في
الجزيرة التي تدعى بطمس من اجل كلمة الله ومن اجل شهادة يسوع المسيح ” (رؤ1:
9). وقد وعد أنه سيأتي مرة ثانية في نهاية العالم وانقضاء هذا الدهر ” فان
ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله
” (مت16: 27).

 كان مجيئه الأول في أتضاع ليقدم ذاته
فدية للعالم وصعد إلى السماوات وجلس عن يمين العظمة في الأعالي وهو الآن مع كنيسته
كملك الملوك وسيأتي في نهاية الأيام في مجد ليدين المسكونة بالعدل ويأخذ معه
مؤمنيه ليكونوا معه إلى الأبد ” آتي أيضا وأخذكم إلى حتى حيث أكون أنا تكونون
انتم أيضا “
(يو3: 14).
ويسمى مجيئه هذا الذي سيكون في نهاية الأيام ب ” المجيء الثاني “
.

 وقد أكد السيد المسيح مرارا وتكرارا على حقيقة
وحتمية مجيئه مرة ثانية، المجيء الثاني، في نهاية العالم، كما أكد هذه الحقيقة
أيضاً تلاميذه ورسله بالروح القدس. قال السيد نفسه لتلاميذه ” لا تضطرب
قلوبكم انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي في بيت أبى منازل كثيرة وإلا فأني كنت قد قلت
لكم أنا امضي لأعد لكم مكانا وان مضيت وأعددت لكم مكانا
آتي أيضا
(أجئ ثانية)
وآخذكم إلى حتى حيث أكون أنا تكونون انتم أيضا ”
(يو1: 14-3). وقال القديس بولس بالروح ” هكذا المسيح أيضا
بعدما قدم مرة
لكي يحمل خطايا كثيرين
سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه ” (عب9: 28).

 قال الملاك للتلاميذ لحظة صعود السيد المسيح إلى
السماء في مجيئه الأول:

” أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين
تنظرون إلى السماء أن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء
سيأتي
هكذا كما رأيتموه منطلقا إلى السماء

(أع11: 1)، وقال القديس بولس بالروح: ” إذا لا تحكموا في شيء قبل الوقت
حتى
يأتي الرب
الذي سينير خفايا الظلام ويظهر أراء القلوب
وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله (1كو5: 4)، ”
وتنتظروا
ابنه من السماء
الذي أقامه من الأموات يسوع الذي ينقذنا من الغضب
الآتي ” (1تس10: 1)، ”
لان الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس
ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء
والأموات
في المسيح سيقومون أولا، ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب
لملاقاة الرب في الهواء وهكذا نكون كل حين مع الرب ” (1تس15: 4-17). وقال
القديس يوحنا في الرؤيا بالروح القدس ”
هوذا يأتي
مع السحاب
وستنظره كل عين والذين طعنوه وينوح عليه جميع
قبائل الأرض نعم آمين ” (رؤ7: 1). وقال السيد نفسه في الرؤيا ”
ها
أنا آتى سريعا
تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك (رؤ11: 3)،
” يقول الشاهد بهذا نعم
أنا آتى سريعا آمين تعال أيها الرب يسوع (رؤ20: 22).

 واستخدم السيد وتلاميذه ثلاث كلمات، أو مصطلحات،
هي ؛ مجيء، وظهور واستعلان، وذلك إلى جانب ” يوم “:

(1) مجيء (Parousia
parousia – باروسيا): والذي يعنى مجيء أو حضور:

E ” وفيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم
إليه التلاميذ على انفراد قائلين قل لنا متى يكون هذا و ما هي علامة مجيئك
وانقضاء الدهر ” (متى 24: 3).

E ” لأنه كما أن البرق يخرج من المشارق و
يظهر إلي المغارب هكذا يكون أيضا مجيء ابن الإنسان ” (متى 24: 27).

E ” وكما كانت أيام نوح كذلك يكون أيضا مجيء
ابن الإنسان ” (متى 24: 37).

E ” ولم يعلموا حتى جاء الطوفان واخذ الجميع
كذلك يكون أيضا مجيء ابن الإنسان ” (متى 24: 39).

E ” كل واحد في رتبته المسيح باكورة ثم
الذين للمسيح في مجيئه ” (1كو15: 23).

E ” لان من هو رجاؤنا وفرحنا وإكليل
افتخارنا أم لستم انتم أيضا أمام ربنا يسوع المسيح في مجيئه ” (1تس2:
19).

E ” لكي يثبت قلوبكم بلا لوم في القداسة
أمام الله أبينا في مجيء ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه ” (1تس3:
13).

E ” فأننا نقول لكم هذا بكلمة الرب أننا نحن
الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا
نسبق
الراقدين لان الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء
والأموات في المسيح سيقومون أولا، ثم نحن الإحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في
السحب لملاقاة الرب في الهواء وهكذا نكون كل حين مع الرب
(1تس4: 15-17).

E ” واله السلام نفسه يقدسكم بالتمام ولتحفظ
روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح ” (1تس
5: 23).

E ” ثم نسألكم أيها الاخوة من جهة مجيء ربنا
يسوع المسيح واجتماعنا إليه ” (2تس2: 1).

E ” وحينئذ سيستعلن الأثيم الذي الرب يبيده
بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه ” (2تس2: 8).

E ” فتأنوا أيها الاخوة إلى مجيء الرب
” (يع5: 7).

E ” فتأنوا انتم وثبتوا قلوبكم لان مجيء
الرب قد اقترب ” (يع5: 8).

E ” وقائلين أين هو موعد مجيئه لأنه
من حين رقد الآباء كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة ” (2بط3: 4).

E ” منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب
الذي به تنحل السماوات ملتهبة والعناصر محترقة تذوب ” (2بط3: 12).

E ” والآن أيها الأولاد اثبتوا فيه حتى إذا اظهر
يكون لنا ثقة ولا نخجل منه في مجيئه ” (1يو2: 28).

(2) ظهور (Epiphaniea – Epifaneia ابيفانيا): استخدمت
كلمة ظهور للتعبير عن ظهور المسيح في مجيئه الثاني، ظاهرا ومرئيا للعيان، كما
استخدمت للتعبير عن ظهور مجده وملكوته:

E: ” وحينئذ سيستعلن الأثيم الذي الرب يبيده
بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه ” (2تس2: 8).

E ” أوصيك أمام الله… أن تحفظ الوصية بلا
دنس ولا لوم إلى ظهور ربنا يسوع المسيح ” (1تي6: 14).

E ” أنا أناشدك إذا أمام الله والرب يسوع
المسيح العتيد ان يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته ” (2تي4:
1).

E ” قد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت
الإيمان وأخيرا قد وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل
وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضا ” (2تي4: 7،8).

 E” منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد
الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح
” (تي2: 13).

 كما استخدم الكتاب أيضا تعبير ” phanerosis – faneroqhV – فانيروثيس ظهور “: ” متى اظهر المسيح
حياتنا فحينئذ تظهرون انتم أيضا معه في المجد ” (كو4: 3)،
” والآن أيها الأولاد اثبتوا فيه حتى إذا اظهر يكون لنا ثقة ولا نخجل
منه في مجيئه ” (1يو28: 2)، ” أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله
ولم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم انه إذا اظهر نكون مثله لأننا سنراه كما
هو ” (1يو2: 3).

 (3) استعلان (Apocalypse – apokaluyiV – ابوكاليبس):

E ” وانتم متوقعون استعلان ربنا يسوع
المسيح ” (1كو1: 7).

E ” وإياكم الذين تتضايقون راحة معنا عند استعلان
الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته في نار لهيب معطيا نقمة للذين لا يعرفون الله
والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح، الذين سيعاقبون بهلاك ابدي من وجه
الرب ومن مجد قوته متى جاء ليتمجد في قديسيه
ويتعجب منه في جميع المؤمنين لان
شهادتنا عندكم صدقت في ذلك اليوم ” (2تس1: 7).

E ” لكي تكون تزكية إيمانكم وهي اثمن من
الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان
يسوع المسيح ” (1بط1: 7).

E ” لذلك منطقوا احقاء ذهنكم صاحين فالقوا
رجاءكم بالتمام على النعمة التي يؤتى بها إليكم عند استعلان يسوع المسيح
(1بط1: 13).

E ” بل كما اشتركتم في آلام المسيح افرحوا
لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضا مبتهجين ” (1بط4: 13).

(4) اليوم أو يوم الرب أو يوم المسيح:

 وصف العهد الجديد اليوم الذي سيأتي فيه السيد المسيح في نهاية العالم
بيوم ابن الإنسان ” لأنه كما أن البرق الذي يبرق من ناحية تحت السماء يضيء
إلى ناحية تحت السماء كذلك يكون أيضا ابن الإنسان في يومه ” (لو17:
24)، كما وصف أيضا باليوم أو يوم الرب، ويوم يسوع المسيح ويوم المسيح ويوم الرب
يسوع ويوم الدين واليوم العظيم واليوم الأخير ويوم غضبه العظيم ويوم الغضب ويوم
الفداء: ” فاسهروا إذا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي
فيها ابن الإنسان ” (متى 25: 13).

E ” الذي سيثبتكم أيضا إلى النهاية بلا لوم في
يوم ربنا يسوع المسيح
” (1كو1: 8).

E ” واثقا بهذا عينه أن الذي أبتدأ فيكم
عملا صالحا يكمل إلي يوم يسوع المسيح ” (فيلبي 1: 6).

E ” حتى تميزوا الأمور المتخالفة لكي تكونوا
مخلصين وبلا عثرة إلى يوم المسيح ” (فيلبي 1: 10).

E ” متمسكين بكلمة الحياة لافتخاري في يوم
المسيح
باني لم اسع باطلا ولا تعبت باطلا ” (في2: 16).

E ” أن لا تتزعزعوا سريعا عن ذهنكم ولا
ترتاعوا لا بروح ولا بكلمة ولا برسالة كأنها منا أي أن يوم المسيح قد حضر
” (2تس2: 2).

E ” تتحول الشمس إلى ظلمة والقمر إلي دم قبل
أن يجيء يوم الرب العظيم الشهير” (أع2: 20).

E ” أن يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد
لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع ” (1كو5: 5).

E ” كما عرفتمونا أيضا بعض المعرفة أننا
فخركم كما أنكم أيضا فخرنا في يوم الرب يسوع ” (2كو1: 14).

E ” لأنكم انتم تعلمون بالتحقيق أن يوم
الرب
كلص في الليل هكذا يجيء ” (1تس 5: 2).

E ” يعلم الرب أن ينقذ الأتقياء من التجربة
ويحفظ الاثمة إلي يوم الدين معاقبين ” (2بط2: 9).

E ” ولكن سيأتي كلص في الليل يوم الرب
الذي فيه تزول السماوات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي
فيها ” (2بط3: 10).

E ” منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب
الذي به تنحل السماوات ملتهبة والعناصر محترقة تذوب ” (2بط3: 12).

E ” والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل
تركوا مسكنهم حفظهم إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام ”
(يه1: 6).

E ” لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم و من
يستطيع الوقوف ” (الرؤيا 6: 17).

E ” ولكنك من اجل قساوتك وقلبك غير التائب
تذخر لنفسك غضبا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة ” (رو2:
5).

E ” ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به
ختمتم ليوم الفداء ” (أف 4: 30).

 

2 كيفية المجيء الثاني

(1) سيأتي علانية (مرئي
ومنظور)
من جميع الناس، مؤمنين وغير مؤمنين ؛

E ” لأنه كما أن البرق يخرج من المشارق ويظهر
إلى المغارب هكذا يكون أيضا مجيء ابن الإنسان… وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان
في السماء
وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتيا
على سحاب السماء
بقوة ومجد كثير ” (مت27: 24،30).

E ” لأنه كما أن البرق
الذي يبرق من ناحية تحت السماء يضيء إلي ناحية تحت

السماء كذلك يكون أيضا ابن الإنسان في يومه (لو24:
17).

E ” هكذا يكون في اليوم
الذي فيه يظهر ابن الإنسان ” (لو17: 30).

E ” وحينئذ يبصرون ابن الإنسان
آتيا في سحابة
بقوة ومجد كثير ” (لو27: 21).

E ” ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون
وأخذته سحابة عن أعينهم
، وفيما كانوا يشخصون إلي السماء وهو منطلق إذا رجلان
قد وقفا بهم بلباس ابيض وقالا أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء
أن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا
إلى السماء
” (أع9: 1-11).

E ” متى اظهر المسيح حياتنا
فحينئذ تظهرون انتم أيضا معه في المجد ” (كو4: 3).

E ” فأننا نقول لكم هذا بكلمة الرب أننا نحن
الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين لان الرب نفسه بهتاف بصوت
رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولا ثم نحن
الأحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء وهكذا نكون
كل حين مع الرب
” (1تس15: 4-17).

E ” ان تحفظ الوصية بلا دنس ولا لوم إلى ظهور
ربنا يسوع المسيح ” (1تى14: 6).

E ” هكذا المسيح أيضا بعدما قدم مرة لكي
يحمل خطايا كثيرين سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه
” (عب9: 28).

E ” لكي تكون تزكية إيمانكم وهي اثمن من
الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان
يسوع المسيح ” (1بط7: 1)

E ” ومتى ظهر رئيس الرعاة
تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى ” (1بط4: 5).

E ” أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله ولم
يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم انه إذا اظهر نكون مثله لأننا سنراه
كما هو
” (1يو3: 2).

E ” هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين
طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض نعم آمين ” (رؤ7: 1).

 

(2) سيأتي في مجد سماوى كالديان:

 جاء السيد في مجيئه الأول في صورة إنسان وديع
ومتواضع ولكن في مجيئه الثاني سيأتي في مجد وعظمة تليق به كصورة الله الذي أتخذ
صورة العبد ثم أرتفع ثانية وصار أعلى من السماوات ” فليكن فيكم هذا الفكر
الذي في المسيح يسوع أيضا الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا
لله
، لكنه أخلى نفسه أخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس، وإذ وجد في
الهيئة كانسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب، لذلك رفعه الله
أيضا
وأعطاه اسما فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن
على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب
” (فى5: 1-11).

سيأتي في مجده الذي كان له قبل تكوين وخلق العالم، ومجد أبيه أيضا لأن
” كل ما للآب هو للابن “، سيأتي كالديان الذي يدين الأحياء والأموات
وسيجازي كل واحد بحسب أعماله:

E ” وأما أنت فلماذا تدين أخاك أو أنت أيضا
لماذا تزدري بأخيك لأننا جميعا سوف نقف أمام كرسي المسيح، لأنه مكتوب أنا
حي يقول الرب انه لي ستجثو كل ركبة وكل لسان سيحمد الله ” (رو14: 10،11).

E ” إذا لا تحكموا في شيء قبل الوقت حتى يأتي
الرب
الذي سينير خفايا الظلام ويظهر أراء القلوب وحينئذ يكون المدح لكل
واحد من الله
” (1كو5: 4).

E ” لأنه لا بد أننا جميعا نظهر أمام
كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيرا كان أم شرا

(2كو5: 10).

E ” لان الآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة
للابن
” (يو5: 22).

E ” وأعطاه سلطانا أن يدين أيضا لأنه
ابن الإنسان ” (يو5: 27).

E ” اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس
حسب إنجيلي بيسوع المسيح” (رو2: 16).

Eمن هو الذي يدين؟ المسيح هو الذي
مات بل بالحري قام أيضا الذي هو أيضا عن يمين الله الذي أيضا يشفع فينا ”
(رو8: 34).

E ” أنا أناشدك إذا أمام الله والرب يسوع
المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته
” (2تي4: 1).

E ” فان ابن الإنسان سوف يأتي في مجد
أبيه مع ملائكته
وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله ” (مت16: 27).

E ” فقال لهم يسوع الحق
أقول لكم أنكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي
مجده
تجلسون انتم أيضا على اثني عشر كرسيا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر
” (مت19: 28).

E ” لأنه كما أن البرق يخرج من المشارق
ويظهر إلى المغارب هكذا يكون أيضا مجيء ابن الإنسان… وحينئذ تظهر علامة ابن
الإنسان في السماء وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتيا على
سحاب السماء بقوة ومجد كثير، فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من
الأربع الرياح من اقصاء السماوات إلى أقصاها
” (مت27: 24-30).

Eومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع
الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده ويجتمع أمامه جميع الشعوب

فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء فيقيم الخراف عن يمينه
والجداء عن اليسار، ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي أبى رثوا
الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم 000 ثم يقول أيضا للذين عن اليسار اذهبوا عني
يا ملاعين إلى
النار
الأبدية المعدة لإبليس وملائكته… فيمضي هؤلاء إلى عذاب ابدي
والأبرار إلى حياة أبدية
” (مت 31: 25-64).

E ” وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتيا في
سحاب بقوة كثيرة ومجد
” (مر13: 26)

E ” لان من استحى بي وبكلامي فبهذا يستحي
ابن الإنسان متى جاء بمجده ومجد الاب والملائكة القديسين ” (لو9: 26).

E ” وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتيا في
سحابة بقوة ومجد كثير
” (لو21: 27).

E ” منتظرين الرجاء المبارك و ظهور مجد الله
العظيم ومخلصنا يسوع المسيح ” (تي2: 13).

E ” بل كما اشتركتم في آلام المسيح افرحوا
لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضا مبتهجين ” (1بط4: 13).

 ثم يختم سفر الرؤيا بقول الروح للكنائس: “وها أنا آتى سريعا
وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله
أنا الألف والياء البداية والنهاية
الأول والأخر000 أنا يسوع أرسلت ملاكي لأشهد لكم بهذه الأمور عن الكنائس أنا اصل
وذرية داود كوكب الصبح المنير، والروح والعروس يقولان تعال ومن يسمع فليقل
تعال ومن يعطش فليأت ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجانا… يقول الشاهد بهذا نعم
أنا آتى سريعا أمين تعال أيها الرب يسوع
” (رؤ22: 12-20).

 

(3) سيأتي بشكل مفاجئ وبصورة غير متوقعة:

 أكد السيد المسح أنه لا يستطيع أحد مراقبة أو معرفة اليوم أو الساعة
أو يحدد متى سيكون مجيئه الثاني، بل وحذر من محاولة تحديد اليوم أو الساعة، حتى
يكون الإنسان على استعداد دائم بالسهر والصلاة لأجل حياته الأبدية. وعندما سأله
تلاميذه ” قائلين قل لنا متى يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟
” أعطاهم علامات تسبق مجيئه وفى الختام قال لهم ” لأنه كما أن البرق
يخرج من المشارق ويظهر إلى المغارب هكذا يكون أيضا مجيء ابن الإنسان
وأما ذلك اليوم وتلك
الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السماوات إلا أبى وحده
، وكما كانت أيام نوح كذلك يكون أيضا مجيء ابن الإنسان، لأنه كما كانوا
في الأيام التي قبل الطوفان يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوجون إلى اليوم الذي دخل
فيه نوح الفلك ولم يعلموا حتى جاء الطوفان واخذ الجميع كذلك يكون أيضا مجيء ابن
الإنسان 000 اسهروا إذا لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم واعلموا هذا
انه لو عرف رب البيت في أي هزيع يأتي السارق لسهر ولم يدع بيته ينقب، لذلك كونوا
انتم أيضا مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان
” (مت27:
24،37-44). وقبل صعوده مباشرة وبعد حديثه عن ” الأمور المختصة بملكوت الله
” وحلول الروح القدس، سأله التلاميذ ” قائلين يا رب هل في هذا الوقت ترد
الملك إلى إسرائيل؟ ” قال لهم ” ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات

التي جعلها الاب في سلطانه
(أع6: 1،7). وقال القديس بولس بالروح لأهل تسالونيكى: ” وأما الأزمنة
والأوقات فلا حاجة لكم أيها الاخوة أن اكتب إليكم عنها
” (1تس5: 1).
وهكذا سيكون المجيء مفاجئا أو كما يقول السيد نفسه:

Eفاسهروا إذا لأنكم لا تعرفون اليوم
ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان “
(متى 25: 13).

Eاسهروا إذا لأنكم لا تعلمون متى يأتي
رب البيت امساء أم نصف الليل أم صياح الديك أم صباحا، لئلا يأتي بغتة فيجدكم نياما

” (مر35: 13،36).

E ” وإنما اعلموا هذا انه لو عرف رب البيت
في أية ساعة يأتي السارق لسهر ولم يدع بيته ينقب، فكونوا انتم إذا مستعدين لأنه
في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان
” (لو39: 19-40).

E ” ولكن لا يخف عليكم هذا الشيء الواحد
أيها الأحباء أن يوما واحدا عند الرب كألف سنة وألف سنة كيوم واحد. لا يتباطأ الرب
عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل أن
يقبل الجميع إلى التوبة ولكن سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول
السماوات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها ”
(2بط3: 10).

 ونتيجة لأن الرب يسوع المسيح لم يتحدث لا عن زمن ولا عن وقت ولا عن
موعد مجيئه الثاني، بل أكد أن ذلك في سلطة الآب وحده ولن يعطى لمخلوق ما بصورة
مطلقة، لذا فقد تصور الناس في كل جيل أن هذا المجيء الثاني سيتم في أيامهم، بما في
ذلك الرسل أنفسهم ؛ يقول القديس بطرس ” وإنما نهاية كل شيء قد اقتربت فتعقلوا
واصحوا للصلوات (1بط7: 4)، ويقول القديس بول الرسول ” فأننا نقول لكم هذا
بكلمة الرب أننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين… ثم نحن
الأحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء وهكذا نكون كل
حين مع الرب ” (1تس15: 4،17).

 

3 المجيء الثاني وقيامة الأموات

 كان اليهود في أيام السيد المسيح ينقسمون إلى
فريقين فريق يؤمن بقيامة الأموات وعلى رأس هؤلاء الفريسيون والذين كان من ضمنهم
بولس الرسول، شاول الطرسوسى قبل تحوله إلى المسيحية، وفريق آخر لا يؤمن بقيامة
الأموات وهم الصدوقيون والذين كان من ضمنهم رؤساء الكهنة الذين عاصروا السيد المسيح.
وعندما كان القديس بولس يحاكم أمام مجمع لليهود يقول الكتاب ” ولما علم بولس
أن قسما منهم صدوقيون والآخر فريسيون صرخ في المجمع أيها الرجال الاخوة أنا فريسي
ابن فريسي على رجاء قيامة الأموات أنا أحاكم… لان الصدوقيين يقولون انه ليس
قيامة ولا ملاك ولا روح وأما الفريسيون فيقرون بكل ذلك ” (أع23: 6،8)، وأضاف
القديس بولس ” ولي
رجاء بالله في ما هم أيضا ينتظرونه انه سوف تكون قيامة
للأموات الأبرار والأثمة
” (أع24:
15)، ” إلا من جهة هذا القول الواحد الذي صرخت به واقفا بينهم أنى من اجل
قيامة الأموات أحاكم منكم اليوم ” (أع24: 21).

 وقد أوضح السيد حقيقة قيامة الأموات لتلك الفئة
غير المؤمنة، يقول الكتاب ” وحضر قوم من الصدوقيين الذين يقاومون أمر القيامة
وسألوه ” (لو20: 27) عن حقيقة القيامة فقال لهم ” وأما من جهة قيامة
الأموات أفما قرأتم ما قيل لكم من قبل الله القائل أنا اله إبراهيم واله اسحق واله
يعقوب ليس الله اله أموات بل إ
له أحياء ” (مت31: 22،32). وأضاف موضحا أن الحياة بعد القيامة لن تكون مثل
الحياة التي كانت على الأرض إنما ستكون حياة روحانية سماوية مثل حياة الملائكة
تماما:

E ” فأجاب يسوع وقال لهم
تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله لأنهم في
القيامة لا
يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء
” (مت22: 29،30)، ” ولكن الذين حسبوا أهلا للحصول على ذلك
الدهر
والقيامة من الأموات لا يزوجون ولا
يزوجون إذ لا يستطيعون أن يموتوا أيضا لأنهم مثل الملائكة وهم أبناء الله إذ
هم
أبناء القيامة
” (لو20: 35،36).

 وكان الوحي الإلهي قد سبق وأعلن لدانيال النبي في
نهاية حياته على الأرض قائلاً ” أما أنت فاذهب إلى النهاية فتستريح
وتقوم
لقرعتك في نهاية الأيام
” (دا12:
13). كما كان المكابيون في القرن الثاني قبل الميلاد يؤمنون بقيامة الأموات يقول
سفر المكابيين الثاني: ” ولما اشرف على الموت قال حبذا ما يتوقعه الذي يقتل
بأيدي الناس من
رجاء إقامة الله له أما أنت فلا تكون لك قيامة للحياة ” (2مكا7: 14)، ” ثم جمع من كل واحد تقدمه فبلغ
المجموع ألفى درهم من الفضة فأرسلها إلى أورشليم ليقدم بها ذبيحة عن الخطيئة وكان
ذلك من احسن الصنيع واتقاه
لاعتقاده قيامة الموتى ” (2مك12: 43)، ” لأنه لو لم
يكن مترجيا قيامة الذين سقطوا لكانت صلاته من اجل الموتى باطلا وعبثا
” (2مكا12: 44). ولما أعلن السيد لمرثا أخت لعازر أنه
سيقيمه من الموت ” قالت له مرثا أنا اعلم انه
سيقوم في
القيامة في اليوم الآخر
، قال لها يسوع
أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا ” (يو11: 24،25).

 وكانت قيامة السيد المسيح من الأموات هي البرهان
القوى والدليل العملي على حقيقة القيامة من الأموات في اليوم الأخير، يقول القديس
بولس “فسواء أنا أم أولئك هكذا نكرز وهكذا أمنتم، ولكن أن كان المسيح يكرز به
انه قام من الأموات فكيف يقول قوم بينكم أن ليس قيامة أموات، فان لم
تكن قيامة أموات
فلا يكون المسيح قد قام، وان
لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم، ونوجد نحن أيضا شهود زور
لله لأننا شهدنا من جهة الله انه أقام المسيح وهو لم يقمه أن كان الموتى لا
يقومون، لأنه أن كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام وأن لم يكن المسيح
قد قام فباطل إيمانكم انتم بعد في خطاياكم، إذا الذين رقدوا في
المسيح أيضا
هلكوا، أن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فأننا أشقى جميع الناس ولكن
الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين، فانه إذ الموت بإنسان بإنسان
أيضا قيامة الأموات، لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع
ولكن كل واحد في رتبته المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه ” (1كو11:
15-30).

E ” أن يؤلم المسيح يكن هو
أول قيامة الأموات
مزمعا أن ينادي بنور للشعب
وللأمم ” (أع26: 23).

 نعم فقد كان السيد المسيح، كإنسان، بناسوته، هو
أول من مات وقام ولم يمت ثانية ولن يسود عليه الموت إلى الأبد، وأعطى لنا البرهان
على الحياة الأبدية ووهب لنا الخلود ” الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا
بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التي أعطيت لنا في المسيح يسوع قبل
الأزمنة الأزلية وإنما

أظهرت الآن بظهور مخلصنا يسوع
المسيح الذي ابطل الموت وأنار الحياة والخلود
بواسطة الإنجيل ” (2تى 9: 1،10). فقد مات كل الذين أقامهم المسيح
وإيليا النبي واليشع النبي ثانية بعدما عاشوا مدد زمنية محدودة على الأرض أما
السيد المسيح فهو أول من قام من الأموات بجسد القيامة ولن يسود عليه الموت ثانية
” عالمين أن المسيح بعدما أقيم من الأموات لا يموت أيضا لا يسود عليه الموت
بعد ” (رو6: 9)، بل سيسود هو على الأحياء والأموات ” لأنه لهذا مات
المسيح وقام وعاش لكي يسود على الأحياء والأموات ” (رو14: 9). ومن ثم صار هو
بكر أو باكورة الراقدين الذين سوف يقومون من الموت عند مجيئه في اليوم الأخير:

E ” وهو راس الجسد
الكنيسة الذي
هو البداءة بكر من الأموات لكي يكون
هو متقدما في كل شيء ” (كو1: 18).

E ” ولكن الآن قد قام
المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين

(1كو15: 20).

E ” كل واحد في رتبته المسيح
باكورة
ثم الذين للمسيح في مجيئه ” (1كو15: 23).

E ” يسوع المسيح الشاهد
الأمين
البكر من الأموات ورئيس ملوك
الأرض الذي احبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه ” (رؤ1: 5).

 ومن ثم فقد أكد السيد المسيح أن جميع الأموات
سيقامون من الموت عند مجيئه الثاني في مجد على سحاب السماء ومعه الملائكة
القديسين: ” لا تتعجبوا من هذا فانه
تأتى ساعة
فيها يسمع
جميع الذين في القبور صوته، فيخرج
الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلي قيامة الدينونة
” (يو8: 5،9)، ” لان هذه هي مشيئة الذي أرسلني أن
كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية
وأنا أقيمه
في اليوم الأخير
… لا يقدر أحد أن يقبل إلى
أن لم يجتذبه الآب الذي
أرسلني وأنا أقيمه في اليوم الأخير… من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا
أقيمه في اليوم الأخير
” (يو40:
6-54).

 ويقول القديس بولس أيضا ” لأنه أن كنا نؤمن
أن
يسوع مات وقام فكذلك الراقدون
بيسوع سيحضرهم الله أيضا معه، فأننا نقول لكم هذا بكلمة الرب أننا نحن الأحياء
الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين، لان الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة
وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولا ثم نحن الأحياء
الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء وهكذا نكون كل حين مع
الرب
” (1تس14: 4-17).

 

4 جسم القيامة

 أما كيف يقام الأموات وما نوع الجسد الذي سنقوم
به يجيب الروح القدس على لسان القديس بولس ” لكن يقول
قائل
كيف يقام الأموات وبأي جسم يأتون
؟ يا غبي الذي
تزرعه لا يحيا أن لم يمت والذي تزرعه لست تزرع الجسم الذي سوف يصير بل حبة مجردة ربما
من حنطة أو أحد البواقي، ولكن الله يعطيها جسما كما أراد ولكل واحد من البزور
جسمه، ليس كل جسد جسدا واحدا بل للناس جسد واحد وللبهائم جسد آخر وللسمك آخر
وللطير آخر،
وأجسام سماوية وأجسام أرضية لكن مجد السماويات شيء ومجد الأرضيات آخر، مجد الشمس شيء ومجد القمر آخر ومجد
النجوم آخر لان نجما يمتاز عن نجم في المجد،
هكذا أيضا
قيامة الأموات يزرع في فساد ويقام فيعدم فساد يزرع في هوان ويقام في مجد يزرع في
ضعف ويقام في قوة، يزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا يوجد جسم حيواني ويوجد
جسم روحاني، هكذا مكتوب أيضا صار آدم الإنسان الأول نفسا حية وآدم الأخير روحا
محييا، لكن ليس الروحاني أولا بل الحيواني وبعد ذلك الروحاني، الإنسان الأول من
الأرض ترابي الإنسان الثاني الرب من السماء، كما هو الترابي هكذا الترابيون أيضا
وكما هو السماوي هكذا السماويون أيضا، وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضا صورة
السماوي.
فأقول هذا أيها الاخوة أن لحما ودما لا يقدران أن
يرثا ملكوت الله ولا يرث الفساد عدم الفساد، هوذا سر أقوله لكم لا نرقد كلنا
ولكننا كلنا
نتغير، في لحظة في طرفة عين عند
البوق الأخير فانه
سيبوق فيقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغير، لان
هذا الفاسد لا بد أن يلبس عدم فساد وهذا المائت يلبس عدم موت
، ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ولبس هذا المائت عدم موت
فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت إلى غلبة، أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا
هاوية ” (1كو35: 15-55).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار