الفصل الخامس

الفصل الخامس
إيمان الفرق
الدوسيتية بصلب المسيح
إستغلّ البعض قول الهراطقة الدوسيتيين الغنوسيين بأنَّ المسيح إتّخذ
جسدًا خياليًا، نجميًا، روحيًا، ولاهوتيًا ولم يتّخذ جسدًا فيزيائيًا ماديًا
طبيعيًا، بل كان شبحًا وخيالاً، ولذا فقد كانت عملية صلبه أيضًا عملية خياليّة
مظهريّة، بمعنى أنَّه صُلِبَ ظاهريًا، بدا للناظرين مصلوبًا علي الصليب ولكنه كان
نورًا ومعلقًا أيضًا علي صليب من نور في آنٍ واحدٍ، وأنَّ بعضهم قال بصلب المسيح
الإنسان وعدم صلب المسيح الإنسان، أي صُلِبَ الناسوت وصَعَدَ اللاهوت. وقالوا أنَّه
وجدت فرق مسيحيّة قالت بعدم صلب المسيح، هكذا بعدم فهم، أو كمجرّد حجّة سوفسطائيّة
(جدليّة) يتّخذونها علي المسيحيّين!!!!!
ونقول لهم: أنَّ هذه الفرق الهرطوقيّة التي
برهنّا في الفصل السابق من أقوالهم إيمانهم بتعدّد الآلهة، وبالتالي فهي وثنيّة
وليست مسيحيّة، ولكن قولكم أنَّها لم تكنْ تُؤمن بأنَّ المسيح قد صُلِبَ، هو قولٌ
باطلٌ وغير صحيح، لأنَّ غالبيتهم العظمي، مع قلّتهم الشديدة، قالوا بأنَّ المسيح
عُلِّقَ علي الصليب فعلاً ولكن لأنَّه إله وليس له جسد فيزيائيّ طبيعيّ من لحمٍ
ودمٍ وعظامٍ، لذا بدا لهم يُصلب وبدا ينزف الدم وبدا لهم أنَّه مات ثم قام من
الموت، ومنهم من قال أنَّ المسيح الإله نزل من السماء وحلّ علي يسوع (عيسي) في
العماد وفارقه عند الصلب وبالتالي فالذي صُلب هو يسوع (عيسي)، أو المسيح الإنسان
وليس المسيح الإله. ولم يقلْ أحد غير شخص واحد هو باسيليدس فقط ومن إتّبعوه بصلب
بديل للمسيح وذلك بسبب إيمانه بأنَّ المسيح أحد الآلهة العديدين المتصارعين.
وبالرغم من أنَّ كتبهم تركّز علي ما تسمّيه بالأقوال السريّة الصوفيّة،
ومعظمها عبارة عن مجموعات من الأقوال المنسوبة للمسيح والرسل، كما أنَّ الكثير
منها يتكلّم عمّا بعد قيامة المسيح من الموت وظهوره لتلاميذه وأحاديثه معهم،
وعنصر الأحداث فيها قليل، إلاَّ أنَّه كثير منها ذكر أحداث الصلب والقيامة بصورة
شبه متطابقة مع ما جاء في الإنجيل بأوجهه الأربعة.
وفيما يلي فقرات من بعض كتب هؤلاء الهراطقة التي أسموها أناجيل
ونسبوها للرسل لتلقى رواجًا عند العامّة، تثبت إيمانهم بصلب المسيح:
(1) إنجيل بطرس(1):
ويرجع إلي القرن الثاني وقد وُجدت نسخته في أخميم في شتاء
1886-1887م، وهو الآن في متحف القاهرة. ويبدأ الجزء الموجود منه بغسل أيدي بيلاطس
وهو يًبرّئ نفسه من دم المسيح ويشتمل علي محاكمة المسيح وصلبه وموته وقيامته
وينتهي بعد القيامة بحديث يدلّ علي أنَّ له بقيّة مفقودة والعبارة الأخيرة منه
مبتورة. وهذا نصه كاملاً:
”1: 1 ولكن لم يغسل أحد من اليهود يديه، لا هيرودوس ولا أيًّا
من قضائه، وعندما رفضوا أنْ يغسلوا أيديهم قام بيلاطس 2 ثم أمر هيردوس الملك أن
يأُخذ الرب وقال لهم: ما أمرتكم أنْ تفعلوه افعلوه.
3: 2 وكان يقف هناك يوسف صديق بيلاطس وصديق الرب، ولمعرفته أنَّهم
كانوا علي وشك أنْ يصلبوه، جاء إلي بيلاطس وإلتمس جسد الرب ليدفنه، 4 فأرسل
بيلاطس إلي هيردوس وإلتمس جسده 5 فقال هيردوس: أخي بيلاطس حتي إذا لم يلتمس
الجسد أحد سوف ندفنه، خاصة وأنَّ السبت بدأ يحلّ لأنَّه مكتوب في الناموس لا تغرب
الشمس علي جثة إنسان ميت. وأسلمه للشعب في اليوم الذي قبل الخبز غير المختمر
(الفطير)، عيدهم.
6: 3 وأخذوا الرب ودفعوه بسرعة وقالوا: لنسوق ابن الله الآن إذ صار
لنا الآن سلطان عليه. 7 وألبسوه ثوب أرجوان وأجلسوه علي كرسي للقضاء وقالوا لحكم
بعدل يا ملك إسرائيل وأحضر واحدًا منهم إكليلاً من الشوك ووضعه علي رأس الرب. 9
وآخرين من الواقفين بصقوا علي وجهه، وآخرين لطموه علي خديه وآخرين ضربوه بقصبة
والبعض سخروا منه قائلين: ” فنُكرم ابن الله بمثل هذه الكرامة “.
10: 4 وجاءوا بلصّين وصلبوا الرب في الوسط بينهما، أمّا هو فعقد
سلامه كما لو أنَّه لم يشعر بألم 11 وعندما نصبوا (رفعوا) الصليب كتبوا عليه
العنوان: هذا هو ملك إسرائيل 12 ونزعوا عنه ملابسه أمامه واقتسموها بينهم
واقترعوا عليها. 13 ولكن أحد اللصّين وبخهم قائلاً: إننا نتعذب بسبب الأعمال
الشريرة التي صنعناها، ولكن هذا الرجل، الذي صار مخلصًا للبشر، ماذا صنع من شر؟
14 وكانوا حانقين عليه وأمروا أنْ لا تكسر رجليه حتى يموت بعذابات كثيرة.
15: 5 ولما صار منتصف النهار غطت الظلمة كل اليهودية وكانوا قلقين
ومضطربين لئلا تغرب الشمس وهو ما يزال حيًا، لأنَّه مكتوب لهم: لا تغرب الشمس علي
أحد تحت حكم الموت، 16 وقال واحد منهم: أعطوه ليشرب خلّ مع مرّ، فمزجوهما
وأعطوهما له ليشرب. 17 وأتموا كلّ شئ وأكملوا مكيال خطاياهم علي رؤوسهم، 18 وذهب
إلي هناك كثيرون بالمشاعل فقد ظنّوا أنَّه كان ليلاً، فذهبوا للنوم أو تعثّروا.
19 ونادى الرب وصرخ: قوّتي يا قوّتي، أنت تركتني، ولما قال هذا كف. وفي تلك
الساعة إنشق حجاب الهيكل في أورشليم إلي إثنين.
21: 6 ثم سحبوا المسامير من يدي الرب وأنزلوه علي الأرض فتزلّزلت كلّ
الأرض وحدث خوف عظيم، ثم أشرقت الشمس ووجدوا أنَّها الساعة التاسعة. 23 فإبتهج
اليهود وأعطوا جسده ليوسف ليدفنه حيث أنَّه رأى كلّ ما صنع (يسوع) من خير. 24
وأخذ الرب وغسّله ولفّه بكتّان ووضعه في قبره الذي كان يُدعي بستان يوسف.
25: 7 ثم أدرك اليهود والشيوخ والكهنة مدي الشر العظيم الذي فعلوه
لأنفسهم وبدءوا ينوحون ويقولون: الويل علي خطايانا، فقد اقتربت الدينونة ونهاية
أورشليم. 26 وحزنت أنا ورفقائي ولأنّنا جُرحنا في قلوبنا أخفينا أنفسنا إذ كانوا
يبحثون عنا كفاعلي شر وكراغبي إشعال النار في الهيكل. 27 وبسبب كلّ هذه الأشياء
كنّا صائمين وجلسنا ننوح ونبكى ليلاً ونهارًا حتي السبت.
28: 8 ولكن الكتبة والفرّيسيّين والشيوخ اجتمعوا معًا الواحد مع
الآخر عندما سمعوا أنَّ كلّ الشعب كان ينوح ويقرع صدوره ويقول: إذا كان بموته قد
حدثت كل هذه العلامات العظيمة، انظروا كم كان هو بارًا. 29 وكان الشيوخ خائفين
وذهبوا إلي بيلاطس وتوسّلوا إليه وقالوا: 30 أعطنا جنود لنحرس قبره لمده ثلاثة
أيام لئلا يأتي تلاميذه ويسرقونه ويظنّ الشعب أنَّه قام من الأموات ويفعلوا بنا
شرًا. 31 فأعطاهم بيلاطس بيتروتيوس قائد المئة مع جنود لحراسه القبر. وجاء معهم
إلي القبر شيوخ وكتبة. 30 ودحرج كل الذين كانوا هناك معًا حجرًا عظيمًا ووضعوه
علي مدخل القبر مع قائد المئة والجنود. 33 وختموه بسبعة أختام ونصبوا خيمة
وحرسوه.
34: 9 وباكرًا في الصباح عندما كان السبت ينسحب جاء جمهور من أورشليم
وتخومها ليروا القبر الذي خُتم. 35 ثم في الليلة التي كان ينسحب فيها يوم الرب
عندما كان الجنود يقومون بحراستهم اثنان اثنان في كل ساعة رن صوت عظيم في
السماء. 36 ورأوا السموات مفتوحة ونزل رجلان من هناك بنور عظيم واقتربوا من القبر.
37 وبدأ الحجر الذي وضع علي باب القبر يتدحرج من ذاته وجاء علي جانب وفُتح القبر
ودخل الشابان.
38: 10 وعندما رأى أولئك الجنود ذلك أيقظوا قائد المئة والشيوخ. لأنَّهم
كانوا هناك للمساعدة في الحراسة. 39 وبينما كانوا يُعلنون الأمور التي رأوها رأوا
ثانيه ثلاثة رجال خارجين من القبر واثنين منهم يساندان واحدًا وتبعهم صليب. 40
ووصلت رؤوس الإثنين السماء ولكن رأس ذلك المُنقاد منهم باليد تجتاز السموات. 41
وسمعوا صوت من السماء يقول: لقد بشرت الراقدين. 42 وسُمعت إجابة من الصليب: نعم.
43: 11 لذلك إستشار هؤلاء الرجال أحدهما الآخر عما إذا كانوا يذهبون
ليخبروا بيلاطس بهذه الأمور. 44 وبينما كانوا يفكرون في ذلك شوهدت السماء تُفتح
ثانيه ونزل رجل ودخل القبر. 45 وعندما رأى قائد المئة والذين كانوا معه ذلك
أسرعوا ليلاً إلي بيلاطس تاركين القبر الذي كانوا يحرسونه وأخبروا بيلاطس بكل شئ
رأوه، وكانوا مضطربين بدرجة عظيمة وقالوا: حقًا كان ابن الله. فأجاب بيلاطس وقال:
أنا برئ من دم ابن الله، أنتم الذين قررتم هذا. 47 فاقتربوا منه متوسّلين إليه
وطالبوه أنْ يأمر قائد المئة والجنود أنْ لا يُخبروا أحد بما رأوه. 48 لأنهم قالوا:
أنَّه من الأفضل لنا أن نكون مذنبين بالإثم العظيم أمام الله ولا نقع في أيدي شعب
اليهود فنُرجم. 49 فأمر بيلاطس قائد المئة والجنود أنْ لا يقولوا شيئًا.
50: 12 وباكر في صباح يوم الرب ذهبت مريم المجدليّة وهى تلميذة للرب.
خوفًا من اليهود لأنَّهم كانوا متّقدين بالغضب، ولأنَّها لم تفعل عند قبر الرب ما
كانت النساء تريد أنْ يعملنه للموتي الذين يحبونهم. 51 وأخذت معها صديقاتها وجئن
إلى القبر حيث وضع، 52 وخفن أنْ يراهن اليهود وقالوا: علي الرغم من أننا لم
نستطع أنْ نبكي وننوح في اليوم الذي صلب فيه، فلنفعل ذلك الآن عليى قبره. 53
ولكن من سيدحرج لنا الحجر الذي وُضع علي باب القبر، إذ يجب أنْ ندخل ونجلس
بجانبه ونفعل ما يجب. 54 لأنّض الحجر كان عظيمًا. ونخشى أنْ يرانا أحد. وإذا لم
نستطع أنْ نفعل ذلك، دعونا علي الأقل، نضع علي بابه ما أحضرناه لذكراه ولنبك
وننوح حتى نعود إلي البيت ثانية.
55: 13 فذهبن ووجدن القبر مفتوحًا واقتربن ووقفن ورأين هناك شابًا
جالسًا في وسط القبر جميلاً ولابسًا رداء أبيض لامعًا فقال لهن 56 من أين أتيتن؟
من تطلبن؟ أتطلبن الذي صُلب” لقد قام وذهب. وإذا لم تصدقن قفن في ذلك المكان
وأنظرن الموضع الذي كان يرقد فيه، لأنَّه ليس هو هنا. لأنَّه قام وذهب هناك حيث
أُرسل. 57 ثم هربت النسوة خائفات.
58: 14 وكان اليوم الأخير للفطير وذهب الكثيرون عائدين إلي منازلهم
حيث أنَّ العيد انتهي. 59 ولكن نحن، الإثنا عشر تلميذًا للرب نحنا وبكينا وكل
واحد حزن لما حدث وعاد لمنزله. 60 ولكن أنا سمعان بطرس وأخي إندراوس أخذنا شباكنا
وذهبنا إلي البحر وكان معنا لاوي ابن حلفي الذي الرب 000 ” دعاه من دار
الجباية (؟)000 “.
وينتهي هنا الكتاب بصوره مبتورة تدل علي أنَّ جزءًا قد ضاع منه.
وهذا الكتاب، المدعو ” إنجيل بطرس “، كما نرى، يتفق مع
روايات الأناجيل القانونيّة، الحقيقة، في معظم تفاصيل المحاكمة والصلب ويثبت بدون
شك أنَّ كلّ ما كُتب في القرنين الأول والثاني سواء في داخل الكنيسة وعلي رأسها
تلاميذ المسيح ورسله أو حتي في دوائر الهراطقة يؤكّد صحة وحقيقة وتاريخيّة أحداث
الصلب والقيامة.
(2) إنجيل الحقيقة(2):
ويرجع للقرن الثاني، وقد اكتُشف في نجع حمادي سنة 945، جاء فيه عن
صلب المسيح: ” لهذا السبب كان يسوع الرحيم الأمين صبورًا في قبوله الآلام حتي
أخذ ذلك الكتاب، لأنَّه يعرف أنَّ موته هو حياة للكثيرين “.
” لهذا السبب ظهر يسوع 000 وسُمِّر علي الشجرة وأعلن أمر الآب
علي الصليب، يا له من تعليم عظيم، فقد وضع نفسه للموت برغم أنَّ الحياة الأبديّة
ترتديه “.
(3) إنجيل ماركيون الهرطوقي، ويسمى أيضا بإنجيل الرب(3):
وقد تكلّم عن محاكمة السيد المسيح بكل تفصيلاتها كما جاء في الإنجيل
للقديس لوقا ثم صلبه وقيامته وصعوده، وفيما يلي نصّ ما قاله عن صلبه:
” وفيما هم ذاهبون به أمسكوا سمعان القيرواني الذي كان راجعًا
من الحقل فوضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع. وتبعه جمهور كبير من الشعب ومن
نساء كنَّ يلطمنَّ صدورهنَّ وينحنَّ عليه فإلتفت يسوع إليهُنَّ وقال: لا تبكين
عليَّ يا بنات أورشليم، بل إبكين علي
أنفسكنَّ وعلي أولادكنَّ. ستجيء أيام يُقال فيها: هنيئًا للواتي ما حبلنَّ ولا
ولدنَّ ولا أرضعنَّ، ويُقال للجبال إسقطي علينا وللتلال غطّينا. فإذا كانوا هكذا
يفعلون بالغصن الأخضر، فكيف تكون حال الغصن اليابس. وكان هناك مذنبان آخران
ساقوهما للموت، وعندما وصلوا إلي المكان الذي يدعى الجُمجُمة، صلبوه هناك مع
المذنبين واحدًا عن اليمين والآخر عن اليسار. فقال يسوع، أغفر لهم يا أبي لأنَّهم
لا يعرفون ما يفعلون. ووقف الشعب هناك ينظرون، ورؤساؤهم يقولون متهكمين، خلّص
غيره أمّا نفسه فما خلّصها، فليخلّص نفسه، إنْ كان هو المسيح مختار الله. وإستهزأ
به الجنود أيضًا وهم يقتربون ويناولونه خلاً ويقولون، خلّص نفسك إنْ كنت أنت ملك
اليهود. وكان فوق رأسه لوحة مكتوب فيها بحروف يونانيّة ولاتينيّة وعبريّة ”
هذا هو ملك اليهود “. وأخذ أحد المذنبين المعلقين معه يشتمه ويقول له: إنْ
كنت أنت المسيح فخلّص نفسك وإيانا. فإنتهره الآخر قائلاً: أما تخاف الله وأنت
تتحمل العقاب نفسه؟ نحن عقابنا عدل، نلنا جزاء أعمالنا، أمّا هو فما عمل سوء،
وقال ليسوع: إذكرني متى جئت في ملكوتك. فقال له يسوع الحق أقول لك، اليوم تكون
معي. وكانت حوالي الساعة السادسة وكانت ظلمة علي الأرض كلها حتى الساعة التاسعة وإحتجبت
الشمس وإنشق حجاب الهيكل من الوسط. وعندما صرخ يسوع بصوت عالٍ، قال يا أبي في
يديك استودع روحي، قال هذا وأسلم الروح. فلمّا رأى قائد المئة ما جري مجد الله
وقال بالحقيقة كان هذا الرجل بارًا. والجموع التي حضرت ذلك المشهد، فرأت ما جري
رجعت وهي ترجم الصدور. وكان كل معارفه والنساء اللواتي تبعنه من الجليل يشاهدون
هذه الأحداث عن بعد. وجاء رجلاً، من الرامة، مدينة لليهود، وكان هو أيضًا ينتظر
ملكوت الله، اسمه يوسف وكان رجلاً مشيرًا وشريفًا وبارًا لم يوافق علي رأيهم
ومشورتهم. هذا الرجل ذهب إلي بيلاطس وطلب جسد يسوع، وأنزله ولفّه بكتان ووضعه في
قبر محفور في الصخر، لم يُدفنْ فيه أحد من قبل. وكان يوم الاستعداد والسبت كاد
يبدأ. وأتت النسوة اللواتي جاءوا معه من الجليل، تبعنه (أي يوسف) فرأين القبر
وكيف وُضع جسده (يسوع) فيه. ثم رجعن وهيّأن طيبًا وحنوطًا واسترحن في السبت حسب
الشريعة “.
ثم يشرح قصة القيامة بالتفصيل كما جاءت في الإنجيل للقديس لوقا.
(4) إنجيل الأثنا عشر(4):
والذي يُري البعض أنَّه من أقدم الأناجيل الأبوكريفيّة، وهو قريب جدًا
من الأناجيل الأربعة معًا وقد جاءت فيه أحداث القبض علي المسيح ومحاكمته وصلبه
وقيامته بالتفصيل، وفيما يلي فقرات من أحداث الصلب والقيامة: ” وبعد أنْ
أطلق لهم باراباس وعندما سخر بيسوع أسلمه إليهم ليصلب 000 وألبسوه تاج شوك 000
وكانت الساعة الثالثة عندما صلبوه وأعطوه خلاً ممزوج بمرًا وعندما ذاقه لم يردْ
أنْ يشرب، وقال يسوع آبا آما أغفر لهم لأنّهم لا يعلمون ما يفعلون. ولما صَلِب
العسكر يسوع إقتسموا ثيابه أربعة أجزاء لكل جنديّ قسم وأخذوا قميصه أيضًا وكان
قطعة واحدة لا خياطة فيها منسوجة كلها من أعلي إلي أسفل، فقالوا بعضهم لبعض لا
نشقه بل نقترع عليه، فنري لمن يكون، فتمّ الكتاب القائل إقتسموا ثيابي بينهم وعلي
لباسي يقترعون. هذا فعله الجنود وجلسوا
يرقبونه. وكانت هناك لوحة مكتوبة فوقه بالحروف اللاتينيّة واليونانيّة والعبريّة،
هذا هو ملك اليهود. وقرأ هذا العنوان الكثيرون من اليهود لأنَّ المكان الذي صُلِبَ
فيه يسوع كان قريبًا من المدينة 000 وقال أحد المذنبين المعلقين معه إنْ كُنت أنت
المسيح خلّص نفسك وإيانا، فأجابه المذنب الآخر موبخًا أَمَا تخاف الله وأنت تحت
الحكم نفسه؟ نحن عقابنا عدل، نلنا جزاء أعمالنا، أمَّا هو فما عمل سوء، وقال
ليسوع: إذكرني متى جئت في ملكوتك. فقال له يسوع الحق أقول لك، اليوم تكون معي في
الفردوس 000 ومن الساعة السادسة كانت ظلمة علي الأرض كلّها إلي الساعة التاسعة
000 وفي حوالي الساعة السادسة صرخ يسوع بصوت عظيم إيلي إيلي لما شبقتني، أي إلهي
إلهي لماذا تركتني 000 وعندما رأى يسوع أمّه تقف مع التلميذ الذي كان يحبّه قال
لأمه: يا امرأة هوذا ابنك، وقال للتلميذ: هوذا أمّك 000 بعد ذلك كان يسوع يعرف أنَّ
كلّ شيء قد أُكمل الآن، وأنَّ الكتاب يجب أنْ يتم قال أنا عطشان 000 ثم صرخ يسوع
بصوت عظيم آبا آما في يديك أستودع روحي 000 وقال قد أكمل وأحني رأسه وأسلم الروح
“. ويرد بعد ذلك الأحداث التي حدثت بعد موته ودفنه ثم قيامته بالتفصيل كما
هي مذكورة في الأناجيل الأربعة.
(5) حكمة يسوع المسيح(5):
وترجع أقدم مخطوطاته إلي القرن الثالث أو بداية الرابع ويبدأ هكذا:
” بعد أنْ قام (يسوع) من الأموات تبعه تلاميذه الإثنا عشر وسبعة نساء
اللواتي تبعنه كتلميذات، عندما جاءوا إلي الجليل 000 وهناك ظهر لهم المخلّص، ليس
في شكله الأصلي ولكن في الروح غير المرئي، كان ظهور ملاك عظيم من نور. أما شكله
فلا أستطيع وصفه 000 وقال سلام لكم، سلامي أنا أعطيكم “.
(6) إنجيل فيلبس(6):
ويرجع إلي القرن الثاني وقد وجدت له مخطوطة ترجع إلي
القرن الثالث ضمن مجموعة نجع حمادي مترجمة إلي القبطيّة الصعيدية.
وجاء فيه قول منسوب للرب يسوع المسيح علي الصليب: ” الهي الهي لماذا يا رب
تركتني؟ قال هذه الكلمات علي الصليب، لأنه انقسم هناك 000 قام الرب من الموت
“.
(7) إنجيل برثلماوس(7):
ويرجع للقرون الأولي، وتبدأ مقدمته بالقول ” بعد قيامة ربنا
يسوع المسيح من الموت، جاء برثلماوس إلي الرب وسأله قائلاً: يا رب أكشف لنا أسرار
السموات ” ويدور الحوار بعد ذلك عن السموات.
(8) أبوكريفا يعقوب(8):
وجد هذا العمل الأبوكريفي في نجع حمادي 1945 وقد جاء به: “فأجاب
الرب (يسوع) وقال الحق أقول لكم لن يخلص أحد إلا إذا آمن بصليبي. والذين آمنوا
بصليبي لهم ملكوت الله 000 سأحضر إلي المكان الذي منه جئت 000 استمعوا إلي
التسابيح التي تنتظرني في السموات لأني اليوم سآخذ مكاني علي يمين الآب 000
مباركين أولئك الذين ينادون بالابن قبل نزوله “.
(9) حديث بعد القيامة(9):
Epistula
Apostolorum
ويرجع هذا العمل إلي القرن الثاني. جاء فيه ما يُسمّي بتعليم
التلاميذ الإثنى عشر فيما يختص بربنا يسوع المسيح والذي علمهم إياه بعد قيامته من
الأموات: ” نحن نعرف هذا، أنَّ ربنا ومخلصنا يسوع المسيح إله. ابن الله الذي
أُرسل من الله، حاكم العالم كله 000 رب الأرباب وملك الملوك وحاكم الحكام.
السماوي الذي هو فوق الشاروبيم والسرافيم ويجلس عن يمين عرش الأب “.
(9) كتاب الحكمة(10):
The
Pistis
Sophia
ويرجع للقرن الثالث. يبدأ الكتاب الأوّل منه بالحديث عن قيامة السيد
المسيح من الموت ” بعد أن قام يسوع من الموت “. ويتحدث في الثاني عن
صعود السيد المسيح إلي السموات ويروي أفراح السماء بصعوده إليها واضطراب كل قوات
السماء. ثم يتحدّث عن ظهوره لتلاميذه ” ثم انفتحت السموات 000 ورأوا يسوع
وقد نزل وبهاؤه (أشرافه) ساطع جدًا وكان نوره لا يُقاس 000 ولم يستطعْ البشر في
العالم أنْ يصفوا النور الذي كان عليه “، ثم يروي خوف التلاميذ واضطرابهم
لرهبة هذا المنظر ” ولما رأي يسوع، الرحيم والحنان أن التلاميذ في غاية
الاضطراب.قال لهم: تهللوا أنا هو لا تخافوا 000 ثم سحب بهاء نوره، عندئذ تشجع
التلاميذ ووقفوا أمام يسوع وخروا معا وسجدوا له بفرح وابتهاج عظيم “.
(10) إنجيل نيقوديموس:
ويرجع للقرن الثاني ويقسم إلى جزأين:
(أ) أعمال بيلاطس(11):
ويروي محاكمة السيد المسيح وصلبه وموته وقيامته من بين الأموات! وهذه
بعض الفقرات منه: ” قال يسوع: موسى والأنبياء تنبئوا عن موتي وقيامتي (لو24/44-46)
” (ف3/4).
قال السيد المسيح للصّ اليمين: ” اليوم تكون معي في الفردوس (لو23/43)
” (ف2/10) . وقال الرب يسوع المسيح لتلاميذه بعد القيامة وقبل الصعود
مباشرة ” اذهبوا إلى العالم أجمع وأكرزوا بالأناجيل للخليقة كلها، من آمن
واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن، وهذه الآيات تتبع المؤمنين: يخرجون الشياطين باسمي،
ويتكلمون بألسنة جديدة، يحملون حيات وإن شربوا شيئا مميتا لن يضرهم ويضعون أيديهم
علي المرضي فيبرأون (مر16/15-18). وبينما
كان يسوع يتكلم مع تلاميذه رأيناه يصعد إلى السماء.
(ب) نزول المسيح إلى الجحيم(12):
يروي نزول المسيح إلى الجحيم أثناء خروج روحه من جسده وإخراجه
للأرواح المنتظرة علي الرجاء: ” صاح صوت عظيم مثل الرعد قائلا: افتحوا أيها
الحكام أبوابكم وارتفعي أيتها الأبواب الداهريات فيدخل ملك المجد ” (ف5/1).
” ومد الملك يده اليمني وأمسك أبينا آدم وأقامه، أتحه إلى
الباقين وقال: تعالوا معي يأكل الذين ذقتم الموت بالشجرة التي لمسها الإنسان لأني
أقمتكم ثانية بشجرة الصليب 000 قال الأنبياء والقديسون نقدم لك الشكر أيها المسيح
مخلص العالم لأنك خلصت حياتنا من الفساد ” (ف8/1).
(11) إنجيل ماني ” الإنجيل المتوافق “(13):
استخدم ماني الهرطوقي ” المبتدع الأناجيل الأربعة الصحيحة إلى
جانب دياتسرون تاتيان والأناجيل الأبوكريفية مثل إنجيل فيلبس وكتاب طفولة الرب
وجمعها في مجلد واحد، متوافق، شبيه بدياتسرون تاتيان، وهذه فقرة منه عن محاكمة
السيد المسيح: ” بالحقيقة هو ابن الله. وأجاب بيلاطس هكذا، أنا بريء من دم
ابن الله 000 “. وفي فجر الأحد ذهبت النسوة إلى القبر حاملات الطيب ”
واقتربن من القبر 000 ولما كلمهن الملاكان قائلين: لا تبحثن عن الحي بين الأموات!
تذكرن كلام يسوع كيف علمكم في الجليل: سوف يسلمونى ويصلبونى وفي اليوم الثالث
أقوم من الموت “.
(12) كرازة بطرس kyrygma petru(14):
ويرجع هذا العمل للنصف الأول من القرن الثاني وقد اقتبس منه إكليمندس
الإسكندري ونسبه للقديس بطرس تلميذ المسيح. وننقل هنا حديث بطرس في ”
الكرازة ” عن الرسل كالآتي: ” لقد فتحنا كتب الأنبياء التي لدينا
ووجدنا اسم يسوع المسيح ومجيئه وموته وصلبه وبقية العذابات الأخري التي أنزلها به
اليهود وقيامته وصعوده إلي السماء، البعض بأمثال والبعض بألغاز والبعض بكلمات
واضحة ومؤكّدة”.
(13) أعمال يوحنا(15):
شهد لها إكليمندس الإسكندري في القرن الثاني وتوجد لها مخطوطات عديدة
بلغات متعددة آخرها برديات البهنسا، يقول فيها الكاتب عن صلب المسيح: ”
وعنخما كان معلقًا (علي الصليب) ووم الجمعة في الساعة السادسة حدثت ظلمة علي
الأرض “.
(14) أعمال بطرس(16):
وترجع إلي ما قبل سنة 190م، اقتبس منها إكليمندس الإسكندري
وأوريجانوس ويوسابيوس القيصري. جاء فيها هذا القول منسوبًا للقديس بطرس: ”
أيها الواحد الوحيد القدوس، أنت ظهرت لنا، أنت الإله يسوع المسيح، باسمك اعتمد
هذا الرجل وتعلم بالعلامة (علامة الصليب) المقدسة “.
(15) أعمال اندرواس(17):
وترجع إلي ما قبل القرن الرابع، من عمل الهراطقة أشار إليها يوسابيوس
القيصري. وقد جاء فيها هذه الصلاة التي يُقال، حسب هذا العمل، أنّها لإندراوس قبل
استشهاده مباشرة ” لا تسمح يا رب أن إندراوس الذي إالتصق بصليبك يطلق حر، لا
تطلقني أنا الذي تعلقت بسرك (صليبك) 000 أنا المتعلق بنعمتك 000 يا يسوع المسيح
الذي أنا رأيته والذي أنا ملكه والذي أحبه والذي فيه أنا كائن وأكون. إقبلني
بسلام في مساكنك الأبديّة “.
(16) أعمال بطرر وبولس(18):
وترجع أدم مخطوطات هذا العمل إلي القرن التاسع وإن كان الكتاب نفسه
يرجع لتاريخ أقدم من ذلك فقد أشار أوريجانوس (185 –245 م) إلي إحدى قصصه، السيدة كوفاديس Domine quovadis. وقد جاء في نهايته أنّه لما آمر نيرون بقطع رأس بولس وصلب بطرس
” ولما جاء بطرس إلي الصليب قال: لأنَّ ربي يسوع المسيح الذي نزل من السماء
إلي الأرض رفع علي الصليب ورأسه لأعلي، وتلطف ودعاني إلي السماء أنا الذي من الأرض،
لذا يثبت صليبي ورأسي لأسفل لأوجّه قدمي للسماء، لأني لست أهلاً أنْ أُصلب مثل
ربي، فقلبوا الصليب وسمّروا رجليه لأعلي “.
(17) أعمال اندراوس(19):
أشار إليها أبيفانيوس (403م) وترجع إلي ما قبل ذلك، جاء فيها قول إندراوس
لغريمه ” إن آمنت بالمسيح ابن الله الذي صلب سأشرح لك كيف أنَّ الحمل الذي ذُبح
سيحيا بعد أنْ صُلِبَ “.
(18) رؤيا بطرس(20):
وترجع إلي ما قبل 180م. جاء فيها إعلان المجيء الثاني هكذا: ”
أجاب ربنا (يسوع) وقال: 000 لأن مجيء ابن الله لن يكون مبينًا ولكن مثل البرق
الذي يظهر من الشرق إلي الغرب، هكذا سيأتي علي سحاب السماء مع جمهور عظيم في
مجدي، وصليبي ذاهبًا أمام وجهي. سآتي في مجدي مع كل قديسي وملائكتي، عندما يضع أبي
إكليلاً علي رأسي لأدين الأحياء والأموات وأجازي كل واحد بحسب أعماله”.
وجاء في مخطوطة أخري ولكن بصورة أكثر غموضًا وصوفيّة ” والذي
صلبوه هو البكر، وموطن الأرواح والإناء الحجري الذين يسكنون فيه، لإلوهيم،
للصليب، الذي تحت الناموس. ولكن الذي يقف قريبا منه هو المخلص الحي، الأول فيه
الذي أمسكوه وأطلقوه، الذي يقف مبتهجًا ينظر إلي أولئك يعاملونه بعنف، حتي
انقسموا بين أنفسهم. لذا فقد ضحك علي نقص إدراكهم، عالمًا أنَّهم ولدوا عميان،
لذا فالقابل للألم سيأتي، لأنَّ الجسد هو البديل، ولكن الذي أطلقوه كان جسدي
الروحي. ولكني أنا الروح العقلي المملوء بالنور المشع. الذي تراه آتيًا إليَّ هو
ملء اللاهوت العقلي الذي يوحد النور التام مع روحي القدوس”(21)!!
وفي هذا النص يتكلم الكاتب عن المسيح كروح عقلي من نور، وأنَّ الذي
صُلب لا الروح العقلي النوراني المشع، بل الجزء الجسدي، الذي هو البكر، والبكر هو
لقب المسيح في الفكر المسيحي عمومًا!! أي أنَّه يقول أنَّهم صلبوا الجزء الجسدي
منه لكنهم لم يصلبوا الروح العلوي النوراني المشع!!
(19) رؤيا بولس(22):
ذكرت في قانون البابا جلاسيوس (496م) وأشار إليها القديس أغسطينوس
(430م). جاء فيها ” ثم رأيت ابن الله نازلاً من السماء وإكليلاً علي رأسه
وعندما رآه الذين وضعوا في العذاب، صرخوا جميعهم معًا: ارحمنا يا ابن الله العلي،
فأنت الذي منحت الراحة للكل في السماء وعلي الأرض.
ارحمنا نحن أيضًا، فقد حصلنا علي راحة منذ رأيناك. وجاء صوت الله في
كل مكان في العذابات قائلاً: ما الذي فعلتموه لتسألوني عن الراحة؟ لقد سال دمى
لأجلكم ولم تتوبوا. لبست تاجًا من الشوك علي رأسي لأجلكم. لأجلكم لُطمت علي خدي،
ومع ذلك لم تتوبوا. عُلِّقت علي الصليب وطلبت الماء فأعطوني خلاً ممزوجا بمر،
فتحوا جنبي الأيمن بحربة. لأجل إسمي قتلوا خدامي، الأنبياء والأبرار، أعطيتكم
الفرصة في كل هذا للتوبة ولم تريدوا “.
—
(1) New Testament
Apocrypha Vol. 1. P. 184.
(2) The Nag Hammadi
Library in English p. 39.
(3) Tertulian against Marcion BK. IVCHAP. XLIII &
http//www.Geocities.com/Athens/Ithaca/3827/Gospel6.html
(4) http//www.reluctant-messenger.com/essene/ /Gospel_9.html
(5) The Nag Hammadi
Library in English p. 234.
(6) Ibid. 141.
(7)
http// wesely.nnu.edu/noncanon/gospels/gosbart.htm
(8) New Testament Apocrypha Vol. 1. P. 333-337.
(9) Ibid. 431.
(10) Ibid, p. 261-263.
(11) Anti Nicence Fathers Vol. 8. pp. 435-450.
(12) Ibid, pp. 450-458.
(13) New Testament
Apocrypha Vol. 1. P. 352.
(14) Clement, Strom 6: 6, 48.
(15) New Testament
Apocrypha Vol. 2. P. 232.
(16) Ibid.258.
(17) Ibid, 422.
(18) Anti Nicence Fathers Vol. 8. pp. 484.
(19) Ibid, 512.
(20) New Testament Apocrypha Vol. 2. P. 668.
(21) http// wesely.nnu.edu/noncanon/apoc/apcpete.htm
(22) New Testament Apocrypha Vol. 1. P. 788.