تأمل لقداسة البابا شنودة من كتاب حياة التواضع والوداعة


تأمل لقداسة البابا شنودة
يا رب ماذا أطلب منك وأنت لم تدعني معوزا شيئا من أعمال كرامتك ، أنت يا رب ترعاني فلا يعوزني شيء ، كل ما أعطيتني حتى الآن كثير عليّ ، أعطيتني فـوق ما أطلب وفـوق ما أستحق بحيث أشعر بفيـض منك
لا ينقصه شيء يزاد عليه .. ثم إنني يا رب لا أعرف ما هو الصالح لي لأطلبه ، أنت الذي تعرف ما أحتاج أنا إليه وتعطيني إياه دون أن أطلب ! جرأة مني أن أذكّرك بما يحسن في عينيك أن تعمله لأجلي حسب وفرة حنان أبوتك ، كل ما أطلبه هو أن تغفر لي خطاياي ، كذلك أطلب ملكوتك في حياتي كما سبق أن علمتنا “لا تهتموا بما للغد” “أطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم” … كذلك أنا يا رب في خجل أن أطلب على الرغم مما اقترفته من خطايا ! استحي من الطلب وقد خالفت الكثير من وصاياك وقصّرت في واجباتي من نحوك ولم تعد لي دالة أطلب بها شيئا ، الخجل يغطي وجهي وتذكر خطاياي يعقد لساني عن الطلب ، أنت تعرف يا رب كل شيء وأيضا كيف أطلب شيئا جديدا وأنا لم أشكر على عطاياك السابقة ؟! … أقول “باركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس . باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل إحساناته” . أنت يا رب قد أعطيتني الكثير والكثير ولم أشكر بعد على كل ما غرقتني به من كرمك فليتني أحيا حياة الشكر لا الطلب ! أقول مع المرتل في المزمور “بماذا أكافئ الرب عن كل ما أعطانيه ؟! كأس الخلاص آخذ وباسم الرب أدعو .. قدام كل شعبه”
(نقلت من كتاب حياة التواضع والوداعة