المسيحية

المسيح ومحمد والشيطان



المسيح ومحمد والشيطان

المسيح ومحمد
والشيطان

أولا: المسيح
والشيطان

سؤال:
هل يمكن أن تذكر لنا أولا ما قيل عن المسيح والشيطان في الكتب الإسلامية؟

الإجابة:

الشيطان لم يمس المسيح دونا عن سائر البشر بما فيهم الأنبياء،
كما جاء في:

1.           
(سورة آل عمران 36) “وَإِنِّي أُعِيذُهَا
بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا من الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ”

2.           
وقد فسر القرطبي
ذلك في (تفسيره ج4 ص68): “َإِنَّ الشَّيْطَان يََنْخُس جَمِيع وَلَد آدَم حَتَّى الْأَنْبِيَاء وَالْأَوْلِيَاء إِلَّا مَرْيَم
وَابْنهَا”.

3.           
ويحسن العودة إلى تلك الحلقة على موقعنا لمعرفة
المزيد بخصوص هذا الأمر.

 

سؤال:
ماذا قال الكتاب المقدس عن موقف المسيح من الشيطان؟

الإجابة:

1.           
في إنجيل (يو14: 30) قال المسيح: “رئيس
هذا العالم [أي الشيطان] آت، وليس له في شيء

2.           
ويذكر الكتاب المقدس الكثير من معجزات إخراج المسيح لشياطين كثيرة، منها:

·              
في (لو8: 27 35) “استقبله
رجل من ال
مدينة كان فيه شياطين
منذ
زمان طويل..أمرهم
أن يخرجوا منه].. فخرجوا

·              
وفي (مر16: 9) أخرج سبعة شياطين من إمرأة تدعى المجدلية.

·      وفي (مت10: 8) أعطى
المسيح تلاميذه
سلطانا أيضا ليخرجوا الشياطين قائلا لهم:
اشفوا مرضى طهروا برصا أقيموا موتى اخرجوا
شياطين
مجانا أخذتم مجانا أعطوا”

 

ثانيا:
محمد والشيطان

سؤال:
ماذا عن محمد والشياطين كما تقول الكتب الإسلامية؟

الإجابة:

للإجابة على
هذا السؤال يلزمنا أن نناقش النقاط التالية:

1.           
محمد والأعراض الغريبة منذ طفوليته.

2.           
محمد والأعراض الغريبة عندما كان يأتيه
الوحي.

3.           
محمد وما حدث له في غار حراء.

4.           
ظهور الشيطان لمحمد في صورة جبريل.

5.           
حديث محمد عن إسلام شيطانه.

6.           
محمد يستعيذ من نزغ الشيطان وهمزه.

7.           
الشيطان يوحي بآية قرآنية لمحمد وينسخها
جبريل.

8.           
محمد قضى ليلة كاملة مع الجن.

9.           
الجن يوحون لمحمد بسورة قرآنية كاملة.

10.      
الشيطان سحر عقل محمد لمدة سنة.

 

سؤال:
يمكن أن تكلمنا عن النقطة الأولى:

(1)
محمد والأعراض الغريبة منذ طفوليته

الإجابة:

1.    
جاء في (سيرة ابن هشام
باب حليمة ترد محمدا إلى أمه) قال لي أبوه (من الرضاعة زوج حليمة) يا حليمة، لقد
خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب، فألحقيه
بأهله قبل أن يظهر ذلك
به
. قالت فحملناه، فقدمنا به على أمه. فقالت أمه ما أقدمك به؟.. أ فتخوفت عليه من الشيطان؟

2.    
وفي (السيرة الحلبية ج1/ص407) “روى ابن
إسحاق أن محمدا كان يرقى من العين وهو بمكة قبل
أن ينزل عليه القرآن.. كان يصيبه ما يشبه الإغماء بعد حصول الرعدة وتغميض عينيه
وتربُّد وجهِه ويغط كغطيط البَكر، فقالت له خديجة أوجه إليك من يرقيك؟

 

(2)
محمد والأعراض الغريبة عندما يأتيه الوحي

1.    
نقرأ في (السيرة الحلبية ج1/ص407) “فلما
نزل عليه القرآن أصابه نحو ما كان يصيبه قبل ذلك..
إذ كان يصيبه ما يشبه الإغماء بعد حصول الرعدة وتغميض عينيه وتربُّد وجهِه ويغط
كغطيط البَكر..”

2.    
وجاء في كتاب (مشكاة المصابيح باب البعث وبدء
الوحي) “عن عائشة سئل رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال أحيانا يأتيني مثل
صلصلة الجرَس وهو أشد عليَّ فأغيب عن الوعي..”

2.    
وفي (الطبقات الكبرى
لابن سعد باب ذكر شدة نزول الوحي على النبي) يقول: “إذا نزل عليه الوحي كَرُبَ له وتربد وجهه. وصار كهيئة
السكران.
وإذا جاءه وهو على ناقته فترغو
وتفتل يديها حتى أظن أن ذراعها تنقصم. وكان محمد
يقول إن الوحي يأتيني في صوت الجرس.

3.    
ولمعرفة حقيقة صوت الجرس نقرأ فى (مسند الإمام
احمد جزء 6 صفحة 182) “إن عائشة كان لها عبد
وكانت تسمع صوت هذا الجرس وهو يرن وهو يسير معها فترتعب وعندما سالت الرسول
عن ذلك اجابها ان لهذا العبد تابعا من الجن يصدر
عنه صوت الجرس”

 

(3)
محمد وما حدث له في غار حراء

1.    
نقرأ في (صحيح البخاري ج4/ص1894) عن عَائِشَةَ
قالت.. جَاءَهُ الْمَلَكُ وهو في غَارِ حِرَاءٍ فقال اقْرَأْ فقال رسول اللَّهِ ما أنا بِقَارِئٍ قال فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي [أي خنقه] حتى بَلَغَ مِنِّي الْجُهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي [ساب
إيده]، (وتكرر ذلك ثلاث مرات)، فَرَجَعَ تَرْجُفُ
بَوَادِرُهُ
حتى دخل على خَدِيجَةَ فقال زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي [أي
غطوني] فَزَمَّلُوهُ حتى ذَهَبَ عنه الرَّوْعُ
قال لِخَدِيجَةَ أَيْ خَدِيجَةُ ما لي؟ لقد خَشِيتُ على
نَفْسِي..”

2.    
ولكي نفهم تعبيره “لقد خَشِيتُ على نَفْسِي” نقرأ ما جاء في كتاب (السيرة الحلبية ج1 ص 337) “إن رسول الله قال
لخديجة: إني لأخشى أن يكون الذي يناديني تابعا من الجن.. “وأخشى
أن يكون بي جنون” أي
لمسة من الجن

3.    
ما أبعد الفرق بين هذا الذي حدث مع محمد، وما
حدث مع ظهور الملاك جبرائيل للعذراء مريم (لو1: 28)
إذ قال لها: سلام لك أيتها المنعم عليها الرب معك مباركة أنت في النساء”

 

(4)
ظهور الشيطان لمحمد في صورة جبريل

أقول ربما معظم
الأحباء المسلمين لا يعرفون أن الشيطان يمكن أن يغير
شكله ويظهر في صورة بشر، وفي صورة ملائكة أيضا.

1.           
نقرأ في الكتاب المقدس (2كو11: 14)
القول أن:
الشيطان نفسه يغير شكله
إلى شبه
ملاك نور”

 

سؤال: وهل
يوجد في الإسلام شيء مثل هذا؟

الإجابة:
هذا ما سوف يصدم الكثير من المسلمين:

1.    
الواقع هذا ما حدث مع محمد نفسِه كما قال الإمام فخر الدين الرازي في (تفسيره
لسورة الحج آية 52 في كتابه (التفسير الكبير ج23/ص47) “قال ابن عباس في رواية
عطاء إن شيطاناً يقال له الأبيض أتى إلى رسول
الله على صورة جبريل عليه السلام.

2.    
وفي تفسير الإمام فخر
الدين الرازي أيضا (لسورة التكوير آية 20)
في
(التفسير الكبير ج31/ص68) “ذكر مقاتل أن شيطاناً يقال له الأبيض.. قصد أن
يفتن النبي فدفعه جبريل دفعة رقيقة وقع بها من مكة إلى أقصى الهند”

 

سؤال:
كنا نتكلم عما قاله فخر الدين الرازي، فهل هناك مفسرون آخرون قالوا ذلك؟

الإجابة:
نعم:

1.     (تفسير القرطبي
ج18/ص37 لسورة الحشر 16)
“قال بن عباس: الشيطان الأبيض.. هو الذي قصد النبي في صورة جبريل ليوسوس إليه على وجه
الوحي”

2.     (تفسير القرطبي
ج19/ص242 و243 لسورة التكوير 23 25)
“قال عطاء يريد بالشيطان الأبيض الذي كان يأتي النبي في صورة جبريل
يريد أن يفتنه”

3.     (تفسير مقاتل
بن سليمان ج3/ص456)
“أن النبي حين بُعث قال إبليس من لهذا النبي الذي خرج من الأرض.. فقال شيطان واسمه الأبيض.. أنا له، فأتى فوجده في بيت الصفا
فلما انصرف قام الأبيض في صورة جبريل ليوحى إليه

 

سؤال:
وهل ورد شيئ في كتب السيرة النبوية عن ذلك؟

الإجابة:
بالتأكيد:

1.     (السيرة الحلبية ج1/ص408)
“قد ذكر بعض المفسرين أنه صلى الله عليه وسلم كان له عدو من شياطين الجن يقال
له الأبيض كان يأتيه في
صورة جبريل

2.           
وتعليقي على ذلك: ألا يتفق هذا مع ما
قاله محمد لخديجة عن الذي ظهر له في غار حراء؟

3.    
في (السيرة الحلبية ج1
ص 337)
“إن رسول الله قال لخديجة: إني لأخشى أن يكون الذي يناديني تابعا من الجن
وقال لها أيضا “أخشى أن يكون بي جنون” أي لمسة من الجن

4.           
فما رأيك يا عزيزي المسلم في هذا الأمر الخطير؟

5.           
ألا يحتاج هذا الموضوع أن تبحثه لتتأكد من صحته
حتى لا يكون إيمانك باطلا؟

 

(5)
الشيطان أوحي لمحمد بآية قرآنية ونسخها جبريل

1.           
جاء في (سورة النجم 19و20) “
أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى”

2.    
وعلق الطبري على هذه الآيات في (تفسير الطبري ج17 ص 186و187) قائلا: “جَلَسَ
رَسُول اللَّه فِي نَادٍ [مجموعة] مِنْ أَنْدِيَة قُرَيْش, فَتَمَنَّى يَوْمئِذٍ أَنْ لَا يَأْتِيه مِنَ اللَّه
شَيْء فَيَنْفِرُوا عَنْهُ,

3.    
ويكمل الطبري قائلا: فَأَنْزَلَ اللَّه عَلَيْه:
“وَالنَّجْم إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبكُمْ وَمَا غَوَى” فَقَرَأَهَا
رَسُول اللَّه حَتَّى إِذَا بَلَغَ: “َأفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى
وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى” (سورة النجم 19 و20) أَلْقَى عَلَيْهِ الشَّيْطَان كَلِمَتَيْنِ:
“تِلْكَ الْغَرَانِيقَ الْعُلَى, وَإِنَّ شَفَاعَتهنَّ لَتُرْتجَى” فَتَكَلَّمَ بِهَا.

4.    
ويضيف الطبري
أيضا في نفس المرجع: “فَلَمَّا أَمْسَى أَتَاهُ جَبْريل..
قَالَ له: مَا جِئْتُك بِهَاتَيْنِ! فَقَالَ
رَسُول اللَّه: “افْتَرَيْتُ عَلَى اللَّه، وَقُلْتُ
عَلَى اللَّه مَا لَمْ يَقُلْ

5.    
ويواصل الطبري
كلامه (في تفسيره ج 17/ص 186) عن أسباب نزول (سورة الحج 52) القائلة: “وَمَا
أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رَسُول وَلَا نَبِيّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَان فِي أُمْنِيَّته فَيَنْسَخ اللَّه مَا
يُلْقِي الشَّيْطَان
“.

6.    
فوضح الطبري أِنَّ السَّبَب الَّذِي مِنْ أَجْله
أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَة عَلَى رَسُول اللَّه أَنَّ الشَّيْطَان
كَانَ قد أَلْقَى عَلَى لِسَانه فِي بَعْض مَا يَتْلُوهُ مَا لَمْ يُنَزِّلهُ اللَّه
عَلَيْهِ, فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى رَسُول اللَّه وَاغْتَمَّ, فَسَلاهُ [أي عزاه]
اللَّه بِهَذِهِ الْآيَات!!!

 

سؤال:
هل ذكر مفسرون آخرون غير الطبري شيئا عن هذا الموضوع؟

الإجابة:

نعم
كثيرون مما لا يتسع وقت البرنامج لسرد كل ما قالوه، ولكني أكتفي بأقوال اثنين من
أئمة المسلمين الكبار:

1.    
في (تفسير أبو الليث السمرقندي
ج2/ص465
عن سورة الحج 52) “قال إبن
عباس في رواية أبي صالح أتاه الشيطان في صورة جبريل
وهو يقرأ “سورة والنجم إذا هوى” عند الكعبة حتى إنتهى إلى قوله “أفرأيتم
اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى (النجم 19 – 20) ألقى
الشيطان على
لسانه: “تلك الغرانيق
العلى منها الشفاعة ترتجى فلما سمعه المشركون يقرأ ذلك أعجبهم، فلما إنتهى إلى
آخرها سجد وسجد المسلمون والمشركون معه، فلما فأتاه جبريل عليه السلام فقال ما
جئتك بهذا، فنزل “وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إِلا إِذَا تَمَنَّى
أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي
الشَّيْطَانُ

2.    
وأيضا قال: (القرطبي ج12/ص84 في تفسيره لسورة
الحج 52) “قال بن عباس إن شيطانا يقال له الأبيض
كان قد أتى رسول الله في صورة جبريل عليه السلام وألقى في قراءة النبي “تلك
الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى”

 

سؤال:
وما تعليقك على ذلك؟

الإجابة:

1.    
تعليقي هو: كيف يحدث هذا وقد جاء في (سورة النحل
98 100) “فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا
وعلى ربهم يتوكلون. إنما سلطانه على الذين يَتَوَلَّوْنَه
[أي يتخذونه وليا ويتبعونه] والذين هم به مشركون

2.           
فكيف سيطر الشيطان على لسان محمد؟

3.           
إنه سؤال يحتاج إلى إجابة
مقنعة.

 

آخر ما وصلنا
إليه: المسيح ومحمد والشيطان.

وقلنا أن
المسيح لم يخضع للشيطان، بل انتهره وأخرج شياطين كثيرة من الناس المتسلط عليهم.

أما محمد
فكان له علاقة شديدة مع الشياطين والجن.

فهو يعترف
أن من رآه في غار حراء كان شيطانا أو جن.

وأنه كان
ينتابه عند مجيء ما يسميه بالوحي، أعراض الصرع
التي تنتاب الملبوسين من الشياطين.

وقد اعترف
أيضا أن الشيطان كان يظهر له في صورة جبريل، وكان
يوحي إليه.

كما أقر أنه
انخدع من الشيطان الذي أوحى له بآية “تلك الغرانيقَ
العلى..”

وظهر أيضا
أنه وقع ضحية لخداع الشيطان عندما ابتلع الطعم بأن شيطانه
قد أسلم
، وأنه لا يأمره إلا بخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار