هل تم تحريف الكتاب المقدس

هل
تم تحريف الكتاب المقدس
الإدعاء بحدوث تحريف في الكتاب المقدس هو استهانة كبرى بالله
إن
أي ادعاء بحدوث تحريف في الكتاب المقدس هو استهانة كبرى بالله تبارك اسمه, لأن مثل
هذا الادعاء ينسب إليه تبارك وتعالى الجهل, والعجز, والتغير، وهو العليم الخبير, وينسب
إليه الجهل بالمستقبل، إذ أنه لم يعرف مسبقاً أن اليهود والمسيحيين سيحرفون
التوراة والإنحيل, وينسب إليه العجز عن حفظ التوراة والإنحيل، – وهما بنصوص القرآن
– منزّلان منه, هما كلامه الموحى به منه,
إن
أي ادعاء بحدوث تحريف في الكتاب المقدس ينسب إليه التغيّر, إذ سمح لليهود
والمسيحيين بالعبث في كلمته الموحى بها، لكنه قرر بعد ذلك حفظ القرآن من أي عبث
كما جاء في سورة الحجر: ” إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ
لَحَافِظُونَ ” (سورة الحجر 15: 9). تعالى الله عن الجهل، والعجز، والتغير
علواً كبيراً,
ولذا
يتحتم علينا بغير جدال، وبغير قيد أو شرط أن نؤمن بوحي الكتاب المقدس كله وبأنه
حُفظ حفظاً إلهياً من كل عبث أو تحريف, كما قال كاتب المزمور بالوحي الإلهي: ”
إلي الأبَدِ يَا رَبُّ كَلِمَتُكَ مُثَبَّتَةٌ فِي السَّمَاوَاتِ ” (مزمور
119: 89).
وكما
قال القديس بولس الرسول: ” كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللّهِ،
وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الذِي فِي
الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إنسان اللّهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ
صَالِحٍ ” (2 تيموثاوس 3: 16 و17 واقرأ أيضاً 2 بطرس 1: 19-21).
وعلينا
أن نذكر هنا أن هناك مخطوطات قديمة للعهد القديم ما زالت موجودة حتى الآن، وقد
وجدت في وادي قمران قرب البحر الميت ويرجع تاريخها إلي القرن الثالث قبل الميلاد,
كما أن لدينا مخطوطات أخرى لكل الكتاب المقدس تعود إلي سنة 125 و350 بعد الميلاد
محفوظة في المتحف البريطاني، وفي فرنسا، وفي مكتبة الفاتيكان وفي ليننجراد في
روسيا, هذه كلها وجدت قبل القرآن وكانت مع اليهود والمسيحيين في عصر محمد, وهي
تطابق تماماً الكتاب المقدس الذي لدى اليهود والمسيحيين حتى اليوم, وهي التي صادق
القرآن على صدقها.
إذا
أرسينا هذا الأساس المتين، أساس وحي الكتاب المقدس الذي لا يأتيه الشك من بين يديه
ولا من خلفه, نستطيع ان نتقدم ونتحاور عن الله.
متي حدث التحريف المزعوم؟
قلت
بنعمة الرب: إسأل نفسك هذا السؤال: هل تغير الكتاب المقدس
قبل محمد أم بعده؟
قال
المحاور الغير مؤمن: لا أعرف، لقد قيل لي ذلك، ولكنني أعتقد أنه تم
تحريفه قبل مجيء الرسول الكريم.
قلت
بنعمة الرب: لا يمكن أن يكون الكتاب
المقدس قد تغير قبل محمد وإلا لتهجم محمد عليه وكتب عن تغييره في القرآن. ليوصى
المسلمين والعالم أجمع كي لا يقرأوا كتاباً محرفاً. ولكن محمد أكرم الكتاب المقدس وشدد على أنه كتاب
الله لذلك حث العالم على
قراءته قائلاً: ” لستم على شىء حتى تقيموا التوراة والإنحيل”. (المائدة
5: 68).
قال
المحاور الغير مؤمن: في هذه الحالة أعتقد أن التحريف تم بعد مجئ
الرسول الكريم.
قلت
بنعمة الرب: قلت بنعمه الرب : قققققققققققإن كنت تعتقد أن الإنحيل قد تبدل بعد عهد
محمد، إسأل نفسك هذا السؤال: ” في الوقت الذي جاء
فيه محمد، كانت المسيحية قد انتشرت في كل أنحاء المسكونة، متعددة
الطوائف: إذاً لصالح أى من الطوائف قد حرف الكتاب المقدس؟< أكان التحريف لصالح
الكاثوليك أم الأرثوذكس أم غيرهم؟ وهل كانت الطوائف ترضى أن يتحرف الكتاب المقدس
لصالح طائفة معينة دون الطوائف الأخرى؟ وهل كان من المعقول أن ترضى الطوائف اليهودية
بتغيير التوراة لصالح المسيحية؟
قال
المحاور الغير مؤمن: الجواب لهذه الأسئلة واضح: كلا،“> فهذا من رابع
المستحيلات.
قلت
بنعمة الرب: لقد كانت نسخ الكتاب المقدس تعد بالآلاف بعد
القرن السابع. منشورة في يد كل الطوائف المسيحية واليهودية.“> في كل بلد وأمة، ولا يزال
عدد كبير من تلك النسخ نفسها محفوظا في عدد من المتاحف الكبرى: “> ولا نعجب أن كل تلك
النسخ توافق بعضها البعض موافقة كلية. لذلك كل من يقول أن الكتاب المقس قد تحرف فهو
ينكر التاريخ وهذه علامة جهل مبين. كما انك تلغي
شهاده القرآن.
شهادة القرآن
<span
lang=”AR-SA” dir=”rtl” style=”mso-bidi-language:
AR-SA”>
يشهد القرآن في عشرات
من آياته لصحة التوراة والأنجيل ولكننا سنقتبس منها الآيات التالية: “وعندهم
التوراة فيها حكم الله ” (المائده 5: 43).. و” عندهم التوراة فيها هدى
ونور يحكم بها النبيون<span
style=”mso-spacerun: yes“> ” (المائده
5: 44) </span>..وقفينا على أثارهم بعيسى أبن مريم.. وأتيناه الأنجيل فيه هدى
ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين ” المائده 5: 46)..
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون.. ” (المائدة 5: 47) ويشدد
القرآن على أن الكتاب المقدس هو سنة الله التي لا يستطيع أحد أن يحرفها،<span
style=”mso-spacerun: yes“> </span>فيقول:
“سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولاتجد لسنتنا تحويلا ” (الاسراء 17: 77).<O:P>.<span style=”mso-spacerun:
yes”> </span>
* القرآن يشهد
للتوراة والإنحيل بأعظم كلمات الشهادة ويصفها بالعبارات السامية مثل: “هدى
ونور للعالمين: موعظة للمتقين: حكم الله: سنة الله: كلمات الله”.“> ومن ثم يشدد الله بأنه
على كل شئ قدير وبأنه لا يستطيع أحد أن يبدل أو يغير كلمات الله أو سنته.“> فكيف يتجرأ الإنسان على
أن يناقض الله نفسه. وعندما يقول إخوتى
المسلمين أن الكتاب المقدس قد حرف. فهذا إتهام مغرض ضد الله أنه لم يكن قادرا على
أن يحفظ كلماته وسنته من التغيير والتبديل والتحريف. فهل أنت مستعد على أن تقف أمام الله وتوجه له
التهمة الشنيعة هذه؟
إيمان القرآن هو الإيمان بالكتاب كله (التوراة والإنحيل)
كانت بعثة
محمد هداية إلي الإيمان بالكتاب: وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا أى ملاكا: ما
كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه (أى الإيمان بالكتاب) نورا نهدي به من
نشاء من عبادنا وأنك لتُهدى إلي صراط مستقيم (الشورى 42: 52 و53). والهداية للصراط
المستقيم هي الهداية للإيمان بالكتاب وهو ما يأمر به روح من أمر الله محمدا في غار
حراء. ولبى محمد الأمر والنداء واهتدى إلي الإيمان بكتاب موسى وعيسى وأخذ يهدي
العرب بهما: وقل: ” أمنت بما أنزل الله من كتاب وأمُرت لأعدل بينكم ” (الشورى42:
15)
ويعلن
محمد الإيمان برسل الله وكتبه: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن
بالله وملائكته وكتبه ورسله (البقرة 2: 285)
ويدعو
محمدا جماعته إلي هذا الإيمان عينه: ” يا أيها الذين آمنوا أمنوا بالله
ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله
وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا ” (النساء 4: 136)
ويستعلي
محمد مع جماعته على اليهود بسبب إيمانه بالكتاب كله (آل عمران 119) ثم يعلن وحدة
الإله ووحدة التنزيل ووحدة الإسلام مع النصارى من أهل الكتاب فلا جدال معهم إلاّ
بالحسنى أما مع اليهود الظالمين فيحق الجدال معهم بغير الحسنى أى بالسيف (العنكبوت
29: 46).