المسيحية

الانجيل الواحد والانجيل الرباعي



الانجيل الواحد والانجيل الرباعي

الانجيل
الواحد والانجيل الرباعي

تهمة
شائعه على صحة الانجيل الذي بين ايدي المسيحين اليوم ان القرآن يذكر الانجيل
بالمفرد الذي نزل به عيسى بصيغة المفرد المعلم، ولا يعرف له تعددا، فالانجيل واحد
بنظر القرآن. ويرى المسلمون عند المسيحين، كما يقرون هم بانفسهم ان عندهم اربعة
اناجيل. لذلك، على حد قول المسلمين: من المحال ان تكون هي الانجيل الذي نزل به
السيد المسيح، فهي منحوله ومحرفه؛ واقعان يتناقضان ما بين الانجيل والقرآن.

وفات
الاخوة المسلمين، ان الاناجيل الاربعه تذكر ايضا ان الانجيل واحد: “وبعدما
ألقي يوحنا في السجن، اتى يسوع الى الجليل يدعو بانجيل الله. قال: “لقد تم
الزمان، واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالانجيل” (مرقس 1: 14 – 15)؛
” وكان يطوف في الجليل كله، يعلم في جوامعهم ويبشر بانجيل الملكوت” (متى
4: 23)؛ “الحق الحق اقول لكم: انه متى دعي بالانجيل في العالم كله يخبر ايضا
بما فعلت تذكارا لها” (متى 25: 13)؛ وقبل رفعه الى السماء اوصى المسيح
تلاميذه: “أذهبوا في العالم اجمع، وادعوا بالانجيل الخليقه كلها” (مرقس
16: 15)

وبولس
البشير في الدعوة بالمسيحيه يدعو للانجيل الواحد: فاني لا استحي بالانجيل، لانه
قدرة الله لخلاص كل من يومن..”(رو 1: 16) وفي وصيته الاخيره لتلميذه تيموتاوس
يقول: ” لا تستحي بالشهادة لربنا، ولا بي انا اسيره بل اشترك في مشقات
الانجيل، على حسب قوة الله” (تيم 1: 8).

هذه
هو الواقع الانجيلي: فالاناجيل الاربعه، مع رسائل الذين يدعون بالانجيل، تذكر
الانجيل دائما بالمفرد المعلم. فهو في عرف الاناجيل الاربعه، ودعاة المسيحيه،
انجيل المسيح الواحد، وإن دونوه بأربعة “احرف” او نصوص، باتفاق المعاني
واختلاف الالفاظ، بسبب البيئات الاربع التي دُون الانجيل فيها، ولها قبل غيرها.

عن
شهادة الاناجيل الاربعه، نعرف ان الانجيل واحد باربعة احرف.

فهل
في ذلك التعدد شبهه على صحة انجيل المسيح الواحد؟؟

من
القدر الذي يربط تاريخ تدوين القرآن، بتاريخ تدوين الانجيل، نصل الى هذه المقارنه
اللطيفه

 

 2-مشهور
الحديث الشريف في نزول القرآن “على سبعة أحرف”.

أ:
نقل السيوطي في (الاتقان 1: 46): ” ورد حديث (نزل القرآن على سبعة احرف) من
رواية جمع من الصحابه..فهؤلاء أحد وعشرين صحابيا. وقد نص أو عبيد على تواتره.
واخرج ابو يعلى في (مسنده) ان عثمان قال على المنبر: اذكر الله رجلا سمع النبي ص
قال: ” ان القرآن أنزل على سبعة احرف كلها شاف كاف”. وعلق على هذا
الحديث بقوله: “اختلف في معنى هذا الحديث على نحو اربعين قولا..(منها) ان
المراد سبعة اوجه من المعاني المتفقة بالفاظ مختلفه..قال ابن عبد البر: الحروف
التي نزل عليها القرآن، انها معان متفق مفهومها، مختلف مسموعها..”

 

ب:
والطبري، شيخ المفسرين، يصدر تفسيره بشرح الحديث المشهور: ” ان اختلاف الاحرف
السبعه هو اختلاف الالفاظ باتفاق المعاني”.

ويعرض
الطبري للسؤال البديهي: ..ما بال الاحرف السته غير موجوده، إن كان الامر على ما
وصفت، وقد اقرهن رسول الله ص وامر بالقراءة بهن الامة، وهي مأمورة بحفظها: فذلك
تضييع ما قد أمروا بحفظه؟ أم ما القصه في ذلك؟ – قيل له: لم تنسخ فترفع، ولا
ضيعتها الامة، ولكن الامه أملات بحفظ القرآن، وخيرت في قراءته وحفظه بأي تلك
الاحرف شاءت. فرأت – لعلة من العلل اوجبت عليها الثبات على حرف واحد – قرائته بحرف
واحد، ورفض القراءة بالاحرف السته الباقيه”

ويقول:
“ان الاحرف السته الاخر اسقطها عثمان، ومنع من تلاوتها..”

 

ج:
ومن الذين تابعوا الطبري في تفسيره الصحيح لحديث الاحرف السبعه المتواتر، الزنجاني،
قال: ” المراد بالاحرف السبعه اوجه من المعاني المتفقه، بالالفاظ
المختلفه”

 

د:
وابو جعفر النحاس في كتاب (الناسخ والمنسوخ) قال: ” يفهم من..ان معنى (نزل
القرآن على سبعة احرف) من انه انزل بسبع لغات، وأمر بقرائته على سبعة السن،
باختلاف الالفاظ واتفاق المعاني..” وروى ايضا حديث محمد “ان الله امرني
ان اقرأ القرآن على سبعة احرف”.

 

من
هذا العرض الصريح لحديث الاحرف السبعه وجمع القرآن العثماني نستخلص الحقائق
التاليه:

أولا:
كان للقرآن قبل عثمان سبعة احرف او نصوص، متفقة المعاني، مختلفة الالفاظ.

ثانيا:
أتلف الخليفه عثمان بن عفان ستة نصوص مختلفه للقرآن الواحد واحتفظ بنص واحد فرضه
على الامه، وهو النص الوحيد الذي تقرأ به القرآت حتى اليوم.

ثالثا:
لم تكن لجان عثمان معصومة في اختيار النص الافضل، انما عملت برأيها.

 

ونعرف
من الاناجيل الاربعه القائمه في المسيحيه حتى اليوم، وبشهادة التاريخ المسيحي كله،
ان الانجيل الواحد دوّن بأربعة احرف او نصوص، الانجيل بحسب متى، الانجيل بحسب مرقس،
الانجيل بحسب لوقا، الانجيل بحسب يوحنا، وبحسب لغة الحديث الاسلامي نترجم هذا
الواقع بقولنا:

نزل
الانجيل على اربعة احرف”، باختلاف الالفاظ واتفاق المعاني.

ولم
يختلف فيها المسيحيون، ولم يقتتلوا عليها، مع ان كل واحد منها ظهر في مكان وفي
زمان غير الاخرين. بل قبلوها جميعهم بسبب ” رسوليتها ” التي تشهد بصحتها،
وصحة وحيها، وصحة تدوينها لانجيل المسيح. وصدور تدوينها عن الرسل او كتبتهم شاهد
لعصمتها، لتأييدهم بالروح القدس.

لذلك
لم يكن المسيحيون بحاجه الى اتلاف حرف من تلك الحروف الاربعة للانجيل، لان الاحرف
الاربعة رسوليه قدسيه موحى بها، فهي تتمتع بعصمة الوحي.

وبعد
عهد الرسل، وتداول الاحرف الاربعة المنزله، حاول بعض المسيحين، عن تقى او عن هوى،
وضع ” اناجيل منحوله” باسم الرسل، وشاعت بين المسيحين، لكنهم لم يعترفوا
بها اناجيل صحيحه، ومع ذلك لم يتلفوها، لانه ليس في وجودها خطر على الانجيل الصحيح
في احرفه الاربعة.

من
هذا الواقع التاريخي نستنتج:

أولا:
ان الانجيل الواحد نزل بأربعة احرف او نصوص، باختلاف الالفاظ واتفاق المعاني.

ثانيا:
ان صحابة المسيح وكنبسته من بعدهم حفظت “الذكر” المسيحي بنصوصه الاربعه،
فكانت وفيه اكثر من صحابة محمد وجماعته الذين أتلفوا ستة نصوص او احرف للقرآن،
واكتفت بتدوين ونقل وحفظ الحرف العثماني وحده. ففي المسيحين اكثر من المسلمين تصح
الاية: انا نحن مزلنا الذكر، وانا له لحافظون” (الحجر 9).

ثالثا:
لم تكن لجان عثمان معصومة من اختيار الحرف الافضل للقرآن، بينما احرف الانجيل
الاربعة تحوي الشهادة فيها لعصمتها.

رابعا:
الاحرف الاربعه الانجيل الواحد، باختلاف الالفاظ واتفاق المعاني، هي شهادة قاطعة
لصحة الوحي الانجيلي، لان اربع شهادات، مختلفة الالفاظ متفقة المعاني، افضل من
شهادة واحدة، تقوم على نص واحد، لا له ولا عليه، لمعرفة الوحي القرآني معرفه عمليه.
وفي الشرع العام: ” على فم شاهدين او لثلاثه تقوم كل حجه”.

ن
القدر الذي يربط تاريخ تدوين القرآن، بتاريخ تدوين الانجيل، نصل الى هذه المقارنه
اللطيفه

 

وخاتم
النبيين

هذه
هي صفة محمد الاخيرة في القرآن العربي: ” ما كان محمد أبا أحد من رجالكم،
ولكن رسول الله، وخاتم النبيين” (الاحزاب 40).

للفظ
“خاتم” قراءتان: على الكسر (خاتِم) بمعنى خاتمة الانبياء؛ وعلى الفتح
(خاتَم) بمعنى آلة الختم. (الجلالان). وليس في القرآن كله صفة لمحمد بمعنى: خاتمة
الانبياء. إنما يرد هذا المعنى للمسييح وحده، بلفظ “قفينا بعيسى”
(البقرة 87؛ المائدة 49؛ الحديد 27)، وليس من آية تقول بأنه “قفى” على
عيسى بأحد!

انما
الوصف المتواتر في القرآن لمحمد بأنه “خاتَم” اي مصدق، كما يصدق الختم
رسالة او كتاباً: فمحمد والقرآن هما “مصدق لما معهم” (2: 89 و101)؛
“مصدق لما معكم” (3: 81)؛ “مصدق الذي بين يديه” (6 2)؛ ”
مصدق لما معكم” (2: 41؛ 4: 46)؛ “مصدقا ً لما معهم” (2: 91)؛
“مصدقاً لما بين يديه” (1: 97؛ 3: 3؛ 5: 49؛ 5: 51؛ 35: 31؛ 46: 30.(

 

فالقرآن
“كتاب مصدق، لساناً عربياً” (الاحقاف: 12)؛ فهو ليس مفترى على الله،
و”لكن تصديق الذي بين يديه (قبله) وتفصيل الكتاب” (يونس 37).

 

ومحمد
هو “خاتم النبيين” بصفة كونه مصدقاً لهم، وذلك بنص القرآن القاطع: ”
بل جاء بالحق وصدق المرسلين” (الصافات 37). وهو يجعل نفسه مع المتقين في
الصدق: ” والذي جاء بالصدق، وصدّق به، أولئك هم المتقون” (الزمر 33)، وكل
منهم قد “صدّق بالحسنى” (الليل 6).

“فنبؤة”
محمد و”رسالته” تقتصر على “تصديق الذي بين يديه، وتفصيل
الكتاب”، بالقرآن العربي الذي هو “كتاي مصدق لساناً عربياً”.

محمد
في القرآن (خاتم النبيين) والمسيح (خاتمة الانبياء)

 

البسمله

يدعي
بعض المسلمين ان البسمله (باسم الله الرحمن الرحيم) هي بسملة اسلاميه!.

وفاتهم
شهادة الكتاب المقدس، وعلم الاثار، والتاريخ وشهادة اللغة العربية وحتى المصادر
الاسلاميه بأن هذه الجمله كانت تستخدم من قبل الاسلام بمائتي سنه بواسطة المسيحين
العرب!!.

 

فكلمة
الله الرحمن الرحيم موجودة في الكتاب المقدس قبل عدة الالاف من السنيين من وجود
القرآن وهي كلمة كتابيه (يهوديه مسيحيه): فنقرأ على سبيل المثال في:

سفر
الخروج 34: 6 ” فاجتاز الرب قدامه ونادى الرب الرب اله رحيم

ورؤوف
بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء. ”

المزمور
108: 3: “الرب رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير

الرحمة.”

المزمور
111: 4: ” صنع ذكرا لعجائبه. حنّان ورحيم هو الرب. ”

المزمور
145: 8 “الرب حنّان ورحيم طويل الروح وكثير الرحمة. ”

 

2-
ومن شهادة علم الاثار، والتاريخ، فأن كلمات الرحمن الرحيم كانت مستخدمة قبل
الاسلام كما يدل:

أ):
عبادة الرحمن في اليمن:

وقد
تطورت الدعوة التوحيديه في اليمن، وشاع فيها اسم اله التوحيد المأخوذ عن الكتاب
(الرحمن) أي “ذو الرحمة” – والنون اداة تعريف في لغة الجنوب..وقد بينت
شهادة علم الاثار التي اكتشفت بالخط المسند في جنوب الجزيرة العربيه عن استخدام
كلمة (الرحمن) الذي وصلت الى اليمن منذ توراة موسى (خروج 34: 6) بتأثير أهل الكتاب
من يهود ونصارى..فقد كانوا يصلون:

رحمنن
بعل سمين” اي: الرحمان اله السماء رحمنن بعل سمين وأرضن” اي: الرحمان
اله السماء والارض”

ومما
تجدر الاشارة اليه بأن اسم الرحمن في نصوص المسند قد اقترن باسم المسيح في بسملتهم:
“بسم رحمنن ومشيحو” اي باسم الرحمن

ومسيحه”
فان عبادة الرحمن مسيحيه ايضا.

 

ب):
عبادة الرحيم عند عرب الشمال

وقد
وردت عبادة الرحيم في نصوص سبئيه وصفويه ايضا مع اداة التعريف في لغتهم
“ها”: “ه ر ح م” أي الرحيم، وعبادة الرحيم كعبادة الرحمن
توحيديه نشأت بتأثير الدعوة الكتابيه.

 

ج)
وقد تم اكتشاف اثارات قبل عدة سنوات فقط وجد فيها جملة “بأسم الاله الرحمن
الرحيم” في منطقة سوريا والعراق ولبنان وفلسطين منذ القرن الرابع الميلادي
ليبرهن ان المسيحيين كانوا اول من استخدم هذه البسلمه للاشاره بإيمانهم بالله المثلث
الاقانيم وذلك قبل 200 عام من وجود الاسلام!!

 

Recently Father Pecerillo, a famous Franciscan
Archiologist, found morethan twenty churches in Madaba at the south of Jordan.
From the Forth Century we found houses in Syria, Lebanon, Iraq and Palestine with
this inscriptionin Arabic: “Bism El-Lah al Rahman al Rahim” that
showed that Christians were the first to use this name so as to indicate their
beliefin the Holy Trinity, more than two hundred years before Islam
.”

 

3-
ومن شهادة القرآن والمصادر الاسلاميه:

نلاحظ
بان الاسم الرحمن لم يكن شائعا في الحجاز لذلك رفضه المكيون اول الامر ” وهم
بذكر الرحمان هم كافرون” (الانبياء 36). ” ادعوا الله او ادعوا الرحمن،
ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى” فقد جعل القرآن (الرحمن) صفه لله في بسملته،
ومرادفا لله.

 

ألرحمان(جاء
في الاتقان للسيوطي: 139: 1 “ذهب المبرد وثعلب الى أنه عبراني وأصله بالخاء
المعجمه”) هو اسم الجلاله الكتابي الشائع في

اليمن
والحبشه منذ اجيال قبل القرآن. ويدخل السور القرآنية بعد هجرة المسلمين الى الحبشه.
وجده القرآن في بيئته الكتابية، ففرضه على عرب مكة والحجاز، وظلوا يقاومونه الى
فتح الحديبيه حتى تمكن منهم.

 

وأضاف
القرآن ايضا الى اسماء الله الحسنى لقب “الرحيم” الشائع

قبله
بين عرب الشمال حتى البتراء. ووحد هذه الالقاب الكتابية في

بسملته
الشهيرة — كانت البسملة العربية “باسمك اللهم” مأخوذة

عن
اليهود، ويدل على ذلك ميم الجمع المضافة الى اسم الجلالة

للتفخيم.
وكان المجوس يقولون: “باسم الله الرحمن العادل”.

والمسيحين:
“باسم الاب والابن والروح القدس، الاله الواحد”. فاختار

القرآن
“للأمة الوسط” (بقرة 143) مسلكا وسطا بين الشرق والغرب

واليهود
والمسيحين، في بسملته “باسم الله الرحمان الرحيم”.– التي صدروا بها
جميع سور القرآن، وفرضها مجموعة في صلاة

“الفاتحة”.

 

4ومن
شهادة اللغه العربيه:

فقد
ورد اشكال على صفات البسملة ” باسم الله الرحمان الرحيم”: أي صفة أبلغ؟

قال
السيهلي ” الرحمان” ابلغ لانه ورد على صيغة التثنية؛ وقال ابن الانباري
“الرحيم” ابلغ لانه ورد بصيغة الجمع. وذهب قطرب الى انهما سواء. ولكن
الاصل ان زيادة البناء تقتضي زيادة المعنى لذلك قيل ” الرحمان ابلغ من
الرحيم”؛ وقيل ايضاَ ” الرحمان ابلغ من الرحيم فإنه يشعر باللطف والرفق
كما ان الرحمان يشعر بالفخامة والعظمة (الاتقان 2: 88 و94).

 وينتج
من هذا اشكال آخر في البسملة: اذا كان الرحمان ابلغ فكيف ورد قبل الرحيم والاصل
التدرج من البليغ الى الابلغ؟

 

فلا
يوجد جواب في أصول اللغة العربية!! وهذا دليل على ان القرآن آخذ الكلمات من المصدر
الاصلي (اهل الكتاب) بدون مراعاة للقواعد والبلاغه العربيه!!

 

وقد
نقلنا اربعة شهادات عن موضوع البسمله، ولهذا لا نرى اي سبب او حجه لديكم على
اعتراضكم علينا عند استخدلم جملة “محبة بالمسيح الرحمن الرحيم” فقد
تداولها العرب الكتابيون قبل الاسلام كما اشارنا سابقا، وهي بسملة مسيحيه قبل وجود
الاسلام بمئات السنيين. فلماذا تعتقدون بأننا نستفز الاخوة المسلمين حين نكتب
ذلك؟؟ انه ليس خطأنا ان غالبية الاخوة المسليمن لا يعرفون هذه الحقائق!

فللمسيحين
كل الحق ان يقولوا للمسلمين محبة بالمسيح الرحمن الرحيم

 

الرحمان
ام الرحيم

ورد
اشكال على صفات البسملة ” باسم الله الرحمان الرحيم”: أي صفة أبلغ؟ قال
السيهلي ” الرحمان” ابلغ لانه ورد على صيغة التثنية؛ وقال ابن الانباري
“الرحيم” ابلغ لانه ورد بصيغة الجمع. وذهب قطرب الى انهما سواء. ولكن
الاصل ان زيادة البناء تقتضي زيادة المعنى لذلك قيل ” الرحمان ابلغ من
الرحيم”؛ وقيل ايضاَ ” الرحمان ابلغ من الرحيم فإنه يشعر باللطف والرفق
كما ان الرحمان يشعر بالفخامة والعظمة (الاتقان 2: 88 و94).

وينتج
من هذا اشكال آخر في البسملة: اذا كان الرحمان ابلغ فكيف ورد قبل الرحيم والاصل
التدرج من البليغ الى الابلغ؟ لا جواب في أصول اللغة العربية!!

 

التوحيد
على نوعين

 المشاهد
الكونية، وتاريخ البشرية في قصصها مع انبيائها.

 الخليقة
تشهد لخالقها؛ هذا دليل البداهة؛ المشاهد الكونية تدل على الكائن الاعظم؛ هذا
برهان الفطرة: “سنريهم آياتنا في آلافاق وفي انفسهم حتى يتبيّن لهم أنه
الحق” (فصلت 53). ثم يفصل هذه الآيات.

 

ونلاحظ
أن حوار القرآن كله، ليس لبيان الله، فوجوده مسلمُ به في مكة، وجميع العرب يؤمنون
به قبل القرآن.

انما
الحرب القرآنية قائمة على الشرك بالله؛ والدعوة القرآنية تدعو

من
سورة الى سورة، الى التوحيد الخالص من الشرك.

 

هتاف
القرآن الذي صار دستور الدين والايمان والحق، هو ” لا إاله الا الله”.
وبراهين التوحيد على هذه الشهادة تتخذ مثلها صيغة سلبية أكثر منها ايجابية.

الله
واحد لأنه خلق السماوات والارض، فلا يقدر على ذلك سواه.

الله
واحد لأنه خلق النجوم (الواقعه 75)

والجواري
الكنّس (تكوير 16) خصوصاً الشمس والقمر، وهو رب الشعري!

الله
واحد لانه يولج الليل في النهار، والنهار في الليل.

 

الله
واحد بحسب تصريفه للرياح(حجر 22، الجاثية 4، اعراف 55) وتحليق الطير (نحل 81).

الله
واحد لانه هو الذي يُنزل من السماء ماء يحيي به الارض الموات. ومنه الرعد والبرق.

الله
واحد لأنه خلق الجنس البشري من نفس واحدة، أولاً من حمإِ مسنون، ثم من ماء مهين،
من نطفه، في ظلمات ثلاث.

الله
واحد لأنه فَصّل الأحياء، وخلق الأنعام لمنفعة الانسان.

الله
واحد لأنه خلق البحار، وصيدها، وجعل منها ماء مالحاً ومنها عذباً فراتاً،

وتوج
آيته بسير الفلك العجيب على المياه. (نحل 14)

الله
واحد لانه جعل الارض رواسي أن تميد بمَن عليها.

وهذه
المشاهد الكونية يسمّي اوصافها امثالاً يضربها للناس لعلهم

يتفكرون

(اسراء
89، كهف 54، الزمر 27): ” لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً
متصدعاً من خشية الله: وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ” (الحشر 21).

 

وتجد
مثلاً رائعاً على هذه الامثال والبراهين وطريقتها من سورة النحل: ينزّل الملائكة
بالروح من امره على مَن يشاء من عباده أن أنذروا ان لا إاله إلا أنا فاتقونِ.

خلق
السماوات والارض بالحق، تعالى عما يشركون.

خلق
الانسان من نطفه فإذا هو حصم مبين.

والانعام
خلقها لكم فيها دفءٌ ومنافع ومنها تأكلون.

ولكم
فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون.

وتحمل
اثقالكم الى بلد لم تكونوا بالغيع الا بشق الأنفس: ان ربكم لرؤوف رحيم.

والخيل
والبغال والحمير، لتركبوها، وزينة. ويخلق ما لا تعلمون.

ينبت
لكم به الزرع والزيتون. والنخيل والاعناب، ومن كل الثمرات: إن في ذلك لآية لقوم
يتفكرون.

وسخر
لكم الليل والنهار، والشمس والقمر! والنجوم مسخرات بأمره: ان في ذلك لآيات لقوم
يعقلون.

وما
ذرأ لكم في الارض مختلفاً الوانه: ان في ذلك لآية لقوم يذكرون.

وهو
الذي سخّر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً، وتستخرجوا منه حلية تلبسونها.

وترى
الفلك مواخر فيه. ولتبتغوا من فضله. ولعلكم تشكرون.

والقى
في الارض رواسي ان تميد بكم، وأنهار وسبلاً، لعلكم تهتدون:

أفمن
يخلق كمن لا يخلق؟؟”.

 

يتدبر
المؤمن هذه البراهين ويسائل نفسه: مشاهد الكون عظيمة، لا أعظم ولا اجمل ولا أكمل!
ولكن كيف تبرهن هذه المشاهد على ان الله واحد؟ كيف تظهر وحدانية الله من خلق
الانسان من نطفة، أو سير الفلك على الماء، أو من نزول الماء من السماء؟ كيف يرمز
خلق الانعام، والخيل والبغال والحمير على وجود الخالق وتوحيده؟ كيف تدل انواع
الحيوان، واصناف الثمار، على وحدانية الخالق؟ كيف يدل تسخير الليل والنهار، والشمس
والقمر، وسائر النجوم للانسان، على توحيد الرحمان؟ كيف يظهر تصريف الرياح، وتسخير
البحار ان لا إله الا الله؟ كيف تهدي الرواسي التي تمنع الارض ان تميد بمن عليها
الى وجود الخالق وضرورة توحيدة؟؟ مشهد رائع! ومنطق حائر محير.

 

العهد
الثاني بمكة وأثر النفوذ الاسرائيلي في القرآن:

بعض
تعابير القرآن ألتوراتية:

كلمة
اسلام ليست من القرآن، بل وجدها القرآن لفظا ومعنى في

البيئه
الكتابية العربية: فموسى يدعو إلى الإسلام(قصص ؛30

وسحرة
مصر، وفرعون نفسه “يسلمون للّه رب العالمين” (طه 70؛

نمل
7-14)؛ وأهل الكتاب يؤمنون بإسلام القرآن ويقولون لمحمد “إنا كنا من قبله
مسلمين” (قصص 53).

 

ب-
الدعوة الى الله رب العالمين:

ألرحمان
(جاء في الاتقان 139: 1 “ذهب المبرد وثعلب الى أنه عبراني وأصله بالخاء
المعجمه”هو اسم الجلاله الكتابي الشائع في اليمن والحبشه منذ اجيال قبل
القرآن. ويدخل السور القرآنية بعد هجرة المسلمين الى الحبشه. وجده القرآن في بيئته
الكتابية، ففرضه على عرب مكة والحجاز، وظلوا يقاومونه الى فتح الحديبيه حتى تمكن
منهم. [ورب العالمين] هو ايضا اسم الجلاله الشائع قبل القرآن بين عرب الشمال، حتى
تدمر؛ وقد اشاعه اليهود في مهاجرهم، وفي الجزيرة حتى البتراء، حتى أخذه القرآن
وجعله لقبا لإله التوحيد بين العرب.

 

وأضاف
القرآن ايضا الى اسماء الله الحسنى لقب “الرحيم” الشائع قبله بين عرب
الشمال حتى البتراء. ووحد هذه الالقاب الكتابية في بسملته الشهيرة كانت البسملة
العربية “باسمك اللهم” مأخوذة عن اليهود، ويدل على ذلك ميم الجمع
المضافة الى اسم الجلالة للتفخيم. وكان المجوس يقولون: “باسم الله الرحمن
العادل”. والمسيحين: “باسم الاب والابن والروح القدس، الاله
الواحد”. فاختار القرآن “للأمة الوسط” (بقرة 143) مسلكا وسطا بين
الشرق والغرب واليهود والمسيحين، في بسملته “باسم الله الرحمان الرحيم”.
التي صدروا بها جميع سور القرآن، وفرضها مجموعة في صلاة الفاتحة”. وصلاة
الفاتحة هي كتابية محضة متواترة عن الانبياء، والزبور والحكمه، في اسماء الجلالة،
وفي موضوع الصلاة اي الهداية الى الصراط المستقيم جاء في الاتقان 140: 1 (حكى
النقاش وابن الجوزي ان الصراط هو الطريق بلغة الروم). والى اليوم يصلي اليهود
والمسيحين مع صاحب الزبور: يا الله، عرفني طريقك الذي اسلك فيه فإني اليك رفعتُ
نفسي علمني ان اعمل مشيئتك لانك انت إلهي! ليهدني روحك الصالح الى الصراط
المستقيم” (المزمور 142).

 

“الله
هو الرحمان الرحيم الطويل الأناة والكثير الرحمة عرّف موسى سبُلَه

وبني
اسرائيل مشيئآته” (المزمور 102).

 قابل
صلاة الفاتحه بالمزمور 102: الاستفتاح بالحمد في الاثنين، واسم الرحمان الرحيم في
الاثنين، والصراط المستقيم في الاثنين، القرآن يطلبه والمزمور يشكر عليه. القرآن
يقول “رب العالمين” والمزمور يقول “عرشه في السماء، وملكوته يسود
على الجميه.

وكما
يرى في الزبور، كذلك في القرآن: ففي ايات القرآن التوراتيه، فقد جرت عادة ختم الاي
بصفتين معا من صفات الله، وليس بصفه واحده كما في الفترات الاخرى.

 ج-
واسم “القرآن” الذي يقسم به في الايات القرآنيه التوراتيه —

–القمر،
ص، الاعراف، الجن، يسن، فاطر، مريم، طه، الواقعه، الشعراء، النمل، القصص، الاسراء،
يونس، هود، يوسف، الحجر، الانعام، الصفات، لقمان، سبأ، الزُمر،
و”الحواميم”: حم غافر، حم السجده، حم غسق الشورى، حم الزخرف، حم الدخان،
حم الجاثيه وحم الاحقاف(– هو كلمة عبرية سريانية كان يطلقها أهل الكتاب على
الكتاب المقدس كله) انظر نبؤة نحميا 5: 8 في النص العبراني)، وعلى كل(قراءة) منه.
يقولون في العبرية “قراه” أو مقرا” وفي السريانية ”
ُقريْاَنا”. والى الان لم يزل المسيحين في

صلواتهم
يستفتحون تلاوة التوراة والانبياء بهذا الاعلان: “قراءة من

سفر
التكوين”، “قراءة من نبؤة أشعياء”، “قراءة من حكمة
سليمان”. فدرج القرآن على العادة كما وجدها في بيئته الكتابية، فسمّى
“قراءة” الكتاب على العرب “قرآنا”، واللفظتان من أصل واحد في
العبرية والسريانية والعربية.

 

 د-
وكلمة “سورة” هي ايضا تعريب الكلمة العبرية والسريانية شورا” أي
فصل.

وقد
درج المسلمون على عادة اليهود في تسمية اسفارهم وفصولها بكلمة وردت فيها.

 

ف-
وكلمة “آية” هي تعريب “أوت” العبرية، ومعناها جملة او علامة

اي
معجزه الهية. وقد وردت بهذين المعنيين في القرآن والتفسير. وقد درج المسلمون على
تسمية بعض الايات بأسماء خاصة كآية الكرسي، وآية السيف، على عادة اليهود ايضا.

وقد
اقتدى المسلمون ايضا باليهود في قسمة الكتاب الى ثلاثين جزءا والى ستين حزبا، وكل
حزب أو جزء الى اربعة ارباع متساوية لتسهيل عمل القراءة في المساجد والمآتم
والمحافل والمقابر. وسائر القاب القرآن مأخوذه ايضا عن اهل الكتاب اليهود كما
أشاعوها: الفرقان والسبع المثاني، والمصحف، والكتاب.

“الفرقان”
من “فٍرْقا” العبرية، أو “فرقانا” السريانيه. ويقول ابن ميمون
(أحد مشاهير اليهود في القرون الوسطى): ان الاسم يطلق على “المِشنْه” اي
“سنة” موسى أو الوحي المنقول فيها، غير المكتوب في التوراة. فأطلقه
القرآن على نفسه مرادفا له. ونحن نظن انه في مطلع آل عمران (1-3) حيث يذكر الفرقان
بعد القرآن والتوراة والانجيل متميزا عنها، انما ورد تعبير الفرقان بمعناه العبري؛
وكذلك في قوله “شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس، وبينات من الهدى
(الكتاب) والفرقان (سنة موسى)”. (بقرة 185

لاحظ
على الهامش ان كلمة “سُنة” هي تعريب “مشنة” العبرية.

وهناك
تعبير غامض لم يهتدوا الى فهمه الصحيح، وهو “لقد اتيناك سبعا من المثاني،
والقرآن العظيم” (حجر 15): أنه يميز بين السبع المثاني والقرآن العظيم بحرف
العطف الذي يعني الاضافة لا البدل. ونحن نرى ان “المثاني” تعريب
“مشنه” العبرية، وقد يقصد “بالسبع المثاني” القصص القرآنية
التوراتيه السبع. فجاء القرآن تفصيل الكتاب العظيم والسبع المثاني.

 ر
– “والمصحف” تعريب كلمة عبرية سريانية حبشية نبطية، وهو الجامع
“لصحف ابراهيم وموسى”.

 

ى-
” والكتاب” أو “الكتب” ترجمة اسم “المصحف” او
“الصحف” من العبرية والسريانية الى اليونانية، ومنها الى العربية.
والتعريف للعهد. وهكذا كان تفكير القرآن وتعبيره اسرائيليا في العهد الثاني بمكة.
وقد قال دروزة (محمد عزت دروزة: عصر النبي وبيئته قبل البعثة ص 103-104/439-440)


واذا كنا رجحنا ان الكتابيين والاجانب كلهم أو جلهم نصارى، فإن

هذا
لا يعني كذلك انه لم يكن في مكة اسرائيليون: وآيات الشعراء

(192-197)
والاحقاف(10) تجعل الاستدلال بهما على لقاء النبي

بعض
الاسرائيليين في مكة صحيحا وتجعل احتمال وجود بعض

الاسرائيليين
في مكة مستقرين قائما..وكان في المدينة ومناطقها

جاليات
اسرلئيلية كبيرة لا يعقل ان تكون في عزلة عن مكة..وعدم

انتشار
الديانة اليهودية في بيئة النبي ص قبل البعثة بنطاق واسع لا

يعني
ان العرب كانوا في عزلة عن تأثيرها؛ فنحن نعتقد أنهم تأثروا

بها
الى حد كبير: سواء في تطور الفكرة الدينية، وخاصة في فكرة “الله”.

وسواء
في تقاليد انتساب العرب بالابوة الى اسماعيل وابراهيم ص.،

وما
تبعها من تقاليد اخرى.

 

وسواء
في ما عندهم من معارف ومعلومات وأفكار لها صبغة دينية:

مثل
أنباء الأنبياء والرسل ص.، وقصصهم مع اممهم.

وأخبار
الملائكة وصلتهم بالله، وقصة آدم وابليس.

 

وسواء
في الطقوس والعادات المتنوعة: كالختان، والتطهر من الجنابة، واعتزال النساء في
الحيض، وفكرة اجتماعات يوم العروبة – وهو يوم الجمعة.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار