اللاهوت المقارن

158- غفران الخطايا في زمن يوحنا المعمدان



158- غفران الخطايا في زمن يوحنا المعمدان

158- غفران الخطايا في زمن يوحنا المعمدان

جاءت
مرحلة انتقالية وهى التى ظهر فيها يوحنا المعمدان الذي يسمى نبى العهدين وكان من
نسل هارون وهو الذي عمّد السيد المسيح في نهر الأردن، وشَهد أنه رأى الروح القدس
يحل على رأسه مثل حمامة وقال “هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم”
(يو1: 29).

 

لم
يمارس يوحنا كهنوته بطريقة العهد القديم حيث الهيكل وتقديم الذبائح مع إنه كاهن
وابن زكريا الكاهن، إنما مارسه بالمعمودية-معمودية التوبة.. ذلك لأنه كان يمهد
الطريق أمام حمل الله الذى يرفع خطية العالم كله، فهذا هو الذبيح الحقيقى-فليست
الحاجة بعد إلى ذبائح العهد القديم- كان يوحنا يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة
الخطايا حتى تتحول الأنظار إلى الحمل الذي هو الذبيحة الحقيقية. ثم ارتبط الحمل
بالمعمودية لأن الحمل أتى ونزل إلى مياه الأردن حينئذ أتى صوت الآب من السماء وحل
الروح القدس عليه ليعلن أن هذا هو مسيح الله المسيا المنتظر.

 

وبنزول
السيد المسيح إلى نهر الأردن أسس سر المعمودية المقدس وظهر الثالوث في ذلك اليوم
الآب والابن والروح القدس، ونحن نؤمن بالمعمودية كما علّمنا السيد المسيح وقال
للرسل “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح
القدس” (مت28: 19).

 

فأسس
حمل الله سر المعمودية لكى يعرفنا إننا بالمعمودية ننال استحقاقات المغفرة التى
يتممها بموته الفدائى على الصليب.. لذلك فإن مغفرة الخطايا في خدمة يوحنا المعمدان
كانت بالمعمودية.

 

ومن
المعروف أن مغفرة الخطايا في العهد القديم كانت عن طريق تقديم الذبائح في الهيكل..
ولكن لماذا نُقلت إلى المعمودية؟ ذلك لأنها كانت رمزاً للمعمودية التى جاء السيد
المسيح لكى يمنحها للمؤمنين وتكون هى الوسيلة التى بواسطتها يغتسلون بدم الحمل
الذبيح .

 

كانت
معمودية التوبة التى كرز بها يوحنا المعمدان، رمزية لذلك قال السيد المسيح
للتلاميذ “يوحنا عمّد بالماء وأما أنتم فستتعمَّدون بالروح القدس” (أع1:
5).

 

وقال
أيضاً لنيقوديموس “الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا
يقدر أن يدخل ملكوت الله” (يو3: 5).

 

لكن
في كل هذه الأمور يبقى الاعتراف لمغفرة الخطايا ملازماً لكل المراحل سواء مرحلة
الذبائح الحيوانية أو مرحلة معمودية التوبة في نهر الأردن أو مرحلة العهد الجديد
بعد تأسيس الكنيسة وحلول الروح القدس في يوم الخمسين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار